logo
هكذا عبّر عاصي الرحباني عن حزنه العميق بوفاة والده زياد الرحباني

هكذا عبّر عاصي الرحباني عن حزنه العميق بوفاة والده زياد الرحباني

مجلة سيدتيمنذ 6 أيام
عبّر عاصي الرحباني نجل الفنان زياد الرحباني غير البيولوجي عن حزنه العميق لوفاة والده. وعبر حسابه على الفيسبوك نعى والده بعبارات مؤثرة. واستبدل صورة بروفايله بصورة سوداء حدادًا وتعبيرًا عن حزنه الكبير بخسارة والده الفنان العبقري التي لا تعوّض. وكان زياد الرحباني قد توفي صباح يوم السبت في 26 يوليو الجاري عن عمر يناهز الـ 69 عامًا. وقد شكّلت وفاته صدمة كبيرة لمحبيه وجمهوره الذين عبروا عن مشاعر الحزن العميقة برحيله، وهو الفنان القدير الذي شكّل وجدان ذاكرة أجيال بأكملها نشأت على أعماله المسرحية والموسيقية وتأثرت به وبأقواله ومسيرته.
عاصي الرحباني: المحبة لا تعطي إلا ذاتها
أعلن عاصي الرحباني الحداد حزنًا على والده من خلال وضع صورة سوداء على بروفايله على الفيسبوك. كذلك نشر صورة أخرى خلفيتها سوداء اللون وضمّنها جملة من القصيدة الشهيرة "المحبة" للأديب اللبناني العالمي جبران خليل جبران، تعبيرًا عن محبته الكبرى له وكبادرة وفاءً منه لوالده غير البيولوجي. ووضع الجملة التالية "المحبة لا تعطي إلا ذاتها، ولا تأخذ إلا من ذاتها، لا تملك شيئًا ولا تريد أن يملكها أحد؛ لأن المحبة مكتفية بالمحبة". علمًا أن هذه القصيدة أدتها السيدة فيروز بصوتها.
مرحلة زواج زياد الرحباني من دلال كرم وولادة عاصي الرحباني
وكان الفنان زياد الرحباني المولود في العام 1956 تزوج من دلال كرم ورزق منها بولد، أُطلقا عليه اسم "عاصي" تيمنًا باسم جده الفنان الراحل القدير المؤلف الموسيقي والمسرحي والشاعر عاصي الرحباني. ولكن تبيّن بوقت لاحق أن عاصي ليس الابن البيولوجي له.
في العام 1979 تزوج زياد الرحباني وهو بعمر الـ 23 عامًا من دلال كرم وهي كانت أصغر منه بسنة واحدة. تعارفهما جاء خلال بروفات مسرحية "ميس الريم" حيث كانت دلال ضمن فريق الدبكة. فأغرم بها زياد وتزوجا وكتب لها بعض الأغاني لعلّ أشهرها "مربى الدلال". وقد جمعهما حبًا كبيرًا. ولكن بمرور الوقت بدأت تنشأ الخلافات الزوجية التي أدت إلى طلاقهما. ووفق تصريحات زوجته دلال كانت الديون تتفاقم عليهما بالاضافة لعدم الاستقرار المنزلي لزياد وانشغاله الدائم بأعماله وأصدقائه. وجاء انفصالهما بعد ثلاثة أشهر فقط من ولادة عاصي.
