
فرنسا تطلق "نداء نيويورك" في ختام مؤتمر حل الدولتين وهذه أبرز نقاطه
فرنسا
، أمس الثلاثاء، مع نهاية اجتماعات اليوم الثاني من
المؤتمر الدولي لحل الدولتين
في نيويورك، الذي يُعقد بموجب قرار تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 3 ديسمبر/ كانون الأول 2024 تحت عنوان "تسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية"، بياناً منفصلاً عن البيان الختامي للمؤتمر تحت عنوان "نداء نيويورك"، لم يوقّع عليه إلا عدد من الدول الغربية، واللافت أنّ النداء أو البيان الفرنسي المنفصل لا يقدم أي جديد يُذكر عما جاء في البيان الختامي للمؤتمر إلا خلطه بين اللاسامية ومحاربة
إسرائيل
، حيث وصف عمليات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول بأنها "إرهابية ولاسامية".
وكان نحو 20 دولة وجهة تبنت
البيان الختامي
للمؤتمر، ومن المتوقع أن تنضم العديد من الدول للبيان الختامي خلال الأسابيع المقبلة، ويحدد البيان الخطوط العريضة للمضي قدماً ودعوة الدول المعنية للانضمام إلى البيان، قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيعة المستوى، في سبتمبر/ أيلول المقبل، حيث سيُعقد القسم الثاني من المؤتمر على مستوى قادة الدول.
"نداء نيويورك"
وكان لافتاً أن فرنسا، التي تترأس المؤتمر مع السعودية، وزعت بياناً منفصلاً عن البيان الختامي للمؤتمر باسم "نداء نيويورك"، وقع عليه كل من وزراء خارجية: فرنسا وأندورا وأستراليا وكندا وفنلندا وآيسلندا وأيرلندا ولكسمبورغ ومالطا ونيوزيلندا والنرويج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا وإسبانيا، ومن أهم ما جاء فيه: "إدانة الهجمات الشنيعة واللاسامية الإرهابية في السابع من أكتوبر 2023"، بالإضافة لمطالبته بوقف إطلاق نار فوري في غزة. كما طالب حركة حماس بإطلاق سراح جميع المحتجزين بشكل فوري وغير مشروط، مع إعادة رفات المتوفين، بالإضافة إلى ضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط.
ونصّ "نداء نيويورك" على تأكيد التزام الدول الموقعة "الثابت لرؤية حل الدولتين، حيث تعيش دولتان ديمقراطيتان، إسرائيل وفلسطين، جنباً إلى جنب بسلام وحدود آمنة ومعترف بها بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وفي هذا السياق تؤكد على ضرورة توحيد غزة مع الضفة تحت حكم السلطة الفلسطينية". ومن اللافت أن بعض الدول الموقعة لم تعلن رسمياً نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
كما رحّب البيان أو النداء "بالالتزام الذي قطعه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في العاشر من يونيو/ حزيران، والذي أدان فيه عمليات السابع من أكتوبر الإرهابية وطالب بإطلاق سراح الرهائن (المحتجزين) وتسليم حماس سلاحها، والتزم بوقف دفع التعويضات (لأهالي الشهداء والأسرى) وبتعديلات على الكتب المدرسية وعقد انتخابات تشريعية ورئاسية (فقط الأطراف الفلسطينية التي تلتزم بأوسلو بحسب الجانب الفرنسي خلال مؤتمر صحفي) وقبول مبدأ دولة فلسطينية منزوعة السلاح"، وفق البيان.
ودعا "نداء نيويورك" الدول التي لم تعترف أو تعبر بعد عن رغبتها بالاعتراف بالانضمام إلى النداء، كما ناشد الدول التي لم تطبع علاقتها بعد مع إسرائيل بأن تعبر عن رغبتها بالقيام بذلك، وبنقاش دمج إسرائيل في المنطقة. كما نص النداء على أن الدول الموقعة تعبر عن "تصميمها للعمل على بنية لليوم التالي في غزة تضمن إعادة إعمار غزة ونزع سلاح حماس واستثنائها من الحوكمة الفلسطينية".
