
تزايد جرائم الاختطاف والاعتداء الجنسي في اليمن وسط غياب الردع الأمني والقانوني
شهدت اليمن خلال السنوات الأخيرة تصاعدًا خطيرًا في معدلات الجريمة بشكل عام و جرائم الاختطاف والاعتداءات الجنسية بشكل خاص ، وسط أوضاع أمنية هشة وحرب انهكت المواطن وتسببت في اكبر ازمة إنسانية ووضع كارثي منذ انقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة في عام 2014.
وتأتي جريمة اغتصاب وقتل فتاة قاصر رمز لاسمها هبه كأسم مستعار في محافظة تعز ، كواحدة من أبشع الجرائم التي هزت المجتمع اليمني وتأتي هذه الجريمة بعد أسابيع قليله من اكتشاف جثة لفتاة تعزية أيضا في العاصمة صنعاء تم قتلها وتقطيعها ورمي جزء من جثتها في المجاري.
جريمة 'هبة': مأساة تصدم الشارع التعزي
في واقعة هزت الرأي العام اليمني، تعرضت فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا للاختطاف، قبل ان يتم اغتصابها وقتلها بوحشية.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الضحية تم استدراجها واختطافها من قِبل مجموعة من الأشخاص و تعرّضت لاعتداء جنسي جماعي، أعقبه قتل وحشي .
وفي مشهد مأساوي يزيد من عمق وبشاعة الجريمة، توفيت والدة الضحية فور تلقيها نبأ مقتل ابنتها، إثر نوبة قلبية حادة، من ما ضاعف حجم مأساة عائلة الضحية ، وأثار مشاعر الغضب والحزن في أوساط المجتمع اليمني.
ورغم انه تم القبض على عدد من المشتبه بهم، إلا أن قرار السلطات الأمنية في محافظة تعز باعتقال شقيق الضحية أثار موجة الاستنكار والتعجب ، واعتبره ناشطون محاولة لتشتيت الأنظار والتشويش على سير القضية وتحقيق العدالة، وهناك الكثير من المخاوف من ضغوط تمارس على العائلة لوقف مطالبها المستمرة بكشف الحقيقة ومحاسبة الجناة.
الاختطاف في اليمن: أرقام صادمة وواقع مرعب
تُعد جريمة 'هبة' واحدة من سلسلة طويلة من الجرائم المشابهة، التي وقعت خلال السنوات الأخيرة في اليمن، وبالرغم من أن جرائم الإختطاف كانت تحدث في ضل الاستقرار الأمني و السياسي في زمن ما قبل الحرب ولكنها كانت تحدث بعدد قليل جدا ونادر ولكن في السنوات الأخيرة تفاقمت هذه الظاهرة المخيفة وباتت عمليات الاختطاف، لا سيما للنساء والفتيات والاطفال ظاهرة مقلقة للغاية ..
ووفقًا لتقارير حقوقية محلية ودولية فقد سُجلت آلاف حالات الاختطاف في مختلف المحافظات اليمنية ، خصوصًا في مناطق النزاع مثل صنعاء، الحديدة، تعز، وصعدة. وتنوعت دوافع هذه الجرائم بين سياسية وطائفية، وأخرى جنائية تتعلق بالاتجار بالبشر، أو الانتهاكات الجنسية، أو الابتزاز والضغط على العائلات.
وتشير مصادر حقوقية إلى أن العديد من النساء المختطفات يتعرضن للتعذيب الجسدي، والاعتداء الجنسي، والإخفاء القسري لفترات طويلة، في ظل صمت رسمي ومجتمعي، وتخوف عائلات الضحايا من الفضيحة والعار المجتمعي او حتي تعرض اسرهم للسجن والاعتقال من ما يُبقي كثيرًا من القضايا طيّ الكتمان.
أسباب تفاقم الظاهرة
هناك عدة عوامل أسهمت في تزايد جرائم الاختطاف، أبرزها
• غياب الدولة وانهيار مؤسساتها بشكل عام والأمنية والقضائية بشكل خاص خصوصًا في مناطق سيطرة جماعات مسلحة كجماعة الحوثي التي تستخدم السجون كأدوات قمع
• وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وارتفاع معدلات البطالة والفقر، مما زاد من من انتشار الجريمة المنظّمة والعشوائية .
