logo
من البارصا إلى السيتي وباريس: التيكي تاكا تنتقل مع غوارديولا وإنريكي وتُعيد صياغة أدوار النجوم

من البارصا إلى السيتي وباريس: التيكي تاكا تنتقل مع غوارديولا وإنريكي وتُعيد صياغة أدوار النجوم

بالواضحمنذ 11 ساعات

بعدما نجح المدرب الإسباني بيب غوارديولا في نقل إرث 'التيكي تاكا' من برشلونة إلى مانشستر سيتي، يسير مواطنه لويس إنريكي على النهج نفسه مع باريس سان جيرمان، في تجربة تحمل ملامح واضحة من الفلسفة الكروية التي صنعت أمجاد برشلونة ما بين 2008 و2015، ووضعت بصمتها العميقة على كرة القدم الأوروبية والعالمية.
غوارديولا، الذي قاد برشلونة بين 2008 و2012، جعل من أسلوب التيكي تاكا – القائم على الاستحواذ، التمرير القصير، والضغط العالي – هوية لا تُفصل عن فريقه. وبعد تجربة ناجحة مع بايرن ميونيخ، انتقل إلى مانشستر سيتي عام 2016، وهناك أعاد بناء الفريق على أسس 'المدرسة الكتلانية'، فحوّل السيتي إلى ماكينة كروية متكاملة. وقد تُوِّج مجهوده التاريخي في موسم 2022-2023 عندما حقق ثلاثية غير مسبوقة في تاريخ النادي: الدوري الإنجليزي، كأس الاتحاد الإنجليزي، ودوري أبطال أوروبا، بأسلوب لعب يعتمد على تدوير الكرة بسرعة عالية، وتمركز مثالي، ومرونة تكتيكية قل نظيرها.
أما لويس إنريكي، فبعد نجاحه اللافت مع برشلونة في موسم 2014-2015 حين قاد الفريق إلى ثلاثية تاريخية أخرى (الدوري، الكأس، دوري الأبطال)، جاء إلى باريس سان جيرمان صيف 2023 حاملاً معه تجربة غنية ورؤية تجديدية لفريق لطالما عانى من غياب الانسجام الجماعي، رغم توفره على أسماء لامعة. ومع رحيل الثلاثي الهجومي الشهير (ميسي، نيمار، مبابي)، وبدء مرحلة جديدة أكثر اعتماداً على الجماعية والانضباط التكتيكي، وجد إنريكي الأرضية مهيأة لتطبيق فلسفته.
خلال موسمه الأول، ظهرت ملامح واضحة لأسلوب التيكي تاكا المعدَّل في أداء باريس: سرعة في توزيع الكرة، تنقلات ذكية بين الخطوط، ضغط عالٍ من منتصف الملعب، واعتماد على لاعبين يمتلكون القدرة على تنفيذ الأدوار المركّبة بدقة. ووسط هذه المنظومة، برز المغربي أشرف حكيمي كأحد الأضلاع الحيوية في نجاح الفلسفة الجديدة.
فبفضل سرعته الفائقة، وقوته في الالتحامات، وذكائه في استغلال المساحات، تحوّل حكيمي إلى أحد أكثر اللاعبين تأثيراً في الجانب الأيمن، ليس فقط كظهير تقليدي، بل كعنصر ديناميكي يربط الدفاع بالهجوم، ويسهم في التحولات السريعة التي تتطلبها التيكي تاكا الحديثة. إن إنريكي، الذي يدرك قيمة التوازن بين المتعة والفعالية، وظّف حكيمي في أدوار هجومية متعددة، مانحاً إياه الحرية في الصعود وربط اللعب العرضي والعمودي، مما جعله أحد مفاتيح اللعب الأساسية في الثلث الأخير من الملعب. وهكذا أصبح حكيمي نموذجاً للاعب العصري الذي يخدم فلسفة اللعب الجماعي دون أن يتخلى عن حسه الفردي الحاسم.
وقد أثمرت هذه التحولات فوز باريس سان جيرمان بالثلاثية المحلية (الدوري الفرنسي، كأس فرنسا، كأس السوبر)، وبلوغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، في موسم يعتبر انتقالياً بكل المقاييس. ورغم الإقصاء أمام بوروسيا دورتموند، فإن الأداء الذي قدمه الفريق حمل إشارات قوية إلى عودة الروح الجماعية، ونضج تكتيكي يُحسب للمدرب الإسباني.
في المحصلة، يظهر نجاح كل من غوارديولا وإنريكي أن التيكي تاكا لم تكن مجرد موضة عابرة في تاريخ كرة القدم، بل أسلوب حياة كروية قابلة للتكييف مع السياقات المختلفة، طالما وُجد الفكر، والانضباط، واللاعبون القادرون على التنفيذ. وإذا كان غوارديولا قد نجح في دمجها مع القوة البدنية والسرعة التي يتطلبها الدوري الإنجليزي، فإن إنريكي أعاد إنتاجها في باريس بطريقة أكثر واقعية وتوازناً، عبر استثمار الإمكانيات الاستثنائية للاعبين مثل أشرف حكيمي، الذي يجسد في كل مبارياته تلك الصيغة النادرة من الانطلاق السريع، والدقة في التمرير، والنجاعة في الحسم.
هكذا، تستمر روح برشلونة في التجدد عبر مدارس أخرى، تُثبت أن الفكر الكروي العميق لا يشيخ، بل يتطور ويُعيد صياغة الأدوار، ويُنتج جيلاً جديداً من الفرق والنجوم على صورة أسلوب لم يمت، بل ازداد نضجاً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سيموني إنزاغي يكيل المديح لغوارديولا قبل لقاء الهلال والسيتي
سيموني إنزاغي يكيل المديح لغوارديولا قبل لقاء الهلال والسيتي

