logo
قصيدة الشاعر مضمون رسالته وحاضنة مشاعره

قصيدة الشاعر مضمون رسالته وحاضنة مشاعره

الرياضمنذ 4 أيام
يعبر الشاعر بالقصيدة عن مشاعره أكثر مما لو كان المجال نثرا يعبر بواسطته، فقصيدة الشاعر مضمون رسالته وحاضنة مشاعره، بل إن صورها الفنية وتراكيبها تنساب سهلة عليه في صياغة شعرية كما لو كان يقرأها في صفحة كتاب معدة من قبل، خاصة عندما تكون أشعلتها قريحة وجاءت بعفوية دون تكلف.
يقول الشاعر: سعود الفهد السعران المريخي
ياللي سألت سعود خذ كلمة سعود
مفروض جرح الروح محدٍ درى به
حرب البعيد يوحّد الصف يا حمود
بس البلا يا حمود حرب القرابة
اللابة اللي بينها الهرج موجود
أشهد شهادة حق ما هيب لابة
هرج القفى بالناس عيبٍ ومنقود
كلمة وتكبر لين تصبح طلابة
يبلش بها العاقل من أفعال مقرود
الجاهل اللي ما يحسّب حسابه
والبيت لا شيّد على كذب وجحود
مهما كبر يرجع على أصله خرابة
يا اللي تقول ان الفهد ينجب فهود
ما كل نظرات الأوادم تشابه
الطيب ما هو ورث يُورث من اجدود
شف كم ذيبٍ ما يعقّب ذيابة
كم واحدٍ اسمه مع الناس في زود
عقّب عيالٍ في ضلال وكآبة
عندي على هذا براهين وشهود
بعض الشباب بليس خيّب شبابه
كم واحدٍ يجهل وهو شايبٍ عود
يتبع هوى نفسه ويجهل صوابه
الجود ما كلٍ ترى يقدر الجود
والا الردى ياح مود مفتوح بابه
يا حمود ماخنّا مواثيق وعهود
لا والذي للناس نزّل كتابه
ادمح خطأ مساعد علشان مسعود
اسكت حياء ما هوب خوف ومهابة
والصبر له حكمة وله وقت وحدود
اصبر على العجّة برجوى سحابة
من لا يعشق المجد ما يكسب الفود
هذاك خبلٍ ساتراته ثيابه
لعيون بنت العز لعيونها السود
الذل ما أحد ٍ من ربوعي رضى به
حنّا ترى يا حمود حمّاية الذود
يوم الليالي يا ابن عمي نهابة
يؤم إنها ما بين سيفٍ وبارود
سدنا رعاك الله في شرع غابة
واليوم صارت كلها سهود ومهود
نركع لوجه الله ونرجي ثوابه
و يقول الشاعر: رشيد الدهام
العمر مشوار وسنينه مسافات
والحي يقطع سنين العمر عابر
يمشي ولا ينتهي عمره إذا مات
يبعث ولا ينقطع للدرب دابر
واليوم صمّ المدينة سمْعوا أصوات
صاحوا بها البكم في روس المنابر
المقبرة ما هي إلّا حيّ الأموات
ومساكن الحيّ للأحيا مقابر
والمجتمع وحدة الأفراد الاشتات
متفاوتين المظاهر والمخابر
أعادي الصحبة أصحاب العداوات
أقراب واغراب وضعوف وأكابر
أحدٍ معاناته إن ما له معاناة
و احدٍ مثابرته إنه ما يثابر
