logo
موسكو ودمشق: صفحة جديدة ومراجعة جميع الاتفاقيات

موسكو ودمشق: صفحة جديدة ومراجعة جميع الاتفاقيات

طوت قيادة سورية الجديدة حقبة مريرة من الصراع مع روسيا، وأعلنت فتح صفحة جديدة في العلاقات مبنية على المنفعة المتبادلة.
وفي أول زيارة لأرفع مسؤولين سوريين لموسكو منذ سقوط نظام بشار الأسد، التقى وزيرا الخارجية أسعد الشيباني والدفاع مرهف أبوقصرة الرئيس فلاديمير بوتين، بعد أن أجريا مباحثات مفصلية مع نظيريهما الروسيين سيرغي لافروف وأندريه بيلاوسوف، بحضور رئيس الاستخبارات السوري حسين سلامة، وشهدت إعلان مراجعة شاملة للعلاقات والاتفاقات الثنائية، وتوجيه دعوة رسمية للرئيس أحمد الشرع لزيارة «الكرملين» في أكتوبر المقبل.
وقال لافروف: «دعمنا لدمشق لا يعتمد على الحكومات، بل على الصداقة التاريخية والاحترام المتبادل. نتطلع إلى استقبال الرئيس الشرع»، مضيفاً: «نأمل أن تشارك سورية بفاعلية في القمة العربية - الروسية الأولى، وروسيا مستعدة لمساعدتها في مرحلة التعافي بعد الصراع».
بدوره، أعلن الشيباني فتح صفحة جديدة في العلاقات بشروط جديدة، وعلى أساس الاحترام المتبادل، معتبراً أن الحوار مع روسيا خطوة استراتيجية تحفظ سيادة سورية.
وأكد الشيباني أن سورية «تتطلع إلى تعاون روسي فاعل في مسار العدالة الانتقالية، وإعادة بناء الدولة بعد سنوات من الصراع والدمار»، مشيراً إلى أن «الحكومة الجديدة تعمل منذ ديسمبر الماضي على ملء الفراغ السياسي، وقد نجحت في الحفاظ على مؤسسات الدولة، رغم التحديات».
بوتين يستقبل وفد الشرع ولافروف يدعوه لزيارة الكرملين ويرفض تحويل سورية إلى ساحة لتصفية الحسابات
وخلال مؤتمر صحافي، أعلن الوزيران اتفاق بلديهما على مراجعة جميع الاتفاقيات السابقة، وقال الشيباني إن «الاتفاقيات التي أُبرمت في ظل النظام البائد تحتاج إلى إعادة تقييم جذري، وسنشكل لجنتين وزاريتين لهذه الغاية». ولفت إلى أن هذه الزيارة «تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون تقوم على السيادة والندية والاحترام المتبادل»، مشدداً على أن دمشق تسعى إلى «علاقات صحيحة وسليمة مع موسكو، لا ترتهن بالماضي، بل تبني على المصالح المشتركة».
من جهته، رفض لافروف بشدة «أي محاولة لتحويل سورية إلى ساحة صراع جيوسياسي»، مؤكداً أن موسكو «لم تدعم العقوبات الغربية على سورية إطلاقا، وتعتبر خطوات تخفيفها ضرورية وصائبة». كما أعرب عن تقدير روسيا للخطوات التي تتخذها الحكومة السورية لضمان أمن المواطنين الروس والمنشآت الروسية داخل الأراضي السورية.
وبشأن الوضع في الجنوب السوري، دعم لافروف الخطوات التي أعلنها الشرع، قائلا: «نأمل أن تؤدي هذه الإجراءات إلى إعادة الاستقرار الكامل في السويداء». كما أعلن دعم روسيا للحوار الوطني السوري الجامع الذي يشمل جميع المكونات والطوائف، مشددا على أهمية إجراء انتخابات برلمانية شاملة.
الشيباني من جانبه، أكد أن سورية «لا تمثل أي تهديد لإسرائيل»، مشيراً إلى أن الحكومة السورية «ليست لديها نوايا عدائية»، لكنها «ترفض تماما التدخل الإسرائيلي في الشؤون السورية، خصوصا من خلال اللعب بورقة الأقليات». وأوضح أن «ما يحدث في السويداء ليس صراعا طائفيا، بل حالة انفلات أمني تغذيها أطراف خارجية»، مشدداً على أن «حماية المواطنين الدروز مسؤولية الدولة وحدها».
وطمأن الشيباني المجتمع الدولي: «سورية الجديدة لا تسعى للصدام، بل للمصالحة الوطنية ولمّ الشمل، وروسيا ستكون شريكا استراتيجيا بهذا المسار».
الشيباني: الحوار مع روسيا خطوة استراتيجية ولن تقبل التدخل الخارجي بورقة الأقليات
زيارة الشيباني إلى موسكو ولقاؤه مع لافروف لم تكن فقط رمزية، بل حملت مضامين سياسية عميقة، إذ عبّر خلالها المسؤول السوري عن رؤية الحكومة الجديدة لعلاقات متوازنة مع الخارج، مشددا على أن «سورية الجديدة تمثل كل السوريين، ولا تقبل أن تُستخدم في صراعات الآخرين».
وأكد أن «مجلس الشعب المقبل سيمثل جميع السوريين، والدولة ملتزمة بمحاسبة كل من ارتكب انتهاكات بحق الشعب خلال المرحلة السابقة».
أما لافروف، فختم المؤتمر بتأكيده أن «روسيا ستواصل دعمها السياسي والاقتصادي لسورية، وستبقى شريكا أساسيا في مرحلة إعادة الإعمار»، معربا عن أمله أن تكون زيارة الشيباني بداية لعهد جديد في العلاقات الثنائية.
في موازاة ذلك، استقبل وزير الدفاع الروسي، أندريه بيلاوسوف، نظيره السوري مرهف أبوقصرة في موسكو، وبحثا العديد من القضايا المشتركة والوضع الإقليمي.
وأكد نائب وزير الخارجية، سيرغي فيرشينين، أن روسيا وسورية تبحثان مستقبل القواعد العسكرية الروسية في الأراضي السورية، بما يراعي مصالح الطرفين، موضحا أن «هذه القواعد قد تؤدي دورا إنسانيا في تأمين المساعدات للسوريين خلال هذه المرحلة الصعبة».
وأشار فيرشينين إلى أن المباحثات «تركزت على سبل الخروج من الوضع المعقد في سورية، بطرق تحفظ مصالح جميع المكونات الوطنية والطائفية». كما كشف عن مناقشات جارية حول دعم روسيا لمشروع مستشفى ميداني في السويداء.
من جهة أخرى، أكدت مصادر دبلوماسية أن وزير الخارجية السوري توجه بعد موسكو إلى العاصمة الأذربيجانية باكو، لعقد اجتماع جديد مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، لمتابعة المفاوضات حول الوضع الأمني في الجنوب. ويعد هذا الاجتماع الثاني بين الطرفين خلال شهر، ويُتوقع أن يناقش إمكانية إعادة تفعيل اتفاق فض الاشتباك لعام 1974.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: روسيا بارعة في الالتفاف على العقوبات
ترامب: روسيا بارعة في الالتفاف على العقوبات

