
مراهقو أميركا يهجرون فيسبوك وإكس ويتوجهون نحو يوتيوب وتيك توك
أوضحت دراسة أجراها معهد بيو الأميركي للأبحاث أن المراهقين الأميركيين يستخدمون يوتيوب أكثر من أي منصة أخرى من المنصات التي سئلوا عنها في أثناء الدراسة، لكنهم يستخدمون أيضا تيك توك وإنستغرام وسناب شات وعلى نطاق واسع.
ويقول 9 من كل 10 مراهقين أميركيين إنهم يستخدمون يوتيوب، كما تستخدم الأغلبية تيك توك.
وبحسب الدراسة، فقد انخفض استخدام المراهقين الأميركيين منصتي فيسبوك وإكس بشكل حاد خلال العقد الماضي.
وقد حذر خبراء الصحة العامة والمشرعون وأولياء الأمور الأميركيون من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين في الولايات المتحدة.
ولمعرفة رأي المراهقين أنفسهم أجرى مركز بيو دراسة شملت مراهقين أميركيين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما وأولياء أمورهم بهدف التعرف على تجاربهم مع وسائل التواصل الاجتماعي وآرائهم بشأن تأثيرها على حياتهم.
وفيما يلي 10 نتائج رئيسية من الدراسة:
1- يستخدم المراهقون يوتيوب أكثر من أي منصة أخرى من المنصات التي سئلوا عنها، لكنهم يستخدمون أيضا تيك توك وإنستغرام وسناب شات وعلى نطاق واسع.
ويقول 9 من كل 10 مراهقين إنهم يستخدمون يوتيوب، كما تستخدم الأغلبية تيك توك (63%) وإنستغرام (61%) وسناب تشات (55%).
في المقابل، انخفض استخدام المراهقين فيسبوك وإكس بشكل حاد خلال العقد الماضي، فعلى سبيل المثال قال 71% من المراهقين إنهم استخدموا فيسبوك في 2014-2015، وهي نسبة أعلى بكثير من 32% الذين يستخدمونه اليوم.
ويقول نحو ربع المراهقين الأميركيين (23%) إنهم يستخدمون واتساب، وتقول نسبة أقل إنها تستخدم رديت (14%) ونسبة أقل من ذلك تستخدم ثريدس (6%).
2- يزور أكثر من نصف المراهقين موقعي يوتيوب وتيك توك مرة واحدة على الأقل يوميا، ويقول بعضهم إنهم يتصفحون هذين الموقعين "بشكل شبه مستمر".
ويقول نحو 3 أرباع المراهقين (73%) إنهم يستخدمون يوتيوب يوميا، ويشمل ذلك 15% ممن يصفون استخدامهم للموقع بأنه شبه مستمر.
ويزور أغلبية المراهقين تيك توك يوميا، حيث أفاد 16% منهم باستخدامه بشكل شبه مستمر، ويأتي إنستغرام وسناب تشات في المرتبة الثانية، حيث يستخدم نحو نصف المراهقين الأميركيين كل منهما يوميا، ويقول نحو واحد من كل 10 منهم إنهم يستخدمونهما بشكل شبه مستمر، ويقول عدد أقل من المراهقين (20%) إنهم يزورون فيسبوك كل يوم.
3- يختلف استخدام المراهقين الأميركيين منصات التواصل الاجتماعي باختلاف الفئة السكانية، فالمراهقون من ذوي الأصول الأفريقية واللاتينية هم الأكثر استخداما لتطبيقات تيك توك وإنستغرام وإكس، فعلى سبيل المثال قال 79% من المراهقين من ذوي الأصول الأفريقية و74% من المراهقين من ذوي الأصول اللاتينية إنهم يستخدمون تيك توك مقارنة بـ54% من المراهقين البيض.
وتقول نسبة أكبر من المراهقات مقارنة بالفتيان المراهقين إنهن يستخدمن تيك توك (66% مقابل 59%) وإنستغرام (66% مقابل 56%)، وفيما يخص يوتيوب فإن الفتيان يتفوقون على الفتيات (93% مقابل 87%).
4- يقول نحو نصف المراهقين الأميركيين (48%) إن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير سلبي في الأغلب على الأشخاص في سنهم، ارتفاعا من 32% في عام 2022، وأصبح عدد الذين يرون أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير إيجابي في الأغلب أقل الآن (11%).