نشأ عاصي الرحباني في كنف والدته دلال كرم أكثر حيث لم يكن والده زياد الرحباني حاضرًا كثيرًا في حياته بسبب انشغالاته الدائمة بأعماله الموسيقية والمسرحية وأيضًا لأنه لم يكن متحمسًا كثيرًا لفكرة الأبوة. فهو كان يعتبر نفسه أنه لم يخلق ليصبح أبًا إنما لشغفه في عالم الفن. ومع ولادة عاصي الصغير لم تتبدل كثيرًا نظرته للأبوة. وتشير المعلومات أن عاصي لم يعش مع والده سوى في الأشهر الأولى من ولادته. وكشف زياد الرحباني أنه عندما بلغ عاصي 25 عامًا أنه ليس ابنه البيولوجي من خلال إجراء فحص الحمض النووي.
عاصي الرحباني أب لولدين
عاصي الرحباني متزوج من السيدة جوي نجم ولديهما ولدان ويشارك عبر صفحته على الفيسبوك لحظاته العائلية الدافئة من خلال العديد من الصور. وهو خريج جامعة الكسليك حيث نال شهادة في الإخراج التلفزيوني والسينمائي.
زياد الرحباني كان مترددًا بإجراء عملية زراعة الكبد
وكان زياد الرحباني يعدّ ظاهرة استثنائية ونادرة في الفن وظاهرة فريدة في التجربة الرحبانية من خلال الفن المتفرد الذي قدمه بأعماله الغنائية والموسيقية والمسرحية طيلة مشواره الفني العظيم. وقد شكلت وفاته صدمة لكل محبيه وجمهوره في العالم العربي الذي لم يكن على اطلاع مسبق بأنه يمرّ بمحنة صحية صعبة أدت لوفاته. وكانت والدته السيدة فيروز تصفه بالعبقري.
وكانت ترددت أخبار متعلقة بالحالة الصحية للفنان زياد الرحباني قبل وفاته مفادها أن الأطباء أبلغوه بضرورة الخضوع لزراعة الكبد لمعاناته من مرض به. ولكنه وفق الأخبار المتداولة لم يكن متحمسًا حيث كان مترددًا بإجراء العملية. فتارة كان يعلن عن استعداده للخضوع لعملية لزراعة الكبد ثم ما يلبث أن يتراجع عن قراره بعد فترة لاعتبارات عدة قد يكون الخوف من أبرزها وأنها قد تعطله عن عمله لأنها تستلزم وقتًا طويلًا من التحضير قبل العملية وبعدها.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اتجاه «يوتيوب» لتخفيف القيود على «الألفاظ المستهجنة» يثير تساؤلات
اتجاه «يوتيوب» لتخفيف القيود على «الألفاظ المستهجنة» يثير تساؤلات

