
كيف يسعى المغرب إلى تعزيز نفوذه في القارة الافريقية عام 2028؟
أعلن المشروع في خطاب للملك محمد السادس عام 2023. جاء فيه 'نقترح إطلاق مبادرة على المستوى الدولي تهدف إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي'. الذي يمتد على سواحل الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.
تهدف الرباط بذلك إلى تعزيز نفوذها في القارة الافريقية وفي نفس الوقت إعطاء دفعة أقوى للتنمية في الإقليم المتنازع عليه، الأقرب جغرافيا لبلدان الساحل. بينما تمر علاقات الجزائر مع تلك البلدان بفترة توتر.
طرح المشروع في سياق تحولات في كل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر. وهي بلدان غنية بالموارد الطبيعية تشكل تحالفا في ما بينها وتحكمها أنظمة عسكرية وصلت إلى السلطة إثر انقلابات بين عامي 2020 و2023. وتقاربت مع روسيا بعد تخليها عن فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة.
على إثر تلك التحولات، اتخذ الاتحاد الإفريقي والجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) قرارات زادت من عزلة البلدان الثلاثة.
وقال وزير خارجية النيجر باكاري ياوو سانغاري عقب استقباله رفقة وزيري خارجية بوركينا فاسو ومالي من قبل الملك محمد السادس في الرباط نهاية أبريل، إن المغرب كان 'من أول البلدان التي وجدنا لديها تفهما في وقت كان تجمع إكواس وبلدان أخرى على وشك شن حرب علينا'.
وأعرب الوزراء الثلاثة يومها عن التزام بلدانهم 'بتسريع' تنفيذ المشروع.
مثلث
شكلت هذه الدول الثلاث في سبتمبر 2023 تحالف دول الساحل.
تعتمد البلدان الثلاثة حاليا على موانئ في عدة بلدان من إكواس (بنين وتوغو والسنغال وساحل العاج وغانا). لكن توتر علاقاتها مع هذا المجموعة يمكن أن يهدد وصولها إلى مرافئه.
وتعيش أيضا توترا على حدودها الشمالية مع الجزائر، حيث أعلنت مطلع أبريل استدعاء سفرائها لدى هذا البلد. الذي اتهمته بإسقاط طائرة مسيّرة تابعة لجيش باماكو في شمال الأراضي المالية، قرب الحدود الجزائرية في نهاية مارس.
إلى هذا السياق تضيف الباحثة في الجامعة الدولية للرباط بياتريس ميزا أيضا 'فشل' العمليات الأوروبية خلال الأعوام الأخيرة في المنطقة على غرار عملية برخان.
وترى أن المغرب، الذي يشكل ما يشبه 'مثلثا' مع إفريقيا والغرب، بصدد 'الاستفادة من تلك الإخفاقات من خلال تقديم نفسه كشريك موثوق لأوروبا' والقارة الافريقية على حد سواء.
لكن وبعد إعلان هذا المشروع يبقى السؤال عن مدى الجدوى والتمويل.
مراحل يجب قطعها
يحتمل بأن تساهم الولايات المتحدة وفرنسا ودول خليجية في تمويل المشروع، وفق تقرير لمجلة 'أفريك أون موفمون' المغربية المتخصصة. وهي دول أعلنت رسميا تأييدها للفكرة.
وسيكون عبارة عن شبكة طرق تربط كلا من تشاد والنيجر ومالي وبوركينا فاسو وموريتانيا بالمغرب. وسيكلف شقها نحو مليار دولار، بحسب رئيس المعهد المغربي للذكاء الاستراتيجي عبد المالك العلوي.
حتى الآن لا يزال المسار المفترض لهذه الطرق غير واضح حيث تبعد تشاد عن المغرب نحو 3 آلاف كيلومتر. وتبدو أيضا 'أقل انخراطا نوعا ما في المشروع' مقارنة بالتحالف الثلاثي. وفق رئيس المركز الدولي للدراسات والتفكير حول الساحل صديق أبا.
ويضيف هذا الخبير النيجيري 'ما تزال هناك مراحل يجب قطعها' على طريق تنفيذ المشروع، ما دام أن 'شبكة الطرق أو السكك الحديدية غير موجودة حاليا'. مشيرا أيضا إلى قلة عدد السيارات في بلدان المنطقة.