أخبار
التحديثات الحية
دول مشاركة بمؤتمر "حل الدولتين" تدعم وقف حرب غزة وقيام دولة فلسطينية
اعتراف بريطاني محتمل بالدولة الفلسطينية
أما الحدث الآخر البارز، فهو إعلان وزير خارجية بريطانيا،
ديفيد لامي
، في مداخلته أمام الجمعية العامة، أمس الثلاثاء، عن نية بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيعة المستوى في سبتمبر المقبل وفق شروط معينة. وقال لامي: "إن رفض حكومة (بنيامين) نتانياهو لحل الدولتين خطأ. وهو خطأ أخلاقي وخطأ استراتيجي. فهو يضر بمصالح الشعب الإسرائيلي، حيث يسد الطريق الوحيد نحو إحلال سلام عادل ودائم". وأوضح "ولهذا السبب نحن عاقدون العزم على حماية نجاح حل الدولتين. ومن ثم، وحيث أن يد التاريخ تقع على كتفنا، فإن حكومة صاحب الجلالة تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر هنا في نيويورك. سوف نفعل ذلك ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية الإجراءات اللازمة لإنهاء الوضع المروِّع في غزة، وتوقف حملتها العسكرية، وتلتزم بسلام طويل الأجل ومستدام قائم على حل الدولتين". وأضاف لامي: "كما تبقى مطالبنا لحماس قاطعة وراسخة. قبل أن تجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة، سوف نقيِّم ما سيُحرزه الطرفان من تقدم في اتخاذ هذه الخطوات. ولن يكون لأي جانب حق رفض هذا الاعتراف من خلال أفعاله أو تقاعسه عن الأفعال".
وتحدث الدبلوماسي البريطاني عن الدمار في غزة ووصفه بالمؤلم، وأضاف: "أطفال غزة في حالة مجاعة، والمساعدات الشحيحة التي تُدخلها إسرائيل روّعت العالم. إنها ازدراء بالقيم التي ينادي بها ميثاق الأمم المتحدة"، مطالباً بوقف إطلاق النار فوراً ووضع خطة لجعله يدوم.
من جهته تحدث وزير العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا، رولاند فيلامولا، في بداية مداخلته، الثلاثاء، عن المأساة التي تشهدها غزة والإبادة الجماعية التي تعيشها تحت أنظار العالم، مشدداً على ضرورة وقفها. كما أكد على ضرورة أن تكون هناك افعال ملموسة لتطبيق حل الدولتين، مشيراً إلى الرابط بين نضال شعب جنوب أفريقيا تحت نظام الفصل العنصري "الأبارتهايد" وبين النضال الفلسطيني، وفي حين نالت جنوب أفريقيا حريتها ما زالت فلسطين تحت الاحتلال. وأشار إلى اعتماد الكنيسيت الإسرائيلي لعريضة تدعو إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية مما يشير إلى نيتها ضم هذه الأراضي. وقال إن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى القضاء على حل الدولتين ويسمح باستمرار انتهاك القانون الدولي.
