
ديربي مانشستر بين التاريخ والمال: من يمثل المدينة في عصر الاحتراف؟
ديربي مانشستر بين التاريخ والمال: من يمثل المدينة في عصر الاحتراف؟
مقال مقترح: مباراة ميامي بداية عهد جديد في الرحلة الحمراء العالمية حسب هاني حتحوت
في ديربي مانشستر، لا تُطلق صافرة، بل يُشعل فتيل الحرب، هنا لا تُلعب مباراة، بل يُكتب فصل جديد من ملحمة الغضب، الكبرياء، والتاريخ الملطخ بالأهداف والعداوات، لا مكان للرحمة، ولا وقت للتراجع، فكل تمريرة تحمل ثأرًا، وكل تدخل يُشعل جماهيرًا لا تعرف النسيان، المدينة تنقسم كل مرة إلى جبهتين لا تعترفان أبدًا بالتعايش، لأن الديربي ليس مجرد صراع كروي، بل معركة وجود، عنوانها 'إما أن تكون السيادة حمراء، أو يغمرها الطوفان الأزرق'.
بداية الصراع .. كيف وُلد الانقسام.
ممكن يعجبك: ناقد رياضي يقترح تغيير موعد كأس العالم إلى ديسمبر ويناير
بدأت شرارة العداء في أواخر القرن التاسع عشر، عندما التقى نادي نيوتن هيث 'الاسم القديم لمانشستر يونايتد' بنادي أردويك 'الاسم السابق لمانشستر سيتي' في أولى المواجهات الكروية عام 1881، ومع مرور الوقت، تحوّل اللقاء إلى ديربي بصبغة رسمية، أولها كان عام 1894، وشهد أول بذور التنافس المحلي حين فاز الشياطين الحمر بخمسة أهداف مقابل هدفين.
لكن التنافس لم يكن متكافئًا لعقود طويلة، ففي أغلب فترات القرن الماضي، كان اليونايتد الطرف الأقوى، خاصة تحت قيادة المدرب الأسكتلندي القدير 'أليكس فيرجسون'، الذي لم يكن يخفي ازدراءه لجاره، واصفًا إياه في أكثر من مناسبة بـ 'الجار المزعج'.
المال يغير كل شيء.
حدث التحول الأكبر في موازين القوى مطلع القرن الحالي، وبالتحديد في عام 2008، حين استحوذ الإماراتي 'الشيخ منصور بن زايد' على مانشستر سيتي، خلال سنوات قليلة، ضخ النادي مليارات الدولارات، وجلب نجوم الصف الأول من اللاعبين والمدربين، وعلى رأسهم المدير الفني الإسباني الحالي للسيتزن 'بيب جوارديولا'.
التحول الحقيقي للسيتزن.
تحوّل السيتي من فريق المدينة الثاني إلى قوة مرعبة، تنافس على كل البطولات محليًا وقاريًا، لتبدأ مرحلة جديدة من الديربي، عنوانها: 'من يسيطر على مانشستر'
أبرز مواقف العداء التاريخي.
هدف 'دينيس لو' الذي أذل اليونايتد.
شهد عام 1974، وفي مشهد لا يُنسى، سجل نجم مانشستر يونايتد السابق 'دينيس لو' هدفًا للسيتي في مرمى فريقه القديم، ليؤدي عمليًا إلى هبوط الشياطين الحمر من الدوري الممتاز، في لقطة لا تزال محفورة في ذاكرة جماهير الفريقين.
الفضيحة التاريخية لليونايتد.
تلقى مانشستر يونايتد أسوأ هزيمة له في تاريخ الديربي، في عام 2011، بمعقله 'أولد ترافورد'، وأمام جماهيره، عندما سحقه السيتي بنتيجة تاريخية بستة أهداف مقابل هدف واحد، ليكون اللقاء بمثابة إعلان ولادة حقبة جديدة من هيمنة 'الجار المزعج'.
عودة ملحمية لمانشستر يونايتد.
في ديربي عام 2018، تقدم السيتزن بهدفين نظيفين مبكرًا، وكان على بُعد فوز من حسم لقب الدوري الإنجليزي الممتاز 'البريميرليج'، لكن الغريم الأزلي عاد بشكل درامي في الشوط الثاني ليقلب تأخره بهدفين لانتصار مثير بثلاثية، ويؤجل تتويج السيتزن باللقب، في مباراة لا تُنسى لهواة القلوب القوية.
أول نهائي بين الغريمين.. كأس الاتحاد الإنجليزي 2023.
