logo
" عقيدة ترامب" المتأرجحة بين الفوضى والسلام

" عقيدة ترامب" المتأرجحة بين الفوضى والسلام

الوطنمنذ 16 ساعات
انتهت الحرب. لم تنتهِ. الجدل مشتعل. المرشد علي خامنئي أعلن انتصار إيران لأنها «لم تستسلم» ونظامها لا يزال قائماً. وبنيامين نتنياهو احتفل بانتصاره لأنه نجح في تحريض الرئيس الأميركي على اتخاذ أكبر عمل عسكري في حياته السياسية، ولأن جيش إسرائيل وجواسيسها جعلوا سماء إيران مفتوحة. لكن دونالد ترامب غضب لأن الطرفين الآخرين لم يعترفا له بأنه «المنتصر الأول» و«الوحيد» في هذه الحرب، فهو الذي سمح بإشعالها وحسمها ثم فرض وقف إطلاق النار، وهو الذي وبّخ نتنياهو بعدما حاول التمرّد، وهو أخيراً من هاجم خامنئي لأنه لم يشكره على منع إسرائيل من اغتياله حيث كان «يختبئ».
وبعد التوبيخ إذا بترامب يطالب بوقف «الاضطهاد السياسي» لنتنياهو ومحاكمته بتهم الفساد، أي أنه يتدخّل علناً ومباشرة في عمل القضاء الإسرائيلي. وقبل وقف إجراءاته لتخفيف العقوبات وبعدها لا يزال ترامب في حاجة إلى استعادة التفاوض مع إيران، لكن عباس عراقجي نبّهه إلى وجوب «مراقبة لسانه» و«التخلّي عن لهجته غير المحترمة» تجاه المرشد إذا كان يريد اتفاقاً. وبعد الضربات غير المسبوقة على المنشآت الثلاث أصبح ترامب أكثر تشدداً في الحصول على اتفاق «بشروطه»، غير أن طهران تتمهّل.
هذه الحرب كشفت الكثير من التناقضات (البحث عن السلام من دون رؤية) والمفارقات (التمسك بالنظام الإيراني تجنّباً لـ «الفوضى» مع أن الجميع يريد تغييره)، والأكاذيب (كلا الطرفين اعتبرها حرباً «وجودية» على رغم أن بعض فصولها خضع لترتيبات متبادلة). ومن التناقضات أن ترامب يريد «إنهاء الحروب»، لكنه أخفق في أوكرانيا وغزّة ولم يشأ منع حرب كان يمكن تفاديها من خلال مفاوضات كانت جارية مع إيران غير أن «الحليف» الإسرائيلي لم يكن راضياً على مسارها، ولن يرضى عن أي مسار مستقبلي لها، فلا هدف له سوى التدمير الكامل للبرنامج النووي الإيراني.
ومن المفارقات أن يواصل ترامب تسفيه أجهزته الاستخبارية (التي عيّن رؤساءها) لأن تقاريرها وخلاصاتها لا تصبّ في «تمجيد» إنجازاته، فطائرات «بي 2» الشبحية وقنابلها الخارقة قامت بالمهمة أما الحصيلة فقد تكون أو لا تكون بحسب التمنيات، لكن ترامب يريد الإشادات قبل الحقائق، وبطبيعة الحال لا يمكن الاعتماد على ادعاءات أي من طرفي الحرب للحصول على تقويم مهني للضربات. ومن التناقضات أيضاً أن يؤكد ترامب بنفسه أن أي يورانيوم عالي التخصيب «لم يُنقل» من فوردو قبل الضربات فيما كان وزير دفاعه ينفي أن تكون هناك معلومات في هذا الشأن، وذلك خلال مؤتمر صحافي خصصه لتأنيب وسائل الإعلام على نشرها تسريبات من تقارير الأجهزة.
