افتتاح مهرجان الأراجوز المصري واهداء الدور الرابعة للطفلة الفلسطينية هند رجب وأطفال غزة
بدأ المهرجان بعرض تمثيلي غنائي احتفى بروح فن الأراجوز ومكانته في الوجدان الشعبي، تلاه افتتاح رسمي للمهرجان الذي يُعد أحد أبرز المبادرات الثقافية الهادفة إلى إعادة إحياء الفنون الشعبية وتحفيز الوعي العام بأهميتها.وفي لفتة إنسانية مؤثرة، تم إهداء المهرجان إلى الطفلة الفلسطينية هند رجب وأطفال غزة جميعًا، تكريمًا لشجاعتها واستشهادها المروّع وهي تواجه، بجسدها النحيل، جيشًا مدججًا بالسلاح.وقد جاء الإهداء ليعبّر عن تضامن المهرجان مع براءة الطفولة ومعاناة المدنيين، وليكون ذكرها حافزًا لتحريك ضمير العالم في وجه هذا الصمت.أعقب الافتتاح ندوة فكرية بعنوان "اقتصاديات التراث"، شارك فيها نخبة من الباحثين والخبراء والفنانين، وناقشت سبل تحويل التراث الشعبي من موروث ثقافي هامشي إلى مورد اقتصادي فاعل يساهم في التنمية المستدامة.من جانبه افتتح الدكتور مصطفى جاد، الخبير في الثقافة الشعبية، المداخلات بتأكيده على أن التراث الشعبي يُعد ثروة اقتصادية متجددة يمكن توظيفها لدعم الاقتصاد الوطني، داعيًا إلى إعادة الفنون الشعبية، وعلى رأسها فن الأراجوز، إلى المجال العام بوصفها أدوات تواصل جماهيري لا تزال قادرة على التأثير في الكبار والصغار على حد سواء.ثم قدّم الدكتور محمد ثروت عطية، أستاذ فلسفة الإعلام الآسيوي ومدير تحرير "اليوم السابع"، مداخلة موسعة تناولت التجارب الآسيوية في توظيف التراث، خصوصًا في دول جنوب شرق آسيا، التي استطاعت تحويل عناصرها الثقافية إلى علامات تجارية وسلع قابلة للتصدير. وأشار إلى أن هذه الدول دمجت تراثها في منظومة التنمية من خلال التوثيق والترويج والتعليم الجامعي، ما جعله رافدًا اقتصاديًا وسياحيًا وثقافيًا.أما الدكتور أحمد نبيل، فتحدث عن تجربة فرقة "ومضة" كنموذج عملي لترجمة مفهوم اقتصاديات التراث إلى واقع. وأوضح أن الفرقة أسهمت في تحويل الفنون الشعبية إلى مورد اقتصادي فعلي من خلال عروضها المحلية والدولية، والتي بُنيت على منهج علمي انطلق من التوثيق واستعادة الفنون، ثم توظيفها في عروض مسرحية وورش تدريبية. وأكد أن "ومضة" قدمت إضافة حقيقية للعمل الأكاديمي، بإتاحة فرص تعليمية وتدريبية للطلاب، وأسهمت في تشكيل وعي ثقافي لدى الأجيال الجديدة.واختتم الندوة الدكتور نبيل بهجت، مؤسس فرقة "ومضة"، مشيرًا إلى اهتمامه العميق باقتصاديات التراث منذ بدايات عمله مع فن الأراجوز، وأنه صاغ هذا المصطلح لأول مرة عام 2008 في دراسة أكاديمية عن الأراجوز، وأطلق حينها دعوة للاهتمام بالبعد الاقتصادي للتراث. وأوضح أن تجربة الفرقة تُعد تطبيقًا عمليًا لهذا المفهوم، منطلقة من شعارها: "لدينا ما يستطيع أن يعبّر عنا"، ومؤمنة بأن الثقافة هي المنتج الأقوى الذي يمتلكه الوطن العربي، والذي يمكن أن يشكل قوة ناعمة قادرة على الحضور في الأسواق العالمية والتأثير في المجتمعات.عقب الندوة، قُدّم العرض المسرحي "التمساح"، من تأليف وإخراج الدكتور نبيل بهجت، وبطولة الفنانين علي أبوزيد سليمان، محمود سيد حنفي، صابر شيكو (كبير لاعبي الأراجوز المعاصرين)، ومصطفى الصباغ الذي شارك أيضًا في تأليف وتلحين أغنية الافتتاح. ويُعد هذا العرض مستوحًى من يابه شعبية قديمة تحمل الاسم نفسه، أُعيد تقديمها برؤية درامية معاصرة تتناول قضايا التعاون، والوفاء، ومساعدة الآخرين دون انتظار مقابل، ورفض الطمع، في قالب فني بسيط يعكس عمقًا إنسانيًا واجتماعيًا، مع الحفاظ على روح الفكاهة والأسلوب التفاعلي المرتبط بفن الأراجوز.