
حين تُطعِمُهم الجوعَ وتَسقيهم الذلّ
في غزة.. ما عاد الموتُ مفاجئًا..
أصبح خبزهم..أصبح ماءهم.. وأنفاس أطفالهم..
أصبحت كلها بطعم الموت..وبلون الموت..!
هناك… حيث تتسابق الوحوش البشرية لاغتيال أرواحٍ منسية..
حيث العدوّ لا يكتفي بحصار..ولا بمدفعٍ..
ولا بطائرةٍ تنقضّ قبل طلوع الفجر..
بل يبتكر طقوسًا جديدةً في الإبادة..!
يجمع الجوعى إلى مراكز العطاء الكاذب..
يلوّح لهم بكيسٍ من الطحين المبتذل..
ثم يمطرهم بوابلٍ من الرصاص من كل اتجاه..!!!
أي نذالةٍ وأيُّ إجرامٍ أشدّ من هذا؟
أيُّ خسّةٍ أعظم من هذا الفعل؟
لا تقل لي: الغرب فعلها..
فإن العرب من مهّد لهم الطريق..
في زمانٍ ماتت فيه الرجولة.. وانعدمت فيه الغيرة..!
لم تكتفِ أمتُنا بالصمت..
بل تجاوزت الصمت إلى مباركة ودعم الجزار..!
لم يعد الحكّام يختبئون خلف الكلمات الباهتة..
بل جاؤوا بما لم يأتِ به الأوّلون:
دفعوا ما يزيد على خمسة ترليونات دولار
كأجرةٍ معلنةٍ غير مخفيةٍ لتمويل آلات القتل والدمار والحصار..!
ما هذا الذل الذي وصلت إليه خير أمةٍ أخرجت للناس..؟؟
وهل هذه هي الأمة التي اختارها الله لنصر دينه والدفاع عن المستضعفين من عباده وإرساء دعائم الحق في أرضه..؟؟؟!!!
لم يسأل أحدٌ: لمن تُدفَع؟ ولماذا؟
إنها أموال الشعوب..
أموال اليتامى..
قوت الجوعى..
حصاد الفقراء…
تُسلَّم ليد السفّاح ليستكمل مسيرة الذبح.
أرأيتم أمةً تُموّل قاتلَها؟
أرأيتم قومًا يُطعِمون السيف الذي يُذبحون به..؟!
ما عرَفتِ الأرض خيانةً كهذه منذ أن خان ابن سلول في المدينة..!
في غزة يموت الناس جوعًا..
ليس لأن الأرض عقيمة..
بل لأن الصناديق مُقفَلة..
والحكّام يرون في موتهم تجارةً مربحة..!
والعدوّ _وقد ألِفَ المشهد _ يقيم مصائدَ بشرية تحت اسم نقاط توزيع المساعدات...
يتجمّع المحاصرون الجوعى طلبًا لحفنة دقيق
يسدون بها رمق أطفالهم..
فيغدو المكان ساحة ذبح..!
كل يوم مشهد..!
كل يوم مقبرة..!
كل يوم عويل..!
ولا أحد من العرب اهتزّ له جفن..!
والأدهى من ذلك: أن القنوات العربيّة تبثّ المسلسلات التافهة..والبرامج الساذجة..وحفلات الجوائز العبثية..!
وتعجّ شوارع العواصم بالمهرجانات..
وفي طرف الصورة: طفلٌ ملقى..
وأمّ تبحث عن أشلاء رضيعها..
بعد أن ظفرت بحفنة من الدقيق في يوم شديد الأهوال..!
وما زال الحكّام يتنافسون في من يجامل العدوّ أكثر..!
في من يسوّق روايته بحرفيةٍ أعلى..
في من يبيع القضية بثمنٍ أقل..
أما الشعوب…
فالجميع منصرف في شؤونه الخاصة وكأنه لا يعنيه ما يحل بإخوانه في قطاع غزة..
وأصبحت أخبار المجازر مجرّد فواصل بين إعلانٍ وآخر..
حتى المساجد…خفَّ فيها الدعاء..
والمنابر نَسيت السيرة، وامتهنت التبرير..
