logo
التلفزيون: قصة عشق

التلفزيون: قصة عشق

جو 24١٧-٠٦-٢٠٢٥
عاطف أبو حجر
جو 24 :
قصتنا مع التلفزيون قصة عشق من أول نظرة، شيء غريب كيف أن هذا الصندوق الصغير غيّر شكل بيوتنا وحياتنا. كما يعلم الجميع، بدأ التلفزيون الأردني بثه عام 1968، ومع مرور سنوات قليلة، أصبح حلمًا جميلاً لكل مواطن. لم يكن امتلاكه سهلًا، البعض اشتراه من أول يوم، والبعض الآخر لم يكن يملك ثمنه، فاكتفى بزيارات الجيران والأصدقاء. أتحدث هنا عن مدينة السلط، في ذلك الزمن الجميل، كان من يملك التلفزيون يعدّون على الأصابع. أذكر بيت عمّي صالح العيسى العربيات، هناك حيث اشترى ابن العم المرحوم عبدالحليم عربيات في عام ١٩٦٨بنفس سنة افتتاح التلفزيون،تلك اللحظة كانت كالسحر. دخلت الشاشة البيت، ودخل معها العالم كله.
أتذكر في بداية السبعينيات أول مرة شاهدنا فيها مسلسل "فارس ونجود"، من بطولة محمود سعيد وسميرة توفيق، كم كانت الأصوات تشدّنا، وكم كان لحن الناي مؤثرًا. يا هلا برجال البادية يا هلا يا هلا... لا زلت أحفظ الأغنية، وكأنها ما زالت تُبث بالأمس. شدّاد، الراعي سطوف، كلها أسماء عاشت في خيالنا. أذكر مشهد فارس في وادي المنايا، عندما نزل بالحبل عن صخرة ارتفاعها متر ونصف، كأنها جبل شاهق. كان يشد على أسنانه، والعرق يتصبب من جبينه، وكأن حياته كلها تتدلّى على ذلك الحبل.
لا أنسى مشهد المبارزة بين فارس وشدّاد، كأنه دون كيشوت عربي، يدخل ساحة القتال بكل بطولة، رغم هشاشة الديكور، رغم بساطة الملابس، رغم بيت الشعر الذي يتحرك من نسمة المراوح. كل ذلك لم يكن يهم، كنا نصدق كل شيء، نعيش كل شيء. أغاني سميرة توفيق الحزينة والسعيدة في كل حلقة، النظارة الشمسية السوداء لأم نجود ، تخبيص اللهجات المختلفة بالمسلسل ، فصحى، بدوي، لبناني، خلطات لم نكن نفهمها، لكننا أحببناها. كنا نضحك من بعض المشاهد، ونبكي من غيرها، وكأن الشاشة كانت قطعة من القلب.
كنا ننتظر موعد الحلقة بفارغ الصبر، كانت الشوارع تخلو من الناس، منع تجول غير معلن، لا أحد في الخارج، الكل أمام التلفاز. ومن الغريب أن المسلسل أصله لبناني، إنتاج أوائل السبعينات، تأليف نزار مؤيد العظم، وإخراج إيلي سعادة، لكنه اصبح جزءًا من ذاكرتنا الأردنية،
قبل أيام، شاهدت مسلسلًا بدويًا حديثًا على إحدى القنوات، إنتاج ضخم، تصوير بجودة عالية، كل شيء محسوب. ومع ذلك، لم أشعر بشيء. فرق كبير بين ما يُنتج الآن وبين ما كنا نراه. صحيح أن الصورة أجمل، والإخراج أقوى، لكن الروح؟ لا تُقاس بالدقة، ولا بحجم الكاميرا.
يمكننا أن نضحك اليوم، نقول "كنا هبايل"، لكن الحقيقة أننا كنّا نعيش بصدق، نحب بصدق، ننتظر بصدق، وحتى أحلامنا كانت صادقة. التلفزيون لم يكن مجرد جهاز، كان نافذتنا إلى الخيال، إلى المغامرة، إلى الحنين. وما زال في قلبي حتى الآن... مسلسل "فارس ونجود" وكل لحظة جلسنا فيها أمام تلك الشاشة الصغيرة.ومع مرور الوقت،في عام ١٩٧٥ اشترى إبن العم ابوطارق تلفزيون ٢٠بوصة توشيبا،وفي عام ١٩٧٧ تحقق الحلم…وأصبح في بيتنا تلفزيون "شارب" ٢٤ بوصة، أبيض وأسود، بخزانة خشبية وأنتين داخلي.
اشتراه والدي من شركة في عمّان، عن طريق جارنا وصديقه المرحوم الإعلامي هاني الفرحان، رحمه الله.
منذ تلك اللحظة تغيّر كل شيء في البيت.
اصبحنا نتابع بشغف كل ما نحب، وبكل الأوقات، وبصراحة… كنا نتابع كل ما يُبث، من لحظة انطلاق الإرسال الساعة الخامسة مساءً، وحتى الحادية عشرة ليلاً، وقت انتهاء البث اليومي.
ننتقل بين برامج الأطفال،وعالم السيرك،والعلم والحياة،والنشرات الإخبارية، والمسلسلات العربية، وأحيانًا الأفلام الأجنبية المترجمة.
كان التلفزيون نافذتنا الصغيرة إلى العالم، ورفيق لحظاتنا العائلية، حين كان لكل شيء نكهة أبسط… وأجمل.
تابعو الأردن 24 على
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فرسان المباخر.. حين نُكحل بالوهم
فرسان المباخر.. حين نُكحل بالوهم