وهكذا فليس مؤكّداً أن الحرب انتهت، ولا مؤكداً أن البرنامج النووي عطب نهائياً أو عُطّل لبضع شهور أو بضع سنوات. لكن المفارقة الكبرى أن تكون دولة نووية كإسرائيل غير موقّعة على معاهدة حظر الانتشار النووي خاضت حرباً «استباقية» للتخلص من سلاح نووي غير موجود بعد لدى إيران الدولة الموقعة على المعاهدة وتدافع عن برنامجها وعن «سلميّة» لم تستطع أن تقنع أحداً بصدقيتها، فكانت بذلك كأنها استدعت الحرب عليها استدعاءً. ومما كشفته الحرب ذلك الفارق الهائل بين الخطاب والقدرة في أسطورة القوّة الإيرانية حتى عندما وصل الخطر إلى العاصمة، وكان الملالي يبررون زرع ميليشياتهم في خمس بلدان عربية بأنه «خط دفاع أول عن طهران»، لكن هذا الخط سقط باستثناء جناحه الحوثي المؤثّر جزئياً في الصراع مع إسرائيل.
لا يستطيع المرشد تصريف «الانتصار» في الداخل أو في الخارج، فالاقتصاد الإيراني منهك ومستنزف، والعقوبات قاسية جداً كما ذكّره ترامب الذي ادّعى أنه كان يعمل على تخفيفها ثم تراجع، لكنه قد يخفّفها فعلاً. أما نتنياهو فلا يرى ترجمة أخرى لـ «الانتصار» إلا بإعفائه من المحاكمة وقد يُصار إلى إيجاد صيغةٍ ما لذلك، لكنه يريد البقاء في السلطة والتملّص من مسؤولية «7 أكتوبر» ومن تهم الفساد، كما يريد الاستمرار في الإبادة الجماعية في غزّة مع مواصلة الادعاء بأن إسرائيل «دولة ديموقراطية». وأما ترامب الذي لم يعد يضيره أن يُوصف بـ «الاستبداد» داخلياً فأصبح موقناً بأن بلوغ أهدافه الدولية رهن ممالأته للمستبدين أينما وُجدوا.
يميل العديد من المحللين الأميركيين وبعض الإسرائيليين إلى أن التشابهات تتكاثر بين ترامب ونتنياهو وخامنئي في سعيهم إلى «الفوضى» الدائمة. وإذ تبرّع نائب الرئيس حي دي فانس باختراع «عقيدة ترامب» فإنه لم يجد لها محتوى سوى «استخدام القوة العسكرية الساحقة والخروج من صراع قد يصبح طويل الأمد»، مستخلصاً أنها تهدف إلى فرض «السلام» لكنه مدرك استحالة تطبيقها في أوكرانيا، فيما يعتبر نتنياهو أنه هو من ألهم ترامب إلى عقيدة «السلام من خلال القوّة» كما يطبقها في غزة.
* ينشر بالتزامن مع موقع" النهار العربي"
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يؤيد كومو ضد ممداني: "يجب أن يبقى إنه يترشح ضد شيوعي"
ترامب يؤيد كومو ضد ممداني: "يجب أن يبقى إنه يترشح ضد شيوعي"