و احدٍ على جفوة الخلّان شمّات
و احدٍ على خلوة العميان سابر
الناس عز الله إن الناس مرّات
حتى على الأعرج تسد المعابر
يا رب لي مثل ما للناس عثرات
اجبرني آكون للعثرات جابر
أنا لو اقدر أكابر بعض الاوقات
في بعض الاوقات ما اقدر أكابر
ويقول الشاعر هاني الحربي:
عايش وعايشت الحياة بكل شكل وكل لون
عشت السعادة والشقى وألوان غير من الحياة
أحيان أحس إني ملك و احيان لا والله بدون
ما هو بحقرانٍ لهم من باب لفت الانتباه
تدري وش أكثر شي لا يمكن يطاق ولا يهون
الضيق من عقب السعة و الفقر من بعد الغناة
ما أمر منها فالحياة و غيرها مهما يكون
لو هو عديم الحل ينحل لو بعكس الاتجاه
و اللي جعل مرضاة ربه دوم قدام العيون
لابد يلقى ما يريده و يتحقق مبتغاه
تحت المقدر كل خلق الله جميعا سائرون
اللي مقدر تأخذه كامل و لا تأخذ سواه
ما رابح إلا المسلمون المؤمنون المخلصون
الحافظون لدينهم واللي يقيمون الصلاة
باللي وعدهم ربهم يوم التغابن يفرحون
ما يظلم الله من عمل و اللي عمل يلقى جزاه
يا ما تعلمنا دروس بحسن و بسوء الظنون
نبعد و نقرب و نتلاحق شي ما ربي حلاه
نمشي ورى ما نشتهي مع الهوى مثل الغصون
من حيث ما هو هب ميلنا معه حسب هواه
ما نعتبر باللي سبق قدامنا و اللاحقون
ما عبرونا لو قلنا من هنا درب النجاة
ويقول الشاعر مقرن حربي:
سارت اقدام القصيد وخلدت للقاف جرة
بين تصوير الخيال وبين تدوين المحابر
والقصيد المختلف من لهجته ولا مقره
ودك انه ما يقال الاعلى افواه المنـابر
يستلذ به اللبيب وتستنير به المجرة
منهجٍ فيه الكلام العايدي مقطوع دابر
عاد انا اللي ذاخر لي من بنات الريح حرة
لانكشف عبر الزمن فرق المظاهر والمخابر
قد تحلويت المرارة لين ذابت كل مرة
ما شكيت ظروف وقتي لو صبرت ومت صابر
ادري ان الموت مرة وادري ان العز مرة
وادري ان المجد مصنوعٍ من عزوم الاكابر
التجارب وجهتني للصواب وللمسرة
يهتدي قلبي لا شفت الذنب في قلب يكابر
وانت يا الراس الشجيع اللي محد يقدر يغره
كل حي يعتبر بين السماء والارض عابر
من معه راي وجيه ومن حفظ للقلب سره
يتقي ظلم العبيد ويتقي سلم الجبابر
والحياة اللي تسوق لك الملذة والمضرة
ما تحاقر منزلتها غير لاجيت المقابر
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نجوم في "تيك توك".. تحرك مغربي لحماية كبار السن من الاستغلال
نجوم في "تيك توك".. تحرك مغربي لحماية كبار السن من الاستغلال

