
خارج الإطاروداعاً لدهشة المحتوى
هذا المنتج الثوري يشير بوضوح إلى أن عصر صناعة المحتوى الذي نعرفه اليوم، قد شارف على نهايته؛ وما سيأتي لاحقا هو سيل جارف من الفيديوهات المولدة بشكل كامل عبر الذكاء الاصطناعي، ولفهم الصورة أكثر؛ فإن مشاهير التواصل الاجتماعي مثلا وصلوا لهذه المرحلة من الشهرة لوجود عنصر جذب عند كل شخص منهم يجعل ما يقدمه مثيرا للاهتمام بالنسبة لمتابعيه، قد يكون محتواه يتميز بخفة الظل أو المغامرة أو الجرأة أو حتى المحتوى الرخيص أو غير ذلك، المهم أن لكل منهم بضاعة تبحث عنها شريحة من الجمهور، ما سيحدث هو أن تلك البضاعة مهما كان نوعها ستواجه منافسة شرسة من قبل المحتوى المولد عبر الذكاء الاصطناعي، فمنتج مثل الذي قدمته غوغل (وستتبعها آلاف الشركات) ليس قادرا فقط على صناعة محتويات شبيهة بجودة أعلى وجاذبية لا تضاهى؛ بل أيضا بإغراق الخط الزمني لتلك الوسائل بملايين الفيديوهات والمحتويات البصرية والسمعية والكتابية مما يجعل من الصعب التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مصنوع وبالتالي ستفقد تلك المحتويات الدهشة وتفقد معها الاهتمام.
التحوّل لا يتوقف عند حدود الأفراد أو المحتوى الاجتماعي، بل يمتد إلى إعادة تشكيل قطاع التسويق برمّته. تخيّل أن حملة إعلانية لشركة مشروبات غازية، كانت تتطلّب سابقا ميزانية ضخمة تشمل تكاليف الإنتاج، واستئجار الموقع، والممثلين، والوجه الإعلاني وغيرها، ستتحوّل قريبا إلى مجرد سلسلة من الأوامر تُدخل في برنامج ذكاء اصطناعي، لينتج الإعلان في دقائق، دون الحاجة لأي عنصر بشري أو مادي.
الأمر ذاته سينسحب على الصناعات السينمائية والترفيهية، إذ ستُعاد هيكلة هذه الصناعات بالكامل، ملايين الوظائف ستُلغى، وستغادر شركات كثيرة السوق، لتحلّ محلها كيانات جديدة تتقن تقنيات الذكاء الاصطناعي وتقدّم بدائل تسويقية وترفيهية وإعلامية بتكاليف زهيدة، وسرعة تنفيذ غير مسبوقة.
وفي خضم هذا التحوّل الجارف، سيكون من الصعب على كل المشتغلين بإنتاج المحتوى، سواء كانوا مشاهير، أو شركات إنتاج وغيرها أن يحافظوا على تواجدهم، فالمشهد يتجه نحو محتوى لا ينتظر إلهاما، ولا يتطلب قائمة عريضة من التحضيرات اللوجستية، بل يُصنع بضغطة زر، ويُبثّ بلا توقف.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
الهاتف الجديد سيأتي مع نظام iOS 26 وميزات ذكاء اصطناعي متقدمةأبل تستعد للإعلان عن سلسلة آيفون 17 في سبتمبر
تستعد شركة أبل لإطلاق الجيل الجديد من هواتف آيفون ضمن سلسلة آيفون 17، والمتوقع الإعلان عنها رسمياً خلال حفل تقني في أوائل سبتمبر أيلول 2025. ومن المنتظر أن تشمل السلسلة الجديدة أربعة طرازات: آيفون 17، وآيفون 17 إير (النسخة فائقة النحافة)، وآيفون 17 برو، وآيفون 17 برو ماكس. ومع اختتام مؤتمر WWDC وطرح النسخة التجريبية العامة من نظام iOS 26، بدأ العد التنازلي للإعلان عن واحدة من أكبر الترقيات في تاريخ أبل، حيث يُتوقّع أن يجلب آيفون 17 تحسينات جذرية على مستوى التصميم والأداء والتكنولوجيا. وقد كشفت أبل في مؤتمر المطوّرين في يونيو الماضي عن نظام التشغيل iOS 26، الذي جاء بتصميم جديد يُعرف بـ«الزجاج السائل»، ومجموعة من ميزات الذكاء الاصطناعي، مثل الترجمة الفورية، والرد الذكي على المكالمات، وفهم محتوى الشاشة تلقائياً، لتحسين تجربة الاستخدام اليومية. من المرجّح أن تكشف أبل عن سلسلة هواتف آيفون 17 خلال شهر سبتمبر 2025، وتحديداً بعد عيد العمال الأميركي، وذلك وفقاً للجدول الزمني الذي اعتادت الشركة اتباعه في إطلاق هواتفها الجديدة. ويبدو أن هذا الموعد منطقي، بحسب ما ذكرت مجلة «فوربس»، خاصةً أن الأسبوع الذي يسبقه سيشهد انعقاد معرض IFA الشهير للإلكترونيات في برلين، والذي يُتوقع أن يشهد إعلانات تقنية كبيرة من شركات منافسة. لذلك، من المحتمل أن تختار أبل توقيتاً خاصاً بها لتجنّب تشتيت الانتباه الإعلامي وضمان تركيز كامل على منتجاتها. وعيله فإنه من المتوقع أن تُقام فعالية إطلاق آيفون 17 في أحد أيام الاثنين 8 أو الثلاثاء 9 أو الأربعاء 10 سبتمبر 2025.