الموت يتهدّد مئات الآلاف من الفلسطينيين بعد إغلاق المعابر
ذكر المكتب في بيان صحفي أن قوات الاحتلال تصر على منع دخول الغذاء والدواء والوقود، في واحدة من أشد جرائم الحصار الجماعي في العصر الحديث ما أدى إلى تسجيل عشرات حالات الوفاة خلال الأيام الثلاثة الماضية، في مشهد إنساني بالغ القسوة. وأضاف أن الاحتلال يمعن في جريمته بمنع إدخال الطحين وحليب الأطفال والمواد والمكملات الغذائية والطبية بشكل كامل، في سياسة ممنهجة لتجويع السكان وخاصة الأطفال وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، حيث بلغ عدد الأطفال الذين استشهدوا بسبب سوء التغذية حتى الآن 67 طفلا.كما أوضح بيان المكتب، أن نحو مليون وربع المليون شخص في غزّة يعيشون حالة جوع كارثي، بينما يعاني 96 بالمائة من سكان القطاع من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، من بينهم ما يزيد عن مليون طفل في واقع صادم يعكس حجم المأساة الإنسانية غير المسبوقة في غزّة.وأدان المكتب الإعلامي، بأشد العبارات هذه الجرائم المنظمة التي يرتكبها الاحتلال بحق أكثر من 2,4 مليون إنسان في قطاع غزّة، وحمّله المسؤولية الكاملة عن جرائم الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج.
كما حمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية للدول المنخرطة معه وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، إلى جانب الدول المتواطئة بصمتها وشركائها الدوليين الذين يتعمّدون تعطيل أي مسار لوقف هذه الإبادة. وطالب المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية وكل الأحرار في العالم إلى "التحرك العاجل والفوري لكسر الحصار عن غزّة، وإدخال المساعدات الغذائية والدوائية والإنسانية فورا وإنقاذ الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة من الموت جوعا في وقت يقتل فيه الجوع ما عجزت عن قتله آلة الحرب والإبادة" الصهيونية.
يأتي ذلك في الوقت الذي مازالت آلة الكيان الصهيوني تحصد أرواح الفلسطينيين حيث استشهد أمس، 27 فلسطينيا على الأقل وأصيب 180 في إطلاق قوات الاحتلال النار على المواطنين قرب مركز مساعدات شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزّة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) نقلا عن مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال أطلقت النار صوب المواطنين من منتظري المساعدات قرب مركز مساعدات الشاكوش شمال رفح.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أمس، عن استشهاد أكثر من 60 شخصا وإصابة 231 خلال 24 ساعة الماضية، في القصف الصهيوني الذي استهدف مناطق متفرقة في قطاع غزّة، مشيرة إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزّة منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 57882 شهيد أغلبهم من الأطفال والنّساء و138095 مصاب حسب ما أفادت به أمس، مصادر طبية. كما أشارت ذات لمصادر إلى وصول 59 شهيدا (منهم 9 شهداء انتشال) و208 مصابين خلال الساعات 24 الماضية، إلى مستشفيات قطاع غزّة، مشيرة إلى أن عددا من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
من جهتها أكدت هيئة العمل الأهلي الوطني الفلسطيني أمس، أن من يسمى ب«رئيس الوزراء" في الكيان الصهيوني المدعو بنيامين نتنياهو، يبحث عن وهم النّصر المطلق بعد فشله في تحقيق أهداف العدوان على قطاع غزّة. وقالت عضو الهيئة رتيبة النتشة، في تصريح "إن نتنياهو لم يستطع حتى هذه اللحظة تنفيذ المساعي الرامية لتغيير خارطة الشرق الأوسط أو تحقيق النّصر على غزّة، فضلا عن أنه يتعمّد إطالة أمد الحرب لأغراض شخصية منها البقاء في سدة الحكم والتهرب من المحاكمة القضائية". فيما دعت إسبانيا إلى تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والكيان الصهيوني
نواب بريطانيون يطالبون حكومتهم بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين
طالب عشرات النواب من حزب العمال في البرلمان البريطاني، حكومة بلادهم بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين واتخاذ خطوات لمنع الكيان الصهيوني من تهجير أهالي قطاع غزّة، في وقت دعت فيه إسبانيا إلى تعليق "فوري" لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والكيان الصهيوني على خلفية ارتكابه إبادة جماعية في قطاع غزّة.