كما شهد الختام عرضًا تراثيًا لفن الأراجوز، قدّم فيه الفنان الشعبي مجموعة من الفقرات المرتجلة، واستدعى عددًا من الأغاني الشائعة لجذب تفاعل الجمهور، الذي استجاب بحفاوة بالغة، في مشهد استعاد أجواء الفرجة الشعبية الأصيلة التي طالما جمعت الناس حول البهجة والحكمة في آن واحد.اختُتمت الليلة الأولى من المهرجان وسط أجواء من الفرح والتفاعل الحي، حيث عبّر الحضور عن إعجابهم بمستوى العروض وعمق الطروحات الفكرية التي قُدمت في الندوة. وتجلّى ذلك في تصفيق حار، وابتسامات باسمة، وعبارات ثناء على الجهد المبذول في استعادة مكانة فن الأراجوز، وتقديمه كأداة فعالة للتعليم والتثقيف والمتعة معًا. ليلة أكدت مجددًا أن التراث، إذا ما أُحسن توظيفه، لا يُحفظ في المتاحف فقط، بل يُعيد صياغة الحاضر، ويشارك في بناء المستقبل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ يوم واحد
- بوابة الأهرام
« الأراجوز » معلم ساخر
هو جزء حي من تراثنا الشعبي عمره مئات السنين، استطاع أن يضحّك ويعلّم أجيالا، دون شاشة أو تكنولوجيا، فهو وسيلة ترفيه وتعليم ونقد اجتماعى وسياسى. «عروس» قفازية ترتدى طرطورا، كنوع من الكوميديا الجسدية، مع حوار ساخر وذكي يخاطب الجمهور ببساطة، يجذب بحركاته انتباه الكبار والصغار. ووسط زحام الحياة اليومية والركض وراء لقمة العيش، يتسلل الأراجوز من جديد. «الحلوة دى قامت تعجن في البدرية والديك بيدن كوكوكوكو في الفجرية يجعل صباحك صباح الخير يا اسطى عطية» بهذه الأغنية افتتحت فعاليات مهرجان الأراجوز» في دورته الرابعة، بينما قدمت فرقة «ومضة» أمس الأول العرض المسرحي «الديك الهادر الغادر» فى بيت السنارى بالسيدة زينب. تأليف الكاتب الفلسطيني غنام غنام وإخراج د. نبيل بهجت، وفيه إسقاط ذكى على صورة وسلوكيات المستعمر الغاصب. واختُتمت الأمسية بعدد من عروض الأراجوز التقليدية، التي أضفت بهجة خاصة على الأجواء وجذبت جمهورًا متنوعًا من الأطفال والكبار. ومن المقرر أن يختتم المهرجان فعالياته بالقاهرة اليوم في «بيت السحيمى»، قبل أن يتجه إلى الإسكندرية.

مصرس
منذ يوم واحد
- مصرس
" كشري وعصير قصب"..مينا مسعود يتجول في شوارع القاهرة بعد عرض "في عز الضهر"
احتفل النجم العالمي، مينا مسعود بطرح أول أفلامه المصرية "في عز الضهر" بالسينمات. ونشر مقطع فيديو عبر صفحته الرسمية على "إنستجرام"، ظهر خلاله وهو يتجول في منطقة السيدة زينب داخل توك توك، كما ظهر وهو يتناول وجبة كشري، وعصير القصب.وتدور أحداث فيلم "في عز الضهر" حول حمزة الكاشف، الذي يجد نفسه فجأة داخل أروقة المافيا الدولية، ويصبح أصغر أعضائها وأكثرهم جرأة، يتم تكليفه بمهمة بالغة الخطورة داخل مصر، ويُدفع إلى مواجهة صراعات داخلية بين انتمائه لأرضه وجذوره، وبين قواعد العالم السفلي الذي دخله دون أن يدرك تمامًا ثمن البقاء فيه، ويشارك ببطولة الفيلم كل من إيمان العاصي، شيرين رضا، محمود البزاوي، تأليف كريم قاسم سرور، إخراج مرقس عادل.يذكر أن مينا مسعود يشارك بعدد من الأعمال السينمائية المقرر عرضها خلال الفترة المقبلة منها فيلم الرومانسية "Tecie".