WinWin

timeمنذ ساعة واحدة

  • WinWin

سيموني إنزاغي يكيل المديح لغوارديولا قبل لقاء الهلال والسيتي

كال المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي (49 عامًا)، المدير الفني للهلال السعودي، المديح للإسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي، قبل مباراة الفريقين المُرتقبة، ضمن منافسات ثمن نهائي كأس العالم للأندية 2025. ومن المُقرر أن تُقام المباراة على أرضية ملعب "كامبينغ وورلد" بولاية فلوريدا الأمريكية، بدايةً من الساعة الرابعة من صباح غدٍ الثلاثاء، بتوقيت مكة المُكرمة والدوحة والقاهرة. غوارديولا يتلقى إشادة استثنائية من سيموني إنزاغي بدوره، قال إنزاغي خلال المؤتمر الصحفي الرسمي عشية المباراة: "كل مدرب يبدأ مهنة التدريب يرى غوارديولا مصدرًا للإلهام. هناك كرة قدم ما قبل وما بعد غوارديولا، فقد جلب (الإسباني) فلسفة جديدة إلى كرة القدم. وبعيدًا عن البطولات، أعتقد أنه المدرب الأفضل في الأعوام الـ25 الأخيرة. إنه مثال". وسبق لإنزاغي أن اصطدم بغوارديولا في نهائي دوري أبطال أوروبا 2022-23؛ حيث كان سيموني مدربًا لإنتر ميلان، فيما كان غوارديولا مديرًا فنيًا لمانشستر سيتي، وقد انتهت المواجهة بفوز السيتي 1-0، ليحصد اللقب القاري. فيفا يكشف عن حكم مباراة الهلال ومانشستر سيتي في المونديال اقرأ المزيد وبخصوص ذلك، قال المدرب الإيطالي: "آخر مواجهة جمعتنا كانت في دور المجموعات بدوري الأبطال، وانتهت بالتعادل السلبي، وكانت مباراة قوية وجميلة، وقبل ذلك، كان نهائي إسطنبول، الذي استحق فيه الإنتر المزيد". يُذكر أن الهلال تأهل إلى ثمن نهائي كأس العالم للأندية 2025؛ باحتلاله وصافة ترتيب المجموعة الثامنة، فيما حجز مانشستر سيتي مقعده بأول الأدوار الإقصائية؛ بعد تصدره ترتيب المجموعة السابعة. ويُعد الهلال الفريق العربي الوحيد الذي تمكن من تجاوز مرحلة المجموعات بمونديال الأندية 2025؛ بعد إقصاء الأهلي المصري والترجي الرياضي التونسي والوداد الرياضي المغربي والعين الإماراتي من الدور الأول. ويحلم سيموني إنزاغي بقيادة الهلال لتجاوز السيتي، والتأهل إلى ربع نهائي المونديال، الذي تُقام منافساته في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى 13 يوليو/ تموز المقبل.

