
ترامب مُطالَب بـ"ضمانات" لغزّة وغيرها
قد لا تتوقف واشنطن عند المواقف الروسية في شأن المنطقة على رغم أنها معنيّة مباشرةً بالإشارة الى "حزب الحرب" (الأميركي- الإسرائيلي). لكن إدارة دونالد ترامب تولي اهتماماً أكبر بمواقف السعودية، لأنها تمثّل مجموعة الدول العربية والإسلامية، وأيضاً لأن اجتذاب الرياض إلى "الاتفاقات الابراهيمية" عنصر محوريّ في استراتيجية ترامب و"اللوبي الصهيوني" المحيط به. ولما سئل الوزير بن فرحان عن إمكان تطبيع العلاقات مع إسرائيل ردّ بأن "ما نراه هو أن الإسرائيليين يسحقون غزة، سكان غزة المدنيين، ولا حاجة لذلك أبداً. هذا غير مقبول على الإطلاق، ويجب أن يتوقف". ومن جهة أخرى، أكّد أن السعودية وفرنسا تتشاوران لتحديد موعد مناسب للمؤتمر المعني بـ"حلّ الدولتين". كان الموعد السابق (17.05.2025) أرجئ بسبب حرب إسرائيل - إيران، وكانت الولايات المتحدة تواصلت مع عشرات الدول لتحذيرها من المشاركة في هذا المؤتمر.
هناك مؤشرات إلى اتفاق وشيك على وقفٍ لإطلاق النار (لمدة 60 يوماً) وتبادل للإفراج عن رهائن إسرائيليين وأسرى فلسطينيين، لكن الأهم أن تتدفق المساعدات الغذائية والطبّية وأن يتوقف القتل العمد لمنتظري المساعدات (من جانب جنود إسرائيليين ومتعاقدين عسكريين أميركيين وعصابات فلسطينية متعاملة مع إسرائيل). وقد أحصت منظمات الأمم المتحدة قتل نحو 650 شخصاً وإصابة نحو 5000 من المجوَّعين الساعين إلى الطعام، منذ بدأت المسماة "مؤسسة غزّة الإنسانية" - بالأحرى اللاإنسانية - توزيع المساعدات مطلع أيار /مايو الماضي. ولا يمضي يوم إلا تتكشّف فيه وقائع فضائحية جديدة عن مرتزقة هذه "المؤسسة" التي يرفض أي مصرف أميركي أو أوروبي فتح حساب لها. ويتعلّق أحد البنود الخلافية في الاتفاق الجديد بأن يوافق الثنائي الأميركي- الإسرائيلي على عودة المنظمات الأممية إلى تولّي توزيع المساعدات.
تبقى مسألة إنهاء الحرب عُقدة العُقد بالنسبة إلى وقف إطلاق النار في غزّة، وكل اقتراح قدمه المبعوث الخاص ستيف ويتكوف كان صيغة أخرى خادعة ومراعية لشروط إسرائيل: لا تعهّد ولا قرار ولا موعد، بل مجرد تفاوض على إنهاء الحرب. ويهدف "التفاوض" هنا، كما كان دائماً، إلى إضاعة الهدف وتمييعه، وإلى إيجاد ذرائع جديدة لمواصلة الحرب. وفي الأساس، كما هو معلوم، هناك اتفاق أميركي- إسرائيلي على أن الحرب تنتهي عندما يتأكّد القضاء على "حماس" والفصائل كافة. لذلك فإن التفاوض خلال الـ 60 يوماً سيتطرّق الى نزع سلاح "حماس" وتفكيك سلطتها في القطاع، وهذا يرتبط بالمخارج التي ستُطرح على الحركة ومدى قبولها أو رفضها لها. ومن جانب آخر سيتوقف مصير التفاوض على ما يتوافق عليه ذلك الثنائي، فهلّ يقرّ احتلال غزّة وتهجير سكانها، كما تطالب عصابة المتطرّفين في حكومة إسرائيل، أم يُصار إلى بحث جدّي ومسؤول في ما سمّي "اليوم التالي" لتكون هناك إدارة للقطاع مرتبطة بالسلطة الفلسطينية كما يقتضي منطق القانون الدولي؟
هذا يتوقّف على "ضمانات" ترامب وألاعيب "اللوبي" الذي يدير السياسة الشرق-أوسطية للولايات المتحدة. فليس فقط أن إبرام اتفاق غزّة ومصيره لاحقاً يحتاجان إلى "ضمانات أميركية"، وحتى إلى ضمان شخصي من الرئيس الأميركي، بل إن "حماس" تريد هذه الضمانات مكتوبة وموثّقة، وهذا أمر لا تحبذه الإدارة، لكنها مدركة أن أحداً لا يثق بضمانات إسرائيلية، بدليل أن مسؤولاً اسرائيلياً قال لـ"هآرتس" إن في الاتفاق المزمع "ضمانات أقوى" لإنهاء الحرب لكنها "غير قطعية"، وهذا اعتراف مسبق بما سيكون في نهاية المطاف.
قياساً إلى ذلك: تطالب سوريا بأن تُلزم واشنطن إسرائيل باحترام اتفاق عام 1974 والانسحاب من المنطقة العازلة والأراضي التي احتلتها بعد إطاحة النظام السابق في 8 كانون الأول /ديسمبر 2024 قبل البحث في أي تطبيع بين البلدين. وتطالب بيروت واشنطن بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها اليومية وإنهاء احتلالها التلال الخمس في الجنوب (بموجب اتفاق وقف إطلاق النار) كي تتمكّن الدولة من إلزام "حزب إيران/ حزب الله" بتسليم سلاحه. كما أن إيران تبدي استعدادها للعودة إلى التفاوض في شأن برنامجها النووي إذا تلقت "ضمانات" أميركية بأنها لن تُهاجَم عسكرياً خلال التفاوض. وبطبيعة الحال فإن السلطة الفلسطينية تريد ضمانات أميركية لوقف الاستيطان وهجمات المستوطنين، كذلك التدمير المنهجي لمناطق في الضفة الغربية. فهل يمكن توقّع ضمانات جدّية من ترامب، وهل يمكنه توفير ضمانات لغير إسرائيل؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 12 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
كرامي: غارة العيرونية هي الرد الاول على الرد اللبناني
نشر رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي، عبر حسابه على منصة "أكس" معزياً بالشهيدين اللذين "سقطا في منطقة العيرونية في طرابلس"، وكنب: "من الواضح أن غارة العيرونية التي نفّذها العدو الصهيوني قبل ساعات هي الرد الاول على الرد اللبناني بخصوص موضوع السلاح، وأيضا دون أي توضيح من الموفد والوسيط الأميركي السفير توماس برّاك وأن لبنان كله مستباح. أتوجّه بخالص العزاء لأسرتي الشهيدين والدعاء بالشفاء العاجل للجرحى". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


القناة الثالثة والعشرون
منذ 12 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
"واس": ولي العهد السعودي يلتقي وزير الخارجية الإيراني في جدة ويبحث معه مستجدات المنطقة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن

القناة الثالثة والعشرون
منذ 12 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
براك يؤكد عدم التدخل بسياسة لبنان.. وهذا ما قاله عن تسليم طرابلس والبقاع لسوريا
أشار المبعوث الأميركيّ توم برّاك في حديث لـLBCI إلى ان "سبب وجودي هنا هو حقًا براعة رجل واحد وشجاعته وهو الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وموقفي هو موقف غير لبنانيّ إطلاقًا فأنا لا أتفاوض على اتفاق عبر الصحافة فهذه هي "الضربة القاضية" ومن باب الاحترام للأطراف المقابلة التي نتعامل معها لا يمكنني أبدًا أن أفعل ذلك". وقال: "أشعر أن الرؤساء الثلاثة صادقون ومباشرون وعندما قلت إن طريقة تسليم الرد كانت مذهلة أعني بذلك أن تتلقى ردًا لم يتم تسريبه وهذا الأمر بذاته إنجاز"، لافتا إلى انه "لا نطلب شيئًا لقد قلنا شيئًا واحدًا فقط: إذا كنتم تريدون مساعدتنا فنحن هنا لنرشد ولنساعد فلن نتدخل في السياسة وإذا لا تريدونا لا مشكلة فسنعود إلى بلدنا. لا توجد تهديدات فقط اغتنموا اللحظة وانظروا من حولكم إنّ المنطقة تتغير فإذا لم ترغبوا في التغيير فقط أخبرونا ولن نتدخل. ولفت إلى ان "لا أحد سيبقى يفاوض مع لبنان حتى العام المقبل فرئيسي يتمتع بشجاعة مذهلة وتركيز مذهل لكن ما ليس لديه هو الصبر". وشدد براك على ان "نزع سلاح حزب الله كان دائمًا حقيقة بسيطة وواضحة جدًا أكد عليها الرئيس ووزير الخارجية باستمرار: بلد واحد شعب واحد جيش واحد ،المقصود ليس فقط سلاح حزب الله بل أيضًا سلاح الفلسطينيين و"الميليشيات المسلحة" وإذا اختارت القيادة السياسية هذا المسار فسنرشد ونساعد". وتعليقًا على كلام نعيم قاسم الرافض لتسليم السلاح، قال: "التفاوض لبنانيّ تقليديّ إذ انها مفاوضات مستمرة حتى يكون الجميع مستعدين فعلًا لإبرام اتفاق حقيقيّ، وما فعله الجيش اللبنانيّ جنوبي الليطاني منذ توقيع الاتفاق مذهل رغم أنّ الاتفاق لم يثمر ثماره". وتابع: " تمتلكون القيادة وما يجب أن يحدث هو أن يكون الجميع على استعداد للمخاطرة والمصارحة فلدينا "اقتصاد الأشباح" ونريد نتائج من القادة لذلك ليتوقف الجميع عن الجدال". وتعليقًا على التسريبات الصحافية في شأن تسليم طرابلس والبقاع الى سوريا، قال: "هذا خيال هذا كارتون". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News