العربية

timeمنذ 2 ساعات

  • العربية

نجوم في "تيك توك".. تحرك مغربي لحماية كبار السن من الاستغلال

لم يتوقع أحد أن تصبح الجدّات المغربيات نجمات على منصة «تيك توك». يتابعهن مئات الآلاف، وتتناقل مقاطعهن مواقع التواصل الاجتماعي. كانت هؤلاء الجدات يخبزن الخبز على نار الحطب ويروين الحكايات لأحفادهن.. ففي السنوات الأخيرة، ظهرت عشرات الجدات المغربيات في مقاطع عفوية، يضحكن، يروين القصص، يشاركن في تحديات رقمية، وأحيانا يقدمن نصائح من واقع خبرتهنّ في الحياة. لكن خلف هذه اللقطات التي تبدو بريئة، تصاعدت انتقادات تتهم بعض صناع المحتوى باستغلال كبار السن، وتحويلهم إلى أدوات للربح السريع، في مشاهد شكك المتابعين في عفويتها وأهدافها الحقيقية. تحول ثقافي في هذا الشأن، قال زكرياء أمخشون، الباحث في علم النفس الاجتماعي، لـ 'العربية.نت" إن مشاركة الأجداد على وسائل التواصل تعكس تحوّلا ثقافيا واجتماعيا، حيث تسعى الأجيال الأكبر سنا للبقاء متصلة بالعالم الرقمي وإعادة تعريف أدوارهم داخل الأسرة والمجتمع، وكسر الصور النمطية عن الشيخوخة. لكن أمخشون حذر من التناول السطحي لهذه الظاهرة، مشيرا إلى ضرورة التمييز بين المشاركة الحرة والتعبير الذاتي، وبين تلك التي قد تفرض على كبار السن، خصوصا إذا كانوا يعانون من هشاشة نفسية أو اجتماعية. وأضاف أن من المهم التحقق من مدى حرية ووعي كبار السن في مشاركتهم، وهل هي نابعة من رغبتهم الحقيقية أم تحت ضغط اجتماعي، مؤكدًا مسؤولية الأسرة والمجتمع في حماية كرامتهم ومنع استغلالهم كرموز تقليدية لأغراض ترفيهية أو تجارية. حماية الأطفال والمسنين وفي تطور لافت، كشف وزير الثقافة والشباب والتواصل المغربي، خلال جلسة مساءلة برلمانية، يوم 21 يوليو (تموز)، أن الحكومة بصدد مناقشة مشروع قانون جديد يهدف إلى حماية الأطفال والمسنّين من الاستغلال من قبل صناع المحتوى الرقمي. وكان الوزير قد أقر بوجود فراغ قانوني يصعّب ضبط التجاوزات في الفضاء الرقمي، خاصة تلك التي تطال الفئات الهشة دون موافقتها الواعية. تفاعل وربح في ذات الصدد، قال الدكتور الغالي الغيلاني، أستاذ باحث في العلوم القانونية بجامعة القاضي عياض، لـ"العربية.نت"، إن المحتوى الرقمي الذي يستغل المسنين تحت غطاء الترفيه أو العفوية يعد خرقا لحقوق الإنسان بسبب غياب موافقة واعية منهم. وأشار الباحث المغربي، إلى أن تسليع صورة الجدّات والجدود يُستخدم لجذب التفاعل والربح دون احترام خصوصيتهم، مما يستدعي تدخلا تشريعيا صارما يحمل صانعي المحتوى مسؤولية مباشرة. وأكد أن مشروع القانون المغربي الجاري مناقشته يجب أن يفرض موافقة موثقة من المسنين والقُصّر قبل النشر، معتبرا حماية هذه الفئات اختبارًا لقيمنا الأخلاقية في الفضاء العام.

الفيلم السعودي "الزرفة".. عن الكوميديا التي غادرت فكرتها
الفيلم السعودي "الزرفة".. عن الكوميديا التي غادرت فكرتها