• الإفلات من العقاب، وغياب المحاسبة القضائية، وعدم استقلالية الأجهزة الأمنية
• التمييز ضد المرأة، حيث تُعامل النساء في بعض المناطق ككائنات بلا حماية قانونية حقيقية.
دعوات لفرض هيبة القانون
أثارت جريمة 'هبة' مطالبات حقوقية واسعة النطاق بإجراء تحقيق نزيه وضرورة تقديم الجناة للعدالة دون تأخير. كما دعت منظمات المجتمع المدني إلى
تسن مزيد من القوانين الصارمة والرادعة ضد جرائم العنف والاختطاف.
• وحماية أسر الضحايا من الانتقام أو الابتزاز
• إنشاء مراكز دعم نفسي واجتماعي للضحايا.
• تفعيل دور الإعلام في التوعية المجتمعية لكسر حاجز الصمت.
مأساة تتكرر وضمير بحاجة للصحوة
الاختطاف مأساة وبحاجة لضمائر حيه و لم يعد مجرد جريمة جنائيةبل تحوّل إلى ظاهرة مخيفة و تهدد النسيج المجتمعي ، ويترك آثارًا نفسية وإنسانية عميقة لا تُمحى لسنوات من عمر الضحايا
إن الصمت عن هذه الجرائم، سواء من الجهات الرسمية أو المجتمعية، يشجّع الجناة ويمدّ في عمر الجريمة.
جريمة 'هبة' يجب ألا تمر مرور الكرام، فهي ليست قضية عائلة واحدة، بل قضية وطن بأسره، يستحق أن يعيش فيه الأطفال والنساء في أمان وكرامة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 14 دقائق
- اليمن الآن
اتهامات بالاحتيال تطال ناشط يتوسط في قضية ممرضة هندية محكومة بالإعدام في اليمن
وجّه عبد الفتاح مهدي، شقيق اليمني القتيل طلال، الذي قُتل على يد الممرضة الهندية نيميشا بريا، اتهامات خطيرة بالاحتيال ضد الناشط الهندي سامويل جيروم، الذي يزعم تمثيله لعائلة نيميشا في مساعٍ للإفراج عنها من السجن اليمني. وفي منشور له عبر "فيسبوك"، اتهم عبد الفتاح الناشط الهندي بجمع مبالغ مالية طائلة من داخل الهند وخارجها باسم "جهود الوساطة"، دون أن يقوم بأي دور فعلي في التفاوض مع أسرة الضحية. وأكد أن جيروم لم يتواصل معهم إطلاقًا سواء عبر الهاتف أو الرسائل، ولم يبذل أي جهد لإقناعهم بالعفو أو الدخول في مفاوضات قانونية. وأوضح عبد الفتاح أن جيروم وصل إلى صنعاء فقط بعد صدور حكم الإعدام بحق نيميشا، مدّعيًا تمثيلها بموجب وكالة قانونية، واحتفل بصدور الحكم قائلاً له: "مبروك"، في مشهد وصفه بأنه استفزازي وغير إنساني. كما كشف شقيق الضحية عن تلقي جيروم مبلغًا قدره 40 ألف دولار مؤخرًا، مشيرًا إلى أن تلك الأموال لم تُستخدم لأي غرض حقيقي في سياق القضية، بل استُغلت لمصالح شخصية، واصفًا ما يقوم به بأنه "تجارة بدماء الضحية". وتثير هذه الاتهامات تساؤلات حادة حول شفافية الجهود التي تُبذل في الهند وخارجها لإنقاذ نيميشا بريا من حكم الإعدام، وسط مناشدات من عائلتها للبحث عن تسوية مع أسرة القتيل. تعود القضية إلى عام 2017، عندما حُكم على نيميشا بريا، البالغة من العمر 37 عاماً، بالإعدام بعد إدانتها بقتل المواطن اليمني طلال مهدي، والذي كانت قد شاركته في افتتاح عيادة طبية في صنعاء. ووفقاً للتحقيقات، قامت نيميشا بتخدير طلال في محاولة لاستعادة جواز سفرها الذي كان بحوزته، إلا أن الجرعة الزائدة أدت إلى وفاته. وقامت بعد ذلك، بمساعدة زميلة لها، بتقطيع الجثة والتخلص منها في خزان مياه. وتقرر حكم الإعدام الذي كان مقررا بحق الممرضة الهندية نيميشا بريا، في 16 يوليو الماضي بعد جهود حثيثة من الحكومة الهندية وتدخل الزعيم الديني السني الهندي، كانتابورام أبو بكر موسليار، وتواصله مع زعماء دين في اليمن.