طالب نحو 60 نائبا عن حزب العمال (الحاكم) في البرلمان البريطاني، في رسالة وجهوها إلى وزير الخارجية ديفيد لامي، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، حكومة بلادهم باتخاذ "خطوات فورية" لمنع الاحتلال من تنفيذ خطته للتهجير القسري في مدينة رفح جنوب غزّة، والمضي قدما نحو "الاعتراف بالدولة الفلسطينية فورا". وأشاروا إلى أن رسالتهم جاءت بعد إعلان الاحتلال عن خططه لإجبار جميع فلسطينيي غزّة على النّزوح قسرا إلى مخيم يقام على أنقاض مدينة رفح دون السماح لهم بالمغادرة على أن يتم تهجيرهم لاحقا.
وكان جيش الاحتلال الصهيوني، قد أنذر أول أمس الجمعة، مجددا بإخلاء مناطق بقطاع غزّة وسط مواصلته حرب الإبادة الجماعية ومخططات التهجير القسري، وجاء إنذار جيش الاحتلال للفلسطينيين في منطقة تل الهوا وأجزاء من حي الرمال الجنوبي التي يتواجد بها مئات الآلاف من النّازحين، وهي مناطق مكتظة ومأهولة بالسكان، ونقلت "وفا" عن مواطنين فلسطينيين قولهم إنهم "لن يغادروا المنطقة لأنه لم يبق مكان ينزحون إليه ولأن القصف سيطالهم سواء بالنّزوح أم لا، حيث لا يوجد مكان آمن"، مؤكدين أن المناطق المذكورة بها مدارس وجامعات مليئة بالنّازحين.في سياق متصل، دعت إسبانيا إلى تعليق "فوري" لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والكيان الصهيوني على خلفية ارتكابه إبادة جماعية في قطاع غزّة.
وانتقد رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، في تدخله أمام البرلمان الإسباني، الكيان الصهيوني وما يرتكبه من إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزّة، مشيرا إلى أن ممارساته "ستظل في الأذهان باعتبارها أحد أحلك فصول القرن الحادي والعشرين". وأكد سانشيز، أن إسبانيا وإيرلندا طلبتا من مؤسسات الاتحاد الأوروبي في فيفري 2024، تقييم مدى الالتزام ببنود اتفاقية الشراكة بين الهيئة الأوروبية والكيان الصهيوني من قبل هذا الأخير. كما تطرق رئيس الوزراء الإسباني، إلى تقرير ممثلة الاتحاد للشؤون الخارجية والأمنية، كايا كالاس، الصادر في 23 جوان الماضي، بشأن الاتفاقية والذي خلص إلى أن "هناك أدلة أكثر من كافية" على أن الكيان الصهيوني انتهك المادة الثانية من الاتفاقية والتي تقوم على احترام حقوق الإنسان.
وتابع بالقول "لا يمكن لأحد يدوس على المبادئ التأسيسية للاتحاد الأوروبي، ويستخدم الجوع (في غزّة) سلاحا للقضاء على دولة شرعية (فلسطين) أن يكون شريكا للاتحاد الأوروبي، لا يمكننا أن نكون شركاء في أكبر إبادة جماعية شهدها هذا القرن بالخضوع للامبالاة أو للتردد أو للحسابات السياسية".