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

الفيلم السعودي "الزرفة".. عن الكوميديا التي غادرت فكرتها

الزرفة، كما تتداول في اللهجة المحلية، تحيل إلى حركة خاطفة ومباغتة، تبدو في ظاهرها عشوائية، لكنها كثيراً ما تنطوي على طرافة أو مناورة ذكية. "الزرفة" أحد الإنتاجات السينمائية السعودية الحديثة والذي لازال يحصد، حتى كتابة هذه السطور، أرباحاً هائلة في شباك التذاكر تتجاوز 20 مليون ريال، العمل هو من تأليف ابراهيم خير الله وإخراج محمد القرعاوي بتعاون مشترك بين أفلام الشميسي و تلفاز 11، وبدعم من صندوق big time. تم تصوير الفيلم بالكامل في مدينة الرياض، متنقلاً بين عشرة مواقع على مدار 32 يوماً، وقد أضفى هذا الانتشار المكاني حيوية على التصوير، ويسمح بتكوين مشاهد منفتحة بصرياً، ولا يمكن إنكار تحقيقه حضوراً جماهيرياً لافتاً في أيامه الأولى، ما جعله حتى اليوم محور نقاشات متباينة في أوساط المتلقين. تدور أحداث فيلم "الزرفة" حول ثلاثة شباب سعوديين: حمد (أحمد الكعبي)، معن (محمد شايف)، وسند (حامد الشراري)، يعملون في مطاعم تابعة لشركة كبرى في مدينة الرياض، تجمعهم صداقة بسيطة في بيئة عمل رتيبة، حتى يكتشفوا وجود جوهرة ثمينة "الرشرش الذهبي" محفوظة داخل متحف خاص يعود ملكيته لرجل الأعمال عبد اللطيف الهنهوني (إبراهيم الخير الله). مع تصاعد الحماس بينهم، تتطور فكرة سرقة إلى خطة تنفيذية، يُلقى القبض عليهم، ويزج بهم في سجن شديد الحراسة، وهنا تبدأ القصة في أخذ منحى مختلف ومتشابك، مليء بالمواقف العبثية داخل بيئة السجن، ومحاولات للتأقلم مع واقعهم الجديد، يتخللها إعداد خطة للهروب. ابراهيم خير الله ينتمي إبراهيم الخير الله، والذي شارك بشكل أساسي في العمل من حيث التمثيل والتأليف والإنتاج التنفيذي، إلى جيل الكوميديا السعودية الذي صعد مع منصات التواصل الاجتماعي، ومع تراكم خبراته ساهم في إنتاجات جماهيرية ناجحة، فشخصية عبد اللطيف الهنهوني التي يجسدها داخل الفيلم تجمع بين الكاريكاتير الصريح و النبرة الساخرة من سلطة زائفة. وإذ يدمج إبراهيم من خلالها ثلاث وظائف داخل الفيلم – ممثل، كاتب، منتج – يُفتح السؤال حول الأثر البنائي لهذه المنظومة المركبة: هل سهّل هذا التداخل ضبط نبرة الفيلم على إيقاع موحّد؟ أم أن الفيلم أصبح أقرب إلى استعراض لشخصية خير الله، حيث ينتقل أسلوبه من المسرح إلى السينما دون تعديل كافٍ يواكب شكل الحكاية السينمائية الطويلة. من جانب آخر قدمت الممثلة أضواء البدر دوراً لافتاًً، يجمع بين الجدية المهنية و الانفعال اللحظي، الشخصية حيث وُظف دورها كعنصر داعم دائم لحضور شخصية الهنهوني، سواء في مشاهد المكتب أو ضمن تصاعد الأحداث داخل السجن. بدا أداء أضواء منضبطاً ومضبوطاً بإيقاع واضح، لا تنجرف نحو المبالغة رغم ميل بعض المشاهد للكاريكاتير، و اتسم حضورها بوضوح الدور الوظيفي: الحضور الصامت في بعض اللحظات، والانفعال الدقيق في اللحظات الحوارية، ما أضاف لمسة انضباط وسط بيئة من الشخصيات المتناثرة زمنياً ومكانياً. من يمثل ومن يُعاد تدويره؟ يقدم العمل توليفة من اختيارات الممثلين خلطة عبارة عن: نجم مصري معروف، مشاهير التيك توك وممثل أمريكي "روبرت نيبر" تكرس هذه الخلطة توجهاً إنتاجياً يراهن على تركيبة واضحة تجمع بين الخطاب الكوميدي المحلي والطابع الترفيهي التجاري السريع. صندوق "بيج تايم"، باعتباره أحد الممولين والمنفذين الرئيسيين للعمل، يبدو منصباً على صياغة منتج سينمائي يوجّه أساساً لجمهور سعودي شاب، يبحث عن الترفيه السريع، مع لمسات خفيفة من المغامرة والفكاهة. وفي هذا الإطار، يظهر خيار الاستعانة بممثل أجنبي بملامح مألوفة كوسيلة لتوسيع جاذبية الفيلم، لا فقط في دور العرض المحلية، بل أيضاً أمام شركات التوزيع ومنصات البث الرقمي. طبيعة المشروع تميل إلى بناء قصة بسيطة قابلة للاستهلاك الجماهيري السريع، دون تعقيد في الحبكة، ولهذا يصبح وجود وجه أجنبي معروف (رغم عدم أهميته في أوساط هوليوود) وسيلة لتزيين المنتج ببُعد عالمي شكلي، يساعد في حملات التسويق، وصياغة بوسترات جذابة، وربما فتح نوافذ عرض في أسواق إقليمية أو على المنصات الإلكترونية. المسألة تتعدى حدود الحبكة إلى ما يُشبه الصياغة التسويقية المتعمدة: عمل سريع الإيقاع، قريب من المزاج المحلي، مدعّم بوجه غربي من خلفية تلفزيونية ليعطي انطباع الانفتاح والتجديد. لكن، هل طور هذا النمط من الاستقطاب البراق ليقدّم حضوراً درامياً عضوياً أكثر رسوخاً؟ أم سيظل جزءاً من حيلة ترويجية تكميلية، تُدرج ضمن معادلات الجذب السريع في السينما التجارية السعودية الصاعدة؟ تأتي دفعة التساؤلات بعد أم صدر الفيلم نوعاً من الكوميديا اللحظية، التي تتغذى على ردود الفعل والمفارقات السريعة أكثر من اعتمادها على بناء درامي ناضج، الحوار يتكئ على التعليقات الساخرة، والمواقف الكوميدية تُبنى بطريقة قريبة من "إسكيتشات يوتيوب"، حيث لا حاجة إلى تسلسل، بل تُقدّم الفكرة مباشرة في صورتها الأكثر خفّة. مرجعيات الثقافة الشعبية اعتمد الفيلم على مرجعيات الثقافة الشعبية: اللهجات المحلية المنوعة، الميمات المتداولة، والمقولات التي عرفها الجمهور من التلفزيون والإعلانات، هذه العناصر تولّد الضحك الفوري، لكنها لا تخلق عمقاً عاطفياً أو تحولاً سردياً. الممثلون طاقة كوميدية واضحة، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، لكن الأداء في مجمله يدور في منطقة واحدة. شخصيات تتكلم بالطريقة ذاتها، تنفعل بالطريقة ذاتها، وتضحك من الأسباب ذاتها، لا فروقات ملموسة تُميّز الشخصية عن الأخرى في العمق، بل فقط على السطح. إذ افتقد السيناريو إلى مسار درامي واضح، تتوالى المشاهد كمجموعة مواقف بلا تدرج درامي، ولا رابط سببي بينها، فلا نشاهد تطور فعلي في الشخصيات، ولا تصعيد في الأحداث، كل مشهد يعمل كجزيرة مستقلة، ما يُفقد الفيلم تماسكه البنائي وأصبح المتلقي يتساءل أين كنت وأين أصبحت؟ غاب التوتر وأصبح الإيقاع مستوياً، فلا توجد ذروة درامية حقيقية تفضي إلى نهاية، الأمر بدا وكأن الحكاية تتحرك بدافع التسلية وحدها، دون غاية أو تحوّل. يخرج المتلقي بمحصلة لا جدال فيها عن تمتع الفيلم بصناعة بصرية متقنة، فهو ملون بإضاءة ساطعة، و زوايا تصوير واسعة تدعم التكوين و جو الكوميديا المطلوبة، المشاهد الداخلية للمؤسسة داخل المكتب وفي المتحف الخاص والممرات، مع توظيف واضح للإضاءة واللون لخلق مناخ مريح بصرياً، الكاميرا تتحرك بانسيابية، وتخلق فراغاً واسعاً ينسجم مع نبرة الفيلم. لكن مرة أخرى الأشياء الجيدة تعزف عزفاً منفرداً، اشكالية هذه الأضاءة المتقنة والجذابة أنها تحمل دلالة استعراضية لا تقدم مستوى إضافياً للفهم أو الشعور، كل شيء يبدو مشغولاً بإتقان، دون أن يترجم إلى خطاب بصري عميق أو طبقات تأويل، التطور البصري يسير بمحاذاة تطور شخصية الأبطال لتعميق المعنى، فنحن في متاهة الشخصيات ومتاهة الفيلم ومتاهة المشاهد من الصعب تفسير توظيف الجماليات التي لم يبخل صناع العمل في تدفقها في جميع المشاهد. محاكاة قناة "ميلودي" في أحد أبرز مشاهد الفيلم، يظهر مشهد اختبار أداء داخل شركة إنتاج، يستحضر بشكل واضح إعلان قناة "ميلودي" الشهير في منتصف الألفينات "أيوه يا وديع". هذا الاستدعاء يبدو طريفاً في لحظته خصوصا للمتلقين الذين يعرفون المرجع، لكن استخدامه لا يتجاوز حدود المحاكاة ولم يضف شيئاً للمشهد، رغم الاستعانة بالممثل المصري "أحمد أمين" لإضفاء نكهة معززة، لكنه أدرج كاقتباس بصري شبه مباشر بلا تصعيد، وبهذا خسر فرصته بأن يكون نقطة قوة رمزية في السرد وانتهى إلى لحظة سخرية عابرة ضمن محاكاة تم توظيفها كتعليق أو إعادة قراءة للزمن التلفزيوني السابق، فبدت مجرد مزحة مرجعية لمن يعرفها. تأمل ختامي بالنغمة العامة للفيلم تلتزم بخفّة والحياد، فهو لا يدخل في طبقات مجتمعية أو سردية جادة، و لايشتبك مع جدالات ثقافية أو طبقية،ولا تشتبك مع أي خطاب اجتماعي صريح كما هو الحال في جميع الإنتاجات الكوميدية الأخيرة، هناك ميل لتجنب الجدل أو المواجهة، كوميديا محايدًة على مستوى المضمون، وموجهة للترفيه الخالص، وهذا خيار مشروع. لذلك يبدو "الزرفة" كفيلم وُلد من روح المزحة، لكنه لم يجد الطريقة المناسبة لحملها حتى النهاية، الكوميديا حاضرة في الشكل ولم مؤسّسة درامياً أو دلالياً، النكتة تسبق البناء، والمشهد يسبق السياق، والمفارقة لا تبحث عن معنى يتجاوز لحظتها. وربما في هذه الفجوة بالتحديد يتجلى عنوان الفيلم نفسه، حين لا تبنى الفكرة من الداخل، تخرج الكوميديا من مسارها، وتبقى مجرد "زرفة".. سريعة، عابرة، لكنها لا تعرف إلى أين هي ذاهبة أين مستقرها.

