
الأولى عالمياً.. "التخصصي" يزرع جهاز دعم بطيني مزدوج بمساعدة الروبوت
نجح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض في إجراء أول عملية زراعة مـضختين صناعـيتين لدعم بــطيني القلب (BiVAD-HMIII) بمساعدة الروبوت في العالم، لمريض يعاني من فشل متقدم في القلب، لتفتح هذه العملية آفاقًا جديدة في طرق دعم الدورة الدموية للمرضى ذوي الحالات القلبية المعقدة، وتُسجّل إنجازًا طبيًا تكلّل بتعافي المريض خلال فترة وجيزة بعد العملية.
وتمثّل العملية نقلة نوعية في علاج الفشل القلبي ثنائي الجانب، حيث كانت تُجرى تقليديًا بفتح كامل للصدر، مما يزيد المخاطر الجراحية وفترة التعافي، إلا أن فريق جراحة القلب في "التخصصي" بقيادة ألدكتور فراس خليل، نجح في تنفيذ العملية عبر شقوق صغيرة باستخدام أذرع الروبوت عالية الدقة عن بعد، مما قلّل من فقدان الدم، وخفّض خطر العدوى، وسرّع من تعافي المريض.
وكان المريض الذي يبلغ من العمر 61 عامًا، قد أدخل المستشفى بعد أكثر من شهرين قضاهما وهو طريح الفراش، ويعاني من فشل متقدم في القلب غير مستجيب للعلاج الدوائي، إلى جانب أمراض مزمنة أخرى كالسكري والسكتة الدماغية والقصور الكلوي، وصنف بعد تقييم حالته غير مؤهل لزراعة القلب، ما جعل الجراحة الروبوتية خيارًا حيويًا وفريدًا يتلاءم مع وضعه الصحي.
ويعكس هذا الإنجاز تكامل العمل بين أقسام جراحة القلب، وأمراض القلب، والتخدير، والدعم الحيوي، والعناية الحرجة، والهندسة الطبية الحيوية، حيث خُطِّط للعملية بدقة عالية، والاستفادة من تقنيات التصوير الثلاثي الأبعاد، والتوجيه اللحظي في أثناء الجراحة، إلى جانب حلول مبتكرة لتثبيت الأجهزة الداعمة للقلب بصورة آمنة.
ويسعى التخصصي إلى نشر نتائج هذه العملية في المجلات العلمية المحكمة، وعرضها في مؤتمرات القلب العالمية، بهدف تبادل الخبرات، وتأسيس شراكات ابتكارية مع مراكز ريادية دولية في مجال الرعاية الروبوتية وفشل القلب المتقدم.
ويأتي هذا الإنجاز ضمن سلسلة من النجاحات التي حققها التخصصي في مجال الجراحة الروبوتية، من أبرزها إجراء أول عملية زراعة قلب باستخدام الروبوت في العالم، وأول عملية زراعة مضخة قلب اصطناعية (Heart Mate 3) باستخدام الروبوت بالكامل في العالم، الأمر الذي يُعد شاهدًا على ريادة "التخصصي" في تبني أحدث تقنيات طب القلب، وقدرته على التعامل مع الحالات الحرجة بأعلى معايير الأمان والدقة، مما يعزز مكانته مركزًا أكاديميًا رائدًا على المستويين الإقليمي والدولي.
يُذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث صُنف الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والـ 15 عالميًا ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية حول العالم لعام 2025، والعلامة التجارية الصحية الأعلى قيمة في المملكة والشرق الأوسط، وذلك بحسب 'براند فاينانس' (Finance Brand) لعام 2024، كما أدرج ضمن قائمة أفضل المستشفيات الذكية في العالم لعام 2025 من قبل مجلة نيوزويك (Newsweek).

