logo
من الملكة فيكتوريا إلى الملك تشارلز... القطار الملكي يقترب من محطته الأخيرة

من الملكة فيكتوريا إلى الملك تشارلز... القطار الملكي يقترب من محطته الأخيرة

النهارمنذ يوم واحد
في خطوة تختصر التحوّل العميق في أولويات العائلة المالكة البريطانية، قررت التخلي عن قطعة أخرى من إرثها العريق: القطار الملكي. هذا الرمز الفاخر الذي رافق ملوك وملكات بريطانيا منذ القرن التاسع عشر، سيسلك نفس مسار اليخت الملكي "بريتانيا" (Britannia)، ويُحال إلى التقاعد بحلول عام 2027.
لم يعد الحفاظ على الرمزية التاريخية هو الأهم، بل بات التركيز منصبّاً على النفقات والعائدات، في مشهد يعكس تغيّراً في فلسفة الحكم، ومعه صورة العائلة المالكة في عيون البريطانيين.
يعود تاريخ القطار الملكي إلى عام 1830، حين أمرت الملكة فيكتوريا بصنع نسخته الأولى، فتميز آنذاك بخشب الساتان، وأرائك مريحة مكسوة بجلد "الموروكو الأخضر الداكن". أما الصالون الأزرق السماوي الذي أمر الملك جورج الخامس بصنعه عام 1912، فكان أشبه ببيضة فابرجيه، من حيث زخرفته وفخامته.
منذ عام 1842، ارتبطت أعمال سكة حديد وولفرتون (في باكينغهامشير) ارتباطاً وثيقاً بالقطار الملكي. وقد تأسست الورشة في ثلاثينيات القرن التاسع عشر على يد شركة سكة حديد لندن وبرمنغهام، وتُعد من أقدم ورش السكك الحديدية العاملة في العالم. وشيّدت بلدة وولفرتون خصيصاً لإيواء عمالها.
أما الطراز الحالي من القطار، فغالباً ما استخدمته الملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب خلال الرحلات الليلية، ويقال إنه كان يضمّ حماماً مع حوض استحمام كامل الحجم. لكن الملك تشارلز يفضل التنقل بسيارة تعمل بالوقود الحيوي، ما جعل قرار التخلي عن القطار الملكي أسهل.
بالأرقام... إجراءات لتقليص النفقات
أعلن قصر باكنغهام، يوم الإثنين الماضي، عن إحالة القطار الملكي إلى التقاعد بحلول 2027، وذلك ضمن مراجعة شاملة لاستخدامه و"قيمته مقابل المال"، في إطار إجراءات لتقليص النفقات.
ووفقاً لشبة "سي ان ان"، فإن تكلفة استخدام القطار الملكي تُعدّ مرتفعة جداً، بحسب التقرير السنوي لحسابات العائلة المالكة، الذي كشف أن زيارة الملك إلى مقاطعة ستافوردشاير في شباط/فبراير الماضي كلّفت 44,822 جنيهاً إسترلينياً (نحو 61,800 دولار)، بينما بلغت تكلفة زيارة إلى مقر شركة "بنتلي" أكثر من 33,000 جنيه (45,700 دولار). وتُضاف إلى ذلك تكاليف تخزين القطار في منشأة آمنة في وولفرتون.
وورد في التقرير أن استمرار تشغيل القطار بعد عام 2027 يتطلب "استثماراً كبيراً"، ما أسهم في اتخاذ القرار. في المقابل، تُعتبر طائرتا الهليكوبتر بديلاً "موثوقاً"، إذ استخدمها أفراد العائلة المالكة أكثر من 140 مرة العام الماضي، بمتوسط تكلفة 3,370 جنيهاً (4,600 دولار) للرحلة الواحدة.
جاء إعلان تقاعد القطار الملكي في إطار التقرير المالي السنوي للعائلة المالكة، الذي كشف أن قيمة المنحة السيادية السنوية التي تتلقاها من الحكومة بقيت 86.3 مليون جنيه إسترليني (118.5 مليون دولار). وتُموّل هذه المنحة من أموال دافعي الضرائب البريطانيين، مقابل تنازل الملك عن أرباح ممتلكات التاج الملكي لصالح الدولة، وهو ترتيب يعود إلى عام 1760.
بين التقشف والانفتاح
اعتبر كثيرون أن القرار يأتي في سياق رؤية جديدة للملك تشارلز، تقوم على تقليص مظاهر البذخ وتعزيز التواصل مع الشعب. إذ لوحظ منذ تتويجه تغيّرٌ في نهج الفعاليات الرسمية، عبر تبسيط المراسم وإشراك الجمهور في القضايا الشخصية التي تواجه العائلة، مثل مرض السرطان لدى الملك والأميرة ويلز.
من أبرز الإشارات أيضاً، إعلان فتح قلعة بالمورال للجمهور للمرة الأولى في تاريخها، في خطوة فسّرتها مصادر ملكية بأنها تعكس رغبة الملك في جعل المساكن الملكية أكثر انفتاحاً. يقول جو ليتل، رئيس تحرير مجلة " Majesty": هناك رغبة متزايدة في تعزيز الوصول العام. وقد بُذلت جهود ضخمة في بالمورال وساندرينغهام، داخلياً وخارجياً".
وجاء إعلان تقاعد القطار على لسان جيمس تشالمرز، أمين الخزينة الملكية، خلال مؤتمر صحفي استعرض خلاله نفقات العائلة. وأوضح أن التوجه الجديد يتمحور حول ضمان أن تُنفق المنحة السيادية على ما يعود بالنفع المباشر على الجمهور.
كيف تبدو وسيلة النقل الباهظة هذه من الداخل؟
وُصف القطار الملكي البريطاني بأنه "القطار الأكثر رومانسية في بريطانيا"، وفقاً لخبير القطارات الملكية فيل مارش. وعلى مدار ما يقارب قرنين من الزمن، بقي هذا القطار وسيلة تنقل استثنائية للعائلة المالكة، يجمع بين الفخامة والخصوصية والتاريخ.
في عام 1842، أصبحت الملكة فيكتوريا، وهي في الثالثة والعشرين من عمرها، أول ملكة تسافر بالقطار. طوال فترة حكمها، أدخلت تحديثات متكررة على عربتها الخاصة، أبرزها الكراسي المصنوعة من خشب الساتان وخشب "القيقب عين الطائر" بتصاميم دقيقة، والقماش الحريري الأزرق على الطراز الفيكتوري الكلاسيكي. وبما أنها كانت تستخدم العربة للقراءة والعمل، شُيدت فيها أرائك وطاولات كتابة ومصابيح، إلى جانب أزرار لاستدعاء الخدم أو إيقاف القطار. ومع مرور الوقت، أُضيفت الإضاءة الكهربائية والسباكة الحديثة.
وفي عام 1977، تزامناً مع جولة "اليوبيل الفضي" للملكة إليزابيث الثانية، قُدّمت لها النسخة الحالية من القطار الملكي، بتصميم داخلي عصري بعيد عن زخرفة العصر الفيكتوري. يقول المؤرخ الملكي ديفيد مكلور: "يفترض الجميع أن القطار الملكي فخم إلى حد كبير، كما في قطار الشرق السريع، لكن الواقع أنه عملي أكثر مما هو مترف". وقد طُلي القطار حينها بلون "كلاريت" الملكي، وهو لون خمري غامق.
لاحقاً، خضع القطار لتحديثات إضافية، شملت تجهيزات أمنية متطورة لمقاومة الهجمات، بما في ذلك الحماية من نيران الرشاشات والقنابل والصواريخ. كما أُجريت تعديلات طفيفة لتتناسب مع تفضيلات كبار أفراد العائلة المالكة. على سبيل المثال، طلب الأمير فيليب تركيب مرآة حلاقة بجانب المرحاض.
يضم القطار اليوم تسع عربات تشمل غرف نوم، وحمامات، ومساحات لتناول الطعام والعمل. وقد صُممت ديكوراته الداخلية لتلائم احتياجات الراحة والعمل أكثر من السعي وراء المظاهر الباذخة. ووفقاً لصحيفة "إكسبريس"، يملك الملك تشارلز جناحه الخاص الذي يضم غرفة نوم، وحماماً، ومكتباً صغيراً، مزوّداً بأريكة زرقاء وبيضاء وستائر متناغمة. تجدر الإشارة إلى أن القطار لا يحتوي على أي أسرّة مزدوجة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