وعندما سأل مركز بيو المراهقين عن رأيهم في تأثير هذه المنصات عليهم شخصيا، قال عدد أقل إن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير سلبي عليهم مقارنة بأقرانهم (14%).
5- وفيما يتعلق بالزمن فإن نسبة أكبر من المراهقين يقولون إنهم يقضون الآن وقتا أطول على وسائل التواصل الاجتماعي: 45% من المراهقين يقولون ذلك اليوم، مقارنة بـ27% في عام 2023 و36% في عام 2022.
ويقول نحو نصف المراهقين (49%) إنهم يقضون الوقت المناسب على هذه المنصات، وهذا أقل من نسبة 64% الذين قالوا ذلك في عام 2023 و55% الذين قالوا ذلك في عام 2022.
أما الذين يقضون وقتا قصيرا جدا على وسائل التواصل الاجتماعي من المراهقين الأميركيين فنسبتهم 6%، وقد ظلت هذه النسبة مستقرة في السنوات الأخيرة.
6- يقر المزيد من المراهقين إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يضر بنومهم وإنتاجيتهم ودرجاتهم الدراسية وصحتهم العقلية.
ويقول 4 من كل 10 مراهقين بأن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يضر بإنتاجيتهم، ويضيف 45% منهم أن ذلك يؤثر على مدة نومهم.
ويقول نحو واحد من كل 5 إن ذلك يضر بدرجاتهم الدراسية (22%) وصحتهم العقلية (19%).
وعندما يتعلق الأمر بالصداقات، يرى المزيد من المراهقين أن منصات التواصل الاجتماعي تساعدهم أكثر مما تضرهم (30% مقابل 7%).
ومع ذلك، تقول نسبة كبيرة من المراهقين إن هذه المنصات لا تضر ولا تساعد في أي من جوانب حياتهم.
أما المراهقات فهن أكثر عرضة من المراهقين للإبلاغ عن أن وسائل التواصل الاجتماعي تضر ببعض جوانب حياتهن، فعلى سبيل المثال تقول ربع المراهقات إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يضر بصحتهن العقلية مقارنة بـ14% من المراهقين.
7- ترى أغلبية المراهقين أن مواقع التواصل الاجتماعي تساعدهم على الشعور بالتواصل والإبداع.
ويقول نحو 3 أرباعهم إن هذه المنصات تجعلهم يشعرون بمزيد من الترابط مع أصدقائهم، ويشيد 63% منهم بالتواصل الاجتماعي لكونه يوفر لهم مكانا لإظهار جانبهم الإبداعي.
لكن بعض المراهقين أبلغوا عن معاناتهم من آثار سلبية، على سبيل المثال يقول 39% منهم إنهم يشعرون بالارتباك بسبب هذه المنصات.
أما المراهقات فإنهن أكثر عرضة من المراهقين للإبلاغ عن بعض الآثار الإيجابية والسلبية، 57% من الفتيات مقابل 45% من الفتيان يعتقدن أن وسائل التواصل الاجتماعي تجعلهن يشعرن أن هناك من يدعمهن في الأوقات الصعبة.
و34% من الفتيات مقابل 20% من الفتيان يقلن إن هذه المنصات الإلكترونية تجعلهن يشعرن بسوء أكبر تجاه حياتهن.
8- بحسب نتائج الدراسة، فإن الآباء والأمهات أكثر عرضة من المراهقين لإلقاء اللوم على وسائل التواصل الاجتماعي في التأثير السلبي على الصحة العقلية للمراهقين.
سألنا المراهقين وأولياء أمورهم أيضا عن مدى قلقهم بشأن الصحة العقلية للمراهقين، بالنسبة لأولئك الذين قالوا إنهم قلقون إلى حد ما بشأن هذه المسألة طلبنا منهم تحديد الشيء الذي يعتقدون أنه يؤثر سلبا على الصحة العقلية للمراهقين.
ومن بين الآباء الذين يشعرون بقلق ما بشأن الصحة العقلية للمراهقين ذكر 44% أن وسائل التواصل الاجتماعي هي السبب الرئيسي في ذلك، وهذا أعلى بكثير من أي سبب آخر، مثل التكنولوجيا بشكل عام (14%) أو التنمر (9%).
