
ما حدود التعارف بين الرجل والمرأة قبل الخِطبة؟.. دار الإفتاء تجيب
وأجاب على السائل الدكتور شوقي علام مفتى الجمهورية السابق عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء قائلا: مخالطة الرجال للنساء والحديث معهنَّ مشروع من حيث أصله، ولا مانع شرعًا من حديث الرجل مع المرأة بغرض التعرف عليها للتقدم لخطبتها فيما بعد، وذلك متى روعيت القيود والضوابط الآتية: أن يغضَّ كِلَا الجنسين بصره عن المنهيات الشرعية، وألَّا يكون الكلام بينهما من باب الخضوع بالقول، وألَّا يحصل بينهما خلوة محرمة.
شمولية صيغ الخطاب الشرعي لكل من الرجل والمرأة
خلق الله تعالى الرجل والمرأة من أصلٍ واحدٍ ونفسٍ واحدةٍ، فقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾ [النساء: 1].
قال الإمام الطبري في "جامع البيان" (7/ 512، ط. مؤسسة الرسالة): [وَصَفَ تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحِّد بخلق جميع الأنام من شخص واحد، مُعَرِّفًا عباده كيف كان مُبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة، ومنبِّهَهم بذلك على أنَّ جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة، وأنَّ بعضهم من بعض، وأنَّ حقَّ بعضهم على بعض واجبٌ وجوبَ حقِّ الأخ على أخيه، لاجتماعهم في النَّسَب إلى أب واحد وأم واحدة، وأنَّ الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حقِّ بعض، وإن بَعُدَ التلاقي في النَّسَب إلى الأب الجامع بينهم، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النَّسَب] اهـ.
وأمر الله تعالى الخلق أجمعين رجالًا ونساءً بعمارة الأرض، فقال تعالى: ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ [هود: 61].
قال العلامة الزمخشري في "الكشاف" (2/ 407، ط. دار الكتب العلمية): [﴿وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ وأمركم بالعمارة، والعمارة متنوعة إلى واجب وندب ومباح ومكروه] اهـ.
وخطاب الشرع الشريف في الحثِّ على عمارة الأرض جاء مطلقًا، غير مُميِّز بين رجلٍ وامرأةٍ شأنه في ذلك شأن سائر الخطاب التكليفي، يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم: «إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ» أخرجه الإمام أبو داود في "سننه".
فكل ما فرضه الله تعالى على عباده أو ندبهم إليه، فالرجال والنساء فيه سواء، إلَّا ما استُثنِي بالنص الشرعي.
حدود مشاركة المرأة للرجال في مجالات الحياة المختلفة والأدلة على ذلك
لمَّا كانت المرأة شريكة الرجال في عمارة الأرض كان لا بدَّ لها أن تشارك الرجال في مجالات الحياة المختلفة، كلٌّ بما خوِّل إليه من وظائف ومهام؛ لذلك لم تحرِّم الشريعة الغراء على المرأة مخالطة الرجال الأجانب على حسب ما تقتضيه مصالحها ومصالح بيتها وما يقتضيه إعمار وطنها.
والمتأمل في نصوص الشرع الشريف يلحظ أنَّ مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية -مع ما تقتضيه من مخالطة الرجال- كان سمتًا عامًّا للمجتمع في شتى المجالات -العامة والخاصة- منذ عصر النبوة.
فقد شرع لها الشرع الشريف الذهاب إلى المسجد لحضور الجماعات، كما حثَّها على طلب العلم وحضور مجالس العلماء، وأمرها بحجِّ البيت الحرام، وسنَّ لها الخروج لصلاة العيدين، وكلها -وغيرها كذلك- لا يخلو من وجود الرجال الأجانب.
وليس الأمر متوقِّفًا على مواطن الطاعة والعبادة فحسب، بل كان يتعدَّاه إلى غير ذلك من سبل تقوية الأواصر الاجتماعية، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِذَا مَرَّ بِجَنَبَاتِ أُمِّ سُلَيْمٍ دَخَلَ عَلَيْهَا فَسَلَّمَ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَرُوسًا بِزَيْنَبَ، فَقَالَتْ لِي أُمُّ سُلَيْمٍ: لَوْ أَهْدَيْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ هَدِيَّةً، فَقُلْتُ لَهَا: افْعَلِي.. إلخ» أخرجه الإمام البخاري.
وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قَالَتْ: "تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ، وَمَا لَهُ فِي الأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلاَ مَمْلُوكٍ، وَلاَ شَيْءٍ غَيْرَ نَاضِحٍ وَغَيْرَ فَرَسِهِ، فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ وَأَسْتَقِي المَاءَ، وَأَخْرِزُ غَرْبَهُ وَأَعْجِنُ، وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ، وَكَانَ يَخْبِزُ جَارَاتٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ، وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ، وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِي، وَهِيَ مِنِّي عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ، فَجِئْتُ يَوْمًا وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي، فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَدَعَانِي ثُمَّ قَالَ: «إِخْ إِخْ» لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ.. إلخ" أخرجه الإمام البخاري.
قال الإمام ابن حجر في "فتح الباري" (9/ 324، ط. دار المعرفة): [وفيه: جواز ارتداف المرأة خلف الرجل في موكب الرجال] اهـ.
وعن أمِّ الفضل بنت الحارث أنَّ ناسًا اختلفوا عندها يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم، «فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره، فشربه» أخرجه البخاري.
قال ابن حجر في "فتح الباري" (4/ 238): [وفيه: البحث والاجتهاد في حياته صلى الله عليه وآله وسلم، والمناظرة في العلم بين الرجال والنساء] اهـ.
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: لمَّا عرَّس أبو أسيد الساعدي دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، فما صنع لهم طعامًا ولا قرَّبه إليهم إلَّا امرأته أم أسيد، بلَّت تمرات في تور من حجارة من الليل «فلمَّا فرغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الطعام أماثته له فسقته، تتحفه بذلك» أخرجه البخاري، وترجم له بقوله: "باب قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس"؛ فلو كان مجرد اختلاط المرأة بالرجال الأجانب محرَّمًا في ذاته لنبَّه عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
قال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (9/ 68، ط. دار الكتب المصرية): [قال علماؤنا: فيه جواز خدمة العروس زوجَها وأصحابَه في عرسها] اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/ 251): [وفي الحديث: جواز خدمة المرأة زوجَها ومَن يدعوه، ولا يخفى أنَّ محلَّ ذلك عند أمن الفتنة ومراعاة ما يجب عليها من الستر، وجواز استخدام الرجل امرأته في مثل ذلك] اهـ.
وعن أبي جحيفة رضي الله عنه أنه قال: «آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بَيْنَ سَلْمَانَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، فَقَالَ لَهَا: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا، فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا.. إلخ» أخرجه الإمام البخاري.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (4/ 211-212): [وفي هذا الحديث من الفوائد.. جواز مخاطبة الأجنبية والسؤال عمَّا يترتَّب عليه المصلحة] اهـ.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: جاءت امرأة من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخلا بها، فقال: «والله إنَّكنَّ لأحبُّ النَّاس إليَّ» أخرجه الشيخان. وبَوَّب الإمامُ البخاري له بقوله: (باب ما يَجُوزُ أَن يَخلُوَ الرَّجُلُ بالمَرأَةِ عندَ النَّاسِ).
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/ 333): [وفيه أن مفاوضة المرأة الأجنبية سرًّا لا يقدح في الدِّين عند أمن الفتنة] اهـ.
وقال المُلَّا علي القارِي في "مِرقاة المفاتيح" (9/ 3714، ط. دار الفكر): [وفيه تنبيه على أنَّ الخلوة مع المرأة في زقاق ليس من باب الخلوة معها في بيت] اهـ.
وكان أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُبَلِّغن العلم وينشرن الدين، وقد ترجم الحافظ ابن حجر العسقلاني في "الإصابة في تمييز الصحابة" وحده لثلاث وأربعين وخمسمائة وألف (1543) امرأة منهنَّ الفقيهات والمحدِّثات والأديبات.
فلو كانت مخالطة المرأة للرجال الأجانب محرَّمةٌ في ذاتها ما نشرت أمهات المؤمنين الدين وما بلَّغن العلم، ولا وجدنا امرأة صاحبة فقه وحديث وأدب.
حدود التعامل بين الرجل والمرأة والضوابط الشرعية لذلك
الشريعة الإسلامية إذ أباحت التعامل بين الجنسين فإنَّها قد وضعت جملة من الضوابط الشرعية والأخلاقية يجب مراعاتها حتَّى يراعي الطلاب والطالبات شأن الآداب العامة والضوابط الاجتماعية والشرعية؛ ومن هذه الضوابط:
أولًا: أن يغضَّ كِلَا الجنسين بصره عن المنهيات الشرعية؛ لقوله تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ﴾ [النور: 30-31].