جو 24

timeمنذ 4 ساعات

  • جو 24

فرسان المباخر.. حين نُكحل بالوهم

م. أشرف عمايرة جو 24 : ثمّة خيانة خفية ترتكبها الكلمات حين تسرف في الثناء، ‎ وثمّة تواطؤ لغوي حين تتحول مفردات المديح من شهادات استحقاق إلى رشى رمزية توزع على قارعة "الهوامش". في زمن الرداءة -في المأثور لا شكر على واجب - ‎ يصعد "الروتين' إلى المنابر كأنه نبوءة، ‎ ويُحتفى بـ'الحد الأدنى' كأنه المجد، ‎ ويُستدعى الشعر ليقول .. وتؤتى المزامير. في فن التطبيل، ‎تطمس الحدود بين ما يجب فعله وبين الصواب والخطأ.. ‎ وبين العادي والطبيعي والاستثنائي ، ‎ وتصادر الحقيقة لصالح خطابٍ مزخرف يكحل الوهم. ‎ والتهليل الاجوف عدوى .. وللتهليل جيوش يحملون المباخر الرقمية، يسعون في الاقناع - أنفسهم قبل غيرهم - اذ يصفقون للسراب انه ماءٌ مؤجل! ينفخون في الاعتيادي .. وفي الفراغ، ‎ ويقيمون مهرجانات التهليل لكل كلمة وهمس. ‎ فالفاعل هو "الأهم".. والقائل هو "الأهم".. السوشال ميديا؟ ‎ صارت منصةً جماعية لقرع الطبول بلا إيقاع، ،‎حفلاً مفتوحاً للمداحين بلا دعوة حيث يصبح "الإعجاب' تزكية، ‎ و'المشاركة' بيعة، ‎ ويُزرع "الغرق كمهارة سباحة" في الوعي العام ‎ ويمسي من يجرؤ على سؤال "جوهر الفعل'.. والصواب ‎ متهم بالتحبيط والسلبية.. و'الشد العكسي الهدام"! حملة المباخر اليوم، ‎ سيرٌ خلف كل سلطة وصاحب يد، ‎يطوّبونهم "قيادات استثنائية' ‎ويمنحونهم وسام "الفرادة والتميز' كل صباح !!‎فقط لأنهم .. يحمدون الله إذ عطسوا فيندهش الممدوح .. يواجه عبر مراياه "الزائفة' سؤال "تقييم الذات'.. وتكبر الرؤوس! ‎ في عالم التطبيل و'الطبول' ‎"راح الصالح بعروة الطالح" يلبس الاخفاق ثوب النجاح .. بالتصفيق، ‎ وبالتصفيق.. تُباع الخيبة على هيئة منجزٍ. التطبيل .. ‎ ردمٌ يُلقى في قبر الحقيقة. ‎ً لا يصنع قادة، ‎ لا يؤخر فشلاً ‎!!التطبيل .. فقط يقدمه مغلفاً على طبقٍ من هتاف أفلا تتفكرون؟! تابعو الأردن 24 على

