logo
فرنسا: ضجة ثقب قارب لمهاجرين في المانش...هل غيرت باريس "عقيدتها" بشأن الهجرة

فرنسا: ضجة ثقب قارب لمهاجرين في المانش...هل غيرت باريس "عقيدتها" بشأن الهجرة

فرانس 24 منذ يوم واحد
أثار محتوى فيديو تم تصويره في شمال فرنسا، يظهر لقطات لدركي يثقب زورقا مطاطيا يقلّ عشرات المهاجرين، كان على وشك مغادرة السواحل الفرنسية باتجاه المملكة المتحدة، ضجة واسعة استمرت لعدة أيام.
وقد التقطت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) هذه اللقطات في 4 يوليو/تموز الجاري بالقرب من شاطئ في منطقة با دو كاليه.
في أعقاب ذلك، وقبل أيام قليلة من انعقاد القمة الفرنسية البريطانية حول هذه القضية، والمقرر عقدها في الفترة ما بين 8 إلى 10 يوليو/تموز الجاري، رحَّبت لندن بالتدخل الفرنسي. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: "ما شاهدناه هذا الصباح كان لحظة مهمة".
وأضاف: "نرحب بكيفية تصرف الشرطة الفرنسية في المياه الضحلة، وما شهدتموه في الأسابيع الأخيرة هو تشديد في نهجها." كما أوضح المتحدث قائلا: "نشهد استخدام أساليب جديدة لتعطيل هذه القوارب حتى قبل أن تبدأ رحلتها." وأردف: "إلى جانب جميع الأدوات الأخرى التي تستخدمها الحكومة، نعتقد أن ذلك قد يكون له تأثير كبير للحد من الأساليب التي تستخدمها هذه العصابات" من المهربين.
معاهدة "ساندهيرست"
ومن جانبها، تحدثت السلطات الفرنسية عن "الخطر المباشر" الذي يحدق بركاب القارب. وأوضحت محافظة 'أو دو فرانس' أن قارب الأجرة المطاطي كان على متنه 30 شخصا "عندما وصل نحو خمسين مهاجرا، بينهم رجال ونساء وأطفال، إلى الشاطئ" في 'سانت إتيان أو مون'. وأضافت المحافظة "كان الأشخاص الموجودون في الماء يجلسون بآخر 'القارب الصغير' يواجهون خطرا مباشرا"، لذلك اضطر رجال الدرك إلى التدخل.
وأعلن برونو روتايو، وزير الداخلية الفرنسي، حينها أنه "يضع ثقته التامة في المحافظ وقوات الأمن الداخلي". وتابع قائلا: "تدخل رجال الدرك لإنقاذ قارب في حالة حرجة. [...] تدخل رجال الدرك، وقد وصل الماء إلى ركبهم، لإنقاذ الأشخاص المعرضين للخطر، وسحبوا القارب إلى الشاطئ، وأوقفوه عن العمل".
ويشار إلى أنه في شباط/فبراير الماضي، مددت لندن وباريس لمدة عام العمل بمعاهدة "ساندهيرست". وتمثل هذه المعاهدة الإطار القانوني بين البلدين المتعلقة بشؤون الهجرة. وستكون سارية المفعول إلى غاية 2027.
وتضغط المملكة المتحدة على فرنسا لتعديل "مبدأ" تدخل الشرطة والدرك في البحر لاعتراض قوارب الأجرة، حتى مسافة تصل إلى 300 متر من الشاطئ.
ويجب أن تكون هذه القوارب في البحر لتتجنب عمليات التفتيش على الشاطئ. كما ينص القانون البحري على أنه بإمكان السلطات القيام بعمليات الإنقاذ فقط عند دخول القارب إلى المياه.
"انتهاك القانون الدولي الإنساني"
وفي المقابل، أعربت الجمعيات المساعدة المهاجرين في المنطقة عن غضبها جراء عملية تدخّل قوات إنفاذ القانون. وعبّر داني باتو، الرئيس المؤسس لجمعية "أوسموز 62"، عن استيائه من "الممارسة اللاإنسانية"، بينما رفضت جمعية "يوتوبيا 56" رواية السلطات، وقالت على منصة "إكس": "هؤلاء الدركيون لا ينقذون الأرواح، بل يعرضونها للخطر".
وعلى صعيد آخر، يثير تدخل قوات إنفاذ القانون الجمعة تساؤلا حول شرعيته. وفي هذا الصدد، ترى ماري لور بازيليان غاينش، أستاذة القانون العام بجامعة جان مولان ليون 3 وعضوة معهد كونفيرجونس ميغراسيون 'Convergences Migrations'، أنه يمكن الاستناد إلى الاتفاقيات الدولية التي تنظم البحث والإنقاذ في البحر في الحالات الخطرة، وتقول: "عندما يكون قارب في حالة حرجة بالبحر، تكون الدولة التي يحمل القارب علَمها أو أقرب دولة ساحلية منه، ملزمة بالتدخل لضمان إنقاذ الأشخاص الذين يواجهون الخطر بعرض البحر، وذلك بغض النظر عن جنسيتهم أو وضعهم."
