logo
الطراونة: تلوث الهواء والتغيرات المناخية يتطلبان منظومة وطنية

الطراونة: تلوث الهواء والتغيرات المناخية يتطلبان منظومة وطنية

رصينمنذ 3 أيام
عمون - أكد استشاري الأمراض التنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة أن تزايد التحديات البيئية في الأردن يدعو إلى تحرك وطني عاجل لمعالجة قضية جودة الهواء، التي تعد من أهم الملفات التي تؤثر بشكل مباشر على صحة المواطنين.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة من قبل وزارة البيئة الأردنية في إطلاق منصة إلكترونية لمراقبة جودة الهواء في مناطق محددة مثل عمان، إربد، والزرقاء، فإن هذه الخطوة تمثل بداية جيدة لكنها لا تغني عن الحاجة إلى استراتيجية شاملة.
وفي هذا الصدد، دعت جمعية الرعاية التنفسية الأردنية إلى ضرورة تطوير منظومة وطنية متكاملة لمراقبة جودة الهواء.
وتشدد الجمعية على أن تكون هذه المنظومة قائمة على شراكة فاعلة بين كل من وزارة البيئة، ووزارة الصحة، ودائرة الأرصاد الجوية، بهدف حماية صحة الأردنيين، خاصة الفئات الأكثر عرضة للتأثر.
وقال الدكتور الطراونة: إن "قضية جودة الهواء لم تعد ترفًا بيئيًا، بل أصبحت تحديًا كبيرًا لصحة الأردنيين". وأشار إلى أن كل فرد يتنفس حوالي 22 ألف نفس يوميًا، مما يؤكد أهمية أن يكون الهواء نقيًا لضمان حياة صحية. كما لفت إلى دراسات منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى أن تلوث الهواء يتسبب في وفاة أكثر من 7 ملايين شخص سنويًا حول العالم، منهم 4.2 مليون حالة وفاة ناجمة عن التلوث الخارجي.
وأضاف الدكتور الطراونة أن الأردن يشهد تزايدًا في الأمراض التنفسية المزمنة، مثل الربو والانسداد الرئوي، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الرئة، وهي أمراض تتفاقم بشكل مباشر بسبب تلوث الهواء. ولذلك، طالب بضرورة تعزيز جهود الرصد البيئي الحالية لتتحول إلى منظومة متكاملة، مستندًا في ذلك إلى تجارب دولية ناجحة.
وأوضح الدكتور الطراونة أن الحاجة إلى تطوير منظومة متكاملة تكمن في عدة نقاط أساسية:
- توسيع شبكة الرصد الوطنية: رغم وجود محطات رصد في المدن الرئيسية، إلا أن الأردن بحاجة إلى توسيع هذه الشبكة لتشمل كافة المحافظات والمناطق الصناعية والزراعية.
- التوعية والشفافية اليومية: يجب على الجهات المعنية تقديم بيانات جودة الهواء للجمهور ووسائل الإعلام بشكل يومي، باستخدام مؤشر جودة الهواء (AQI) الموحد عالميًا، والذي يسهل على المواطن فهم المخاطر الصحية المرتبطة بجودة الهواء.
- دمج التغيرات المناخية في الرصد: أشار إلى أن التغيرات المناخية قد تزيد من العواصف الترابية وارتفاع درجات الحرارة في الأردن، مما يفاقم مشكلة تلوث الهواء. ولذلك، أكد على ضرورة أن تكون دائرة الأرصاد الجوية شريكًا أساسيًا في تحليل البيانات والتنبؤ بمستويات التلوث لإصدار تحذيرات مبكرة.
- حماية الفئات الحساسة: شدد على أن منظومة الرصد يجب أن توفر معلومات موجهة للفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والرئة، والأطفال، وكبار السن، والنساء الحوامل، وتقديم نصائح عملية لهم للتقليل من تعرضهم للمخاطر.
- واستعرض الدكتور الطراونة مثالًا واقعيًا من الهند، حيث أدت بيانات الرصد إلى تحديث أنظمة التهوية في مصنع معادن، مما أدى إلى انخفاض مستويات التلوث بنسبة 38% وانخفاض شكاوى الموظفين الصحية بنسبة 70%.
وفي ختام تصريحاته، أكد الدكتور الطراونة أن بناء منظومة وطنية شاملة لمراقبة جودة الهواء هو استثمار في صحة الأردنيين ومستقبلهم. واختتم حديثه بالقول: "نثق بقدرة مؤسساتنا الوطنية على التعاون وتحقيق هذه الرؤية، لضمان هواء نقي يتنفسه كل أردني، بعيدًا عن مخاطر التلوث وآثاره المدمرة".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