قال الإمام الرازي في "مفاتيح الغيب" (23/ 360، ط. دار إحياء التراث العربي): [اعلم أنَّه سبحانه أمر الرجال بغض البصر وحفظ الفرج، وأمر النساء بمثل ما أمر به الرجال] اهـ.
وقال الإمام محمد بن الحسن الشيباني في "الأصل" (3/ 56-57، ط. كراتشي): [وأما المرأة الحرة التي لا نكاح بينه وبينها ولا حرمة ممن يحل له نكاحها، فليس ينبغي له أن ينظر إلى شيء منها مكشوفًا إلَّا الوجه والكف، ولا بأس بأن ينظر إلى وجهها وإلى كفها ولا ينظر إلى شيء غير ذلك منها، وهذا قول أبي حنيفة، وقال الله تبارك وتعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ [النور: 31]، ففسر المفسرون أن ما ظهر منها الكحل والخاتم، والكحل زينة الوجه والخاتم زينة الكف؛ فرخص في هاتين الزينتين، ولا بأس بأن ينظر إلى وجهها وكفها، إلَّا أن يكون إنَّما ينظر إلى ذلك اشتهاءً منه لها؛ فإن كان ذلك فليس ينبغي له أن ينظر إليه] اهـ.
ومن ثَمَّ؛ يجدر التنبيه على الطلاب خصوصًا بعدم الاقتراب من هذه الدائرة بما يشمله اسم التحرش المنهي عنه شرعًا وعرفًا وقانونًا.
ثانيًا: ألَّا يكون الكلام بينهما من باب الخضوع بالقول؛ وهو تليين المرأة كلامها وترقيقه عند مخاطبة الرجال؛ لقوله تعالى: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ [الأحزاب: 32].
قال الإمام البغوي في "معالم التنزيل" (6/ 348، ط. دار طيبة): [﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ﴾ لَا تَلِنَّ بالقول للرجال ولا تُرَقِّقْنَ الكلام، ﴿فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾ أي: فجور وشهوة، وقيل نفاق، والمعنى: لا تقلنَ قولًا يجد منافق أو فاجر به سبيلًا إلى الطمع فيكنَّ] اهـ.
وقال الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (6/ 408، ط. دار طيبة): [هذه آداب أمر الله تعالى بها نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ونساء الأمة تبعٌ لهنَّ في ذلك] اهـ.
ثالثًا: ألَّا يحصل بينهما خلوة محرمة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: «لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، وَلاَ تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ» أخرجه الشيخان.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ» أخرجه أحمد في "مسنده".
وضابط الخلوة: اجتماع لا تؤمن معه الريبة عادة بخلاف ما لو قطع بانتفائها عادة فلا يعد خلوة. ينظر: "حاشية الشَّبْرَامَلِّسِي على نهاية المحتاج" (7/ 163، ط. دار الفكر)، و"حاشية الجمل" (4/ 125، ط. دار الفكر).
---
المصدر: الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأسبوع
منذ 34 دقائق
- الأسبوع
وقفة.. حادث وفاة أميرات السنابسة
لواء. د. عماد فوزى عشيبة لواء. د.عماد فوزى عشيبة وقفتنا هذا الأسبوع سنتناول فيها الحديث عن الحادث المؤلم جدًّا، الذي حدث صباح يوم الجمعة قبل الماضي بالطريق الإقليمي، والذي شيع فيه أهالي قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف محافظة المنوفية، مساء تلك الجمعة الحزينة، ضحايا حادث هذا الطريق الإقليمي طريق الموت الذى وقع أمام قرية مؤنسة بنطاق مركز أشمون، والذي نتج عنه وفاة 19 أميرة ليس لهن أي ذنب ارتكبنه. كن يبحثن عن لقمة العيش الفقيرة بمقابل فقير للغاية حتى يتمكن من الصرف على أنفسهن وعلى عوائلهن لشتى مناهل الحياة، سواء للدراسة أو للإعداد للزواج أو للصرف على أسرهن الفقراء، وكل هذا بسبب تقصير شديد يستلزم المحاسبة الإدارية والجنائية من جميع مؤسسات الدولة الرقابية ومن المسئولين الأعلى المباشرين، اقتصاصًا لروح هؤلاء البنات الأبرياء ورد اعتبار بسيط لأسرهن. فأنا للأسف لست في موقع يحسم الخطأ الذي يستغرق جميع