logo
رسوم ترامب.. سلاح اقتصادي أم قنبلة موقوتة؟

رسوم ترامب.. سلاح اقتصادي أم قنبلة موقوتة؟

سكاي نيوز عربيةمنذ 17 ساعات
وفي مقابلة خاصة ضمن برنامج "بزنس مع لبنى" على سكاي نيوز عربية، قدّم الرئيس التنفيذي لشركة ويكو للاستشارات الاقتصادية، الدكتور باسم شقفة، قراءة تحليلية جريئة لما سماه "منعطفاً حاداً وخطيراً" في السياسة الاقتصادية الأميركية، محذراً من تداعيات استراتيجية ترامب على استقرار الأسواق العالمية وصدقية المؤسسات الأميركية العريقة، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي ومكتب العمل.
رسوم جمركية بوظيفة سياسية
يرى د. شقفة أن الرسوم الجمركية ، والتي فرضتها إدارة ترامب على أكثر من 95 دولة بنسب تتراوح بين 10 بالمئة و50 بالمئة، لم تعد مجرد أداة لحماية الصناعة الوطنية أو ضبط الميزان التجاري، بل تحوّلت إلى وسيلة عقابية سياسية تستهدف الخصوم والحلفاء على حد سواء.
"ترامب يستخدم الرسوم الجمركية كمنصة انتقام أو إذعان، لا كأداة اقتصادية"، بحسب تعبير شقفة، مشيرا إلى فرض رسوم بنسبة 40 بالمئة على البرازيل بسبب ملاحقتها القانونية لرئيسها السابق، وتهديد روسيا بنسبة 100 بالمئة، وتعليق الاتفاق مع كندا فقط بسبب موقفها من القضية الفلسطينية.
وبذلك، تتحول أميركا إلى قوة ضاغطة باستخدام أدوات تجارية، تبتعد بها عن منطق الأسواق الحرّة وتقترب من معادلات الهيمنة الاقتصادية، في لحظة حساسة من إعادة رسم خرائط التحالفات الدولية.
الوظائف الأميركية.. مؤشر تباطؤ أم كبش فداء؟
جاءت بيانات الوظائف الأخيرة مخيبة للآمال، مع إضافة 73 ألف وظيفة فقط—أقل بكثير من المتوقع. بالنسبة لد. شقفة، فإن هذا الرقم ليس استثناءً بل استمرار لنهج طويل منذ عودة ترامب للرئاسة: "منذ بداية ولايته، لم تتجاوز أرقام الوظائف حاجز 200 ألف، وهو ما يعكس حالة تباطؤ هيكلية في سوق العمل الأميركي، لا يجب أن تُفاجئ أحداً."
لكن المفاجئ كان إقالة رئيسة مكتب العمل الأميركي ، بتهم غير مثبتة بالتلاعب في البيانات، رغم أنها كانت قد عُيّنت بموافقة 86 عضواً في مجلس الشيوخ من بينهم نائب الرئيس ترامب نفسه.
يقول شقفة: "إذا صدق ترامب وكانت هناك فعلاً تلاعبات، فهذه كارثة تضرب مصداقية المؤسسات. وإذا لم تصدق الاتهامات وكانت الإقالة مجرد أداة سياسية، فهذه كارثة أخطر تضرب استقلالية البنية المؤسسية الأميركية."
الفيدرالي في مرمى النيران
يرى شقفة أن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي أصبحت على المحك. فعلى الرغم من أن رئيس الفيدرالي جيروم باول يلتزم بالبيانات ويتريث في قراراته، إلا أن ضغوط ترامب تتصاعد.
ويؤكد شقفة قائلا: "ترامب يريد خفضاً في الفائدة بمقدار 300 نقطة أساس، وهو تخفيض جذري. الفيدرالي، من جانبه، يسير وفق بيانات دقيقة وليس وفق إملاءات سياسية".
في حين أن الأسواق تتوقع خفضين للفائدة بنهاية 2025، يشير شقفة إلى أن اللحظة المفصلية ستكون انتهاء ولاية باول في مايو 2026، "وكلما اقتربنا من تعيين شخصية جديدة قريبة من ترامب ومؤيدة للتيسير النقدي، ستسعر الأسواق تخفيضات أكثر حدة، مما يعزز من صعود الذهب والفضة بشكل متسارع".
استناداً إلى حالة عدم اليقين، يتوقع شقفة أن تسجل أسعار الذهب والفضة قفزات قياسية: "إذا استمرت الضغوط على المؤسسات النقدية وفُقدت المصداقية، قد نشهد الذهب عند 4,000 – 4,500 دولار للأونصة بحلول 2026، والفضة قد تتجاوز 40 دولاراً لتكون الحصان الأسود القادم".
هذا الارتفاع لا ينبع فقط من تذبذب السياسات النقدية، بل من التشكيك في حيادية واستقلالية البنية الاقتصادية الأميركية ككل، مما يدفع المستثمرين إلى الملاذات الآمنة.
اتفاقيات غير قابلة للتطبيق.. وأوروبا في مأزق
تناول شقفة اتفاقية الطاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي تلزم أوروبا باستيراد ما قيمته 750 مليار دولار من الطاقة خلال 3 سنوات، باعتبارها غير قابلة للتطبيق فعلياً: "في عام 2024، استوردت أوروبا 74 مليار فقط. لتحقيق الأهداف، عليها مضاعفة استيرادها 4 مرات. من المستحيل أن تفي أميركا أو أوروبا بهذه الشروط، سواء لاعتبارات لوجستية أو اقتصادية."
وأشار إلى أن الطاقة الأميركية الحالية لا يمكنها تغطية هذا الحجم من التصدير، إذ تحتاج أميركا لتوجيه 75 بالمئة من إنتاجها نحو أوروبا، وهو أمر غير عملي دون ضخ استثمارات هائلة وتطوير البنية التحتية.
قنبلة الثقة.. أخطر من الركود
اختتم شقفة حديثه بتحذير عميق: "إذا ترسّخت فكرة أن المؤسسات الأميركية أصبحت تابعة للمزاج السياسي، فإن المستثمرين سيعيدون النظر في الثقة بالديون الأميركية والمؤشرات الرسمية. وهذا أخطر من أي ركود اقتصادي ، لأنه يمثل ضربًا للثقة في النظام العالمي برمته."
وأكد أن إعادة رسم خريطة التحالفات الاقتصادية باتت ضرورية، لكن الوقت غير كافٍ. "لذا نشهد توقيع اتفاقيات إذعان، أكثر منها اتفاقيات تجارية قابلة للتنفيذ".
في عهد ترامب، الاقتصاد ليس فقط أرقامًا ونسبًا... بل أصبح أداة للضغط، وللإقصاء، وللنفوذ. تصريحات الدكتور باسم شقفة تضع الإصبع على الجرح: الخطر الحقيقي ليس في تقلبات السوق، بل في فقدان البوصلة المؤسسية. فحين تصبح المؤسسات المالية رهينة القرار السياسي، تبدأ المديونية بالتضخم، والثقة بالتبخر، والأسواق بالذعر.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