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 6 ساعات
- الشرق الأوسط
مضادات حيوية من اللاما قد تساعد بعلاج المصابين بالفصام
أصبح من الممكن استخدام الأجسام المضادة من اللاما لابتكار جيل جديد من علاجات الفصام، التي تستهدف الدماغ بفاعلية، بدلاً من مجرد تخفيف الأعراض. هذا ما وعدت به دراسة أجراها علماء في معهد الجينوم الوظيفي في مونبلييه بفرنسا، حيث صمموا «جسماً نانوياً» جديداً، مصنوعاً من أجسام مضادة من اللاما، يمكنه تنشيط مستقبلات مسؤولة عن تنظيم النشاط العصبي، بحسب تقرير لمجلة «نيوزويك». يمكن حقن الجزيء الجديد في الأوردة أو العضلات، وقد أثبت قدرته على عبور «حاجز الدم الدماغي» الواقي والوصول بفاعلية إلى مستقبلات خلايا الدماغ. ووفقاً للباحثين، فإن هذا يجعل الجسم النانوي الجديد أكثر فاعلية من الأجسام المضادة المستخدمة حالياً في علاجات الفصام. كما أنه قابل للتحلل الحيوي، وله آثار جانبية محدودة. كتب مؤلفو الدراسة: «هناك حاجة ملحة إلى علاجات فعّالة ومبتكرة لعلاج اضطرابات الدماغ، مثل الأمراض النفسية والعصبية التنكسية». وأضافوا: «أثبتت العلاجات المناعية فاعليتها في كثير من المجالات الطبية، إلا أنها لم تُعتمد لعلاج أمراض الدماغ نظراً لضعف اختراق الغلوبولينات المناعية للدماغ». (الغلوبولينات المناعية هي أجسام مضادة أساسية للاستجابة المناعية للجسم). على الرغم من أن العلاجات الحالية للفصام - والتي عادةً ما تكون مزيجاً من جلسات العلاج الكلامي الشخصية والأدوية - تُوفر الدعم وتُعزز الاستقلالية اليومية، فإن الباحثين يُشيرون إلى أن تأثيرها ضئيل على الاختلالات المعرفية التي تُصيب المصابين بهذه الحالة. يُصيب الفصام نحو واحد في المائة من الأميركيين، ويمكن أن يُسبب مجموعة من الأعراض النفسية المختلفة المتعلقة بعمليات التفكير والإدراك والاستجابة العاطفية والتفاعلات الاجتماعية. قد يُصاب الأشخاص بما يُسمى نوبات، تكون خلالها الأعراض أكثر حدة، تليها فترات لا تظهر فيها أي أعراض. قال جان فيليب بين، عالم الأحياء الجزيئية في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، ومؤلف الدراسة، لمجلة «نيوزويك»: «يعاني المرضى صعوبات شديدة في التركيز؛ ما يؤدي إلى كثير من المشاكل الإدراكية». ووفقاً لـبين، فإن الأدوية المُعطاة حالياً لمرضى الفصام «تعالج الأعراض بشكل جيد، ولكنها تُعالج بشكل أقل القصور الإدراكي». وقد تُسبب بعض «مضادات الذهان» المُستخدمة حالياً آثاراً جانبية لدى بعض الأشخاص. في الدراسة الجديدة، تم تقييم التأثير العلاجي للأجسام النانوية في نموذجين حيوانيين للفصام. وقد لوحظ أن العلاج يُصحح العيوب الإدراكية ويُحسّن وظائف دماغ الحيوان من الحقنة الأولى، مع استمرار التأثير الإيجابي لمدة أسبوع على الأقل.


الرياض
منذ 20 ساعات
- الرياض
أبعاد تنموية وتحولات جوهرية في المنظومة الصحيةالوقاية والتكامل.. رعاية مستدامة ومتكافئة
