
مصطفى كوكصو
تدفق المحتوى
مقالات مقالات,
تركيا بعد 9 سنوات على محاولة الانقلاب الفاشلة
في الذكرى التاسعة لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، يبرز 15 يوليو/تموز كعلامة فارقة أعادت رسم العلاقة بين الشعب والدولة، وأطلقت مسارًا جديدًا لترسيخ الديمقراطية والاستقلال الوطني.
14/7/2025
مقالات مقالات,
ماذا كسبت تركيا بالقضاء على الانقلابات؟
لقد كشفت مؤامرة المحاولة الانقلابية الفاشلة، أن البعض حين يفشل في صناديق الانتخابات، يحمل صناديق الذخيرة، ويفرّغها في صدور شعبه، لذلك سعى الانقلابيون إلى تركيع تركيا مجددًا تحت حكم عسكري.
مقال رأي بقلم مصطفى كوكصومصطفى كوكصو
Published On 15/7/202415/7/2024
مقالات مقالات,
سفير الجمهورية التركية في دولة قطر د. مصطفى كوكصو يكتب بمناسبة الذكرى المئوية للجمهورية:
ومع حلول الذكرى المئوية للجمهوريّة- نشعر بالفخر ببلدنا وبكل مواطن من الـ 85 مليون نسمة، ونحن عازمون كل العزم على تحديث دولتن
مقال رأي بقلم مصطفى كوكصومصطفى كوكصو
Published On 29/10/202329/10/2023
مقالات مقالات,
ليلة غيرت مستقبل تركيا
إزاء الأحداث الدامية لمحاولة الانقلاب الفاشلة، أظهر الشعب التركي وطنية وتمسكا فائقا بالوحدة، وكان من مكاسب ذلك أن اختار عبر استفتاء 2017 العبور للمستقبل بنظام رئاسي جديد، وبدأت تركيا تحقق الإنجازات.
مقال رأي بقلم مصطفى كوكصومصطفى كوكصو
Published On 13/7/202313/7/2023
مقالات مقالات,
قطر تحرز المزيد من الأهداف في كأس العالم
سجلت قطر أهدافا سياسية ودبلوماسية وثقافية في هذه البطولة، وعززت مكانتها الدولية عاصمة للرياضة في الشرق الأوسط، مما أهلها لاستضافة بطولات قارية مثل كأس آسيا 2023 والعديد من الأحداث الرياضية المنتظرة.
مقال رأي بقلم مصطفى كوكصومصطفى كوكصو
Published On 20/12/202220/12/2022
مقالات مقالات,
العلاقات التركية القطرية.. خيار إستراتيجي و شراكة مستدامة
بذلت قيادة الدولتين تركيا وقطر جهدا بارزا لتعزيز العلاقات الثنائية منذ عام 2014 مرورا بالاتفاق المهم لإنشاء اللجنة الإستراتيجية العليا المشتركة للبلدين وهو ما فتح الباب نحو آفاق تخدم الشراكة الثنائية.
مقال رأي بقلم مصطفى كوكصومصطفى كوكصو
Published On 14/10/202214/10/2022
مقالات مقالات,
عيد النصر التركي.. ذكرى الكفاح والبقاء
قبل قرن من الزمان وفي مثل هذه الأيام كان الشعب التركي على موعد مع القدر لاسترداد حقه وأرضه، وحققت الأمة التركية انتصارا كبيرا بقيادة المؤسس مصطفى كمال أتاتورك على الحلفاء والقوات اليونانية.
مقال رأي بقلم مصطفى كوكصومصطفى كوكصو
Published On 4/9/20224/9/2022
مقالات مقالات,
15 تموز.. معركة انتصار الديمقراطية ومدنية الدولة التركية
لم تكن خطة الانقلاب محض صناعة محلية فقط، وإن كانت هذه المنظمة الإرهابية واجهة الانقلاب، فالمؤكد أنها نفذت محاولتها استجابة لمؤامرة واسعة شاركت فيها أطراف إقليمية ودولية، خَصّصت لها المليارات.