على بعد يومين من نهاية مهلة ترامب.. ويتكوف إلى روسيا
على بعد يومين من نهاية مهلة ترامب.. ويتكوف إلى روسيا

العين الإخبارية

timeمنذ 24 دقائق

  • العين الإخبارية

على بعد يومين من نهاية مهلة ترامب.. ويتكوف إلى روسيا

يتوجه ستيف ويتكوف، الموفد الخاص للرئيس دونالد ترامب، الأربعاء إلى موسكو حيث يلتقي القيادة الروسية، قبل يومين من نهاية مهلة أمريكية. ومن دون الإدلاء بتوضيحات حول ملفات ويتكوف، كشف مصدر مقرب منه موعد الزيارة التي تأتي بعدما أمهل ترامب روسيا حتى الجمعة لوقف هجومها في أوكرانيا، تحت طائلة تعرضها لعقوبات أمريكية جديدة. وسبق أن التقى ويتكوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارًا في موسكو. ولم يكشف البيت الأبيض ماهية الإجراءات التي يعتزم اتخاذها الجمعة، لكنّ ترامب سبق أن لوّح بفرض "رسوم جمركية ثانوية" تستهدف ما تبقى من شركاء تجاريين لروسيا، على غرار الصين والهند. وترمي هذه الخطوة إلى فرض مزيد من القيود على الصادرات الروسية، لكن قد تكون لها تداعيات كبرى على المستوى الدولي. وعلى الرغم من الضغوط الأمريكية، تواصل روسيا عملياتها العسكرية في أوكرانيا بوتيرة ثابتة وتتقدم في الشرق. وجرت بين روسيا وأوكرانيا ثلاث جولات تفاوضية في إسطنبول، لكن من دون تحقيق أي اختراق على مسار التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، في ظل استمرار التباعد الكبير في موقفي البلدين. وتطالب موسكو بأن تتخلّى كييف رسميًا عن أربع مناطق يسيطر عليها الجيش الروسي جزئيًا، هي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، فضلًا عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمّتها إليها روسيا بقرار أحادي عام 2014. وبالإضافة إلى ذلك، تشترط موسكو أن تتوقّف أوكرانيا عن تلقّي أسلحة غربية، وتتخلّى عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وتعتبر كييف هذه الشروط غير مقبولة، وتطالب من جهتها بسحب القوات الروسية، وبضمانات أمنية غربية، من بينها مواصلة تسلّم أسلحة ونشر كتيبة أوروبية على أراضيها. وإثر عودته إلى السلطة في يناير/كانون الثاني، أعرب ترامب عن استعداده للتفاوض مع نظيره الروسي، وحاول التقارب معه، وانتقد المساعدات الضخمة التي قدّمتها واشنطن لكييف في عهد سلفه جو بايدن. لكنّ عدم تجاوب بوتين على النحو الذي يريده ترامب مع مبادراته أثار "استياء" و"خيبة أمل" الرئيس الأمريكي. وعندما سأل صحافيون ترامب ما هي الرسالة التي يحملها ويتكوف إلى موسكو، وما إذا كان هناك أي شيء يمكن لروسيا أن تفعله لتجنّب العقوبات، أجاب الرئيس الأمريكي: "نعم، التوصّل إلى اتفاق يوقف تعرض الناس للقتل". aXA6IDM4LjEzLjE0NS44MyA= جزيرة ام اند امز US

