logo
جعجع: القرار ليس في عين التينة

جعجع: القرار ليس في عين التينة

IM Lebanonمنذ 7 ساعات
كتب سامر زريق في 'نداء الوطن':
تظهر التطورات أن 'حزب الله' أسير حالة من الجمود تتناقض مع حديثه حول مراجعاته العميقة، حيث لا يزال يرتكز على استهلاك الوقت والرهان على حصول متغيرات استراتيجية لمواجهة التحولات، والتي تخرج عن إطار 'الصبر الاستراتيجي' لتصبح أكثر تماهياً مع قاعدة إسلامية 'لعل الله يحدث أمراً'.
يؤخر 'الحزب' رده على الورقة المشتركة للرئاسات الثلاث حتى الرمق الأخير يوم الإثنين، ويتعمد إرسال إشارات متضاربة عبر الإعلام لقياس ردود الفعل قبل اتخاذ قرار حول ماهية التنازلات التي يمكن تقديمها.
وبينما يبدي استعداده لتسليم ترسانته من الصواريخ والمسيّرات، عبر تسريب أوكل إلى 'رويترز'، يرسل رسائل إلى مراكز القرار في الدولة عبر 'الأخ الأكبر' حول تمسكه بانسحاب إسرائيل من المواقع التي احتلتها، والإفراج عن الأسرى، وبعدها يمكن البحث في مسألة السلاح، والتي قدم لها الرئيس نبيه بري تخريجة فضفاضة 'اتخاذ الدولة إجراءات ملموسة'. وإن كانت نتيجتها معروفة سلفًا، فإنها تندرج ضمن إطار تمييع الوقت، وتعكس مدى تغييب الواقعية في قراءة الاختلال الفاضح في موازين القوى الفاضح راهنًا.
التطور الوحيد الذي يظهره 'الحزب'، هو في تعزيز الرهان على الغيبيات بتوظيف أول 'عاشوراء' بعد التحولات القاسية لإقفال أي مساحة بينه وبين الشيعة، ليصبح إذّاك الاقتراب من سلاحه بمثابة تهديد وجودي لطائفة بأكملها تتعرض لحصار 'أموي' و'يهودي' مشترك.
أما على طاولة بعبدا، فتحضر الضغوط الأميركية والمقارنات الدائمة مع سوريا، ونظيرتها الخليجية التي تدفع بحسم نحو مشروع الدولة، في موازاة انتقادات مسيحية راحت تعلو في الآونة الأخيرة، واتهامات سنية بمحاباة 'الثنائي' على حسابهم بالذات، قوضت موجة الدعم الجامعة التي رافقت انتخابه، ودفعت المفتي إلى زيارة دمشق، في رمزية تستحضر التاريخ لتعيدها مرجعية معنوية يمكنها إحداث التوازن.
تتعامل بعبدا مع هذه الضغوط بصبر محل انتقاد، فتعيد تصديرها إلى 'حزب الله' لدفعه إلى تلقف يدها الممدودة 'نحو الدولة' لحمايته وشيعته ولبنان من عاصفة 'لا تبقي ولا تذر'. بيد أن الأخير يمعن في استثمار قرار تجنب المواجهات لإنجاح 'العهد' و'مشروع الدولة' في آن، واللعب على حافة الهاوية حتى يوشك على الوقوع فيها، ساعياً إلى ضرب صورة 'العهد' ووأد مشروع الدولة في مهده لأن في ذلك استدامة رعبه. وأكثر منه الرئيس بري بإصراره على صورة 'سيد الدولة'، تارةً بـ 'ثلاثية ياسين جابر' الذي لوح مؤخرًا بتعطيل توقيعه، وطورًا بـ 'ثلاثية زاهر حمادة'، وما بينهما من تعمد سحب الأضواء من 'بعبدا' و'السراي الحكومي' لتثبيت 'عين التينة' كمركز قرار.
يتبنى 'العهد' استراتيجية خطوة بخطوة إزاء كل القضايا، ورغم ما توصم به من بطء في النتائج، إلا أنه يراها الوسيلة الممكنة لإخراج مشروع الدولة من عنق الزجاجة بأخف الأضرار، مفسحًا المجال أمام الضغوط الخارجية والداخلية كي تأخذ مداها إزاء 'الحزب'، معولًا على رضوخه في نهاية المطاف أمام التوازنات الناشئة في ظل انعدام خياراته.
مع اقتراب قدوم المبعوث الأميركي توم برّاك، أعدت بعبدا مقاربة شاملة لكل الملفات ومتوازية ومتزامنة، تؤمن كل الضمانات والتطمينات لتحقيق مصلحة لبنان من أجل تقديمها إلى براك، ترتكز على خطوات متزامنة لبنانية وإسرائيلية بضمانة أميركية. بدورها، تدعم رئاسة الحكومة هذه المقاربة وتسعى لإقرارها في مجلس الوزراء بدعم خليجي، وتعتبر أن مقاربة 'الحزب' خارج الزمان والمكان.
تعضدهما معراب، فمن بين جبال الاتهامات وحملات التشكيك الدائم بموقفه من الدولة والطائف، يخرج 'حارس الجمهورية' لتصويب اتجاه 'الدولة الحائرة'، فيوظف ثقله السياسي من أجل حثها على استعادة احتكارها القرار الاستراتيجي، والتخلي عن دور الوسيط بين الدويلة والمجتمع الدولي. يضع جعجع فلسفة 'الطائف' على الطاولة في وقت تناساه الكثير من حراسه، فيضغط لإقرار الورقة الموحدة لبرنامج حصرية السلاح في مجلس الوزراء، بعد مناقشتها أمام ممثلي 'الثنائي الشيعي'. ذلك أن جوهر فلسفة الطائف ترتكز على مناقشة القرارات الاستراتيجية في مجلس الوزراء وليس في 'عين التينة' أو أي مكان آخر.
ويكشف جعجع عن تهديد بري غير مرة بسحب ممثلي 'الثنائي' من الحكومة للضغط على بعبدا والسراي الحكومي، ويلوح بالانسحاب من الحكومة في حال عجز الدولة عن تلقف الفرصة التاريخية المتاحة كي تعود دولة طبيعية. ويزيد من منسوب الضغط لإحداث التوازن مع ضغوطات 'الثنائي' المضادة من خلال استخدام أداة دولتية أخرى، وهي التحضير لتقديم اقتراح قانون معجل مكرر إلى البرلمان لسحب سلاح 'حزب الله'. بما يؤكد مضيه في معركة الدولة ضد السلاح حتى النهاية عبر كل الأدوات السياسية الممكنة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قماطي: بوحدتنا نحمي لبنان ولن نرضخ لأي ضغط أميركي
قماطي: بوحدتنا نحمي لبنان ولن نرضخ لأي ضغط أميركي

