تسويق الكفاءات الطبية الأردنية عالميًا
إعداد: د. عادل محمد الوهادنة، استشاري المناعة والروماتيزم – عمّان
مقدمة:* في وقت تتغير فيه قواعد العلاقات الدولية من الاعتماد على السلاح والمال إلى الاعتماد على المعرفة والكوادر البشرية، تبقى الكفاءات الطبية الأردنية واحدة من أبرز موارد الدولة التي لم يُستثمر بها كما ينبغي بعد. لقد أنتجت الجامعات الأردنية ومؤسسات التدريب الطبي آلاف الأطباء من ذوي الكفاءة والخبرة، وانتشروا في عدة دول، لكن دون إطار تنظيمي وطني يجمعهم، أو استراتيجية تصدير صحية مستدامة.* في المقابل، فإن أسواقًا إقليمية كبرى تمر بأزمات نقص حاد في الموارد الطبية، وتفتح أبوابها لكوادر من دول أقل كفاءة من الأردن لكنها سبقتنا بتنظيم نفسها وتقديم مواردها ضمن رؤية مؤسسية لا تعتمد على الاجتهاد الفردي.* تأتي هذه الورقة لتقترح «إعادة منهجية تسويق الأطباء الأردنيين خارجيًا»، عبر بنية رقمية، استراتيجية وطنية، ودمج الطبيب في السياسة الخارجية للدولة، ليصبح سفيرًا للكفاءة الوطنية، وشريكًا في تعزيز صورة الأردن، وتنويع موارده الاقتصادية. المحتوى الموسع والإحصائي:أولًا: مبررات إعادة المنهجية1. عدم كفاءة الأدوات التقليدية: مثل السيرة الذاتية الورقية، المراسلات العشوائية، أو التوظيف عبر الأقارب.2. فجوة بين العرض والطلب: معدل الأطباء في الأردن > 2.5 لكل 1,000 نسمة، بينما هو < 0.5 في معظم الدول المحيطة.3. انعدام الهوية التسويقية: لا توجد منصة تعريفية مؤسسية باسم الطبيب الأردني خارج الحدود.ثانيًا: الأسواق الصحية القابلة للاستيعاب* العراق، اليمن، السودان، ليبيا، وتشاد: عجز يفوق 250,000 طبيب خلال العقد المقبل.* أفريقيا الناطقة بالإنجليزية: نيجيريا وحدها تحتاج 60,000 طبيب إضافي بحلول 2030.* دول الخليج غير المشبعة مثل عمان والبحرين.* آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية بدأت بانفتاح مشروط للكوادر الطبية العربية.ثالثًا: نموذج المنهجية الجديدة** منصة وطنية رقمية:* تحت اسم: Jordanian Doctors Global* تُدار بشفافية، تحوي ملفات مصدقة ومترجمة لكل طبيب.* مزوّدة بمحرك ربط مع جهات التوظيف، وإعداد قانوني للتعاقدات.** وحدة وطنية للتسويق الصحي الخارجي:* تعمل بإشراف مشترك من وزارات الصحة والخارجية والتعليم العالي.* تنسق المعارض، العلاقات الثنائية، وملفات التحضير القانوني واللغوي.** ملف تسويقي رقمي لكل طبيب:* يتضمن: سيرة ذاتية دولية، شهادة حسن سلوك مهني، مقطع فيديو تعريفيا، تقييما لغويا.رابعًا: تجارب ناجحة يمكن الاستفادة منها:* الفلبين:* تصدير أكثر من 200 ألف كادر صحي سنويًا.* تحويلات سنوية تتجاوز 10 مليارات دولار.* كوبا:* فرق طبية ضمن اتفاقيات ثنائية، تعد أداة دبلوماسية ثابتة.