
المكرمية فن حرفي دارج في أعمال الديكور المختلفة
شهدت الحِرفُ التقليديَّةُ، في الأعوامِ الأخيرةِ، انتعاشاً كبيراً، لا سيما مع توظيفها في ديكورِ المنزل، في مقدِّمتها المكرميَّة. والحِرفةُ الرائدةُ في هذا الإطارِ، تشتهرُ بعقدها وتطبيقاتها المتنوِّعة، وتوفيرها إمكاناتٍ لا حصرَ لها لإضفاءِ التفرُّدِ والدفء على المساحةِ الداخليَّة. ديكورُ المنزلِ، هو أكثرُ من مجرَّدِ ترتيبِ الأثاث، وطلاءِ الجدران. إنه شكلٌ من أشكالِ التعبيرِ عن الذات، ويتعلَّقُ الأمرُ بتنسيقِ مساحةٍ، لا تلبي احتياجاتِ القاطنين الوظيفيَّة فحسب، بل وتتوافقُ أيضاً مع أساليبهم الشخصيَّة، وأذواقهم، وراحتهم. ومن الملاحظِ راهناً رواجُ فنِّ المكرميَّة مجدَّداً، إذ يتناسبُ مع اتجاهاتِ ديكورِ المنزل الحاليَّة.
حول ذلك، كان لـ «سيدتي» حديثٌ مفصَّلٌ مع المهندسةِ الداخليَّةِ سارة هنداوي، مؤسِّسةِ المشغلِ اليدوي KabKoub، التي بدأت العملَ بالمكرميَّةِ عام 2020.
تاريخ المكرمية
«المكرميَّةُ نوعٌ من أنواعِ الأشغالِ الفنيَّة اليدويَّة، يقضي بصياغةِ المنسوجاتِ باستخدامِ الخيطان، وصنعِ العُقدِ لإنشاء أشكالٍ مختلفةٍ»، بحسب المهندسة. يرجعُ أصلُ فنِّ المكرميَّة إلى قرونٍ خلت، ففي العصورِ الوسطى، وبسببِ رحلات البحّارة المغاربة من شمالِ إفريقيا إلى أوروبا، هم قاموا باستخدامِ حبالٍ لإعدادِ قطعٍ فنيَّةٍ جذَّابةٍ من منطلقِ التسليةِ خلال وقتِ السفرِ الطويل. وعليه، أدخل المغاربةُ هذا الفنَّ إلى إسبانيا، وفرنسا في القرن الـ 15، وإيطاليا في القرنِ التالي.
حظيت المكرميَّةُ في العصرِ الفيكتوري بشعبيَّةٍ واسعةٍ، إذ اتَّخذت النساءُ الفنَّ هوايةً لهن، وزيَّن منازلهن بقطعٍ جميلةٍ مشغولةٍ به بعد أن لاقى رواجاً كبيراً. كذلك الحال في أمريكا، فخلال السبعينياتِ الميلاديَّة، انتشرَ فنُّ المكرميَّة في البلادِ من خلال الملابسِ، وأعمالِ ديكورِ المنازل. وفي القرن الـ 21، أحيا الطرازُ البوهيمي الجديدُ المكرميَّة، فأصبح هذا الفنُّ موضةً عالميَّةً.
عقد المكرمية
توضح المهندسةُ سارة أن «السكن مفهومٌ، يتجاوزُ مجرَّد العيشِ في شقَّةٍ، أو منزلٍ، فهو يتعلَّقُ بإنشاءِ مساحةٍ دافئةٍ، ومرحِّبةٍ، ومعبرةٍ عن مشاعر شخصيَّةٍ. إنه باختصارٍ أسلوبُ حياةٍ». وفي هذا الجانبِ، توفِّرُ مشغولاتُ المكرميَّةِ الفريدةِ والأصليَّةِ لمسةً شخصيَّةً في أي بيئةٍ، وأجواءً دافئةً وجذَّابةً، فالعملاءُ يبحثون بشكلٍ متزايدٍ عن أشياءَ مميَّزةٍ وأصليَّةٍ، ومصنوعةٍ بلمسةٍ شخصيَّةٍ.
هناك العشراتُ من عقدِ المكرميَّةِ التي يمكن استخدامها، بعضها بسيطٌ، وبعضها الآخرُ معقَّدٌ، وتشملُ العقدَ المربَّعةَ، والعلويَّةَ، والحلزونيَّة، والقرنفل، والتجميع، و«رأس لارك»، وغيرها.