الدستور
منذ يوم واحد
- الدستور
الأحد.. احتفالية بمرور 1056 عامًا على تأسيس مدينة القاهرة بـ" بيت السناري"
ينظم بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب بـ القاهرة، والتابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع مبادرة "سيرة القاهرة"، ندوة تحت عنوان "تمثيلات القاهرة في الأدب المصري"، وذلك بمناسبة مرور 1056 عامًا على تأسيس مدينة القاهرة. موعد الاحتفالية وتعقد الاحتفالية في السادسة من مساء الأحد الموافق 6 يوليو الجاري، في رحاب بيت السناري بالسيدة زينب. يشارك في الندوة، كلا من، الباحث حسن حافظ، باحث متخصص في التاريخ المصري، خاصة تاريخ القاهرة الفاطمية، وله عدة مؤلفات وأبحاث حول هوية المدينة وتاريخها العمراني والاجتماعي. والشاعر شوكت المصري. ويدير الندوة، الباحث عبد العظيم فهمي، الباحث والمؤسس لمبادرة "سيرة القاهرة" التي تهدف إلى توثيق تراث المدينة والتوعية به عبر الوسائط المتعددة. يركز فهمي في عمله على إبراز الطبقات التاريخية المتنوعة التي شكلت القاهرة عبر العصور، كما يهتم بالتراث المادي وغير المادي للمدينة، ويسعى لإحياء المواقع التراثية والتفاعل المجتمعي معها. حضور القاهرة في الأدب المصري تتناول الندوة حضور القاهرة في الأدب المصري من خلال قراءة وتحليل عدة نماذج روائية مهمة، من بينها، "مليم الأكبر" لعادل كامل ــ "حارة برجوان" لإسماعيل ولي الدين ــ "أسد قصر النيل" للكاتب دكتور زين عبد الهادي. تهدف الندوة إلى تقديم قراءة عميقة في كيفية تمثيل القاهرة كمدينة في الأدب المصري، وكيف انعكست تحولات المدينة وتاريخها في الأعمال الروائية المختارة. على هامش الندوة، يُقام معرض "سيرة القاهرة" لمنتجاتها الثقافية، ويبدأ من الساعة الرابعة عصرًا. مبادرة سيرة القاهرة تجدر الإشارة إلي أن، مبادرة سيرة القاهرة، هي مبادرة مجتمعية مستقلة تأسست في سبتمبر عام 2020، على يد الباحث في التاريخ والتراث عبد العظيم فهمي، بهدف الحفاظ على تراث مدينة القاهرة والتوعية به من خلال الوسائط المتعددة والعمل علي إعادة إحياء الأثر وحمايته. تهدف مبادرة سيرة القاهرة، إلى التوعية وتعميق المعرفة بالمدينة وخلق حالة الانتماء للأجيال الجديدة، وذلك من خلال الأنشطة والفعاليات العديدة التي تنظمها المبادرة. كما نفذت المبادرة سلسلة أفلام وثائقية بعنوان 'من دروبها العامرة'، وهي سلسلة أفلام وثائقية أنتجتها مبادرة سيرة القاهرة، لتوثيق أحياء ودروب المدنية التاريخية من خلال محتوي بصري يليق بالمدينة الألفية، وتهدف السلسلة من خلال الحديث عن جميع تفاصيل القاهرة من زوايا مختلفة، مع الابتعاد عن النمط التقليدي في تناول تاريخ المدينة، وتقديم محتوى مغايرا عن نظيره الاستهلاكي والترفيهي والمتداول بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي.