هل يشمل مسار السلام الإقليمي لبنان؟
منذ مدة، اجرى السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توماس برّاك، جولة شرق أوسطية شملت سوريا، الأردن، السعودية، لبنان، وإسرائيل، حاملاً رسائل دبلوماسية وإنسانية وأمنية، في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً متصاعداً.
في دمشق، افتتح باراك مقرّ السفارة الأميركية السابق، والتقى الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد شيباني، حيث تم توقيع اتفاقيات لإنشاء مشاريع طاقة غازية وشمسية، في إطار دعم إعادة الإعمار بعد الرفع الجزئي للعقوبات الأميركية.
في الأردن والسعودية، بحث براك مع المسؤولين آليات دعم سوريا إنسانياً واقتصادياً، وسبل احتواء تداعيات الحرب الإقليمية. أما في بيروت، فقد وجّه تحذيراً إلى "الحزب"، معتبراً أن انخراطه في أي صراع إلى جانب إيران سيكون "قراراً سيئاً جداً"، داعياً إلى حصر السلاح بيد الدولة وفقاً للقرار 1701. وفي إسرائيل، التقى باراك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع، وناقش سبل منع سوريا من التحول إلى منصة تهديد أمني، كما رافقه وفد أمني إلى الجولان المحتل عقب إطلاق نار من الجانب السوري.
وعلى رغم الضغط الذي يمارسه باراك لجهة الاستعجال في حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وتطبيق القرار 1701، بالإضافة إلى مسألة ترسيم الحدود والعودة إلى اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل عند النقطة التي بلغها الموفد الأميركي آموس هوكستين، فإن الحديث الدائر في الاجتماعات التي يعقدها في السعودية يشير إلى مسار عملية السلام في المنطقة، ومن ضمنها لبنان. فهل سيكون لبنان جزءاً من هذه العملية؟
يقول المحلل الاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب لـ"المركزية": "عندما يصبح الأفرقاء المتقاتلون منهكين، سواء إسرائيل أو إيران، ويصيبهم الإنهاك والاستنزاف، تكون الولايات المتحدة مستعدة لاستغلال هذه اللحظة. وهو ما حصل، حيث تم وقف القتال بطريقة أعطت الانطباع أن الطرفين انتصرا. لكن يبدو أن الأميركي، الذي قال إن على إيران أن تأتي إلى واشنطن لتأخذ اتفاقها، عاد ليسمح للصين بالاستيراد من إيران وببقاء النظام الحاكم".
ويضيف: "هناك مفاوضات جرت بين الأميركيين والإيرانيين على خمس دفعات، وأعتقد أنها لم تتناول فقط الملف النووي، بل شملت ملفات أخرى. ويبدو أن المباحثات قطعت شوطاً كبيراً، وإن لم تكن برضى إسرائيلي، خصوصاً أن دول مجموعة السبع قالت بوضوح إنه يُمنع على إيران امتلاك سلاح نووي".
ويتابع: "إيران لم تُجرِ أي تجربة نووية حتى الآن، لكنها خصّبت اليورانيوم بنسبة 60% وقد تكون النسبة أعلى، كما أنها خبّأت هذا التخصيب في أماكن غير معلنة. إيران اليوم عادت كقوة إقليمية وفرضت وجودها في المنطقة، ويمكن لهذا الدور أن يكون مؤثراً إذا جاء تحت المظلّة الأميركية. وهذا ما فهمته واشنطن وطهران".
ويشير إلى أن "التفاهم الإيراني-الأميركي أعاد إيران إلى الواجهة"، مضيفاً: "عندما يقول نتنياهو إنه يريد شرق أوسط جديدا ويطمح لتغيير وجه المنطقة، فهو غير قادر على ذلك. هناك 50 سيناتوراً أميركياً وقعوا على وثيقة لاستقدام 700 ألف إسرائيلي إلى الولايات المتحدة، وهذا دليل على أن هذا الكيان لا يمكن أن يتوسّع، وأن أي هزة قد توصله إلى نقطة الانهيار".