مقال رأي بقلم مصطفى كوكصومصطفى كوكصو
Published On 14/7/202214/7/2022
مقالات مقالات,
تركيا والعالم العربي.. رؤية واقعية ونظرة مستقبلية
تحتفل تركيا بالعيد 98 لتأسيس الجمهورية، وهي مناسبة عزيزة على الشعب التركي، الذي كافح لنيل استقلاله وتوحيد أراضيه في إطار الدولة الحديثة التي أسسها الغازي مصطفى كمال أتاتورك.
مقال رأي بقلم مصطفى كوكصومصطفى كوكصو
Published On 27/10/202127/10/2021

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
ما وراء الخبر.. دعوات للحوار وفرض الأمن في السويداء السورية
ما وراء الخبر ناقش برنامج 'ما وراء الخبر' -في حلقته بتاريخ (14 يوليو/تموز 2025)- دعوات الحكومة السورية إلى فرض الأمن والبدء في حوار شامل على خلفية اشتباكات نشبت بين مجموعات مسلحة وعشائر بالسويداء. اقرأ المزيد


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
ترامب متفائل بإمكانية اتفاق في غزة ونتنياهو متمسك بشروطه
يرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق قريب بشأن غزة، مضيفا في تصريح بالبيت الأبيض خلال لقائه الأمين العام لحلف الناتو مارك روته أن بلاده "تُبلي بلاء حسنا"، في إشارة إلى الجهود الأميركية لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار. في المقابل، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة- على أن غزة يجب أن تُحكَم من جهات لا تسعى إلى تدمير إسرائيل، مؤكدا أنه لم يتجاهل التحذيرات بشأن تهديدات وشيكة قبيل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأنه تصرّف وفق المعلومات المتوفرة حينها. وأضاف نتنياهو أنه يوافق على صفقة تبادل الأسرى فقط إذا كانت "جيدة"، مشيرا إلى أنه لن يقبل بالصفقات السيئة، على حد وصفه. وقال نتنياهو إنه عمل ضد توصيات العديد من المسؤولين بشأن إمكانية تخلي الجيش الإسرائيلي عن مواقع له في قطاع غزة. في الأثناء، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر أميركية تحدثت لعائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، أن نتنياهو نجح في إقناع ترامب بمنحه أسبوعا إضافيا لإتمام صفقة تبادل الأسرى. وأضافت المصادر أن ترامب سئم من الحرب في غزة لكن نتنياهو تمكّن من كسب وقت إضافي. نتنياهو يعرقل المفاوضات من جهتها، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الاثنين، أن نتنياهو لا يريد التوصل إلى اتفاق لوقف النار، ويتفنن بإفشال جولات التفاوض، وأكدت أنه يقود إسرائيل إلى "حرب عبثية بلا أفق". ولفتت الحركة إلى أن استمرار الحرب لا يهدد حياة الأسرى والجنود، "بل ينذر بكارثة على المستوى الإستراتيجي لكيانه". وأكدت حماس أن مقاوميها يخوضون حرب استنزاف تفاجئ العدو يوميا بتكتيكات ميدانية مبتكرة، تفقده زمام المبادرة وتربك حساباته، رغم ما يملكه من تفوق ناري وجوي، وفق البيان. ولا تزال " كتائب القسام" -الجناح العسكري لحركة حماس- والفصائل الفلسطينية الأخرى تتبنى بوتيرة يومية عمليات استهداف لعسكريين وآليات إسرائيلية في أنحاء قطاع غزة. ومنذ اندلاع حرب الإبادة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل 890 ضابطا وجنديا إسرائيليا، فيما