ويصمِّمُ فنُّ المكرميَّة منتجاتٍ منزليَّةً عدة، منها: حواملُ النباتاتِ أو المجوهرات، وأغطيةُ النوافذ، و«التعليقاتُ» على الحائط، والمصابيحُ، و وسائد الأرائك ، والمرايا، وشراشفُ الطاولات، والرفوفُ وأسطحُ الطاولات، ومقاعدُ صغيرةٌ وكبيرةٌ، إضافةً إلى الملابس.
وتتعدَّدُ كذلك الأدواتُ الأساسيَّةُ التي تستخدمُ في صناعةِ فنِّ المكرميَّة، بينها: مجموعةٌ مختلفةٌ من الأليافِ الطبيعيَّة، أو الأليافِ الصناعيَّة، ويبرز منها: أسلاكٌ مختلفةُ السماكةِ من 3 إلى 6 ميلليمتراتٍ، وحبالٌ ملوَّنةٌ وخرزٌ. أمَّا أكثرُ الألوانِ استخداماً، فهي الترابيَّة، لا سيما البيجُ، والبني، والأبيضُ المطفي، والذهبي، فضلاً عن الأزرقِ، والوردي، و الأخضرِ الزيتوني ، ولونِ الفحم.
المكرمية في أعمال الديكور
توضح سارة، أن «عديداً من قطعِ الديكور، تُصنعُ من فنِّ المكرميَّة، وتناسبُ كلَّ الأذواقِ، علماً أن القطعَ أنيقةٌ، وتعطي لمسةً بوهيميَّةً مثاليَّةً للمساحة». وتضيف: «فنُّ المكرميَّة، يستخدمُ بطريقةٍ تقليديَّةٍ، أو عصريَّةٍ، والمصنوعاتُ تضاف لكلِّ ركنٍ في المنزل، من السقفِ إلى الحائط، والكنبة، بل وحتى السرير. وتشملُ الطرقُ الجذَّابة لتزيين المنزلِ بالمكرميَّة الجدارياتِ، إذ يمكن الاستعاضةُ عن اللوحاتِ بقطعٍ من هذا الفنِّ، توزَّعُ على الحائطِ فوقَ السرير في غرفة النوم ، أو في غرفةِ الجلوس، أو عند مدخلِ المنزل، وهذه القطعُ قابلةٌ للتخصيصِ لناحيتَي الشكل واللون المفضَّلَين».
كذلك يحلو النباتُ الأخضرُ الذي تحمله قطعةٌ من المكرميَّة، أو المرايا «واحدةٌ أو أكثر» المؤطَّرةُ بالفنِّ على حائطٍ في غرفةِ الجلوس، أو غرفةِ النوم، أو حتى فوقَ المغسلةِ في حمَّام الضيوف.
ولإضافةٍ لمسةٍ مميَّزةٍ، تختارُ المهندسةُ الشراشفَ التي تغطي طاولاتِ الطعام، والطاولاتِ الصغيرة، وأغلفةَ الوسائدِ المرميَّة على الكنبة، أو على السريرِ بمقاساتٍ وألوانٍ مختلفةٍ لإشاعةِ رونقٍ جديدٍ وفريدٍ في المنزل. أمَّا بالنسبةِ للرفوف، فتستخدمُ الحبالَ الملوَّنة، وتدمجُ بالخشب، لتُعلَّق على الجدران، وتتزيَّن بالإكسسوارات، أو النباتات لمنحِ لمسةٍ طبيعيَّةٍ. وفيما يخصُّ الكراسي الصغيرةَ والمقاعد، ترجعُ إلى زمنٍ منقضٍ، وتقدِّمها بطريقةٍ عصريَّةٍ، لتعطي طابعاً جديداً للمنزل، خاصَّةً في غرفةِ الجلوس، لتحلَّ بوصفها مقاعدَ إضافيَّةً، وحول طاولةِ السفرة، وفي حديقةِ المنزل.
وتعدُّ المصابيح المشغولة من فنِّ المكرميَّة الأكثرَ رواجاً العامَ الجاري، مع ملاحظةِ أن بعض المصنوعاتِ، تدمجُ بالحديد، وهناك نوعان منها، التقليدي لإضافةِ لمسةٍ بوهيميَّةٍ، والمعاصرُ، ويستخدمُ في معظمِ أعمالِ الديكور، إذ يناسبُ كلَّ الأذواق. وتُخصَّص المصابيحُ المنفَّذة بالحبال للأسقفِ، والجدران، والأرضيات، وتعطي لمسةً محبَّبةً من حولها من خلال عكسِ الضوءِ الخيطانَ على الحائطِ.
