logo
ما دلالة غضب ترمب وكلامه البذيء على علاقته بنتنياهو؟

ما دلالة غضب ترمب وكلامه البذيء على علاقته بنتنياهو؟

Independent عربيةمنذ 4 ساعات

مشهد رئيس أميركي يظهر غضباً جامحاً على الملأ أمر استثنائي، بل ربما لا سابقة له، ففي الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض وقف حشد من الصحافيين ووجهوا لدونالد ترمب سؤالاً عن الخرق الإسرائيلي والإيراني لوقف إطلاق النار الذي أعلنه بفخر للتو على وسائل التواصل الاجتماعي، فرد ترمب الغاضب بأن الدولتين تتناحران "منذ زمن بعيد وبشدة لدرجة أنهما لا تعلمان ما الذي تفعلانه، بحق الجحيم"، وتابع بحنق "هل تفهمون ذلك؟" قبل أن يحث الخطى نحو مروحيته.
في اللحظات السابقة لذلك، كرر أربع مرات في غضون دقائق قليلة أنه غير راض عن إسرائيل، أقرب حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إن لم يكن في العالم بأسره، وقال للمراسلين وهو يزداد انفعالاً بصورة ملحوظة، "أنا غير راض عن إسرائيل، عندما أقول 'حسناً لديكم الآن 12 ساعة' فهذا لا يعني أن تسقطوا كل ما لديكم (من ذخيرة) في الساعة الأولى (على إيران)، لذلك أنا لست راض عنهم"، مضيفاً "أنا مستاء فعلاً إن كانت إسرائيل قد شنت هجوماً هذا الصباح بسبب صاروخ واحد لم يصب هدفه، وربما أُطلق من طريق الخطأ، أنا غير راض عن ذلك".
كانت اللغة التي استخدمها، بالنسبة إلى رئيس اشتهر بسلوكه المتقلب، حادة جداً، وقالت باربرا ليف التي شغلت منصب مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى حتى وقت سابق من هذا العام لـ "اندبندنت"، "إنه لأمر استثنائي فعلاً أن يوبخ الرئيس الإسرائيليين بصوت عال ويطلب منهم التوقف وعدم مواصلة القصف، من الواضح أن ترمب داخل شخصياً جداً في هذا الموضوع، لكننا سنرى، الوضع هش وأوقفنا كل شيء في ذروة نزاع ساخن".
ليس ترمب غريباً عن المشادات العلنية والحادة مع قادة يفترض أن يكونوا من حلفاء واشنطن، ومن أبرز هذه الحوادث المؤتمر الصحافي المحرج الذي عقد في فبراير (شباط) الماضي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والذي تحول إلى مشادة كلامية صاخبة بين الزعيمين، فيما جلست السفيرة الأوكرانية وقد وضعت رأسها بين يديها، لكن لجوءه إلى استخدام عبارة نابية لوصف تصرفات حليف بهذه الدرجة من القرب، جاء بعد أشهر من تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فقد شن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرات عدة حملات قصف إقليمية مدمرة، مرة تلو الأخرى، وغالباً، كما يبدو، خلافاً لرغبة ترمب الذي خاض حملته الرئاسية بصفته "رئيساً يسعى إلى السلام".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعكس هذا التحول تغيراً أشمل في الرأي العام الأميركي، فقد أظهرت دراسة أجرتها "مؤسسة غالوب" في مارس (آذار) الماضي أن الدعم لإسرائيل داخل الولايات المتحدة تراجع إلى أدنى مستوى له منذ 25 عاماً، ويعزى ذلك على ما يبدو للحرب الكارثية في غزة وما بعدها، ومهما بلغت دموية وهول هجمات "حماس" على جنوب إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، فإن قرار نتنياهو بمحو وتجويع سكان غزة الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة قد خلف آثاراً عميقة.
