
زيارة برّاك الثالثة إلى بيروت... لا نتائج ولا ضمانات
جاءت مواقف برَّاك التصعيدية إثر لقائه رئيس الحكومة نواف سلام، الاثنين، بعدما كان قد التقى رئيس الجمهورية جوزيف عون الذي سلّمه باسم الدولة اللبنانية «مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهَّد به لبنان منذ اتفاق وقف الأعمال العدائية»، في وقت لا يزال فيه «حزب الله» يتمسك بموقفه الرافض بحث سلاحه من دون وقف الانتهاكات الإسرائيلية والانسحاب من الأراضي المحتلة.
المبعوث الأميركي توم برّاك في طريقه للقاء رئيس الحكومة نواف سلام (رويترز)
ووصفت مصادر مطّلعة في بيروت الأجواء التي سادت الاجتماعات بأنها «غير مريحة» مع تأكيد المصادر استمرار الجهود، أملاً في التوصل إلى نتائج. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن برّاك تسلّم «مشروع المذكرة باسم الرؤساء الثلاثة، الذي يؤكد أن الأولوية للانسحاب الإسرائيلي ووقف الانتهاكات كي نبدأ بالتوازي البحث في سحب سلاح (حزب الله)».
لكن، وحسب المصادر، «أقفل المبعوث الأميركي الطريق أمام الضمانات التي يطالب بها لبنان بقوله إنهم لا يستطيعون الضغط على تل أبيب، علماً أن اللجنة المكلفة مراقبة وقف إطلاق النار لا تجتمع لنظر كل هذه الانتهاكات اليومية، وهو ما يجعل الأمور أكثر صعوبة، لا سيما أن (حزب الله) كان واضحاً بموقفه أنه لا يمكن البحث بسلاحه قبل الانسحاب الإسرائيلي، لما لهذا الموقف من مخاطر وتداعيات في ظل التشدد الدولي تجاه سلاحه». ورغم هذه الأجواء المتشائمة، تؤكد المصادر «أن الدولة اللبنانية والمسؤولين في بيروت سيستكملون مساعيهم».
كان رئيس الجمهورية جوزيف عون قد سلّم الموفد الرئاسي الأميركي السفير توم برَّاك، باسم الدولة اللبنانية، خلال استقباله في القصر الرئاسي بحضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان منذ إعلان 27 نوفمبر (تشرين الأول) 2024، حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، مروراً بخطاب القسم.
الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً المبعوث الأميركي توم برَّاك والوفد المرافق في القصر الرئاسي (الرئاسة اللبنانية)
وتضمن المذكرة، حسب بيان رئاسة الجمهورية، «تأكيد الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، وتأكيد مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية. كل ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين».
لقاء بين الرئيس عون والموفد الأميركي، توماس باراك، بحضور سفيرة الولايات المتحدة في لبنان، ليزا جونسون pic.twitter.com/7LVBiMr6nW
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) July 21, 2025
بعد لقائه سلام، قال برّاك إن «نزع سلاح (حزب الله) مسألة داخلية للغاية»، مشيراً إلى أن عدم تسليم هذا السلاح سيكون «مخيباً للآمال»، لكن «لن تكون هناك عواقب» من جانب الولايات المتحدة على لبنان. وقال في مؤتمر صحافي: «القادة كانوا أكثر من متعاونين»، مشيراً إلى أن «الإصلاحات الجارية... معقولة بشكل لافت، ومهمة»، لكنه لفت في الوقت نفسه إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين «حزب الله» وإسرائيل «لم ينجح». وأوضح: «ليست لدينا أجوبة عن كل الأسئلة التي لديكم، لكن يجب أن نؤكد ضرورة التركيز وإعادة الاستقرار إلى لبنان والأمل في المنطقة، وسنستمر على هذه الطريق».
المبعوث الأميركي توم برّاك مجتمعاً مع رئيس الحكومة نواف سلام (إ.ب.أ)
ورداً على سؤال عمّا ستقوم به الحكومة اللبنانية إزاء «حزب الله» وما الذي طُلب من الحكومة ومن إسرائيل حول تطبيق وقف إطلاق النار، أجاب: «هناك اتفاقية لوقف الأعمال العدائية دخلت حيز التنفيذ لكنها لم تنجح، وهناك أسباب لعدم نجاحها وهذا جزء مما نحاول جميعاً حلّه». وبينما قال إن «نزع سلاح (حزب الله) مسألة داخلية»، ذكّر بأن «الحزب» بالنسبة إلى أميركا منظمة إرهابية أجنبية، ونحن لا نبحث معه بل نبحث مع حكومتكم كيفية المساعدة للوصول إلى حل».
