
أردوغان يعلن تشكيل لجنة برلمانية لبحث الإطار القانوني لنزع سلاح حزب العمال الكردستاني بعد قراره إنهاء العمل المسلح
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، اليوم السبت، تشكيل لجنة برلمانية مختصة لدراسة المتطلبات القانونية لعملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني، وذلك عقب إعلان الحزب قراره حل نفسه ووقف الصراع المسلح المستمر منذ أكثر من أربعة عقود، في خطوة وُصفت بالتاريخية.
وقال أردوغان في كلمة ألقاها من أنقرة إن "47 عاماً من الإرهاب وصلت إلى مرحلتها الأخيرة"، مشيراً إلى أن التطورات الإقليمية في سوريا والعراق ساهمت في تضييق الخناق على التنظيم وتهيئة الظروف لبدء مسار سياسي. وأضاف أن العمليات الإرهابية التي شهدتها تركيا خلال العقود الماضية "كلفت الدولة تريليوني دولار، وأودت بحياة 10 آلاف من رجال الأمن و50 ألف مدني".
وتابع الرئيس التركي قائلاً: "حاربنا الإرهاب بقوة، وفي الوقت ذاته فتحنا قنوات التواصل مع الإخوة الأكراد، وأثبتنا بالأفعال أننا نضع مصلحة الشعب التركي بكل مكوناته في مقدمة أولوياتنا"، مؤكداً أن الدولة ستتعامل بجدية مع المبادرة الجديدة وفق الأطر القانونية والدستورية.
وكان مقاتلو حزب العمال الكردستاني قد بدأوا أمس الجمعة، تسليم أسلحتهم في مناطق جبلية قرب مدينة السليمانية شمال العراق، في خطوة رمزية لكنها تحمل دلالات سياسية كبيرة. وتم توثيق المشهد بحرق 30 قطعة سلاح عند مدخل أحد الكهوف، بحضور شخصيات كردية بارزة. وتعد هذه الخطوة جزءاً من خطة واسعة أعلنها الحزب في مايو الماضي لإنهاء الصراع المسلح، بعد دعوة مباشرة من زعيمه المسجون عبد الله أوجلان.
ودعا أوجلان، في مقطع مصور نادر نشر على الإنترنت، البرلمان التركي إلى تشكيل لجنة مختصة للإشراف على نزع السلاح، والعمل على إدارة عملية السلام الشاملة، وهي الدعوة التي بدأت أنقرة التفاعل معها عبر تشكيل اللجنة البرلمانية التي أعلن عنها أردوغان اليوم.
وكان حزب العمال الكردستاني قد عقد مؤتمراً في شمال العراق في مايو الماضي، خرج فيه ببيان أعلن فيه حل البنية التنظيمية للحزب وإنهاء الكفاح المسلح، مع تكليف عبد الله أوجلان بقيادة المرحلة المقبلة من التحول السياسي. واعتبر المؤتمر أن النضال الذي خاضه الحزب "وصل بالقضية الكردية إلى نقطة الحل عبر السياسات الديمقراطية"، وأن "المرحلة التاريخية الحالية تستوجب تحولاً كاملاً نحو العمل السياسي المدني".
وتتمركز بقايا الحزب حاليًا في مناطق جبلية شمال العراق بعد أن تم دفعه خارج الأراضي التركية خلال السنوات الماضية. كما دعا كل من حزب العمال الكردستاني، وحزب المساواة والديمقراطية للشعوب، وأوجلان، الحكومة التركية إلى منح ضمانات قانونية لتنفيذ عملية نزع السلاح، وتوفير آليات رسمية تضمن الانتقال نحو العمل السياسي المفتوح في إطار النظام الديمقراطي التركي.
وتعتبر هذه الخطوة تحولاً محوريًا في مسار الصراع الكردي التركي الذي تسبب، منذ اندلاعه عام 1984، في مقتل أكثر من 40 ألف شخص، وأثر بشكل كبير على الاقتصاد التركي، وأدى إلى توترات اجتماعية وانقسامات سياسية عميقة داخل تركيا وعلى مستوى الإقليم.
