logo
حين تُكتب الرسائل من تحت الركام!غانية ملحيس

حين تُكتب الرسائل من تحت الركام!غانية ملحيس

ساحة التحريرمنذ 11 ساعات
حين تُكتب الرسائل من تحت الركام!
غانية ملحيس*
في مقاله المؤلم 'لقد تعقدت الأمور كثيرا يا غسان كنفاني!'، يكتب الأستاذ عادل الأسطة من قلب المجزرة، لا ليخبر غسان بما جرى، بل ليعيده إلينا شاهدا على نكبة تتكرر، ولكن بأدوات أكثر فتكا، وبذاكرة أكثر إلحاحا.
في زمن لم تعد فيه المجازر مجرد أخبار، بل نمط حياة في غزة، تصبح الكتابة شهادة ووصية، وتتحول الرسالة إلى محاولة لاستبقاء الضمير حيا وسط طوفان العتمة.
يرسم عادل مشاهد لا تصدق، حتى لو كتبت في أكثر الروايات سوداوية: مقابر بلا قبور، أحياء يعلن موتهم ثم يكتشف أنهم أشلاء، نساء يفقدن أولادهن جميعا ولا يبقى إلا الاسم، وجثث تعاد إلى ثلاجات المستشفيات لغياب الحجارة والبلاط.
وفي كل سطر، يتردد سؤال: هل كان يخطر في بال غسان كنفاني، وهو يكتب عن 'ورقة من غزة' أو عن 'دوف'، أن يبلغ بنا القتل هذا الحد من التكرار والتجريد؟
لكن، وكما يذكرنا عادل الأسطة، فإن المأساة ليست مكتملة من دون أن نرى الوجه الآخر: فالمشروع الصهيوني، رغم وحشيته غير المسبوقة، يوشك على الاصطدام بنهاياته.
ووسط هذه العتمة الشاملة، لا بد أن نرفع أعيننا قليلا عن الحفرة، لنتأمل الهاوية التي يسير نحوها مشروع الإبادة نفسه.
صحيح أن الدم الفلسطيني يسكب كل يوم، وأن آلة القتل الصهيونية بلغت من الوحشية ما لم يبلغه طغاة التاريخ، قديما وحديثا،
لكن، هل بقي شيء من 'المعنى' في كيان لا يحيا إلا بالإبادة؟
هنا تحديدا يبدأ انكسار المشروع الصهيوني من داخله:
• كيان بلا أخلاق، لن يصمد طويلا مهما طال صمت العالم.
• مجتمع يتلذذ بقتل الأطفال علنا، ويحوّل الكراهية إلى أيديولوجيا، لن يتمكن من بناء سلام أو بقاء.
• قوة نووية محاطة بالأعداء من كل الجهات، لا تملك سوى وهم 'الردع'، بدلا من أي أفق سياسي أو إنساني.
لم يتخيّل غسان أن تصير غزة بهذا الاتساع من الألم، لكنه أدرك — كما يدرك من عرف الاستعمار جيدا — أن مشروعا يقوم على نفي الآخر لا يمكن أن ينجو من المصير نفسه الذي واجهته إمبراطوريات الدم عبر التاريخ.
من نيرون الذي أحرق روما ليتلذذ بالمشهد، إلى هتلر الذي أباد الملايين باسم 'نقاء العرق'، كانت النهاية دوما واحدة:
انهيار داخلي يبدأ حين تنضب الكراهية، ويشيخ العنف، ويعجز الموت عن اختراع مبرّر للحياة.
وها هو المشروع الصهيوني، في أقصى عنفه، يفقد معناه، ويفقد صورته، ويفقد قدرته على الادّعاء.
يتحول من 'ملاذ' مزعوم لليهود إلى 'محرقة معلنة' للآخر، بل وللذات.
كيان لا يحيا إلا على الدم، لن ينجو من الغرق في الدم نفسه.
من هنا، فإن كلمات عادل الأسطة لا توثق المأساة فحسب، بل تضيء – ولو من بين الرماد – على سؤال المعنى، وسؤال العدالة، وسؤال النهاية.
• لا المجازر تصنع شرعية.
• ولا الخرائط الملوّثة بالدم تصنع وطنا.
وإذا كان الاحتلال يمتلك كل أدوات الإبادة، فإن غزة ما تزال تمتلك الكتابة، والدفن، والبعث، كلما ظن القاتل أن الأمر انتهى.
إنها ليست رسالة لغسان فقط، بل رسالة من تحت الأنقاض إلى العالم:
نحن هنا، لا كضحايا فقط، بل كفكرة لا تموت.
ومن يتغذّى على الموت، سيموت به.
دمت يا عادل شاهدا صادقا على ذاكرة لا تموت،
ودام قلمك مقاومة في زمن الخذلان.
ولنكتب معا ما لم يكتمل في حياة غسان.
فالرسائل لا تنتهي، لأن الجرح لم يندمل،
أما الطغاة، فدائما يسقطون بعد أن يعلوا.
كاتبة وباحثة في السياسة والاقتصاد
‎2025-‎07-‎08