9- يذكر نحو ثلث المراهقين أنهم يحصلون على معلومات عن الصحة العقلية من وسائل التواصل الاجتماعي على الأقل في بعض الأحيان، ومن بين هؤلاء المراهقين يقول الأغلبية (63%) إنها طريقة مهمة للحصول على هذا النوع من المعلومات أو إنها الطريقة الأكثر أهمية.
وهناك اختلافات بين الجنسين والأعراق والإثنيات في اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على معلومات عن الصحة العقلية، حيث تشير نسبة أكبر من المراهقات مقارنة بالمراهقين إلى حصولهن على معلومات عن الصحة العقلية من وسائل التواصل الاجتماعي على الأقل في بعض الأحيان (40% مقابل 28%).
10- يفيد أقل من نصف المراهقين (44%) بأنهم قللوا استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا الرقم أعلى قليلا من نسبة 39% الذين قالوا نفس الشيء في عام 2023، ومع ذلك فإن الأغلبية (55%) يقولون إنهم لم يقللوا استخدامهم، وينطبق نفس النمط على المراهقين الذين قللوا استخدام هواتفهم الذكية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 2 ساعات
- النهار
ضحية التنمّر الإلكتروني... وفاة "تيكتوكر" مغربية نتيجة مضاعفات عملية لإنقاص الوزن
توفيت المؤثرة المغربية سلمى، المعروفة على منصة "تيك توك" بلقب "زوجة تيبو"، متأثرة بمضاعفات صحية خطيرة أعقبت خضوعها لعملية جراحية لتغيير مسار المعدة أُجريت بإحدى العيادات الخاصة في تركيا، بهدف إنقاص الوزن. وتفاعل عدد كبير من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي مع خبر الوفاة، خاصة بعد ظهور زوجها في مقطع فيديو وهو ينهار بالبكاء أثناء إعلان الخبر، وسط موجة من التعاطف والحزن. هذه الرحلة، التي انطلقت بأمل نحو بداية جديدة، سرعان ما تحولت إلى كابوس مؤلم، بعدما تدهور وضعها الصحي بشكل متسارع بعد العملية الأمر الذي اضطرها إلى دخول المستشفى. صدمة واسعة وكانت سلمى قد نُقلت إلى قسم العناية المركزة حيث خضعت لمراقبة طبية دقيقة، قبل أن يُعلن لاحقًا عن وفاتها، في خبر أثار صدمة واسعة بين متابعيها ومستخدمي مواقع التواصل. ولجأت سلمى إلى الجراحة كحل نهائي للتخلص من السمنة المفرطة التي أثّرت على حياتها النفسية والجسدية، خاصة في ظل معاناتها من التنمر المستمر والضغط الاجتماعي الذي طال شكلها الخارجي، واختارت التوجه إلى تركيا لإجراء العملية داخل مركز طبي معروف في هذا المجال، وفق ما ذكرت وسائل إعلام. شاركت سلمى متابعيها عبر "تيك توك" بمقاطع مؤثّرة خلال فترة علاجها، وثّقت فيها لحظات الألم والخوف وتحدثت بصراحة عن معاناتها ما أثار موجة واسعة من التعاطف والدعاء لها بالشفاء. سلمى، وهي أم لطفل، كانت تحظى بمتابعة واسعة تجاوزت مليون ونصف المليون على منصة "تيك توك"، وكانت تحلم بتحقيق تغيير في مظهرها من أجل استعادة ثقتها بنفسها والتخلص من النظرات القاسية التي لاحقتها. إلا أن رحلتها انتهت بشكل مأساوي، بحسب وسائل إعلام مغربية. وأثارت الحادثة النقاش مجددا حول الضغوط النفسية التي قد يواجهها المؤثرون، خاصة بسبب التنمّر الإلكتروني المرتبط بالمظهر الجسدي. وأشار نشطاء إلى أن الشابة كانت تتعرض لتعليقات سلبية متكررة بشأن وزنها، وهو ما قد يكون أحد العوامل التي دفعتها لاتخاذ قرار إجراء الجراحة. وتُعد عملية "تغيير مسار المعدة" واحدة من أبرز جراحات إنقاص الوزن، وتُجرى على مرحلتين، تتضمن الأولى تصغير حجم المعدة، والثانية تجاوز جزء من الأمعاء الدقيقة، مما يساهم في الشعور بالشبع وتغيير مسار الطعام.