ووفقا لرضا اليموري من 'مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد'، فإن 'طريقا بريا جديدا' بين المغرب وموريتانيا أصبح 'قريبا من الإنجاز'. وتعمل نواكشوط على أراضيها لضمان استمرارية الممر.
لكن مشروع الطرق يعتمد بشكل أساسي على الأمن في الساحل، بحسب العلوي. لأنه 'إذا حدثت مناوشات، فبحكم الأمر الواقع، تتوقف أعمالك'. علما بأن المنطقة تعاني من هجمات جهادية مستمرة.
وأما في ما يتعلق بالتصدير والاستيراد، سيكون ميناء المياه العميقة المستقبلي 'الداخلة الأطلسي'. المصمم في إطار ديناميكية تطوير الصحراء الغربية، متاحا للمبادرة المغربية.
تم إطلاق هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 1,2 مليار يورو في نهاية العام 2021. ويقع في العركوب بقلب المنطقة. واكتمل بنسبة 38%، على أن يدخل حيّز التشغيل في العام 2028.
أ ف ب
لمتابعة أخبار طنجة7 على منصات التواصل الاجتماعي، يمكنكم الاشتراك على صفحتنا بموقع فيسبوك. يمكنكم أيضا الاشتراك على منصة إنستغرام. إضافة لمنصة X وتطبيق نبض

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأيام
منذ 5 ساعات
- الأيام
هل تبيع المملكة المتحدة أسلحة لإسرائيل؟
أدان وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، سلوك إسرائيل في غزة، وقال إن بريطانيا "قد تفعل المزيد في الأسابيع المقبلة" إذا لم تُغير الحكومة الإسرائيلية نهجها في إدارة الحرب في القطاع. وأعرب لامي عن غضبه من "عجز المجتمع الدولي عن إنهاء هذه الحرب"، وقال إنه "يشعر بالاشمئزاز" من مقتل فلسطينيين في مراكز إغاثة على يد القوات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة. ومنذ أن بدأت إسرائيل حملتها العسكرية في غزة بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، انصبّ اهتمام الرأي العام بشكل كبير على مسألة المساعدات التي تقدمها المملكة المتحدة. فمعظم الأسلحة المستخدمة في هجمات الجيش الإسرائيلي على القطاع صُنعت أو بيعت من قِبل دول غربية. لكن المعلومات المتعلقة بمدى الدعم العسكري البريطاني لإسرائيل غالباً ما تظل غامضة أو سرية، وقد دعا بعض أعضاء البرلمان إلى إجراء تحقيق عام في حجم ومدى هذه المساعدات. هل تُزوّد المملكة المتحدة إسرائيل بالأسلحة؟ المملكة المتحدة ليست من أكبر موردي الأسلحة لإسرائيل، لكن الولايات المتحدة هي أكبر مورد للأسلحة بفارق كبير، كما أنها تساعد إسرائيل على تطوير أحد أكثر الجيوش تقدماً في العالم، تليها ألمانيا وإيطاليا. ومنذ عام 2015، وافقت المملكة المتحدة على تراخيص تصدير أسلحة إلى إسرائيل بقيمة تزيد عن 500 مليون جنيه إسترليني (676.4 مليون دولار أمريكي)، وبلغت ذروتها في عام 2018، وفقاً لمجموعة الضغط "حملة مناهضة تجارة الأسلحة (CAAT)". ومع ذلك، انصبّ الاهتمام الأكبر بدعم المملكة المتحدة لإسرائيل فيما يتعلق بالأجزاء المصنوعة في بريطانيا من طائرة إف - 35، التي استخدمتها إسرائيل على نطاق واسع لضرب غزة. وتوفر المملكة المتحدة ما بين 13 إلى 15 في المئة من المكونات المستخدمة في صناعة الطائرة، بما في ذلك مقاعد قذف الصواريخ، والهيكل الخلفي، وأنظمة الاعتراض النشطة، وأشعة الليزر المستهدفة، وكابلات إطلاق الأسلحة. ومع ذلك، لا تتضمن النسخة الإسرائيلية من الطائرة بعض هذه الأجزاء. وبعد وصول حزب العمال إلى السلطة العام الماضي، علّق 30 ترخيصاً من أصل 350 ترخيصًا لتصدير الأسلحة، وهو ما أثر على معدات مثل قطع غيار الطائرات المقاتلة والمروحيات والطائرات المسيرة. ويتعين على أي شركة