
«الاقتصاد الأمريكى» يدفع فاتورة الحرب
لم يبدأ الحرب لكنه عرف كيف ينهيها. وبعد 12 يوما من الصراع الإيرانى- الإسرائيلي، خرج الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ليزف للعالم بشرى وقف إطلاق النار بين الطرفين. ولكن انتصار ترامب جاء بخسائر مؤلمة لاقتصاده، تسبب فيها تدخله المباشر فى الصراع بتحريكه أسطول طائراته وقذائفه الصاروخية لضرب أهداف إيرانية نووية.
الهدنة جاءت لتخفيف ما تسببت فيه الحرب من ضغط على الاقتصاد الأمريكي، وسلاح رادع لأى تدهور قد يصيبه، فقد تأثر بآليات متعددة، منها ارتفاع أسعار الطاقة وسط مخاوف من التضخم وزيادة تباطؤ النمو، فضلا عن التكاليف العسكرية، وغيرها من التداعيات، التى حتما كانت ستزداد سوءا لو استمر الصراع لفترة أطول، ولم يتم التوصل لهدنة بين الطرفين.
تكاليف عسكرية
لا يخفى على أحد حجم التكاليف العسكرية التى تكبدتها أمريكا بتوجيهها ضربات للمواقع النووية فى إيران، والتى استعانت فيها الولايات المتحدة بـ 7 قاذفات شبح من طراز «بى 2»، بتكلفة تقدر بنحو 14.7 مليار دولار، و 14 قنبلة Mop، المخصصة لتدمير المنشآت المحصنة والعميقة تحت الأرض بتكلفة 7 مليارات دولار (متوسط تكلفة القنبلة الواحدة 500 مليون دولار)، بالإضافة لإطلاق 30 صاروخا من طراز «توماهوك» بتكلفة تقدر بنحو 50 مليون دولار (تكلفة الصاروخ الواحد تتراوح ما بين مليون و 2 مليون دولار). مما يعنى أن إجمالى تكلفة الأسلحة المستخدمة تجاوزت الـ 21 مليار دولار، بالإضافة إلى تكاليف أخرى، مثل الدعم اللوجيستى والوقود وغيره.
ويرى الخبراء أن إطالة أمد الحرب، أو محاولة أى من الجانبين اختراق الهدنة من شأنه أن يؤدى إلى مزيد من الإنفاق العسكري. فالولايات المتحدة كانت قد أنفقت مليارات الدولارات على حروبها فى الشرق الأوسط فى العقود الماضية، وأى تصعيد عسكرى قد يعيد توجيه موارد ضخمة إلى المجال العسكرى ويزيد من الإنفاق الدفاعى الأمريكى بشكل كبير. مما قد يضغط على الميزانية الفيدرالية والدين العام، على غرار تأثيرات حروب سابقة.
مخاوف التضخم والركود
وبعيدا عن التكاليف العسكرية، كان للصراع تأثير غير مباشر على الاقتصاد الأمريكى. فقد أشار عدد من الخبراء والمحللين الاقتصاديين إلى أن ما تتسبب فيه الحرب من ارتفاع أسعار النفط والغاز ــ خاصة أن الولايات المتحدة تعد واحدة من أكبر مستهلكى النفط فى العالم – يؤثر بشكل مباشر على زيادة تكاليف النقل والإنتاج فى العديد من الصناعات، وبالتالى يؤدى إلى ارتفاع التضخم ويؤثر سلبا على النمو الاقتصادى. فارتفاع أسعار النفط، وما له من تبعيات، يثقل كاهل المستهلكين والشركات، خاصة شركات الشحن والطيران والصناعات الثقيلة، مما يضغط على إنفاق الأفراد والشركات ويحد من استهلاك السلع.
وكما هو معروف، فإن الاقتصاد الأمريكى لا يستطيع تحمل مثل هذه التداعيات، التى من شأنها أن تزيد من تراجع الناتج المحلى الإجمالي، خاصة أن هناك انكماشا حدث فى الربع الأول من العام الحالى، وإن كان بنسبة بسيطة تقدر بنحو 0.3%، إلا أن هذا يعد أول انخفاض منذ عام 2022، وذلك يعود بشكل كبير إلى إقبال المستوردين على شراء مزيد من السلع خوفا من تفاقم الحرب التجارية، وفرض مزيد من التعريفات الجمركية على الواردات. كما أن إطالة أمد الصراع من شأنه أن يؤدى إلى حدوث ركود.
فقد يضطر البنك الاحتياطى الفيدرالى إلى تأجيل خفض أسعار الفائدة وإبقائها مرتفعة وربما زيادتها، حيث أبقى البنك المركزى أسعار الفائدة ثابتة للاجتماع الرابع على التوالى فى 18 يونيو، مما يثبط النمو الاقتصادي.