وتنصّ المادة الثانية من اتفاقية الشراكة على أن العلاقات بين الطرفين "يجب أن تقوم على أساس الاحترام المتبادل لحقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية"، مما يجعل هذه المادة مرجعية قانونية لأي تقييم سياسي أو حقوقي بشأن الأطراف بالاتفاقية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


التلفزيون الجزائري
منذ 28 دقائق
- التلفزيون الجزائري
الجزائر تعد فاعلا مهما على المستويين الإقليمي والدولي من خلال جهودها فيما يخص مسألة الهجرة – المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري
أكد كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية, المكلف بالجالية الوطنية بالخارج, سفيان شايب, اليوم الأحد, أن الجزائر من خلال جهودها, تعد فاعلا مهما على المستويين الإقليمي والدولي, فيما يخص مسألة الهجرة. وفي كلمته خلال افتتاح بالجزائر العاصمة أشغال الورشة رفيعة المستوى حول 'انخراط الجالية الوطنية بالخارج في جهود تنمية البلاد', المنظمة بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية, أبرز السيد شايب أن 'الجزائر تعد اليوم فاعلا مهما على المستويين الإقليمي والدولي, فيما يخص مسألة الهجرة وتعمل على تنسيق الجهود في إطار تشاوري, بهدف ضمان تسيير محكم وحوكمة ناجعة لهذه الظاهرة من كل جوانبها'. وأشار المتحدث الى أن الجزائر تدعو إلى اعتماد 'مقاربة شاملة متكاملة منسقة وتضامنية, تستند إلى معظم الأطر القانونية الدولية والإقليمية المتعلقة بالهجرة وحماية حقوق المهاجرين وصون كرامة الإنسان'. ولفت في هذا الصدد إلى أن لقاءه مع رئيسة بعثة منظمة الهجرة الدولية, أياما قليلة فقط بعد استلامها لمهامها, كان 'فرصة سانحة' لاستعراض الأشواط المعتبرة التي قطعتها الجزائر في هذا المجال, والتي كانت محل استحسان وتثمين يجعل من مختلف المجهودات المبذولة من طرف الدولة في هذا الإطار 'أمثلة وتجارب يحتذى بها دوليا'. وانطلاقا من هذه المسوغات الموضوعية -يقول السيد شايب- جاءت فكرة تنظيم هذا اللقاء الأول من نوعه مع المنظمة الدولية للهجرة, وهو النشاط الذي تجرى فعاليته في سياق دولي تميزه بروز عدة مبادرات متعددة الأطراف تهدف إلى تسليط الضوء على القدرات الاستراتيجية للجاليات في المهجر واستعراض التجارب الوطنية الناجحة, لافتا إلى أن هذه الديناميكية تستلزم 'العمل على تعزيز مكانة الجزائر في هذا الشق الذي يعتبر شقا جديدا من التعاون الدولي وذلك من خلال السعي لتثمين المبادرات الوطنية في مجال انخراط الجالية الوطنية بالخارج, علاوة على تقاسم أفضل الممارسات العالمية الرامية إلى الرفع من مساهمة الجالية في التنمية الوطنية'. وفي هذا الصدد, نوه المتحدث بالعناية الفائقة التي يوليها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, لإشراك