أصيب، 6 آلاف 99 عسكريا، وفق البيانات المعلنة للجيش الإسرائيلي الذي يواجه اتهامات بإخفاء الخسائر الحقيقية له. وشددت حماس على أن "النصر المطلق" الذي يروّج له نتنياهو "وهمٌ كبير، لتغطية هزيمة ميدانية وسياسية مدوّية". محاولة سد الفجوات يأتي ذلك فيما تشهد العاصمة القطرية الدوحة ، حاليا، جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين وفدي حماس وإسرائيل، بوساطة قطرية ومصرية، وبمشاركة أميركية، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية ، عن مصدر مطلع، أن وسطاء المفاوضات الجارية منذ أيام بالدوحة يعملون لسد الفجوات بين إسرائيل وحماس. وعلى مدار نحو 20 شهرا، انعقدت جولات من مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، لوقف الحرب وتبادل أسرى، بوساطة مصر وقطر، ودعم من الولايات المتحدة. وخلال هذه الفترة، تم التوصل إلى اتفاقين جزئيين لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار، الأول في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، والثاني في يناير/كانون الثاني 2025. وتهرب نتنياهو من استكمال الاتفاق الأخير، واستأنف الإبادة على غزة في 18 مارس/آذار الماضي. ومع استئناف الإبادة، عاد حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، بزعامة إيتمار بن غفير المستقيل آنذاك، إلى حكومة نتنياهو بعد نحو شهرين على انسحابه. وتؤكد المعارضة الإسرائيلية أن نتنياهو يرغب بصفقات جزئية تضمن استمرار الحرب، لتحقيق مصالحه السياسية، لا سيما استمراره بالسلطة، استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته. وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، في حين يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية. ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلّفت الإبادة أكثر من 197 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
كيف أُحرقت أسلحة العمال الكردستاني؟
كنا مجموعة من الصحفيين القادمين من تركيا، انطلقنا من أربيل بإقليم كردستان بشمال العراق في ساعات الصباح الباكر، لنشهد بأعيننا قيام حزب العمال الكردستاني بإحراق أسلحته، ونكون شهودا على هذا الحدث . بعد تجاوزنا حدود أربيل ودخولنا أطراف السليمانية، بدأت سلسلة جبال قنديل الشهيرة تلوح أمامنا. قد يبدو الاسم غريبا لكثيرين، لكنه مألوف جدا بالنسبة لنا نحن الأتراك، فعلى مدى نحو 40 عاما، ارتبطت جبال قنديل في الوعي التركي بكل عملية ينفذها حزب العمال الكردستاني، وكانت تُشار دائما كمصدر للمنفذين، بينما اعتادت الطائرات الحربية التركية قصف مواقع فيها بشكل متكرر. لكن مشاهدتي لجبال قنديل غيّرت نظرتي تماما، إذ كنت اعتقد أنها مجرد جبل منفرد، فإذا بها سلسلة شاهقة ووعرة تمتد من السليمانية إلى عمق الأراضي الإيرانية. وأخبرني أحد العارفين بالمنطقة أن هذه الجبال تخفي تحتها مئات الأنفاق والكهوف والممرات، يصعب أن تصل إليها حتى القنابل الجوية. ففي أعماق هذه الجبال كانت تتمركز أهم قواعد حزب العمال الكردستاني، ومراكزه القيادية، ومستودعات سلاحه، ومواقع إيواء عناصره. نجحت تركيا، من خلال عملياتها العسكرية المنطلقة