تجدر الإشارة إلى أن حزب العمال الكردستاني ، الذي أُسّس عام 1978 على يد عبد الله أوجلان، تبنى منذ بداياته أيديولوجيا ماركسية لينينية، وخاض حرب عصابات ضد الحكومة التركية لأكثر من أربعة عقود، استخدم خلالها أساليب عنيفة شملت استهداف أفراد الأمن، وفرض هيمنته في بعض المناطق الكردية حتى على خصومه السياسيين من أبناء القومية الكردية.
ويُنظر إلى إعلان نزع السلاح على أنه اختبار جدي لإرادة السلام لدى جميع الأطراف، وفرصة لإعادة صياغة العلاقة بين الدولة التركية والمكون الكردي على أساس الحقوق المدنية والمشاركة السياسية المتساوية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بلبريس
منذ 6 ساعات
- بلبريس
زعيم عصابة في الإكوادور يوافق على تسليم نفسه لأميركا
بلبريس - ربيع الواني وافق زعيم إحدى أخطر عصابات المخدرات في الإكوادور على تسليم نفسه إلى الولايات المتحدة لمواجهة اتهامات بتهريب الكوكايين والأسلحة. وألقي القبض على أدولفو ماسياس المعروف باسم "فيتو" في يونيو الماضي بعد هروبه من سجن شديد الحراسة العام الماضي في عملية فرار تسببت باندلاع موجة عنف كبيرة. وتطالب الولايات المتحدة بماسياس الذي يتزعم عصابة "لوس تشونيروس" لمحاكمته بتهم عدة بينها توزيع الكوكايين والتآمر وتهريب الأسلحة النارية. وسائق التاكسي السابق الذي تحول إلى زعيم أخطر عصابة هو أبرز مطلوب لدى أجهزة الأمن الإكوادورية منذ بداية العام الماضي، بعد فراره من سجن غواياكيل في جنوب غربي البلاد. وعرضت حكومة الرئيس دانيال نوبوا حينذاك مبلغ مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه، كما وزعت ملصقات تحمل صورته وكلمة "مطلوب". ولجأ أعضاء عصابة "لوس تشونيروس" إلى العنف الشديد للرد على الحكومة، مستخدمين السيارات المفخخة واحتجاز حراس سجون كرهائن والاستيلاء على محطة تلفزيونية خلال بث مباشر. وبعد أشهر من المطاردة، أُعيد القبض على فيتو الشهر الماضي في عملية عسكرية واسعة النطاق لم تطلق فيها رصاصة واحدة. وعثر عليه في مخبأ تحت الأرض بمنزل فخم في ميناء مانتا المخصص للصيادين. ومَثَل فيتو الجمعة عبر الفيديو من سجنه في غواياكيل أمام محكمة وهو بزي السجن البرتقالي. وردا على سؤال للقاضي، أجاب "نعم، أقبل التسليم". وبعد موافقته، أعلنت المحكمة البدء باتخاذ الإجراءات اللازمة، حيث يتعين على الرئيس نوبوا توقيع أوراق التسليم الرسمية. وبذلك يصبح ماسياس أول مواطن إكوادوري تسلمه بلاده إلى دولة أخرى منذ إقرار قانون العام الماضي يسمح بذلك، بعد استفتاء أجراه نوبوا وسعى من خلاله للحصول على موافقة لتعزيز حربه ضد العصابات الإجرامية.