جاء عام 2023، ليتواجه الغريمين لأول مرة في التاريخ، في نهائي بطولة كبرى 'كأس الاتحاد الإنجليزي'، وكان الفوز من نصيب كتيبة جوارديولا بهدفين مقابل هدف واحد، بعد هدف تاريخي من الدولي الألماني 'إلكاي جوندوجان' في الدقيقة الأولى من عمر المباراة، ليُسجل كأسرع هدف في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.
الكلمة العليا حمراء.
تواجه قطبي مانشستر في 195 مباراة، نجح اليونايتد في تحقيق 79 انتصارًا، مقابل 62 انتصارًا للسيتزن، بينما فرض التعادل نفسه في 52 مباراة، ليصبح التفوق باللون الأحمر.
روني الأكثر تسجيلًا وجيجز الأكثر مشاركة في الديربي.
النتيجة الأكبر في الديربي كانت للسماوي في مناسبتين، في أعوام 1926 و2011، حينما اكتسح مانشستر سيتي غريمه اليونايتد بستة أهداف مقابل هدف واحد، بينما تصدر الدولي الإنجليزي واين روني قائمة هدافي الديربي بتسجيله 11 هدفًا في شباك السيتزن، وحل ثانيًا الدولي الأرجنتيني 'سيرجيو كون أجويرو' برصيد 9 أهداف، كما انفرد الدولي الويلزي 'ريان جيجز' بأكثر اللاعبين مشاركة في الديربي برصيد 37 مباراة.
الصراع داخل وخارج المستطيل الأخضر.
العداء بين الناديين لا يقتصر على المستطيل الأخضر، هو انعكاس حقيقي لاختلاف فلسفي وثقافي، فاليونايتد يمثل المجد التاريخي، الشعبية الطاغية، والتتويجات العالمية، بينما السيتي أصبح رمزًا لكرة القدم الحديثة، المعتمدة على الاستثمار الضخم والبناء السريع، وفي النهاية كل فريق يرى نفسه 'الوجه الحقيقي للمدينة'، والجماهير لا تقبل أنصاف الحلول.
ديربي مختلف لا يشبه غيره.
ديربي مانشستر ليس مجرد مواجهة محلية، إنه حرب باردة بين جارين لا يفصل بين ملاعبهما سوى أميال، بينما تفصل بين ثقافتهما الكروية عقود من التنافس، والكبرياء، والانكسارات والانتصارات.
أخيرًا: سواء كنت من أنصار اليونايتد الباحثين عن المجد الضائع، أو من عشاق السيتي المتعطشين للهيمنة، فإن ديربي مانشستر هو الحدث الذي تنتظره القلوب، وتتوقف فيه المدينة، ويكتب فيه التاريخ بصفحات من الإثارة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البشاير
منذ ساعة واحدة
- البشاير
مانشستر يونايتد دخل سباق إيدرسون لاعب أتالانتا
أصبح مانشستر يونايتد الإنجليزي أحدث الأندية التي أبدت اهتمامها بإيدرسون لاعب أتالانتا الإيطالي، سعيًا من الفريق لتدعيم خط وسطها هذا الصيف. يحظى اللاعب بتقدير كبير من أتالانتا، لكن الصفقة لن تكون رخيصة، إذ يطلب النادي الإيطالي 60 مليون يورو مقابل خدماته. كاد يونايتد أن يبرم صفقة الصيف الماضي، إلى جانب أندية أخرى من الدوري الإنجليزي الممتاز مثل أرسنال وتشيلسي ونيوكاسل، لكن أتالانتا رفض جميع العروض. لا يزال يوفنتوس وإنتر ميلان مهتمين باللاعب البرازيلي صاحب الـ 26 عامًا،، لكن السعر المطلوب يُعتبر عائقًا كبيرًا في الوقت الحالي. شارك إيدرسون في 49 مباراة وسجل خمس أهداف وصنع هدفين في الموسم الماضي ويجيد اللعب في وسط الملعب. Tags: إيدرسون لاعب أتالانتا مانشستر يونايتد


أخبارك
منذ 2 ساعات
- أخبارك
ذا صن: مانشستر يونايتد يمدد عطلة برونو ودالوت بسبب وفاة جوتا