بريطانية ترغب في بيع أسلحة للخارج التقدم بطلب للحصول على ترخيص، وقد صرّحت الحكومة آنذاك بوجود "خطر واضح" من إمكانية استخدام هذه المعدات لارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي. لكن الأهم من ذلك، أن قطع غيار الطائرة إف-35 لم تكن مشمولة بحظر التصدير. وأكدت الحكومة أنها لا تستطيع منع إسرائيل من الحصول على هذه المكونات لأنها تُرسل إلى مراكز التصنيع في الخارج كجزء من برنامج عالمي - وليس مباشرةً إلى إسرائيل. ووصفت آنا ستافرياناكيس، الخبيرة في مجال تصدير الأسلحة في المملكة المتحدة، قرار الحكومة بالسماح بهذا الإعفاء بأنه "ثغرة قانونية هائلة". وصرحت لقسم تقصي الحقائق في بي بي سي قائلةً: "معظم قطع طائرات إف-35 المصنوعة في المملكة المتحدة تذهب إلى الولايات المتحدة، حيث تُدمج في الطائرات المتجهة إلى إسرائيل"، مشيرةً إلى أن حظر التصدير البريطاني كان محدود الفعالية نظراً لـ "إصرار البيت الأبيض على دعم إسرائيل". كما شاركت المملكة المتحدة في تطوير الطائرة بدون طيار "هيرمس"، والتي استُخدمت على نطاق واسع في غزة. ورغم أن النسخة البريطانية من الطائرة، والمعروفة باسم "واتش كيبر 450"، غير مسلحة، فإن طائرة هيرمس بدون طيار الإسرائيلية الصنع يمكن تسليحها بصواريخ سبايك، وقد ورد أنها استُخدمت في الهجوم الذي أودى بحياة سبعة من عمال الإغاثة في المطبخ المركزي العالمي العام الماضي. ومن الصعب تحديد ما الذي لا تزال المملكة المتحدة تُصدره إلى إسرائيل بموجب التراخيص السارية. وقد صرّح وزير الخارجية ديفيد لامي العام الماضي بأن الحظر ليس "حظراً شاملاً أو حظراً على الأسلحة"، مؤكداً على ضرورة أن تتمكن إسرائيل من الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم. ووفقاً لوزارة الأعمال والتجارة، فإن 161 من التراخيص القائمة تتعلق بمنتجات عسكرية. وأفاد تقرير صادر عن البرلمان البريطاني أن التراخيص المتبقية قد تشمل "عناصر مثل طائرات التدريب والمعدات البحرية، وعناصر ذات استخدام مزدوج للاستخدام المدني في مجال الاتصالات ومعدات البيانات". هل تبادلت المملكة المتحدة معلومات استخباراتية مع إسرائيل؟ لا يزال مدى تبادل المملكة المتحدة للمعلومات الاستخبارية مع إسرائيل منذ هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول غير واضح. وتتمتع الحكومة بـ "شراكة دفاعية" طويلة الأمد مع إسرائيل، ويقول مسؤولو الدفاع إنها تشمل "التعليم والتدريب المشترك وتطوير القدرات". ونفذت القوات الجوية الملكية البريطانية مئات الرحلات الجوية الاستطلاعية فوق غزة منذ ديسمبر/كانون الأول 2023، مستخدمةً، بحسب التقارير، طائرات تجسس من طراز شادو أر 1 (Shadow R1) متمركزة في قاعدة تابعة لها في أكروتيري بقبرص المجاورة. وفي مقابلة يوم الاثنين، أصرّ لامي على أن رحلات سلاح الجو الملكي البريطاني فوق غزة لم تُسفر عن تبادل أي معلومات استخباراتية عسكرية مع جيش الدفاع الإسرائيلي. وقال وزير الخارجية: "سيكون من الخطأ تماماً أن تساعد الحكومة البريطانية في إدارة هذه الحرب في غزة. نحن لا نفعل ذلك". Reuters وفي عام 2023، أقرت المملكة المتحدة بأن بعض طائراتها المسيرة "غير المسلحة" التي كانت تحلق فوق القطاع كانت تساعد في البحث عن رهائن إسرائيليين اختطفتهم حماس خلال هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول. ولا يزال حوالي 50 شخصاً محتجزين لدى حماس، ويُعتقد أن 20 منهم تقريبا على قيد الحياة. وكان وزير القوات المسلحة البريطانية، لوك بولارد، قد أكد هذا الموقف