* الهند:* منصة توظيف صحية دولية وربط مباشر بين الجامعات والأسواق الخليجية.* تونس:* رقمنة ملف الخريجين وربطه مع السوق الأوروبية عبر برنامج طبي موحد.* يمكن للأردن أن يُنشئ «شبكة أطباء إقليميين أردنيين» تخدم الملايين خارج حدوده وتُعزز نفوذه السياسي. التحركات المقترحة:* استحداث وحدة دبلوماسية صحية في الخارجية.* بناء سجل وطني مغترب للأطباء.* إدخال الطبيب الأردني في مشاريع المساعدات الرسمية.* ربط الطبيب المغترب بالقنصليات والمراكز الثقافية.سادسًا: مراجعات وتحسينات مقترحة* إصدار تشريع خاص بتصدير الكفاءات الصحية.* إنشاء تطبيق رقمي للأطباء.* توقيع اتفاقيات توظيف حكومية مباشرة.* وضع بند في الموازنة لتمويل المنصة ووحدة التسويق.سابعًا: مقارنات مع دول نجحت في تبني الأسلوب المؤسسي لتسويق كوادرها الصحيةفي خضم التنافس الدولي على الكفاءات الصحية، برزت عدة دول ذات موارد بشرية محدودة لكنها استطاعت أن تسوّق أطبّاءها بنجاح بفضل تبنيها لنهج مؤسسي شمولي ومدروس. هذه التجارب تقدم دروسًا ثمينة يمكن للأردن الاستفادة منها وتطويعها ضمن بنيته الوطنية:* الفلبين:* أنشأت الحكومة الفلبينية من خلال وزارة العمل بالتعاون مع وزارة الصحة وحدة مركزية لتصدير الكفاءات الصحية، لا سيما التمريض.* تم تطوير قاعدة بيانات وطنية متاحة للسفارات والمشغّلين الدوليين.* كل طبيب أو ممرض يُجهّز ضمن برنامج إعداد لغوي وثقافي قبل السفر.* بلغت صادرات الموارد البشرية الصحية في الفلبين عام 2022 أكثر من 200 ألف وظيفة، وأسهمت بـ10 مليارات دولار تحويلات سنوية.* كوبا:* تتبع سياسة صحية تقوم على التعليم الطبي المرتبط بالبعد الدبلوماسي الدولي.* يتم إرسال الفرق الطبية عبر اتفاقيات حكومية ثنائية، وتتقاضى الحكومة مقابلها رسومًا، ما يحول الكادر الطبي إلى أداة دبلوماسية واقتصادية في آنٍ واحد.* يشترط على كل طبيب الالتزام بمعايير تدريب موحدة، ويتم تجهيزه وفق بروتوكولات التبادل المهني.* تحوّلت كوبا إلى واحدة من أكثر الدول تصديرًا للكوادر الصحية.* الهند:* رغم اتساع البلاد، تبنت حكومات الولايات بالتعاون مع القطاع الخاص نهجًا احترافيًا في تسويق الأطباء.* أنشأت منصات رقمية متخصصة مثل «HealthCare India» لتسويق الأطباء للمستشفيات في الشرق الأوسط وأوروبا.* تم ربط الجامعات الطبية بالأسواق الخارجية من خلال برامج تدريب معتمد دوليًا تؤهل الطبيب مباشرة للمعادلة دون الحاجة للوساطات.* تونس:* عملت على تنظيم مكاتب ارتباط طبي في بعض السفارات، وأطلقت مبادرة «طبيب تونس في الخارج».* تمت رقمنة ملفات الخريجين وربطها بمنصة عالمية، مما أدى إلى تصاعد فرص التوظيف في كندا وألمانيا وفرنسا.* تمت مراجعة المناهج الطبية لتتوافق مع متطلبات السوق الأوروبي من حيث اللغة والتطبيقات.