من حدودها، في فرض مناطق أمنية فعالة في شمال العراق، وتمكنت من تطهير منطقة زاب، إحدى أهم قواعد حزب العمال الكردستاني. لكن منطقة قنديل، الواقعة في الجنوب الشرقي، ظلت خارج نطاق هذا التدخل. وها نحن الآن نقترب بمركباتنا من بدايات تلك الجبال. عندما انحرفنا شرقا عن الطريق الرئيسي باتجاه سفوح جبال قنديل، تغيّرت الأجواء بشكل مفاجئ. رجال ملثمون بملابس خاصة وأسلحة جاهزة انتشروا على جانبي الطريق وفي النقاط المرتفعة، يتخذون تدابير أمنية مشددة. كانوا عناصر "الآسايش"، قوات الأمن التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني (حزب طالباني) في السليمانية. وعلى امتداد الطريق المؤدي إلى قنديل، بدت الإجراءات الأمنية صارمة للغاية: عربات مصفحة، مركبات عسكرية مزودة برشاشات، ومئات الجنود الملثمين يسيطرون على المنطقة. ساد جو من التوتر الشديد، إذ كانت المنطقة على موعد مع حدث غير مسبوق في تاريخها: تنظيم سيقوم بإحراق أسلحته، معلنا أمام العالم تخليه عن الكفاح المسلح. حزب العمال الكردستاني، الذي شكّل على مدى 40 عاما مصدرا لأزمة إقليمية، تسبب خلال تلك الفترة في سقوط آلاف الضحايا. وها نحن نسير بسياراتنا وسط الغبار على طريق ترابي، متجهين إلى الموقع الذي سيعلن فيه حزب العمال الكردستاني نهاية تمرده المسلح الذي استمر 40 عاما. كهف ذو دلالة تاريخية توقفت سياراتنا قرب موقع نصف سياحي يُعرف بـ"كهف جاسانا" في سفوح قنديل، بالقرب من قرية كاني خان ضمن حدود مدينة دوكان. هذا المكان كان مقرا لحركة الاستقلال التي قادها الشيخ محمود حفيد ضد البريطانيين عام 1923، وتحول مع الزمن إلى وجهة سياحية. في الموقع، أُعدت منصة تتسع لـ300 شخص، مع كراسي مصطفة أمامها وطاولة لأربعة أشخاص وجهاز عرض صور خلفها. وبجانب المنصة وُضع حوض معدني كبير يحتوي على حطب وصُب عليه البنزين، حيث كان من المقرر أن تُلقى فيه الأسلحة لتحترق. بعد جلوس المدعوين، ظل الجو متوترا خشية وقوع تخريب أو استفزاز. وتولت قوات "الآسايش" مهمة الأمن، بينما كان جهاز المخابرات التركي يدير العملية من خلف الكواليس. وحضر ممثلون عن الحكومة العراقية من بغداد، ومن أربيل، حيث كانت تركيا تسعى لجعل القرار مشتركا بين بغداد وأربيل وأنقرة. وحين نزل مقاتلو الحزب الواحد تلو الآخر من الدرج الحجري المؤدي إلى الكهف، ساد صمت تام، ثم تعالت الزغاريد والتصفيق. وصعد 15 رجلا و15 امرأة، جميعهم بملابس موحدة ويحملون أسلحتهم، إلى المنصة بهدوء، بقيادة بسه هوزات، إحدى القيادات البارزة، التي تميزت بزيها العسكري الأخضر. عُرفت هوزات بتشددها ورفضها فكرة التخلي عن السلاح، وكان عبد الله أوجلان مؤسس الحزب قد أصر على أن تلقي البيان. جلس إلى جانبها 3 أشخاص، ووقف باقي المقاتلين خلفهم، بينما ظهرت صورة أوجلان على شاشة العرض. وبدأت هوزات قراءة البيان باللغة التركية معلنة قرار الحزب إنهاء الكفاح المسلح قائلة: "بناء على دعوة القائد عبد الله أوجلان، وبإرادتنا الحرة، نُتلف أسلحتنا أمامكم". ثم تُلِي البيان نفسه بالكردية. عادت التصفيقات والزغاريد، وشهدنا دموع بعض الحضور في لحظة مؤثرة من التاريخ. حرق الأسلحة تقدم جميع مقاتلي الحزب