
الخليج الصهيوني... منابر للخيانة ومعاداة الأمة الإسلامية
وهو بذلك لا يعبّر فقط عن انحياز سياسي، بل عن اندماج عضوي مع المشروع الصهيوني نفسه، حتى غدا الإعلام الخليجي – في كثير من وجوهه – جزءًا من الآلة النفسية التي تدير حربًا ناعمة ضد الوعي العربي والإسلامي.
إن منابرهم، التي يُفترض أن تكون صوت الأمة، تحوّلت إلى أدوات لتبرير المجازر، وتجميل التطبيع، وتشويه المقاومين، وما هذا إلا انعكاس لاصطفافهم الحقيقي: فمصالحهم 'الوطنية' المزعومة لم تعد تُفهم إلا في ضوء مصالح الصهيونية العالمية، وكلما اشتد الحصار على غزة، ازداد دفاعهم عن الكيان، حتى باتت أصواتهم امتدادًا لأصوات المتحدثين باسم حكومة الاحتلال، وإذا كان بعض القادة يحاولون تجميل مواقفهم أمام شعوبهم بشعارات مكررة عن 'حل الدولتين' و'التوازن الإقليمي'، فإن ما يردده إعلامهم يفضح حقيقة موقفهم: موقف التبعية الكاملة، والانحياز السافر، والخيانة المغلّفة بزيٍ عربي.
ورأينا بالأمس القريب كيف مولت قطر الجماعات التكفيرية في سورية بعد أن رفض نظامها الانخراط في مشروع العمالة والتطبيع، وتحولت البلاد إلى ساحة إعدامٍ كبرى حتى اليوم، ومكنت التكفيريين من مختلف الأسلحة اللازمة لإسقاط الدولة والجيش، من مضادات للطيران ومضادات للدروع وغيرها من الأسلحة اللازمة لضرب سورية وتفتيت وحدتها الوطنية.
بالمقابل تبخل قطر على المقاومة الفلسطينية بأيٍ من تلك الأسلحة، وتكتفي بالعويل الإعلامي عبر قنواتها، حتى لا تبدو في الصورة صهيونية أكثر مما ينبغي، ولو أرادت نصرة غزة لأوقف قاعدة العديّد من دعم الكيان في عملياته المسلحة في القطاع، ولما سمحت لها بالانخراط في العدوان الأخير على إيران الإسلامية.
وسياسة التقنع التي تمارسها قطر هي سياسة خليجية عتيقة، لكن دول الخليج الأخرى تخلت عن تلك الأقنعة وأظهرت صيونيتها للعلن، وما نراه من تصهينٍ سعودي إماراتي ليس وليد اللحظة، بل هو ثقافة نشأ عليها الكبير والصغير من حكام الخليج، وقد رأينا صهيونية آل سعود وآل نهيان في عدوانهم الغادر على اليمن، ولم يكن له أي دوافع سوى قمع الشعب المناهض للصهيونية والمتطلع إلى تحرير فلسطين.
وليس لتلك الأنظمة أي أجندات خاصة بها، ما عدا الاملاءات المفروضة عليها من البيت الأبيض، كما أن ثرواتها تذهب إلى البنوك الصهيو-أميركية، فكذلك كل مواقفها السياسية والإعلامية موجهة لخدمة العدو الصهيوني، ولتفرقة الأمة الإسلامية وثنيها عن التوحد في مواجهة العدو الهمجي الذي يستهدف كل أبنائها.
ولن تكتف تلك الأنظمة بالعمالة، بل سعت إلى تعميمها على كل شعوب المنطقة، فأنشأت كيانات وأحزاب متصهينة داعمة للكيان، ففي اليمن تدعم قطر، ومن قبلها السعودية، حزب الإصلاح، وقد تولى هذا الحزب تدمير البلاد من الداخل ونشر الفتن والعدوات الطائفية والمناطقية بين أبناء الشعب الواحد، وما نراه من صراعٍ جنوبي – شمالي في اليمن، هو نتاج الإفساد الممنهج لحزب الإصلاح، وقد قدم إعلامه مؤخراً سياسات إعلامية تتطابق إلى حدٍ كبير مع الإعلام الرسمي للكيان، ولو أن قطر صادقة في دعمها لغزة وأنصار غزة لمنعت الإعلام الإخواني في اليمن من مهاجمة العمليات البحرية المناصرة لحماس والجهاد، فقطر الممول الوحيد لتلك الفئة من عملاء الصهيونية.