ثامنًا: المراجعات والتحسينات المقترحة للمنهجية الأردنية تعزيز الإطار التشريعي والتنظيمي:* إصدار قانون خاص بتنظيم تسويق الكوادر الصحية الأردنية خارج المملكة.* إشراف مباشر من مجلس وزاري صحي اقتصادي مشترك على الخطة التنفيذية.* إنشاء وحدة مستقلة ضمن وزارة الصحة أو نقابة الأطباء:* تكون مهمتها بناء وإدارة المنصة الرقمية، والتنسيق مع جهات التوظيف، وتجهيز الملفات.* تُدار الوحدة بكادر متخصص في إدارة الموارد البشرية الدولية، وليس موظفين إداريين تقليديين.* ربط المنظومة التعليمية بالتسويق الدولي:* إدخال مكوّنات تدريبية متعلقة بالمقابلات الطبية العالمية، مهارات التواصل العابر للثقافات، والقوانين الصحية الدولية.* عقد شراكات بين كليات الطب الأردنية والجامعات التي تمتلك برامج تأهيلية مباشرة للعمل في الخارج.= رقمنة العملية برمتها:* إنشاء تطبيق خاص بالأطباء الأردنيين يحتوي على:- فرص التوظيف الموثقة.- برامج المعادلة في الدول المختلفة.- دعم قانوني ولوجستي.- تقييمات دورية للطلب العالمي على التخصصات.* التحرك السريع نحو الاتفاقيات الثنائية:* توقيع مذكرات تفاهم حكومية مع الدول التي تعاني من عجز صحي.* تفعيل السفارات الأردنية كقنوات تسويق لا كمجرد بعثات دبلوماسية.* مراجعة البنية التسويقية الحالية:* إيقاف أو ضبط المكاتب التي تعمل بطريقة عشوائية وتسيء لصورة الطبيب الأردني.* تقييم جدوى الإعلانات التقليدية، والتركيز على منصات الذكاء الاصطناعي والبحث المهني الدولي.تاسعًا: البعد السياسي والدبلوماسي لإعادة تسويق الأطباء الأردنيين: نحو استخدام الكفاءات الطبية كأداة للنفوذ الصحي الإقليمي. تمهيد:لطالما ارتبط الأمن الصحي بالأمن القومي، واعتُبرت الكفاءات البشرية في القطاع الطبي رصيدًا استراتيجيًا للدول، ليس فقط داخل حدودها بل أيضًا كجزء من قوتها الناعمة في محيطها الإقليمي والدولي. ومن هنا، فإن إعادة منهجية تسويق الأطباء الأردنيين تتجاوز البعد المهني والاقتصادي إلى بعد سياسي ودبلوماسي عميق، يمكن استثماره كأداة استراتيجية لتعزيز مكانة الأردن في الإقليم عبر ما يُعرف بـ»النفوذ الصحي».= الدور السياسي المتصاعد للكفاءات الصحية في العلاقات الدولية:* أصبحت الكوادر الطبية في السنوات الأخيرة وسيلة توازن سياسي في مناطق النزاع أو الكوارث، كما شهدنا في تجارب كوبا، تركيا، الصين، وروسيا.* الكوادر الطبية لا تقدم خدمة علاجية فقط، بل تحمل قيمة رمزية وثقة شعبية تتفوق في بعض الأحيان على تأثير القنوات السياسية التقليدية.* وفق تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2023، فإن 32% من المساعدات الصحية الدولية تُنفذ عبر فرق طبية بشرية متنقلة وليس عبر معدات أو أدوية.