الجالية الوطنية في مسار التنمية الوطنية, نظرا لكون هذه الفئة جزء لا يتجزأ من المجتمع الجزائري كما نص عليه الدستور الجزائري, وهو المسعى -يقول كاتب الدولة- 'الذي يقع في صلب اهتمام برنامج عمل الحكومة والذي تعمل كتابة الدولة المكلفة بالجالية الوطنية بالخارج على تجسيده من خلال حزمة الورشات التي بادرت بإطلاقها في سبيل بلوغ الأهداف المنشودة'. كما أشار في كلمته إلى أن الجالية الوطنية, التي تمثل جزءا معتبرا من إجمال تعداد سكان الجزائر, 'ما فتئت تعبر عن تمسكها وارتباطها الوثيق واعتزازها بالوطن الأم (…), من خلال مشاركتها الفعالة والقيمة في مسيرة النضال الوطني والثورة التحريرية المجيدة في سبيل نيل الاستقلال, مرورا بمساهمتها الملموسة في مسيرة التشييد الوطني وعلاوة على تضامنها مع أبناء الوطن خلال فترات حالكة مست بلادنا'. ولفت إلى أن تركيبة هذه الشريحة عرفت خلال السنوات الأخيرة تحولات إيجابية, حيث أضحت اليوم تضم في صفوفها عددا معتبرا من الكفاءات المشهودة والمتخصصة في شتى المجالات, والتي تعبر عن رغبتها بالمشاركة وبشكل فعلي وفعال في المسار التنموي للبلاد, 'خاصة وأن الاقتصاد الوطني يعرف طفرة وحركية مشهودة بفضل الإصلاحات الرشيدة التي بادرت بها السلطات العليا للبلاد, لا سيما من خلال الاستثمار والتحويلات المالية وتبادل الخبرات والمعارف (…)'. وحول هذا الملتقى الذي تشرف على تنظيمه الوزارة لأول مرة في الجزائر, بالتعاون مع هيئة أممية مختصة في هذا المجال, أكد السيد شايب أنه 'يهدف إلى تبادل أفضل الممارسات وتقاسم الخبرات في سبيل إبراز الممارسات المثلى لدعم وتعزيز انخراط الجالية الوطنية في مختلف الحقول التنموية للبلاد'. وفي هذا السياق, ذكر بأن الجزائر 'كانت سباقة في وضع أطر واعتماد سياسات رائدة وطلائعية ترمي إلى هيكلة وتنظيم وتأطير الجالية الوطنية بديار المهجر', مشيدا في هذا الإطار بمستوى التعاون القائم بين الجزائر والمنظومة الأممية, قصد بلوغ الأهداف المسطرة في مختلف أجنداتها. من جهتها, قالت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في الجزائر, فيراسامي لاليني, أن الجزائر تبنت استراتيجية وطنية تهدف إلى تعبئة كفاءاتها في الخارج من خلال مبادرات عدة. وأبرزت في ذات السياق أن الجالية الجزائرية بالخارج 'تضطلع بدور رئيسي في المشهد السياسي والاقتصادي' من خلال مشاريعها ومعارفها, مشيرة إلى أن 'تعزيز الروابط مع أفراد الجالية يعد أمرا أساسيا لتحقيق أهداف التنمية الوطنية وتوطيد الشراكة الدولية'. وحول هذه الورشة, والتي تدوم يومين, أوضحت السيدة لاليني أنها تهدف إلى 'تبادل التجارب في مجال حوكمة وتعبئة المجتمعات بالخارج ونقل التجربة التي طورتها منظمة الهجرة الدولية في هذا المجال مع الدول الأعضاء'.