الديار
منذ 11 ساعات
- الديار
التبوّل الإستباقي... هل هو مُفيد أم مُضرّ؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تُعد المثانة من الأعضاء الحيوية في الجهاز البولي، وتلعب دورًا أساسيًا في تخزين البول ثم التخلص منه بطريقة إرادية. لكن كثيرين لا يدركون أن بعض العادات اليومية التي نمارسها بدافع "الراحة" أو "الاحتياط"، قد تؤثر سلبًا على صحة المثانة على المدى الطويل. من بين هذه العادات: التبول الاستباقي، أو ما يُعرف بالتبول قبل الشعور بالحاجة الفعلية. التبول الاستباقي هو عادة الدخول إلى الحمام لإفراغ المثانة دون وجود إلحاح حقيقي للتبول، وغالبًا بدافع الاستعداد المسبق قبل الخروج من المنزل، أو قبل النوم، أو قبل الاجتماعات الطويلة. وفي حين قد يبدو هذا السلوك منطقيًا في الظاهر، إلا أن تكراره قد يُحدث اضطرابًا في إشارات المثانة والدماغ، ويؤثر على قدرتنا على التحكم الطبيعي في الرغبة بالتبول. إنّ المثانة البشرية تتسع تدريجيًا للبول حتى تصل إلى سعتها المعتادة، ثم تُرسل إشارات إلى الدماغ بضرورة الإفراغ. عندما نُفرغ المثانة بشكل متكرر قبل أن تمتلئ، نُقلل تدريجيًا من قدرتها على التمدد، وقد تعتاد على إرسال إشارات مبكرة بشكل غير دقيق. وهذا قد يؤدي إلى ما يُعرف بفرط نشاط المثانة، حيث يشعر الفرد بالحاجة المتكررة والملحة للتبول، حتى عندما تكون الكمية قليلة جدًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن التبول دون حاجة يُضعف "الانضباط المثاني"، وهي القدرة الطبيعية للجسم على مقاومة الرغبة بالتبول لفترة مناسبة دون ضرر. وفي الحالات المزمنة، قد يؤدي ذلك إلى تقليل سعة المثانة أو الإحساس الزائف بالحاجة المستمرة للتبول، ما يسبب إزعاجًا كبيرًا في الحياة اليومية والنوم وجودة الحياة عمومًا. المثانة البشرية تتسع تدريجيًا للبول حتى تصل إلى سعتها المعتادة، ثم تُرسل إشارات إلى الدماغ بضرورة الإفراغ. عندما نُفرغ المثانة بشكل متكرر قبل أن تمتلئ، نُقلل تدريجيًا من قدرتها على التمدد، وقد تعتاد على إرسال إشارات مبكرة بشكل غير دقيق. وهذا قد يؤدي إلى ما يُعرف بفرط نشاط المثانة، حيث يشعر الفرد بالحاجة المتكررة والملحة للتبول، حتى عندما تكون الكمية قليلة جدًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن التبول دون حاجة يُضعف "الانضباط المثاني"، وهي القدرة الطبيعية للجسم على مقاومة الرغبة بالتبول لفترة مناسبة دون ضرر. وفي الحالات المزمنة، قد يؤدي ذلك إلى تقليل سعة المثانة أو الإحساس الزائف بالحاجة المستمرة للتبول، ما يسبب إزعاجًا كبيرًا في الحياة اليومية والنوم وجودة الحياة عمومًا. رغم السلبيات المحتملة، إلا أن التبول الاستباقي لا يُعد دائمًا عادة سيئة. في بعض الحالات الخاصة، قد يكون مفيدًا، مثل السفر الطويل، أو لمن يعانون من مشاكل في الوصول إلى الحمام بسرعة، أو لمن يتناولون مدرّات البول. لكنه لا يجب أن يتحوّل إلى نمط دائم في غياب الحاجة، خاصة لدى الأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من مشاكل في التحكم البولي.