ولناحية ديكورِ الجدران ، تقولُ المهندسة: «يمكن إضافةُ المكرميَّةِ إلى أي حائطٍ خشبي، أو مطلي، أو حجري مع مراعاةِ الأشكالِ والألوان، فإذا كان الجدارُ مطلياً بالأبيضِ، أو طلاءٍ آخرَ، فيمكن هنا إضافةُ جداريَّةٍ مكرميَّةٍ تقليديَّةٍ ذات حبكاتٍ وعقدٍ بارزةٍ، ومن الممكن تعدُّد الألوان في جداريَّةٍ واحدةٍ. أمَّا إذا كان الحائطُ خشبياً أو صخرياً، فتحلو عليه الجداريَّةُ المكرميَّةُ ناعمةُ الخيوطِ بلونٍ واحدٍ مع مراعاةِ تقليل العقد، أو انعدامها للحفاظِ على التوازن».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة هي
منذ ساعة واحدة
- مجلة هي
إطلالة شيرين عبدالوهاب في مهرجان موازين.. هل تؤثر صراعاتها السابقة على أسلوبها في الأزياء حتى اليوم؟
تصدر اسم النجمة المصرية شيرين عبدالوهاب مصادر البحث على السوشيال ميديا، بعد إحيائها لحفل ساهر في مهرجان موازين بالمغرب، حيث تنوعت تعليقات الجماهير بين الإشادة والانتقادات للحفل، وبالتزامن مع هذا الجدل الذي أثاره ظهورها في المهرجان، دعونا نركز معا على إطلالاتها التي باتت تتسم بالوقار بعد زيادتها في الوزن، حيث أصبحت الفساتين الفضفاضة رمزا لأناقة شيرين عبدالوهاب على المسرح، ونتذكر معا أحدث إطلالاتها، ونشاهد كيف انعكست الأزمات المتتالية في حياتها الشخصية على أناقتها ومظهرها في الحفلات. إطلالة شيرين عبدالوهاب في مهرجان موازين مثلما تعودنا عليها في الفترات الأخيرة، أطلت شيرين عبدالوهاب على المسرح خلال حفلها بموازين بإطلالة محتشمة ووقورة، بستايل الفستان الفضفاض الذي يليق بقوامها بعد اكتسابها لوزن زائد، حيث اختارت شيرين ثوبا طويلا باللون الأبيض، بالأكمام الواسعة الملتصقة بالتصميم، مع الياقة الضيقة المزينة بتطريز كريستالي بنكهة شرقية، كما تميز الفستان بفتحات جانبية عند الساقين، ومع ذلك الستايل انتعلت شيرين حذاء بلاتفورم ميتاليك باللون الفضي، دون حاجتها للكثير من المجوهرات، كما أنها ظهرت بتسريحة الشعر القصير المسرح بخصلات مالسة، مع اعتمادها المكياج الهادئ. شيرين عبدالوهاب بستايل الفستان الفضفاض في حفلها بموازين الأزياء الفضفاضة باتت الاختيار المفضل لشيرين عبدالوهاب شاهدنا شيرين عبدالوهاب تفقد رونقها عاما بعد عام بسبب الأزمات التي عانت منها، والانهيارات النفسية التي انعكست بشكل سلبي على أعمالها الفنية وحفلاتها وأيضا مظهرها الخارجي، فصدمتنا بظهورها حليقة الرأس كما أنها اكتسب وزنا زائدا بشكل كبير، إلا أن حضورها على المسرح لايزال يؤثر في محبيها وما تزال أغانيها تلامس القلوب، ومع كل ظهور جديد لها لاحظنا تغييرا واضحا في أسلوبها لاختيار الملابس بما يناسب قوامها، فباتت الأزياء الفضفاضة اختيارها المفضل. شيرين ارتدي فستانا محتشما باللون البنفسجي فقبل مهرجان موازين اختارت شيرين خلال حفلها بالكويت فستانا محتشما باللون البنفسجي، ميزته القصة البسيطة المنسدلة بتصميم فضفاض يخفي ملامح القوام، بأكمام طويلة وياقة مثنية، وزينت شيرين طلتها بأقراط ذهبية مرصعة ومنسدلة، منحت طلتها بعض البريق، معتمدة قصة الشعر الكاريه المالس، كما جعلت ملامحها مشرقة في تلك السهرة باعتماد مكياج ملون بالظلال البنفسجية المتناغمة مع الثوب. إطلالة شيرين عبدالوهاب في حفلها بالكويت وبدت شيرين أنيقة بثوب سهرة فاخر باللون الأبيض الموحد حمل توقيع دار Valentino العالمية، تميز كذلك بالستايل