يا «سيد البيد» تمهل.. فهناك من ما زال يحبك !
يا «سيد البيد» تمهل.. فهناك من ما زال يحبك !

العربية

timeمنذ 2 ساعات

  • العربية

يا «سيد البيد» تمهل.. فهناك من ما زال يحبك !

في تحية لسيد البيد نشر سمو وزير الثقافة -قبل سنوات قليلة- منشوراً جميلاً على صفحته في منصة إنستغرام، تحت عنوان (تحية لسيد البيد الشاعر السعودي محمد الثبيتي) مرفقاً بها مقطعاً بصوت الشاعر من قصيدة سيد البيد. لم يكن المنشور إلا تأكيداً على احتفاء الوزير ووزارته بالثقافة والمثقفين وفهمه لمكانة من هم بوزن الشاعر الكبير محمد الثبيتي، في تراثنا وثقافتنا العربية السعودية. لقد قال عنه الأديب والناقد السعودي سعيد السريحي: «لقد انتظرنا 1000 عام حتى جاء الشاعر محمد الثبيتي، وسننتظر 1000 عام أخرى لكي يظهر لدينا مثله». الثبيتي ليس صنيعة «الأيديولوجيا» ولا صنيعة الثقافات المستوردة، بل هو ابن ملامح شعر امرئ القيس، وزهير بن أبي سلمى، وطرفة بن العبد، وعمرو بن كلثوم، وجرير، وعمرو بن أبي ربيعة، والمتنبي وكل أجداده من شعراء الجزيرة العربية موطن هوازن وثقيف ووائل وأزد، وهذيل وبجيلة، وقريش، وكل قبائل العرب الأقحاح الذين صنعوا لغتهم العربية وثقافتها وشعرها على أعينهم. الثبيتي الذي نتمنى من سمو وزير الثقافة تكريمه في حفل ضخم يليق بأهم شعراء الجزيرة منذ ظهور الحداء على ظهور القوافل، مروراً بنبوغ الشعر بين يدي النابغة والأعشى وحتى اليوم، لم يكن مجرد شاعر مغرق في الرمزية، بل لأنه بالفعل نابغة هذا الزمان وشاعره. مشكلة الثبيتي أنه وقع في (فخٍ عظيم)، دون قصد منه، بل بسبب الزمان الذي ظهر فيه، فالمتنمرون من مثقفي الأمصار المستعربين، استكثروه علينا، ولم يكونوا قادرين على استيعاب أن يكون شاعرنا الثبيتي بهذه العبقرية الشعرية وأن يكون سعودياً في الوقت نفسه، بدويٌ قادم من فيافي وبوادي الجزيرة العربية، في تهامة الحجاز وحواضر نجد، ونسوا عن عمد أنه ابن السلالة الشعرية أباً عن جد لا هم. والمأزق الثاني الذي أضر كثيراً بمتنبي عصرنا هو بغض الصحويين وفلولهم له، لأنه خرج عليهم وهم يتسيدون المشهد المجتمعي، فخشوا أن يهدم معبدهم الثقافي الذي يبنونه، والسردية الأممية التي يروجون لها، فبعض المحسوبين عليهم كانوا يبنون تراثاً ثقافياً وشعرياً مهتماً بقضايا عابرة مثل أفغانستان وكشمير وتورا بورا، فمن الصعوبة عليهم أن يروا سيد البيد الثبيتي يتسيد مشهد الشعر في مملكة العروبة وحاضنة تراثها العظيم. وما زلت أذكر تلك الليالي الموغلة في الاستئصال، التي يهاجمون فيها صالات الأمسيات الشعرية، يخطفون المايكرفونات من بين أيدي الشعراء والنقاد، ويخرجون من فيها إلى الشارع، وما زلت أتذكر كيف أن تحالفاً قام بينهم وبين مشرفين على صفحات ثقافية في بعض الصحف كانت هي الحاضن الكبير للكراهية وصناعة الكوابيس عن الثبيتي ورفقائه. ما أخشاه اليوم أن هناك من تلقف ترسبات الصحوة وقناعاتها عن الثبيتي، ويضادون أي مشروع لا يعرفونه أو لم يخرج من تحت عباءتهم، خاصة إذا كانوا يمتلكون منصات مؤثرة في العالم العربي، فالترويج لثقافتنا الناعمة ورموزها أهم من تصوراتنا الضيقة. محمد الثبيتي مشروع وطني، وقامة سعودية كبرى، لن تختصرها دردشات وترسبات تتفلت بقصد أو بدون قصد، فالثبيتي استخدم الرمزية بوعي شعري عميق، مستنداً إلى المكان والزمان الأسطوري، واللغة القرآنية، ومن منا لا يستخدم لغة القرآن في ليله ونهاره، وهي تكاد تُشكلنا، وتهيمن علينا لقوّتها وروعتها. الثبيتي لو كان قد نشأ بجوار الرصافة أو زيزفون دمشق أو جميزة بيروت لوضعه نقاد وشعراء الأمصار المستعربون على قائمة أعظم شعراء العربية، ولو قال قصيدة في كشمير لكان سيد الشعر عند صناع الكوابيس.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store