تذبذب المستثمرين
ونظرا لما تخلفه الحروب من حالة قلق وعدم يقين فى الأسواق المالية العالمية، فإن المستثمرين قد يصبحون أكثر توترا، مما قد يؤدى إلى انخفاض مؤشرات الأسهم الأمريكية وارتفاع أسعار الذهب كملاذ آمن. كما قد يشهد الدولار الأمريكى انخفاضا فى قيمته أمام العملات الأخرى بسبب القلق بشأن استقرار الاقتصاد وارتفاع المخاطر الجيوسياسية.
فخرق الهدنة وعودة الحرب مجددا، وسط احتمالية انخراط أمريكا مباشرة فى الصراع مرة أخرى، قد يغير النظرة المستقبلية للاقتصاد الأمريكى ويزيد من حالة القلق بين الشركات والمستثمرين، نظرا لأن حالة انعدام الثقة تجعل المستثمرين يترددون فى ضخ الاستثمارات. فضلا عن المشاعر السلبية التى قد تؤثر على ثقة المستهلكين فى الاقتصاد، مما يؤدى إلى تقليل الإنفاق والاستهلاك وتباطؤ النشاط التجاري.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أموال الغد
منذ 24 دقائق
- أموال الغد
رئيس أفريكسيم بنك: نستهدف الوصول بحجم الأصول والضمانات لـ250 مليار دولار خلال 10 سنوات
قال البروفيسور بنديكت أوراما، رئيس مجلس إدارة بنك التصدير والاستيراد الأفريقي (أفريكسيم بنك)، إن البنك يطمح إلى بلوغ إجمالي أصول وضمانات بقيمة 250 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة، عندما يحين موعد تسليم القيادة إلى خلفه. وأضاف أوراما، خلال كلمته أمام المشاركين في الاجتماعات السنوية للبنك، أن هذا الهدف الطموح يعكس الثقة في قوة البنك ومتانة أدائه، مشيرًا إلى أن البنك أصبح اليوم المؤسسة الأفريقية الموثوقة لمواجهة الصدمات الاقتصادية وتوفير التمويل متوسط وطويل الأجل للقطاع الخاص والقطاعات الحيوية في القارة. وأوضح أن هذا المسار من النمو والتأثير لم يبدأ مع إدارته، بل هو ثمرة تراكم جهود الإدارات السابقة التي ضاعفت حجم البنك مرارًا، داعيًا إلى دعم الرؤية الجديدة والعمل على تحقيقها، لأن 'امتلاك أفريقيا لبنك بهذا الحجم هو السبيل للخروج من دوامة الفقر والتخلف'، على حد قوله.


فيتو
منذ 32 دقائق
- فيتو
أول رد كندي رسمي عقب إعلان ترامب إنهاء جميع المحادثات التجارية مع أوتاوا
وصف رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، يوم الجمعة، المفاوضات مع الولايات المتحدة بأنها "معقدة". وقال كارني لوسائل الإعلام المحلية ردًّا على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنهاء جميع المحادثات التجارية مع كندا مع إمكانية فرض رسوم جمركية جديدة عليها، "سنواصل إجراء هذه المفاوضات المعقدة لمصلحة الكنديين.. إنها مفاوضات". وأعلن ترامب الجمعة أن الولايات المتحدة ستنهي جميع المحادثات التجارية مع كندا بسبب ضريبة الخدمات الرقمية الكندية على شركات التكنولوجيا الأمريكية. وقال ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن "ضريبة الخدمات الرقمية في كندا على شركات التكنولوجيا الأمريكية هي هجوم مباشر وصارخ على الولايات المتحدة". يذكر أن ضريبة الخدمات الرقمية التي ستدخل حيز التنفيذ في الثلاثين من يونيو الجاري، وتفرض على شركات أمريكية مثل "أمازون" و"غوغل" و"ميتا" و"أوبر" و"أيربانب" هي دفع 3% من إيرادات المستخدمين الكنديين. وتجري كندا والولايات المتحدة مفاوضات لإلغاء الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على السلع الكندية والتي أدت بالفعل إلى انكماش اقتصادي كبير. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


نافذة على العالم
منذ 43 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار العالم : ترامب: وقف إطلاق نار قد يتحقق في غزة الأسبوع المقبل
السبت 28 يونيو 2025 03:20 صباحاً نافذة على العالم - ترامب: وقف إطلاق نار قد يتحقق في غزة الأسبوع المقبل أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة خلال الأسبوع المقبل. وقال خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، إن "الوضع في غزة مروع، وأعتقد أن وقفاً لإطلاق النار سيتحقق خلال الأسبوع المقبل". وأشار إلى أنه يتلقى أسئلة متكررة عن مسألة وقف إطلاق النار في غزة، وأنه تحدث للتو مع بعض الأشخاص المنخرطين في هذا الموضوع. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة نحو 189 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.