الأيام
منذ 7 ساعات
- الأيام
'خطة إسرائيل لرفح ستكون جريمة، والقانون الدولي لا يحمي غزة' – مقال رأي في الغارديان
Reuters في جولة الصحف البريطانية السبت، نطالع مقالاً يتحدث عن أن معظم الإسرائيليين لا يحترمون إنسانية الفلسطينيين ولا يبالون بالقانون الدولي، ومقالاً آخر يتحدث عن الفوضى والفساد والطرق الجديدة في تهريب المهاجرين من ليبيا إلى أوروبا، وأخيراً مقالاً عن فائدة الطقوس والممارسات المنتظمة وتأثيرها الإيجابي على حياتنا كأفراد ومجتمعات. ونبدأ جولتنا من الغارديان، مع مقال يسلط الضوء على مدى "وقاحة" السياسة الإسرائيلية التي تشكل "جرائم حرب" على مدار الواحد والعشرين شهراً من الحرب في غزة، دون الاكتراث للقانون الدولي.في هذا المقال، يشير المحامي الفلسطيني رجاء شحادة، إلى خطة إسرائيل بنقل الفلسطينيين "قسراً" إلى مخيم في أنقاض رفح، لا يُسمح لهم بمغادرته بعدها، فيما وصفه الكاتب بـ"معسكر اعتقال".ويعرّف المحامي معسكرات الاعتقال بأنها مراكز احتجاز لأعضاء جماعة وطنية أو سجناء سياسيين أو أقليات؛ لأسباب أمنية أو عقابية، وعادة ما يكون ذلك بأمر عسكري.ونقل الكاتب عن مايكل سفارد، المحامي الإسرائيلي في مجال حقوق الإنسان، قوله إن وزير الدفاع الإسرائيلي "وضع خطة تنفيذية لجريمة ضد الإنسانية"، هذا بالإضافة إلى قتل وإصابة الآلاف وهم يحاولون الحصول على الطعام. الفوضى والفساد والبحر القاسي EPA ننتقل إلى صحيفة "التايمز"، ومقال عن أزمة المهاجرين في أوروبا يرصد تحولات في التحالفات والسياسات بالوكالة وازدهار التهريب في ليبيا، بما أدى إلى زيادة أعداد اللاجئين الذين يصلون إلى أوروبا.في المقال، يرصد توم كينغتون، وجود قوارب أنيقة وقوية على ميناء جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، مقارنة بزوارق مطاطية ضعيفة كانت تُشاهد بكثرة في طريقها من ليبيا إلى أوروبا.وأوضح المقال أن هذه القوارب الجديدة مزودة بمحركين خارجيين بقوة 250 حصاناً، ما يسمح لها بالسير بسرعة أكبر بكثير، بما يقلص زمن رحلة المهاجرين إلى 7 ساعات فقط بعد أن كانت تستغرق أطول من يوم.وزيادة كفاءة الرحلة من حيث السرعة، انعكست بالتبعية على زيادة تكلفة تهريب المهاجر التي كانت تبلغ 800 دولار منذ سنوات، لتصبح 2000 دولار للفرد الواحد. ومع هذا، فقد زاد عدد المهاجرين الضعف بالمقارنة بالعام الماضي، ليصل 28 ألف مهاجر هذا العام، مقابل 15 ألفاً في 2024.ويسلط المقال الضوء على "ازدهار" المتاجرين بالبشر هذا العام، مع تفاقم الفوضى والفساد في غرب ليبيا، لاسيما بعد مقتل عبد الغني الككلي، رئيس جهاز دعم الاستقرار، المجموعة المسلحة البارزة التي تتبع المجلس الرئاسي الليبي. الطقوس تضيف شكلاً ومعنى لحياتنا Getty Images ونختتم جولتنا بصحيفة الفاينانشال تايمز، ومقال لإنوما أوكورو، صاحبة عمود في قسم "الحياة والفنون" بالصحيفة البريطانية.في هذا المقال، ترصد أوكورو كيف أن الممارسات الأسبوعية والطقوس هي وسيلة لتعزيز رفاهية الأفراد والمجتمعات، لاسيما في الأوقات التي يشعر فيها العالم بالفوضى والتوتر وعدم اليقين.وتقول إننا غالباً ما نفكر في الطقوس على أنها متربطة بالممارسات الدينية أو في احتفالات محددة كأعياد الميلاد أو الجنازات، لكنها ترى أن الطقوس دعوة لاكتشاف ما نعتبره مقدساً في حياتنا اليومية، وللانخراط في أنشطة تشهد على ذلك.وتؤكد الكاتبة على الفرق بين مصطلحي "الروتين" و"الطقوس"؛ فالروتين من وجهة نظرها قد يتحول إلى طقس "عندما نمارسه مع إدراك أن كل ما نقوم به هو لتعزيز الشعور بالرفاهية لأنفسنا وللآخرين".وتضرب مثالاً باحتساء الشاي مثلاً، فهذه الممارسة لو حدثت بوعي، فإنها تُذكر من يشرب الشاي بنعمة الماء، ونعمة الأرض في توفير ما يُصبح أوراق الشاي.وعلى الرغم من عدم سهولة الانخراط في هذا النوع من التأمل مع تركيزنا على متطلبات الحياة اليومية، إلا أن كاتبة المقال ترى أن أحد أهداف هذه الطقوس هو أن تكرارها يُدرب أجسادنا وعقولنا وأرواحنا على الانخراط في الحياة بطريقة معينة. فكلما مارست شيئاً ما، زاد تأثيره عليك.