الفضفاض والمحتشم، بأكمام طويلة مع ياقة مثنية، يتوسطها بروش كريستالي مرصع، وكلمسة جمالية وقورة زين الفستان بتصميم كاب منسدل فوق أحد الذراعين، وزينت الفنانة المصرية إطلالتها بمجوهرات مرصعة من Yessayan، كما تركت شعرها منسدلا بخصلات ويفي تلامس الكتفين. شيرين بثوب سهرة فاخر باللون الأبيض الموحد حمل توقيع دار Valentino شيرين عبدالوهاب تحافظ على أناقتها بصيحة الأميرات ومن بين صيحات الموضة التي رافقت شيرين عبدالوهاب في محنتها وظروفها الصعبة، هي صيحة فساتين الأميرات التي اختارتها شيرين أكثر من مرة، من بينها ذلك الفستان الأسود المطرز من نفس الماركة الشهيرة Valentino، جاء بصيحة الأوف شولدر، بأكمام طويلة ومنتفخة من القماش الشفاف، مع الخصر المحدد، والأطراف المنتفخة بستايل الأميرات، وزين فستان شيرين بتطريزات متباعدة بالخيوط المذهبة،مع الورود المتناثرة من الترتر الفضي، واكتملت أناقة شيرين على المسرح بالأقراط المرصعة مع الشعر الويفي المنسدل. شيرين عبدالوهاب بالفستان الأسود المطرز بصيحة الأوف شولدر كما أطلت شيرين عبدالوهاب بفستان طويل بصيحة البولكا دوت، جاء باللون الأبيض المنقط بالأسود، واتخذ تصميما واسع الأطراف، بالأكمام الشفافة الواسعة، مع تصميم الياقة العالية الشفافة المزينة بتطريز الورود، ويبدو أن تلك الإطلالة جعلتها واثقة على المسرح. شيرين عبدالوهاب بفستان طويل بصيحة البولكا دوت كما شاهدنا شيرين على المسرح بفستان طويل باللون الزهري الشاحب، بتصميم الأميرات، ميزته الأطراف المنتفخة مع الحزام الرفيع حول الخصر، بالأكمام المنتفخة الطويلة والياقة العالية، زينته حبات الباييت المتناثرة على كامل التصميم لتمنحها منظرا لامعا أمام الكاميرات، وقد تزينت بالأقراط المرصعة التي تعد من قطع المجوهرات المفضلة لها، مع تسريحة الشعر القصير بالغرة المنتفخة. وفي حفل آخر أطلت شيرين عبدالوهاب بثوب طويل باللون الأسود، مميز بقصة الأوف شولدر والخصر المحدد، بتصميم الكاب المنسدل على الذراعين بدلا من الأكمام، كما اتخذ تصميم الأطراف الواسعة، مع لمسة جمالية مشعة، عبارة عن تطريزات الورود الذهبية النافرة التي تحدد الياقة وتتناثر بشكل أقل كثافة على الكاب الطويل الذي يتدلى خلف ظهرها ليمنحها مظهرا أكثر فخامة، وبنفس الأسلوب اكتفت شيرين بالأقراط مع تسريح شعرها القصير بخصلات مموجة. شيرين عبدالوهاب بثوب طويل باللون الأسود شيرين عبدالوهاب اختارت فستانا بنفس الصيحة عند تصوير إحدى الحملات الإعلانية مؤخرا، حيث ظهرت بفستان ميدي باللون الأحمر الناري، مصمم بقصة القميص بالياقة المثنية ذات فتحة أزرار أمامية مع أكمام طويلة، بينما انسدلت أطرافه المنتفخة بستايل الطبقات الغنية بالثنيات، وعقدت شيرين حزاما حول خصرها، كما انتعلت حذاءً بلاتفورم بنفس اللون الأحمر، مفضلة تسريحة الشعر القصير المالس، دون أن تبالغ في ارتداء المجوهرات. شيرين عبدالوهاب ترتدي فستانا ميدي باللون الأحمر الناري وكانت نجمة الغناء شيرين عبدالوهاب قد عانت في السنوات الأخيرة من أزمات وصراعات مع طليقها حسام حبيب، والتي أثارت ضجة إعلامية كبيرة، بالأخص أنها كانت علنية، كما انعكست بشكل واضح على حضورها الفني وحالتها الصحية، ووسط كل ذلك الصراع والتغيرات حافظت الفنانة المصرية على أناقتها باختيار ستايلات ملائمة، ورغم تعرضها للانتقادات بسبب العديد من الاختيارات السابقة للأزياء، والتي لم تكن موفقة، إلا أنها تمكنت أيضا من حصد الإعجاب بإطلالات أخرى. الصور من حسابات شيرين عبدالوهاب ومنسق أزيائها ومصفف شعرها على انستجرام.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