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب "ينتظر الوقت المناسب" لرفع العقوبات عن إيران، والرئيس الإيراني يكشف عن محاولة إسرائيلية لاغتياله
ترامب "ينتظر الوقت المناسب" لرفع العقوبات عن إيران، والرئيس الإيراني يكشف عن محاولة إسرائيلية لاغتياله

شفق نيوز

timeمنذ 6 دقائق

  • شفق نيوز

ترامب "ينتظر الوقت المناسب" لرفع العقوبات عن إيران، والرئيس الإيراني يكشف عن محاولة إسرائيلية لاغتياله

قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه يود رفع العقوبات الأمريكية "الصارمة" عن إيران "في الوقت المناسب". وقال ترامب، متحدثاً للصحفيين في بداية عشاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الخطوة الأخيرة لرفع العقوبات الأمريكية عن سوريا ستساعد دمشق على المضي قدماً، معبراً عن أمله في أن يتخذ خطوة مماثلة برفع العقوبات عن إيران. وأضاف: "أود أن أتمكن، في الوقت المناسب، من رفع تلك العقوبات، ومنحهم فرصة لإعادة البناء، لأنني أود أن أرى إيران تبني نفسها من جديد بطريقة سلمية، وليس بقول الموت للولايات المتحدة، الموت لإسرائيل، كما كانوا يفعلون". وشبه ترامب الضربة التي أمر بتوجيهها لإيران بإلقاء الولايات المتحدة قنابل ذرية على اليابان في الحرب العالمية الثانية. واستدرك، في حديثه للصحفيين، قائلاً: "لا أريد أن أقول ما الذي ذكّرني بها، ولكن إذا عدت إلى الوراء لفترة طويلة، فقد ذكّرت الناس بحدث آخر معين، وصورة هاري ترومان موجودة الآن في بهو البيت الأبيض"، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي الذي أمر بتنفيذ الضربات على هيروشيما وناغازاكي. هل سُتوجه ضربة عسكرية لإيران مجدداً؟ وعند سؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة تعتزم توجيه ضربة أخرى لإيران، قال ترامب إنه يأمل ألّا يكون ذلك ضرورياً. وأوضح: "إنهم يريدون السلام، وأنا أؤيده تماماً. وإن لم يحدث ذلك، فنحن مستعدون وقادرون، لكنني لا أعتقد أننا سنضطر إلى ذلك". في هذه الأثناء، قال مصدران إسرائيليان مطلعان لموقع أكسيوس الأمريكي، إن إسرائيل تستعد لاحتمال القيام بعمل عسكري آخر، إذا حاولت إيران إحياء برنامجها النووي. ويعتقد المسؤولان الإسرائيليان، أن الرئيس ترامب "قد يعطي الضوء الأخضر لأي هجمات إسرائيلية محتملة مجدداً". الكشف عن محاولة اغتيال وسُئل أيضاً الرئيس ترامب عن المحادثات، في ظل ادعائه منذ أكثر من أسبوع أن إيران مهتمة بإجراء محادثات. وأجاب ترامب، مازحاً: "حددنا موعداً لمحادثات مع إيران، وهم يريدون التحدث" بعد أن تلقوا "ضربة موجعة"، في إشارة إلى الضربات الأمريكية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية. غير أن وسائل إعلام إيرانية رسمية نقلت عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي قوله، الثلاثاء، إن إيران لم تطلب عقد اجتماع مع الولايات المتحدة لاستئناف المحادثات النووية. وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد قال إنه سيلتقي بدبلوماسيين إيرانيين "الأسبوع المقبل و بعد ذلك بقليل"، في إطار الجولة الأولى من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران، منذ مواجهة الشهر الماضي بين إسرائيل وإيران. وكان الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان قد صرح، الاثنين، بأنه يعتقد أن إيران قادرة على حل خلافاتها مع الولايات المتحدة من خلال الحوار، لكن عامل الثقة سيشكل مشكلة، بعد الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على بلاده. وقال بزشكيان في مقابلة مع المذيع الأمريكي المحافظ تاكر كارلسون: "أنا أعتقد أننا نستطيع بسهولة حل خلافاتنا وصراعاتنا مع الولايات المتحدة من خلال الحوار والمحادثات". وأضاف بزشكيان أن إيران ستكون منفتحة على الاستثمارات الأمريكية في حال رفع العقوبات عنها، موضحاً أنه "لا يوجد أي قيد أو عائق يمنع المستثمرين الأمريكيين من القدوم إلى إيران والاستثمار فيها". وأشار الرئيس الإيراني إلى أن إسرائيل حاولت اغتياله. وأضاف: "كنت في اجتماع... حاولوا قصف المنطقة التي عقدنا فيها ذلك الاجتماع". وقتلت إسرائيل أكثر من 30 مسؤولاً أمنياً كبيراً و11 عاماً نووياً بارزاً نووياً بارزاً في هجومها على المواقع النووية الإيرانية.

5 دروس عظيمة من عاشوراء الحسين (ع)
5 دروس عظيمة من عاشوراء الحسين (ع)

اذاعة طهران العربية

timeمنذ 18 دقائق

  • اذاعة طهران العربية

5 دروس عظيمة من عاشوراء الحسين (ع)

تُعدّ حادثة عاشوراء نقطة تحوّل في تاريخ الإسلام والحياة المعنوية للمسلمين؛ حادثة مريرة بقيت في ذاكرة التاريخ، ليس فقط بسبب مظلومية الإمام الحسين (ع) وأصحابه الأوفياء، بل أيضاً لعمق دروسها وتعاليمها، وستبقى إلى الأبد دليلاً لمن يسعى إلى العدالة والحرية. كما أن عاشوراء مشهدٌ يتجاوز صراع السلطة؛ إنها عمليةٌ تُعرض فيها القيم والقيم المضادة بوضوحٍ وشفافية لا مثيل لهما. مما لا شك فيه أن فهم جذور حادثة كربلاء وتداعياتها الاجتماعية يُشكّل دائماً دليلاً لتحليل وضعنا الراهن. عندما نتأمل في جوانب ما جرى على الإمام الحسين (عليه السلام)، نكتشف محاور أساسية كانت العوامل الرئيسية المؤدية إلى انحراف المجتمع ومهدت الطريق لكارثة عاشوراء؛ قضايا مثل المال الحرام، الأرستقراطية، وظاهرة أبناء السادة، والتي إذا ما تم شرحها بشكل صحيح، ستوضح طريق الهداية لجيل اليوم وتجعلنا يقظين من تكرار قصة كربلاء المريرة. 1. المال الحرام وأثره على المجتمع إن من أهم دروس واقعة عاشوراء التحذير من المال الحرام. وتشير المصادر التاريخية بوضوح إلى أن العديد من أصحاب يزيد وجيش الكوفة، بسبب اللقمات المحرمة والتبعية المالية للحكومة، قد سلكوا الطريق الخطأ وتجاهلوا الحقيقة. ويمكن للمال الحرام أن يُظلم قلب الإنسان ويحرمه من سماع نداء الحق، ويمكن اعتباره مقياسًا ل سعادة الإنسان وقسوته؛ لهذا السبب، عندما واجه الإمام الحسين (عليه السلام) زغاريد الأعداء في خطبه، قال: "فقد ملئت بطونكم من الحرام،وطبع على قلوبكم". كان الميل إلى الأرستقراطية،والترف، وخلق فجوة بين الشعب والمسؤولين، عوامل مهمة في انحراف المجتمع الإسلامي قبل عاشوراء. فمن خلال تعزيز ثقافة الأرستقراطية والفصل بين الطبقات، شكك النظام الأموي في قيم الإسلام التوحيدية والعادلة، ومهد الطريق للتمرد والفساد. وقد حارب الإمام الحسين (عليه السلام) هذه الروح نفسها بثورته. ٣. عواقب كون أبناء السادة ومنح الامتيازات تجلّت ظاهرة أبناء السادة، أو امتيازات العوائل والمنتمين إلى السلطة، جليةً في واقعة عاشوراء. فقد أجّج الأمويون، بمنح أبنائهم وأقاربهم المناصب والامتيازات دون حساب، أجواء الإساءة والتمييز إلى ذروتها. وأدى هذا النهج إلى فساد المجتمع وتدميره، وهدم قيم الجدارة. كان تحريف الدين وإساءة استخدام المقدسات عاملاً آخر من عوامل الانحراف. فقد صوّر النظام الحاكم، بجذوره وتشويهه للمفاهيم الدينية، الحق باطلاً و الباطل حقاً، لخداع الناس وتهوين انتفاضة الإمام الحسين (عليه السلام). وكان العامل الأهم في تحريف الدين من السقيفة نفسها، ومهّد الطريق لسقوط المجتمع الإسلامي في غياهب القيم الإنسانية. لقد شوّهت حياة النبي (ص) وتم تغييرها، وعُزلت آل بيته (عليهم السلام)، الذين قُدّموا كقادة للأمة في واقعة غدير، بسبب الدعاية السلبية التي مارسها حكامٌ مثل معاوية. إن الوعي بفخ التحريف وحماية الدين الأصيل حاجةٌ دائمةٌ للمجتمع. 