هل سمعتَ عن أمةٍ تموّل نحرها؟
هل قرأتَ عن قومٍ يدفعون ضريبةَ فقر إخوانهم ليزدادوا همُّ قهرًا وموتًا؟
وغدًا _حين يُباد الجميع _ سيكتب التاريخ سطورًا من عار:
أن القاتل لم يكن وحده في الميدان، بل كان له شركاءٌ من بني الجلدة.
وأن الذين قالوا "ننتظر الحل السياسي"
و"نراهن على المجتمع الدولي"
كانوا كمن ينتظر عدل الذئب في قطيع الأغنام..
وسيقال حينها: هنا كانت أمةٌ… ثم بادت.
لا لأن العدوّ كان أشدّ بأسًا..
بل لأن التفريط والخيانة أنهكت كل مقاومة..
ولعمري إن من سيحطم جدار هذا الصمت ليس من بين هؤلاء المتخاذلين..
بل من قلب غزة…
من قلب الركام…
من يد طفلٍ لم يجد لقمةً، فأمسك بحجر..
فكتب الله على يده النصر المبين..
وسيعلم أولئك القابعون في القصور
أنهم إن سلّموا واستسلموا اليوم…
فلن يجدوا غدًا موضعًا للهروب حين ياتي عليهم الدور..!!!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 3 ساعات
- اليمن الآن
إعدام الإمام في المحراب ومقتل مصلين في مجزرة حوثية داخل مسجد في عمران (صور)
في جريمة مروّعة هزّت محافظة عمران صباح امس الأحد، اقتحمت ميليشيا الحوثي مسجد بلال بن رباح وسط مدينة عمران، وأقدمت على قتل إمام المسجد أثناء وقوفه في محراب القبلة، ليلقى حتفه أمام المصلين في مشهد مروع صدم الأهالي. ووفقًا لمصادر محلية، فإن مسلحين حوثيين اقتحموا المسجد بشكل مفاجئ، وأطلقوا النار على الإمام بشكل مباشر، مما أدى إلى مقتله فورًا، كما سقط اثنان من المصلين قتلى في الحادثة التي شهدت اختلاط دماء الضحايا بصفحات المصاحف داخل المسجد، وسط حالة من الذعر والغضب بين المصلين. وأعرب سكان عمران عن إدانتهم الواسعة للجريمة التي وصفوها بالانتهاك الصارخ لحرمة بيوت الله وللقيم الدينية والإنسانية، مطالبين بسرعة القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة. وأشارت المصادر إلى أن الحادثة تأتي في سياق سلسلة طويلة من الانتهاكات التي ترتكبها جماعة الحوثي بحق الحريات الدينية في عمران، والتي شملت منع خطباء السنة، تجريم بعض الممارسات الدينية، وفرض أفكار طائفية تسعى لتغيير الهوية المذهبية للمدينة. تأتي هذه الجرائم في ظل استمرار غياب القانون وتنامي القبضة الأمنية للحوثيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ما يزيد من معاناة السكان ويقوض الأمن الاجتماعي والديني في المحافظة. كلمات مفتاحية : الحوثيون - عمران - انتهاكات الحوثي - حرمة المساجد - جرائم الحوثيين - المصلين - اليمن - الحرب في اليمن - انتهاكات حقوق الإنسان


المشهد اليمني الأول
منذ 4 ساعات
- المشهد اليمني الأول
هل طوفان الأقصى ورطة؟
يحاول العدوُّ أن يجعلَ من عملية «طوفان الأقصى» عنوانًا للفشل والهزيمة، وسوءِ التدبير والتخطيط، وانتكاسة ما يسمى بالمحور، وأن ذلك َمُجَـرّد ورطة وفخٍّ وقعت فيه «حماس» وأوقعت معها كُـلَّ أحرار الأُمَّــة، وأن نتائجَ (الـ7) من أُكتوبر كانت لصالح كَيانِ الاحتلال الخبيث، بينما جلبت الويلَ والخرابَ والدمارَ على هذه الأُمَّــة وفي مقدمتها 'حماس'. يروِّجُ العدوُّ لهذه النظرية -ومن خلفه مأجوروه، وفريقٌ كبيرٌ من قادة الفكر والسياسة والإعلام، وبعض أقلام حسيني النوايا فاقدي الوعي والبصيرة-؛ بهَدفِ ضرب روح الجهاد والمقاومة، ولتحطيم المعنويات، وزراعة اليأس والعجز والإحباط