
هذه لبنان ..د . خالد جمال
وهذه لبنان كانت تقدم خدمات جليلة للشرق، فبغض النظر عن مناخ الحرية النسبي وتعدد الأحزاب والنزعات الفكرية والفلسفية وتنوع الطوائف والخلفيات القومية، كانت 'هذه لبنان' هي الفاكهة والجامعة والمستشفى والبنك والكازينو، والمطار والمرفأ والبلاج والثلج.
كانت 'هذه لبنان' ملجأً، ومعبراً، وحباً، وسياحة، وأغنية، ورقصة. فماذا حدث بعد ذلك؟
فقدت 'هذه اللبنان' كل هذه الوظائف والمميزات حبةً حبة، وهكذا تراكمت الأزمات، والحروب الأهلية، والتدخلات الخارجية، حتى وصلنا إلى العصر الإيراني الذي يبدو أقسى ممن سبقوه، سواء السوريين أو الإسرائيليين أو الفلسطينيين أو حتى اللبنانيين أنفسهم.
والمعضلة الآن، وبعد حرب الإسناد الأخيرة، تكمن في نزع سلاح حزب الله، الذي يرفض هذا الأمر بشكل قطعي، ويندد بالويل والثبور وعظائم الأمور.
وفي المقابل، تبدو الدولة عاجزة، أو لا تملك الرغبة في اندلاع نزاع جديد، وربما تمنت بعض القوى ترك الأمر لإسرائيل لتسوي الأمر.
'هذه اللبنان' وعبر التاريخ أثبتت أنها أقوى مما يظن البعض، ومع الدعم الخارجي، وخصوصاً الأميركي، استطاعت أن تحافظ على نفسها في أقسى اللحظات.
فعلت ذلك في 1958، وكذلك في 1982، وأيضاً في 2005. وهل تذكرون حين سعى البعض إلى تقسيم 'هذه اللبنان'، وهي نغمة قديمة جديدة، برز القول الشهير: 'هذه اللبنان أكبر من أن تُبلع وأصغر من أن تُقسّم'.
ولكن في الفترة الحالية، تواجه لبنان تصريحات نارية مصادرها مختلفة:
أولها تعود لإذاعة إسرائيلية تزعم بأن السوريين، وقد فتحوا حواراً مع إسرائيل حول الجولان، طالبوا بضم طرابلس ومحيطها إلى سورية.
وثانيها أنباء عن تصريحات المبعوث الأميركي توم براك حول أن 'هذه لبنان' سوف تختفي وتتحول إلى جزء من بلاد الشام، وأن السوريين لطالما نظروا إلى لبنان كمنتجع لهم.
فكيف ينظر اللبنانيون إلى هذه التصريحات؟ وهل أُثيرت الشكوك حول احتمال زوال لبنان من الخارطة؟
والحقيقة أن هذا الكلام يأتي في إطار الضغط على القيادات اللبنانية. فالموقف الأميركي معروف، وهو أن لا عودة إلى السياسات والتركيبات الإمبريالية السابقة، كسايكس بيكو مثلاً.
ولقد رفض الأميركيون والمجتمع الغربي بأكمله محاولة الأكراد الاستفتاء على الاستقلال وأفشلوها، وهم الآن يرفضون دعوات 'قسد' إلى الفيدرالية.
ولقد حكمت سوريا لبنان على مدى ثلاثين عاماً أيام حافظ الأسد، ولم تفلح في فعل مثل هذا الشيء.
ولقد احتلت إسرائيل لبنان إلى بيروت، ولم تفلح في إنهاء 'هذه اللبنان'.
هذه اللبنان أكبر من أن تُبلع أو تُحتل أو تُمزق، وأكبر من كل دعوات الاحتلال والتقسيم.