5. إضعاف مكانة العترة وأهل البيت (عليهم السلام) كان من أشدّ جوانب واقعة عاشوراء مرارةً المحاولة الممنهجة لإضعاف مكانة أهل البيت (عليهم السلام). فبعد السقيفة، حاول البعض إبعاد الناس عن حقيقة آل النبي (ص) وفضائلهم بمنع كتابة الحديث، ومنع نقل فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) ونشرها. اشتدت هذه السياسة تدريجيًا ووصلت إلى حد أنه في عهد معاوية بن أبي سفيان، أصبح السب والشتم العلني لأمير المؤمنين (عليه السلام) على المنصات الرسمية ممارسة حكومية؛ وهو عمل كان يهدف إلى تشويه الرأي العام وتدمير صورة أهل البيت (عليهم السلام) في أذهان المجتمع الإسلامي. ولم يتسبب هذا الاتجاه المنحرف في ابتعاد الناس عن التعاليم الأصلية للإسلام فحسب، بل مهد الطريق أيضًا لمآسي مثل كربلاء واستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام). ونتيجة لتغلب هذه الأضرار هي أن المجال صار مهيأ لفتن الشياطين، سواء كانوا من الجن أو الإنس. وإن المجتمع الذي يقوض قدسية القيم الإلهية يكون أعزل أمام حجم الهجمات والفتن، وينمو فيه مجال الظلم والظلمة. ففي مثل هذا الجو، يتم تهميش الخير والفضيلة ويحل الباطل محل الحق. ويُعزل الصالحون، ويسيطر الانتهازيون والمنافقون على مصائر الناس. ويغرق عامة الناس في حيرة وانعدام هوية، ويحل اللامبالاة، بل وحتى الانخراط في الباطل، محلّ الأمل في الإصلاح. ولا سبيل إلى تجنّب هذا المصير المرير إلا الوعي الجماعي بجذور الانحراف والعودة إلى مبادئ الدين الصافية وتعاليم أهل البيت (عليهم السلام) ليتحرر المجتمع من هيمنة الشياطين والفتن.

مفوضية الانتخابات: تمديد مدة التقديم للعمل بصفة موظف اقتراع لغاية 20 تموز
مفوضية الانتخابات: تمديد مدة التقديم للعمل بصفة موظف اقتراع لغاية 20 تموز

وكالة أنباء براثا

timeمنذ 22 دقائق

  • وكالة أنباء براثا

مفوضية الانتخابات: تمديد مدة التقديم للعمل بصفة موظف اقتراع لغاية 20 تموز

أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، اليوم الثلاثاء، تمديد مدة التقديم للعمل بصفة موظف اقتراع لغاية 20 تموز الحالي، إذ ذكر بيان للمفوضية، انها "تعلن عن تمديد مدة التقديم للعمل بصفة موظف اقتراع لغاية 20 تموز 2025". وأكدت "ضرورة الاسراع بتسليم استمارة التقديم الى اقرب مركز تسجيل قبل انتهاء مدة التقديم".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store