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
كيف يمكنني استخدام الذكاء الاصطناعي في عملي؟
يستخدم العديد من الموظفين والعمال في الكثير من الدول حول العالم أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل شبه يومي، لمساعدتهم على إنجاز المهام، وتزويدهم بالأفكار والمقترحات الخلاقة، وتوفير الوقت في حل المسائل، والمشكلات المعقدة. ويمكن للذكاء الاصطناعي تقديم المساعدة في كل المجالات تقريباً، من الطب إلى الهندسة والطيران، وحتى الفنون، والشؤون العسكرية. ولأن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة محورية في مختلف البيئات المهنية، فمن المهم فهم كيفية تسخيره في دعم القرارات، وتحسين الأداء اليومي. تُقدم أدوات الذكاء الاصطناعي المجانية وسيلة فعّالة وسهلة المنال لأي شخص لاكتساب ميزة تنافسية. سواء كنت موظفاً في شركة تسعى لزيادة دخلك، أو عاملاً مستقلاً ترغب في تعزيز إنتاجيتك اليومية، أو رائد أعمال يُوازن بين مسؤوليات متعددة، فإن أدوات الذكاء الاصطناعي المجانية هذه قادرة على إحداث نقلة نوعية في طريقة عملك، وفقاً لمجلة «فوربس». تُقدم أدوات الذكاء الاصطناعي المجانية وسيلة فعّالة وسهلة المنال لأي شخص لاكتساب ميزة تنافسية (أ.ف.ب) يُعد «شات جي بي تي» أحد أكثر مساعدي الذكاء الاصطناعي تنوعاً في السوق اليوم، أداة ذكاء اصطناعي مجانية تُقدم قيمة رائعة للمهنيين في مختلف القطاعات. فإلى جانب توليد النصوص البسيطة، تُقدم هذه الأداة المجانية للذكاء الاصطناعي مساعدةً مُتميزة في حل المشكلات المعقدة، وصياغة الرسائل، وتعلم مفاهيم جديدة بسرعة. أداة ذكاء اصطناعي مجانية تتكامل بسلاسة مع منظومة «غوغل»، مما يجعلها قيّمة بشكل خاص للمحترفين الذين يعتمدون على «غوغل»، و«ورك سبيس». وفيما يرتبط بزيادة الإنتاجية، يتميز «جيميني» بتلخيص الأبحاث، وإنشاء تقارير شاملة تستغرق ساعات طويلة لتجميعها يدوياً. يتميز «جيميني» بتلخيص الأبحاث وإنشاء تقارير شاملة تستغرق ساعات طويلة لتجميعها يدوياً (رويترز) تتجاوز هذه الأداة المجانية للذكاء الاصطناعي البحث التقليدي بتقديم إجابات شاملة وموثقة لأسئلة معقدة. تُعدّ «Perplexity» أداة قيّمة للمهنيين الذين يحتاجون إلى التعرّف بسرعة على المواضيع، أو القطاعات الجديدة. وبدلاً من البحث في عشرات النتائج، تُقدّم «Perplexity» معلومات مُركّبة مع الاستشهادات، مما يوفر ساعات من وقت البحث. يُحوّل مساعد الذكاء الاصطناعي المُدمج في «Notion» هذه الأداة المجانية الشهيرة إلى طريقة فعّالة لإنشاء المحتوى، وإدارة المشاريع، وتنظيم المعرفة. لزيادة الإنتاجية، يُمكن لـ«Notion AI» تلخيص ملاحظات الاجتماعات، وتحويل النقاط إلى نصوص مُفصّلة، واستخلاص بنود عمل من المناقشات، والمساعدة في تنظيم المعلومات بفعالية أكبر. تُحوّل هذه الأداة المجانية للذكاء الاصطناعي الرسائل النصية البسيطة إلى عروض تقديمية مذهلة. تتيح النسخة المجانية للمستخدمين إنشاء شرائح بجودة احترافية دون الحاجة إلى مهارات تصميم. وبالإضافة إلى تعزيز