وبخصوص الحالة التي تم ذكرها تقول الخبيرة لفرانس24: "من الصعب أن نعتبر ما جرى وضعا حرجا بالبحر لأن المهاجرين لم يطلبوا المساعدة أو الإنقاذ. وأضافت: "تشير حقيقة وصول الماء إلى رُكب المهاجرين إلى أن تدخل الشرطة كان بعيدا عن أنه عملية إنقاذ في البحر، بل كان بمثابة اعتراض".
وقد يشكّل منع المهاجرين من مغادرة الأراضي الفرنسية انتهاكا للقانون الدولي، بحسب ماري لور بازيليان غاينش التي تؤكد قائلة: "ينص القانون الدولي الإنساني على حق كل فرد في مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلده. لذا، فإن منع اللاجئين والمهاجرين من مغادرة الأراضي الفرنسية للذهاب إلى الأراضي البريطانية - بما أن ذلك هو الهدف - ينتهك هذا الحق".
ومن جهة أخرى، يقرأ العديد من الفاعلين في موضوع الهجرة، تدخل قوات الأمن الجمعة كدليل على تغيير باريس لعقيدتها في معالجة ملف المهاجرين بشمال فرنسا.
وعلى غرار ما ذكرته صحيفة لوموند، فقد ضغط برونو روتايو في الاتجاه نفسه في 27 فبراير/شباط الماضي، خلال مؤتمر صحفي بمدينة لو توكيه في منطقة 'با دو كاليه' بحضور نظيرته البريطانية، إيفيت كوبر. وفي معرض حديثه عن "تغيير عقيدة التدخل"، أثار وزير الداخلية الفرنسي أيضا إمكانية "إيقاف قوارب الأجرة".
"لا تغيير لعقيدة الهجرة" في فرنسا...؟
ومن المرجح أن تكون باريس مستعدة الآن للنظر في تعديل "مبدأ" تدخل الشرطة والدرك في البحر لاعتراض قوارب المهاجرين على بُعد يصل إلى 300 متر من الشاطئ.
ويبدو أن هذا التغيير في التوجه يعزى جزئيا إلى ضغوطات حكومة كير ستارمر، التي وعدت بمكافحة الهجرة غير الشرعية، والتي تواجه صعود حزب الإصلاح البريطاني المناهض للهجرة.
وقد أوردت السلطات البريطانية بأن منذ بداية العام، استطاع أكثر من 20 ألف مهاجر من رجال ونساء وأطفال الوصول إلى المملكة المتحدة، أي أكثر بـ 7 آلاف شخص مقارنة بنفس الفترة في العام 2024.
وتقوم وسائل الإعلام بانتظام بنشر صور تظهر قوارب مطاطية مكتظة وهي تغادر الشواطئ الفرنسية. وعلى الرغم من المبالغ التي تتلقاها من لندن لتمويل جزء من تأمين الحدود، تُتهم باريس بالتقصير في بذل الجهود الكافية.
لكن، هل يمكن أن تكون عملية إتلاف القوارب في البحر حلا ناجعا لخفض أعداد المهاجرين عبر بحر المانش؟ تحذر ماري لور بازيليان غاينش قائلة: "إن قيام جهات إنفاذ القانون بإتلاف قوارب المهاجرين المتجهة نحو الساحل البريطاني لا يمثل تغييرا لعقيدة الهجرة" في فرنسا.
وتلخص هذه الخبيرة في شؤون الهجرة، إلى أن فرنسا لم تعوّل على هكذا عمليات لحل هذه القضية، بل "منذ اتفاقيات لو توكيه [الاتفاقية التأسيسية بشأن قضية الهجرة الموقعة بين فرنسا والمملكة المتحدة في العام 2004، ملاحظة محرر]، فإن الإجراءات المطبقة في كاليه أو على خط سكك حديد يوروستار، تمنع المهاجرين من مغادرة الأراضي الفرنسية للعبور إلى الأراضي البريطانية."
ويأتي معظم المهاجرين الذين عبروا قناة المانش بين آذار/مارس 2024 وآذار/مارس 2025 من أفغانستان وسوريا وإريتيريا وإيران والسودان، وفق وزارة الداخلية البريطانية.
وقضى ما لا يقل عن 17 شخصا أثناء محاولتهم عبور المانش من فرنسا إلى بريطانيا هذا العام، بعد أن لقي العام الماضي 78 شخصا حتفهم، وهو عدد غير مسبوق.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وفاة نحو 2300 شخص.. يونيو 2025 يسجل أعلى درجات حرارة في أوروبا الغربية
وفاة نحو 2300 شخص.. يونيو 2025 يسجل أعلى درجات حرارة في أوروبا الغربية