5 علامات تدل على نقص فيتامين بـ 12 في الجسم
5 علامات تدل على نقص فيتامين بـ 12 في الجسم

فيتو

timeمنذ 4 ساعات

  • فيتو

5 علامات تدل على نقص فيتامين بـ 12 في الجسم

فيتامين ب12، أو الكوبالامين، ضروري لصحة الأعصاب، وتكوين خلايا الدم الحمراء، ووظائف الدماغ السليمة. وعادةً لا تظهر أعراض نقص ب12، وغالبًا ما يرجعها البعض خطأ إلى حالات طبية أخرى أو ضغوط الحياة اليومية وإذا ترك هذا النقص دون علاج، فقد يسبب ضررًا بالغًا، بل وحتى ضررًا لا رجعة فيه علامات نقص فيتامين ب12 وكشفت منظمة الصحة العالمية عن أبرز العلامات التي قد تشير إلى نقص فيتامين ب12 في الجسم: 1. التعب المزمن والضعف يلعب فيتامين ب12 دورًا أساسيًّا في تحويل الطعام إلى جلوكوز، مصدر الطاقة في الجسم ونقص فيتامين ب12 قد يعطل هذه العملية، مما يجعلك متعبًا وضعيفا وخاملا. 2. ضباب الدماغ وصعوبة التركيز إذا كنت تعاني من مشاكل في الذاكرة أو التشوش أو التركيز، فقد تكون هذه مؤشرات عصبية لنقص فيتامين ب12 وهذا الفيتامين ضروري لدعم إنتاج الميالين، وهو غمد عصبي يتطلب ميالينا جديدًا للتفكير بوضوح. وتشير الأبحاث إلى أن النقص المطول قد يزيد من خطر ضعف الإدراك أو حتى الخرف، وخاصة لدى كبار السن. 3. بشرة شاحبة أو مصابة باليرقان يؤثر نقص فيتامين ب12 على إنتاج خلايا الدم الحمراء، مما قد يؤدي إلى حالة تُسمى فقر الدم الضخم الأرومات، ويؤدي ذلك إلى شحوب أو حتى اصفرار خفيف في الجلد والعينين، نتيجة لتدهور خلايا الدم الحمراء غير المكتملة النمو. 4. خدر أو وخز في اليدين والقدمين يمكن أن يؤدي نقص فيتامين ب12 إلى تلف الأعصاب مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى الشعور بوخز في الأطراف، قد يكون هذا العرض مُقلقًا ولا ينبغي تجاهله، وإذا لم يُعالج مبكرًا، فقد يصبح تلف الأعصاب الناتج عن نقص فيتامين ب12 دائمًا. 5. تقلبات المزاج أو الاكتئاب يسهل فيتامين ب12 إنتاج النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، وهما مساهمان مهمان في تنظيم المزاج. وقد ارتبط نقص فيتامين ب12 بارتفاع خطر الاكتئاب والقلق وعدم استقرار المزاج وفي بعض الحالات، تستجيب أعراض المزاج لمكملات فيتامين ب12، خاصةً عندما يكون النقص هو السبب الكامن. الفئات الأكثر عرضة للخطر؟ وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن هناك مجموعات معينة أكثر عرضة لنقص فيتامين ب12، بما في ذلك: النباتيون لأن فيتامين ب12 يوجد في الغالب في المنتجات الحيوانية. كبار السن بسبب انخفاض الامتصاص مع التقدم في السن. يمكن للأشخاص الذين يعانون من حالات الجهاز الهضمي مثل مرض كرون، أو مرض الاضطرابات الهضمية، أو انخفاض حمض المعدة أن يعانوا أيضًا من ضعف الامتصاص. الأفراد الذين يتناولون بعض الأدوية. قد يكون فيتامين ب12 عنصرًا غذائيًا ضئيلًا، لكن تأثيره على الصحة كبير وفي حالة الشعور بهذه الأعراض، فلا يجب تجاهلها باعتبارها مجرد "توتر" أو "تقدمًا في السن". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الصحة العالمية تكشف فوائد إرضاع المولود أول ساعة بعد ولادته
الصحة العالمية تكشف فوائد إرضاع المولود أول ساعة بعد ولادته

فيتو

timeمنذ 6 ساعات

  • فيتو

الصحة العالمية تكشف فوائد إرضاع المولود أول ساعة بعد ولادته

تحيي منظمة الصحة العالمية في الأسبوع الأول من شهر أغسطس الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية للتوعية بأهميتها وحث الأمهات وتشجيعهم على الرضاعة الطبيعية. لماذا على الأمهات إرضاع المولود خلال ساعة واحدة من الولادة؟ وقالت منظمة الصحة العالمية إن أول لبن يحصل عليه الطفل في الأيام الأولى بعد ولادته، يعرف باللبأ (لبن السرسوب)، له أهمية كبرى لمناعته، ويعد هذا اللبن أول لقاح يتلقاه الطفل لأنه غني بالبروتينات والأجسام المضادة. وكشفت منظمة الصحة العالمية عن فوائد لبن السرسوب حيث يعزز تطور جهاز المناعة لدى الأطفال حديثي الولادة ضد الالتهابات، ويحسن بشكل كبير فرص بقاء الطفل المبتسر أو المنخفض الوزن عند الولادة على قيد الحياة. أضرار تأخير إرضاع الطفل وأشارت إلى أنه يمكن أن يتسبب تأخير إرضاع المولود لساعات قليلة في عواقب تهدد حياته، وتحد من قدرة الأم على الرضاعة الطبيعية. والرضاعة الطبيعية هي الوسيلة المثلى لتغذية الطفل في أشهره الأولى، لكن كثيرًا ما تشعر الأمهات بالقلق حول ما إذا كان رضيعهن يحصل على ما يكفيه من الحليب. علامات رئيسية تؤكد أن الرضيع يحصل على كفايته من الرضاعة الطبيعية وكشفت وزارة الصحة والسكان، عن أهم 5 علامات رئيسية تؤكد أن الرضيع يحصل على كفايته من الرضاعة الطبيعية دون الحاجة لأي مكملات خارجية منها: 1. تغيير الحفاضات من 6 إلى 8 مرات يوميًّا يشير تكرار تبليل الحفاضات إلى حصول الطفل على كميات كافية من الحليب، ما يدل على ترطيب الجسم الجيد وعمل الكلى بكفاءة. 2. البراز أصفر اللون ولين القوام البراز الطبيعي للرضع الذين يرضعون طبيعيًا يكون عادة أصفر، ما يعد مؤشر إيجابي على الهضم السليم وتوازن التغذية. 3. هدوء الطفل بعد الرضاعة وتركه للثدي من تلقاء نفسه عندما يشعر الرضيع بالشبع، يهدأ تلقائيًا ويترك الثدي بدون مقاومة، وهو ما يعد دلالة مباشرة على الشبع والراحة. 4. تحسن في الثدي لدى الأم بعد الرضاعة تشعر الأم بأن الثدي أصبح أخف وزنًا وأقل امتلاءً بعد كل رضعة ناجحة، ما يعني أن الرضيع استهلك كمية مناسبة من الحليب. 5. زيادة طبيعية في وزن الطفل ومن العلامات الواضحة على حصول الرضيع على كفايته من الحليب هي زيادة وزنه بمعدل 150 إلى 200 جرام أسبوعيا في المتوسط، وهو مؤشر صحي ومطمئن. أكدت وزارة الصحة ضرورة دعم الأمهات الجدد ومساعدتهن في فهم احتياجات أطفالهن الرضع، وتشجيعهن على الاستمرار في الرضاعة الطبيعية، التي تعد أساس النمو السليم والصحة الجيدة في المراحل الأولى من الحياة. وأطلقت وزارة الصحة مبادرة ١٠٠٠ يوم ذهبية في عمر الطفل تهدف إلى تحسين صحة الأم والطفل في الألف يوم الأولى من حياة الطفل. وأوضحت وزارة الصحة أن الرضاعة الطبيعية هي الوسيلة الأكثر فعالية وآمانًا للتعامل مع الصفراء الفسيولوجية لدى الأطفال حديثي الولادة، حيث يساعد لبن الأم على تحفيز حركة الأمعاء وخروج مادة البيليروبين من جسم الطفل بشكل طبيعي، ما يساهم في تقليل نسبة الصفراء تدريجيًا دون الحاجة لتدخلات غير ضرورية. وأكدت المبادرة أن الامتناع عن الرضاعة الطبيعية في الأيام الأولى من عمر الطفل، سواء بسبب معتقدات خاطئة أو استبدالها بماء محلى، يعد من أبرز الأخطاء التي قد تؤثر سلبًا على صحة الرضيع. وكشفت وزارة الصحة عن وجود تأثير للرضاعة الطبيعية على تطور النطق والتخاطب لدى الأطفال، وليس فقط على صحتهم الجسدية. وقالت وزارة الصحة إنه عند الرضاعة الطبيعية، يستخدم الطفل عضلات الفم واللسان، وهو ما يساعده على بناء مهارات النطق والكلام لاحقا، ويسهم في نمو الفك والأسنان بشكل طبيعي ومتناسق. فوائد الرضاعة الطبيعية على الكلام والتخاطب أوضحت أن فوائد الرضاعة الطبيعية على الكلام والتخاطب تتضمن: تقوية عضلات الفم الحركات المتكررة للسان والشفتين والفك أثناء الرضاعة تُقوّي عضلات النطق، وتُهيّئ الطفل للكلام السليم. تحسين التنفس تنظيم النفس أثناء الرضاعة يُساعد الطفل لاحقًا على نطق الحروف بوضوح. تقليل مشاكل النطق الأطفال الذين يرضعون طبيعيًّا يكونون أقل عرضة للتلعثم أو صعوبات إخراج الحروف بشكل صحيح. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