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

ترامب يؤيد كومو ضد ممداني: "يجب أن يبقى إنه يترشح ضد شيوعي"

شهدت الانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة نيويورك تطوراً غير متوقع، حيث وجد حاكم نيويورك السابق الديمقراطي أندرو كومو دعماً من خصمه اللدود السابق، الرئيس دونالد ترامب. يأتي هذا الدعم بعد إعلان كومو نيته الترشح كمستقل في سباق العمدة، إثر خسارته الترشيح الديمقراطي أمام زهران ممداني، بحسب موقع "أكسيوس". وصرح ترامب للصحافيين، يوم الثلاثاء، بأنه يدعم بقاء كومو في السباق، قائلاً: "أعتقد أنه يجب أن يبقى. إنه يترشح ضد شيوعي. أعتقد أن لديه فرصة جيدة للفوز". هذه التصريحات تمثل تحولًا ملحوظًا في العلاقة بين ترامب وكومو، وتشير إلى تحالف جديد يضم جمهوريين وبعض الديمقراطيين المعارضين لممداني. وعلى الجانب الآخر، تزامن تصريح ترامب مع إعلان العمدة الحالي إريك آدامز، الذي يترشح أيضًا كمستقل، عن تأييده لسياسات ترامب. وقد جذب آدامز أيضًا مؤيدي ترامب، حيث أفادت تقارير إعلامية أن مؤثرين من حركة "لنجعل أميركا عظيمة مجددًا" جمعوا تبرعات لحملة آدامز الأسبوع الماضي في فلوريدا. وفي رد فعل سريع، أصدرت حملة ممداني بيانًا صحافيًا "تهنئ فيه أندرو كومو" على "التأييد المنشود". وقال جيفري ليرنر، المتحدث باسم ممداني: "السؤال الآن هو ما إذا كان كومو سيقبل دعم ترامب علنًا أم سيستمر في قبوله سرا". وأكد كومو عزمه الترشح في نوفمبر كمستقل بعد خسارته أمام ممداني بفارق 12 نقطة مئوية في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية التي جرت بنظام الاختيار التفضيلي في يونيو. وتظهر الأرقام غير الرسمية من مجلس انتخابات مدينة نيويورك أن ممداني حصل على 573,123 صوتاً في الجولة الثالثة من الانتخابات التمهيدية، ليحطم بذلك الرقم القياسي لأعلى إجمالي أصوات حصل عليها فائز ديمقراطي في الانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة نيويورك، والذي كان مسجلًا باسم ديفيد دينكينز عام 1989. وشن ترامب هجمات حادة على ممداني في الأسابيع التي تلت فوزه في الانتخابات التمهيدية، مما دفع ممداني إلى دائرة الضوء الوطنية. وفي منشور على "تروث سوشيال" هذا الشهر، تعهد ترامب بأنه "لن يدع هذا الشيوعي المجنون يدمر نيويورك"، ورد ممداني قائلاً إنه "أسوأ كابوس لدونالد ترامب".

علم أميركا
علم أميركا

العربية

timeمنذ 3 ساعات

  • العربية

علم أميركا

أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، أنها فتحت تحقيقًا بحق البرازيل بشبهة "ممارسات تجارية غير عادلة"، في خطوة قد تُشكّل أساسًا قانونيًا لفرض رسوم جمركية إضافية على العملاق الأميركي الجنوبي. وقال الممثل التجاري الأميركي، جيميسون غرير، في بيان، إن هذا التحقيق "سيسعى لتحديد ما إذا كانت أفعال وسياسات وممارسات الحكومة البرازيلية منافية للمنطق أو تمييزية وتشكّل قيدًا على التجارة الأميركية". وأضاف أن التحقيق سيأخذ أيضًا في الاعتبار ما تعتبره واشنطن "هجمات على شركات أميركية للتواصل الاجتماعي"، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس. ويُجرى هذا التحقيق بموجب المادة 301 من قانون التجارة، وقد يؤدي، تبعًا لنتائجه، إلى اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات انتقامية، من بينها فرض رسوم جمركية إضافية عقابية. وسيركز التحقيق على رسوم جمركية "تفضيلية" أو "غير عادلة" فرضتها البرازيل على واردات أميركية. وقال غرير: "أعتقد أن الحواجز الجمركية وغير الجمركية التي تفرضها البرازيل تستحق دراسة شاملة، وربما ردًا عليها". وأشار إلى أن التحقيق فُتح "بتوجيه" من الرئيس دونالد ترامب. وكان ترامب قد أعلن، الأسبوع الماضي، فرض رسوم إضافية بنسبة 50% على واردات بلاده من المنتجات البرازيلية، رغم أن الميزان التجاري بين البلدين يميل بقوة لصالح الولايات المتحدة. وفي اليوم نفسه، كشف ترامب أيضًا عن نية إدارته فتح تحقيق في الممارسات التجارية البرازيلية. وفي رسالة إلى نظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، قال ترامب إن هذه الرسوم ستُفرض ردًا على محاكمة الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، الذي يُحاكم في بلاده بتهمة تدبير محاولة انقلاب. وردّ لولا بالقول إن "أي زيادة أحادية الجانب في الرسوم الجمركية ستُقابل بردّ في ضوء قانون المعاملة بالمثل الاقتصادي البرازيلي".