جزايرس
منذ 34 دقائق
- جزايرس
الجزائر تعد فاعلا مهما على المستويين الإقليمي والدولي من خلال جهودها فيما يخص مسألة الهجرة
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. وفي كلمته خلال افتتاح بالجزائر العاصمة أشغال الورشة رفيعة المستوى حول "انخراط الجالية الوطنية بالخارج في جهود تنمية البلاد", المنظمة بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية, أبرز السيد شايب أن "الجزائر تعد اليوم فاعلا مهما على المستويين الإقليمي والدولي, فيما يخص مسألة الهجرة وتعمل على تنسيق الجهود في إطار تشاوري, بهدف ضمان تسيير محكم وحوكمة ناجعة لهذه الظاهرة من كل جوانبها". وأشار المتحدث الى أن الجزائر تدعو إلى اعتماد "مقاربة شاملة متكاملة منسقة وتضامنية, تستند إلى معظم الأطر القانونية الدولية والإقليمية المتعلقة بالهجرة وحماية حقوق المهاجرين وصون كرامة الإنسان". ولفت في هذا الصدد إلى أن لقاءه مع رئيسة بعثة منظمة الهجرة الدولية, أياما قليلة فقط بعد استلامها لمهامها, كان "فرصة سانحة" لاستعراض الأشواط المعتبرة التي قطعتها الجزائر في هذا المجال, والتي كانت محل استحسان وتثمين يجعل من مختلف المجهودات المبذولة من طرف الدولة في هذا الإطار "أمثلة وتجارب يحتذى بها دوليا". وانطلاقا من هذه المسوغات الموضوعية -يقول السيد شايب- جاءت فكرة تنظيم هذا اللقاء الأول من نوعه مع المنظمة الدولية للهجرة, وهو النشاط الذي تجرى فعاليته في سياق دولي تميزه بروز عدة مبادرات متعددة الأطراف تهدف إلى تسليط الضوء على القدرات الاستراتيجية للجاليات في المهجر واستعراض التجارب الوطنية الناجحة, لافتا إلى أن هذه الديناميكية تستلزم "العمل على تعزيز مكانة الجزائر في هذا الشق الذي يعتبر شقا جديدا من التعاون الدولي وذلك من خلال السعي لتثمين المبادرات الوطنية في مجال انخراط الجالية الوطنية بالخارج, علاوة على تقاسم أفضل الممارسات العالمية الرامية إلى الرفع من مساهمة الجالية في التنمية الوطنية". وفي هذا الصدد, نوه المتحدث بالعناية الفائقة التي يوليها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, لإشراك الجالية الوطنية في مسار التنمية الوطنية, نظرا لكون هذه الفئة جزء لا يتجزأ من المجتمع الجزائري كما نص عليه الدستور الجزائري, وهو المسعى -يقول كاتب الدولة- "الذي يقع في صلب اهتمام برنامج عمل الحكومة والذي تعمل كتابة الدولة المكلفة بالجالية الوطنية بالخارج على تجسيده من خلال حزمة الورشات التي بادرت بإطلاقها في سبيل بلوغ الأهداف المنشودة". كما أشار في كلمته إلى أن الجالية الوطنية, التي تمثل جزءا معتبرا من إجمال تعداد سكان الجزائر, "ما فتئت تعبر عن تمسكها وارتباطها الوثيق واعتزازها بالوطن الأم (...), من خلال مشاركتها الفعالة والقيمة في مسيرة النضال الوطني والثورة التحريرية المجيدة في سبيل نيل الاستقلال, مرورا بمساهمتها الملموسة في مسيرة التشييد الوطني وعلاوة على تضامنها مع أبناء الوطن خلال فترات حالكة مست بلادنا".ولفت إلى أن تركيبة هذه الشريحة عرفت خلال السنوات الأخيرة تحولات إيجابية, حيث أضحت اليوم تضم في صفوفها عددا معتبرا من الكفاءات المشهودة والمتخصصة في شتى المجالات, والتي تعبر عن رغبتها بالمشاركة وبشكل فعلي وفعال في المسار التنموي للبلاد, "خاصة وأن الاقتصاد الوطني يعرف طفرة وحركية مشهودة بفضل الإصلاحات الرشيدة التي بادرت بها السلطات العليا للبلاد, لا سيما من خلال الاستثمار والتحويلات المالية وتبادل الخبرات والمعارف (...)". وحول هذا الملتقى الذي تشرف على تنظيمه الوزارة لأول مرة في الجزائر, بالتعاون مع هيئة أممية مختصة في هذا المجال, أكد السيد شايب أنه "يهدف إلى تبادل أفضل الممارسات وتقاسم الخبرات في سبيل إبراز الممارسات المثلى لدعم وتعزيز انخراط الجالية الوطنية في مختلف الحقول التنموية للبلاد". وفي هذا السياق, ذكر بأن الجزائر "كانت سباقة في وضع أطر واعتماد سياسات رائدة وطلائعية ترمي إلى هيكلة وتنظيم وتأطير الجالية الوطنية بديار المهجر", مشيدا في هذا الإطار بمستوى التعاون القائم بين الجزائر والمنظومة الأممية, قصد بلوغ الأهداف المسطرة في مختلف أجنداتها. من جهتها, قالت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في الجزائر, فيراسامي لاليني, أن الجزائر تبنت استراتيجية وطنية تهدف إلى تعبئة كفاءاتها في الخارج من خلال مبادرات عدة. وأبرزت في ذات السياق أن الجالية الجزائرية بالخارج "تضطلع بدور رئيسي في المشهد السياسي والاقتصادي" من خلال مشاريعها ومعارفها, مشيرة إلى أن "تعزيز الروابط مع أفراد الجالية يعد أمرا أساسيا لتحقيق أهداف التنمية الوطنية وتوطيد الشراكة الدولية". وحول هذه الورشة, والتي تدوم يومين, أوضحت السيدة لاليني أنها تهدف إلى "تبادل التجارب في مجال حوكمة وتعبئة المجتمعات بالخارج ونقل التجربة التي طورتها منظمة الهجرة الدولية في هذا المجال مع الدول الأعضاء".

