logo
باحثة تصرخ في وجه بيار بورديو: "نساء الشعب لسن قبيحات!"

باحثة تصرخ في وجه بيار بورديو: "نساء الشعب لسن قبيحات!"

Independent عربيةمنذ 2 أيام
لم يكن عالم الاجتماع والكاتب الفرنسي بيار بورديو (1930 -2002) من الذين يغضبهم سجال يخاض ضدهم أو هجوم يتعرضون له، لا سيما خلال السنوات الأخيرة من حياته بعدما وصلت شهرته إلى ذروتها من خلال كتابيه "التلفزيون"، و"بؤس العالم"، اللذين طبعا الحياة الثقافية الفرنسية، وربما الأوروبية إلى حد ما، وجعلاها تشبهانه بإميل زولا وجان بول سارتر، في مجال تدخل المثقفين العادل في الشأن الاجتماعي. ومع ذلك أثارت الباحثة جانين-فيرديس ليرو غيظه، بصورة استثنائية، حين جابهته، ذات يوم، بدراسة تتصدى لفكره، وصلت إلى أوجها مع صراخها في وجهه "... لكن نساء الشعب لسن قبيحات يا سيدي!". والحقيقة أن تلك الصرخة كانت أكثر مما يحتمل بورديو الذي كان بنى مكانته كلها من خلال دفاعه عن الشعب ووقوفه إلى جانب المهمشين والبائسين، هو الذي دائماً ما كان يريحه هجوم الفاشيين واليمينيين عليه بسبب أفكاره ومواقفه، معتبراً إياه دليلاً على أنه مصيب في تلك التوجهات. ولكن أن يأتي مثل ذلك الهجوم "القاسي" عليه من على يساره، ومن باحثة كانت معروفة بانتمائها إلى أفكاره، فأمر غير مطمئن، خصوصاً أن فحوى الهجوم يتعلق، تحديداً، ببعض ما في كتابه "بؤس العالم" الذي عُد في حينه "إنجيلاً يدافع عن معذبي الأرض ويتصدى لبؤسهم"، فإذا بالسيدة ليرو تتصدى له من خلال ذلك الكتاب بالذات، ومن هنا كانت، بلا شك، تلك المرارة التي أصابته في آخر أيامه، ولم يبرأ منها أبداً. فما هي الحكاية هنا؟
نساء في أعياد شعبية فرنسية (موقع جبال الألب السياحي)
هجوم بادي القسوة
كانت جانين-فيرديس ليرو باحثة في المركز الوطني للبحث العلمي مكرسة، معظم عملها، لقضايا الثقافة والسياسة والديمقراطية. ومن هنا لم يكن غريباً أن ينصب عملها الفكري، ذات لحظة، على كتابات بورديو التي تتناول الشؤون نفسها. وأتى ذلك في كتاب لها صدر في ذلك الحين مؤكدة فيه أنها لا تقصد منه هجوماً شخصياً على الكاتب الكبير الذي تحترمه، حتى وإن كان البعض قد رأى، في نصها، ما يدنو من التجريح الشخصي تجاه صاحب "بؤس العالم"، فيه قدر كبير من التجاوز لمنطق السجالات العلمية. وهي كتبت في هذا الصدد تقول إن ما "يزعجني لدى السيد بورديو إنما هو نظريته لا التزامه السياسي الذي لا أرى غباراً عليه. فتبدو لي نظرته خاطئة تماماً". ولكن عن أية نظرية تتحدث المفكرة؟ "إنها تلك التي عبر عنها بورديو بقوله في كتابه الأشهر ذلك "إن المثقف، بالنسبة إليّ، شخص ينبغي أن يبقى متشككاً وبعيداً من عالم السياسة". وحول هذا الأمر لا تتوانى ليرو عن التأكيد أن بورديو نفسه يعرف حقيقة الطريق المسدود الذي تؤدي إليه نظريته "لذلك نجده يدخل، منذ سنوات، في نضال سياسي جذري يمكن اعتباره استمراراً لنظرياته الأيديولوجية حتى وإن بدا في ظاهره متناقضاً معها". وهنا، بالذات، تخبرنا الباحثة أنها كانت، في البداية، تتوخى أن تكتب مقالاً قصيراً يتعلق بنقطة محددة حول ما كتبه بورديو في "بؤس العالم"، وبخاصة حول الطريقة التي قاد بحثه بها، "لكنني وإذ عدت للمناسبة إلى قراءة كتبه كلها من جديد، رحت أطرح على نفسي بصددها أسئلة لا تنتهي. وهكذا تحول المقال إلى كتاب كان أهم ما سعيت إليه من خلاله أن أبرهن على أن أشغاله ليست علمية، فقررت أن أكتب لكيلا يشعر الباحثون الشبان بالرهبة أمام هذا العمل وأمام تقنياته التي تتعارض مع المناهج العلمية".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أخطاء متلاحقة