تقارير عربية
التحديثات الحية
مؤتمر حل الدولتين: اجترار لأوسلو وشيطنة "حماس" واستعجال التطبيع
وركز الكثير من المتحدثين في اليوم الثاني، كما في اليوم الأول، بمن فيهم ممثلون عن روسيا والصين واليابان وتركيا وعشرات الدول الأخرى، على الانتهاكات الإسرائيلية مطالبين بوقف الحرب والتجويع. ووصفت تركيا إسرائيل بأنها "تصدر زعزعة الاستقرار من خلال حروب لا تنتهي"، كما وصفت الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة بـ"الوصمة على جبين النظام الدولي". وشددت العديد من الدول على أن الأولوية الملحة هي وقف إطلاق النار وعلى ضرورة الضغط على إسرائيل للقيام بذلك ومن بين الخطوات للضغط هو الاعتراف بدولة فلسطين وحظر الأسلحة والضغط تجارياً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 4 ساعات
- القدس العربي
النائب الأمريكي رو خانا: حان الوقت للاعتراف بدولة فلسطين- (بيان)
قال النائب الأمريكي رو خانا، السبت، إن الاعتراف بدولة فلسطين بات 'فكرة حان وقتها'، مؤكدًا أن مساعي عدد من النواب الديمقراطيين لدفع الإدارة الأمريكية نحو هذه الخطوة مستمرة رغم محاولات 'التخريب'. وأوضح خانا، في منشور عبر منصة 'إكس'، أن 11 نائبا ديمقراطيا وجّهوا رسالة إلى الإدارة الأمريكية للمطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، مضيفا أن تسريب هذا التحرك إلى وسائل الإعلام كان يهدف إلى عرقلته 'لكن ذلك لن ينجح'. وأشار خانا إلى أن النواب يعملون على حشد الدعم لإطلاق مبادرة رسمية للاعتراف بفلسطين قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، مضيفا: 'ردود فعل زملائي كانت إيجابية للغاية'. Someone leaked our effort to try to sabotage it. Sad. It won't work. Recognizing a Palestinian state is an idea whose time has come. The response of my colleagues has been overwhelming. We will build support and release prior to the UN convening. — Ro Khanna (@RoKhanna) July 31, 2025 وفي سياق متصل، وجّه 4 نواب ديمقراطيين، الجمعة، رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طالبوه فيها بالتحرك لوقف الحرب في غزة. ووقّع الرسالة كل من غريغوري ميكس، وروزا دي لورو، وجيم هايمز، وجيمي راسكين، محذرين من أن الحرب تسببت في 'أزمة إنسانية عميقة' وأصبحت مصدرا لعدم الاستقرار وتهديدا جديا للأطراف كافة. ودعا النواب الرئيس الأمريكي إلى 'توظيف كل الإمكانات الدبلوماسية لإنهاء الصراع بشكل عاجل وحاسم ودائم'، مؤكدين أن استمرار الحرب يزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية. وطالبوا الإدارة بـ'إعادة جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل والقادة الفلسطينيون والشركاء الإقليميون، إلى طاولة المفاوضات دون أي تأخير'.


العربي الجديد
منذ 7 ساعات
- العربي الجديد
محتجز إسرائيلي في غزة يوجه رسالة لنتنياهو: جرى التخلي عنّي وأحفر قبري بيديّ
بثّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية " حماس "، اليوم السبت، مقطعاً مصوّراً لأحد المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، يظهر فيه وهو يوجه رسالة مؤثرة تؤكّد تخلّي حكومة الاحتلال عنه، وسط ظروف صحية بالغة السوء ناجمة عن الحصار والتجويع المتواصل الذي يطاول كل من في غزة، بمن فيهم الأسرى الإسرائيليون. ويُظهر المقطع الأسير وهو يعاني من الهزال الشديد وسوء التغذية، إذ قال بصوت خافت متقطع: "اليوم 27-7 الساعة 12، لا أعلم ماذا سآكُل، لم آكل منذ أيام متتالية، وأنا موجود هنا في وضع صعب جداً جداً جداً منذ أشهر. لا يوجد طعام، أتناول القليل من الماء فقط"، وأضاف: "انظروا كم أنا نحيف، هذا ليس خيالاً... هذه حقيقة". 