
مطالب واشنطن بشأن سلاح "الحزب": هل من تسوية ممكنة؟
أمام هذه المطالب، تتكثف المشاورات بين أركان الحكم اللبناني ورئيس مجلس النواب، في محاولة لصياغة موقف موحّد، يأخذ بعين الاعتبار الطروحات المتداولة ويوازن بين الضغوط الخارجية والمخاوف من استغلال إسرائيل للوضع كذريعة لاستئناف العمليات العسكرية. وتشير المعلومات إلى أن التوجه الرسمي يسير نحو تعديل بعض البنود، مع التأكيد في الرد المرتقب على مبدأ «حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية» وأجهزتها الشرعية، مرفقاً بخطوات تنفيذية ومطالب تتعلق بالسيادة، وفي مقدمتها الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة.
يجد المسؤولون اللبنانيون أنفسهم أمام معادلة دقيقة: تلبية مطالب المجتمع الدولي المتعلقة بحصرية السلاح، وضرورة تنفيذ الإصلاحات الإدارية، مقابل مطالب شريحة من الداخل بضرورة توفير ضمانات أمنية، لم تتحقق حتى في اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع مع إسرائيل في 27 تشرين الثاني 2024.
الاهتمام الدولي المتجدد بالملف اللبناني، في ظل أزمة سياسية واقتصادية خانقة، يُعيد إلى الواجهة الشروط الأميركية بشأن سلاح حزب الله، والتي تشكّل، وإن لم تكن مجمعة في وثيقة رسمية واحدة، موقفاً موحّداً يتم التعبير عنه في اللقاءات الدبلوماسية والبيانات المتكررة.
ترى واشنطن أن أي سلاحا خارج سيطرة الدولة يُعدّ تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي والدولي. وهي، استناداً إلى القرارات الدولية لا سيما 1559 و1701، تشدّد على مبدأ «حصرية السلاح بيد الشرعية»، وتعتبره حجر الأساس في أي تسوية سياسية أو دعم دولي للبنان.
تعتمد الإدارة الأميركية لتحقيق أهدافها على مروحة من أدوات الضغط، منها:
- الضغط السياسي والدبلوماسي لمنع أي شرعنة رسمية لسلاح حزب الله.
- العقوبات المالية التي تستهدف الحزب ومموّليه وشبكاته.
- ربط المساعدات الدولية بشروط إصلاحية واضحة تتضمن مسألة ضبط السلاح.
- دعم الجيش اللبناني باعتباره القوة الشرعية الوحيدة المكلفة بحفظ الأمن.
وفي هذا السياق، يكرر الموفدون الأميركيون مطالبهم الأساسية:
- التزام لبناني صريح بحصرية السلاح بيد الدولة.
- وضع خطة وجدول زمني لنزع السلاح غير الشرعي.
- مشاركة الجيش اللبناني في عملية استلام السلاح أو ضبطه.
- التطبيق الكامل للقرار 1701، بما يشمل نزع السلاح جنوب الليطاني، وتوسيع صلاحيات اليونيفيل.
- تقديم ضمانات أمنية واضحة لإسرائيل!
- ربط أي دعم اقتصادي بتنفيذ هذه الشروط.
وبرغم كل هذه الضغوط تبقي واشنطن سقفها عالياً، رافضةً أي تسوية تشرعن سلاح الحزب أو تترك الملف مفتوحاً من دون حل زمني محدد.
في المحصّلة، لا تبدو «الورقة الأميركية» خطة عمل تفصيلية بقدر ما هي سقف تفاوضي صارم: لا مساعدات دولية مستدامة، ولا استقرار طويل الأمد، دون معالجة جذرية لمسألة السلاح خارج الشرعية.