ويعتبر أن "إسرائيل لا تستطيع أن تقرر وحدها في المنطقة، فالقرار بيد الولايات المتحدة صاحبة الهيمنة. وبالتفاهم مع إيران، يمكن لواشنطن أن ترسم ملامح المرحلة، ولكن عليها أن تأخذ في الاعتبار أدوار قوى كبرى كـمصر وتركيا، إضافة إلى النهضة التي تشهدها دول الخليج، والتي باتت فاعلة في صياغة التوازنات الإقليمية".
ويضيف: "دور باراك في تركيا والسعودية طبيعي ومؤثر، خصوصاً بعد زيارة ترامب إلى الخليج. فالرؤية السعودية والخليجية باتت أساسية في ما يُرسم للمنطقة".
ويتابع: "ينصح باراك لبنان بنزع السلاح، لكن الدولة اللبنانية ما زالت متماسكة، وسياستها الخارجية واضحة، وهي تشترط الانسحاب الإسرائيلي قبل البحث في سلاح المقاومة. فإذا انسحب الاحتلال، ينتفي المبرر لوجود هذا السلاح".
أما في ما خصّ هوكستين، فيشير إلى أنه "نجح في ملف الترسيم البحري، رغم أن الاتفاق لم يكن منصفاً للبنان، لكن السلطة السياسية وافقت. أما اليوم، فقد يقود باراك انسحاباً متزامناً، بحيث تبدأ إسرائيل بالانسحاب من النقاط الحدودية، ويتبعها سحب السلاح غير الشرعي تدريجياً، وهو ما قد يفتح الباب أمام تطوير اتفاقية الهدنة. لكن ذلك يظل مرهوناً بتوقيع سوريا على معاهدة تطبيع، بالتوازي مع انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية".
شربل مخلوف - المركزية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
منذ 23 دقائق
- المدن
ترامب يقلّد وجه خامنئي: اعترِفْ بالفشل الذريع
انتقل الرئيس الاميركي دونالد ترامب إلى السخرية في التعامل مع إعلان المرشد الايراني علي خامنئي عن نصر بلاده في المعركة الاخيرة مع اسرائيل، إذ ظهر في صورة يقلده. وقلّد ترامب تعبيرات وجه خامنئي الذي تغير عما قبل الحرب، وقال: "عليك أن تقول الحقيقة. لقد فشلت فشلاً ذريعاً". ترامب يقلد خامنئي ساخراً عندما يقول : "انتصرنا في الحرب".😂 — دونالد ترامب (Informal) (@DonaldTrumpAOCC) ويقول ترامب في مقطع الفيديو المتداول على لسان خامنئي "انتصرنا بالحرب"، متهكماً بتغيير نبرة صوته وتعابير وجهه ورأسه وحركة أكتافه، واضعاً يديه قرب رأسه تعبيراً عن الاستغراب الشديد والصدمة من هذا التصريح، ما أثار سيلاً من التعليقات وردود الأفعال بين النشطاء. "انتصرنا في الحرب".😂 . — النداوي (@bmba7) وفي خطاب النصر، قال خامنئي إنّ "التهنئة تتعلّق بانتصار إيراننا العزيزة على النظام الأميركي. لقد دخل النظام الأميركي في الحرب، حرب مباشرة، لأنّه شعر بأنّه إذا لم يتدخّل، فسيتمّ القضاء على الكيان الصهيوني بالكامل. لقد دخل الحرب لإنقاذه، لكنّه لم يحقّق أيّ مكسب من هذه الحرب. لقد هاجموا مراكزنا النوويّة، وهذا بطبيعة الحال يستوجب ملاحقة قضائيّة في محكمة دوليّة بنحو مستقل، غير أنّهم لم يتمكّنوا من تحقيق شيء يُذكَر". واعتبر أنّ "الرئيس الأميركي ضخّم ما حدث بنحو مبالغ فيه، واتّضح أنّه كان بحاجة إلى هذا التضخيم. كان كلّ مَن يسمع تلك التصريحات يدرك أنّ هذه الكلمات تُخفي وراءها حقيقة أخرى. لم يتمكّنوا من فعل شيء، وعجزوا عن بلوغ الهدف الذي سعوا إليه. إنهم يضخّمون الأمور لكي يُغطّوا الحقيقة ويُبقوها طيّ الكتمان". منع اغتيال المرشد ورد ترامب على خامنئي، قائلاً إنه منعَ اغتياله. وفي هجوم قوي عبر منصّته الاجتماعية "تروث سوشال"، انتقد ترامب طهران بسبب إعلانها الانتصار في حربها مع إسرائيل، وقال إنه أوقف العمل على تخفيف محتمل للعقوبات على الجمهورية الإسلامية، مضيفاً إنّ بلاده ستقصف إيران مرة أخرى "بلا شكّ" إذا واصلت تخصيب اليورانيوم بمستويات تسمح بتطوير أسلحة نووية. كذلك، اتّهم ترامب خامنئي بالجحود، بعدما قال الأخير في رسالة تحدٍّ، إنّ التقارير عن الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية الإيرانية جرّاء القصف الأميركي مبالغ فيها، معتبراً أنّ إيران هزمت إسرائيل ووجّهت لواشنطن "صفعة قاسية".