دخان ينبعث من مبنى في السويداء السورية يوم 15 يوليو
دخان ينبعث من مبنى في السويداء السورية يوم 15 يوليو

العربية

timeمنذ 6 ساعات

  • العربية

دخان ينبعث من مبنى في السويداء السورية يوم 15 يوليو

أفادت مصادر "العربية" و"الحدث"، الأربعاء، أن الطائرات الإسرائيلية حلقت في سماء الجنوب السوري، وذلك بعد تنفيذها 3 غارات جديدة على أطراف محافظة السويداء، ورابعة استهدفت اللواء 52 بريف درعا الشرقي. جاء ذلك على الرغم مما نقلته القناة 12 الإسرائيلية عن قول مسؤول أميركي، إن واشنطن طلبت من تل أبيب وقف الهجمات على الجيشِ السوري جنوبي سوريا. وبحسب المسؤول، فإن الحكومة الإسرائيلية تعهدت بالتوقف عن هذه الهجمات مساء الثلاثاء. بدوره، ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، نقلاً عن مسؤول أميركي، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب طلبت من إسرائيل التوقف عن مهاجمة قوات الجيش السوري في جنوب البلاد. وأوضح مراسل "أكسيوس" براك رافيد في منشور على منصة "إكس"، نقلاً عن المسؤول الأميركي، أن إسرائيل أبلغت الأميركيين بأنها ستوقف الهجمات مساء الثلاثاء. وفي وقت سابق من الثلاثاء، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس برّاك، إن الاشتباكات الأخيرة في جنوب سوريا "مقلقة"،، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن العمل جار من أجل "التهدئة". وكتب برّاك في منشور على منصة "إكس": "نحن منخرطون بشكل فعّال مع جميع المكوّنات في سوريا بهدف التوجّه نحو التهدئة"، مضيفاً: "الاشتباكات الأخيرة في السويداء مقلقة لجميع الأطراف، ونحن نحاول الوصول إلى نتيجة سلمية وشاملة للدروز، والقبائل البدوية، والحكومة السورية، والقوات الإسرائيلية". وأضاف المبعوث الأميركي أن "سوء التوجيه وضعف التواصل يمثلان التحدي الأكبر في ضمان التكامل السلمي والمدروس لمصالح كل طرف". وأشار إلى أن واشنطن تجري مناقشات مباشرة ونشطة ومثمرة مع جميع الأطراف للتحرك نحو الهدوء والتكامل. يأتي هذا بينما انتشرت القوات الحكومية السورية، الثلاثاء، في مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية في جنوب سوريا. واندلعت مواجهات، الأحد، بين مقاتلين دروز ومسلحين من عشائر البدو المحلية، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. ودفعت تلك الاشتباكات السلطات إلى إرسال تعزيزات إلى المنطقة بهدف عودة الهدوء وفض الاشتباكات. وأعلنت وزارة الدفاع، الثلاثاء، عن وقف إطلاق نار في المنطقة بعد اتصالات بين السلطات ووجهاء في السويداء، أتبعها إعلان دخول القوات الحكومية إلى المدينة. وكانت المدينة التي يقطنها 150 ألف نسمة، قبل دخول الجيش السوري، تحت إدارة فصائل درزية محلية تتولى الأمن فيها. ودعت هيئات روحية درزية في بيانات، المقاتلين إلى تسليم سلاحهم، وعدم مواجهة القوات الحكومية. من جهتها، قصفت إسرائيل منذ الاثنين مواقع عدة للقوات السورية في السويداء. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر حسابه على منصة "إكس": "الضربات الإسرائيلية كانت رسالة وتحذيراً واضحاً.. لن نسمح بالإساءة للدروز في سوريا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store