
الحكم بـ 5 سنوات سجنا نافذا لموظف بالمحكمة التجارية بعد ثبوت تخابره مع هشام جيراندو
في تطور صادم يهز الثقة في مكونات المنظومة القضائية، قضت المحكمة الزجرية بالدار البيضاء، بإدانة موظف بمحكمة تجارية بالسجن خمس سنوات حبسا نافذا، بعد ثبوت تورطه في تسريب صور مسؤولين قضائيين بارزين لصالح المدعو هشام جيراندو، أحد أبرز المتورطين في قضايا الابتزاز والتشهير عبر منصات التواصل الاجتماعي.
المعني بالأمر تم اعتقاله بتاريخ 4 يونيو 2025 في حالة تلبس، بعد أن كشفت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، عقب إجراء خبرة تقنية متقدمة على هاتفه المحمول، عن تواصله المباشر مع جيراندو، وقيامه بإرسال صور الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف التجارية بالدار البيضاء، عبد الواحد الصفوري، وصور نائب وكيل الملك جمال الحرور، إلى جانب رئيس كتابة الضبط بالمحكمة ذاتها.
التحقيقات كشفت أن الموظف المعني لم يكن ضحية لتلاعب أو استغلال، بل اعترف بشكل صريح أنه قام بهذه الأفعال **بدافع الانتقام**، مما يؤكد وجود نية مبيتة، وسلوك إجرامي يهدد هيبة العدالة ومصداقية المؤسسات.
وقد تابعت النيابة العامة الموظف بعدة تهم ثقيلة وخطيرة، أبرزها:
التحريض على ارتكاب جنح وجنايات عبر وسائط إلكترونية علنية.
المشاركة في بث وتوزيع صور شخصية دون موافقة أصحابها.
نشر ادعاءات كاذبة بقصد التشهير والمس بالحياة الخاصة.
إهانة رجال القضاء وموظفين عموميين عبر كتابات وصور.
الابتزاز والتهديد من أجل الحصول على مبالغ مالية.
إهانة هيئات منظمة قانوناً.
إدانة هذا الموظف بخمس سنوات حبسا نافذا، تأتي في سياق متصاعد من التفكيك المنهجي لشبكة التشهير والابتزاز المرتبطة بالمدعو جيراندو، والتي اتضح أنها تضم بين أعضائها أشخاصاً من داخل مؤسسات يفترض فيها حماية السر المهني وصون كرامة القضاء.
هذا الحكم يشكل رسالة واضحة بأن التورط في خيانة الثقة داخل المؤسسات القضائية لن يمر دون عقاب، وأن يد القانون لن تتردد في مواجهة كل من تسوّل له نفسه المساس بهيبة القضاء أو التعاون مع الخارجين عن القانون الذين يستهدفون سمعة الوطن ومؤسساته من وراء الشاشات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المغرب اليوم
منذ ساعة واحدة
- المغرب اليوم
وزير العدل المغربي يؤكد ضرورة تحديث المهن القضائية لمواكبة الذكاء الاصطناعي
عبد اللطيف وهبي ،الثلاثاء بالرباط، على ضرورة تحديث وتطوير المهن القضائية لمواكبة التحولات المتسارعة المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والتأثير المتنامي لوسائل التواصل الاجتماعي على المنظومة القانونية. وأوضح وهبي، في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الحادية عشرة لاتفاقية خبراء القانون في دول حوض المتوسط، أن 'المنظومة القضائية الوطنية تواجه اليوم تحديات جوهرية تستدعي تحيين نماذج اشتغال المهن القانونية والقضائية التقليدية'، متسائلا عن مدى استمرار الحاجة إلى بعض المهن في صيغتها الحالية، في ظل تطور الخدمات الرقمية، كالعقود الإلكترونية والتبليغ الرقمي. وقال الوزير إن التطور التكنولوجي المتسارع، وتزايد استخدام الذكاء الاصطناعي، يطرحان أسئلة جدية حول دور الموثق والمحامي والمفوض القضائي، بل وحتى القاضي، في مجتمع يشهد دينامية قانونية رقمية وتغيرا في علاقة المواطن بالقضاء. وسجل وهبي أن العدالة المغربية تتعامل سنويا مع زهاء خمسة ملايين ملف، وهو ما يفرض ضغطا كبيرا على مختلف المتدخلين في قطاع العدالة، ويجعل من تحديث آليات العمل أولوية مؤسساتية لتقوية النجاعة القضائية وضمان ولوج فعال للعدالة. وفي سياق متصل، أعلن وزير العدل أن ' المغرب يستعد لمتغيرات قانونية وقضائية كبرى، خاصة مع اقتراب تنظيم كأس العالم 2030، الذي سيفتح المجال أمام انخراط فاعلين أجانب، من شركات ومكاتب محاماة وموثقين، في الدورة الاقتصادية والقانونية الوطنية'. وقال في هذا السياق إنه ' يتعين على منظومتنا القانونية أن تكون مستعدة للتعامل مع مذكرات من محامين أجانب، وعقود بيع وشراء منقولة من الخارج، واستدعاءات قضائية مصدرها محاكم دولية'، مؤكدا أن المغرب 'سينتقل من فضاء قانوني وطني مغلق إلى ساحة قانونية دولية مفتوحة ومعولمة'. يشار إلى أن الدورة 11 لاتفاقية قانونيي دول حوض المتوسط، التي تنظمها مؤسسة القانون القاري بشراكة مع وزارة العدل والسفارة الفرنسية بالمغرب، تشكل منصة إقليمية للحوار القانوني بين خبراء وقضاة وأكاديميين من ضفتي المتوسط لبلورة حلول مبتكرة تروم إرساء عدالة أكثر سلاسة وفعالية. وستركز هذه الدورة على مناقشة عدد من المحاور، من قبيل تطور مكانة العقود في العلاقات القانونية، ودور الفاعلين القانونيين في الوسائل البديلة لحل النزاعات، والشركات والمسؤولية: نحو بناء إجابة قانونية للتحديات المستدامة والأخلاقية والتأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي على الممارسات القانونية.