جزايرس
منذ 35 دقائق
- جزايرس
المجلس الشعبي الوطني: وزير العدل يعرض مشروع قانون الوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. وخلال العرض، أوضح الوزير أن مكافحة هذا النوع من الجرائم يقتضي "التكييف المستمر للإطار القانوني المتعلق بالوقاية منها لجعلها تواءم المعايير الدولية، لا سيما منها التوصيات الأربعين لمجموعة العمل المالي".كما يأتي هذا النص، في صيغته المعدلة، "تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي أمر بتنفيذ توصيات مجموعة العمل المالي قصد رفع تحفظاتها", يضيف الوزير. ويتضمن مشروع النص المذكور أحكاما أخرى من أهمها تكليف اللجنة الوطنية لتقييم مخاطر تبييض الأموال وتمويل الإرهاب وتمويل انتشار أسلحة الدمار الشامل باتخاذ "التدابير المناسبة لتحديد وتقييم وفهم مخاطر هذه الجرائم التي تتعرض لها الجزائر مع وضع نتائج هذه التقييمات تحت تصرف السلطات المختصة". وتشمل اقتراحات التعديل أيضا تطبيق التدابير المتعلقة بحظر نشاط الأشخاص والكيانات الإرهابية المسجلين في القائمة الوطنية ذات الصلة، علاوة على اتخاذ إجراءات تجميد و/أو حجز أموالهم ومنع التعامل معهم، وهو ما يضاف إلى التدابير المنصوص عليها في قائمة العقوبات الموحدة لمجلس الأمن الأممي، مثلما ذكر به الوزير.فضلا عن ذلك، يتضمن مشروع النص جملة من الإجراءات الرامية إلى تعزيز الأحكام المتعلقة بمعاينة الجرائم من طرف ضباط الشرطة القضائية والجهات القضائية، مع إمكانية تشكيل فرق تحقيق مشتركة، دائمة أو مؤقتة، لإجراء تحقيقات متخصصة، لا سيما المالية، أو إجراء تحقيقات مشتركة مع السلطات المختصة في الدول الأخرى.كما يقترح، في السياق ذاته، تشديد العقوبات المقررة لبعض الجرائم وتكييفها حتى تصبح متناسبة مع خطورة الأفعال المجرمة، يتابع السيد بوجمعة.أما فيما يتصل بتعزيز التعاون الدولي، يلزم مشروع هذا القانون السلطات المختصة بالتعاون وتبادل المعلومات مع نظيراتها بالخارج بشكل تلقائي أو عند الطلب، وفقا للاتفاقيات الثن.ائية والمتعددة الأطراف، وهذا تماشيا مع الالتزامات الدولية للجزائر. يذكر أن الجلسة العلنية متواصلة، حيث فتح باب المناقشة أمام أعضاء المجلس الشعبي الوطني بخصوص مشروع القانون.