اجتمع رئيس #مجلس_الوزراء الدكتور #نواف_سلام صباح اليوم في السرايا مع المبعوث الاميركي السفير طوم برّاك في في حضور سفيرة الولايات المتحدة ليزا جونسون.براكوعقد براك مؤتمرا صحافيا قال فيه:«السبب لعودتي هو الاهتمام الكبير للرئيس دونالد ترمب للتأكد من تأمين الاستقرار الأقليمي... pic.twitter.com/3aK50fpFvv
— رئاسة مجلس الوزراء (@grandserail) July 21, 2025
وحول الضمانات التي تطالب بها الدولة اللبنانية قال برَّاك: «لا أعرف الضمانات لكننا لا نستطيع ان نرغم إسرائيل على فعل أي شيء، نستعمل تأثيرنا ونفوذنا للوصول إلى نهاية، والمسألة تعود لكم، أي للحكومة اللبنانية، وللجميع عندما تكونون قد سئمتم من هذه المناكفات والمنافسات، حيث يصل الجميع إلى خلاصة، إلى ضرورة فهم أكبر وسلام مع الجيران لكي تكون الحياة أفضل».
وفي رد على سؤال عمّا إذا كانت ستُفرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين، قال برَّاك: «هذا الأمر معقد للغاية وليس قيد البحث الآن... ما نحاول فعله هو الإتيان بالسلام والاستقرار وليس تأجيج النار».
ورداً على سؤال حول صحة ما قيل عن تسلمه ردوداً من الرئيس عون، والرئيس بري تتضمن ملاحظات لـ«حزب الله»، قال برّاك: «لم أرَ أي ملاحظة من (حزب الله) على الأقل».
ومن المتوقع أن يلتقي برَّاك رئيس البرلمان نبيه بري، الثلاثاء، وأن يقدم الأخير ملاحظاته التي لم تدرَج في «المذكرة». وتلفت المصادر إلى أن «بري هو أيضاً رئيس (حركة أمل) حليفة (حزب الله) والمفاوض باسمه اليوم»، مرجّحة أن يكون له ملاحظاته على غرار ما حصل في المرة الأولى، عندما قدّم لبنان ردّه على الورقة الأميركية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
بتوجيه من وزير «الشؤون الإسلامية»...خطبة الجمعة تحذر من إساءة استغلال الذكاء الاصطناعي
وجّه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، أصحاب الفضيلة خطباء الجوامع في جميع مناطق المملكة، بتخصيص خطبة الجمعة المقبلة، الموافق 30/1/1447هـ، للحديث عن شكر الله على نعمة تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة عباده، مع التحذير من استغلال هذه التقنية في ما يخالف الشرع ويضر بالمجتمع. وأوضح التوجيه أهمية أن تتناول الخطبة بيان نعمة الله على عباده بتعليمهم ما لم يعلموا، وتسخير ما في السماوات والأرض لهم لينتفعوا به، ومن ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي التي أسهمت في تسهيل شؤون الحياة وخدمة الناس، استدلالًا بقول الله تعالى: ﴿وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعًا منه﴾، والتنبيه إلى أن من تمام شكر هذه النعمة استخدامها في ما ينفع ويعود بالخير على الفرد والمجتمع. كما شدّد التوجيه على التحذير من استخدام الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي في المحرمات التي نهت عنها الشريعة، مثل الكذب والافتراء والتزوير، بما في ذلك تزييف الصور والمقاطع الصوتية والمرئية، وانتحال الشخصيات، وقلب الحقائق ونشر المعلومات المضللة، والإضرار بالناس والتشهير بهم، واختلاق الفتاوى المكذوبة ونسبتها إلى العلماء زورًا، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد﴾. وأكد التوجيه كذلك ضرورة تذكير المصلين بمسؤوليتهم الشرعية في التثبت والتبيُّن قبل نشر الأخبار والمعلومات، وعدم الانسياق خلف الشائعات وكل ما يُتداول عبر الوسائل الحديثة، استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء كذبًا أن يُحدّث بكل ما سمع». كما نبّه التوجيه إلى خطورة نشر الكذب والبهتان وآثاره المدمرة على الأفراد والمجتمعات، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من قال في مؤمن ما ليس فيه؛ أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال». وتأتي هذه الخطبة ضمن جهود وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لتوظيف منبر الجمعة في التوعية بالقضايا المعاصرة ذات الصلة بواقع المجتمع، وبيان الأحكام الشرعية المتعلقة بها، بما يعزز الوعي المجتمعي ويحقق المقاصد الشرعية، وذلك بتوجيهات ومتابعة الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ وذلك حسبما ذكرت وزارة «الشؤون الإسلامية» في تدوينة عبر حسابها الرسمي على منصة التواصل الاجتماعي (إكس).