(المصدر: تقرير الاتحاد الدولي للأطباء العرب 2024).* الأردن، رغم التحديات، يمتلك أكثر من 38,000 طبيب مسجل (2023) بمعدل 4.2 طبيب لكل 1,000 نسمة في العاصمة و2.5 في المحافظات، وهو من أعلى المعدلات في المنطقة العربية.= الفرصة: كيف يمكن للأردن توظيف فائض كفاءاته الصحية دبلوماسيًا؟* تصدير الكفاءات الطبية كجزء من السياسة الخارجية الذكية.* توقيع اتفاقيات تبادل طبي مع دول تعاني من نزاعات أو ضعف بنيوي في نظمها الصحية.* إيفاد أطباء أردنيين لفترات زمنية قصيرة ضمن برامج صحية مؤسسية برعاية حكومية.* تمويل مشترك مع المنظمات الدولية (مثل UNDP، WHO) لتغطية الكلف.إنشاء وحدة «الدبلوماسية الصحية الأردنية»:* تكون تابعة لوزارة الخارجية بالتنسيق مع الصحة، ومهمتها الربط بين الكادر الصحي والمصالح السياسية للدولة.* صياغة استراتيجية وطنية تسويق الطبيب كجزء من الدور الإنساني للأردن.استغلال السمعة الأردنية في الأوساط الطبية الدولية:* الطبيب الأردني يتمتع بمكانة إيجابية في الخليج وأفريقيا، وتم استقباله بترحيب في مبادرات سابقة مثل:- الحملة الصحية في زنجبار 2019.- الفريق الطبي الأردني في غزة (2021).* يمكن تحويل هذه التجارب إلى مبادرات دائمة ومؤسساتية.= البعد الأمني – الصحي: الأردن كمرجعية استجابة في الطوارئ الإقليمية.* مع تزايد احتمالات الكوارث الوبائية، والكوارث المناخية، والنزاعات المسلحة، فإن وجود نواة من الكفاءات الصحية الأردنية المنتشرة إقليميًا يعزز:- سرعة التدخل الأردني الفوري.- تأسيس «خطوط طبية أمامية» تمثل امتدادًا للمنظومة الوطنية.- إنشاء غرفة عمليات صحية إقليمية مرنة، بقيادة أردنية.يشير تقرير الأمن الصحي العربي لعام 2024 إلى أن البلدان التي تمتلك شبكة كوادر طبية منتشرة في المنطقة تكون أسرع بنسبة 38% في الاستجابة الأولية للكوارث.ما الذي يمنع الأردن حتى الآن من تفعيل هذا النفوذ؟* غياب خطة وطنية تربط السياسة الصحية الخارجية بالسياسة العامة.* ضعف الربط بين وزارتي الصحة والخارجية والمؤسسات الأكاديمية.* انشغال الداخل بالتحديات الاقتصادية والبيروقراطية، مع غياب وحدة مؤسسية تعنى بالدبلوماسية الصحية.* فقدان البعد الإعلامي في الترويج للدور الطبي الأردني.اقتراحات عملية لتفعيل النفوذ الصحي الأردني:1. إدراج ملف الكفاءات الطبية في أجندة السياسة الخارجية.2. استحداث بعثات طبية أردنية ضمن «المساعدات الرسمية للدول الصديقة».3. تخصيص بند مستقل في الموازنة تحت اسم: «صندوق الدبلوماسية الصحية».4. تعزيز وجود الطبيب الأردني في المنظمات الدولية (WHO، UNHCR، MSF).5. بناء سجل إقليمي موحد للأطباء الأردنيين العاملين خارج الأردن. خلاصة:لم يعد الطبيب الأردني مجرد فرد يبحث عن وظيفة