من يملك حياتك الرقمية في زمن الذكاء الاصطناعي
لم يعد الذكاء الاصطناعي حكرًا على مختبرات الأبحاث أو روبوتات الخيال العلمي، بل أصبح موجودًا في أبسط أدواتنا اليومية. الهاتف الذكي الذي نحمله في جيوبنا، الساعة التي نرتديها، السماعة التي نضعها في آذاننا، حتى فرشاة الأسنان أصبحت 'ذكية' وتُسجّل عاداتنا الصحية وتربطها بتطبيقاتٍ صحية تُحلّل بياناتنا. وفقًا لتقرير نشرته منصة Statista، فإن أكثر من 6.6 مليار هاتف ذكي مستخدم حاليًا حول العالم، وغالبية هذه الأجهزة تحتوي على مساعدات ذكية تستقبل الأوامر وتستمع طوال الوقت، مما يجعل البيانات تتدفق بشكلٍ غير مرئي إلى خوادم الشركات الكبرى.
ورغم أن المستخدم العادي لا يرى هذه الآليات، إلا أن كل تفاعل رقمي نقوم به يُسجل كنقطة بيانات: إعجاب، تعليق، مشاركة، بحث صوتي، فيديو تمت مشاهدته، أو حتى لحظة التوقف على صورة دون تفاعل. وكل هذه البيانات تُحوّل إلى وقود يغذي نماذج الذكاء الاصطناعي، بهدف واحد: تحسين دقة النظام في التنبؤ بما نريده، وما سنفعله لاحقًا، وحتى كيف نشعر.
تؤكد تقارير أن ما يقرب من 70% من التطبيقات المجانية تقوم بجمع وبيع بيانات المستخدمين لشركات إعلانية أو تحليلاتية. هذه البيانات تُستخدم لبناء 'بروفايلات رقمية' دقيقة، يتم من خلالها استهداف المستخدمين بإعلانات مصممة بدقة مذهلة. ومنصات مثل فيسبوك وإنستغرام وتيك توك باتت تعتمد بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي التنبؤي لتحديد نوعية المحتوى والإعلانات التي تظهر للمستخدم، مما زاد من معدلات التفاعل والأرباح بنسبة كبيرة، حيث تجاوزت الاستثمارات العالمية في الإعلانات الموجّهة 400 مليار دولار في عام 2024.
الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT وGemini يمثل نموذجًا جديدًا من هذه التقنيات. هذه الأنظمة تعتمد على مدخلات المستخدمين بشكل مباشر لتطوير قدراتها وتوليد إجابات أكثر دقة. وبينما تُطمئن الشركات المستخدمين بأن هذه البيانات لا تُربط بهوياتهم، إلا أن الشكوك تظل قائمة، خاصة في ظل غياب الشفافية الكافية. دراسة أجرتها جامعة Stanford أظهرت أن 10% من تطبيقات الذكاء الاصطناعي لا تملك سياسة خصوصية واضحة، ما يثير مخاوف كبيرة حول احتمالية استرجاع أو تسريب بيانات حساسة.
وسط هذا المشهد المعقّد، يبرز سؤال جوهري: كيف يمكننا حماية خصوصيتنا؟ الحقيقة أن المستخدم ليس بلا حول، لكنه بحاجة إلى وعي رقمي عالٍ. فهم سياسات الخصوصية، تفعيل إعدادات منع التتبع، التقليل من ربط الحسابات، والانسحاب من عمليات استخدام البيانات في التدريب، كلّها خطوات يمكن أن تُقلل من حجم البيانات التي يتم جمعها عنك.
الذكاء الاصطناعي ليس بالضرورة عدوًا. إنه أداةٌ قوية تملك القدرة على تحسين حياتنا، وتقديم حلول غير مسبوقة في التعليم، والصحة، والخدمات اليومية. لكنه في ذات الوقت قد يُصبح تهديدًا خطيرًا إذا تُرك دون رقابة، ودون قوانين صارمة تُنظم استخدامه وتحمي المستخدمين من استغلال بياناتهم.
