
"تفجير كنيسة مار الياس في دمشق يستأصل علامات التعايش" الفرزلي لـ "الديار": خطة تستهدف تقسيم سورية ولبنان
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
ما زالت تردّدات مجزرة كنيسة مار الياس في دمشق، والتي أسفرت عن سقوط العشرات بين قتلى وجرحى، تتوالى على أكثر من مستوى داخل سورية وخارجها، وخصوصاً أن الهجوم الإرهابي على الكنيسة خلال قداس مسائي يشارك فيه أبناء دمشق المسيحيين، قد شكّل اعتداءً على كل سورية وليس فقط على المسيحيين فيها، وحمل أكثر من دلالة لجهة التوقيت الملتبس، والذي أتى فيه هذا الاعتداء الذي يُعدّ الأول من نوعه بعد سقوط نظام بشارة الأسد، في لحظة إقليمية بالغة الدقة والخطورة، وفي هذا السياق، قرأ نائب رئيس المجلس النيابي السابق إيلي الفرزلي في حيثيات هذه الجريمة، وقال لـ "الديار"، ردا على سؤال حول موقف البطريرك الأورثوذكسي يوحنا العاشر يازجي الذي حمّل الحكومة السورية مسؤولية حماية المسيحيين:" أولا إن هذا الانفجار هو مُدان بكل المعايير، ومما لا شك فيه أن هدفه الرئيسي هو تهجير المسيحيين من سورية، وهذا أمر يخدم مخطّط تفتيت سورية ونزع الصفة الحضارية التاريخية لهذه الدولة التي منذ نشوئها حتى اليوم، أي منذ عشرة آلاف عام حتى يومنا هذا، لم تكن إلا المكان الذي يجتمع فيه الناس من كل الطوائف والألوان والمذاهب والمكوّنات والحضارات لتكون مركز الإشعاع الحضاري، وما حصل يؤدي حتما إلى إلغاء وقمع واستئصال كل علامات هذا التعايش".
أما عن هدف التفجير الإرهابي، فيرى الرئيس الفرزلي، أنه "إذا صدقت الأقوال وما كتب حول دور يُرسم لأحمد الشرع في إدارة سورية كرمز لوحدتها، وليس كرمز للدولة المشرذمة والمقسّمة، فإن المنطق يقول ان هذا العمل يستهدف مساعي الدولة لتحقيق هدف وحدة سورية، وهذا أمر يرتّب أعباءً أكبر وأقوى على الرئيس الشرع، في إمكان استئصال الحالة التي هي بكنفه، واستلام الدولة الواحدة الموحّدة بقدراتها الشرعية في كل نواحي الحياة العامة في سورية، وإذا لم تكن على هذا الشكل، فأنا أعتقد أن سورية تتعرّض لتصبح دولة فاشلة، والحكم في سورية يتعرّض أيضًا لكي يفقد ما قيل أنه ثقة الغرب والمجتمع الدولي به لتحقيق هذه الغاية".
وحول انتقاد البطريرك اليازجي لرسالة التعزية الرسمية من قبل الرئيس الشرع، يشير الرئيس الفرزلي، إلى أنه "من الطبيعي هذا الخطاب التصعيدي من قبل البطريرك الذي يتحدث بلسان المفجوعين من المجزرة الكبيرة جدا، بحيث إنه لم يسبق أن حدثت مع المسيحيين في سورية منذ مئات السنين هكذا عمليات إرهابية، إذ لا عجب أن ينطق البطريرك بمثل هذا الكلام الذي يعبّر فيه عن الألم العميق الذي يعاني منه هو ومن يمثّلهم، فالعبرة في التنفيذ وفي حماية المكوّنات السورية وفي تأكيد وحدة البلد، والعبرة في حماية مشروع حضاري لسورية".
ورداً على سؤال حول مستقبل سورية، يقول الرئيس الفرزلي، إنه "من غير الواضح إلى أين يتّجه الوضع في سورية، ولكن الخطة واضحة التي تستهدفها وتستهدف لبنان، وتريد أن تجعل من المنطقة مشلّعة الأجزاء ومقسّمة ضمن حدود سايكس بيكو أو خارج حدود سايكس بيكو.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
الفرزلي يحذر: خطة تستهدف تقسيم سورية ولبنان
ما زالت تردّدات مجزرة كنيسة مار الياس في دمشق، والتي أسفرت عن سقوط العشرات بين قتلى وجرحى، تتوالى على أكثر من مستوى داخل سورية وخارجها، وخصوصاً أن الهجوم الإرهابي على الكنيسة خلال قداس مسائي يشارك فيه أبناء دمشق المسيحيين، قد شكّل اعتداءً على كل سورية وليس فقط على المسيحيين فيها، وحمل أكثر من دلالة لجهة التوقيت الملتبس، والذي أتى فيه هذا الاعتداء الذي يُعدّ الأول من نوعه بعد سقوط نظام بشارة الأسد، في لحظة إقليمية بالغة الدقة والخطورة، وفي هذا السياق، قرأ نائب رئيس المجلس النيابي السابق إيلي الفرزلي في حيثيات هذه الجريمة، وقال لـ "الديار"، ردا على سؤال حول موقف البطريرك الأورثوذكسي يوحنا العاشر يازجي الذي حمّل الحكومة السورية مسؤولية حماية المسيحيين:" أولا إن هذا الانفجار هو مُدان بكل المعايير، ومما لا شك فيه أن هدفه الرئيسي هو تهجير المسيحيين من سورية، وهذا أمر يخدم مخطّط تفتيت سورية ونزع الصفة الحضارية التاريخية لهذه الدولة التي منذ نشوئها حتى