أخبار العالم : أمهات "زيكا" المنسيات: أطفالهن لا يستطيعون الأكل أو الكلام أو المشي
أخبار العالم : أمهات "زيكا" المنسيات: أطفالهن لا يستطيعون الأكل أو الكلام أو المشي

نافذة على العالم

timeمنذ 18 ساعات

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : أمهات "زيكا" المنسيات: أطفالهن لا يستطيعون الأكل أو الكلام أو المشي

الاثنين 4 أغسطس 2025 06:00 مساءً نافذة على العالم - التعليق على الصورة، تعيش روتي فرييريس مع ابنتها تامارا المصابة بمتلازمة زيكا Article Information Author, كاميلا فيراس موتا Role, بي بي سي نيوز – البرازيل Reporting from مدينة ماسايو، ولاية ألاغواس قبل 5 ساعة عندما أبلغ الطبيب روتي فرييريس بأن ابنتها حديثة الولادة تامارا لن تعيش طويلاً، بدأت تبكي بلا توقف. كانت تامارا مصابة بصِغَر الرأس، أي حجم رأس أصغر من الطبيعي، وهو أحد الأعراض الناتجة عن إصابة الأم بفيروس زيكا أثناء الحمل. اليوم، تبلغ تامارا التاسعة من عمرها، وتتغذى عبر أنبوب في المعدة. يداها أصبحتا أكثر تيبّساً وتشنجاً، وتعاني صعوبة في تثبيت رأسها. تقول روتي: "أُخبرت في البداية أنها لن تمشي، ولن تتكلم أو تبتسم"، وتضيف: "ومع ذلك كنت أسأل كل طبيب أزوره: هل ستمشي ابنتي يوماً ما؟" ابنة روتي واحدة من بين نحو ألفي طفل وُلدوا لنساء أصبن بالفيروس الذي ينقله البعوض في البرازيل بين عامي 2015 و2016. في ذلك الوقت، كانت البلاد تستعد لاستضافة الألعاب الأولمبية، والعالم يراقب بقلق تفشي الفيروس في البرازيل وعشرات الدول الأخرى. أعلنت منظمة الصحة العالمية والسلطات البرازيلية حالة طوارئ صحية عامة، واستمر التحذير حتى مايو/أيار 2017. ولا يزال السبب وراء توقف التفشي بشكل مفاجئ، وعدم عودته خلال العقد الماضي، غير واضح. اختفى زيكا من دائرة الاهتمام، وباتت العائلات التي تتعامل مع آثاره طويلة الأمد منسية إلى حد كبير. وفقاً للأرقام الحكومية، توفي 261 طفلاً شُخّصوا بمتلازمة زيكا الخلقية -وهي مجموعة من التشوهات الخَلقية الناتجة عن الإصابة أثناء الحمل- بينما تدهورت الحالة الصحية لمئات آخرين. وتامارا واحدة منهم. تعيش في ماسايو، المدينة الساحلية في شمال شرق البرازيل، حيث سُجّل 75 في المئة من حالات متلازمة زيكا الخلقية في البلاد. ولا يملك العلماء حتى الآن تفسيراً قاطعاً لسبب تركز الحالات في تلك المنطقة. صدر الصورة، Felix Lima/BBC News Brasil التعليق على الصورة، أقامت روتي صداقة مع جارتها آن كارولين روزا وطفليها مويسيس وماريا تتسبّب المتلازمة بمشكلات في القلب والمفاصل، وصعوبات في تنسيق المضغ والبلع. ومعظم المصابين بها لا يحققون مراحل النمو المعتادة مثل الحبو، أو الأكل، أو المشي، أو الكلام، أو التدرب على استخدام المرحاض. وللتغلب على تحديات تربية ابنتها، تعاونت روتي مع أمهات أخريات في الوضع نفسه، بعد أن التقت بهن لأول مرة في مجموعة دعم شكّلتها السلطات الصحية المحلية عام 2016. تقول: "كان هناك العديد من الأطفال المصابين بالمتلازمة نفسها مثل تامارا. بدأنا نتبادل الحديث والمعلومات… وعندها