في هذا الصدد تفيد الباحثة بأنها سرعان ما وجدت أن كل الفقرات التي ترد في كتاب بورديو تحت عنوان عام هو "أن نفهم"، أفكاره خاطئة، ومنها، بصورة خاصة، الفكرة التي يشدد عليها المفكر الكبير قائلاً فيها إن الناس الذين لم يقيض لهم أن يدرسوا دراسات عليا، لانتمائهم إلى الوسط الشعبي، غالباً ما يشعرون بأنهم دون المستوى ويحسون، تالياً، بالخوف، إذ تفرض عليهم اللغة الرسمية أن يشعروا بدونية طبقية "فيأتي بورديو هنا، وانطلاقاً من فرضيته هذه، ليوجه نصائح عبثية تقف بالتعارض مع أية حقيقة علمية". وهنا تقول ليرو "إن نظرة بورديو هذه إلى الطبقات الشعبية تبدو لي مليئة بالتناقض بل عبثية، لا سيما إذ تصدر عن مثقف ينتمي إلى أقصى اليسار. والحقيقة أن الطبقات الشعبية لا تتكون أبداً من أولئك الذين يحسون بالدونية الطبقية، والذين يصفهم بورديو لنا على تلك الشاكلة. ولو أن أستاذنا هذا قام، حقاً، بعمل ميداني في هذا المجال، لكان من شأنه ألا يصل أبداً إلى مثل ما وصل إليه من استنتاجات".
ومن ثم، تختم الباحثة هذه الفقرات من كتابها قائلة إنها لا تعتقد أبداً أن بورديو قد أجرى حوارات حقيقية كان من شأنها لو فعل أن تقدم لكتابه خدمة كبرى، ثم تورد نموذجاً بالغ الأهمية حول تصورها لعمله من المؤكد أنه كان التصور الذي أغضب المفكر أكثر من أي شيء آخر في هجومها عليه، وتستطرد قائلة "مثلاً في القسم المعنون: التمييز، نرى الباحث الكبير يستند إلى ورقة استطلاع صغيرة من الواضح أنها وضعت بصورة يوجهها توجيهات محددة مرسومة وقصدية سلفاً، ثم يضيف إليها إحصاءات وبحوثاً أجريت في أماكن وأوقات متفرقة، ثم انطلاقاً من تلك المواد المشتتة ينكب على بناء نظرية مزعومة تبدو بين يديه متكاملة لكنها ليست كذلك".
قضية المرأة الشعبية
وحول هذا الأمر تقول ليرو "الطامة الكبرى هنا هي في أن بورديو، وعلى سبيل المثال، يحاول بناء نظرية كاملة لكنها متناقضة تكشف عما يعده واقعاً أن نساء الطبقات الشعبية ينفقن على أدوات الزينة والتجميل أقل بما لا يقاس عما تنفقه نساء الطبقات العليا في المجتمع، كما يصرفن من الوقت على تبرجهن وتجملهن أقل كثيراً مما تنفق النساء الموسرات"، مما يعني أن المفكر يرى، ودائماً بحسب الباحثة، أنه يصل إلى الاستنتاج المرعب القائل إن نساء الشعب أقل عناية بأجسادهن وملامحهن من النساء الموسرات، ومن ثم فهن أقل جمالاً بكثير وربما أكثر قبحاً بما لا يقاس بالتالي! أو في الأقل، إنهن أقل اهتماماً بتقدير أنفسهن حقاً، وهو ما تفهم ليرو بأنه "ينم عن نفور من الفقراء لا سيما الفقيرات، وازدراء وعداء لهن يصعب تصديق صدوره عن مفكر من طينة السيد بورديو"، مما يدفع الكاتبة إلى أن تصرخ في وجه هذا الأخير "هل صحيح أن نساء الطبقات الشعبية أقل جمالاً وإغواء من النساء البورجوازيات أيها السيد بورديو؟". وهي صرخة تختمها الكاتبة بتأكيدها في مجال الحديث عن تفسيرها لالتزام بيار بورديو السياسي "إن هذا كله يضعنا أمام اليقين بأن أستاذنا الكبير هذا قد أوصل علمه الاجتماعي إلى الطريق المسدود، ولم يعد في إمكانه القول إنه قادر على رسم أية نظرية صحيحة تتعلق ببؤس العالم، من دون أن يمنعه هذا من الاستفاضة في استعراض تلك الشرائح المشتتة من الحياة، التي يعرف على أية حال كيف يحللها كظاهرة لا أكثر ولا أقل".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