📹 القسام تبث رسالة لأسير إسرائيلي داخل أنفاق غزة نشرت "كتائب القسام"، الذراع العسكري لحركة "حماس"، مقطعًا مصوّرًا يُظهر أسيرًا إسرائيليًا محتجزًا داخل أنفاق غزة، في حالة صحية متدهورة. في الفيديو، بدا الأسير نحيلًا وضعيفًا، تظهر عليه علامات الهزال وسوء التغذية، قائلا: "أنا لم… — Sputnik Arabic (@sputnik_ar) August 2, 2025 وأوضح الأسير أن المقاومين الفلسطينيين "يعطونه كلّ ما يستطيعون"، مشيراً إلى أنه لا يتناول سوى كميات ضئيلة من العدس والفاصولياء، في إشارة واضحة إلى تأثير الحصار الإسرائيلي الخانق على سكان القطاع، بمن فيهم الأسرى الذين تحتجزهم المقاومة. ووجّه رسالة مباشرة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قائلاً: "أشعر أنه تُخُلِّيَ عني هنا بالكامل". وفي لقطة توثق اللحظة، ظهر وهو يحفر حفرة بيديه قائلاً: "ما أقوم به الآن هو حفر قبري، لأن كل يوم يمرّ يضعف جسدي أكثر. أنا في الطريق إلى الموت. هذا هو القبر الذي ربما سأُدفن فيه". أخبار التحديثات الحية حرب الإبادة على غزة | شهداء قصفا وتجويعا وتحرك أميركي بشأن المساعدات وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها مختلف أنحاء قطاع غزة، وسط كارثة إنسانية يعانيها السكان بفعل سياسات التجويع من جراء الحصار الإسرائيلي، فيما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يعمل على خطة "لإطعام الناس" في غزة، وذلك على الرغم مما شهده القطاع في الأيام الأخيرة من عمليات إسقاط جوي للمساعدات بعد أن ظهرت صور مروعة لآثار التجويع في القطاع. وعلى وقع استمرار المجازر ضدّ منتظري المساعدات، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تكتفي باستخدام التجويع سلاحاً ضد المدنيين في قطاع غزة المحاصر، بل تطلق النار بشكل شبه يومي على حشود الفلسطينيين في أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية. وأكدت المنظمة أن آليات توزيع المساعدات التي تعمل بإشراف مباشر من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبمشاركة شركات أميركية خاصة، فشلت في حماية المدنيين، وحوّلت مواقع توزيع المساعدات إلى "حمامات دم متكرّرة".


القدس العربي
منذ 8 ساعات
- القدس العربي
تهديدات وتسريبات وادعاءات جنسية.. هكذا تعطلت تحقيقات كريم خان في جرائم الحرب الإسرائيلية
لندن ـ 'القدس العربي': كشف تحقيق خاص أجراه موقع 'ميدل إيست آي' تفاصيل حملة الترهيب التي تعرض لها مدعي المحكمة الجنائية الدولية كريم خان بسبب تحقيقاته في جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة. وأكد الموقع أن التسلسلات الزمنية للأحداث تُظهر أن الضغوط على خان بدأت بالتزايد في نيسان/ أبريل 2024 خلال استعداده لتقديم طلبات مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك يواف غالانت ثم تصاعدت مجددًا في تشرين الأول/ أكتوبر، قبل إصدار القضاة لتلك المذكرات. وقد شملت هذه الحملة تهديدات مباشرة وتحذيرات من شخصيات نافذة وتسريبات من مقربين وزملاء وأصدقاء للعائلة يعملون ضده هذا إلى جانب مخاوف على سلامته بعد رصد فريق من الموساد في لاهاي وتسريبات إعلامية بشأن مزاعم باعتداء جنسي. ويأتي ذلك في سياق جهود عمل خان على قضية ضد نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين بسبب إدارتهم للحرب