ومع بدء انقشاع غبار المعارك فإن إحدى النتائج المترتبة على هذه "الحرب التي استمرت 12 يوماً"، كما يسميها ترمب بفخر، ستكون مزيداً من التوتر في العلاقة بين بلدين بلغت علاقتهما بالفعل أدنى مستوياتها، ويبدو لافتاً أن بيان نتنياهو الذي أعقب انفجار ترمب الغاضب سعى إلى التقليل من أهمية العمليات العسكرية الإسرائيلية بعد وقف إطلاق النار، فقد زعم أن الهجوم استهدف منصة رادار واحدة رداً على الانتهاكات الإيرانية، وشكّل ذلك تبايناً واضحاً مع الخطاب الناري لوزير الدفاع يسرائيل كاتس في وقت سابق، عندما قال إنه أعطى أوامر للجيش الإسرائيلي "بالرد بقوة وتنفيذ ضربات عنيفة ضد أهداف للنظام في قلب طهران".
وختم نتنياهو بيانه بالتعهد بأن تمتنع إسرائيل عن شن أي ضربات إضافية، مضيفاً بنبرة تأكيد متكررة أن "الرئيس ترمب أعرب عن تقديره الكبير لإسرائيل التي حققت جميع أهدافها من الحرب، وعن ثقته في استقرار وقف إطلاق النار".
قبل ثلاثة أسابيع من إطلاق إسرائيل هذا الصراع بالغ الخطورة، أفادت مصادر استخباراتية أميركية لشبكة "سي أن أن" بأن تل أبيب تستعد لشن هجوم على إيران، وفي ذلك الوقت علق المساعد الخاص السابق للرئيس باراك أوباما، دنيس روس، بأن قرار مشاركة هذه المعلومات الاستخباراتية مع شبكة إعلامية كبرى لم يكن على الأرجح بهدف "تيسير أو تشجيع مثل هذا الهجوم"، بل كان "لعكس ذلك تماماً"، وختم قائلاً "إذا كانت إسرائيل تنوي التحرك فإنها سترغب في منع الإيرانيين من الاستعداد لتعظيم عنصر المفاجأة وضمان عدم قدرتهم على نقل أجهزة الطرد المركزي وإخفائها".
في الواقع تبلورت صورة لعملية مطولة وجد فيها الرئيس الأميركي نفسه ممزقاً بين الخيار الدبلوماسي الذي روج له خلال حملته الانتخابية، ودعم عمل عسكري من جانب حليف لا يبدو أنه قادر على السيطرة الكاملة على أفعاله، وقالت مصادر عسكرية ودبلوماسية لوكالة "رويترز" إن الـ "بنتاغون"، وربما على مضض، بدأ في إعداد خطط طوارئ مفصلة لدعم إسرائيل في حال مضت قدماً في تحقيق طموحها القديم بضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وتشير هذه المصادر إلى أنه في نهاية المطاف لم يرفض ترمب الفكرة، لكن لا توجد مؤشرات على أنه أقرها بصورة كاملة أيضاً، وبعد ذلك شنت إسرائيل هجومها على إيران قبل أيام فقط من موعد الجولة السادسة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران التي كانت سلطنة عُمان تستعد لاستضافتها، وجاء كل هذا في أعقاب سلسلة من التوترات السابقة وما بدا أنها إهانات متعمدة.
في أول جولة خارجية كبرى له، زار ترمب الشرق الأوسط في مايو (أيار) الماضي، لكن من اللافت أنه تعمد عدم زيارة إسرائيل، وبدلاً من ذلك وقّع ترمب، الذي يعرف في جوهره بأنه رجل صفقات، عقوداً بتريليونات الدولارات مع قادة الخليج في احتفالات براقة تفاخر خلالها بتلقيه طائرة مجانية من قطر.
وفي التوقيت نفسه تقريباً، أجرى فريقه مفاوضات مباشرة مع حركة "حماس" في شأن الإفراج عن رهائن والتوصل إلى هدنة محتملة، على ما يبدو من دون التنسيق مع إسرائيل، وهو أمر لم تقدم عليه أية إدارة أميركية سابقة.
ولهذا، وبينما يبدو أننا أمام نهاية غير مستقرة لحرب كان من الممكن أن تكون مرعبة وتجر الجميع إلى أتونها، فإن هذا النزاع، بحسب تعبير ليف، "قد توقف لكنه لم يُحسم بعد"، وقد تكون إحدى القضايا العالقة هي طبيعة العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مجلس الشيوخ يرفض محاولة للحد من صلاحيات ترمب بشأن الحرب مع إيران
مجلس الشيوخ يرفض محاولة للحد من صلاحيات ترمب بشأن الحرب مع إيران