فرانس 24

timeمنذ 7 ساعات

  • فرانس 24

وفاة نحو 2300 شخص.. يونيو 2025 يسجل أعلى درجات حرارة في أوروبا الغربية

01:33 09/07/2025 فرقة مكافحة الجرائم المالية تفتش مقر حزب التجمع الوطني في باريس 09/07/2025 حرائق الساحل السوري تلتهم المزيد من الغابات ودمشق تطلب مساعدة الاتحاد الأوروبي 09/07/2025 زعيم حزب العمال الكردستاني أوجلان: الكفاح المسلح ضد تركيا انتهى 09/07/2025 فيضانات قاتلة في تكساس.. مرحلة جديدة من الكوارث المناخية المتكررة؟ 09/07/2025 تحت القصف والحصار وبين أنقاض المنازل.. سكان غزة يتعلقون بخيط أمل الهدنة 09/07/2025 بعد لقائه الثاني مع ترامب: نتنياهو يؤكد على هزيمة حماس وإعادة الرهائن 09/07/2025 الحرائق في جنوب فرنسا تمتد إلى مرسيليا وتغلق مطارها 09/07/2025 ترامب ليس راضيا عن بوتين ويوافق على إرسال المزيد من الأسلحة لأوكرانيا

زعيم حزب العمال الكردستاني أوجلان: الكفاح المسلح ضد تركيا انتهى
زعيم حزب العمال الكردستاني أوجلان: الكفاح المسلح ضد تركيا انتهى

فرانس 24

timeمنذ 9 ساعات

  • فرانس 24

زعيم حزب العمال الكردستاني أوجلان: الكفاح المسلح ضد تركيا انتهى

01:44 09/07/2025 فرقة مكافحة الجرائم المالية تفتش مقر حزب التجمع الوطني في باريس 09/07/2025 حرائق الساحل السوري تلتهم المزيد من الغابات ودمشق تطلب مساعدة الاتحاد الأوروبي 09/07/2025 فيضانات قاتلة في تكساس.. مرحلة جديدة من الكوارث المناخية المتكررة؟ 09/07/2025 تحت القصف والحصار وبين أنقاض المنازل.. سكان غزة يتعلقون بخيط أمل الهدنة 09/07/2025 بعد لقائه الثاني مع ترامب: نتنياهو يؤكد على هزيمة حماس وإعادة الرهائن 09/07/2025 حصري: فرانس24 تجوب سوريا وتصبح أول مؤسسة إعلامية دولية تدخل مدينة دير الزور 09/07/2025 الحرائق في جنوب فرنسا تمتد إلى مرسيليا وتغلق مطارها 09/07/2025 ترامب ليس راضيا عن بوتين ويوافق على إرسال المزيد من الأسلحة لأوكرانيا 08/07/2025 الدكتور التونسي محمد غنّام يصدر كتابا علميا جديدا عن أمراض القلب ويتحدث عن واقع الدول المغاربية الأخبار المغاربية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store