حسين دغيمات يفتتح مشروع "أنامل إربدية" الذي أطلقه نادي الفنانين في إربد
حسين دغيمات يفتتح مشروع "أنامل إربدية" الذي أطلقه نادي الفنانين في إربد

الدستور

timeمنذ 4 ساعات

  • الدستور

حسين دغيمات يفتتح مشروع "أنامل إربدية" الذي أطلقه نادي الفنانين في إربد

إربد – الدستور – عمر أبو الهيجاء مندوباً عن وزير الثقافة الدكتور مصطفى الرواشدة، افتتح مدير دائرة الفنون الموسيقية والأدائية، مدير معهد الفنون في وزارة الثقافة، الدكتور حسين دغيمات، مشروع "أنامل إربدية" الذي أطلقه نادي الفنانين في مديمة إربد ممثلاً بالفنان الموسيقي جوهر دغيمات. واشتمل الحفل أو اللقاء الشهري الأول للمشروع الذي أدارته القاصة الأديبة رولا العمري القاصة نسيبة العلاونة وسط حضور لافت من الأدباء والموسيقيين والفنانين. وقدمت الجلسة الشعرية العمري بمشاركة كل من الشاعرين: ألقى بدية الشاعر ناصر القواسمي مجموع من نصوصه النثرية التي جنح فيها إلى المرأة بلغة أقرب السجع في بناء الجملة النثرية، فيما قدم الشاعر الترك قصائده العمودية وجرسها الموسيقي العالي التي استحوذت على تفاعل الحضور مع لفنيها العالي. أما الوصلة الغنائية المستوحاة من التراث الأردني الجميل تألقت في تقدميها "فرقة دقات الموسيقية" فكان أداء الكورال الغنائي منسجما مع العازفين مما أعطى الأغاني بعدا فنيا ولمسة جمالية وتفاعلا حقيقيا مع الجمهور. تاليا دار حوار مفتوح مع راعي الحفل الذي أدارته بإقتدار الأديبة نسيبة العلاونة حول مشاريع وزارة والجانب الموسيقي ومهرجان الأغنية الأردنية ودعم المواهب من المراكز الثقافية في المحافظات وقضايا أخرى إبداعية. وكان قد افتتح د. دغيمات معرض الفن التشكيلي والذي شارك به كل من: الفنانة هيام ملكاوي، الفنانة ندى حجازي والفنانة أفنان العمري، وكما افتتح أيضا معرض الأزياء الذي نظمته مصممة الأزياء ليلى أحمد. وكما أخذ د. دغيمات جولة داخل مرافق النادي والتعرّف على الخدمات التي يقدّمها، ومن جانبه قدم مداخلة مستشار التعليم لمجلس التعاون الخليجي الدكتور أحمد دغيمات، تحدّث فيها حول الأوبريت الذي تم عرضه أمام جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيّب الله ثراه. وقدم بداية كلمة ترحيبية رئيس النادي جوهر دغيمات شكر فيها راعي الحفل والحضور، ثمّننا دور وزارة الثقافة بالنهوض بالعمل والحراك الثقافي في محافظة إربد، وتقديم الدعم للإبداعات والمواهب الشبابية، مؤكداً بأن أبواب النادي مفتوحة لجميع الموهوبين والمبدعين من موسيقيين ومطربين وأصحاب الأفكار الريادية، والتشاركية مع المؤسسات. المدنية والجمعيات الخيرية. ومن جهته أكّد راعي الحفل د. حسين دغيمات خلال محاورته، بأن وزارة الثقافة تقوم على وضع استراتيجية ورؤية مختلفة للوسط الفني وخاصةً الموسيقى، وأشار إلى مهرجان الأغنية الأردني الذي هو منجز للوسط الموسيقي، حيث تقوم الوزارة بإعادة هذا المنجز لوضعه الحقيقي، الذي سيتيح مجال كبير للمبدعين الموسيقيين والأصوات الفنية والملحنين والموزعين. وأضاف بوجوب تشاركية بين المؤسسة الرسمية والهيئات الموسيقية، وهناك برامج لدى الوزارة (ثقافية، فنية، موسيقية) على مدار العام وفي كافة محافظات المملكة، داخل مراكز تدريب الفنون التي كانت من ضمن أولويات وزارة الثقافة في العام الماضي، حيث تم البدء بخمس محافظات وسيتم هذا العام افتتاح أربعة مراكز في باقي المحافظات، ونوّه بأن التدريب في هذه المراكز مجانية لمدة عامين، للتدريب على العديد من الآلات الموسيقية للأعمار ١٠ سنوات ولغاية ٤٥ سنة. بالإضافة إلى الفنون التشكيلية والخط العربي. وقال بأن هذا العمل يقوم بتمكين فئات كثيرة لتحقيق بعض من طموحاتهم وتنمية مواهبهم الإبداعية. وتقوم الوزارة بتقديم الخدمات للبحث عن المبدعين والموهوبين من خلال مديريات الثقافة والتشاركية مع مؤسسات الدولة كوزارة التربية والتعليم والهيئات الثقافية، فتقوم الوزارة بتقديم الخدمات اللوجستية وتعزز المواهب من خلال تقديم الدعم للبرامج الفنية وتطوير المواهب والعمل عليها مع مؤسسات أخرى. ورداً على سؤال العلاونة أكد الغنيمات على إعادة مهرجان أغنية الطفل، وذَكَرَ مسابقة (موهبتي من بيتي) أثناء جائحة كورونا، التي قدمت أصوات ومواهب كثيرة تم اكتشافها من خلال هذه المسابقة، كما أن هنالك برامج للألوية الثقافية تُقام من خلالها مئات الفعاليات الثقافية، يشارك بها الجمعيات والفِرق والأفراد. وتقوم الوزارة أيضاً بدعم المشاريع من خلال موازنة خاصة بها ضمن الإمكانيات وحسب أسس ودراسة وتقييم من قِبَل لجنة خاصة. حيث تقوم الوزارة، بالإضافة إلى ذلك، بتقديم المنح والجوائز النقدية المباشرة من خلال برنامج مخصص لذلك. وفي ختام المحاورة، أكد غنيمات بأن الفن هو رسالة إنسانية، وإن لم يؤدي الفن هذه الرسالة فيصبح عبارة عن ترف وبعيداً عن تحقيق أهدافه المنشودة، وتمنى غنيمات أن يعم الخير والسلام على وطننا الحبيب، وعلى أهالي غزة وفلسطين، ويسود التعاون والمحبة في المنطقة. ووجّه رسالة إلى إدارة نادي الفنانين بمواصلة ما أنجزه من تقدّم، وإطلاق مشاريع تكون جزءاً من الذاكرة والهوية التراثية الوطنية. وأثنى على ما قدمته فرقة دقّات من أغانٍ تراثية وطنية حافظت على الموروث الشعبي.