في أبريل/نيسان 2025، قائلاً للبرلمان إن رحلات الطائرات المسيرة البريطانية فوق غزة تُجرى "لغرض وحيد هو تحديد أماكن الرهائن". ورفضت وزارة الدفاع التعليق على ما إذا كانت الطائرات الإسرائيلية تتمتع بإمكانية الوصول إلى قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في قبرص. لكن موقع "بي بي سي لتقصي الحقائق" كشف أيضاً عن وجود طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في المجال الجوي البريطاني خلال العام الماضي بعد تقارير نشرها موقع "دروب سايت" المستقل. وظهر عدد من طائرات ريم للتزود بالوقود على مواقع متخصصة في تتبع الرحلات الجوية فوق قواعد سلاح الجو الملكي البريطاني في بريز نورتون وفيرفورد. BBC وصرح متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية لموقع بي بي سي لتقصي الحقائق بأنه "من الممارسات المعتادة الموافقة وبشكل روتيني على طلبات لعدد محدود من الحلفاء والشركاء للوصول إلى القواعد الجوية البريطانية". وأضاف: "لا يمكننا التعليق على تحركات أو عمليات الطائرات العسكرية للدول الأجنبية أو تقديم معلومات تتعلق بها". هل تتدرب القوات الإسرائيلية في المملكة المتحدة؟ غالباً ما تُنظم المملكة المتحدة دورات تدريبية لجيوش الدول الحليفة، يركز الكثير منها على القيادة واللوجستيات والعمليات السيبرانية. على سبيل المثال، وصل آلاف الجنود الأوكرانيين إلى بريطانيا منذ أن شنت روسيا حربها الشاملة على كييف في عام 2022 للتدريب الأساسي. وصرح اللورد كوكر، وزير الدولة في وزارة الدفاع البريطانية، في أبريل/ نيسان أن "أقل من 10" من أفراد الجيش الإسرائيلي يتلقون تدريباً في دورات أكاديمية عسكرية غير قتالية في المملكة المتحدة سنوياً منذ عام 2020. ورفض الإفصاح عن عدد جنود الجيش الإسرائيلي الذين شاركوا في الدورات خلال تلك الفترة، أو عن الدورات التي التحقوا بها "لحماية المعلومات الشخصية". لكن الوزراء أصرّوا على أن الدورات تُشدّد على أهمية الامتثال للقانون الإنساني الدولي. وأكّد وزير القوات المسلحة، لوك بولارد، في يونيو/ حزيران أن "عدداً محدوداً من أفراد الجيش الإسرائيلي" يشاركون في دورات تدريبية في المملكة المتحدة، لكنه رفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل. هل فرضت المملكة المتحدة عقوبات على إسرائيل بسبب حربها على غزة؟ تغيّر نهج المملكة المتحدة في محاسبة إسرائيل على تفعله ضمن حملتها العسكرية في غزة بعد الانتخابات العامة عام 2024. فقد تخلّت حكومة حزب العمال الجديدة عن معارضتها لأوامر الاعتقال الصادرة بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت من قِبل المحكمة الجنائية الدولية. ومنذ ذلك الحين، أصبحت أكثر صراحةً في انتقادها للقادة الإسرائيليين، وانضمّت إلى 27 دولة أخرى هذا الأسبوع في إدانة "القتل اللاإنساني للمدنيين" الذين يسعون للحصول على الطعام والماء في غزة. وعلقت حكومة حزب العمال محادثاتها لتحديث اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل في مايو/ أيار، حيث وصف لامي معاملة إسرائيل للفلسطينيين بأنها "إهانة لقيم الشعب البريطاني". ولكن وفي الوقت الذي فرضت فيه الحكومة البريطانية عقوبات على وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف بتهمة "التحريض على العنف" في الضفة الغربية المحتلة، إلا أنها لم تفرض بعد أي عقوبات على إسرائيل بشكل مباشر بسبب أفعالها في غزة، والتي أسفرت عن مقتل 59029 شخصا على الأقل وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.