المغرب اليوم
منذ 8 ساعات
- المغرب اليوم
أسبوع حكومي مشوش.. وَلِّدْها يا حسان..
قد يكون الأسبوع الماضي هو الأسخن على حكومة جعفر حسان بحيث تعرضت لهجوم عام ابتدأ بقرار حل البلديات وانتهى بجملة غريبة غير تربوية ولا تعليمية 'اللّي حَبَّلها يوَلِّدها..'. تداعيات حل البلديات وتشكيل اللجان المؤقتة وركاكة تبريرات وزير الإدارة المحلية وليد المصري تصدرت تعليقات المجالس والسوشيال ميديا والجروبات عموما. لم تصدر توضيحات من الحكومة حول ما قيل في موضوع البلديات، حتى الأخطاء التي أعلنت، بتعيين شخص في لجنتين، وتعيين شخص متوفى منذ أربع سنوات، وغيرها من الأخطاء. بعد البلديات جاءت تصريحات عنيفة لوزير التربية والتعليم والتعليم العالي الدكتور عزمي محافظة حول الجامعات الأردنية أحرجت الحكومة وأثرت في سمعة التعليم العالي في الأردن. تصريحات محافظة أثارت جدلا واسعا، لتلميحه أن بعض الجامعات الأردنية تدفع أموالا للحصول على تصنيفات أكاديمية متقدمة، وأحيانا مقابل أبحاث مفبركة، مع أنها سيطرت على الأجواء العامة في البلاد إلا أنه لم تصدر توضيحات او تصويبات من الوزارة والوزير. وأكمل على صورة الحكومة المهزوزة أصلا وزير الاستثمار مثنى غرايبة، عندما صرح 'أن الاستثمار في الأردن يتيح الوصول إلى اقتصادات يصل حجمها 50 تريليون دولار، بعقد اتفاقيات تجارة حرة وثنائية مع دول العالم في مختلف القارات'. يحلم وزير الاستثمار بالوصول إلى اقتصاديات حجمها 50 تريليون دولار ونحن لا نحافظ على مستثمر بمليون دينار، فيطفش الاستثمار يوميا، ونسمع دائما شكاوى عن غياب وزير الاستثمار عن لقاءات مستثمرين من أجل إنهاء مشاكل شكلية، ومنذ سنوات نسمع عن مليارات من المشروعات القادمة إلى الأردن ولم نر شيئا على أرض الواقع حتى الاستثمار المحلي يحزم حقائبه ويهرب. وأبى أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية د. نواف العجارمة أن يختم الأسبوع بهدوء فخرج على شاشة التلفزيون الأردني في لقاء مع الزميل عمر كلاب ردا على سؤال انحرج كلاب من توجيهه مباشرة حول نقابة المعلمين، أن الكرم الحكومي للمعلمين جاء هذا العام قبل أن يصدر قرار حول نقابة المعلمين، فرد العجارمة بعصبية، قصدك نقابة المعلمين وأكمل 'اللي حَبَّلها يولِّدها..'. بعد هذا الأسبوع المشوش، ليس أمام رئيس الحكومة جعفر حسان إلا أن يقوم 'بتوليدها' وإطفاء الحرائق والتصريحات التي أشعلها رجالات الحكومة.