تحديات مهمة تواجه إنزاغي قبل صدام غوارديولا بمونديال الأندية
تحديات مهمة تواجه إنزاغي قبل صدام غوارديولا بمونديال الأندية

WinWin

timeمنذ ساعة واحدة

  • WinWin

تحديات مهمة تواجه إنزاغي قبل صدام غوارديولا بمونديال الأندية

المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي لم يسبق له تحقيق أي فوز على نظيره الإسباني بيب غوارديولا (Getty) يأمل المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي (49 عامًا) أن ينجح في الثأر من نظيره الإسباني بيب غوارديولا (54 عامًا)، من خلال مباراة الهلال السعودي ومانشستر سيتي الإنجليزي، المُقررة إقامتها في ساعة مبكرة من صباح غدٍ الثلاثاء، ضمن منافسات ثمن نهائي كأس العالم للأندية. وتولى إنزاغي تدريب الهلال هذا الصيف، بعد رحيله عن إنتر ميلان الإيطالي. وإحصائيًا، قاد سيموني "الزعيم السعودي" في 3 مباريات حتى الآن، مُحققًا فوزًا واحدًا (2-0 على باتشوكا المكسيكي)، وتعادلَين (1-1 أمام ريال مدريد الإسباني، 0-0 أمام سالزبورغ النمساوي). ويحلم إنزاغي أن يواصل مسيرة "اللاهزيمة" مع الهلال، عبر تحقيق الفوز على مانشستر سيتي، في المباراة المُزمع خوضها بولاية فلوريدا الأمريكية، بدايةً من الساعة الرابعة صباحًا بتوقيت مكة المُكرمة والدوحة والقاهرة. ويدرك إنزاغي أن تحقيق الفوز أمام السيتي ومدربه غوارديولا، يتطلب التغلب على تحديات كبيرة، منها ما يتعلق بالجانب الفني، ومنها ما يخص الشق النفسي. الدفاع أمام الطوفان الهجومي لمانشستر سيتي وفقًا للكثيرين، يُصنَف مانشستر سيتي في خانة الفريق الأقوى هجوميًا بعالم كرة القدم؛ حيث تزخر تشكيلة "السيتيزنس" بلاعبين مميزين بالخط الأمامي، على غرار إيرلينغ هالاند وعمر مرموش وفيل فودين وريان شرقي وبرناردو سيلفا وسافينيو وجيريمي دوكو. وسجّل السيتي 13 هدفًا في 3 مباريات خاضها الفريق بمرحلة المجموعات، بمعدل يفوق حاجز الـ4 أهداف في المباراة الواحدة. سيموني إنزاغي يكيل المديح لغوارديولا قبل لقاء الهلال والسيتي اقرأ المزيد وأثبتت كتيبة بيب غوارديولا جودتها الهجومية بصورة واضحة، عبر فوزها الكاسح (5-2) على يوفنتوس الإيطالي، ضمن الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة السابعة، التي أنهاها السيتي في صدارة الترتيب. ويحتاج سيموني إنزاغي لوضع خطة دفاعية محكمة، بهدف الصمود أمام قوة السيتي الهجومية، علمًا أن شباك "الزعيم" تلقت هدفًا واحدًا فقط، في 3 مباريات خاضها الفريق بمونديال الأندية حتى الآن. بديل سالم الدوسري قدّم الجناح السعودي سالم الدوسري عرضًا فنيًا مميزًا، أمام باتشوكا المكسيكي، ضمن الجولة الثالثة من مرحلة المجموعات بمونديال الأندية؛ حيث سجّل اللاعب صاحب الـ33 عامًا هدفًا جميلًا، وأكمل 3 مراوغات ناجحة، وفاز بـ6 صراعات ثنائية، قبل أن يتعرض لإصابة قوية، اضطر على إثرها لمغادرة أرضية الميدان عند الدقيقة الـ76. ومن المُتوقع أن يتواصل غياب الدوسري عن الهلال لأكثر من شهر، لتنتهي مشاركة الدولي السعودي في أولى النسخ الموسعة من مونديال الأندية بصورة رسمية. وأمام غياب الدوسري، يجد إنزاغي نفسه مُطالبًا بإيجاد البديل الأنسب لشغل مركز الجناح الأيسر، في مباراة مانشستر سيتي، الذي يتمتع بجودة كبيرة على الرواقين، تحت قيادة غوارديولا. تاريخ غير مشجع أمام غوارديولا ستكون مباراة الغد الثالثة بين المدربَين بيب غوارديولا وسيموني إنزاغي، علمًا أن الأخير لم يسبق له تحقيق أي فوز أمام المدير الفني الإسباني. وقاد بيب مانشستر سيتي للفوز على إنتر ميلان (بقيادة إنزاغي) 1-0 في نهائي دوري أبطال أوروبا 2022-23، قبل أن يتجدد صدام المدربَين مع الناديين نفسيهما بمرحلة المجموعات للبطولة نفسها هذا الموسم 2024-25، وقد انتهت المباراة بالتعادل السلبي من دون أهداف (0-0). ويمثل تحقيق الفوز الأول على غوارديولا، تحديًا مهمًا في بدايات مسيرة إنزاغي على رأس الجهاز الفني للهلال.