الديار
منذ 11 ساعات
- الديار
السكري والبصر... مضاعفات خطرة يمكن تفاديها
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يُعتبر ارتفاع سكر الدم من أخطر المشكلات الصحية التي يواجهها الأفراد المصابون بداء السكري أو حتى أولئك الذين يعانون من مرحلة ما قبل السكري دون علمهم. فعندما تبقى مستويات الجلوكوز مرتفعة في الدم لفترات طويلة، تبدأ آثارها السلبية بالظهور على مختلف أجهزة الجسم، ومن أكثر الأعضاء حساسية وتأثرًا بهذا الاضطراب هي العين. فالعين ليست فقط نافذة الإنسان إلى العالم، بل مرآة دقيقة تعكس حالته الصحية الداخلية، وقد تكون أول من يُظهر إشارات تحذيرية مبكرة للإصابة بداء السكري أو تفاقمه. في حالات ارتفاع سكر الدم، يتعرض الجسم لحالة من الالتهاب المزمن وتلف الأوعية الدموية الدقيقة، لا سيما تلك الموجودة في شبكية العين، وهي الطبقة الحساسة للضوء في الجزء الخلفي من العين. تؤدي المستويات المرتفعة من الجلوكوز إلى إضعاف جدران الأوعية الدموية، ما يسمح بتسرب السوائل والدم داخل الشبكية. هذه الحالة تُعرف طبيًا باسم اعتلال الشبكية السكري، وهي من المضاعفات الشائعة والخطيرة التي قد تؤدي إلى فقدان البصر إذا لم تُشخّص وتُعالج في وقت مبكر. مع مرور الوقت، قد تزداد الأوعية الدموية التلفًا وتُصبح أكثر هشاشة، مما يُحفّز نمو أوعية دموية غير طبيعية فوق سطح الشبكية، وهي أوعية ضعيفة ومعرضة للتمزق والنزيف. هذا النوع يُعرف باسم الاعتلال الشبكي السكري التكاثري، ويعدّ من المراحل المتقدمة والخطيرة التي قد تؤدي إلى انفصال الشبكية، أو نزيف في الجسم الزجاجي، أو حتى العمى الدائم. كما أن ارتفاع سكر الدم يزيد من خطر الإصابة بالماء الأبيض (الكاتاراكت)، وهو تغيم في عدسة العين، والزَرَق (الغلوكوما)، وهي حالة ناتجة عن ارتفاع ضغط العين قد تؤدي كذلك إلى تلف العصب البصري وفقدان الرؤية. هذا وأظهرت الأبحاث الطبية الحديثة أظهرت بشكل قاطع أن التحكم بمستوى السكر في الدم يُساهم بشكل كبير في الوقاية من مضاعفات العين. فالمصابون بالسكري الذين يحافظون على مستويات طبيعية أو قريبة من الطبيعية للسكر في الدم، يقل لديهم خطر الإصابة باعتلال الشبكية بنسبة تتجاوز 50%. كما أن التحكم بضغط الدم ومستويات الكوليسترول له دور داعم في حماية العين، لأن هذه العوامل تسهم أيضًا في صحة الأوعية الدموية الدقيقة. من أهم طرق الوقاية من مضاعفات ارتفاع سكر الدم على العين هو الفحص السنوي للعين، حتى في حال عدم وجود أعراض. فالكثير من التغيرات في الشبكية قد تحدث دون ألم أو فقدان واضح للرؤية في المراحل الأولى. ويتيح الفحص المنتظم الفرصة لاكتشاف أي تغيّر مبكر والتدخل السريع بالعلاج، سواء بالليزر أو بالحقن داخل العين، أو بالجراحة في الحالات المتقدمة. كذلك، يُنصح مرضى السكري بالتواصل الدائم مع طبيب العيون وطبيب الغدد الصماء لضبط الحالة العامة وتعديل العلاج عند الحاجة. إلى جانب الأدوية والمتابعة الطبية، يُمثل نمط الحياة الصحي خط الدفاع الأول ضد أخطار ارتفاع سكر الدم. اتباع نظام غذائي متوازن منخفض السكريات والكربوهيدرات السريعة الامتصاص، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، كلها عوامل تؤثر بشكل مباشر في استقرار نسبة السكر في الدم، وتنعكس إيجابًا على صحة العين وباقي أعضاء الجسم.