في صف واحد نحو الحوض المعدني الكبير. وألقت بسه هوزات سلاحها أولا، ثم وقفت جانبا تراقب رفاقها وهم يتخلّون عن أسلحتهم، واحد تلو الآخر. وتنوّعت الأسلحة بين بنادق كلاشينكوف، قاذفات صواريخ، رشاشات، وبنادق قناصة. وبعد انتهاء عملية الإلقاء، مُنحت هوزات ورجل بجوارها عودين مشتعلين، فأشعلا الحطب والبنزين في الحوض. ولم تشتعل النيران في البداية، فتمت إضافة المزيد من البنزين. وعندما تصاعدت ألسنة اللهب بقوة، ظهرت مشاهد رمزية مؤثرة: النار تلتهم الأسلحة، وتبرز فوهات البنادق بين ألسنتها، معلنة نهاية مرحلة وبداية أخرى. ثم اقترب أحد المقاتلين من طاولتين قرب المكان وسلّم ورقة. واستفسرت على الفور عن الجالسين هناك، فقيل إن الطاولة الأولى كانت لممثلين عن منظمات حقوق الإنسان، بينما ضمت الثانية مسؤولين من بغداد، ومن الاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني. والورقة التي سُلّمت كانت كشفا بأرقام وأسماء الأسلحة التي أُحرقت، كما تم تسليم نسخة منها للسلطات الأمنية التركية. بعدها، انسحب المقاتلون الـ30 بصمت، صاعدين الدرج الحجري ذاته، متوارين عن الأنظار. لقد بدؤوا حياة جديدة بلا سلاح. حدث يشغل الرأي العام ما إن انتهت تلك اللحظة ذات الطابع السينمائي، حتى انكسر التوتر الذي خيّم على الأجواء. وفي المكان، كان الحضور يضم سياسيين وأكاديميين وصحفيين من أوروبا وتركيا وسوريا، إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدني. بدت على وجوه الجميع ملامح تأثر عميق، اختلط فيها الأمل بعدم اليقين. وما إن وصلت الصور والمقاطع الأولى إلى تركيا، حتى قطعت القنوات الإخبارية بثها وبدأت تغطي الحدث بشكل عاجل. ولم تقتصر التغطية على تركيا، بل تصدرت هذه المشاهد نشرات الأخبار حول العالم. لأوّل مرة في تاريخ التنظيمات المسلحة، يُعلَن عن إحراق الأسلحة بهذه الصورة العلنية والرمزية. وقد عبّر عدد من ممثلي المبادرات المدنية المختصة بالنزاعات، الذين كانوا يجلسون بالقرب مني، عن دهشتهم الشديدة مما رأوه. كان واضحا أن هؤلاء المقاتلين لن يعودوا إلى حمل السلاح، ولا إلى قواعدهم وكهوفهم في جبال قنديل. بل إنهم، كما أُعلن، سيبدؤون حياة مدنية في مدينة السليمانية. وأوضح البيان أن المجموعة ستواصل نشاطها تحت اسم "مجموعة المجتمع من أجل السلام والديمقراطية"، إيذانا بمرحلة جديدة من العمل السياسي والاجتماعي بدل العمل المسلح. لجنة خاصة في تركيا توالت ردود الفعل الدولية المرحبة بإعلان حزب العمال الكردستاني حرق أسلحته، إذ أصدرت الأمم المتحدة وتركيا والعراق وإيران وسوريا ودول أخرى حول العالم بيانات أبدت فيها ارتياحها لهذا التطور. في تركيا، تستعد العملية للدخول في مرحلة جديدة، حيث سيتم تشكيل لجنة خاصة في البرلمان تضم ممثلين عن جميع الأحزاب، تتولى مناقشة مصير مقاتلي الحزب الذين تخلوا عن السلاح، وتقرر ما إذا كانوا سيُمنحون حرية التنقل أو يخضعون للمحاكمة. وسيتولى رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش ، مهمة تشكيل اللجنة والإشراف المباشر عليها. ومع هذا التحول، تدخل العملية بعدا سياسيا واضحا، لتستكمل تفاصيلها ضمن إطار برلماني وتحت سقف القانون.