شيرين عبد الوهاب تثير الجدل في حفل ختام «موازين» بالمغرب
أثار الحفل الغنائي الذي أحيته المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب بمهرجان «موازين»، والذي أقيم على منصة «النهضة» في العاصمة المغربية «الرباط»، جدلاً واسعاً في أروقة المهرجان الذي شهد عودة شيرين للمهرجان في دورته العشرين، حيث أحيت حفل ختامه السبت بعد غيابها عنه لمدة 9 سنوات، لكنها لاقت هجوماً من جمهور مغربي، وشنت مواقع «السوشيال ميديا» المغربية انتقادات واسعة لأداء شيرين على المسرح بعدما قدمت أولى أغنياتها «نساي» و«ميدلي» لبعض أغنياتها بطريقة «البلاي باك»، في ظل حضور جماهيري كبير، حيث رفع الحفل لافتة «كامل العدد»، بينما لم يتمكن جمهور كبير من حاملي التذاكر من الدخول، ووقفوا يهتفون ضد إدارة المهرجان التي روجت لحفل شيرين باعتباره حفلاً استثنائياً للمطربة المصرية صاحبة الصوت الساحر. شيرين خلال حفل ختام مهرجان «موازين» (إنستغرام) وجاء الحفل بعد غياب شيرين عن المهرجان منذ مشاركتها في دورته الخامسة عشر عام 2016، ووصلت شيرين إلى الرباط على طائرة خاصة حسب اتفاقها مع إدارة المهرجان، وأجرت بروفات قبل الحفل مع الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو مدحت خميس، كما اشترطت عدم بث حفلها على الهواء بعدما كان من المقرر أن تبثه القناة الأولى المغربية. واستقبل الجمهور المغربي شيرين في بداية الحفل بالتصفيق والهتاف، وقالت لهم بمحبة كبيرة: «وحشتوني»، وبدأت بأغنية «نساي» بطريقة «البلاي باك»؛ ما أدى إلى انسحاب بعض الحضور من الحفل، كما قدمت عدداً من أغنياتها ومنها «كده يا قلبي»، «كلام عينيه»، «صبري قليل»، «أنا مش بتاعة الكلام ده»، وغيرها من الأغاني التي لاقت تجاوباً من الجمهور. واتهم جمهور مغربي شيرين بعدم جاهزيتها للحفل، وأنها بعدما أعادت الغناء بصوتها مع الفرقة الموسيقية كانت في حالة ارتباك، في حين دافع جمهور آخر عنها وقالوا نحن جمهورها ولا بد أن نقف معها، كما ساندتها حسابات مصرية على موقع «فيسبوك»، وكتبت إيمان إبراهيم: «سمعت وقرأت انتقادات لحضور شيرين في مهرجان (موازين) من جمهور حاضر ليصطاد الزلات دون اعتبار للظروف»، مؤكدة أن شيرين اليوم تتعافى والجمهور والصحافة جزء من العلاج. وكتب حساب مغربي باسم «Suleiman Nasri» عبر منصة «إكس»: «قد نكون قد رفعنا سقف التوقعات، كنا ننتظر شيئاً يليق بالحشود الجماهيرية وقيمة المهرجان، عموماً الحفل كان جميلاً بس فيه كتير مشاكل، وشيرين كانت باهتة كأنها أدت الواجب». ورأت الناقدة ماجدة خير الله أن شيرين أخفقت في هذا الحفل قائلة: «لقد لاحظت ذلك من مقاطع الفيديو التي انتشرت على كثير من المواقع للحفل، فقد أخطأت في حق نفسها وفي حق جمهورها، وأوضحت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن شيرين أخطأت حين غنت بطريقة «بلاي باك» في حفل كبير، وفي مهرجان مهم وحضور جماهيري واسع، فالجمهور جاء ليسمع صوتها، وتكبد قيمة التذاكر لأجل ذلك وليس ليسمع تسجيلات لها، كما أنها لم تظهر بالشكل اللائق وبدت تعاني زيادة في الوزن». جانب من الإعلان عن الحفل (إنستغرام) وتضيف