توطين صناعة الأدوية بنسبة 40 % بحلول العام 2030 شهد القطاع الصحي في المملكة العربية السعودية خلال الأعوام الأخيرة تحولات جوهرية، قادت إلى بناء منظومة صحية متكاملة تستند إلى الابتكار، وتحقق التغطية الشاملة، وتعزز التنمية البشرية والاجتماعية في مختلف مناطق المملكة. وتأتي هذه الإنجازات في إطار "رؤية المملكة 2030"، التي جعلت من الرعاية الصحية أولوية وطنية، وركيزة للتنمية المستدامة. وأظهرت إحصائيات وزارة الصحة بالمملكة أن عدد المستفيدين من الخدمات الصحية تجاوز 33 مليون مستفيد خلال عام 2024، بزيادة نسبتها 145% مقارنة بعام 2020، ما يعكس فعالية نموذج الرعاية الصحية المعتمد حديثًا، والذي يقوم على الوقاية والتكامل، ويهدف إلى تسهيل الوصول للخدمات الصحية في كل مكان. وتمكّنت المملكة من تغطية 97.4% من السكان بالخدمات الصحية الأساسية. كما تم بناء وتطوير أكثر من 25 منشأة صحية في مناطق كانت تعاني سابقًا من ضعف في البنية التحتية، بما في ذلك المناطق الريفية والنائية. وضمن خطة التحول الوطني، تم إطلاق مشاريع بنية تحتية عملاقة، شملت تطوير المستشفيات القائمة، وبناء مستشفيات تخصصية جديدة، وزيادة السعة السريرية. وارتفع عدد الأسرة في المستشفيات الحكومية والخاصة إلى أكثر من 95 ألف سرير، منها أكثر من 6,000 سرير عناية مركزة مجهز بأحدث التقنيات. وفي الجانب البشري، شهدت المملكة توسعًا غير مسبوق في برامج تأهيل وتدريب الكوادر الصحية. وبلغ عدد خريجي برامج التدريب التخصصي المعتمدة من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية أكثر من 30,000 طبيب وممارس صحي في الأعوام الثلاثة الماضية، مع زيادة بنسبة 71% في عدد المقاعد التدريبية منذ عام 2021. كما تم إطلاق برنامج "طبيب لكل أسرة" الذي يهدف إلى توفير طبيب رعاية أولية لكل 2000 مواطن، وارتفعت نسبة التغطية بهذا البرنامج إلى أكثر من 78% بحلول منتصف 2025. «منصات رقمية» والتحول الرقمي الصحي قفز بالمملكة من الورق إلى الذكاء الاصطناعي، ويمثل التحول الرقمي أحد أبرز ملامح القفزة النوعية في القطاع الصحي. وسبق أن أطلقت وزارة الصحة مجموعة من المنصات الرقمية مثل تطبيق «صحتي»، و»موعد»، و»تطمن»، والتي مكّنت المواطنين والمقيمين من الوصول إلى الخدمات بسهولة. وبلغ عدد مستخدمي التطبيقات الصحية الرسمية أكثر من 25 مليون مستخدم نشط، فيما نُفذت أكثر من 150 مليون خدمة إلكترونية عبر تلك المنصات خلال عام 2024 فقط. وبحسب هيئة الإحصاء، أفاد 24.3% من السكان بأنهم راجعوا سجلهم الطبي إلكترونيًا، و20.5% استخدموا الإنترنت للبحث عن معلومات صحية. كما أُجريت أكثر من 10 ملايين استشارة طبية عن بُعد، وهو ما ساهم في تخفيف الضغط على المراكز الصحية وتحسين جودة الخدمة. وتُعد المملكة من الدول القليلة في المنطقة التي اقتربت من تحقيق تغطية صحية شاملة لجميع المواطنين والمقيمين. فقد وصلت نسبة المشمولين بالتأمين الصحي إلى 95.9% من السكان بنهاية 2024، تشمل جميع المواطنين بنسبة 100%. وشهد القطاع الخاص نموا في عدد شركات التأمين الصحي المعتمدة، وزادت حصة القطاع من تقديم الخدمات بنسبة 19%، مما أسهم في تعزيز المنافسة وتحسين جودة الرعاية. وبالنسبة للاعتماد والجودة، فقد حققت مستشفيات سعودية في قائمة الأفضل عالميًا في إنجاز غير مسبوق، ودخلت 10 مستشفيات سعودية قائمة أفضل 250 مستشفى عالميًا وفق تصنيف Newsweek–Statista لعام 2025. كما حصلت أكثر من 120 منشأة صحية سعودية على اعتماد CBAHI أو JCI العالمي. وتم اعتماد 40 منشأة صحية كمراكز تميز وطنية في تخصصات مثل القلب، الأورام، الكلى، وجراحة الأعصاب. والأبعاد الاجتماعية لهذه الخدمات جعلت صحة المواطن أولًا، ويُعد تحسين الحالة الصحية العامة للمواطنين من أبرز الأهداف الاجتماعية التي ركزت عليها السياسات الصحية الجديدة. «تحول صحي» ويهتم برنامج