logo
فتش عن القيادة

فتش عن القيادة

الرياضمنذ 2 أيام
أكثر أسباب إخفاق القادة، وعلى كل المستويات، غياب الرؤية والقدرة على التغيير، أكثرهم يسير على سياسة من سبقه، فيصبح أسير الماضي وقيوده ومحدداته، وحتى على مستوى الأفراد، فابن الفلاح يصبح فلاحاً، وابن التاجر تاجراً، ما لم تتغير الظروف، أو تطرأ مؤثرات على المجتمع كالتعليم والفرص المتاحة..
يكمن نجاح الدول، والشركات، والمؤسسات التجارية والمرافق العلمية في قادتها، ما رؤيتهم وتوجهاتهم؟ وما الأفكار والقيم التي يؤمنون بها؟ ماذا يريدون؟ أكثر أسباب إخفاق القادة، وعلى كل المستويات، غياب الرؤية والقدرة على التغيير، أكثرهم يسير على سياسة من سبقه، فيصبح أسير الماضي وقيوده ومحدداته، وحتى على مستوى الأفراد، فابن الفلاح يصبح فلاحاً، وابن التاجر تاجراً، ما لم تتغير الظروف، أو تطرأ مؤثرات على المجتمع كالتعليم والفرص المتاحة.
وحين نعود لقادة الدول، وهم الأهم، والأكثر تاثيراً على مستوى العالم، نجد أن القائد هو من يبني وطنا مزدهرا وقويا، وشعبا منتجا، وحياة رغيدة، أو وطنا ضعيفا، وشعبا فقيرا، وحياة كئيبة، ولو أخذنا على سبيل المثال تأثير القادة الإيجابي لدولتين مختلفتين في كل شيء سنغافورة بحجمها الصغير والذي لا يتجاوز مساحة قاعدة جوية في المملكة، والصين بعدد سكانها الهائل، ومساحاتها الشاسعة، ومصادرها الطبيعية الوفيرة، نجد أن كل منهما بهر العالم بسرعة تقدمه، وأصبح مثالا يحتذى في مكافحة الفقر، وزيادة دخل الفرد أضعافا مضاعفة.
سنغافورة تحولت من جزيرة تغطيها المستنقعات ويستوطنها البعوض، وينتشر فيها الفساد على كل المستويات، كما هو في مذكرات قائدها السابق لي كوان يو. إلى واحدة من أنظف الدول، والأعلى دخلاً للفرد في العالم، كل ذلك بفضل القيادة التي وضعت الرؤية، وجعلت الأولوية للتعليم والتنمية، والاهتمام بالشأن الداخلي، وعدم تشتيت الجهد فيما لا يصب في هذا الاتجاه.
أما الصين وأسباب نهضتها، فقد كتب المستشرق الصيني "شوي تشينغ قوه بسام" في جريدة الشرق الأوسط مقالاً بعنوان "الإصلاح الصيني والثورة الإيرانية" أوضح أسباب التقدم السريع للصين مقارنة بإيران. وكيف تحولت من واحدة من أفقر دول العالم، حيث لا يتجاوز دخل الفرد فيها 160 دولارا في السنة قبل بداية الإصلاح في عام 1978، إلى 13000 دولار في عام 2024، وأصبحت الثانية في الاقتصاد على مستوى العالم، ويعزو ذلك إلى الحركة الإصلاحية التي قام بها الرئيس الصيني "دنق شياو بينغ" في عام 1978 وما صاغ من عبارات أصبحت خطوطاً عريضة في عهده، ولمن جاء بعده، ويذكر كاتب المقال أهمها هي:
أولاً. "الفقر ليس اشتراكية" وهذه العبارة كانت مترسخة في الفكر الاشتراكي، وكما هي في مفهوم بعض المسلمين، ولذا تجد أن أكثر الفقراء في بعض الدول كالهند هم من المسلمين، وبعض الأسر تتوارث الفقر، وتظن أنه قدرها، وأن الغنى حكر على أسر أو فئات محددة، وربما يفسر ذلك ما يتمتع به اليهود من غنى وقوة ونفوذ على مستوى العالم رغم قلتهم، وربما لديهم مقولاتهم وثقافتهم وتجاربهم التي أوصلتهم لذلك.
ثانياً. "التنمية هي الحقيقة الصلبة"، أي أن الصين اتجهت إلى التنمية بكل إمكاناتها من أجل التنمية ومكافحة الفقر، والسبيل إلى ذلك هو النمو الاقتصادي، وأصبحت التنمية بديلاً عن الأيديولوجيا، أو التدخل في شؤون الآخرين.
ثالثاً. "الإصلاح هو الثورة الثانية في الصين" التنمية والاقتصاد بحاجة إلى إصلاحات جذرية في الأنظمة والمؤسسات الحكومية والقيادات، الإصلاح ثورة داخلية تقودها الدولة على كل ما يعوق التنمية.
رابعاً. "العلم والتكنولوجيا يمثلان أهم قوة إنتاجية"، فالعلم ركيزة أساسية للقوة الشاملة، وهنا يجدر بنا أن نركز على هذا الجانب، فيكون لدينا أفضل نظام تعليم، وأقوى جامعات ومراكز أبحاث في مختف التخصصات.
خامساً. "لا يهم إن كانت القطة سوداء أم بيضاء، المهم أن تصيد الفئران"، وهذه العبارة تختصر ما تقوم به الحكومة الصينية من أجل الإصلاح والتنمية، وقد كرر الرئيس الحالي شي جينينغ هذه القولة في كثير من خطبه، فلا فائدة من اجترار الماضي بكل تناقضاته، أو الأيديولوجيا وما تسببه من إعاقة وقيود وتخدير.
سادساً. "لا يمكن للصين أن تنفصل عن العالم، والاستقلال لا يعني العزلة، والاعتماد على الذات لا يعني رفض الآخرين" فلا تنمية حقيقية إلا بالانفتاح على العالم، كل العالم، وهنا يقارن بين شعار الثورة الإيرانية "لا للشرق ولا للغرب" بينما الإصلاح الصيني يقول: "نعم للغرب ونعم للشرق".
سابعاً. توارَ خلف الأضواء، مع العمل بالقدر الذي يليق بك" أي عالج الأمور بهدوء وروية، ومواجهة الشدة باللين، وتجنب استعراض القوة، أو التفاخر بها، وهذا ينسجم مع قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "استعينوا على على قضاء حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود".
هذه الأقوال التي وردت في المقال تختصر ما قامت به الصين من إصلاحات بهرت العالم، وهذه هي الخطوات التي يجب الأخذ بها من قبل الدول النامية، وبالأخص في المنطقة العربية، حيث الحاجة إلى التنمية، ونبذ الشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وقد وفقت السعودية بقيادة جعلت من التنمية والاقتصاد ركيزة أساسية لرؤيتها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سعر الذهب يهبط مع تهدئة ترمب للجدل حول مصير باول في الفيدرالي
سعر الذهب يهبط مع تهدئة ترمب للجدل حول مصير باول في الفيدرالي