الشرق الأوسط

timeمنذ 28 دقائق

  • الشرق الأوسط

اتجاه «يوتيوب» لتخفيف القيود على «الألفاظ المستهجنة» يثير تساؤلات

أثار قرار منصة «يوتيوب» إجراء تعديلات على سياساتها المتعلقة بالألفاظ المستهجنة، تساؤلات، بعدما قرّرت السماح لمنشئي المحتوى بتحقيق دخل من مقاطع الفيديو التي تتضمن لغة حادة أو تعبيرات غير ملائمة، وذلك بشرط أن تقتصر هذه الألفاظ على الثواني السبع الأولى فقط من الفيديو. «يوتيوب» كانت قد اتخذت قواعد صارمة تجاه الألفاظ الحادة والمستهجنة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 حين حجبت عوائد الإعلانات عن منشئي المحتوى «في حال استخدموا ألفاظاً غير لائقة في أول 8 إلى 15 ثانية من الفيديو». غير أن هذا القرار قوبل بانتقادات واسعة، مما دفع المنصة إلى مراجعة هذه السياسة في مارس (آذار) 2023 لتصبح مقاطع الفيديو التي تتضمّن ألفاظاً مستهجنة في بداياتها مؤهلة لتحقيق دخل «محدود» من الإعلانات، ما لم تكن الألفاظ منتشرة على نطاق واسع في محتوى الفيديو بأكمله. وفي إعلان التعديلات الأخيرة، قال كونور كافاناه، رئيس قسم تحقيق الدخل بـ«يوتيوب»، في مقطع فيديو نُشر نهاية يوليو (تموز) الماضي، إن تغييرات عام 2022 جاءت بهدف مواءمة محتوى «يوتيوب» مع المعايير المعتمدة في البث التلفزيوني. وأوضح: «إذ كان المعلنون يتوقعون وجود مسافة زمنية بين ظهور الألفاظ المستهجنة وموضع الإعلان الجاري عرضه، فإن تلك التوقعات تغيّرت (اليوم)، وغداً لدى المعلنين القدرة على استهداف المحتوى حسب المستوى الذي يرونه مناسباً من حيث الألفاظ المستخدمة في الفيديو». هيفاء البنّا، الصحافية اللبنانية والمدرّبة في الإعلام ومواقع التواصل، رأت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن القرار مثير للجدل، وأوضحت: «صحيح أنه يفتح مساحة أوسع للتعبير، لكنه في الوقت نفسه يُعد مخاطرة أخلاقية ما لم تكن له ضوابط واضحة». ورأت أن قرار «يوتيوب» جاء نتيجة لضغط من صُناع المحتوى الراغبين في مزيد من المساحات الحرة، لكنها تساءلت عن كيفية تطبيق القرار فعلياً. البنّا قالت إن القرار يُعد دعوة للتوازن بين الحرية والقواعد الأخلاقية، ذلك أن «صُناع المحتوى تأذّوا كثيراً من القيود المفاجئة أو التلقائية التي حرمتهم من الدخل، خصوصاً إذا كانت الألفاظ ليست في جوهر المحتوى... ولكن من ناحية أخرى، إذا أظهرت المنصة تهاوناً مع المحتوى الذي تتخلّله تجاوزات واضحة، فإنه من الممكن أن يضر الأمر بسمعتها وبثقة المستخدمين فيها». وعن تأثير هذا القرار على سوق الإعلانات، قالت البنّا إن «المعلن لا يبحث فقط على أرقام مشاهدة، بل أيضاً على بيئة تحافظ على صورة علامته التجارية. ومن ثم، إذا شعروا بأن المحتوى بات يضم تفلّتاً، ولو كان محدوداً، فمن الممكن أن يعيدوا حساباتهم وينصرفوا عن هذا المحتوى، ما قد يجلب خسائر للمنصة ولصُناع المحتوى». وأردفت: «إذا كانت (يوتيوب) تريد الحفاظ على ثقة المعلنين، فمن الضروري تقديم أدوات أفضل لهم، لاختيار نوعية المحتوى الملائم لرسالتهم (المعلنين)». من جهة ثانية، انتقدت الدكتورة سارة نصر، الأستاذ بقسم الإذاعة والتلفزيون في المعهد العالي للإعلام وفنون الاتصال بمصر، قرار «يوتيوب»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الاتجاه قد يثير حفيظة المجتمعات العربية تحديداً. وأضافت: «الألفاظ المستهجنة سلوك غير مقبول لدى كثير من المستخدمين، لا سيما أن المحتوى قد يشاهده أطفال وعائلات، ولذا فالتخفيف من هذه القيود يعد تصريحاً غير مباشر ومحاولة لتقبل لغة غير لائقة ومرفوضة اجتماعياً». ودحضت نصر فرضية أن القرار هدفه فتح مساحات من الحرية، قائلةً: «قد يرى البعض أن ذلك القرار استجابة لصُناع المحتوى الذين يدعون ويسعون للحرية، لكنه يعد تهديداً للضوابط الأخلاقية، وقد يفتح الباب أمام محتوى بعيد عن قيم المجتمع، ومن ثم نتيجة عكسية ونفور بعض المستخدمين له وحتى المعلنين». ومن ثم، رأت أن القرار بحاجة إلى مزيد من الضوابط، لأن الحل هو الاستعانة بـ«فلاتر» واضحة للمحتوى تسمح بتصنيف الفيديوهات تبعاً للغة المستخدمة، وكذلك «الرقابة الأبوية الموجّهة، وليست المتحكمة، لتوجيه ما يراه الأطفال مع تمكينهم من متابعة منفردة في إطار ما تم تحديده من نقاط».