3 قتلى بغارة إسرائيلية استهدفت عنصرا مؤثرا لـ"حماس" شمال لبنان
3 قتلى بغارة إسرائيلية استهدفت عنصرا مؤثرا لـ"حماس" شمال لبنان

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

3 قتلى بغارة إسرائيلية استهدفت عنصرا مؤثرا لـ"حماس" شمال لبنان

قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 13 آخرون بجروح اليوم الثلاثاء بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة قرب مدينة طرابلس في شمال لبنان، وفقاً لوزارة الصحة، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف عنصراً مؤثراً في حركة "حماس" الفلسطينية. وأتت الغارة في وقت تواصل "حماس" وإسرائيل مفاوضاتهما في الدوحة حول وقف إطلاق النار في غزة وغداة مقتل خمسة جنود إسرائيليين في أحد أعنف الهجمات التي تعرضت لها القوات في القطاع. وأوردت وزارة الصحة اللبنانية عبر بيان في حصيلة جديدة أن "غارة العدو الإسرائيلي بمسيّرة على سيارة في العيرونية طرابلس أدت في حصيلة نهائية إلى سقوط ثلاثة قتلى وإصابة 13 آخرين بجروح". وكانت الوزارة قالت في حصيلة سابقة إن الغارة أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح في هذه المنطقة التي تقع قرب مخيم للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان. وشاهد مصور وكالة الصحافة الفرنسية من موقع الغارة سيارة محترقة تماماً تجمع من حولها المارة وعناصر الإسعاف. وقال الجيش الاسرائيلي من جهته خلال بيان "استهدف الجيش الإسرائيلي إرهابياً بارزاً من 'حماس' في منطقة طرابلس في لبنان" من دون تفاصيل إضافية. وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل عناصر من "حماس" في لبنان منذ وقف إطلاق النار، ففي مايو (أيار) الماضي، نعت الحركة أحد قيادييها الذي قتل بضربة إسرائيلية استهدفت سيارته في مدينة صيدا جنوب البلاد. واستهداف مدينة طرابلس هو الأول على شمال البلاد منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل. بدورها قالت وسائل إعلام لبنانية إن هناك قتيلاً وجرحى جراء الاستهداف الإسرائيلي لطرابلس، حيث قُصفت سيارة في العيرونية بقضاء زغرتا، فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى الموقع. وشنت إسرائيل مساء أول من أمس الأحد سلسلة غارات طاولت مناطق متفرقة في البقاع وجنوب لبنان، حيث بدأت الضربات على مرتفعات بلدة فلاوي المحاذية لبوداي غرب بعلبك، تزامناً مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في أجواء القطاعين الغربي والأوسط. واستهدفت المقاتلات الإسرائيلية أيضاً المنطقة الفاصلة بين عين قانا وصربا وحومين الفوقا في إقليم التفاح جنوب لبنان، قبل أن تمتد الهجمات إلى وادي كفرملكي ثم إلى الوادي بين جباع وبصليا. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ولاحقاً، طاول القصف محيط أرزاي والمطرية والزرارية عند ضفاف نهر الليطاني ومنطقة القاسمية، فيما حلقت مسيّرات على علو منخفض فوق عدلون وأنصارية على الساحل الجنوبي. من جانبه أكد الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم أن التهديدات الإسرائيلية لن تدفع حزبه إلى "الاستسلام"، في وقت يتعرض لضغوط أميركية متواصلة من أجل تسليم سلاحه إلى السلطات اللبنانية. وقال خلال كلمة متلفزة "هذا التهديد لا يجعلنا نقبل بالاستسلام، لا يقال لنا لينوا مواقفكم، بل يقال للعدوان توقف... لا يقال لنا اتركوا السلاح". وطالب قاسم إسرائيل بأن "تنسحب من الأراضي المحتلة وتوقف عدوانها وطيرانها وتعيد الأسرى ويبدأ الإعمار" أولاً، وعندما يتحقق ذلك "نحن حاضرون للمرحلة الثانية، لنناقش الأمن الوطني والاستراتيجية الدفاعية (...) حاضرون لكل شيء ولدينا من المرونة بما يكفي من أجل أن نتراضى ونتوافق".