وفاة الشابة الأردنية كندة علي حتر في ألمانيا
وفاة الشابة الأردنية كندة علي حتر في ألمانيا

رؤيا

timeمنذ 4 ساعات

  • رؤيا

وفاة الشابة الأردنية كندة علي حتر في ألمانيا

نعت عشائر قاقيش وحتر في الأردن والمهجر، ببالغ الحزن والأسى، فقيدتهم الشابة كندة علي حتر، زوجة السيد سامي عوده قاقيش، التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى صباح الاثنين، في ألمانيا عن عمر يناهز 44 عاماً. والفقيدة هي والدة نايا وسند، وكريمة السيدة ماري عودة حتر والسيد علي أديب حتر. كما أنها شقيقة كل من المهندس سيف، وسري، وكيان. وقد أعلنت العائلة أن مراسم تشييع جثمانها الطاهر ستقام في العاصمة الألمانية برلين، يوم الجمعة المقبل، الموافق 18 يوليو 2025، في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً، في كنيسة "Hedwigkapelle" بمقبرة "سانت هيدويغ فريدهوف الثالث". وأشارت العائلة إلى أنه سيتم الإعلان عن موعد ومكان تقبل التعازي في الأردن في وقت لاحق، بعد عودة الأهل من ألمانيا. أسرة التحرير تتقدم من آل حتر وآل قاقيش الكرام بأصدق مشاعر العزاء والمواساة، سائلين الله أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store