بالمقابل تمول السعودية والإمارات الفرع الآخر من منافقي اليمن، من العفافيش ومرتزقة الجنوب، ورغم اختلاف هذه الفئة عن تلك التي تمولها قطر، وعن كمية الصراع بين الطرفين، إلا أنهما مجمعان على دعم الكيان والتطبيع معه، حتى لو كان بأسهم بينهم شديد، ويتبادلون الضربات الموجعة بين كل فترةٍ وأخرى.
باختصار، فإن منظومة دول الخليج ليست مستقلة ولا تملك الحق في الكلام إلا بما يخدم المصالح الصهيونية، وما دون ذلك فليس لها الحق حتى في إبداء الرأي، ولا فرق بين العدو وبين عملائه، وللأمة كل الحق في ضرب مكامن القوة للعدو الصهيوني، وأولها مصالحه في الخليج، حيث تذهب ثرواته لتدمير الأمة الإسلامية وتفريق شعوبها، وهذه حقيقة يعلمها الأحرار ويتستر عليها الإعلام الممول من الخونة بمختلف توجهاتهم الدينية والعلمانية. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد محسن الجوهري

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يمنات الأخباري
منذ ساعة واحدة
- يمنات الأخباري
ترامب يهدد روسيا بعقوبات في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق حول أوكرانيا خلال 50 يوما
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن واشنطن تنوي فرض رسوم جمركية على روسيا وشركائها التجاريين في حال فشلت موسكو في التوصل لاتفاق بشأن التسوية في أوكرانيا خلال 50 يوما. قال ترامب خلال اجتماع مع الأمين العام لحلف 'الناتو' مارك روته في البيت الأبيض: 'نحن مستاؤون للغاية منهم [الجانب الروسي]، وسنفرض رسوما جمركية صارمة للغاية في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال 50 يوما. سنفرض رسوما جمركية بنسبة 100% تقريبا. يمكن وصفها بأنها ثانوية'. وأضاف، في إشارة إلى اتفاقيات تسوية النزاع في أوكرانيا: 'كنت أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق قبل شهرين'. في يوم 10 يوليو، وعد ترامب بالإدلاء بتصريح في غاية الجدية حول روسيا في يوم 14 يوليو الجاري خلال مقابلة مع قناة 'إن بي سي نيوز' التلفزيونية. وكان ترامب قد أعلن في 8 يوليو أنه يدرس 'بجدية كبيرة' إمكانية تمرير مشروع القانون، الذي قدمته مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في أبريل الماضي، بقيادة غراهام وزميله الديمقراطي ريتشارد بلومنثال. ويتضمن المشروع فرض عقوبات ثانوية تطال الشركاء التجاريين لروسيا، بالإضافة إلى رسوم جمركية مرتفعة بنسبة 500% على الواردات القادمة من دول تواصل شراء النفط والغاز واليورانيوم وسلع أخرى من روسيا.