إسرائيل: استهدفنا شخصية مؤثرة في "حماس" بقصف شمال لبنان
إسرائيل: استهدفنا شخصية مؤثرة في "حماس" بقصف شمال لبنان

Independent عربية

timeمنذ 5 ساعات

  • Independent عربية

إسرائيل: استهدفنا شخصية مؤثرة في "حماس" بقصف شمال لبنان

قال الجيش الإسرائيلي خلال بيان إنه استهدف شخصية "مؤثرة" في حركة "حماس" بمدينة طرابلس شمال لبنان، لكنه لم يكشف عن هوية الشخص المستهدف. واستهداف مدينة طرابلس هو الأول على شمال البلاد منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل. بدورها قالت وسائل إعلام لبنانية إن هناك قتيلاً وجرحى جراء الاستهداف الإسرائيلي لطرابلس، حيث قُصفت سيارة في العيرونية بقضاء زغرتا، فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى الموقع. وشنت إسرائيل مساء أول من أمس الأحد سلسلة غارات طاولت مناطق متفرقة في البقاع وجنوب لبنان، حيث بدأت الضربات على مرتفعات بلدة فلاوي المحاذية لبوداي غرب بعلبك، تزامناً مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في أجواء القطاعين الغربي والأوسط. واستهدفت المقاتلات الإسرائيلية أيضاً المنطقة الفاصلة بين عين قانا وصربا وحومين الفوقا في إقليم التفاح جنوب لبنان، قبل أن تمتد الهجمات إلى وادي كفرملكي ثم إلى الوادي بين جباع وبصليا. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ولاحقاً، طاول القصف محيط أرزاي والمطرية والزرارية عند ضفاف نهر الليطاني ومنطقة القاسمية، فيما حلقت مسيّرات على علو منخفض فوق عدلون وأنصارية على الساحل الجنوبي. من جانبه أكد الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم أن التهديدات الإسرائيلية لن تدفع حزبه إلى "الاستسلام"، في وقت يتعرض لضغوط أميركية متواصلة من أجل تسليم سلاحه إلى السلطات اللبنانية. وقال خلال كلمة متلفزة "هذا التهديد لا يجعلنا نقبل بالاستسلام، لا يقال لنا لينوا مواقفكم، بل يقال للعدوان توقف... لا يقال لنا اتركوا السلاح". وطالب قاسم إسرائيل بأن "تنسحب من الأراضي المحتلة وتوقف عدوانها وطيرانها وتعيد الأسرى ويبدأ الإعمار" أولاً، وعندما يتحقق ذلك "نحن حاضرون للمرحلة الثانية، لنناقش الأمن الوطني والاستراتيجية الدفاعية (...) حاضرون لكل شيء ولدينا من المرونة بما يكفي من أجل أن نتراضى ونتوافق".

قتيلان في هجوم حوثي على سفينة في البحر الأحمر
قتيلان في هجوم حوثي على سفينة في البحر الأحمر