خارج الحدود، بل يمكن أن يكون أداة استراتيجية للدولة إذا تم تنظيم جهده وتسويقه ضمن رؤية وطنية مهنية. لقد أثبتت التجارب العالمية أن تصدير الكفاءات الطبية لا يُضعف النظام الصحي المحلي، بل يقويه من خلال العائد المالي، والسمعة، وفتح مجالات للتعاون والابتعاث والشراكات البحثية. إن ما نطرحه هنا ليس خطة تشغيل، بل رؤية سيادية للصحة الأردنية خارج حدود الجغرافيا، تؤسس لدور جديد للمملكة كمصدر للثقة، المعرفة، والرعاية، لا مجرد ناقل للخبرة. إن الطبيب الأردني يستحق أن يتحول إلى رمز للصورة الجديدة للدولة، القادرة على التصدير المهني لا فقط السياسي أو اللوجستي. إذا أردنا استثمار رأس المال البشري الأردني في القطاع الصحي، فالحل ليس في تصدير الأطباء بصورة فردية، بل في تصديرهم وفق رؤية مؤسسية ذات سيادة واحترافية. فالكفاءة الأردنية لا تقل عن نظيرتها في الدول التي سبقتنا، لكن الفرق يكمن في المنهجية، والتخطيط، والمأسسة. لقد آن الأوان أن يُنظر إلى الطبيب الأردني ليس فقط كفرد يبحث عن فرصة، بل كمكوّن استراتيجي من مكونات القوى الناعمة الأردنية. لم تعد الكفاءات الطبية مجرد مورد بشري اقتصادي، بل أصبحت أداة دبلوماسية واستراتيجية من الطراز الأول. ويمكن للأردن، إذا ما اعتمد نهجًا مؤسسيًا في تسويق أطبائه، أن ينتقل من خانة المراقب إلى خانة الفاعل في الأمن الصحي الإقليمي والدولي. الطبيب الأردني، حين يتحرك بمؤسسية وبتوجيه وطني، لا يُنقذ أرواحًا فقط، بل يعزز سيادة الدولة ويمد جسورًا إنسانية تصعب على السياسة أن تبنيها وحدها. لم يعد الطبيب الأردني مجرد فرد يبحث عن وظيفة خارج الحدود، بل يمكن أن يكون أداة استراتيجية للدولة إذا تم تنظيم جهده وتسويقه ضمن رؤية وطنية مهنية. لقد أثبتت التجارب العالمية أن تصدير الكفاءات الطبية لا يُضعف النظام الصحي المحلي، بل يقويه من خلال العائد المالي، والسمعة، وفتح مجالات للتعاون والابتعاث والشراكات البحثية. المراجع:1. تقرير منظمة الصحة العالمية – World Health Statistics 2023.2. بيانات الاتحاد العربي للمهن الطبية – نشرة يونيو 2024.3. بيانات نقابة الأطباء الأردنيين – تقرير الإحصاء المهني 2023.4. تقرير البنك الدولي عن الصحة العالمية والهجرة الطبية – 2022.5. ورقة بحثية بعنوان «Medical Diplomacy and Global Soft Power» – جامعة Harvard – 2021.6. إحصائيات مجلس التمريض الفلبيني – Manila, 2023.7. مشروع «Cuban Medical Brigades» – WHO Collaboration Paper – 2020.8. Health Human Resources Platform – India Ministry of Health – 2022.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جو 24
منذ ساعة واحدة
- جو 24
طفل يصطدم بـ"عش دبابير" ويُلدغ 150 مرة.. والنتيجة مأساوية!