كواليس اليوم
منذ 7 ساعات
- كواليس اليوم
برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى جلالة الملك من رئيس مجلس النواب
الرباط – توصل الديوان الملكي ببرقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس من رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، وذلك بمناسبة اختتام الدورة الثانية من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة. وبهذه المناسبة، أعرب السيد الطالبي العلمي، أصالة عن نفسه ونيابة عن أعضاء مجلس النواب، لجلالة الملك عن أصدق آيات الولاء والإخلاص 'ويضرع إلى الله عز وجل بأن يمتعكم بموفور الصحة والعافية، ويسدد خطاكم إلى ما فيه النجاح والتوفيق في سائر المواقف والقرارات والمبادرات والأعمال الوثابة الجريئة'. ومما جاء في هذه البرقية 'وإن مجلس النواب، وهو يختتم هذه الدورة، يا مولاي، فإنه يستحضر سياقها بتزامن مع تخليد الشعب المغربي للذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء جلالتكم عرش أسلافكم الميامين؛ وإنه لحدث وطني ثمين نجدد فيه التفافنا الجماعي خلف جلالتكم، وأنتم تقودون البلاد في أفق التنمية والبناء والنهوض الاستراتيجي بعيد النظر، عميق الرؤية، شديد العزم والحزم والإرادة'. وأبرز رئيس مجلس النواب أن 'ما ينجز اليوم على مستوى قضية وحدتنا الترابية من دينامية خلاقة بقيادتكم الساهرة على رسوخ السيادة الوطنية وتوسيع الدعم العالمي لمبادرة الحكم الذاتي، ليجسد بجلاء الانتصارات السياسية والدبلوماسية التي تكرس المشروعية التاريخية والقانونية'. وفي هذا النهج، يضيف السيد الطالبي العلمي، 'فإن مجلس النواب ما فتئ يجسد انخراطه الكامل والفاعل في هذه الجدلية الوطنية، وذلك استحضارا لتوجيهاتكم المولوية السامية في الحضور والإنجاز في واجهات العلاقات الخارجية دفاعا عن المصالح العليا لبلادنا وفي مقدمتها قضية وحدتنا الترابية، وذلك في سياق تحولات جيوسياسية واستراتيجية يشهدها العالم تعزز الرؤية الملكية المتبصرة'. وسجل رئيس مجلس النواب 'لقد شكل حرص كافة المكونات في مجلس النواب على المصالح الوطنية العليا الإطار المؤسساتي الفاعل للحوار والتفاعل مع الانشغالات الكبرى للمجتمع، وذلك من خلال العمل الدؤوب لرفع الوتيرة في الأداء وتحقيق المردودية المنشودة في العمل التشريعي والرقابي والتقييمي'. ومما جاء في هذه البرقية أيضا 'كما ظل هاجسنا الجماعي، يا مولاي، في مجلس النواب أن تكون المؤسسة التشريعية الوطنية متفاعلة دوما مع الانشغالات والاهتمامات الوطنية الكبرى، تسهم في التحفيز وتقوية الإرادة الوطنية، وتجديد المقاربات، وتمثل الهاجس الوطني الذي يجمع ويوحد ويرسخ البناء المؤسساتي، بهدف تقوية المسار الديمقراطي، وتعزيز الحضور المشع لبلادنا في العالم، والحرص على تماسك ثوابت الهوية والشخصية المغربيتين، والمضي قدما في ترسيخ نموذجنا الحضاري والثقافي'.


كواليس اليوم
منذ 7 ساعات
- كواليس اليوم
برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى جلالة الملك من رئيس مجلس المستشارين
الرباط – توصل الديوان الملكي ببرقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من رئيس مجلس المستشارين، السيد محمد ولد الرشيد، وذلك بمناسبة اختتام الدورة الثانية من السنة التشريعية 2024-2025. وبهذه المناسبة، رفع رئيس مجلس المستشارين، أصالة عن نفسه ونيابة عن كافة أعضاء المجلس، إلى صاحب الجلالة، أسمى وأصدق آيات الولاء والوفاء والإخلاص، 'داعين العلي القدير أن يحفظكم ويرعاكم ويديم عليكم أردية الصحة والعافية، حتى تحققوا لشعبكم الوفي التقدم والازدهار الذي ترضونه والمنزلة العليا التي تتطلعون إليها وتعملون من أجل بلوغها بإيمان صادق وعزيمة ثابتة'. ومما جاء في هذه البرقية 'ومما يضاعف من ابتهاجنا، يا مولاي، أن يتزامن اختتام هذه الدورة مع احتفالات الوفاء والاعتزاز التي تعم ربوع مملكتكم الشريفة، من طنجة إلى الكويرة، تخليدا للذكرى السادسة والعشرين لتربع جلالتكم