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

مجلس الشيوخ يرفض محاولة للحد من صلاحيات ترمب بشأن الحرب مع إيران

رفض مجلس الشيوخ الأميركي، الذي يقوده الجمهوريون، محاولة من الديمقراطيين لمنع الرئيس دونالد ترمب من استخدام المزيد من القوة العسكرية ضد إيران، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس أنه سيدرس قصف إيران مجدداً. جاء التصويت بأغلبية 53 صوتاً مقابل 47 ضد قرار صلاحيات الحرب الذي يتطلب موافقة الكونغرس على المزيد من الأعمال العسكرية ضد إيران. وقد أدلى جميع أعضاء مجلس الشيوخ بأصواتهم، لكن التصويت لا يزال مستمراً. لهجة "غير لائقة" دان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم السبت التصريحات "غير المقبولة" لترمب التي زعم فيها أنه أنقذ المرشد الأعلى علي خامنئي من "موت قبيح ومخز". وقال عراقجي في منشور على منصة "إكس" إنه إذا كان الرئيس الأميركي لديه رغبة صادقة في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران فعليه أن يتوقف عن "اللهجة غير اللائقة وغير المقبولة" تجاه خامنئي. وكان ترمب قال أمس الجمعة إنه منع اغتيال خامنئي، مهاجماً إياه لقوله إن طهران انتصرت في الحرب مع إسرائيل. وحرص ترمب على الرد على خامنئي، الذي قلل الخميس من أثر الضربات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية، وخاطبه قائلاً "هُزمت شر هزيمة". وأشار ترمب إلى أنه سيفكر في قصف إيران مجدداً إذا كانت طهران تخصب اليورانيوم إلى مستوى يقلق الولايات المتحدة، وأيد عمليات تفتيش المواقع النووية الإيرانية التي قُصفت. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأضاف خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض متوجهاً إلى خامنئي "أصغ إلي. أنت رجل يتحلى بإيمان عظيم، رجل يحظى باحترام كبير في هذا البلد. عليك أن تقول الحقيقة، هُزمت شر هزيمة. إسرائيل أيضاً تعرضت لضربات كبيرة. تعرضتا (إسرائيل وإيران) معاً لضربات كبيرة". وأورد ترمب في منشور على منصة "تروث سوشيال" أنه أنقذ خامنئي من "موت قبيح ومهين للغاية"، مضيفاً أنه أوقف العمل على تخفيف العقوبات على إيران بعد تصريحاته الأخيرة بأن بلاده حققت انتصاراً على الولايات المتحدة. وقال ترمب في منشور على "تروث سوشيال"، "خلال الأيام القليلة الماضية، كنت أعمل على إمكانية رفع العقوبات، وأمور أخرى كان من شأنها أن تمنح إيران فرصة أفضل بكثير للتعافي الكامل والسريع والشامل". وأضاف "تلقيت بياناً مليئاً بالغضب والكراهية والاشمئزاز، فتخليت فوراً عن جميع أعمال تخفيف العقوبات، وغيرها". وقال خامنئي إن الرئيس الأميركي "بالغ" في تأثير الضربات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية الثلاثة المستهدفة، وذلك في أول ظهور له منذ وقف إطلاق النار مع إسرائيل. أميركا تبرر للأمم المتحدة الغارات على إيران أبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي في رسالة الجمعة، أن هدف الغارات الأميركية على إيران مطلع الأسبوع الماضي "كان تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم ومنع الخطر الذي يمثله حصول هذا النظام المارق على سلاح نووي واستخدامه له"، وفق وكالة "رويترز". وكتبت دوروثي شيا القائمة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة "لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بالسعي إلى اتفاق مع الحكومة الإيرانية". وبررت واشنطن الضربات بأنها دفاع جماعي عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تتطلب إطلاع مجلس الأمن المكون من 15 عضواً فورا بأي إجراء تتخذه الدول دفاعا عن النفس ضد أي هجوم مسلح.