الأخطاء الثانوية الأقل من الخطأ الجسيم الذي أدى الى تلك المصيبة بمعني الكلمة، فهناك مسئول أو مسئولين استهانوا بتلك الأرواح الطاهرة، فلا يجب أبدًا ترك طريق اتجاهين بغلق اتجاه منهما وجعل السيارات نقل وملاكي وأجرة تسير ذهابًا وعودة في اتجاه منهما، وكلنا يعلم أن هناك ضعاف النفوس، منهم من يبيع المخدرات بأنواعها لضعاف نفوس آخرين يشربوها لدرجة الإدمان، والكل عاجز عن الإنهاء على تلك الظاهرة سواء بالقضاء على التجار ومافيا تجارة المخدرات، أو على الإدمان والمدمنين. وللأسف المدمنين عندما تبحث عن سبب إدمانهم ستجد أسبابًا كثيرة جدًّا، منها على سبيل المثال وليس الحصر أما بسبب غناء فاحش وصلت إليه يد مافيا المخدرات، ومنها لأسباب اجتماعية وإهمال من الأب والأم في تربية أولاهم التربية المثلى، ومنها نتيجة عمل الآباء والأمهات بالخارج وإهمال متابعة أبنائهم، تحتاج منا جميعًا التكاتف لعلاج تلك الموبقات جميعها، ده بالإضافة لأخطاء بعض المسئولين لا بد من التأكد منها من خلال تحقيقات نزيهة وشفافة عن مدى إسناد بعض الأعمال المتكاملة لصيانة الطرق لشركات من الباطن غير مؤهلة، ولا تملك سابقة أعمال محترمة تؤهلها للقيام بعملها طبقًا للمواصفات المطلوبة بحق وطبقًا للقانون أم لا. لعدم الإطالة أكتفى بهذا والله الموفق والمستعان وفى النهاية خالص العزاء لأسر بناتنا الأحباب وربنا يصبر أسرهم وأهاليهم ويصبرنا معهم. إلى هنا انتهت وقفتنا لهذا الأسبوع ندعو الله أن نكون بها من المقبولين وإلى وقفة أخرى الأسبوع القادم إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.


الطريق
منذ ساعة واحدة
- الطريق
وزير الأوقاف ينعى ضحايا حادث الطريق الإقليمي قرب منشأة القناطر ويشدد على أهمية الوعي المروري
الأحد، 6 يوليو 2025 06:22 مـ بتوقيت القاهرة نعى الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف - بقلوب يعتصرها الحزن والألم - ضحايا حادث التصادم الأليم الذي وقع أمس على الطريق الدائري الإقليمي قرب منشأة القناطر بمحافظة الجيزة، وأسفر عن وفاة عشرة أشخاص وإصابة عشرة آخرين. وأعرب معالي وزير الأوقاف عن خالص تعازيه لأسر الضحايا، سائلًا المولى - عز وجل - أن يتغمَّدهم بواسع رحمته ومغفرته، ويُلهم ذويهم الصبر والسلوان، ويمنَّ على المصابين بالشفاء العاجل، ويحفظ مصر وأهلها من كل سوء ومكروه. وفي هذا السياق، أكد الوزير أن الالتزام بقواعد المرور والوعي المروري جزء لا يتجزأ من مقاصد الشريعة الإسلامية، لما فيه من حفظ الأرواح وصيانة الأنفس التي كرَّمها الله تعالى. وأوضح معاليه أن من يُفرِّط في الحفاظ على الأرواح من أي وجه إنما يخالف تعاليم الدين قبل مخالفة القانون، حتى وإن لم يترتب على المخالفة ضررٌ مباشر، محذرًا من أن استباحة هذه التجاوزات يُعدّ استخفافًا بما أمر الله بحفظه وصونه. ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
تقارير مصرية : المفتي ينعى ضحايا حادث الطريق الإقليمي الأليم ويحث على صون الأرواح
الأحد 6 يوليو 2025 02:30 مساءً نافذة على العالم - بمزيد من الرضا بقضاء الله، نعى الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، ضحايا الحادث الأليم الذي وقع على الطريق الإقليمي بالقرب من محافظة المنوفية، والذي أسفر عن وفاة عشرة مواطنين أبرياء وإصابة عشرة آخرين في حادث مأساوي يدمي القلوب. هذا، وأعرب المفتي عن خالص العزاء وصادق المواساة إلى أسر الضحايا وذويهم، سائلًا المولى عز وجل أن يتغمّد الضحايا بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته، وأن يربط على قلوب أهلهم وذويهم، وأن يرزقهم الصبر والسلوان، وأن يمنَّ على المصابين بالشفاء العاجل،"إنا لله وإنا إليه راجعون".