نصركم الله وأيدكم، على عرش أسلافكم الميامين، وهي مناسبة سعيدة نتشرف فيها بأن نجدد لكم، يا مولاي، ولسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، أصدق التهاني وأطيب الأماني وأسمى عبارات التبريك وخالص الدعاء بدوام موفور الصحة والعافية'. وأضاف رئيس مجلس المستشارين، 'مولاي صاحب الجلالة، لقد شملتم بعطفكم السامي وعنايتكم الموصولة مختلف ربوع المملكة، وأنعمتم على شعبكم الوفي بأوراش الخير والنماء، ومشاريع تنموية اقتصادية واجتماعية مهيكلة، في إطار حاضر زاهر و مستقبل مشرق'. ومضى رئيس المجلس قائلا في هذا السياق، 'يجدد مجلس المستشارين، بكافة مكوناته، انخراطه الراسخ في هذه المسيرة التنموية المظفرة، وهو يعتز بما أسفرت عنه أشغاله خلال هذه الدورة الربيعية من حصيلة، سواء على مستوى تجويد الإنتاج التشريعي، لا سيما في ما يخص إصلاح المنظومة القضائية وتعزيز نظام الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية، وتقويم مالية الجماعات الترابية وتحصين المالية العمومية وحماية التراث، أو في ما يتعلق بمواصلة تثمين دينامية المبادرة التشريعية لأعضاء المجلس في تقديم التعديلات واقتراح القوانين، وكذا في تفعيل الرقابة البرلمانية، من خلال مساءلة الحكومة حول القضايا ذات البعد الاستراتيجي والتي تحظى باهتمام المواطنات والمواطنين وتتجاوب مع انشغالاتهم كالماء والفلاحة والتشغيل والاستثمار والاقتصاد الاجتماعي وقضايا الانتقال الطاقي والتحول الرقمي والإصلاح الإداري إلى جانب متابعة نهوضه بوظيفة تقييم السياسات العمومية وفق منهجية علمية وميدانية'. وسجل السيد ولد الرشيد أن المجلس واصل تعزيز التنسيق والتعاون مع مجلس النواب ومع باقي المؤسسات الدستورية في إطار رؤية مؤسساتية تستحضر النجاعة والتكامل بين مختلف وظائف المجلس الدستورية. وتابع في هذا السياق، أنه وتعزيزا لأدواره كفضاء مؤسساتي للنقاش العمومي والحوار المجتمعي التعددي، واصل المجلس ديناميته الانفتاحية على القضايا المجتمعية الراهنة والمستقبلية، انخراطا منه في مواكبة الأوراش الإصلاحية الكبرى التي تشهدها المملكة، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، وسعيا إلى أن يظل منبرا معبرا عن تطلعات وانتظارات المواطنات والمواطنين ومواكبا لانشغالاتهم وقضاياهم الحيوية. وأشار رئيس المجلس إلى أن هذه الدورة البرلمانية جسدت أيضا الحضور المتميز والنوعي للدبلوماسية البرلمانية لمجلس المستشارين، سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف، من خلال توطيد التعاون مع مختلف البرلمانات الوطنية والاتحادات الجهوية والقارية والدولية، انسجاما مع التوجيهات السامية لجلالة الملك، المؤطرة للعمل البرلماني الدبلوماسي و انخراطا في منظومة الدبلوماسية الوطنية، في إطار الدفاع المستميت عن المصالح العليا للمملكة، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية. وفي هذا الإطار واصل المجلس، – يضيف السيد ولد الرشيد- انفتاحه على الفضاءات البرلمانية في إفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية والكراييب، وكذا آسيا، بالمشاركة الفاعلة في مختلف الملتقيات والمنتديات، وتنظيم والقيام بزيارات نوعية تهم مختلف المناطق الجيوسياسية، وتظاهرات كبرى تحت الرعاية الملكية السامية، من قبيل (المنتدى البرلماني للتعاون الاقتصادي مع المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا +سيماك+)، و(منتدى الحوار البرلماني جنوب – جنوب)، و (المنتدى البرلماني الاقتصادي الأورومتوسطي والخليجي). وخلص إلى أن المجلس يؤكد بذلك دعمه المتواصل لمبادرات التعاون جنوب-جنوب، وترسيخ مكانة المغرب كفاعل محوري في تعزيز الحوار والتقارب بين الشعوب والبرلمانات، والمواكبة البرلمانية لتثبيت الاعتراف الدولي المتزايد للمبادرة المقدامة للحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة كحل وحيد وأوحد لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.