المصريين في الكويت

timeمنذ 2 دقائق

  • المصريين في الكويت

ترامب: روسيا بارعة في الالتفاف على العقوبات

وفي مقابلة مع قناة 'نيوزماكس'، قال ترامب: 'سنفرض العقوبات.. بوتين بارع جدا في التعامل معها، ويعرف كيف يتحايل عليها'، وذلك ردا على سؤال حول ما سيفعله إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا خلال المهلة التي حددها بعشرة أيام. ويأتي هذا التصريح بعد أن أعلن ترامب، الخميس، عزمه فرض حزمة جديدة من العقوبات بعد انقضاء المهلة، لكنه قال أن هذه الخطوة قد لا تغير من واقع الأزمة في أوكرانيا. وأضاف خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض: 'أنا أكثر من يفهم في العقوبات والرسوم، لا أعلم إن كانت ستزعجه، لكننا سنمضي في تنفيذها'. ووصف ترامب الحرب في أوكرانيا بأنها 'حرب غبية'، وحمل إدارة الرئيس السابق جو بايدن مسؤولية اندلاعها، قائلا: 'لو كنت رئيسا لما اندلعت هذه الحرب أصلا'. وكان ترامب قد أعلن، في 14 يوليو، نيته فرض رسوم جمركية على روسيا وشركائها التجاريين إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال 50 يوما، قبل أن يقلص المهلة لاحقا إلى 10 أو 12 يوما فقط. وفي هذا السياق، قال نائب القائم بأعمال المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة، جون كيلي، إن 8 أغسطس هو الموعد النهائي للتوصل إلى تسوية سلمية بين موسكو وكييف. من جانبه، أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئاسة الروسية اطلعت على تصريحات ترامب، وأخذتها بعين الاعتبار. المصدر: تاس Leave a Comment المصدر

اتصالات لمنع الانفجار الداخلي على وقع جلسة الثلاثاء
اتصالات لمنع الانفجار الداخلي على وقع جلسة الثلاثاء