زمنيّة الحرب... وفكرة السلام
زمنيّة الحرب... وفكرة السلام

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

زمنيّة الحرب... وفكرة السلام

ليس سراً أنَّ المحاولات الحثيثةَ اليوم بغية إطفاء نيران الحرائقِ لها أسبابُها التنموية مع الإرادات السياسية. دولٌ انشغلت برؤىً تنموية، وحقَّقت أهدافَها الاقتصادية في زمنٍ قياسي لا تريدُ أن تنموَ في إقليمٍ يحترق. القوى الصَّاعدة تنموياً لا تريد لأي حربٍ أن تمتد، ولا لأي أزمةٍ أن تتفاقم. المبادرات المطروحة جدّية؛ خلاصتها أن تتجاوزَ الدولُ خلافاتِها بالوقت المحدد. وما كانت الضربات المتضادة بين أطراف النزاع إلا وسيلةً لصناعة حل، أو لتأسيس نقاشٍ وتفاوض. بالأمس كتب الدكتور رضوان السيد في هذه الجريدة مقالةً مهمة بعنوان: «هل انتهت حرب فارس والروم؟». فيها سأل الأستاذ: «هل انتهت الحرب، أو الحروب، كما ذكر ترمب؟ إيران شديدة التعب والإرهاق في بناها العسكرية والنووية والأمنية والعلمية، وقد جُرّدت أيضاً من أذرُعها التي بنتها بصبرٍ على مدى عقود. أما إسرائيل المرهقة جداً من «حروب الانتصار»، فيغلب على الظن أن تستكين أيضاً إذا أمنت من جهة لبنان. لكن ستبقى لديها مشكلات إذا رأت أن ترمب سيمضي بعيداً في احتضان إيران...». ثم ربط الحدث بتاريخيته حين قال إن «التاريخ لا يعيد نفسه، لكنه، وفق كارل ماركس، إذا حصلت تشابهات فإن المأساة (التراجيديا) تختلط فيه بالكوميديا». نعم، للحروب وظيفتها؛ كما أن للسلام دوره وأثره، وعبر التاريخ أخذت الحروب حيزها من الدرس والتحليل، فالحرب ذروة قصوى من ذروات التاريخ على أثرها تتشكل جغرافيا جديدة، وتوضع على الأرض إمكانات مختلفة، وتتحول مسارات عديدة، فالحروب هي الوسيلة الأجدى أحياناً من أجل صناعة السلام. والدراسات التي تتحدث عن الحرب والتاريخ والإنسان عديدة، وهي تتراوح بنتائجها بين القبول والرفض، لذلك يمكن تلخيص قصة الموقف من الحرب بأنها صراع بين مقولتين، ونظريتين، فاليونانيون عاشوا الحروب الطاحنة وخبروا الحرب، ولذلك عتدّها هيراقليطس «ربة الأشياء»، فهو فيلسوف الصيرورة والنار، ولذلك يرى في الحرب وسيلة فاعلة في تصيير الأشياء وتسريع حركة التاريخ، على نقيضه عدو الحرب كانط، الذي ألّف كتيبه الشهير «نحو سلام دائم»، به يعرض خطة لإنهاء فكرة الحرب واستبدال أفكار أخرى أخلاقية بها، يمكنها جعل الصراع بين الأمم أكثر تطوراً من فكرة الحرب. الخلاصة؛ أن الحروب لها هدف وزمن. ولكل طرفٍ أوانه للدخول في السلام. وما كانت مبادرة ترمب إلا نصيحة لإنهاء حرب يُراد لها أن تكون قصيرة. والتاريخ لا يعيد نفسه لأن التاريخ متزمّن ولا يعود. بيد أن القوّة في اغتنام فرص الانتقام في حينها، وفرص السلام في أوانها.

رواندا والكونغو الديمقراطية توقعان اتفاق سلام في واشنطن
رواندا والكونغو الديمقراطية توقعان اتفاق سلام في واشنطن