اليوم، أي منذ عشرة آلاف عام حتى يومنا هذا، لم تكن إلا المكان الذي يجتمع فيه الناس من كل الطوائف والألوان والمذاهب والمكوّنات والحضارات لتكون مركز الإشعاع الحضاري، وما حصل يؤدي حتما إلى إلغاء وقمع واستئصال كل علامات هذا التعايش". أما عن هدف التفجير الإرهابي، فيرى الرئيس الفرزلي، أنه "إذا صدقت الأقوال وما كتب حول دور يُرسم لأحمد الشرع في إدارة سورية كرمز لوحدتها، وليس كرمز للدولة المشرذمة والمقسّمة، فإن المنطق يقول ان هذا العمل يستهدف مساعي الدولة لتحقيق هدف وحدة سورية، وهذا أمر يرتّب أعباءً أكبر وأقوى على الرئيس الشرع، في إمكان استئصال الحالة التي هي بكنفه، واستلام الدولة الواحدة الموحّدة بقدراتها الشرعية في كل نواحي الحياة العامة في سورية، وإذا لم تكن على هذا الشكل، فأنا أعتقد أن سورية تتعرّض لتصبح دولة فاشلة، والحكم في سورية يتعرّض أيضًا لكي يفقد ما قيل أنه ثقة الغرب والمجتمع الدولي به لتحقيق هذه الغاية". وحول انتقاد البطريرك اليازجي لرسالة التعزية الرسمية من قبل الرئيس الشرع، يشير الرئيس الفرزلي، إلى أنه "من الطبيعي هذا الخطاب التصعيدي من قبل البطريرك الذي يتحدث بلسان المفجوعين من المجزرة الكبيرة جدا، بحيث إنه لم يسبق أن حدثت مع المسيحيين في سورية منذ مئات السنين هكذا عمليات إرهابية، إذ لا عجب أن ينطق البطريرك بمثل هذا الكلام الذي يعبّر فيه عن الألم العميق الذي يعاني منه هو ومن يمثّلهم، فالعبرة في التنفيذ وفي حماية المكوّنات السورية وفي تأكيد وحدة البلد، والعبرة في حماية مشروع حضاري لسورية". ورداً على سؤال حول مستقبل سورية، يقول الرئيس الفرزلي، إنه "من غير الواضح إلى أين يتّجه الوضع في سورية، ولكن الخطة واضحة التي تستهدفها وتستهدف لبنان، وتريد أن تجعل من المنطقة مشلّعة الأجزاء ومقسّمة ضمن حدود سايكس بيكو أو خارج حدود سايكس بيكو. فادي عيد - الديار انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
مصدر لـ«الديار»: تسجيل موقف ولا تعطيل للجلسة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب قال مصدر نيابي مستقل لـ«الديار»، ان محاولة نواب القوات اللبنانية لن تتجاوز مسألة تسجيل الموقف في اطار استحضار الاقتراح المذكور في جلسة الغد. واوضح ان الامور لن تذهب الى حد محاولة تطيير نصاب الجلسة، اولا لان تكتل القوات لا يريد تحمل مسؤولية مثل هذه الخطوة، وثانيا لان كتلا تتوافق في المبدأ مع القوات على مضمون اقتراحها لا تحبذ تعطيل الجلسة او زيادة توتير اجوائها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر كتلة اللقاء الديموقراطي.


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
موعد زيارة باراك؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب علمت «الديار» من مصادر مسؤولة، انه حتى مساء امس لم يحدد موعد زيارة الموفد الاميركي المرتقبة. واضافت ان باراك كان وعد بالعودة الى بيروت بعد ثلاثة اسابيع، وانه استنادا الى هذا الوعد يرجح ان يأتي في 7 او 8 تموز المقبل. وحرصت المصادر على الاشارة الى ان هذا الوعد حصل في زيارته الاولى التي سبقت الحرب بين ايران و «اسرائيل» والهجوم الاميركي على المنشآت النووية الايرانية، وليس معلوما ما اذا كان هذا التطور سيؤثر في موعد زيارته المرتقبة، كما انه من الصعب معرفة انعكاس ما حصل على مسار الوضع ومهمة باراك سلبا او ايجابا. واشارت في الوقت نفسه الى ان تصريح الرئيس الاميركي ترامب الاخير يحمل اكثر من تفسير بقوله ان الولايات المتحدة الاميركية «تحاول تقوية لبنان وتريد اعادة الامور الى نصابها في لبنان». وردًا على سؤال اخر يتعلق بالاجواء التي تسبق الزيارة الثانية للموفد الاميركي، قالت المصادر «ان المسؤولين اللبنانيين يتصرفون بمسؤولية عالية خارج اطار التأثر بالضغوط والتهويل، وان الموقف اللبناني هو موضع ثقة من الجهات الخارجية المعنية ومن الجانب الاميركي، وهذا انعكس ايضا في اجواء الاجتماع الاخير للجنة وقف النار يوم الاربعاء الماضي، حيث بدا الجانب الاميركي مرنًا في التعاطي مع طرح الجانب اللبناني لمسألة الانسحاب ووقف الاعتداءات الاسرائيلية». واضافت «ان هذه الثقة بأداء لبنان وموقفه، يجب ان يقرن بالضغط على العدو للالتزام بوقف النار ووقف اعتداءاته».