الإنتاجية، تلعب أدوات الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في دعم المهنيين لاتخاذ قرارات أكثر دقة وسرعة. يمكن للتقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تُسهم في تسريع وتحسين عملية اتخاذ القرارات المهنية بأكثر من طريقة، مثل التتبع الآني، وتحسين التنبؤ بتطورات الأعمال الميدانية، وتقمص الأدوار الافتراضية لتدريب العمال على سيناريوهات عمل واقعية، وفقاً لموقع «هارفارد بيزنس ريفيو». يمكن للتقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تُسهم في تسريع وتحسين عملية اتخاذ القرارات المهنية (أ.ف.ب) تستخدم العديد من الصناعات الآن تقنيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتزويد الموظفين والمديرين بمهارات اتخاذ القرار في سيناريوهات عمل متنوعة، سواءً الروتينية أو غير المتوقعة. فمثلاً، بالنسبة لموظفي مراكز الاتصال الجدد، ربما تكون التجربة الأكثر صعوبة هي التعامل مع العملاء الصعبين، أو العاطفيين، أو المحبطين. مثال ذلك: شركة «فيرايزون» استخدمت تقنية الواقع الافتراضي «في آر» لتدريب موظفي خدمة العملاء عبر تقمص دور العميل، ما مكّنهم من رؤية المشكلات من منظور المستخدم، واتخاذ قرارات أكثر فعالية. هناك العديد من التطبيقات الأخرى للواقع الافتراضي لتدريب الأفراد على اتخاذ القرارات السريعة، بدءاً من العمل الشرطي، والرعاية الصحية، والتصميم الهندسي، ووصولاً إلى صيانة البنية التحتية للمرافق. على سبيل المثال، تستخدم شرطة فورت مايرز في فلوريدا الأميركية تقنيات غامرة لمساعدة الضباط على تعلم كيفية اتخاذ قرارات حاسمة في حالات الضغط العالي، أو الطوارئ، مثل اتخاذ خطوات لتخفيف حدة التفاعلات مع الأفراد المصابين بأمراض نفسية. وبينما تعزز هذه الأدوات من كفاءة الأفراد، فهي أيضاً تُحدث تحولاً كبيراً في كيفية تفاعل الشركات مع عملائها. يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورةً في تحسين تجربة العملاء من خلال تمكين الشركات من معالجة مشكلات العملاء قبل ظهورها. هذا التحول من الخدمة التفاعلية إلى الخدمة الاستباقية يسمح للشركات باستخدام البيانات، والأتمتة، والتعلم الآلي لتوقع احتياجات العملاء، وحل المشكلات بشكل مستقل. يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورةً في تحسين تجربة العملاء (رويترز) إحدى الطرق الرئيسة التي يُمكّن بها الذكاء الاصطناعي هذا التحول هي التحليلات التنبئية. من خلال تحليل سلوك العملاء والتفاعلات السابقة والبيانات الفورية، يُمكن للذكاء الاصطناعي تحديد المشكلات المحتملة قبل تفاقمها. على سبيل المثال، يُمكن للذكاء الاصطناعي الإبلاغ عن تأخير في وصول طرد أو نشاط غير عادي في الحساب، وإخطار العميل بالحل حتى قبل أن يُدرك وجود مشكلة. تُقلل هذه القدرة التنبئية بشكل كبير من الاحتكاك الذي يحدث عادةً في تفاعلات خدمة العملاء التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، يُبسط الذكاء الاصطناعي خدمة العملاء من خلال أتمتة المهام الروتينية. يُمكن الآن لأنظمة الذكاء الاصطناعي التعامل مع المهام الأقل تعقيداً، مثل إعادة تعيين كلمات المرور، أو تتبع الطلبات، أو تحديث معلومات الحساب، مما يسمح للموظفين البشريين بالتركيز على المشكلات الأكثر تعقيداً، وذات القيمة العالية. كما يُمكّن الذكاء الاصطناعي الشركات من تقديم تجارب عملاء مُخصصة للغاية. من خلال تحليل بيانات العملاء، تُقدم الأنظمة المُدارة بالذكاء الاصطناعي حلولاً مُصممة خصيصاً بناءً على تفاعلات العميل السابقة، وتفضيلاته.