في النهاية، يمكن القول إننا نعيش في زمن لم تعد فيه الخصوصية أمرًا افتراضيًا، بل مسؤولية شخصية. ومن لا يملك وعيًا رقميًا، يصبح عرضة لمراقبة مستمرة قد لا يُدرك حجمها إلا بعد فوات الأوان. وبينما يواصل الذكاء الاصطناعي التغلغل في كل زاوية من حياتنا، يبقى السؤال مفتوحًا: من يراقب من؟ وهل لا يزال هناك ما يُسمى 'الحياة الخاصة' في زمن البيانات؟؟
جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة
المساء الإخباري
منذ 11 ساعات
- المساء الإخباري
اختبر قوة هونر.. مواصفات هاتف هونر 90 GT الأداء يتفوق فعلًا
تسعى شركة هونر إلى تعزيز مكانتها في سوق الهواتف الذكية من خلال تقديم أجهزة تجمع بين الابتكار والقيمة، ويأتي هاتف هونر 90 GT كأحد أبرز إصداراتها لهذا العام، فهو يجمع بين تصميم أنيق، أداء قوي، وكفاءة عالية، ليقدم تجربة استخدام متكاملة تلبي احتياجات المستخدمين في التصوير، الألعاب، والعمل اليومي. شاشة هونر 90 GT وتجربة العرض المذهلة يتميّز هاتف هونر 90 GT بشاشة OLED قياس 6.67 بوصة، بدقة عالية وألوان غنية تمنح المستخدم تجربة مشاهدة غامرة، وتدعم الشاشة معدل تحديث يصل إلى 120 هرتز، مما يجعل التصفح والألعاب أكثر سلاسة واستجابة سواء كنت تشاهد فيديوهات، تتصفح الإنترنت، أو تلعب ألعابًا ثقيلة، فإن هذه الشاشة تمنحك جودة لا مثيل لها. أداء هونر 90 GT ومساحة التخزين الكبيرة يعتمد هاتف هونر 90 GT على معالج Snapdragon 7 Gen 2، الذي يوفر أداءً متميزًا مع التطبيقات والألعاب الحديثة، والمعالج مدعوم بذاكرة RAM تصل إلى 24 جيجابايت، ما يتيح تنقلاً سريعًا بين المهام دون أي تأخير. كما يقدم الهاتف خيارات تخزين تبدأ من 256 جيجابايت وتصل إلى 1 تيرابايت، ما يمنح المستخدمين مساحة كافية لتخزين الصور، الفيديوهات، والتطبيقات دون الحاجة إلى بطاقات خارجية. مواصفات الكاميرا والبطارية في هونر 90 GT يأتي الهاتف مزودًا بكاميرا خلفية بدقة 54 ميجابكسل، تلتقط صورًا واضحة وتفاصيل دقيقة حتى في الإضاءة المنخفضة، ما يجعله مثاليًا لصنّاع المحتوى ومحبي التصوير، أما البطارية، فهي بسعة 4500 مللي أمبير، تدعم الشحن السريع وتكفي للاستخدام طوال اليوم. الميزة التفاصيل الشاشة OLED بحجم 6.67 بوصة، دقة عالية، 120 هرتز المعالج Snapdragon 7 Gen 2 الذاكرة العشوائية 12 إلى 24 جيجابايت RAM التخزين الداخلي 256 جيجابايت حتى 1 تيرابايت الكاميرا الخلفية 54 ميجابكسل، تصوير عالي الجودة البطارية 4500 مللي أمبير، شحن سريع الألوان ذهبي – أزرق – أسود السعر نسخة 12+256 جيجابايت بـ 365 دولار – نسخة 24+1 تيرابايت بـ 520 دولار في الختام، يعد هونر 90 GT من أفضل الخيارات في فئة الهواتف المتوسطة لعام 2025، حيث يجمع بين إمكانيات قوية وتصميم أنيق وسعر تنافسي، إذا كنت تبحث عن هاتف يلبي احتياجاتك في الألعاب والتصوير والعمل اليومي دون تجاوز ميزانيتك، فإن هونر 90 GT هو الحل الأمثل.
صوت الأمة
منذ 13 ساعات
- صوت الأمة
1.38 مليون سنة من الوجود البشري يقضيها العالم يومياً بمواقع التواصل الاجتماعي.. انخفاض تمضية الوقت عليها 4.8% في مصر عامي 2023 و2024
نقل «إنفوجراف»، مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء، أعده ونشره، في 12 يوليو 2025، نقلاً عن مؤسسة «كراود أناليزيز»، يوليو 2025، استطلاع للرأي، حول أهم 3 استخدامات لمواقع التواصل الاجتماعي، في مصر، من خلال مقارنة بين عامي 2023 و2024. «إنفوجراف» مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، حول استخدامات لمواقع التواصل الاجتماعي، أوضح أن تمضية الوقت، انخفضت إلى 36.2% في عام 2024، نزولاً من 41% عام 2023؛ كما انخفضت حالة البقاء على اتصال، من 39.6% عام 2023، إلى 37.4% عام 2024؛ بينما انخفض تكوين علاقات جديدة، من 29.8% إلى 28.9% خلال العامين ذاتهما. وتجدر الإشارة إلى أن مركز المعلومات ودعم القرار، وفي «إنفوجراف» منفصل، نقلاً عن احدى شركات أبحاث السوق، يوليو 2024، كان قد أشار إلى أن 24% من المواطنين، في 47 دولةً في العالم، أوضحوا أنهم عادةً ما يستخدمون