لكن هذه الرؤية، على أهميتها من منظور المجتمع الدولي، تصطدم بواقع داخلي وإقليمي معقّد، يجعل أي تسوية شاملة مؤجّلة، في انتظار تفاهمات أوسع قد لا تكون لبنانية خالصة، بل جزءاً من تسويات إقليمية ودولية أكبر لم تتبلور بعد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 30 دقائق
- الديار
العلاقات الاعلامية في "حزب الله" دانت اعتقال مدير مكتب قناة الميادين في فلسطين
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب دانت العلاقات الإعلامية في "حزب الله" اعتقال قوات الاحتلال الصهيوني، مدير مكتب قناة الميادين في فلسطين المحتلة الزميل ناصر اللحام، و"الذي يأتي في سياق النهج الإسرائيلي المستمر لطمس كل حقيقة، وإسكات كل صوت حرّ، وحجب كل صورة تفضح وجهه الإجرامي وتوثق جرائمه ومجازره بحق المدنيين في غزة وكل المنطقة". وتابعت في بيان: "إن العلاقات الإعلامية تعبّر عن تضامنها الكامل مع الزميل ناصر اللحام، ومع قناة الميادين، ومع كل الصحافيين والإعلاميين الشجعان الذين يعملون في قلب المخاطر من أجل نقل الحقيقة، وفي مواجهة عدو لا يتوانى عن استهدافهم وقتلهم خارقًا بذلك كل المواثيق والقوانين الدولية. وتدعو كافة الهيئات الإعلامية والمنظمات الدولية والحقوقية إلى إدانة هذه الجريمة، والضغط بكل الوسائل المتاحة على العدو للإفراج الفوري وغير المشروط عن الزميل ناصر اللحام.".


سيدر نيوز
منذ 35 دقائق
- سيدر نيوز
باراك سيحمل الرد اللبناني إلى اجتماع ترامب ونتنياهو: قرار ثنائي مرتقب قد يشعل التصعيد (صور)
حسب معلومات mtv من الممكن تقديم اقتراح إلى توم برّاك بشأن إعطاء مهلة إضافية للبنان لمحاولة إحداث خرق ما مع حزب الله. باراك سيحمل الرد اللبناني إلى اجتماع ترامب ونتنياهو: قرار ثنائي مرتقب قد يشعل التصعيد (صور) — Cedar News (@cedar_news) July 7, 2025 في وقت كشفت مصادر أميركية لـmtv أن برّاك سيعود إلى واشنطن مع الرد اللبناني في موعد الاجتماع بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو ما يعني أن أي قرار قد يتخذ سيكون باجتماع ثنائي يعقده ترامب مع نتنياهو وهذا أمر خطر جدا وقد يؤدي ذلك إلى تصعيد باتجاه بيروت. الحدث: برّاك سيتواصل مع الإدارة الأميركية وإسرائيل لتبليغهم ردّ #لبنان


المنار
منذ ساعة واحدة
- المنار
العدو الإسرائيلي يواصل الاعتداء على السيادة اللبنانية
واصل العدو الاسرائيلي خرقه للسيادة اللبنانية ولإعلان وقف إطلاق النار مع لبنان وضما للقرار الدولي رقم 1701. وبالسياق، أفاد مراسل قناة المنار ان 'محلقة اسرائيلية معادية القت قرابة 6.30 صباحا قنبلة صوتية بالقرب من مركب صيد مقبل شاطئ راس الناقورة جنوب لبنان'. من جهتها، قالت 'الوكالة الوطنية للاعلام' إن 'جرافتين تابعتين لجيش الاحتلال الاسرائيلي قامتا عند الواحدة بعد منتصف ليل الاحد الاثنين، على اجتياز الجدار الفاصل والخط الأزرق في بلدة كفركلا – قضاء مرجعيون، وتحديداً بالقرب من محطة شلهوب مقابل بوابة فاطمة، في خرق فاضح للسيادة اللبنانية'، وتابعت 'قامت الجرافتان بأعمال تجريف وفتح طريق تمتدّ لحوالى 100 متر داخل الأراضي اللبنانية، قبل أن تنسحبا عند الساعة الرابعة فجراً. هذا التطور يُعدّ انتهاكاً جديداً لقرارات الأمم المتحدة، ويُضاف إلى سلسلة الخروقات الإسرائيلية المتكرّرة في الجنوب'، ولفتت الى ان 'الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل يتابعان هذا الخرق عن كثب لاتخاذ التدابير المناسبة'. وكان طيران العدو الاسرائيلي نفذ عدة اعتداءات على السيادة اللبنانية في الجنوب والبقاع. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة اللبنانية في بيان له صباح الاثنين أن 'غارة العدو الإسرائيلي على برج رحال قضاء صور، أدت إلى إصابة تسعة مواطنين بجروح'، واضاف 'أدت غارة العدو على بلدة الزرارية قضاء صيدا، إلى إصابة طفلة بجروح بليغة استدعت إدخالها العناية الفائقة'. وهذه الخروقات الاسرائيلية المتواصلة للسيادة اللبنانية وللقرار 1701 تطرح الكثير من علامات الاستفهام حول الطروحات التي تطالب بالاعتماد على الدبلوماسية لحماية لبنان امام العدوانية الاسرائيلية، كما تؤكد عدم فائدة ما يسمى 'ضمانات أميركية' البلد. المصدر: موقع المنار