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
ماكرون لبزكشيان: يجب حل الأنشطة النووية بالتفاوض
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الأحد، أكد خلاله للأخير على ضرورة حل الأنشطة الباليستية والنووية من خلال التفاوض. وأضاف في منشور على منصة إكس أن رسائله خلال الاتصال تضمنت التأكيد على العودة إلى طاولة المفاوضات لمعالجة القضايا المتعلقة بالصواريخ الباليستية والبرنامج النووي ، فضلا عن استئناف عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران. كما طالب ماكرون من رئيس إيران السماح باستئناف عمل وكالة الطاقة الذرية الدولية في أقرب وقت. وأكد لبزشكيان ضرورة احترام وقف النار للمساعدة في إحلال السلام بالمنطقة. وكان مندوب إيران لدى الأمم المتحدة ، أمير سعيد إيرواني، اعتبر في وقت سابق الأحد، أن الظروف غير ملائمة للتفاوض مع الولايات المتحدة. كما أضاف: "إذا أراد الأميركيون فرض شروطهم علينا، فإن التفاوض معهم سيكون مستحيلاً"، مشدداً على أن "تخصيب اليورانيوم لن يتوقف بأية حال من الأحوال".


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
ترامب: كلمة تخصيب سيئة ويجب ألا تستخدمها إيران وقد نرفع العقوبات
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأحد بإن كلمة "تخصيب" سيئة،ويجب ألا تستخدمها إيران،وقد نرفع العقوبات الأمريكية عن إيران إذا أبدت حُسن نيتها حسب فوكس نيوز الأمريكية. ولوح المندوب الإيراني بالأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني بإمكانية نقل اليورانيوم المخصب إلى دولة ثالثة خارج طهران لكنه طرح الأفضل بإن يبقى المخزون داخل طهران تحت إشراف الوكالة الدولية لطاقة الذرية. أمريكا توجه ضربات إلى المنشآت النووية الإيرانية ووجهت أمريكا ضربات إلى المنشآت النووية الإيرانية نطنز وأصفهان وفوردو خلال الحرب الإسرائيلية ضد إيران،وعقب وقف إطلاق النار بين الطرفين قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بإن إيران متمسكة بحقها في تخصيب اليورانيوم لإنتاج الطاقة سلميا. الرئيس الروسي السابق يلوح بحصول إيران على سلاح نووي من دولة ما وأثناء تطور النزاع الأمريكي الإسرائيلي ضد إيران قال الرئيس الروسي السابق دميتري بيسكوف بإن كانت الأزمة بعدم امتلاك إيران سلاح نووي قد تقوم دولة ما دون تسميتها بتسليم أسلحة نووية إلى طهران،وانتقده الرئيس الأمريكي ترامب. في إتجاه آخر تمتلك إسرائيل ترسانة صواريخ نووية منذ التسعينيات حسب مقالات الصحفي الأمريكي سيمور هيرش دون علم الولايات المتحدة الأمريكية،ولا تزال تل أبيب ترفض التوقيع على معاهدة عدم الانتشار النووي بالمنطقة.