مصطفى كامل: أزمة راغب علامة في طريقها للحل
مصطفى كامل: أزمة راغب علامة في طريقها للحل

الشرق الأوسط

timeمنذ 28 دقائق

  • الشرق الأوسط

مصطفى كامل: أزمة راغب علامة في طريقها للحل

شارفت الأزمة، التي نشبت بين الفنان اللبناني راغب علامة ونقابة المهن الموسيقية في مصر، على نهايتها، بعدما أصدر الطرفان بياناً مشتركاً ناقشا فيه تداعيات الخلاف الذي تصاعد أخيراً، وسُبل تجاوز المرحلة الماضية، بالإضافة إلى ملامح العلاقة المستقبلية بينهما. وكانت النقابة قد أصدرت، قبل أيام، قراراً بإيقاف راغب علامة عن الغناء في مصر، ومنعه من الحصول على تصاريح لإحياء الحفلات، إلى حين التحقيق معه، على خلفية ما عدَّته تجاوزاً للعادات والتقاليد، خلال حفله الأخير في الساحل الشمالي. وقد أحيا علامة حفلاً غنائياً في أحد منتجعات الساحل الشمالي، شهد صعود عدد من الفتيات إلى المسرح ورقصهن إلى جانبه، في حين قبّلته إحداهن على خشبة المسرح، قبل أن تقترب أخرى بعد انتهاء الحفل، وتُقْدم على تقبيله بطريقة عُدّت غير لائقة، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وأشعل موجة من الانتقادات. وتصاعدت وتيرة الأزمة، عقب ظهور راغب علامة ومصطفى كامل، نقيب الموسيقيين، في أحد البرامج التلفزيونية المصرية، حيث أكد الفنان اللبناني، خلال اللقاء، أنه لم يرتكب أي خطأ في الحفل، وأعرب عن حزنه من قرار النقابة، واصفاً إياه بـ«الإعدام الفني»، وهو وصفٌ لم يلقَ قبولاً لدى مصطفى كامل. راغب علامة (إنستغرام) في خضم هذه التوترات، بادر راغب علامة بتوجيه رسالة محبة وتقدير إلى الفنان مصطفى كامل، عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، مُشيداً به نقيباً وشاعراً وملحّناً ومطرباً، ومؤكداً أن الاتصال، الذي جرى بينهما، كان مليئاً بالنيات الطيبة والاحترام المتبادل. وقال علامة، في بيانه: «كان الحديث بيني وبين النقيب مصطفى كامل ودّياً وصادقاً، وأؤكد أن هذا الخلاف لا يخدم أحداً، ولا أقبل بوجود أي توتر بيننا. من يتطاول على النقيب كأنه تطاول عليّ شخصياً، وعلى جمهوري العزيز. وأتشرف بزيارة نقابة المهن الموسيقية في أي وقت، وأُكنّ لمصطفى كامل كل التقدير بصفته نقيباً وفناناً». وأضاف: «مِن واجبنا نحن الفنّانين أن نُسعد الجماهير لا أن نثير الخلافات، ولا بدّ أن نحافظ على الصورة الجميلة للفن العربي. وكل ما حدث نعدّه مجرد سحابة صيف انقشعت». من جانبه، ثمّن الفنان مصطفى كامل مبادرة راغب علامة، وكشف، في حديث «الشرق الأوسط»، عن تفاصيل الاتصال الذي جمعهما، قائلاً: «راغب علامة صديق عزيز وفنان كبير أحترمه كثيراً، وله مكانته الرفيعة في الوطن العربي. استقبلت مكالمته بكل تقدير، واستمر حديثنا لأكثر من ساعة ونصف الساعة تبادلنا خلالها الرؤى بشأن تفاصيل الأزمة، والطريقة التي ينبغي أن تُدار بها الحفلات في المرحلة المقبلة». وأكد مصطفى كامل أن «علامة رفض تماماً الهجوم الذي تعرّضت له شخصياً وتعرّضت له النقابة». وتابع: «أشكره على موقفه الواضح والداعم، ورفضه الكامل لكل تطاولٍ حدث خلال الأزمة، وهذا دليل على احترامه للفن وحمايته من التداخلات السلبية». وفيما يتعلق بإنهاء الخلاف رسمياً، أوضح كامل: «نحن ننتظر زيارة راغب علامة إلى القاهرة ومقر نقابة المهن الموسيقية، للجلوس مع صديق عزيز وإنهاء هذا الخلاف البسيط، فهو حريص بالفعل على تلك الزيارة؛ لأننا في النهاية أهل وأصدقاء». وختم مصطفى كامل حديثه قائلاً: «أؤكد احترامي الكبير للفنان راغب علامة ولمشواره الفني، ولكل الفنانين العرب الكبار، فالنقابة كانت وستظل بيتهم الكبير، ونفخر بوجودهم على جميع مسارح مصر».