على حماس في غزة وتصاعد الاستيطان وأعمال العنف بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بشكل غير قانوني. خان تلقى تحذيرا مفاده أنه إذا لم يتم سحب مذكرات التوقيف التي صدرت السنة الماضية بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، فإن المحكمة الجنائية الدولية ستُدمَّر وسيُدمَّر معها وذكر الموقع أنه في أيار/ مايو الماضي، كشف أن خان تلقى تحذيرا مفاده أنه إذا لم يتم سحب مذكرات التوقيف التي صدرت السنة الماضية بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، فإن المحكمة الجنائية الدولية ستُدمَّر وسيُدمَّر معها. وقد نقل هذا التحذير المحامي البريطاني-الإسرائيلي نيكولاس كوفمان خلال لقاء جمعه بخان وزوجته، شيامالا ألاجندرا، في أحد فنادق لاهاي. وذكر الموقع أن هذا الاجتماع عُقد قبل أقل من أسبوعين من نشر مزاعم الاعتداء الجنسي ضد خان التي ينفيها بشكل قاطع، وذلك في وقت كان يستعد فيه لطلب مذكرات توقيف إضافية بحق مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية. وقال إنه بعد فشل محاولة لتعليق مهامه، تقدّم خان بإجازة من منصبه في ظل تحقيق أممي جارٍ بشأن المزاعم الموجهة ضده. كانت الضغوط على خان قد بدأت في التصاعد حتى قبل انتشار المزاعم في وسائل الإعلام، حيث حصل 'ميدل إيست آي' على تفاصيل مراسلات بين خان والمشتكية – وهي موظّفة في المحكمة – تطرح تساؤلات بشأن بعض ما ورد سابقًا في الإعلام الأمريكي والبريطاني حول القضية. ويذكر 'ميدل إيست آي' أن المشتكية حافظت على علاقات ودية مع كل من خان وزوجته طوال الفترة التي زعمت فيها تعرضها لاعتداءات منتظمة من خان. وقد أكدت المشتكية أنها تعاونت بشكل كامل مع التحقيق الأممي، لكنها لا تستطيع 'التفاعل مع الأسئلة المطروحة أو تصحيح المغالطات' بسبب 'الالتزام بالسرية والنزاهة المهنية'. أما خان فقد امتنع عن التعليق على القضايا المطروحة في هذا التحقيق. تُظهر التسلسلات الزمنية للأحداث أن الضغوط على خان بدأت بالتزايد في نيسان/ أبريل 2024 خلال استعداده لتقديم طلبات مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت ثم تصاعدت مجددًا في تشرين الأول/ أكتوبر، قبل إصدار القضاة لتلك المذكرات. ويكشف التحقيق أنه في نيسان/ أبريل 2024، وقبل أسابيع من تقدُّم خان بطلبات توقيف بحق نتنياهو وغالانت، وجّه وزير الخارجية البريطاني آنذاك، ديفيد كاميرون، تهديدًا غير معلن إلى خان مفاده أن بريطانيا ستوقف تمويل المحكمة وستنسحب منها في حال صدرت مذكّرات توقيف بحق قادة من الكيان الإسرائيلي. ولم يرد كاميرون على طلبات 'ميدل إيست آي' للتعليق، كما رفضت وزارة الخارجية البريطانية الإدلاء بأي تصريح. في اليوم التالي للمكالمة مع كاميرون، كتب 12 سيناتورًا جمهوريًا، من بينهم ماركو روبيو الذي يشغل الآن منصب وزير خارجية إدارة ترامب، رسالة إلى خان حذروا فيها: 'استهدفوا إسرائيل وسنستهدفكم'. وهددوا بأنه إذا أصدرت المحكمة مذكرات توقيف ضد مسؤولين إسرائيليين، فإن الولايات المتحدة ستفرض 'عقوبات على موظفيكم وشركائكم، وستمنعكم وعائلاتكم من دخول الولايات المتحدة'. وهدد النائب الجمهوري ليندسي غراهام خان والمحكمة الجنائية الدولية، وقال إنها 'مخصصة لأفريقيا ولأمثال بوتين، وليس للديمقراطيات مثل إسرائيل'. وقد تلقّى خان إفادة أمنية تشير إلى أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ينشط في لاهاي ويشكّل تهديدًا محتملاً للمدعي العام. كما كتبت له المرأة التي اتهمته بسوء السلوك