ماجدة خير الله: «على شيرين أن تكون أكثر حرصاً على اسمها ومكانتها الكبيرة وجمهورها العربي الواسع، وأنا لست مع الذين يقولون إنها تتعافى، فقد ساندها الجمهور في أزماتها، ولا بد أن تُعيد حسابتها لتحافظ على مكانتها». وأكد الناقد الموسيقي أمجد مصطفى لـ«الشرق الأوسط» أنه يجب أن يكون الفنان مهيئاً للصعود على المسرح مائة في المائة ويستبعد كل مشاكله وهمومه، ويكون في كامل لياقته، وأضاف مصطفى: «شيرين مطربة كبيرة وتدرك ذلك، وهي صوت مهم في العالم العربي، وبالتالي ظهورها لا بد أن يكون معدّاً له جيداً من حيث الشكل والأداء والحركة على المسرح؛ لأن الجمهور قد يُحاسب الفنان على الهفوة، وكم من مطربين وقعوا في أزمات بسبب ذلك، ولعلنا لا ننسى ما حدث مع المطرب الراحل عبد الحليم حافظ خلال تقديمه لأغنية (قارئة الفنجان) وتصفير الجمهور له ما جعله يقول أنا أيضاً أعرف التصفير ما تسبب له في انتقادات عدة في ذلك الحفل». وكان قد شارك في دورة مهرجان «موازين» هذا العام عدد كبير من نجوم الغناء العربي، من بينهم، راغب علامة، نانسي عجرم، ميريام فارس، وائل جسار، ديانا حداد، تامر عاشور، محمد حماقي، كما أحيت المطربة الكبيرة ماجدة الرومي حفلاً خلال فاعليات الختام.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
لماذا ثار علي جواد الطاهر على البنيوية؟
نشر الدكتور علي جواد الطاهر الحاصل على الدكتوراه في جامعة السوربون مقالاً بعنوان (البنيوية أعلى مراحل السوء في ترف نظرية الفن للفن) في مجلة العرب عدد سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) 1988، وأعادت جريدة «الوطن» نشره في 5 ديسمبر (كانون الأول) 2024، ذهب فيه إلى أنه في أعوام الستينات الميلادية المنصرمة، انطلاقاً من باريس، قامت الدنيا في أوروبا وأميركا ولم تقعد، وكذلك في الشرق على علم وغير علم، حول تبني البنيوية وتفرعاتها... متسائلاً: ماذا جرى وماذا جد؟ أصوات ترتفع بالجديد، ونهاجم البحث (الأكاديمي) السائد حيث خلا الجو في باريس من أندريه جيد ومورياك ومورو وغياب أساطين السوربون، فثارت ثورة بحثاً عن تميز جديد، هذا ينادي برواية جديدة (يعني ألن روب جرييه وناتالي ساروت) وذاك ينادي بطلاب جدد - كأنه يشير إلى ثورة الطلاب سنة 1968 معتبرين أنفسهم في موقع الأساتذة! - كما عبّر عن ذلك بيار دوشين في روايته (الموت حباً) وقد تزوج الطالب ذو السبعة عشر عاماً أستاذته الثلاثينية، وآخر يطالب بسوربون جديدة ليست سوربوناً بتقاليدها الأكاديمية العريقة، التي درس الطاهر في أروقتها بين نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات، على يدي أبرع الأكاديميين المستشرقين (ريجيس بلاشير في أطاريحه عن القرآن الكريم وشعر العرب الأقدمين - المتنبي خاصة - وشارل بيلا الذي لم يلفت نظره في مجمل التراث العربي سوى الجاحظ بأطروحته اللافتة عنه). ويواصل الطاهر تساؤله النقدي الثقافي: «لم يسأل أحد من المتحمسين المبشرين بالبنيوية عن التاريخ القريب... فأين كانت الأسماء الأوائل من مؤسسيها وما خطبهم (كأنه يقصد ميخائيل باختين الروسي وتزفيتان تودوروف وجوليا كريستيفا الفرنسيين من جذور بلغارية)؟ لمَ هاجر من هاجر من موسكو ولينينغراد وبراغ، ومنهم النقاد الشكلانيون الروس الذين نادوا بإفراغ الأدب من محتواه الاجتماعي تحت رعاية القيصر ومؤسساته، قبل انفجار ثورة 17 أكتوبر، بعدها برزت البنيوية التي قادها كلود ليفي شتراوس بدروسه الأنثروبولوجية (1908 - 2009)، مؤكداً أن البنيوية انطلقت من الوقوف على تأمل النص وتحليله، وهذا ما عمل عليه باختين (1895 - 1975) في تحليله البنيوي للخطاب الروائي الروسي، خاصة ديستوفسكي». إذن، لماذا هذا التطرّف النقدي المطلق لها في باريس بعد ذلك بعقود، والتبشير بها نحو واشنطن مروراً بمغربنا العربي، حيث فُتن بها بعض نقّادها ومفكّريها وبغيرها من مناهج أدبية وفلسفية، افتتاناً سدّ منافذ تذوق المتلقّين المغاربة والمشارقة للنصوص الإبداعية، حداً جعل دكتور شكري محمد عيّاد - وهو أحد أبرز مفكري الأدب والنقد قديمه وحديثه - يكتب مقاله الأكاديمي الاحتجاجي المطوّل في أحد أوائل أعداد مجلة (فصول) المصرية بداية الثمانينات بعنوان (موقف من البنيوية)، وهو القارئ المتعمّق بالفرنسية وغيرها من مناهج النقد الأدبي الحديث. علي جواد الطاهر في السياق نفسه، تساءل الطاهر قبل عيّاد متعجباً وكأن الوقوف النقدي على النص وتحليله لغويّاً وبلاغيّاً، وإعادة بنائه غير موجودة في نقدنا العربي القديم... الجرجاني في «دلائل الإعجاز»، والزمخشري في تفسيره القرآني الأدبي «الكشاف»، وحازم القرطاجني بعدهما في «مناهج البلغاء»، فهؤلاء كانوا بنيويين بمعنى من المعاني... هذا مع الإشارة إلى أن الطاهر في كتابه التعليمي الأكاديمي (مقدمة في النقد الأدبي الحديث) يحث تلامذته وقراءه على ضرورة الإلمام بالفكر الغربي، منتقداً اقتصار أقسام اللغة العربية وآدابها على تدريس طلابها مناهج قديمة جزئية، داعياً إلى الإفادة من فوائض التجارب العميقة والثرية في المناهج الغربية، بحيث يكون التثاقف الأدبي معها عن وعي دون تعجّل، وتأمّل دون استهلاك، واستيعاب دون جري وراء هذا «الموديل» النقدي أو ذاك، وصولاً إلى صياغة نظرية نقدية عربية. من هنا جاء اشتغال الطاهر في تحليله النصوص الشعرية قديمها وحديثها، انطلاقاً من دراسة النص وفهم أبعاده ومراميه، آخذاً بأولوية النص في عمله النقدي، من ابن (حلّته) وأستاذه في دار المعلّمين العالية دكتور محمد مهدي البصير، حامل الدكتوراه في الأدب الفرنسي من سوربون أستاذه لوي ماسينيون وزملائه، فلطالما أكّد البصير في دروسه على إعطاء الأولوية لتحليل النص وتفكيك علاقاته الداخلية، قبل تمثّل هذا المنهج أو ذاك من مناهج النقد الأدبي الحديث، وهو ما جعل الطاهر يستجيب لتوجيه أستاذه في دراسة شعر الطغرائي، التي انطلق منها على يدي أستاذه ريجيس بلاشير في أطروحته الفرنسية للدكتوراه حول (الشعر العربي في العراق وبلاد العجم في العصر السلجوقي)، وقد خرج بنتائج بحثية مثيرة شجّعت عدداً من الأكاديميين والباحثين على دراسة تلك الفترة، التي أعقبها ما سُمّي «عصر الانحطاط»، وكان أستاذه الآخر شارل بيلا قد أوصاه في دراسة الطغرائي بالانطلاق من لاميّته الشعرية الشهيرة. ومع ما عُرف عن منهج أسلوب الطاهر التأثري الانطباعي، فإنه لم يُبعده عن تحليله النصي، متأثراً بأستاذه جواد علي في دروسه اللغوية والتحقيقية، محاولاً أن يختطّ لقلمه أسلوباً نقديّاً، موائماً بين قراءاته التراثية، وما تحصّل عليه في السوربون من علم ومعرفة، واستفاد من منهج بحث، دون أن يتناول هذا المنهج أو ذاك تناول المتبضّع من دكان هذا أو ذاك! فها هو يقف دارساً (اللوحة في الشوقيات) فيرى صور أحمد شوقي قد أوهنتها الأيام، لاستعانة شوقي بالمبالغة التي صرفته