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

رواندا والكونغو الديمقراطية توقعان اتفاق سلام في واشنطن

وقعت جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا اتفاق سلام الجمعة برعاية الولايات المتحدة، وذلك بهدف إنهاء نزاع خلف آلاف القتلى في شرق الكونغو الديمقراطية، في تطور وصفه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه "فصل جديد من الأمل". وتم توقيع الاتفاق بشكل رسمي خلال احتفال نُظم في واشنطن الجمعة، في حضور وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيريه في الكونغو الديمقراطية تيريزا كاييكوامبا واغنر، وفي رواندا أوليفييه اندوهوجيريهي. ويستند الاتفاق إلى المبادئ التي تمت الموافقة عليها بين الدولتين في أبريل (نيسان)، وتتضمن أحكاماً بشأن "احترام وحدة الأراضي ووقف الأعمال العدائية" في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد الهجوم الذي قادته جماعة إم 23 المسلحة. ووقع وزيرا خارجية البلدين على الاتفاق الذي يتعهدان فيه بتنفيذ اتفاق عام 2024 الذي يقضي بانسحاب القوات الرواندية من شرق الكونغو في غضون 90 يوماً، وفقاً لنسخة وقعها بالأحرف الأولى فريقان فنيان الأسبوع الماضي بحسب "رويترز". وجاء في الاتفاق أن البلدين ستطلقان أيضاً إطاراً للتكامل الاقتصادي الإقليمي في غضون 90 يوماً. ويمثل الاتفاق انفراجة في المحادثات التي أجرتها إدارة ترمب التي تهدف أيضاً إلى جذب استثمارات غربية بمليارات الدولارات إلى منطقة غنية بالتنتالوم والذهب والكوبالت والنحاس والليثيوم ومعادن أخرى. في البيت الأبيض وبحضور وزيري خارجية الكونغو الديمقراطية ورواندا قال ترمب "اليوم، يقترب العنف والدمار من نهايتهما، وتبدأ المنطقة بأكملها فصلاً جديداً من الأمل والفرص والوئام والازدهار والسلام". وتابع ترمب "إنه يوم رائع"، وذلك في معرض إشادته بالاتفاق الذي سيمنح الولايات المتحدة حقوق تعدين في الكونغو الديمقراطية. وقال ترمب قبيل التوقيع "ظلوا يتحاربون لسنوات عديدة...إنها واحدة من أسوأ الحروب، واحدة من أسوأ الحروب التي شهدها أي شخص على الإطلاق".وأضاف قائلاً إن "الولايات المتحدة ستحصل على الكثير من حقوق التعدين من الكونغو في هذا الإطار". وأشار مبعوث ترمب إلى أفريقيا قائلاً "نتفاوض على صفقة معادن مع الكونغو وندرس صفقات مع رواندا ودعم ممر لوبيتو". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في معرض تعليقه على الاتفاق، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو "إنها لحظة مهمة بعد ثلاثين عاماً من الحرب"، متداركاً أنه لا يزال هناك "الكثير للقيام به". من جانبه، قال الوزير الرواندي إن الاتفاق "يستند إلى الالتزام الذي تم التعهد به... لإنهاء الدعم الحكومي للقوات الديمقراطية لتحرير رواندا والميليشيات المرتبطة بها بشكل لا رجوع عنه، وقابل للتحقق". في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قالت رئيسة بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية بينتو كيتا الجمعة إن "التوترات ما زالت قائمة لكن خطوط الجبهة والتفاوض تتحرك، ما يمهد الطريق للسلام"، مشيرة إلى "إحراز تقدم كبير نحو إنهاء النزاع". من جهته، أشاد السفير الفرنسي جيروم بونافون بـ"الموقعين الذين أظهروا شجاعة سياسية". واعتبرت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" التي عملت في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أن الاتفاق تشوبه ثغرات كبرى، خصوصاً في ما يتعلق بالالتزام بالمحاسبة عن انتهاكات حقوق الإنسان. وقال المدير التنفيذي للمنظمة سام ظريفي "لا يمكن إرساء سلام دائم من دون عدالة حقيقية". وسيطرت حركة إم 23 المدعومة من رواندا وفق خبراء في الأمم المتحدة والولايات المتحدة، على مدن كبرى في غوما في يناير (كانون الثاني) وبوكافا في فبراير (شباط) في خضم هجوم مباغت أسفر عن آلاف القتلى. والشطر الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية متاخم لرواندا، وهو غني بالموارد الطبيعية ويعاني العنف منذ أكثر من ثلاثين عاماً. وتم التوصل إلى عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار وانتهاكها منذ أن استأنفت حركة إم 23 عملياتها في شرق الكونغو الديمقراطية في العام 2021، بينما أدت الاشتباكات مع القوات الحكومية والقوات المتحالفة معها إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص وتسببت في أزمة إنسانية هائلة. وتنفي كيغالي تقديم أي دعم عسكري للحركة، لكنها تقول إن أمنها مهدد منذ فترة طويلة من قبل الجماعات المسلحة، بما فيها القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، التي أنشأها زعماء الهوتو السابقون المرتبطون بالإبادة الجماعية في رواندا في العام 1994.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store