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 7 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

قماطي: بوحدتنا نحمي لبنان ولن نرضخ لأي ضغط أميركي

ألقى الوزير السابق وعضو المجلس السياسي في "حزب الله" محمود قماطي كلمة في المجلس العاشورائي الذي أقيم في بلدة الكفور بمشاركة شخصيات وفعاليات وأهالي البلدة، شدّد فيها على "أهمية الوحدة الوطنية والتماسك الداخلي في وجه الضغوط والتحديات". أضاف: "أن وحدتنا هي التي تحمينا، ووحدة كلمتنا وإصرارنا على السيادة هو ما يشكّل حصن هذا الوطن"، داعيًا المسؤولين اللبنانيين إلى "الالتزام بما أعلنوه سابقًا من أولويات وطنية وعلى رأسها تحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي، وتحرير الأسرى، ووقف الاستباحة المتكررة للبنان، وبدء عملية الإعمار". وأكد أنّ "هذا الموقف ليس جديدًا أو إضافيًا، بل هو انسجام مع ما أعلنه الرؤساء الثلاثة والحكومة"، مشيرًا إلى أن "المقاومة والشعب والجيش والدولة يقفون صفًا واحدًا في رؤية وطنية موحدة"، مشدّدا على "ضرورة عدم السماح للضغط الأميركي أياً تكن الجهات التي تمارسه أن يغيّر في هذه الثوابت الوطنية". ورأى أن "لبنان اليوم في قلب العاصفة، ومن يظن غير ذلك فهو واهم"، لافتًا إلى أنّ "وحدتنا الوطنية وموقفنا الموحّد وسيادتنا هي وحدها التي تحمينا من هذه العاصفة"، مشيرًا إلى أن "لا خلاص إلا بالحوار والتفاهم، والتمسك بالعناصر الثلاثة: الجيش والشعب والمقاومة". وشدّد قماطي على أن "سلاح المقاومة ليس مسألة فئوية، بل جزء من السلاح الوطني اللبناني الذي أثبت جدواه في وجه الاحتلال والخطر"، مضيفا "نحن متمسكون بسلاحنا وقوّتنا، سلاح الجيش والمقاومة، والدولة بكل مكوّناتها، ولا شيء يمكن أن يحمينا سوى وحدتنا الوطنية". ولفت إلى أن "الولايات المتحدة لم تقدّم للبنان شيئًا، بل فرضت عليه العقوبات والتهديدات وسلسلة من "الممنوعات"، مضيفا "لم تعطِ أميركا لبنان سوى الحصار، لا أحد يستطيع أن يقول ماذا قدّمت، لأن الجواب هو لا شيء ، فقط وعود كاذبة وضغوط وابتزاز، وهذا ما يكشف زيف ادعاءات الصداقة والدعم". وختم قماطي كلمته مؤكدًا أن "الحقيقة واضحة والموقف واضح، ولا مجال للتراجع أو التنازل، وسنتمسّك بالوحدة الوطنية والمشاركة الحقيقية مع شركائنا في الوطن والدولة، ومن يختار أن يكون أداةً للخارج سيسقط ويُعزل، هذا زمن كربلاء، زمن الموقف، وإذا احتاج الأمر إلى تضحية فنحن حاضرون، أن نموت بشرف، وأن نواجه العدو بهيهات منا الذلة". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