HOW TO TRAIN YOUR DRAGON الأعلى ربحا ضمن هذه السلسلة في شباك التذاكر المحلي
HOW TO TRAIN YOUR DRAGON الأعلى ربحا ضمن هذه السلسلة في شباك التذاكر المحلي

صدى البلد

timeمنذ 8 ساعات

  • صدى البلد

HOW TO TRAIN YOUR DRAGON الأعلى ربحا ضمن هذه السلسلة في شباك التذاكر المحلي

سجّل فيلم 'How to Train Your Dragon' بنسخته الحيّة إنجازًا جديدًا، حيث أصبح أعلى أفلام السلسلة تحقيقًا للإيرادات في شباك التذاكر الأمريكي، متجاوزًا الأجزاء السابقة التي أُنتجت بصيغة الرسوم المتحركة. ووفقًا للأرقام الصادرة، فقد بلغت إيرادات الفيلم محليًا أكثر من 203.4 مليون دولار حتى مطلع يوليو، ليتفوّق بذلك على الجزء الأول من السلسلة الذي حقق سابقًا 217.6 مليون دولار خلال فترة عرضه في عام 2010. الفيلم الذي انطلق في دور العرض الأمريكية يوم 13 يونيو الماضي، استهلّ عرضه بافتتاحية قوية بلغت 83.7 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع الأولى، ما جعله الافتتاح الأعلى في تاريخ السلسلة التي تمتد على مدى 15 عامًا. ويواصل العمل الحي، الذي أعاد تقديم القصة الأصلية بأسلوب واقعي، تحقيق أداء مميز في شباك التذاكر، وسط إشادة نقدية وجماهيرية، ومن المتوقع أن يواصل صعوده خلال الأسابيع المقبلة ليصبح أحد أنجح أفلام العام. حقق الفيلم حتى الآن أكثر من نصف مليار دولار في شباك التذاكر العالمي وسط منافسة قوية مع العديد من الأعمال المعروضة حاليا منها Jurassic World: Rebirth.