الشرق الأوسط
منذ 3 ساعات
- الشرق الأوسط
ما تأثير الذكاء الاصطناعي على العملات الرقمية؟
شهد مجالا التكنولوجيا والعملات الرقمية تطورات سريعة في السنوات الأخيرة، وكان من أبرزها صعود تقنيات الذكاء الاصطناعي مع إمكانية استخدامه في هذين المجالين. هذا التقاطع بين الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية أثار اهتمام الخبراء والمستثمرين، إذ يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه ربما يكون «الثورة القادمة في عالم العملات الرقمية». في الوقت نفسه، يتساءل البعض عمَّا إذا كانت أدوات الذكاء الاصطناعي ستجعل الاستثمار في العملات المُشفَّرة أكثر ذكاءً وسهولة، أم أنها قد تؤدي إلى زيادة التقلبات والتلاعب في الأسواق، وفق مجلة «فوربس» الأميركية. فيما يلي نستعرض تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العملات الرقمية من خلال ثلاث زوايا: كيفية استخدامه في تحليل السوق، والتحديات التي تواجه دمجه مع هذا المجال، وأخيراً مدى قدرته على التنبؤ بأسعار العملات الرقمية بدقة. يُسهم الذكاء الاصطناعي اليوم في تعزيز قدرة المحللين والمستثمرين على فهم سوق العملات الرقمية واتخاذ القرارات بشكل أسرع وأكثر دقة. تستخدم منصات التداول خوارزميات ذكاء اصطناعي لتحليل كميات هائلة من البيانات في وقت قصير، مما يسمح بتنفيذ عمليات التداول الآلي بسرعة تفوق بكثير قدرة البشر، حسب منصة «كوينبيس»، (Coinbase)، الأميركية لتداول الأصول الرقمية. يُسهم الذكاء الاصطناعي اليوم في تعزيز قدرة المحللين والمستثمرين على فهم سوق العملات الرقمية (رويترز) على سبيل المثال، بفضل التداول الخوارزمي algorithm (تداول آليّ ذكيّ) المدعوم بالذكاء الاصطناعي يمكن تنفيذ آلاف الصفقات في الثانية الواحدة استناداً إلى استراتيجيات مبرمجة مسبقاً، وهذا مهم بشكل خاص في سوق العملات الرقمية التي تشهد تغيرات سعرية سريعة وحادة. وبالإضافة إلى السرعة، يتميّز الذكاء الاصطناعي بقدرته على التعمّق في تحليل السوق. حيث يمكنه رصد أنماط خفية في تحركات الأسعار لا يستطيع الإنسان ملاحظتها بسهولة، وذلك عبر تحليل بيانات تاريخية ضخمة. بناءً على هذه الأنماط، تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي تقديم توقعات أو تنبؤات بشأن اتجاهات الأسعار المحتملة، حسب تقرير منصة «كوينبيس». يتميّز الذكاء الاصطناعي بقدرته على التعمّق في تحليل السوق (رويترز) كما تُستخدم تقنيات «تحليل المشاعر» لقراءة مزاج السوق العام من خلال تتبّع الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي؛ لمعرفة ما إذا كان المزاج السائد للمستثمرين يتجه نحو التفاؤل أم الخوف، مما يساعد في توقع تحركات الأسعار. يُذكر أن تقنيات «تحليل المشاعر» هي نوع من تقنيات الذكاء الاصطناعي تُستخدم لفهم المزاج العام أو الرأي العام من خلال تحليل النصوص التي يكتبها الناس لا سيما على وسائل التواصل الاجتماعي. لم يعد استخدام الذكاء الاصطناعي في سوق العملات الرقمية مقتصراً على المؤسسات المالية الكبرى فحسب، بل امتد إلى المستثمرين الأفراد