الشرق للأعمال

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق للأعمال

سعر الذهب يهبط مع تهدئة ترمب للجدل حول مصير باول في الفيدرالي

تراجع سعر الذهب بشكل طفيف بعد جلسة متقلبة يوم الأربعاء، إذ يقيم المتعاملون التوقعات بشأن مستقبل جيروم باول كرئيس لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، في ظل تزايد التكهنات بإمكانية إقالته من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب. استقر سعر الذهب قرب 3330 دولاراً للأونصة، بعد أن ارتفع بنسبة 0.7% في الجلسة السابقة، عقب تصريحات لمسؤول في البيت الأبيض رجح فيها أن يسعى ترمب إلى إقالة رئيس الفيدرالي. لكن الرئيس الأميركي عاد ليصرح لاحقاً بأنه "لا يخطط لاتخاذ أي إجراء" بحق باول، مما هدأ من قلق الأسواق مؤقتاً. مخاوف إقالة باول قائمة رغم ذلك، لا تزال المخاوف من تدخل سياسي قائمة. إذ إن إقالة باول قبل انتهاء ولايته في 2026 من شأنها أن تثير تساؤلات حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، مما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن. ويُذكر أن المعدن النفيس ارتفع بنحو 30% منذ بداية العام، مدعوماً بالتوترات التجارية والجيوسياسية، إلى جانب تدفقات قوية إلى صناديق المؤشرات المتداولة وعمليات شراء من قبل البنوك المركزية. تراجع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% إلى 3331.34 دولاراً للأونصة عند الساعة 4:26 مساءً في سنغافورة. وارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.3%. كما انخفض البلاتين والبلاديوم بعد أن كانا قد سجلا ارتفاعاً بأكثر من 3% في الجلسة السابقة. * تم تحديث الأسعار في الموضوع حتى تعكس واقع السوق