ترامب يقول إن الولايات المتحدة وروسيا ستعقدان اجتماعا الأربعاء
ترامب يقول إن الولايات المتحدة وروسيا ستعقدان اجتماعا الأربعاء

سبوتنيك بالعربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سبوتنيك بالعربية

ترامب يقول إن الولايات المتحدة وروسيا ستعقدان اجتماعا الأربعاء

ترامب يقول إن الولايات المتحدة وروسيا ستعقدان اجتماعا الأربعاء ترامب يقول إن الولايات المتحدة وروسيا ستعقدان اجتماعا الأربعاء سبوتنيك عربي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء أمس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة وروسيا ستعقدان اجتماعا في وقت متأخر، من اليوم الأربعاء. 05.08.2025, سبوتنيك عربي 2025-08-05T22:22+0000 2025-08-05T22:22+0000 2025-08-05T22:22+0000 العملية العسكرية الروسية الخاصة ترامب روسيا الولايات المتحدة الأمريكية أخبار أوكرانيا واشنطن –سبوتنيك. وقال ترامب في تصريحات صحافية عندما سُئل عما إذا كان لا يزال يخطط لفرض عقوبات ثانوية كاملة على روسيا إذا لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار حتى يوم الجمعة: "لم أذكر نسبة مئوية قط. لكننا سنفرض عددًا لا بأس به من [العقوبات]".وأضاف، "سنرى ما سيحدث خلال الفترة القصيرة القادمة.. لدينا اجتماع مع روسيا غدا (اليوم الأربعاء) سنرى ما سيحدث. سنتخذ القرار حينها".كانت وزارة الخارجية الأمريكية أكدت، أن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيزور روسيا خلال الأسبوع الجاري، مشددة على التزام ترامب بالحلول الدبلوماسية للصراع في أوكرانيا.وعقد الجانبان الروسي والأوكراني، بمشاركة وتسهيل من تركيا والولايات المتحدة، ثلاثة جولات تفاوض حتى الآن، في 16 مايو/ أيار و2 يونيو/ حزيران و23 يوليو/ تموز الماضين، تبادلا خلالها وثائق مفصلة بموقف كل طرف في الصراع، كما جرى الاتفاق على وتنفيذ عمليات تبادل أسرى بأعداد كبيرة.وأعلن وزير الخارجية التركي هكان فيدان، أواخر الشهر الماضي، أن هناك اتفاقا مبدئيا على عقد قمة في تركيا بحضور كل من رؤساء روسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا، مشيرا إلى أن الجولة الثالثة من المحادثات التي جرت في يوليو الماضي بإسطنبول بحثت شروط وقف إطلاق النار ولقاء القادة.وتواصل القوات المسلحة الروسية، منذ 24 فبراير 2022، تنفيذ العملية العسكرية الخاصة لحماية إقليم دونباس من بطش نظام كييف.وردا على ذلك، فرضت الدول الغربية عقوبات اقتصادية ومالية مشددة وغير مسبوقة على روسيا، كما قدمت دعماً عسكرياً بمليارات الدولارات للجانب الأوكراني. الولايات المتحدة الأمريكية سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي ترامب, روسيا, الولايات المتحدة الأمريكية, أخبار أوكرانيا

ترامب: سكان غزة لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء
ترامب: سكان غزة لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء

البوابة

timeمنذ ساعة واحدة

  • البوابة

ترامب: سكان غزة لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء

أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن سكان غزة لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء، بحسب ما نقلته القاهرة الإخبارية فى نبأ عاجل. وكان ترامب قد وصف في وقت سابق ما يحصل في غزة بأنه مفجع ومؤسف وعار وكارثي. وأكدت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية، أن ما تشهده غزة والضفة الغربية والأراضى المحتلة يمثل "عملية إبادة جماعية تهدف للقضاء على الفلسطينيين"، مشددة على أن هذه المأساة مستمرة منذ أكثر من 666 يومًا. وجاءت تصريحات ترامب ردًا على سؤال بشأن موقفه من دعوات قادة إسرائيليين لاحتلال غزة، حيث قال: "لا أعلم تفاصيل هذه المقترحات، لكن ما أعلمه هو أننا نحاول الآن إطعام الناس. الولايات المتحدة قدمت مؤخرًا 60 مليون دولار لتأمين الغذاء والمؤن".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store