عز الدين: لا يمكن لاحد أن ينتزع منا سلاح المقاومة
عز الدين: لا يمكن لاحد أن ينتزع منا سلاح المقاومة

المركزية

timeمنذ 25 دقائق

  • المركزية

عز الدين: لا يمكن لاحد أن ينتزع منا سلاح المقاومة

أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن عز الدين خلال المجلس العاشورائي في بلدة السكسكية، بمشاركة شخصيات وفعاليات وعوائل شهداء وحشد من الأهالي، أن كربلاء لا تزال حاضرة في ضمير الأمة، وأن عاشوراء هي مدرسة خالدة عبر العصور، رغم كل محاولات الطمس والتآمر عليها. وقال عز الدين: "هذه المجالس بقيت واستمرت رغم محاولات المنع والتنكيل، حيث تعرض الموالون للقتل والنفي والتشريد، لكن عاشوراء كانت تتجدد في كل زمان لأنها تعبر عن حق لا يموت"، مضيفا ان "فلسطين هي النموذج الحي لكربلاء هذا العصر، وما يجري هناك هو استمرار لمظلومية الحسين عليه السلام". وذكر أن الإمام السيد موسى الصدر قال عام 1975: "كربلاء اليوم هي فلسطين"، لأن ما تتعرض له القضية الفلسطينية من تآمر وتواطؤ دولي هو نسخة معاصرة من معركة الطف. وقال ان "فلسطين ليست قضية عادية، بل هي قضية رسول الله، لأنها مسرى النبي، وأولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين. وشدد عز الدين على أن من يقف إلى جانب فلسطين هو في صف الحق، ومن يتآمر عليها أو يخذلها فهو في صف الباطل. كذلك، كل من يقاتل من أجل تحرير وطنه هو على حق، بينما من يتواطأ مع العدو من أجل مكاسب سياسية أو رهانات خاسرة فهو في جبهة الباطل مهما حاول تجميل موقفه. وأكد أن "ما يجري اليوم في لبنان، كما حدث سابقا في سوريا والعراق واليمن، وما تتعرض له الجمهورية الإسلامية في إيران، يدخل في هذا السياق، حيث يقف مشروع المقاومة في مواجهة مشروع التبعية والهيمنة والاحتلال". وأشار إلى أن "المقاومة في لبنان ولدت من رحم الاحتلال الإسرائيلي، فبعد الاجتياح عام 1982 ظهرت مقاومة حزب الله، مستكملة مسار أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) والقوى الوطنية التي سبقتها، واستطاعت بعد 18 عاما من المواجهة أن تطرد الاحتلال وتهزمه، دون أن تمنحه أي مكسب سياسي أو أمني أو دبلوماسي، مسجلة أول انتصار حقيقي للأمة في مواجهة العدو الصهيوني". وأكد أن هذا الانتصار أثبت صواب منطق المقاومة، وأن لبنان لا يمكن أن يستعبد أو يتحول إلى مستوطنة صهيونية أو محمية أمريكية، لأن هذه الأرض ارتوت بدماء الشهداء، ولأن أبنائها اختاروا طريق الكرامة وليس طريق الخنوع". وأضاف: "لا يمكن لأحد أن يفرض على لبنان التطبيع، ولا أن ينتزع منا سلاح المقاومة، لأن هذا السلاح هو حق مشروع ووسيلة دفاع لا غنى عنها في وجه عدو غادر ومفترس". واستشهد بكلام المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله الذي قال: "إن الإنسان الذي يعيش في مكان فيه حيوان مفترس، لا يمكن أن يطلب منه أن يسلم سلاحه ويطمئن، طالما أن التهديد لا يزال قائما". والعدو الصهيوني هو هذا المفترس الذي لا يعرف إلا لغة القوة، ولا يردعه إلا من يملك القدرة على مواجهته. وختم النائب عز الدين كلمته بالتشديد على أن "المقاومة باقية، والسلاح باقٍ، والإرادة لا تنكسر، لأننا أبناء الحسين، وسنظل في موقع الدفاع عن أرضنا وكرامتنا، مستمدين من عاشوراء روح الصمود والتضحية، ولن ننحني أمام أي تهديد أو ابتزاز، لا من أمريكا ولا من أدواتها في الداخل والخارج، لأننا أصحاب حق، وهيهات منا الذلة".

بري: لا موقف نهائي!
بري: لا موقف نهائي!

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 39 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

بري: لا موقف نهائي!

نفى المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، اليوم السبت، ما يتمّ تداوله من كلام أو رسائل منسوبة له أو نقلاً عن زواره عبر بعض وسائل الإعلام، مؤكداً أنَّ كل ما يُنشر "عارٍ من الصحة جملة وتفصيلاً". وذكر المكتب أنَّ "اللقاءات حتى الآن مستمرة ولم يستجد أي موقف نهائي"، وذلك في إشارة إلى البحث المتعلق بالورقة الأميركية التي قدمها المبعوث الأميركي إلى لبنان توماس برّاك. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store