بدأت الأمور تتضح". لكن الحياة ظلت صعبة. فبعد عام، شعرت الأمهات أن الدعم الذي يتلقينه من السلطات المحلية غير كافٍ. لذلك شكّلن مجموعة مستقلة، بقمصان صفراء خاصة بهن، لمساندة بعضهن بعضاً، والمطالبة بالمزيد من الحقوق. الانتقال للعيش معاً توقفت العديد من الأمهات عن العمل، واعتمدن على إعانات حكومية بنحو 265 دولاراً (199 جنيهاً إسترلينياً) شهرياً، وهو الحد الأدنى للأجور. وجدن أنفسهن في معارك قانونية ضد النظام الصحي للحصول على عمليات جراحية، وكراسٍ متحركة، وأدوية، وحليب للأطفال. كما تخلّى عن كثيرات منهن أزواجهن. بعضهم تزوج وأنشأ أسراً جديدة. تقول مؤسسة الجمعية، أليساندرا هورا، إن الرجال نادراً ما شاركوا في المجموعة. وتضيف لبي بي سي: "سمعت من كثير من النساء أن أزواجهن شعروا بأنهن وضعن دور الأمومة قبل دور الزوجة". وقد وجدت النساء طرقاً جديدة لتنظيم حياتهن. صدر الصورة، Felix Lima/BBC News Brasil التعليق على الصورة، ربت أليساندرا هورا حفيدها المصاب بمتلازمة زيكا الخلقية بعد فقدانها ابنها بعد تقديم طلبات إلى سلطات الإسكان العامة، تمكنت نحو 15 منهن من الانتقال إلى المجمع السكني نفسه، حيث يعشن منذ خمس سنوات. وتقول أليساندرا: "كان هدفنا أن يعشن بالقرب من بعضهن ليدعمن بعضهن، ليكنّ شبكة الدعم التي تفتقر إليها معظمهن". بدأت أليساندرا رعاية حفيدها إريك، المصاب بمتلازمة زيكا الخلقية، بعد مقتل ابنها في حيّهما على أطراف ماسايو. انتقلت روتي إلى مجمع "أمهات زيكا" بعد طلاقها، وأصبحت قريبة من جارتَيها آن كارولين دا سيلفا روزا ولينيسي فرانسا، اللتين لديهما طفلان مصابان بالمتلازمة، وهما مويسيس وإنزو. صدر الصورة، Felix Lima/BBC News Brasil التعليق على الصورة، ساندت لينيسي فرانسا وآن كارولين روزا وروتي فرييريس بعضهن خلال تحديات تربية أطفال مصابين بمتلازمة زيكا مثل تامارا، يتغذى مويسيس عبر أنبوب يخرج من معدته. لم يعد قادراً على الوقوف، لكنه يتمكن من رسم ابتسامة خفيفة حين تغمره شقيقته الصغيرة ماريا بالقبلات. أما إنزو، فهو من بين قلة من الأطفال الذين لديهم استقلالية أكبر. فبعد سنوات من دخول المستشفيات والخروج منها، أصبح قادراً الآن على المشي والكلام. العيش بالقرب من بعضهن أتاح للأمهات تبادل النصائح حول التعامل مع الحالات الصحية المعقدة لأطفالهن. لكن كانت هناك فوائد أخرى أيضاً. فقد بدأت روتي حضور دروس مسائية بعد أن تكفّلت آن كارولين ولينيسي برعاية تامارا مما مكنها من استكمال دراستها والحصول على شهادة الثانوية. لا تزال تامارا غير قادرة على المشي أو الكلام، كما توقع الأطباء. قبل سنوات قليلة، لم تكن تستطيع تثبيت نظرها على أي شيء بعينه، لكن بفضل العلاج الطبيعي باتت الآن قادرة على التعرّف إلى نفسها في المرآة. وعيناها تتابعان والدتها في كل مكان. وغالباً ما تتبادلان النظرات عندما تجلس روتي بجانبها على الأريكة وتداعب شعرها الطويل المجعّد. الحصول على تعويضات أكبر كما أثمرت معركة الأمهات التي استمرت عقداً من الزمن من أجل الحصول على دعم مالي أفضل. ففي ديسمبر/كانون الأول، أقرّ البرلمان البرازيلي مشروع قانون قُدّم عام 2015 يمنح العائلات المتضررة من زيكا تعويضاً بقيمة 8,800 دولار، إضافة إلى دفعات شهرية قدرها 1,325 دولاراً، أي خمسة أضعاف الإعانة السابقة. لكن الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا استخدم حق النقض ضد القانون، قائلاً إن تبعاته المالية غير واضحة، واقترحت إدارته بدلاً من ذلك دفعة واحدة بقيمة 10 آلاف و500 دولار. إلا أن خبراء مثل الدكتورة مارجاني ليموس، التي شخّصت أولى حالات صِغَر الرأس المرتبطة بزيكا، رأوا أن هذا غير كافٍ. وقالت إن السلطات أخفقت في حماية الأسر على مستويات عدة، مثل الفشل في احتواء الفيروس وعدم تعويض الأطفال بما يكفي لسنوات. صدر الصورة، Felix Lima/BBC News Brasil التعليق على الصورة، ساعدت لينيسي، مع ابنها إنزو، في رعاية تامارا لتتمكن روتي من استكمال تعليمها وأشارت وزارة الصحة في ولاية ألاغواس إلى أن وضع الفيروس في المنطقة تحسّن بفضل جهودها في توعية المواطنين بإزالة المياه الراكدة وتدريب فرق المراقبة الصحية. لكنها لم ترد على أسئلة حول كيفية دعم الأسر المتضررة. لكن في النهاية، انتصرت الأمهات. فقد أُلغي قرار لولا، وأُبلغن بأنهن سيحصلن على كامل التعويضات المقررة في مشروع قانون عام 2015. تراجع غامض في الحالات رغم التراجع الكبير في عدد حالات زيكا وولادات الأطفال المصابين بالمتلازمة، تقول الدكتورة ليموس إن تفشياً جديداً يظل ممكناً، لأن سبب التراجع لا يزال مجهولاً. وتوضح: "يبدو أن الطفرة توقفت تلقائياً. وهذا يدعم نظرية وجود مناعة طبيعية. لكن هل هذا صحيح؟ كم تدوم؟ لا نعرف". وبعد عقد من التفشي، لا تزال أسئلة كثيرة بلا إجابة بسبب نقص الأبحاث. لماذا مثلاً تأثر شمال شرق البرازيل بشدة، ولا سيما النساء الفقيرات هناك؟ تشير إحدى الدراسات إلى أن السبب قد يكون سوء تغذية الأمهات. وتفترض أخرى أن المياه الملوثة ببكتيريا ربما أفرزت سماً عصبياً زاد من حدة تأثير الفيروس على أدمغة الأجنة. صدر الصورة، Felix Lima/BBC News Brasil التعليق على الصورة، مارجاني ليموس شخّصت أولى حالات صِغَر الرأس الناجمة عن زيكا في ولاية ألاغواس وتقول الباحثة في التشوهات الخَلقية للدماغ باتريسيا غارسيس وعالم الأعصاب ستيفنز ريهن، اللذان قادا المشروعين، لبي بي سي إن الإجابة قد تكون مزيجاً من هذه العوامل وأخرى. وتضيف الدكتورة غارسيس، التي تُدرّس في كلية كينغز بلندن: "نعرف الآن قليلاً عن العوامل البيئية التي ربما ساهمت في ارتفاع الانتشار، لكننا لا نفهم تماماً كيف ساهمت"، مشيرة إلى أن نقص الأبحاث يمثل مشكلة. وترى الدكتورة ليموس أن هذا النقص ربما يعود إلى أن غالبية المتضرّرين من الفقراء. ورغم الغموض، منح الفوز في معركة التعويضات روتي شعوراً جديداً بالتفاؤل. تقول: "شعرت بفرح هائل عندما سمعت الخبر، أردت أن أصرخ". وهي الآن تسعى للحصول على مؤهل في مجال التعليم ووظيفة جيدة الأجر، وتطمح لتأمين صحي خاص لابنتها، وتحلم بشراء سيارة يوماً ما لتأخذها إلى مواعيد العلاج.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store