تحول القطاع الصحي بالصحة العامة بكافة مكوناتها، ويعمل لتسهيل الوصول للخدمات الصحية والرفع من جودتها، عبر تطوير وتحسين المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية والخدمات الإسعافية وتعزيز التحول الرقمي الصحي، مع التركيز على الوقاية قبل العلاج، والحفاظ على صحة الإنسان داخل وخارج أسوار المستشفى، وتعزيز مستوى السلامة على الطرق». الوقاية والصحة العامة والابتكار والاستدامة، أربع أولويات يضعها برنامج تحول القطاع الصحي في مقدمة أهدافه، إذ يعمل على توسيع تقديم خدمات الصحة الإلكترونية والحلول الرقمية، فضلًا عن تحسين جودة الخدمات الصحية، ويعمل على تحويل نظام الرعاية الصحية في المملكة ليكون أكثر شمولية وتكاملًا، ويلتزم بأعلى المعايير الدولية في تقديم الخدمات. أثمر تعاون البرنامج وتكامله مع الجهات والهيئات الحكومية، والجهود المبذولة في القطاع الصحي، في التصدي بشكل ناجح لجائحة كورونا «كوفيد 19»، من خلال الدعم اللامحدود وتسخير التقنية وبروتوكولات الوقاية والعلاج الصحيحة وتسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية، كما أدى التحول الصحي ومبادراته دورًا محوريًا في التخفيف من الأزمة وتجاوز تحدياتها لتكون المملكة نموذجًا عالميًا ناجحًا يحتذى به. من خلال التحول الرقمي الصحي يستطيع جراح يبعد عنك آلاف الأميال الإشراف على عمليتك الجراحية وأيضاً تصلك وصفتك العلاجية دون الحاجة لزيارة طبيبك، وبذلك تصبح المملكة في مقدمة دول العالم من حيث تسخير التقنية وتوفير الخدمة الصحية بيسر وكفاءة عالية. «الصحة النفسية» وانتقلت الصحة النفسية من التهميش إلى الأولوية، حيث شهدت خدمات الصحة النفسية تطورًا كبيرًا، حيث افتُتحت أكثر من 30 عيادة للصحة النفسية في المستشفيات العامة، إلى جانب توفير خطوط دعم نفسي مجانية على مدار الساعة. وبلغ عدد الجلسات النفسية المقدمة عن بُعد أكثر من 1.2 مليون جلسة في 2024. وفي مجال الأبحاث والابتكار تم إنشاء 'المركز الوطني للبحوث الصحية' لدعم البحوث الطبية والسريرية، وزاد عدد الأبحاث المنشورة من قبل الممارسين الصحيين السعوديين بنسبة 120% منذ 2020. كما دخلت المملكة شراكات دولية لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في التشخيص والتطبيب عن بُعد. وتعمل وزارة الصحة حاليًا على مشاريع مستقبلية تشمل إطلاق نظام «السجل الصحي الموحد» لتسهيل ربط جميع المنشآت الصحية الحكومية والخاصة. وتوسيع المستشفيات الافتراضية لتصل إلى مليون جلسة شهريًا. وتوطين صناعة الأدوية بنسبة 40% بحلول عام 2030. وتعكس هذه المنجزات أن الرعاية الصحية في المملكة لم تعد مجرد خدمة، بل أداة فعالة لتحقيق تنمية شاملة، وبيئة داعمة للاستثمار، ومجتمع أكثر صحة واستقرارًا. ومع استمرار التوسع في الرقمنة، ورفع كفاءة الكوادر، وضمان التغطية الشاملة، تتجه السعودية بثقة نحو مستقبل صحي مستدام يضع الإنسان في قلب التنمية. وتجسد هذه الإنجازات نجاح المملكة في بناء نظام صحي يعتمد على الشمولية، الجودة، الابتكار، وتعزيز التنمية البشرية. وقد أسهمت في تحسين جودة الحياة وزيادة الثقة بين المواطنين، مسهمة في تحقيق أهداف رؤية 2030 نحو رعاية صحية مستدامة ومتكافئة. «مواجهة التحديات» وقد أظهرت بيانات هيئة الإحصاء أن97.4% من السكان البالغين قيّموا حالتهم الصحية بأنها جيدة أوجيدة جدًا، و18.95% من السكان يعانون من أمراض