الجنسي في أيار/ مايو سنة 2024 عبر رسائل نصية أنها تشعر بأن 'هناك ألعابًا تُدار' وأن هناك محاولات لاستخدامها 'كأداة في لعبة لا ترغب في المشاركة فيها'. وقد أُغلقت التحقيقات الداخلية في المحكمة بشأن المزاعم بعد رفضها التعاون. وكانت المُشتكية قد طلبت في وقت سابق دعم خان في تقديم شكوى ضد مسؤول رفيع آخر في المحكمة، وذلك خلال الفترة التي زعمت لاحقًا أن خان اعتدى عليها خلالها. ولم يجد المحققون أي دليل على وجود مخالفة من جانب المسؤول المعني. ووفق الموقع فقد اضطلع توماس لينش، المساعد الخاص لخان ـ وصديق العائلةـ والمسؤول عن التنسيق مع إسرائيل في ملف فلسطين، دورًا محوريًا في تحويل المزاعم ضد خان إلى شكوى رسمية. لكن في أحاديث خاصة مع زوجة خان، أعرب عن شكوكه في صحة المزاعم، واعتبر توقيتها 'مريبًا'. وفي رده على استفسارات الموقع، وصف لينش الاتهامات الواردة في التقرير بأنها 'كاذبة ومضلّلة'. وقالت محامية تعمل في المحكمة إن هناك مجموعة داخل المؤسسة تعارض نهج خان وتعمل على تقويض سمعته. وأضافت أنها تلقت في أيار/ مايو سنة 2024 استفسارًا عمّا إذا كان خان قد تصرّف معها بشكل غير لائق، فأجابت: 'هو آخر شخص يمكن أن يخطر ببالي في هذا السياق'. ترافقت الحملة ضد خان مع إجراءات عقابية وعدائية اتخذتها الولايات المتحدة ضد المحكمة. ومنذ شباط/ فبراير، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على خان على خلفية مذكرات التوقيف التي أصدرها بحق نتنياهو وغالانت، مع العلم أن الولايات المتحدة، شأنها شأن الكيان الإسرائيلي، لا تعترف باختصاص المحكمة. وفي الشهر الماضي، فرضت الولايات المتحدة مزيدًا من العقوبات على أربعة قضاة في المحكمة، متهمةً إياهم بـ'أعمال غير مشروعة' تستهدف الولايات المتحدة و'إسرائيل'. وفي هذا الشهر، وجّه مستشار قانوني رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرًا إلى الهيئة الرقابية للمحكمة، مؤكداً أن 'جميع الخيارات مطروحة' إذا لم تُسحب مذكرتا التوقيف بحق بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت. ومع ذلك، رفض قضاة المحكمة الجنائية الدولية في 16 تموز/يوليو طلبًا إسرائيليًا لسحب مذكرتي التوقيف بانتظار صدور قرار المحكمة في الطعن الإسرائيلي الجاري بشأن اختصاصها في القضية. تلقّى خان إفادة أمنية تشير إلى أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ينشط في لاهاي ويشكّل تهديدًا محتملاً للمدعي العام. وقال مصدر مطّلع في لاهاي، تحدّث إلى موقع 'ميدل إيست آي' بشرط عدم الكشف عن هويته: 'هذه كانت محاولةً ليس فقط للنيل من كريم خان بل لضرب المحكمة الجنائية الدولية نفسها – من قبل دول تدّعي دعمها لسيادة القانون الدولي'. وأضاف أن خان التزم بجميع الإجراءات القانونية بدقة عند تقديم طلبات المذكرات. وتابع المصدر: 'إن كان هناك ما يُؤخذ عليه، فهو أنه أبطأ سير العملية'. منذ تولّيه منصب المدعي العام في سنة 2021، شدّد خان معايير إصدار مذكرات التوقيف لتتطلّب وجود احتمال واقعي بالإدانة. وكان التحقيق الجنائي في مزاعم ارتكاب جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة قد أُطلق قبل أشهر قليلة من تسلّم خان لمنصبه خلفًا لفاتو بنسودا، وزيرة العدل السابقة في غامبيا وسفيرة بلادها حاليًا في لندن. وكشفت صحيفة الغارديان السنة الماضية أن جهاز الموساد الإسرائيلي مارس ضغوطًا على بنسودا وهدّدها في حملة استمرت لسنوات ولم تنجح في ثنيها عن فتح التحقيق، ثم وُضع خان تحت المراقبة بعد تولّيه المنصب.