غوارديولا: "العديد من الأندية تنتقد كأس العالم فقط لأنها غير مشاركة في هذه المسابقة"
غوارديولا: "العديد من الأندية تنتقد كأس العالم فقط لأنها غير مشاركة في هذه المسابقة"

البطولة

timeمنذ ساعة واحدة

  • البطولة

غوارديولا: "العديد من الأندية تنتقد كأس العالم فقط لأنها غير مشاركة في هذه المسابقة"

إعتبر مدرب مانشستر سيتي ، بيب غوارديولا ، أن الأندية التي تنتقد إقامة منافسة كأس العالم تشتكي فقط لأنها غير مشاركة فيها، لافتا إلى أن هذه الفرق كانت ستود خوض هذه المسابقة. وقال الإطار الإسباني في الندوة الصحفية التي تسبق مقابلة الهلال السعودي: " هناك العديد من الأندية التي تشتكي من إقامة هذه المسابقات لأنها غير مشاركة فيها، كانت ستود الحضور في هذه المنافسة". وأضاف المتحدث قائلا: " كانت هذه الأندية ستود التواجد هنا مع وسائل إعلامها ومشجعيها". وواجهت إقامة كأس العالم للأندية بعض الانتقادات من فاعلين في كرة القدم، بسبب ازدحام الأجندة الكروية وامتلائها بالمباريات والالتزامات. يذكر أن مانشستر سيتي سيلاقي الهلال السعودي، غدا الثلاثاء، انطلاقا من الثانية صباحا بالتوقيت المغربي (غرينيتش +1)، برسم ثمن نهائي كأس العالم للأندية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store