أسعار الذهب تستقر وسط تكهنات بشأن مستقبل رئيس الفيدرالي الأميركي
أسعار الذهب تستقر وسط تكهنات بشأن مستقبل رئيس الفيدرالي الأميركي

الشرق للأعمال

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق للأعمال

أسعار الذهب تستقر وسط تكهنات بشأن مستقبل رئيس الفيدرالي الأميركي

استقر الذهب بعد جلسة متقلبة يوم الأربعاء، إذ قيم المتداولون التوقعات بشأن مستقبل جيروم باول في منصب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، عقب تكهنات متجددة بإمكانية إقالته من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وتراجعت أسعار الذهب إلى ما دون 3350 دولاراً للأونصة بعد أن كانت قد ارتفعت بنسبة 0.7% في الجلسة السابقة. وكان ترمب صرّح بأنه "لا يخطط لفعل أي شيء" لإقالة باول، وذلك بعد أن قال مسؤول في البيت الأبيض إن ترمب من المرجح أن يسعى لعزل رئيس الاحتياطي الفيدرالي. قفزت أسعار الذهب إثر هذه التكهنات، بينما هبطت الأسهم الأميركية والدولار وعوائد سندات الخزانة، قبل أن تهدأ الأسواق إثر توضيح ترمب. مخاوف إقالة باول قائمة رغم ذلك، لا تزال المخاوف من تدخل سياسي قائمة. إذ إن إقالة باول قبل انتهاء ولايته في 2026 من شأنها أن تثير تساؤلات حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، مما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن. ويُذكر أن المعدن النفيس ارتفع بنحو 30% منذ بداية العام، مدعوماً بالتوترات التجارية والجيوسياسية، إلى جانب تدفقات قوية إلى صناديق المؤشرات المتداولة وعمليات شراء من قبل البنوك المركزية. وسجّل الذهب استقراراً عند 3343.61 دولاراً للأونصة بحلول الساعة 8:40 صباحاً في سنغافورة. وارتفع مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري بنسبة 0.1%. أما البلاتين والبلاديوم فقد شهدا استقراراً بعد ارتفاعهما بأكثر من 3% في الجلسة السابقة.

قال الرئيس الأميركي إنه "من المستبعد جدا" أن يقيل رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي
قال الرئيس الأميركي إنه "من المستبعد جدا" أن يقيل رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي

العربية

timeمنذ 3 ساعات

  • العربية

قال الرئيس الأميركي إنه "من المستبعد جدا" أن يقيل رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي

انخفضت أسعار الذهب اليوم الخميس، متأثرة بارتفاع الدولار وانحسار حالة التوتر في السوق بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه "من المستبعد جدا" أن يقيل رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول. وانخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 3340.79 دولار للأونصة بحلول الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش. وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4% إلى 3347.10 دولار، نقلاً عن ارتفع مؤشر الدولار 0.1% مقابل عملات رئيسية أخرى، مما جعل الذهب المقوم بالدولار أكثر تكلفة بالنسبة لحاملي العملات الأخرى، وفق وكالة "رويترز". وقال كبير محلل شؤون السلع لدى ريلاينس سكيوريتيز، جيجار تريفيدي: "انخفض الذهب 3340 دولارا للأونصة مع استعادة الدولار زخمه عقب انحسار حالة الضبابية بشأن منصب رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي". كان مصدر قد قال لـ"رويترز" أمس الأربعاء إن ترامب منفتح على فكرة إقالة باول. غير أن ترامب قال أمس إنه لا يعتزم إقالة باول، لكنه أبقى الباب مفتوحا أمام هذا الاحتمال، وجدد انتقاده لرئيس البنك المركزي لعدم خفض أسعار الفائدة. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.1% إلى 37.98 دولار للأونصة. وزاد البلاتين 0.2% إلى 1419.67 دولار، وانخفض البلاديوم 0.1% إلى 1230.14 دولار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store