سعورس
منذ 2 ساعات
- سعورس
إخفاقات لا تغتفر وراء محاولة اغتيال ترمب
وقال الرئيس الجمهوري للجنة راند بول إن "جهاز الخدمة السرية للولايات المتحدة أخفق في التحرّك بعد معلومات استخبارية موثوق بها، وأخفق في التنسيق مع سلطات إنفاذ القانون المحلية". وتابع "رغم تلك الإخفاقات، لم يُفصل أي شخص" مضيفا "كان هناك انهيار أمني على كل المستويات"، لافتا إلى أن ذلك كان "مدفوعا بلامبالاة بيروقراطية وغياب البروتوكولات الواضحة وبرفض صادم للتحرك ردا على تهديدات مباشرة". وأشار بول إلى "وجوب محاسبة الأفراد والحرص على تطبيق كامل للإصلاحات لكي لا يتكرر ذلك". وأشار جهاز الخدمة السرية إلى أخطاء على المستويين التواصلي والتقني وإلى أخطاء بشرية، وقال إن إصلاحات يجري تطبيقها لا سيما على مستوى التنسيق بين مختلف جهات إنفاذ القانون وإنشاء قسم مخصص للمراقبة الجوية. واتُّخذت إجراءات تأديبية بحق ستة موظفين لم تكشف أسماؤهم، وفقا للجهاز. واقتصرت التدابير العقابية على الوقف عن العمل بدون أجر بين 10 و42 يوما، ونُقل الأفراد الستة إلى مناصب محدودة المسؤوليات. وفي حديثه عن محاولة الاغتيال في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال ترمب "لقد ارتُكبت أخطاء" لكنه أعرب عن رضاه عن التحقيق. وفي مقابلة مع لارا ترمب، زوجة ابنه إريك على قناة فوكس نيوز قال الرئيس الأميركي إن قنّاص الجهاز الحكومي "تمكّن من إرداء مطلق النار من مسافة بعيدة بطلقة واحدة. لو لم يفعل ذلك لكان الوضع أسوأ". وفي توصيفه للأحداث قال ترمب "إنه أمر لا ينتسى". وتابع "لم أكن أعلم بالضبط ما كان يحدث. لقد تعرضت لمحاولة اغتيال. لا شك في ذلك. ولحسن الحظ، انحنيت بسرعة. كان الناس يصرخون". وفي ذكرى محاولة الاغتيال، قال ترمب للصحافيين "كان الله يحميني"، مضيفا أنه لا يحب أن يفكر "كثيرا" في هذا الحادث. وأضاف "إن مهنة الرئاسة خطيرة إلى حد ما، لكنني لا أحب حقا التفكير في الأمر كثيرا".


حضرموت نت
منذ 2 ساعات
- حضرموت نت
الرئيس الزُبيدي يُعزّي في وفاة العميد أحمد باراس
بعث الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، برقية عزاء ومواساة في وفاة العميد الركن أحمد عبدالله عبدالرحمن باراس، الذي وافاه الأجل إثر مرض عضال، بعد مسيرة مهنية حافلة في المجال الأمني. وعبّر الرئيس الزُبيدي عن خالص تعازيه وعظيم مواساته إلى أولاد الفقيد: عبدالرحمن، وعبدالله، وعمر، وحسين، وإياد أحمد باراس، وإلى كافة أفراد أسرته وذويه ومحبيه، مشيداً بمناقب الفقيد وأدواره الوطنية كأحد رواد العمل الأمني على مدى خمسين عاماً. وابتهل الرئيس القائد في ختام برقيته إلى الله العلي القدير بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وغفرانه، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.