مزمنة، أبرزها: السكري (9.1%)، ارتفاع ضغط الدم (7.9%)، وارتفاع الكوليسترول (3.6%) ولمواجهة هذه التحديات، أطلقت المملكة برامج توعوية وغذائية ورياضية على مستوى المدارس والأحياء، أبرزها صحة قلبك»، و»رشاقة»، و»نمط حياة صحي»، والتي استهدفت أكثر من 5 ملايين مستفيد خلال عام واحد. وبالنسبة لرعاية الطفولة اانخفض معدل وفيات الأطفال الرضع إلى 5.3 لكل 1000 مولود حي، وهو من أدنى المعدلات في المنطقة. كما بلغت نسبة الولادات تحت إشراف طبي متخصص أكثر من 99%، وتم إدخال خدمات فحص حديثي الولادة للأمراض الوراثية بشكل إلزامي. وعن كبار السن وذوو الإعاقة فقد خصصت وزارة الصحة برامج موجهة لكبار السن وذوي الإعاقة، شملت تقديم الرعاية المنزلية لأكثر من 70 ألف مستفيد، وتوفير عيادات متنقلة، وخدمات صحية مجانية في المنازل للمسنين. كما أُدرجت خدمات الصحة النفسية ضمن منظومة الرعاية الأولية. والأبعاد التنموية التي انعكست على الخدمات الصحية بالمملكة والمقدمة للأطفال وذوي الإعاقة وكبار السن في المملكة العربية السعودية، خاصة في ظل رؤية السعودية 2030، تعكس تحولًا كبيرًا نحو العدالة الصحية، والتمكين المجتمعي، وتحسين جودة الحياة. ففي البُعد الصحي والوقائي تم التركيز على الرعاية الوقائية، كحملات التطعيم الموسعة للأطفال، والفحص المبكر للإعاقات، والكشف المبكر عن الأمراض المزمنة لدى كبار السن. وتم تطوير برامج الصحة العامة مثل التغذية السليمة، وصحة الفم والأسنان، والصحة النفسية لتلك الفئات.. وفي البُعد التقني والرقمي تم إدخال الصحة الرقمية مثل المستشفى الافتراضي وخدمة الرعاية الصحية عن بعد، ما يسهل على كبار السن وذوي الإعاقة الوصول للعلاج من منازلهم. وتوفير السجلات الصحية الإلكترونية لجميع الفئات، وتخصيص بيانات لمتابعة تطور الحالات الصحية للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.. وفي البُعد الاجتماعي والإنساني تم إنشاء وحدات رعاية شاملة تراعي الجوانب الجسدية والنفسية والاجتماعية، مثل العيادات المتخصصة في صحة المسنين. ودعم برامج الدمج المجتمعي للأطفال ذوي الإعاقة في مراكز الرعاية الصحية والتعليمية. وفي البُعد الاقتصادي تم إتاحة خدمات العلاج مجانًا أو برسوم رمزية لهذه الفئات ضمن مظلة التأمين الصحي أو من خلال وزارة الصحة. وتم دعم الأجهزة الطبية المساعدة (مثل الكراسي المتحركة، السماعات، الأطراف الصناعية) عبر برامج تمويل ودعم مباشر. وفي البُعد التشريعي والسياساتي تم سن أنظمة متخصصة مثل: نظام حماية الطفل، ونظام حقوق كبار السن، ونظام رعاية المعاقين، التي تضمن لهم خدمات صحية عادلة ومناسبة. وإلزام المؤسسات الصحية بتوفير البيئة المناسبة لتلك الفئات، من حيث البنية التحتية والتجهيزات والكادر الطبي المدرب. أما في البُعد التنموي ضمن رؤية 2030 فقد تم إدراج الصحة كعنصر محوري في برنامج جودة الحياة الذي يهدف إلى رفع مستوى الخدمات المقدمة للفئات الأكثر حاجة. واستراتيجية الرعاية الصحية الحديثة التي تنقل الخدمات من مراكز العلاج إلى أنظمة رعاية شاملة ومتكاملة تبدأ من المنزل والمجتمع. وهناك أمثلة واقعية مثل: عيادات نمو الطفل لمتابعة حالات التأخر النمائي والتوحد ، ومراكز الرعاية النهارية الطبية لذوي الإعاقة ، وبرامج الرعاية الممتدة لكبار السن داخل المستشفيات وبعد الخروج منها ، ومبادرة فحص الإعاقة المبكر للأطفال حديثي الولادة.