Independent عربية

timeمنذ 9 ساعات

  • Independent عربية

قتيلان في هجوم حوثي على سفينة في البحر الأحمر

قال وفد ليبيريا خلال اجتماع للمنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، إن اثنين من أفراد طاقم سفينة الشحن "إتيرنيتي سي" التي ترفع علم ليبيريا وتشغلها شركة يونانية، لقيا حتفهما جراء هجوم بزوارق مسيرة وقوارب سريعة قبالة اليمن. وهذه هي المرة الأولى منذ يونيو (حزيران) 2024 التي يقتل فيها بحارة في هجمات على سفن في البحر الأحمر، ليرتفع إجمال قتلى هذه الهجمات إلى ستة. ولا تزال سفينة شحن تتعرض لهجوم متواصل منذ أمس الإثنين في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، ما خلّف "أضراراً جسيمة" فيها، وفق ما أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية اليوم. وفي تحديث لتقريرها عن الحادث، قالت الهيئة "تعرضت السفينة لأضرار جسيمة وفقدت قوة الدفع، وهي محاطة بزوارق صغيرة وتتعرض لهجوم متواصل"، مضيفة أن "السلطات تحقق في الأمر". ولفتت إلى أنها "فقدت كل قدرتها على الإبحار بعد تعرضها لهجوم بخمس قذائف صاروخية على بعد 51 ميلاً بحرياً (94 كيلومتراً) إلى الغرب من ميناء الحديدة اليمني". غارات وأضرار في هذا الوقت، أعلنت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري في ساعة مبكرة من صباح اليوم أنها رصدت صوراً تؤكد تعرض أرصفة خرسانية في ميناء الحديدة اليمني لأضرار جراء غارات إسرائيلية. وأضافت الشركة في مذكرة استشارية أن سفينتين تحملان علم باربادوس، على الأرجح، تضررتا جراء انفجار نتيجة الهجمات، مشيرة إلى أن السفينتين لم تبلغا عن أي إصابات بين طاقميهما. وأعلن الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح أمس الإثنين أنه قصف أهدافاً للحوثيين في ثلاثة موانئ يمنية ومحطة كهرباء، في أول هجوم له على اليمن منذ قرابة شهر. هجوم ثانٍ وأصيب اثنان من أفراد طاقم سفينة تديرها شركة يونانية وفُقد اثنان آخران في هجوم بمسيرات قبالة اليمن الإثنين، وذلك بعد ساعات من إعلان الحوثيين المتحالفين مع إيران مسؤوليتهم عن هجوم على ناقلة بضائع سائبة في البحر الأحمر وقولهم إن السفينة غرقت. وهجوم أول من أمس الأحد قبالة الساحل الجنوبي الغربي لليمن هو الأول من نوعه في ممر الشحن الحيوي منذ منتصف أبريل (نيسان). وشاركت أربع وحدات بحرية مسيرة في هذا الهجوم الذي شهد إطلاق نار وقذائف صاروخية من ثمانية زوارق، إضافة إلى صواريخ. وأُجبر الطاقم المكون من 19 فرداً إلى جانب ثلاثة حراس مسلحين على إخلاء السفينة "ماجيك سيز" التي ترفع علم ليبيريا، وذلك بعد أن بدأت المياه تتسرب إليها. وقالت مصادر مطلعة إن سفينة مارة أنقذتهم ووصلوا إلى جيبوتي. وقال ممثل (ستيم شيبينغ) إحدى الشركات المشغلة للسفينة (ماجيك سيز) مايكل بودوروجلو إنه لم تؤكد أي جهة مستقلة غرق السفينة. وأبلغ الطاقم عن نشوب حرائق في مقدمة السفينة. وغمرت المياه غرفة المحركات واثنين في الأقل من قمراتها كما انقطعت الكهرباء. ناقلة البضائع السائبة التي ترفع العلم الليبيري "ماجيك سيز" في خليج أمبيلاكيا بجزيرة سلاميس باليونان (أ ب) وحذرت عملية "أسبيدس" التابعة للاتحاد الأوروبي من خطر وقوع انفجار في محيط السفينة. ومن المهام الموكلة لعملية "أسبيدس" المساعدة في الدفاع عن الملاحة في البحر الأحمر ضد هجمات الحوثيين. وبعد ساعات تعرضت ناقلة البضائع السائبة "إتيرنيتي سي" التي ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية لهجوم من زوارق مسيرة ووحدات بحرية أخرى قبالة ميناء الحديدة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقالت شركة "كوزموشيب مانجمنت" المشغلة للسفينة لـ"رويترز" إن اثنين من أفراد الطاقم أُصيبا بجروح خطرة فيما فُقد اثنان آخران، مضيفة أنه يوجد حراس أمن مسلحون على متنها. وذكر مسؤول في "كوزموشيب" أن قمرة القيادة في السفينة تضررت في الهجوم، مما أثر في الاتصالات وجعل من الصعب التواصل مع الطاقم. ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 شن الحوثيون هجمات على إسرائيل وعلى سفن في البحر الأحمر. وتصف الجماعة ذلك بأنه تضامن مع الفلسطينيين. وردت إسرائيل بقصف أهداف للحوثيين في اليمن، وشنت غارات أمس الإثنين لأول مرة منذ قرابة شهر. ولم يشمل اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين في مايو (أيار) إسرائيل. وذكر بودوروجلو أن السفينة "ماجيك سيز" كانت تحمل شحنة من الحديد والأسمدة من الصين إلى تركيا، في رحلة بدت منخفضة الأخطار نظراً إلى عدم وجود أي صلة لها بإسرائيل، مؤكداً أن الشركة لم تتلقَّ أي تحذير من الهجوم. وأشار تحليل أجرته شركة "فانغارد تك" البريطانية المتخصصة في إدارة الأخطار البحرية إلى أن أسطول شركة "أولسيز مارين"، وهي من الشركات الأخرى المشغلة للسفينة "ماجيك سيز"، كان أجرى زيارات لموانئ إسرائيلية خلال العام الماضي. وقالت رئيسة قسم المعلومات في "فانغارد تك" إيلي شفيق "هذه العوامل جعلت سفينة (ماجيك سيز) معرضة بصورة كبيرة للاستهداف". في غضون ذلك قال رئيس جمعية الشحن البحري للبضائع السائبة (إنتركارغو) جون زيلاس إن طاقم السفينة "أناس أبرياء يقومون بعملهم فقط للمساهمة في استمرار حركة التجارة العالمية". وأضاف "لا ينبغي لأحد في البحر أن يواجه مثل هذا العنف أبداً".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store