أيضاً. فقد بات البعض يستعين بمساعدات ذكاء اصطناعي مثل نماذج المحادثة، مثل «شات جي بي تي»، للحصول على تحليلات مبسّطة وفورية للسوق. على سبيل المثال، يمكن لهذه النماذج تلخيص الأخبار الاقتصادية أو تفسير رسوم بيانية معقدة بلغة بسيطة، وحتى ابتكار استراتيجيات تداول مبدئية بناءً على معطيات سوقية معيّنة، حسب موقع «كوينتيلغراف»، (Cointelegraph)، الدولي المتخصّص في تغطية أخبار العملات الرقمية. ويشير خبراء إلى أن دور هذه الأدوات هو دعم قرارات المستثمر وليس استبدال العقل البشري كلياً، تماماً كما عززت البرامج الحاسوبية فيما مضى عمل جيل من المحللين الماليين دون أن تلغي دورهم. لم يعد استخدام الذكاء الاصطناعي في سوق العملات الرقمية مقتصراً على المؤسسات المالية الكبرى فحسب بل امتد إلى المستثمرين الأفراد أيضاً (أ.ف.ب) على الرغم من الفرص الكبيرة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي في عالم العملات الرقمية، هناك جملة من التحديات تعترض طريق الدمج الكامل بين التقنيتين. أول هذه التحديات هي التعقيد التقني؛ فدمج خوارزميات الذكاء الاصطناعي مع أنظمة قائمة على تقنية سلسلة الكتل (البلوكتشين) ليس أمراً سهلاً. وسلسلة الكتل أو «بلوك تشين» (Blockchain) هي تقنية رقمية مبتكرة تُستخدم لتخزين البيانات بطريقة آمنة، شفافة، ولا مركزية، وهي تشكّل البنية التحتية الأساسية للعملات الرقمية مثل بتكوين وإيثيريوم. كذلك، يتطلب تشغيل خوارزميات الذكاء الاصطناعي موارد حاسوبية هائلة، وفي المقابل تعاني شبكات العملات الرقمية أحياناً من محدودية في السرعة والاستيعاب، وهذا يعني أن الجمع بين الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية قد يجعل تنفيذ المعاملات أبطأ أو أكثر تكلفة، خصوصاً عندما يزداد عدد المستخدمين، وفقاً لموقع «كوينتيلغراف». تحدٍّ آخر أمام دمج الذكاء الاصطناعي مع العملات الرقمية، هو مدى تحقيق الشفافية والثقة. فكثير من نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة تعمل كصندوق أسود، حيث يصعب فهم الآلية الداخلية التي تتخذ بها القرارات. في المقابل، تعتمد ثقة المستخدمين في عالم العملات الرقمية على الشفافية وإمكانية التحقق. فإذا قدّم نظام ذكاء اصطناعي توصية استثمارية أو توقعاً سعرياً دون شرح واضح للأسباب، قد يتردد المستثمرون في الأخذ به، لأنّ عدم قدرة المستخدمين على فهم كيفية توصل الذكاء الاصطناعي إلى قراراته قد يولّد مخاوف ويثني البعض عن استخدامه. من جهة أخرى، يظل الإطار التنظيمي لدمج الذكاء الاصطناعي بالعملات الرقمية تحدياً مهماً؛ فكل من هاتين التقنيّتين حديثتا العهد وسريعتا التطور، وهذا يعني أن القوانين واللوائح التنظيمية لا تواكب سرعة التطوّر التقني. هذا الفراغ أو الغموض القانوني يزيد من صعوبة دمج الذكاء الاصطناعي مع منصات التداول أو المشاريع القائمة على البلوكتشين، خوفاً من مخالفة أنظمة تنظيمية حالية أو مستقبلية، حسب «كوينتيلغراف». يتطلب تشغيل خوارزميات الذكاء الاصطناعي موارد حاسوبية هائلة (رويترز) ولا يمكن إغفال تحديات متعلقة بجودة البيانات