قرر نادي مانشستر يونايتد مد عطلة الثنائي البرتغالي برونو فيرنانديز وديوجو دالوت بسبب وفاة زميله ديوجو جوتا لاعب ليفربول. وكان جوتا قد تعرض لحادث سير في إسبانيا تسبب في وفاته هو وشقيقه أندريه. وكشفت صحيفة ذا صن أن مانشستر يونايتد قد اتخذ قرارا بمد عطلة الثنائي لمدة أسبوع عن الموعد المحدد لتجمع الفريق. ويأتي ذلك بسبب تفهم النادي حاجة الثنائي لبعض من الوقت للتعامل مع حالة الحزن الكبيرة بسبب التأثر بوفاة جوتا. وحضر ثنائي مانشستر يونايتد جنازة جوتا ويعيش أغلب لاعبي منتخب البرتغال حالة صدمة بعد خبر وفاة اللاعب. البرتغالي رحل عن عمر يناهز 28 عاما في طريقه للحاق برحلة بحرية تقوده عائدا إلى إنجلترا. السفر البحري كان بسبب منعه من الطيران بأمر الأطباء نظرا لحالته الرئوية بعد الجراحة التي أجراها في الضلوع، إثر الإصابة التي تعرض لها في أكتوبر الماضي. وكان جوتا قد انتقل إلى صفوف ليفربول في صيف 2020 قادما من ولفرهامبتون. وخاض جوتا 49 مباراة دولية رفقة المنتخب البرتغالي ونجح في تسجيل 14 هدفا. وكانت آخر مباريات جوتا مع كرة القدم عند تتويج منتخب البرتغال بلقب دوري الأمم الأوروبية يونيو الماضي.


نافذة على العالم
منذ 3 ساعات
- نافذة على العالم
رياضة : برباتوف يتغنى بالمغربي أشرف حكيمي
الاثنين 7 يوليو 2025 11:41 مساءً نافذة على العالم - أعرب البلغاري ديميتار برباتوف، لاعب مانشستر يونايتد السابق، عن إعجابه الشديد بما يُقدمه الدولي المغربي أشرف حكيمي، رفقة باريس سان جيرمان. وقال برباتوف: «حكيمي ليس ظهيراً أيمن فحسب، بل يُعتبر لاعباً استثنائياً، إنه لا يتعب أبداً، ما زال قادراً على الركض حتى بعد المباراة، عندما يحتاج فريقه إلى الاحتفاظ بالكرة يراوغ بهدوء ثلاثة لاعبين ويصنع هدفاً». وتابع: «الحرية التي يتمتع بها حكيمي تُظهر بوضوح مدى ثقة مدربه بقدراته، إنهم أبطال دوري أبطال أوروبا (باريس سان جيرمان)، وقد فازوا بكل شيء، الآن وصلوا إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية، وربما سيعبرون إلى النهائي». وأضاف: «الثقة عالية جداً لدى الجميع في سان جيرمان، وبالنسبة لي، رجل مباراة بايرن ميونيخ في ربع نهائي المونديال هو حكيمي»، علماً أن زميله ديزيري دوي هو الفائز بالجائزة. يُذكر أن حكيمي ساهم في تأهل باريس سان جيرمان إلى نصف نهائي مونديال الأندية، بتقديمه تمريرة الهدف الثاني لزميله عثمان ديمبيلي أمام بايرن ميونخ (2-0). ويعتبر أشرف حكيمي لاعباً متعدد الأدوار، إذ يجمع بين صلابة المدافع وفاعلية المهاجم، وهو من أبرز لاعبي بطل أوروبا، الذي أصبح على بعد مباراتين فقط من تحويل نجاحه القاري إلى لقب عالمي، رغم أنه يلعب في مركز الظهير الأيمن، فإن حضوره يغطي كل الخطوط الأمامية في المنظومة المرنة للإسباني لويس إنريكي، المدير الفني لفريق العاصمة الفرنسية. تأثير حكيمي الهجومي كان علامة فارقة في موسم 2024-2025 المميز، فقد سجل 4 أهداف وصنع 8 في الدوري الفرنسي، وأحرز 4 أهداف أخرى مع 5 تمريرات حاسمة في دوري أبطال أوروبا، وأكمل تألقه بتسجيل هدف وصناعة آخر في كأس فرنسا، ولم يتراجع عطاء حكيمي في كأس العالم للأندية، حيث سجل هدفاً في الفوز 2-0 على سياتل ساوندرز الأمريكي، ثم أحرز هدفاً من رباعية باريس أمام إنتر ميامي الأمريكي، وصنع هدف ديمبيلي الحاسم في دور الثمانية، ليصل مجموع مساهماته منذ بداية الموسم إلى 11 هدفاً و15 تمريرة حاسمة.