المدى

timeمنذ 2 ساعات

  • المدى

اتصالات لمنع الانفجار الداخلي على وقع جلسة الثلاثاء

دخلَ لبنان العدّ العكسي لجلسة الحكومة يوم الثلاثاء المقبل، لمناقشة بند أول على جدول أعمالها يتعلق بحصرية السلاح بيد الدولة، في خطوة تشكّل استجابة للضغوط الأميركية والسعودية على لبنان، ومن أجل «تحويل الأقوال إلى أفعال» كما قال المبعوث الأميركي توم برّاك، وكيف «لا يترحّم علينا العالم» كما قال رئيس الجمهورية جوزيف عون. أمس أُعلن عن موعد الجلسة، الذي يقول البند الأول في جدول أعمالها: «استكمال البحث في تنفيذ البيان الوزاري للحكومة في شقّه المتعلق ببسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصراً، وبالترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية لشهر تشرين الثاني 2024». وقد بدأت المؤشرات السياسية تُنذر يإمكانية حصول تصادم، حيث تنشط القوى السياسية لتفاديه من خلال اتصالات يجريها الرؤساء الثلاثة في ما بينهم ومع حزب الله، والتي تدفع في اتجاه الوصول إلى «صيغة توافقية للقرار الحكومي» كي لا ينزلق البلد إلى مشكل داخلي خطير، في حال أصرّ بعض من في الحكومة على وضع جدول زمني واضح بسحب السلاح من المقاومة. حتى مساء أمس، كانت مصادر الثنائي تؤكّد أن «حزب الله وحركة أمل سيشاركان في الجلسة ولم يوضع على الطاولة خيار مقاطعتهما، فهناك قناعة بضرورة التشاور داخل مجلس الوزراء وانتظار النتائج ليُبنى على الشيء مقتضاه»، مع التأكيد على «استحالة تسليم السلاح قبل التزام إسرائيل بالانسحاب من التلال الخمس ووقف الاعتداءات وإطلاق الأسرى وبدء الإعمار، وإذا تحقّق ذلك ننصرف إلى نقاش داخلي في ما يتعلق بالسلاح حيث إن المخاطر الوجودية تحيط بنا من كل مكان». هذا الموقف، عكسه رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» الحاج محمد رعد بصراحة خلال اجتماعه أول من أمس برئيس الجمهورية جوزيف عون، بحسب مصادر بارزة قالت لـ«الأخبار» إن «رعد أكّد لعون أنه لا يمكن الاستجابة إلى ما يطلبه الأميركيون في ظل التعنّت الإسرائيلي»، مشيراً إلى أن «الجميع معنيّ بمواجهة هذه الضغوط من خلال اتخاذ موقف موحّد، وعدم إعطاء الذريعة لمن يريد أن يأخذ البلد إلى الخراب». وفي ما يجري العمل على «توفير مخرج لا يؤدّي إلى صدام داخلي»، قالت المصادر إنه «حتى اللحظة ليست لدى الثنائي صيغة بعينها، لكنّ الاعتماد على الرئيس بري وهو المعروف بقدرته على صياغة طروحات توافقية، وهو اتّفق مع النائب رعد في اجتماعهما الأخير على أن يكون هناك موقف منسّق بينهما»، فيما يُرجّح أن يلتقي «بري الرئيس عون في الساعات المقبلة»، وسطَ تسريبات تحدّثت عن «بدء التداول في طرح يقوم على فكرة تثبيت الحكومة لمبدأ حصرية السلاح ثم تكليف المجلس الأعلى للدفاع بمواصلة الخطوات التنفيذية والتنسيق مع الحزب عبر الجيش»، فيما الأخير «لا يزال يناقش في مبدأ الطرح».

عناوين صحف بيروت ليوم السبت ٢ آب ٢٠٢٥
عناوين صحف بيروت ليوم السبت ٢ آب ٢٠٢٥

المدى

timeمنذ 2 ساعات

  • المدى

عناوين صحف بيروت ليوم السبت ٢ آب ٢٠٢٥

النهار -بلبلة حول براك تواكب الغموض التصاعدي لجلسة السلاح الأخبار – الصحناوي يشهر «صهيونيّته»: حروب إسرائيل في صالحنا -اتصالات لمنع الانفجار الداخلي على وقع جلسة الثلاثاء: -واشنطن تسحب برّاك وتعـيد أورتاغوس -بهاء لا يملّ من التجارب: البحث عن زعامة مفقودة -«المالية» ترفض صرف الأموال: للتحقيق بمعمل نفايات صيدا -انفجار 4 آب… القرار الاتهامي يقترب -زيارة محتملة لأورتاغوس -الجدول الزمني نجم جلسة الثلاثاء اللواء -نحو إجتراح صيغة خلاقة لحصرية السلاح.. وبرّي إلى بعبدا قبل الثلاثاء -سلام: لا إنقاذ بغير الجيش ولا استقرار إلا ببسط سلطة الدولة.. وأورتاغوس عائدة؟ الشرق الديار -جهد رئاسي للوصول الى صيغة توافقيّة لحصريّة السلاح… وإلّا المجهول؟ -حزب الله يزور عون في الرابية الاثنين… ولقاء قريب مع جنبلاط -إتصالات مكثفة لمخرج قبل الثلاثاء… وعون لا يريد 'دعسة ناقصة'

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store