والتوقعات. تعتمد دقة مخرجات أنظمة الذكاء الاصطناعي على جودة البيانات التي تُدرَّب عليها؛ فإذا كانت البيانات تاريخية منحازة أو غير كاملة، ستنعكس العيوب على القرارات والتنبؤات. في سوق شديدة التقلب كسوق العملات المشفرة، قد يصعب على الذكاء الاصطناعي التنبؤ بالأحداث غير المتوقعة أو الصدمات المفاجئة مثل تغييرات تشريعية أو تصريحات مؤثرة من شخصيات بارزة. وفي الواقع، يشدد الخبراء على أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد ترتكب أخطاء فادحة إذا استندت إلى بيانات أو نماذج فيها عيوب، مما قد يسبب خسائر مالية جسيمة، فضلاً عن أن غياب الشفافية في قرارات هذه الأنظمة قد يقوّض ثقة المستثمرين ويفسح المجال للتلاعب بالسوق. لذا فإن دمج الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وفعال في عالم العملات الرقمية يتطلب معالجة هذه التحديات التقنية والأخلاقية والتنظيمية بعناية. يتطلع الكثيرون إلى إجابة هذا السؤال المحوري: هل بوسع الذكاء الاصطناعي أن يتنبأ بحركة أسعار البتكوين أو غيرها من العملات الرقمية بدقة عالية وبشكل موثوق؟ لقد حقق الباحثون بالفعل بعض النجاحات المحدودة في هذا المجال. على سبيل المثال، إن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) -وهو معهد أميركي ينشر آخر ما توصلت إليه الأبحاث العلمية والتقنية- تمكّن قبل نحو عقد من الزمن من تطوير خوارزمية تعلُّم آلة تتوقع أسعار بتكوين على مدار ثوانٍ، ونجح فريق العمل عبرها في مضاعفة استثماراته خلال فترة خمسين يوماً فقط. مثل هذه النتائج أظهرت إمكانات واعدة لاستخدام النماذج الرياضية والتعلم الآلي في التداول الآلي لتحقيق أرباح سريعة. هل بوسع الذكاء الاصطناعي أن يتنبأ بحركة أسعار البتكوين أو غيرها من العملات الرقمية بدقة عالية؟ (رويترز) إلا أن خبراء الذكاء الاصطناعي والمال يؤكدون أن هذه الحالات تظل استثنائية، ولا تعني قدرة عامة على التنبؤ الدقيق. كما يقول أحد خبراء شركة «غوغل» في مجال الذكاء الاصطناعي: «يمكنك دائماً تحليل البيانات التاريخية، لكنك لن تستطيع أبداً التنبؤ بالمستقبل بدقة تامة. حاول المحللون لسنوات، ولا يوجد أحد يستطيع توقع الأسعار بشكل صحيح دائماً»، حسبما أفاد به موقع «كريبتو نيوز»، وهو موقع إخباري دولي يغطّي أحدث تطورات سوق العملات الرقمية. الواقع أن الذكاء الاصطناعي يبرع في رصد الاتجاهات والأنماط المحتملة اعتماداً على المعطيات الحالية، لكنه يفتقر إلى قدرة الإدراك الشامل لكل العوامل المؤثرة الخارجة عن البيانات، مثل التطورات السياسية أو النفسية للمستثمرين. لذلك، فإن أي توقعات يصدرها تبقى في إطار الاحتمالات، وليست ضماناً أكيداً. حتى النماذج اللغوية الذكية مثل «شات جي بي تي» تعترف بأنها لا تمتلك دقة آنية في التنبؤ بالأسعار، وأن ما تُقدّمه من توقعات ليست إلا سيناريوهات افتراضية للاسترشاد بها لا أكثر، وفقاً لموقع «كوينتيلغراف». وبناءً على ذلك، يبقى الذكاء الاصطناعي أداةً مفيدةً لاستشراف الاتجاهات في سوق العملات الرقمية، لكنه لا يضمن تنبؤاً دقيقاً بالأسعار المستقبلية.