جو 24 : تعرض طفل أمريكي يبلغ من العمر عامين لحادث مروّع أثناء لهوه بسيارته الكهربائية الصغيرة، بعدما اصطدم بطريق الخطأ بعش دبابير، مما تسبب في تعرضه لأكثر من 150 لسعة، وأدى إلى نقله في حالة حرجة إلى وحدة العناية المركزة. وبدأت القصة حين كان الطفل بيكهام ريد يلهو مع أقاربه في فناء منزله الخلفي بولاية جورجيا الأمريكية، عندما اصطدم بعش دبابير من نوع "اليالو جاكِت"، وهو نوع معروف بعدوانيته الشديدة ولسعاته المؤلمة، ليفاجأ بانقضاض جماعي للدبابير عليه، حيث غطت جسده الصغير من الرأس حتى القدم. ووفقاً لما ذكرته صفحة على موقع جمع التبرعات "GoFundMe" أنشأها أقرباء الطفل لدعمه، فإن بيكهام وُلد بكِلية واحدة فقط، وهو ما جعل حالته أكثر خطورة بعد هذا الهجوم، حيث لم يستطع جسده الصغير مقاومة السموم التي تسربت إلى أعضائه الحيوية. وعلى الرغم من أن الأطباء في المستشفى الذي نُقل إليه أجروا له الإسعافات الأوّلية وقرروا خروجه بعد أن بدا أنه يتنفس بشكل طبيعي، فإن الوضع انقلب خلال أقل من 24 ساعة، حين بدأت علامات الصفراء تظهر على جلده، ما دفع والديه لإعادته مسرعين إلى مستشفى آخر في جنوب شرق جورجيا، حيث تبيّن أنه يعاني من فشل في عدة أعضاء، بينها الكلى والكبد والقلب. وتم نقله فوراً إلى وحدة العناية المركزة بمستشفى "ميموريال سافانا"، حيث خضع للعلاج باستخدام أجهزة التنفس الصناعي، وغسيل الكلى، والمحاليل الوريدية بهدف تنقية الدم من السموم، في ظل غياب أي مصل مضاد لسموم دبابير "اليالو جاكِت"، مما يجعل العلاج مقتصراً على دعم الأعضاء الحيوية حتى يتخلص الجسم من السموم ذاتياً. وأكدت عائلة الطفل أن والده، بيتون، تعرض هو الآخر للسعات أثناء محاولته انتشاله من وسط سرب الدبابير، بينما تعيش والدته ماريا حالة من القلق والتوتر الشديد، خصوصًا أنها حامل بطفلهما الثاني، وقد اضطر الوالدان للتوقف عن العمل للتفرغ لمتابعة حالة بيكهام الصحية. وحتى مساء الجمعة، كانت حملة التبرعات قد جمعت أكثر من 36 ألف دولار أمريكي لدعم الأسرة في تكاليف العلاج والرعاية، في وقت يواصل فيه الأطباء جهودهم لإنقاذ الطفل. تابعو الأردن 24 على


أخبارنا
منذ 2 ساعات
- أخبارنا
الأمم المتحدة: نواجه عجزا بنحو 77% رغم جمع 86 مليون دولار لدعم اللاجئين في الأردن
أخبارنا : ارتفع إجمالي المساهمات المالية لدعم عمليات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) في الأردن حتى نهاية أيار 2025 إلى نحو 86 مليون دولار، وهو ما يشكل 23.7% من إجمالي الاحتياجات المقدرة البالغة 372.8 مليون دولار، بعجز مالي يقدر بنحو 77%. وأشارت مفوضية اللاجئين في تقرير اطلعت عليه "المملكة" إلى أنها وزعت مساعدات نقدية بقيمة 2.7 مليون دولار، استفادت منها نحو 17,000 أسرة لاجئة تعيش في المجتمعات المضيفة. وأكدت المفوضية أنه رغم هذا التمويل، فإنها تواجه ضغوطًا كبيرة ناتجة عن التقليصات في الميزانية، التي أثّرت بشكل ملحوظ على الأنشطة الأساسية، بما في ذلك الاستشارات المباشرة، وخدمات الدعم للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والتواصل مع المجتمعات. وبينت المفوضية أن تقليص التمويل أدّى في بداية شهر أيار إلى خفض كبير في مستوى الدعم المخصّص للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، بنسبة