سامر حنا ومسرح «الميوزيكال» في لبنان... شغف ومخاطرة
سامر حنا ومسرح «الميوزيكال» في لبنان... شغف ومخاطرة

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

سامر حنا ومسرح «الميوزيكال» في لبنان... شغف ومخاطرة

منذ خطواته الأولى، لم ينتظر المسرحي اللبناني سامر حنا أن تُمنَح له الفرص، فانتزعها لرَسْم مساره الخاص. في الجامعة، وبينما كان يعدّ مشروع تخرّجه، قرّر أن يكتب مسرحاً يُشبهه، ويُغامر في حقل لا يزال نادراً في لبنان: المسرح الغنائي. لم يُرد لاختياره «الميوزيكال» الاقتصار على التجربة. أراده التزاماً إبداعياً مُبكراً، مدركاً منذ اللحظة الأولى أنّ هذا النوع المسرحي يدفع الفنان إلى الحَفْر العميق في أدواته واكتشاف ما خُفي من طاقاته. منذ عرض مشروع الدبلوم، يُتابع حنا السير على طريق لا يقلّ فيه حضور الأغنية عن حضور النصّ والممثل، فيقدّم مسرحاً يمنح الأغنية مرتبة البطولة، ويعدّها جوهرية في السرد؛ وأبعد من زِينة تُضاف إليه. في الصالة الصغيرة لمسرح «المونو» البيروتي، يستمرّ عرض مسرحيته «اثنين بالليل»، من بطولة يارا أنطون، وجوليان شعيا، وجوزيان بولس. عملٌ موسيقي يُحاكي الصراع الوجودي بين الحبّ والمعنى والضياع، وتؤدّي فيه الأغنيات دوراً تعبيرياً يُعمّق العاطفة ويُواكب تطوّر الحدث، مانحةً النصّ بُعده الشعري والموسيقي في آن. لا يبحث سامر حنا عن مُغنٍّ بارع وإنما عن ممثل لا يتعثّر صوته (اثنين بالليل) هو لا يكتفي بهذا النجاح، فيتحضَّر لمسرحية جديدة تُعرض في سبتمبر (أيلول)، بعنوان «عالهوا سوا»؛ نوعها من الأحبّ إليه: الميوزيكال الكوميدي. يقول سامر حنا لـ«الشرق الأوسط»: «الحكاية تدور في كواليس برنامج صباحي يقدّمه زوجان: كاتيا وكريم. في الظاهر، هما الثنائي المثالي الذي يُلهم الجمهور بحبّهما المُتماسك. لكن الحقيقة مختلفة تماماً. إنهما على وشك الطلاق، يدّعيان الودّ على الهواء، ويتشاجران في الكواليس، ويتنازعان حتى على الأشياء المادية التي سيتقاسمانها بعد الفراق. ما يبدو حباً أمام الكاميرات ليس سوى قناع بائس». ممثلون يؤمنون بالمسرح أكثر من أنفسهم (جوزيان بولس في المسرحية) أين تدخل الأغنيات في هذا السياق؟ وكيف تتحوّل المسرحية إلى عرض ميوزيكالي؟ يُجيب: «في النصّ، وبما أنّ البرنامج لا يُحقّق نسب مشاهدة عالية، يُقرّر المنتج أن يقدّمه الثنائي على طريقة الغناء بدل الحديث العادي، لجذب الجمهور. من هنا، تدخل الأغنيات بكونها أداة عضوية في السرد، فتُغيّر منحى المسرحية». يعرف سامر حنا أنّ الجمهور اللبناني لا يُحبّذ المسرحيات الطويلة، لذا يعمل على ضبط النصوص زمانياً ومضمونياً، حتى تبقى قريبة من المُشاهد. «أُدخل الشغف بالواقع، وأحلم بمسرح غنائي يُشبه عروض برودواي. أميل إلى الموضوع الذي يُوجِع، لكن أطعّمه بالكوميديا ليصير أخفّ وطأة. الأهم أن تكون الأغنية مُبرّرة؛ تضيف ولا تُثقِل». في مسرحه الغنائي لا تمويل ولا نجوم... فقط شغف يشتعل (سامر حنا) 5 أعوام مرَّت على دخوله عالم المسرح الغنائي؛ لم تكن سهلة، ولم تكن خاطفة. يُنتج مسرحياته بنفسه؛ يجمع المال من عرض ليستثمره في الذي يليه. لا يستطيع التعاقد مع أسماء تُعرَف بـ«الصف الأول»، لكنه يراهن على مواهب شابة قد تُثبت، كلّما أُتيحت لها الفرصة، أنها الأشدّ لمعاناً. يارا أنطون، بطلة «اثنين بالليل»، مثالٌ على ذلك. أداؤها المتفاني يليق بخشبة المسرح، ويكشف حضوراً يفيض بالصدق. سامر حنا من القلّة في لبنان الذين يختارون المسرح الغنائي هويتهم الفنّية. يعترف بشيء من الألم أنه يشعر أحياناً بأنه يدور في حلقة مُفرغة. يحاول توسيعها، اختراقها، لكنّ الواقع يذكّره بمحدوديته. ثم يرفض أن تكون تلك المحدودية قدراً أو تسوية اضطرارية. يُقاومها بجهده، بصوته، بنصّه، وبممثليه. الميوزيكال في لبنان مغامرة يموّلها المخرج من قلبه (مشهد من المسرحية) في رؤيته الإخراجية، يحمل حنا مسؤولية كلّ اختلال قد يصيب العمل: «حين تطغى الأغنيات على النصّ أو تتفوّق على الإخراج، هنا تبدأ المشكلة. عملي الإخراجي هو أن أُحدث التوازن. أن أجعل كلّ عنصر يخدم الآخر، في تناغم محسوس». لكن، كيف يتفاعل المُتلقّي مع هذا النوع من المسرح؟ وهل يُفضّله؟ يردّ: «الأثر يختلف من شخص إلى آخر. البعض قد لا يهتزّ أمام مونولوج يمتدّ لساعة، لكنّ نغمة على البيانو توقظ دمعه. الموسيقى تُحرّك ما لا تُحرّكه الكلمات. وفي المقابل، هناك مَن لا يتأثر إلا بالكلمة. وهذا جمال المسرح: أن يحمل كلّ أداة تعبير إلى مداها الأقصى». لا يشترط سامر حنا أصواتاً خارقة لتأدية المسرح الغنائي. يكفيه جسدٌ يتحرّك بانسياب، يُعبّر ولا يتعثّر، يُحافظ على إيقاعه، ويُقدّم الشخصية بأشكال متعدّدة: «لا أبحث عن المُغنّي، وإنما عن الممثل الذي يتجاوز دوره التقليدي، ويأخذ الشخصية إلى أعماق لا تراها العين فقط».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store