الشرق الأوسط
منذ يوم واحد
- الشرق الأوسط
لقاح شامل للسرطان يقترب من الواقع: نتائج أولية مثيرة وبوادر ثورة في العلاج المناعي
كشف باحثون في جامعة فلوريدا الأميركية عن خطوة علمية لافتة قد تمهّد الطريق نحو تطوير لقاح شامل يعالج مختلف أنواع السرطان، في اختراق وُصف بأنه «محوري» في مجال العلاج المناعي، حسب دراسة حديثة نُشرت في دورية «Nature Biomedical Engineering» العلمية المتخصصة. ويستند اللقاح الجديد إلى تحفيز جهاز المناعة عبر تقنية تقوم على «إيقاظه» لمهاجمة جسم يبدو خطيراً، مما يؤدي إلى استجابة مناعية تمتد إلى التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها. وفقاً لمجلة «نيوزويك». الإصابة بفيروس إبشتاين بار تزيد خطر الإصابة بالسرطان (رويترز) وقال الدكتور إلياس صياور، أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة ومدير مبادرة العلاج المناعي لسرطان الأطفال في جامعة فلوريدا: «إن النهج الجديد يُعيد جهاز المناعة إلى ساحة المعركة بعد أن يكون قد خُدع أو خمد في حالات السرطان النشط». وأكد صياور أن اللقاح قيد التجربة السريرية البشرية حالياً، معرباً عن أمله في أن يُحدث هذا النهج «تحولاً جذرياً في طريقة معالجة السرطان»، لا سيما مع استهدافه كل أنواع الأورام، دون حصره في نوع معين. بين الوقاية والعلاج ورغم أن مفهوم اللقاحات يرتبط تقليدياً بالوقاية من الأمراض المعدية، فإن الجهود الحالية تتجه نحو توسيع استخدامها لعلاج أمراض معقدة كالسرطان. ويوضح الدكتور ديفيد براون، أستاذ الطب في مركز ييل للسرطان، أن «اللقاحات العلاجية»، بخلاف الوقائية، تُعطى بعد تشخيص السرطان لتحفيز الجهاز المناعي على مهاجمة الورم. ويرى براون، الذي لم يشارك في الدراسة، أن ما يميز البحث الجديد هو الطرح الجريء لفكرة أن «مجرد تحفيز الجهاز المناعي عبر اللقاح بغضّ النظر نسبياً عن نوع الخلايا المستهدفة، قد يكون كافياً لإطلاق رد مناعي شامل ضد السرطان»، واصفاً هذا الطرح بأنه جذاب للغاية، لكنه شدد على ضرورة خضوعه لتجارب دقيقة وموسعة قبل تبنيه سريرياً. أرقام مقلقة وتحديات قائمة تأتي هذه التطورات في ظل استمرار السرطان كواحد من أكبر التحديات الصحية في الولايات المتحدة والعالم، إذ سُجل نحو مليوني إصابة جديدة عام 2022، فيما تجاوزت الوفيات المرتبطة به 600 ألف حالة عام 2023، وفق بيانات المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC). كانت بعض اللقاحات قد حصلت على الموافقة الطبية في السابق، أبرزها لقاح «Provenge»، لعلاج سرطان البروستاتا المتقدم. في حين وصلت لقاحات أخرى إلى مراحل متقدمة من التجارب السريرية، مثل لقاح «mRNA-4157» الذي تطوره شركة «Moderna» ويُستخدم في الوقاية من تكرار الإصابة بسرطان الجلد والرئة. الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء على تصنيف أنواع متعددة من السرطان بدقة (جامعة جنوب غربي تكساس) غير أن ما تطرحه الدراسة الجديدة من إمكانات مستقبلية لتطوير لقاح موحد قادر على مواجهة أنواع متعددة من السرطان، يمثل نقطة تحول في هذا المضمار. ويقول البروفسور هوا وانغ، أستاذ علوم المواد في جامعة إلينوي: «إن الاستراتيجية الجديدة قد تكون واعدة كعلاج مبدئي يُستخدم قبل العلاجات المناعية التقليدية»، مضيفاً أن الثقة العلمية تزداد مع نجاح التجارب في اللقاحات الشخصية. طريق طويل للواقع العلاجي ورغم التفاؤل الحذر الذي يرافق هذه النتائج، يُحذر وانغ من أن الانتقال إلى مراحل التطبيق العملي يتطلب «تقييمات دقيقة للسلامة وتحسينات مستمرة للفاعلية»، مشيراً إلى أن التحدي الأكبر يتمثل في التوازن بين الفائدة العلاجية وسلامة المريض. كما لفت إلى أن موارد البحث السريرية المتقدمة لا تزال محصورة في عدد محدود من المراكز البحثية القادرة على تحمل أعباء التجارب الواسعة. من جانبه، رأى براون أن الطريق لا يزال طويلاً قبل تحقيق تأثير ملموس لدى المرضى، متسائلاً عن قضايا جوهرية مثل: ما الأهداف المثلى للقاح؟ وفي أي مرحلة من المرض يكون أكثر فاعلية؟ وهل يجب دمجه مع علاجات أخرى لتحقيق نتائج أفضل؟ وختم بالقول: «الإجابة عن هذه الأسئلة ستكون حاسمة في السنوات المقبلة، وسيتوقف عليها ما إذا كانت لقاحات السرطان ستنجح في تغيير المعادلة فعلاً وتطيل حياة المرضى».