المغرب اليوم
منذ ساعة واحدة
- المغرب اليوم
الطالبي العلمي يترأس وفداً برلمانياً للمشاركة في الدورة الخمسين للجمعية البرلمانية للفرنكوفونية بباريس
يترأس السيد راشيد الطالبي العلمي ، رئيس مجلس النواب ، وفدا برلمانيا يمثل مجلسي البرلمان المغربي، للمشاركة في أشغال الدورة ال50 للجمعية البرلمانية للفرنكوفونية، التي ستقام بالعاصمة الفرنسية باريس خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 13 يوليوز الجاري. وذكر بلاغ لمجلس النواب أن برنامج الدورة يتضمن اجتماعات مكتب الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية، وشبكة النساء البرلمانيات، وشبكة الشباب البرلمانيين، وكذا اللجان الأربع: اللجنة السياسية ولجنة الشؤون البرلمانية ولجنة التعليم والثقافة والاتصال ولجنة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وأشار المصدر ذاته إلى أن الجمعية ستلتئم في جلسة عامة يومي السبت والأحد المقبلين، حيث ستناقش العديد من القضايا، خاصة ما يتعلق بالفرنكوفونية كدعامة أساسية في ظل التحولات والأزمات الدولية الراهنة، وذلك من أجل تعزيز الحوار والتعاون والتضامن والمساهمة في إرساء السلام والاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة في الفضاء الفرنكفوني. ويضم الوفد البرلماني المغربي النواب البرلمانيين حسن بن عمر، والحسين وعلال، ولطيفة لبليح؛ والمستشارين البرلمانيين رضى الحميني، ويوسف علوي، ومحمد زيدوح، ومينة حمداني. تجدر الإشارة إلى أن الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية تأسست سنة 1967، وهي منظمة دولية تضم 95 عضوا من برلمانات ومنظمات برلمانية من القارات الخمس، وتهدف إلى تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون بين الدول الأعضاء، فضلا عن تشجيع الحوار وتبادل الخبرات بين البرلمانات ودعم التنوع اللغوي والثقافي، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة والتعاون الاقتصادي والتضامن في الفضاء الفرنكفوني، من خلال مبادرات برلمانية مشتركة وتوصيات موجهة للحكومات والمنظمات الدولية.