'هذه اللبنان' وطن نهائي لأبنائه، وباقٍ إلى الأبد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 3 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
ماذا قال باراك عن الرد اللبناني؟
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... أفادت معلومات الجديد أن المبعوث الاميركي توم براك ابلغ المسؤولين اللبنانيين ان الرد الإسرائيلي الأولي على الورقة اللبنانية إيجابي انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الديار
منذ 3 ساعات
- الديار
لبنان الرسمي مُطالب بموقف حازم من تصريحات باراك جعجع: كلامه مسؤوليّة الحكومة والسلطات الرسميّة مُفاوضات غزة تترنح...حماس: وصلنا الى مرحلة صعبة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب لا تزال تصريحات الموفد الأميركي إلى سوريا ولبنان، وسفير واشنطن في تركيا توم برّاك عن ان «لبنان قد يواجه تهديداً وجودياً ويعود إلى بلاد الشام» حديث الساعة، نظرا لخطورتها وأبعادها. فرغم خروجه لتوضيح ما قال، مؤكدا أن مواقفه الاخيرة «لا تمثل تهديداً للبنان، بل إشادة بالخطوات الكبيرة التي قطعتها سوريا»، الا ان هذه التوضيحات لم تُقنع المسؤولين اللبنانيين، الذين واصلوا استفساراتهم من السفارة الاميركية في بيروت، كما من اكثر من مصدر رسمي في واشنطن، عن خلفية ما تم التحذير منه، واذا كانت هذه التحذيرات جدية ام حصرا للضغط على لبنان الرسمي وحزب الله؟ خلفيات تصريحات برّاك وقال مصدر واسع الاطلاع لـ<الديار» ان «التخبط هو سيد الموقف لدى المسؤولين اللبنانيين، وبالتحديد الحكومة ورئاسة الجمهورية كما وزارة الخارجية، فهم غير قادرين على الخروج لانتقاد وادانة ما ورد على لسان برّاك، وبنفس الوقت لا يستطيعون التعامل معها وكأنها لم تكن، نظرا للاستياء الشعبي الكبير منها ، والضغوط السياسية المطالبة بموقف رسمي واضح». وأشار المصدر الى انه «بات واضحا ان الهدف الاساسي من تحذيرات برّاك، ومن محاولة ربط مصير سوريا مجددا بمصير لبنان، وهو ما يتزامن مع اخبار متداولة عن تحركات على الحدود من الجهة السورية وتوقيف خلايا متشددة، كلها تصب في خانة الضغوط المتواصلة على كل المستويات على لبنان لتسليم سلاح حزب الله، وهي ضغوط من المرجح ان تتفاقم في المرحلة المقبلة»، معتبرا ان «المستغرب هو ان القوى التي لطالما صوّرت نفسها مدافعة شرسة عن السيادة اللبنانية لحد انها أسمت نفسها «سيادية»، لم تتكبد عناء انتقاد ما قاله برّاك، ومن اصدر موقفا منها كان الموقف باهتا جدا، واقرب لان يبرر له ما حذّر منه». موقف جعجع وفي هذا السياق، كان لافتا موقف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ، الذي وضع تصريح برّاك «برسم السلطة والحكومة اللبنانية»، معتبرا في بيان ان «من الواضح والجلي ان السياسة الدولية برمتها بالتقاطع مع شبه إجماع عربي، بصدد ترتيب أوضاع المنطقة لإخراجها من الأوضاع الشاذة التي كانت قائمة في بعض دولها، بهدف الوصول الى دول طبيعية بدءا من إيران، وليس انتهاءً بحزب العمال الكردستاني في تركيا». ورأى جعجع ان « السياسة الدولية لا تتحمّل الفراغ، وأي دولة تعجز عن ترتيب أوضاعها وإعادة الانتظام لدستورها ومؤسساتها وأعمالها كدولة فعلية، ستكون خارج السباق وعلى هامش التاريخ»، مضيفا:»إذا استمرت السلطة، ومن خلالها الحكومة اللبنانية، في ترددها وتباطؤ قراراتها وتثاقل خطواتها في ما يتعلق بقيام دولة فعلية في لبنان، فإنها ستتحمّل مسؤولية ان يعود لبنان الوطن والدولة في مهبّ الريح من جديد». موقف حزب الله بالمقابل، نبّه عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان اللبناني النائب ابراهيم الموسوي من ان تصريحات باراك، «تنمّ عن نوايا خطيرة، وتكشف بوضوح عن معالم المشروع الأميركي - الصهيوني المرسوم للمنطقة عموماً، ولبنان خصوصاً»، مشددا على ان «لبنان بلد لا يرضخ للتهديد، ولا يساوم على سيادته، ولن يكون يوماً خاضعاً للإملاءات الأميركية أو راضخاً للتهديدات «الإسرائيلية» أو تابعاً لأيّ دولة خارجية، أو ملحقاً بها». ورأى إنّ «هذه التصريحات الاستعلائية لا يجب أن تمرّ من دون ردّ حازم وقوي من الدولة اللبنانية، بمستوياتها السياسية والديبلوماسية كافة، وهي تُحتّم على وزارة الخارجية اللبنانية أن تبادر فوراً إلى استدعاء السفيرة الأميركية، وإبلاغها رفضاً رسمياً لهذه التصريحات العدائية الوقحة» ، مطالبا الدولة اللبنانية بأن «تعلن بوضوح أن على الإدارة الأميركية احترام سيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه، وألا تتدخل في شؤونه الداخلية، وأن تلتزم دورها الذي ألزمت نفسها به ولكنها لم تنفذ حرفاً واحداً منه، باعتبارها الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار مع العدو الإسرائيلي ، بموجب ورقة الإجراءات التنفيذية للقرار 1701، بل شكلت غطاءً لاستمرار الاحتلال والعدوان الإسرائيلي على لبنان». جلسة حامية في هذا الوقت، تتجه الانظار الى جلسة المناقشة العامة التي تُعقد غدا الثلاثاء في المحلس النيابي، والتي يفترض ان تجيب خلالها الحكومة عن أسئلة النواب، حول ما أنجزته بعد اكثر من ٥ أشهر على توليها السلطة. وترجح مصادر نيابية واسعة الاطلاع ان «يشهد البرلمان انقساما عموديا بين مجموعة من النواب، ستضغط لتسليم سلاح حزب الله فورا دون قيد او شرط، مع الدفع بوضع مهل زمنية لذلك، وبين مجموعة ستتهم الحكومة بالتقاعس، وبعدم القيام بما يلزم لدحر الاحتلال الاسرائيلي»، لافتة في حديث لـ «الديار» الى ان «الامتناع عن نقل مجريات الجلسة مباشرة على الهواء، هدفه التخفيف من الاحتقان ومنع نقله الى الشارع». شائعات أمنية! أمنيا، وبعد الاخبار التي تم التداول عن انسحاب الجيش اللبناني من مناطق حدودية في البقاع، أصدرت قيادة الجيش بيانا نفت فيه ما يتم تداوله بهذا الخصوص، مؤكدة مواصلة الوحدات العسكرية المعنية «تنفيذ مهماتها الاعتيادية لضبط الحدود اللبنانية السورية ، في موازاة متابعة الوضع الأمني في الداخل لمنع أي مساس بـ الأمن والاستقرار «. ودعت إلى «توخي الدقة في نقل الأخبار المتعلقة بالجيش والوضع الأمني، والتحلي بالمسؤولية، وعدم بث الشائعات التي تؤدي إلى توتر بين المواطنين». كذلك نفت العلاقات الإعلامية في حزب الله في بيان، نفيا قاطعا ما ورد في بيان وزارة الداخلية السورية، حول مزاعم ارتباط أحد الموقوفين في محافظة حمص بحزب الله. واكد الحزب بأنه «ليس لديه أي تواجد أو نشاط في سوريا ، ولا علاقة له بأي أحداث أو صراعات هناك، وهو حريص على أمن سوريا واستقرارها وسلامة شعبها». وفي وقت سابق اليوم، اعلنت وزارة الداخلية السورية إن «جهاز الاستخبارات العامة، نفذ عملية أمنية مع قيادة الأمن الداخلي في حمص، أسفرت عن إلقاء القبض على مسلح له صلة بجماعة حزب الله اللبنانية». وأوضحت الداخلية السورية في بيان، «أن المسلح محمود فاضل ضُبط في حوزته عبوات ناسفة»، وقالت إنه كان «يعتزم تنفيذ عمليات إرهابية في المنطقة». لا هدنة في غزة؟ اما اقليميا، فتلاشت الاجواء الايجابية التي سادت مؤخرا عن قرب التوصل لاتفاق بين «اسرائيل» وحماس يؤدي لهدنة في غزة. ونقلت قناة «فلسطين اليوم»، التابعة لـ«حركة الجهاد الإسلامي» الفلسطينية، عن مسؤول كبير في «حماس» قوله إن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وصلت إلى «مرحلة صعبة، وإن الساعات المقبلة حاسمة». وأضاف المسؤول، الذي لم يُكشف اسمه، أن «الوسطاء يعملون على دفع المحادثات قدماً»، مؤكداً أنهم لا يزالون يواجهون «تعنتاً إسرائيلياً». من جهته، ادعى رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو ان حماس رفضت المقترح الاميركي. وقال:»إنهم دائماً ما يرددون دعاية (حماس)، لكنهم دائماً مخطئون. لقد قبلنا بالصفقة، صفقة (المبعوث الأميركي) ستيف ويتكوف، ثم النسخة التي اقترحها الوسطاء. قبلناها، ورفضتها حماس». وأضاف نتنياهو:»حماس تريد البقاء في غزة. يريدون منا المغادرة، حتى يتمكنوا من إعادة تسليح أنفسهم ومهاجمتنا مراراً وتكراراً. لن أقبل بهذا، سأبذل قصارى جهدي لإعادة رهائننا إلى ديارهم. سألتقي العائلات... أعرف ألمهم ومعاناتهم. أنا مصمم على إعادة الرهائن إلى ديارهم والقضاء على حماس».


الديار
منذ 3 ساعات
- الديار
علامة: الحكومة واضحة من ناحية حصريّة السلاح وقرار الحرب والسلم
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أشار عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب فادي علامة، الى أنّ "السفير توم براك المتفهّم للواقع اللبناني والتحديات لا سيّما ملف حصرية السلاح الى جانب السيادة اللبنانية التي تنتهك يوميّاً، سيناقش الورقة اللبنانية التي إستلمها مع الإدارة الأميركية"، لافتاً الى أنّ "التعويل اليوم هو على الدبلوماسيّة وعلى أصدقاء لبنان في الإدارة الأميركية للضغط على "إسرائيل" للإنسحاب من لبنان وإحترام الحدود والسيادة اللبنانية"، مؤكّداً أنّ "الحكومة والتي أخذت الثقة من معظم الجهات السياسية واضحة من ناحية حصرية السلاح وقرار الحرب والسلم". ورأى في حديث إذاعي أنّ "التجارب اللبنانية السابقة تحتّم اللجوء الى الحوار لسحب السلاح ،بحسب ما عرض رئيس الجمهورية لتجنّب التشجنّات الداخليّة". وإعتبر أنّ لبنان "هو الحلقة الأضعف في المنطقة، ولم يسلك الطريق الصحيح بعد، وبالتالي عليه معرفة كيفيّة التموضع ضمن متغيّرات المنطقة ولكن ليس على حساب سيادته".