عن البلاغة، فلا يستوقفك من نظمه شعر له رواء، ولا تحسّ به ريًّا... إنما هو وصف نثري أقرب إلى الكليشيهات والفوتوغرافية منه برسم اللوحة، وإن وصف الطبيعة في شعره قد غلب عليه الجفاف، رغم أن الصفة الغالبة فيه هي التصوير، إلا أن تعلق شوقي بالماضي في حياته الشخصية، تعدّاه إلى حياته الاجتماعية، فإذا لوحاته غير متفاعلة مع الواقع المتغير خارج قصره الأنيق على ضفة نهر النيل، معللاً الطاهر ذلك بأن شوقي لم يُقدم على تصوير حياته والتعبير عن تجربته، خشية السخط الاجتماعي على سلوكه الشخصي بوصفه شاعر بلاط، لذلك حين يحاول وصف واقع الشعب المصري، يحاذر دون الوقوع في همومه وقضاياه، منصرفاً إلى وصف الماضي، فهو جنة ووقاء عن التورّط في أسئلة الحاضر... إن هذا التوقي هو ما جعل شوقي يعيش عزلة شخصية وهو يدرس في باريس، فإذا مسرحياته الشعرية التي كتبها تغدو قصائد مطوّلة، ما بعث فيها الحياة سوى صديقه سعيد عبده بإعادة كتابتها مسرحيّاً، وكأن شوقي لم يغشَ عروض المسرح الباريسي، التي غشيها طه حسين وهو يواصل دراساته الجامعية بين مونبلييه وباريس، فيأنس بها ويتفاعل معها، ولا يملّ متردداً عليها بعد ذلك في إجازاته، مستروحاً فصل الصيف والشتاء بين مشاهدها، كما جاء في كتاباته النقدية العديدة في بعض كتبه. باختين أما حين يؤكد الطاهر على انطباعيته وتأثره في نقده الأدبي، فلأن هذا يجعله يغوص على لآلئ بحار النصوص فيصطاد منها الأصيل ويترك الزائف، مستعيناً بعدّته التراثية والحديثة، المدجّجة بفنون الأدب وتيارات الفكر ومذاهب الفلسفة، التي انبسطت أمامه في دار المعلّمين العالية ببغداد، ثم في دار المعلمين بباريس، مستوعباً مناهجها النفسية والاجتماعية والتاريخية والأدبية، وهذا ما تبدّى واضحاً في كتابه (مقدمة في النقد الأدبي الحديث)، فلا يكون فقهه للفكر الغربي كفقه أهله، وهذا ما حفّزه - ذاتيّاً وموضوعيّاً - على أن يختطّ له (إجراء) نقديّاً تذوّقيّاً - نظريّاً وعمليّاً - في كتاباته النقدية، مستفيداً من فوائض تلك المناهج الحديثة، دون أن يطبقها حرفيّاً في دراسة النصوص الشعرية أو القصصية أو المسرحية - عراقيّاً وعربيّاً - فباتخاذه هذا (الإجراء) أصبحت له سيميائية أسلوبية في نقده تدل عليه، خاصة في مقالاته الأدبية، بوصفهما إبداعاً ثانياً تالياً على النص الأول محل التشريح النقدي، معبّراً فيهما عن تذوّقه الجمالي لما يقرأ من نصوص ويكتب من نقود... هذا ما نراه كذلك في كتابات طه حسين النقدية الانطباعية التأثرية، التي فُتن بها الطاهر أيّما افتتان، فالعميد هو من ترجم نظام الأثينيين وكتب عن قادة فكرهم، وتملى شعرهم، ودرس نقدهم، واستوعب ما استوعب من مناهج أسلافهم الأوروبيين، وما كان يستجد في ساحاتها الأدبية من فنون وآداب، أبلى في تحصيلها - خاصة الفرنسية - بلاءً حسناً، دون أن يرتهن لهذا المنهج أو ذاك، سوى ما جرّ عليه تمثّله للمنهج الديكارتي من مآزق في دراسة الشعر الجاهلي... والشأن التأثري الانطباعي نفسه مع عبد الفتاح كيليطو بلسانه المفلوق بين العربية (التراثية) والفرنسية (الحداثية)، حيث يستمتع قارئ كتاباته النقدية بـ«لذّة بارتية»! في قراءته النصوص العربية القديمة، دون اتّكاء ميكانيكي على هذا المنهج التفكيكي، أو تماهٍ استعراضي مع ذاك الألسني، وكأنه بذلك بدا متجاوباً مع دعوة علي جواد الطاهر المبكرة، في تجاوز مساوئ تبعات التقليد البنيوي الأعمى.