في أي عمل جهادي وثوري قادم، وزعزعة الثقة ونزعها في حركات الجهاد والمقاومة، ولتعزيز روح الهزيمة والخضوع والاستسلام في أبناء أمتنا والأجيال القادمة. هذه النظرية خطيرة جِـدًّا، وجزء من مخطّط الحرب والعدوان الناعم، وشبهة كبيرة يجب التصدي لها وتفنيدها وتبيين زيفها وحقيقتها وأهدافها. لقد وقع المسلمون يوم «أُحُد» في مثل هذه النظرية، واستشعروا -حينها- المأزِقَ والورطة، وشعروا بالندمِ والخيبة، واتهموا رسولَ الله في قيادته وحكمته، وحُسن تدبيره وتخطيطه، وقد ردَّ عليهم القرآن الكريم في ذلك، وبين الأسباب الحقيقية لحصول ما حصل، فقال سبحانه وتعالى: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ، إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ) (آل عمران:165-166)… إلخ الآيات المباركة. ومعنى هذا أن أيةَ نتائج كارثية تحصل لا ترجعُ لسببِ الجهاد أَو القيادة أبدًا، وإنما سببها هو الناس أنفسهم، فالمتخاذلون والمنظِّرون هم سببُ كُـلّ مصيبة وفتنة وكارثة وبلية تحصل، ولو وقف المسلمون -ولو 5 % منهم- بصدق وجِدٍّ وإخلاص، وقاموا بمسؤوليتهم، وأدوا واجبهم في هذه المعركة لما حصل شيءٌ من هذا أبدًا، ولكانت النتائج كلها لصالحهم. أما الجهاد في سبيل الله فما هو إلا خير للأُمَّـة في كُـلّ شؤونها، ونتائج 'طوفان الأقصى' ستصُبُّ حتمًا في صالح الأُمَّــة المسؤولة المجاهدة، والعبرة في النتائج بالخواتيم ومستقبل الأيّام، لا بالقتل والتدمير والتهجير، فالإجرام عمرُه إجرام، ولا يسمى نصرًا في كُـلّ الأعراف والمقاييس. وعلى العكس من هذا تمامًا، فلو تأخّر 'طوفان الأقصى' -وقد تأخَّر- ولكن لو تأخَّر أكثرَ لكانت النتائجُ أدهى وأطمَّ وأخطرَ وأعظمَ على كُـلّ هذه الأُمَّــة، وعلى مستقبل أجيالها، وحتى على أبنائها الذين لم يولدوا بعد. أما المجاهدون الأحرار فعليهم أن لا ييأسوا ولا يحبطوا ولا يستسلموا مهما كانت النتائج، ومهما استمر أَمَدُ الحرب، وأن لا يضعفوا، ولا يهنوا ولا يحزنوا أبدًا، وكما قال عز وجل: 'وَلَا تَهِنُواْ فِي ابتغاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا' (النساء:104). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. فاضل الشرقي


اليمن الآن
منذ 5 ساعات
- اليمن الآن
البيت الأبيض يخطط لصفقة نووية مع إيران وترامب يخرج عن صمته
نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء أمس الجمعة، تقارير إعلامية ذكرت أن إدارته بحثت إمكانية مساعدة إيران في الحصول على ما يصل إلى 30 مليار دولار لبناء برنامج نووي مدني لتوليد الطاقة. وكتب ترامب في منشور على منصة 'تروث سوشيال' مساء الجمعة: 'من هو الكاذب في إعلام الأخبار الزائفة الذي يقول إن الرئيس ترامب يريد أن يعطي إيران 30 مليار دولار لبناء منشآت نووية غير عسكرية. لم أسمع يوما عن هذه الفكرة السخيفة'، واصفا التقارير بأنها 'خدعة'. وكانت شبكة 'سي إن إن' CNN، وشبكة 'إن بي سي نيوز' NBC News قد ذكرتا يومي الخميس والجمعة على التوالي، أن إدارة ترامب ناقشت في الأيام القليلة الماضية إمكانية تقديم حوافز اقتصادية لإيران مقابل وقف حكومتها تخصيب اليورانيوم. ايران ترمب واشنطن شارك على فيسبوك شارك على تويتر تصفّح المقالات السابق بعد التحركات الإيرانية الأخيرة.. قرقاش يوجه تحذيراً واضحاً لطهران