وكالة الصحافة اليمنية
منذ 3 ساعات
- وكالة الصحافة اليمنية
ترامب يعلن ارسال أسلحة لأوكرانيا باتفاق مع 'الناتو' ويُهدد روسيا بعقوبات اقتصادية
واشنطن / وكالة الصحافة اليمنية // أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال لقائه اليوم الاثنين، أمين عام حلف شمال الأطلسي 'الناتو'، مارك روته، التوصل إلى اتفاق لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا. وقال ترامب خلال اللقاء في البيت الأبيض: 'أنّ أوكرانيا ستحصل على معدات عسكرية بمليارات الدولارات قريبًا'. وأضاف: 'سنرسل أسلحة إلى أوكرانيا، والناتو هو من سيتولى مهمة إرسالها ولن ندفع ثمنها'، مؤكدًا أنه سيتم إرسال بطاريات 'باتريوت' إلى أوكرانيا خلال أيام. من جهته، أكّد أمين عام 'الناتو' أنّ 'أوكرانيا ستحصل على كميات هائلة من الأسلحة بموجب اتفاق بيننا وبين واشنطن'، مشيراً إلى أنّ الشحنات تشمل أسلحة أوسع من 'باتريوت'. يُذكر أنّ واشنطن أوقفت شحنات 'باتريوت' إلى كييف بسبب التراجع الحاد في المخزون، وفق صحيفة 'الغارديان' البريطانية. ويُشار أيضاً إلى أنّ ترامب قال، في وقت سابق اليوم، أنّ الولايات المتحدة ستوفر 'قطعاً مختلفة' من المعدات العسكرية لكييف، على أن يدفع الأوكرانيون ثمنها بالكامل. وفي مقابلة مع شبكة 'NBC News' الأميركية، قبل أيام، قال ترامب: 'نرسل أسلحة إلى الناتو، وهو يدفع ثمنها بالكامل'، موضحاً أنّ 'الناتو بدوره سيقدّم هذه الأسلحة لأوكرانيا'. وبشأن روسيا، أعلن ترامب أنّه أجرى 'محادثات ودية' مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لكنه 'شعر بالإحباط بسبب استمرار روسيا في مهاجمة أوكرانيا'. وهدّد بفرض تعريفات جمركية مرتفعة تستهدف روسيا، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال 50 يوماً. وتحدّث عن مشروع قانون قيد الدراسة في الكونغرس، والذي إذا تم إقراره، قد يؤدّي إلى 'فرض عقوبات أكثر صرامة على موسكو'.


26 سبتمبر نيت
منذ 4 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
ترامب يعلن اتفاق مع حلف الاطلسي على خطة جديدة لتسليح اوكرانيا
أعلن الرئيس دونالد ترامب والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، اليوم الاثنين، عن خطة لإعادة تسليح أوكرانيا بالصواريخ وأسلحة أخرى في معركتها ضد روسيا، أعلن الرئيس دونالد ترامب والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، اليوم الاثنين، عن خطة لإعادة تسليح أوكرانيا بالصواريخ وأسلحة أخرى في معركتها ضد روسيا، كما هددا بفرض رسوم جمركية صارمة إذا لم تنه موسكو الحرب. وجاء إعلان الزعيمين بعد أسابيع من إبداء ترامب إحباطه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرفضه التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع. ووجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نداءات متكررة إلى ترامب وقادة حلف شمال الأطلسي للحصول على مزيد من الأسلحة. وبموجب الاتفاق، قال ترامب إن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بأسلحة ستدفع دول الحلف ثمنها. وقال روته إن كميات هائلة من الأسلحة، ومنها الصواريخ، ستُرسل في إطار الدفعة الأولى من العتاد العسكري. وذكر ترامب أن العتاد العسكري، ومنه منظومة باتريوت الصاروخية، سيصل قريبا جدا. وقال ترامب أيضا إنه سيفرض "رسوما جمركية مرتفعة للغاية" على روسيا إذا لم تتوصل إلى اتفاق خلال 50 يوما. ويعمل صناع السياسات في الكونغرس على حزمة عقوبات على روسيا. وقال روته "لو كنت مكان فلاديمير بوتين اليوم وكنتم تتحدثون عما تعتزمون تنفيذه خلال 50 يوما... كنت سأعيد النظر في ما إذا كان عليّ أن أتعامل بجدية أكبر مع المفاوضات المتعلقة بأوكرانيا". ورغم تردده في اتخاذ إجراءات عقابية ضد روسيا، خرج ترامب من مكالمة هاتفية أجراها في الآونة الأخيرة مع بوتين محبطا بعدما بدا الرئيس الروسي مستعدا لمواصلة الحرب. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن ترامب كان يشير إلى "فرض رسوم جمركية 100 بالمئة على روسيا" بالإضافة إلى ما يسمى بالعقوبات الثانوية التي تستهدف دولا ثالثة تشتري النفط الروسي وذلك في حالة عدم التوصل لاتفاق في غضون 50 يوما.