تقارب 90% مقارنة بعام 2024. وشمل هذا التقليص الاستشارات، وخدمات التأهيل، وتوفير الأجهزة المساعدة. ولفتت إلى أنها نظمت تحويل أكثر من 800 لاجئ من مخيَّمَي الأزرق والزعتري لتلقي رعاية صحية متخصصة خارج المخيمات، بما في ذلك غسيل الكلى، والرعاية التوليدية والوليدية الطارئة، والعلاجات المنقذة للحياة. وأكّدت المفوضية أنه رغم ذلك، واصلت وشركاؤها تقديم الدعم القانوني والطبي والمساعدات النقدية العاجلة لنحو 470 لاجئًا تعرضوا لمخاطر، من بينهم ضحايا عنف، وأطفال مفصولون عن أسرهم أو يعملون، ولاجئون مهددون بالطرد من مساكنهم. وبحسب مفوضية اللاجئين، شهد شهر أيار 2025 عودة أكثر من 15 ألف لاجئ سوري مسجّل لديها إلى سوريا، ما يمثّل زيادة بنسبة 45% مقارنة بشهر نيسان، الذي عاد خلاله نحو 10,500 لاجئ. وبلغ إجمالي عدد العائدين من الأردن إلى سوريا منذ 8 كانون الأول 2024 وحتى نهاية أيار 2025 نحو 75,500 لاجئ. وأوضحت المفوضية أنها تواصل دعم اللاجئين الراغبين في العودة، إذ نظّمت خلال الشهر ذاته نقل ما يقارب آلاف اللاجئين من المجتمعات والمخيمات إلى سوريا، في ارتفاع ملحوظ عن شهر نيسان. وأجرت المفوضية مقابلات شخصية مع الراغبين في العودة للتأكد من أن قرارهم طوعي ومدروس، كما زوّدتهم بمعلومات عن الخدمات المتاحة في سوريا، بالتنسيق مع مكتب المفوضية في دمشق. إلى جانب ذلك، غادر 120 لاجئًا الأردن خلال شهر أيار لأغراض إعادة التوطين في بلدان ثالثة.


الوكيل
منذ 2 ساعات
- الوكيل
لماذا لا تزال منافض السجائر في حمّامات الطائرات رغم حظر...
الوكيل الإخباري- رغم مرور أكثر من 20 عامًا على حظر التدخين على متن جميع الرحلات الجوية الأميركية، لا تزال منافض السجائر موجودة في حمّامات الطائرات، مما يثير تساؤلات الركاب الذين يلاحظونها بجانب لافتات "ممنوع التدخين" المضيئة. اضافة اعلان السبب، بحسب إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية (FAA)، هو إجراء احترازي بالغ الأهمية: في حال أقدم أحد الركاب على التدخين — سواء عن جهل بالقانون أو مخالفة متعمّدة — يجب أن يكون هناك مكان آمن لإطفاء السيجارة. إذ أن رميها في سلة مهملات تحتوي مواد قابلة للاشتعال قد يؤدي إلى كارثة. قوانين صارمة ومخالفات مستمرة ورغم الحظر والغرامات الكبيرة، ما زالت حوادث التدخين تُسجَّل بشكل مستمر. ففي 2021، اقترحت FAA فرض غرامة قدرها 16,700 دولار على راكب أشعل سيجارة داخل حمّام طائرة تابعة لشركة Allegiant Air. وفي واقعة أخرى، تم إنزال راكبة من طائرة Spirit Airlines بعد تدخينها سيجارة على أرض المطار أمام الركاب، بينهم سيدة تعاني من الربو. حتى السجائر الإلكترونية لم تكن استثناء؛ ففي مارس 2024، صُوِّر راكب في درجة رجال الأعمال على رحلة تابعة لشركة "جارودا إندونيسيا" وهو يدخن سيجارة إلكترونية خفية تحت الوسادة. وتنبه FAA إلى أن بعض هذه الانتهاكات قد تُحال إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) إذا شكّلت تهديدًا جديًا، فضلًا عن إمكانية فرض غرامات مدنية تصل إلى 37,000 دولار لكل انتهاك. خلاصة وجود منافض السجائر في الطائرات ليس دعوة للتدخين، بل إجراء وقائي لمواجهة عناد أو جهل بعض الركاب الذين يقررون خرق القانون حتى على ارتفاع 35 ألف قدم.