اليمن الآن
منذ 14 دقائق
- اليمن الآن
فتحي بن لزرق يكشف جهود جباره لهذا القائد اليمني في محافظة عدن (الاسم والصورة)
كشف الصحفي والإعلامي اليمني فتحي بن لزرق عن جهود جباره يبذلها مدير امن عدن اللواء مطهر الشعيبي بالمحافظة. وقال بن لزرق عبر تدوينه له على حسابه بمنصة إكس: تشرفت صباح اليوم بزيارة مقر إدارة أمن شرطة محافظة عدن، حيث التقيت باللواء مطهر الشعيبي، وعدد من أبرز القيادات الأمنية الذين يمضون بصمت وثبات في مهمة من أنبل المهام: حماية المجتمع وإعادة بناء الجهاز الأمني من جذوره. واضاف : وخلال الزيارة، رافقت اللواء الشعيبي في جولة ميدانية داخل مرافق إدارة الأمن، واطلعت عن كثب على حجم الجهد الجبار الذي بُذل خلال السنوات القليلة الماضية، لترميم ما تهدّم، وتنظيم ما تبعثر، وتأهيل ما تم تهميشه طيلة عقود. لم تكن مجرد زيارة، بل كانت شهادة حية على عمل مؤسسي صامت، يقوده رجل لا يسعى إلى الأضواء، بل إلى النتائج. وتابع : لقد قاد، ويقود اللواء مطهر الشعيبي مشروعًا حقيقيًا لإعادة الاعتبار للمؤسسة الأمنية في عدن، ليس بالشعارات، بل بالتأهيل والتدريب والانضباط والتنظيم. ومَن يُقارن حال إدارة أمن عدن اليوم بما كانت عليه قبل سنوات، يدرك تمامًا أن المقارنة باتت مجحفة؛ فالفارق ليس مجرد تطوير، بل نهضة أمنية حقيقية. وقال : أكدت في حديثي معهم أننا، كمجتمع، ندرك حجم التحدي، ونعلم أن الأمن لا يُبنى بالحواجز بل بالثقة، ولا يُصان بالسلاح وحده، بل بشراكة حقيقية بين المواطن ورجل الأمن. وقلت لهم بوضوح: نحن إلى جانبكم، نقف معكم لا خلفكم، فالأمن هو مظلتنا جميعًا، والحصن الذي يحمي حقوقنا ويصون مدينتنا. واشار بن لزرق الى ان عدن تستحق أمنًا يحترم كرامة الإنسان، ومؤسسة أمنية راسخة تُبنى على القانون لا على الولاءات، وما نشهده اليوم في إدارة الأمن هو خطوة كبرى في هذا الطريق، رافقني في هذه الزيارة زميلي العزيز ومدير العلاقات العامة بمؤسسة "عدن الغد" الحبيب نضال محمد عبدالله فارع .


اليمن الآن
منذ 14 دقائق
- اليمن الآن
مصرع وإصابة 12 من منتسبي محور طور الباحة في لحج
قُتل أربعة جنود وأُصيب ستة آخرون من منتسبي محور طور الباحة العسكري بمحافظة لحج، في حادث مروري مروّع وقع صباح الإثنين 21 يوليو/تموز، إثر انقلاب طقم عسكري كان يقلهم في إحدى طرق مديرية طور الباحة جنوبي اليمن. وأفادت مصادر محلية إأن الحادث نجم عن انفجار مفاجئ في أحد إطارات الطقم، ما تسبب بانقلابه على الطريق الوعر، وأسفر عن وفاة أربعة جنود على الفور، بينما أُصيب ستة آخرون بجراح متفاوتة. تم نقل المصابين إلى مستشفى خليفة بمدينة التربة في محافظة تعز، حيث أكد مصدر طبي للموقع أن الجرحى الستة أُدخلوا غرف العمليات لتلقي الرعاية العاجلة، في حين جرى تحويل اثنين منهم إلى مستشفيات مدينة تعز نتيجة إصاباتهما البالغة. ويأتي هذا الحادث ليُسلط الضوء مجددًا على واقع البنية التحتية الهشة في المناطق الجبلية الجنوبية، وظروف تنقل القوات العسكرية في مناطق تشهد توترًا أمنيًا مستمرًا.