شتوكة بريس
منذ ساعة واحدة
- شتوكة بريس
أكادير.. 'صياد النساء': ثلاثيني مُصنّف خطير استولى على ملايين من ضحاياه
عبد اللطيف بركة في قلب مدينة أكادير، حيث يلتقي وهج الشمس بزرقة الأطلسي، كانت مريم تعتقد أنها تعيش فصلاً من رواية حب خرافية… حتى اكتشفت أنها عالقة في كابوس حيّ، بطله ليس سوى وحش في هيئة بشر. 'أشعر أنني قد أُقتل في أي لحظة'… بهذه الكلمات المرتجفة، بدأت مريم – وهو اسم مستعار – تقص فصول قصتها، قصة حقيقية تتجاوز الخيال وتصلح أن تكون مادةً لأحد أكثر الوثائقيات ظلمةً على نتفليكس، ما عاشته الضحية لم يكن علاقة حب، بل كمينًا محكمًا نصبه 'محتال محترف' لا يشبه أي مجرم عادي، رجل بارع في التقمص، خطير بقدرته على اللعب بالعقول، وتحويل الأحلام إلى فخاخ دامية. – اللقاء الذي لم يكن عاديًا في صيف 2022، وفي أحد الفنادق المصنفة بمدينة أكادير، التقت مريم بـ'م.أ'، رجل أنيق، في الثلاثينيات من عمره ، ذو حديث لبق وهيئة مبهرة، قدم نفسه كمهندس ناجح، يعيش بين المشاريع والعقود الدولية، لكن الضحية لم تكن تعلم أن هذا الشخص، الذي أوقعها في شباكه بكلمات منمقة ووعود بالزواج، كان في الواقع ذئبًا يتخفى خلف قناع الفارس النبيل. ما بدأ بعشاء رومانسي وانتهى بصورٍ لحياة زوجية مُتخيلة، سرعان ما تحول إلى مسلسل ابتزاز مالي ممنهج منها قصة 'وفاة والدته'، 'ضائقة مالية مفاجئة'، 'مشروع منزل الزواج'… كلها كانت سيناريوهات معدّة مسبقًا، تُستخدم لإقناع مريم بدفع المال، ثم المزيد من المال، وفي غفلة من المنطق، كانت ترسل الملايين، إلى أن وصل ما خسرته إلى ما يفوق 50 مليون سنتيم. – كذبة العمر: كل شيء كان وهماً شيئاً فشيئاً، بدأت الشكوك تتسلل من هو هذا الرجل حقًا؟ ولماذا لا تظهر أفعاله مطابقة لأقواله؟ عندما قررت مريم البحث خلف القناع، كانت الصدمة مرعبة: 'م.أ' لا يملك شهادة هندسة، ولا مكانة اجتماعية، ولا حتى اسمًا حقيقيًا يُعرف ، والدته التي 'توفيت' كانت حية تُرزق، وسنه الذي يوهم ضحاياه ليس بالحقيقي بل أقل مما ادعى بكثير. إنه ليس رجلاً عاديًا… بل ممثل بارع، ونصاب محترف يستخدم الفنادق المصنفة كمنصات صيد، ويحول كلمات الحب إلى رصاصات تستهدف قلوب النساء وجيوبهن، يرتدي أفخم الساعات، ويصطنع شخصية رجل أعمال أو موظف في الأمن أو حتى مسؤول قضائي، بحسب مزاج الضحية. – التهديد بالقتل… الوجه الحقيقي ما إن شعرت مريم بالخديعة وقررت المواجهة، حتى سقط القناع بالكامل، لم يعد الرجل ذاك الشريك الحنون، بل وحشًا مسلحًا بالتهديدات والصور المرعبة، أرسل لها صورًا له وهو يحمل مسدسًا وبنادق صيد، في رسائل واضحة: 'إن تحدثتِ، ستدفعين حياتك ثمناً'. ومنذ ذلك الحين، تعيش مريم في رعب دائم، تترقب كل صوت، وتخشى أن ينتهي بها الأمر جثة هامدة على رصيف مجهول. – ضحايا أخريات… والأخطر قادم لكن مريم لم تكن وحدها. تحريات كشفت أن 'م.أ' ترك خلفه طابورًا طويلاً من الضحايا، أغلبهن نساء في وضعيات مختلفة، من أرامل إلى مغتربات، ومن فتيات طامحات إلى سيدات أعمال، إحداهن خُدعَت في منزل يساوي أكثر من 65 مليون سنتيم، وأخريات سلّمنه شيكات وسيارات وذهبًا ومبالغ ضخمة، مقابل وعود زائفة أو طلاسم سحر وشعوذة قيل إنها 'تجلب النصيب'. المثير للقلق أن بعض الشهادات تشير إلى استعمال 'م.أ' لأعمال سحرية تُفقد النساء توازنهن العقلي مؤقتًا، فيتحولن إلى طيّعات لا يناقشن، فقط يدفعن ويصمتن. – نهاية مفتوحة… ومجرم طليق رغم كل ما ارتكبه، لا يزال 'صياد النساء' حرًا طليقًا، يتنقل من فندق لآخر، متخفيًا تحت ألق الأناقة وجاذبية الحديث والمفارقة القاتلة؟ أنه لا يترك أثرًا قانونيًا واضحًا، بل يعتمد على خيوط غير ملموسة: الحب، الخداع، والتهديد غير المباشر. – تحذير لكل امرأة ليست قصة مريم مجرد واقعة عابرة، بل إنذار أحمر لنساء يُرِدن الحب، فيجدن أنفسهن ضحايا لوحوش بشرية تستغل العاطفة كسلاح، إن بقاء هذا النصاب خارج القضبان يعني أن هناك أخريات سيسقطن قريبًا في نفس الفخ، وربما لن يجدن فرصة للنجاة كما فعلت مريم. في زمنٍ بات فيه الخداع أكثر تطورًا من أي وقت مضى، يجب أن يكون الوعي سلاحًا، والحذر أسلوب حياة.