كلاً «فيس بوك» و«يوتيوب» لمشاهدة مقاطع الڤيديو الإخبارية، عبر الإنترنت؛ يليهما مواقع الأخبار أو التطبيقات، بنسبة 22%؛ ثم «إنستجرام»، بنسبة 9%؛ بينما «تيك توك»، نسبة 7%؛ وأخيراً منصة X «تويتر سابقاً»، بنسبة 5%. وفي «إنفوجراف» آخر، نقلاً عن «إندبندنت العربية»، أغسطس 2024، كان مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، قد نوه إلى 200 مليون مستخدم نشط أسبوعياً، لتطبيق «تشات جي بي تي». ونقلاً عن احدى شركات الأبحاث الاستراتيجية، أغسطس 2024، نقل «إنفوجراف»، أعده ونشره مركز معلومات مجلس الوزراء، ما يفيد بارتفاع عالمي في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؛ لافتاً إلى إجمالي عدد مستخدمين، بلغ 5.17 مليار مستخدم، في بداية يوليو 2024؛ كما أن ما يتجاوز 12 مليار ساعة، يقضيها سكان العالم يومياً، في استخدام منصات التواصل الاجتماعي، بما يعادل أكثر من 1.38 مليون سنة من الوجود البشري؛ في حين، 282 مليون مستخدم، انضموا لوسائل التواصل الاجتماعي، بين يوليو 2023 ونظيره في 2024، بنسبة نمو 5.8%، بمتوسط 8.9 مستخدمين كل ثانية؛ في الوقت الذي بلغ مستخدمي أكثر من منصة للتواصل الاجتماعي، نسبة 95% من إجمالي مستخدمي الإنترنت في العالم، ويقضون أكثر من 14% من حياة اليقظة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
خبر صح
منذ 16 ساعات
- خبر صح
جوجل تستحوذ على فريق ويند سيرف لتطوير أكواد الذكاء الاصطناعي مقابل 2.4 مليار دولار
أعلنت شركة جوجل، التابعة لمجموعة ألفابت، عن انضمام عدد من الكوادر المتميزة من شركة 'ويند سيرف' الناشئة المتخصصة في توليد أكواد الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد مفاوضات جرت بين 'ويند سيرف' وشركة 'أوبن إيه آي' للاستحواذ عليها. جوجل تستحوذ على فريق ويند سيرف لتطوير أكواد الذكاء الاصطناعي مقابل 2.4 مليار دولار من نفس التصنيف: تأثير الدولار على أسعار الأضاحي في الأسواق المصرية جوجل تضيف فريق ويند سيرف لتوليد أكواد الذكاء الاصطناعي وحسب مصادر مطلعة لـ CNN، ستقوم جوجل بدفع نحو 2.4 مليار دولار كرسوم ترخيص غير حصري لاستخدام بعض تقنيات 'ويند سيرف'، دون أن تحصل على أي حصة ملكية أو سيطرة على الشركة. وسيضم الفريق الجديد في جوجل كلاً من الرئيس التنفيذي لـ'ويند سيرف' فارون موهان، والشريك المؤسس دوغلاس تشين، بالإضافة إلى عدد من مطوري أدوات البرمجة، حيث سيلتحق هؤلاء بقسم DeepMind للعمل على مشروع 'غيميني' ضمن مبادرات البرمجة الوكيلة. وتأتي هذه الصفقة في إطار موجة من التحركات المماثلة في وادي السيليكون، حيث تسعى شركات كبرى مثل مايكروسوفت، وأمازون، وميتا إلى تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال صفقات مشابهة، والتي تُعرف إعلاميًا بـ'الاستحواذ المقنّع'، كونها لا تمنح الشركات المالكة سيطرة مباشرة، وبالتالي لا تخضع لرقابة صارمة من هيئات مكافحة الاحتكار. وكانت 'ويند سيرف' قد جمعت سابقًا نحو 243 مليون دولار من مستثمرين، وبلغ تقييمها 1.25 مليار دولار في آخر جولة تمويل، مما يجعل نموذج الصفقة مع جوجل مكسبًا لمستثمريها، الذين سيستفيدون من عائدات الترخيص مع احتفاظهم بحصصهم في الشركة. وقد تم تعيين جيف وانغ رئيسًا تنفيذيًا مؤقتًا لـ'ويند سيرف'، على أن يتولى غراهام مورينو، نائب رئيس المبيعات، منصب الرئيس التنفيذي الجديد. ومن المقرر أن يواصل غالبية موظفي الشركة البالغ عددهم نحو 250 موظفًا العمل فيها، مع التركيز على تطوير الحلول المخصصة للشركات. وأعلنت شركة جوجل رسميًا عن إطلاق ميزة 'إدارة الاشتراكات' (Manage Subscriptions) في خدمة Gmail للبريد الإلكتروني، والتي تهدف إلى مساعدة المستخدمين في تنظيم صناديق بريدهم المليئة بالنشرات الإخبارية والعروض الدعائية والاشتراكات غير المرغوب فيها، بطريقة أكثر سلاسة وفعالية. اقرأ كمان: روسيا تقدم لمصر معدات أساسية لمشروع محطة الضبعة النووية وقد بدأت جوجل اختبار الميزة خلال الأشهر الماضية، قبل أن تؤكد بدء طرحها التدريجي لمستخدمي Gmail على الويب وهواتف أندرويد وiOS.