سكارليت جوهانسون تصبح الممثلة الأعلى تحقيقًا للإيرادات في تاريخ شباك التذاكر العالمي
سكارليت جوهانسون تصبح الممثلة الأعلى تحقيقًا للإيرادات في تاريخ شباك التذاكر العالمي

صدى البلد

timeمنذ 8 ساعات

  • صدى البلد

سكارليت جوهانسون تصبح الممثلة الأعلى تحقيقًا للإيرادات في تاريخ شباك التذاكر العالمي

دخلت الممثلة الأمريكية سكارليت جوهانسون التاريخ كأعلى ممثلة تحقيقًا للإيرادات في تاريخ السينما العالمية، بعدما تجاوزت أفلامها مجتمعة إيرادات قياسية على مستوى شباك التذاكر العالمي. وتُعد مشاركة سكارليت جوهانسون في سلسلة أفلام 'مارفل'. وخاصة دورها الشهير 'ناتاشا رومانوف' أو 'بلاك ويدو'، من العوامل الرئيسية التي ساهمت في تحقيق هذه الأرقام الضخمة. حيث شاركت سكارليت جوهانسون في أفلام ناجحة مثل The Avengers، Avengers: Endgame، وCaptain America: Civil War، التي جمع كل منها مليارات الدولارات عالميًا. بلغ إجمالي إيرادات أفلام سكارليت جوهانسون أكثر من 15 مليار دولار، متجاوزة بذلك العديد من النجوم الذكور الذين لطالما تصدروا قوائم الأعلى دخلًا في هوليوود. هذا الإنجاز يعكس مسيرتها المتنوعة والناجحة، حيث جمعت بين الأدوار التجارية الضخمة والأفلام المستقلة التي أظهرت موهبتها التمثيلية. ويُعد هذا اللقب إنجازًا جديدًا يضاف إلى مسيرتها الفنية الغنية، ويثبت أن الحضور النسائي في أدوار البطولة قادر على تحقيق أرقام قياسية في الصناعة السينمائية العالمية. وتفوّق فيلمها الجديد 'Jurassic World Rebirth' الذي افتتح بـ26.3 مليون دولار يوم الجمعة، متصدرًا شباك التذاكر، وحقق بنهاية العطلة الأسبوعية أكثر من 300 مليون دولار.

Jurassic World Rebirth يحقق أعلى الإيرادات بافتتاحية سينمائية في 2025
Jurassic World Rebirth يحقق أعلى الإيرادات بافتتاحية سينمائية في 2025

صدى البلد

timeمنذ 10 ساعات

  • صدى البلد

Jurassic World Rebirth يحقق أعلى الإيرادات بافتتاحية سينمائية في 2025

حقق فيلم JURASSIC WORLD REBIRTH إيرادات بلغت 318.3 مليون دولار عالميًا، والتي تعد أكبر افتتاحية من حيث الإيرادات في عام 2025 حتى الآن. وتفوّق فيلم المغامرات والديناصورات 'Jurassic World Rebirth' الذي افتتح بـ26.3 مليون دولار يوم الجمعة، متصدرًا شباك التذاكر، في حين يواصل فيلم السباقات 'F1: The Movie' سباقه نحو حاجز الـ 100 مليون دولار محليًا. الفيلم الجديد من سلسلة الديناصورات الشهيرة- الذي يُعد الجزء السابع في امتياز Jurassic Park، والرابع ضمن سلسلة Jurassic World- نجح في تحقيق انطلاقة قوية في أول أيام عرضه، مسجلًا 26.3 مليون دولار في أكثر من 6100 دار عرض أمريكية. وتشير التوقعات إلى أن الفيلم سيحقق أكثر من 140 مليون دولار بنهاية اليوم، مما سيجعله سابع أعلى فيلم يحقق إيرادات محلية في عام 2025. وتحتاج شركة يونيفرسال إلى استمرار زخم موسم الأعياد خلال الأسابيع المقبلة، نظرًا لأن ميزانية إنتاج الفيلم تبلغ حوالي 180 مليون دولار، باستثناء تكاليف التسويق. ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي الإيرادات المحلية 85 مليون دولار خلال فترة الثلاثة أيام التقليدية. وفي المقابل، لا يزال فيلم 'F1' من بطولة براد بيت، الذي تدور أحداثه في عالم سباقات الفورمولا 1، محافظًا على أدائه القوي بعد أسبوعه الثاني، إذ تشير التقديرات إلى أن إيراداته المحلية ستتجاوز 100 مليون دولار خلال الأيام القليلة القادمة، مدعومة بنجاحه الدولي الكبير الذي بلغ أكثر من 237 مليون دولار عالميًا حتى الآن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store