المركب الثقافي بالناظور يتحول إلى "خربة" ونشطاء يحملون المسؤولية للسلطات ومهرجان السينما
تحول المركب الثقافي بمدينة الناظور، الذي يفترض أن يكون فضاء حاضنا للفن والثقافة، إلى ما يشبه "الخربة" المهملة، في مشهد يثير استياءً واسعًا في صفوف الفعاليات الجمعوية والثقافية بالإقليم، التي وجهت نداءات متكررة إلى الجهات المعنية، وعلى رأسها المجلس الإقليمي، للتدخل العاجل لإصلاح ما يمكن إصلاحه.
وفي تصريحات لـ"ناظورسيتي"، عبّر عدد من الفاعلين عن استنكارهم الشديد للوضعية المتردية التي آل إليها هذا المرفق العمومي، محملين المسؤولية لجهات استغلته بشكل عشوائي وغير مسؤول، مؤكدين أن المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة بالناظور يعتبر من ضمن التظاهرات التي ساهمت في تخريب عدد من مرافق المركب وتشويه معالمه الأصلية.
وقد سبق لجمعية "أمزيان" بالناظور أن راسلت عامل الإقليم قبل سنة، مطالبة بتصحيح الوضع بالمركب الثقافي بعد أن تفاجأت بتغييرات غير مبررة تم إحداثها بقاعة العروض، مؤكدة أن هذه التعديلات التي نفذها منظمو مهرجان سينما الذاكرة المشتركة شملت تغيير الستائر الأصلية الحمراء بستائر سوداء، صباغة الجدران، إغلاق النوافذ بقطع ثوب، إضافة إلى ترك مسامير "كرافوز" على الخشبة، وتخريب لافتة المؤسسة، وتعطيل مصابيح الإنارة، وغيرها من الأضرار التي طالت مرافق أساسية داخل الفضاء الثقافي.
وتم توثيق هذه الخروقات بموجب محضر رسمي أنجزه مفوض قضائي لدى ابتدائية الناظور، بناء على طلب من الجمعية، وهو ما يعزز المطالب الداعية إلى فتح تحقيق جدي ومحاسبة المتسببين.
وفي هذا السياق، حذّرت فعاليات جمعوية من مغبة التساهل مع الجهة المنظمة للمهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة، معتبرة أن ما حدث يمثل سابقة خطيرة في استغلال المرافق العمومية دون ضوابط.
ودعت ذات الجهات، عامل إقليم الناظور إلى التدخل الفوري لوقف أي تعامل مستقبلي مع هذا النشاط الثقافي ما لم تُحترم شروط واضحة وصارمة، مع ضرورة إلزام الجمعية المعنية بإصلاح كافة الأضرار التي تسببت فيها، والعمل على إحداث كناش تحملات قانوني يُحدد بوضوح شروط استغلال المركب الثقافي والجزاءات المترتبة عن أي إخلال بها، بما يحفظ حرمة الفضاءات الثقافية ويصونها من العبث.
من جهة ثانية، سبق أن باشر نشطاء بالمدينة خطوات قانونية في نفس الاتجاه، حرروا محاضر قانونية تعاين الوضع المهترئ للمركب الثقافي، مشددين على ضرورة تدخل السلطات المعنية لإلزام الجهات التي تسببت في هذا التخريب على إصلاح المرفق وإرجاعه إلى ما كان عليه.
وفي ظل صمت الجهات المسؤولة عن تدبير هذا المرفق الحيوي، تتواصل أصوات الفعاليات المدنية والثقافية بالمطالبة بتحمل المجلس الإقليمي لمسؤوليته، وعدم التساهل مع الجهات التي شوهت هذا الفضاء الثقافي، الذي كان يعتبر أحد أهم المعالم الرمزية بالمدينة.
وتجدر الإشارة إلى أن المركب الثقافي بالناظور ظل لسنوات طويلة قبلة للفنانين والمثقفين وجمعيات المجتمع المدني، إلا أن غياب الصيانة، وغياب رؤية واضحة لتدبير مرافقه، جعلته يعيش وضعا مأساويا يهدد بإفراغه من رسالته الثقافية والرمزية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بالواضح
منذ 31 دقائق
- بالواضح
الاتحاد البيضاوي ضحية تلاعب رياضي: نداء من أجل عدالة لا تتجزأ
بقلم: سعيد عاتيق في تطور جديد داخل أروقة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أعلنت اللجنة المركزية للاستئناف تأييدها للقرارات التأديبية الصادرة عن لجنة الأخلاقيات، والتي طالت رئيس نادي جمعية الشباب الرياضي وأحد اللاعبين على خلفية محاولة التلاعب بنتيجة المباراة التي جمعت الفريق بنادي الاتحاد البيضاوي (الطاس)، ضمن الجولة 27 من البطولة الوطنية – القسم الأول هواة. هذا القرار، الذي أتى في شكل تأكيد على عقوبات التوقيف والغرامة المالية، يحمل في طياته اعترافاً رسمياً من أعلى جهاز تأديبي رياضي في البلاد بأن تلاعباً فعلياً قد حصل في نتيجة تلك المواجهة. ورغم أهمية هذا الاعتراف من حيث احترام القوانين ومحاربة الفساد الرياضي، إلا أن آثاره تظل قاصرة ما لم تُستكمل حلقات العدالة لتشمل المتضررين الحقيقيين من هذا التلاعب، وفي مقدمتهم فريق الاتحاد البيضاوي وجمهوره وتاريخه. فالمقابلة المعنية لم تكن مجرد مباراة في جدول البطولة، بل كانت مصيرية في تحديد مصير الطاس، حيث ساهمت نتيجتها – التي ثبت التلاعب بها – في نزول الفريق إلى الأقسام السفلى، وهو ما يشكل ضرراً رياضياً ومعنوياً كبيراً لا يمكن تعويضه بعقوبات تأديبية فقط. العدالة الحقيقية لا تقف عند حدود معاقبة المخالف، بل تمتد إلى جبر الضرر وإنصاف المظلوم. وفي هذا السياق، فإن إلغاء نتيجة المباراة موضوع التلاعب، ومنح نقاطها الثلاث لفريق الاتحاد البيضاوي، ليس مجرد مطلب رياضي، بل استحقاق قانوني وأخلاقي. كل تجاهل لهذا المطلب يُبقي العدالة ناقصة، بل ويطرح سؤالاً مقلقاً حول مدى فعالية منظومة النزاهة في كرة القدم الوطنية إن أنصار الاتحاد البيضاوي وكل الغيورين على نظافة التنافس الرياضي، يطالبون بتصحيح المسار، ليس فقط لصالح فريقهم، بل لصالح صورة الكرة المغربية، التي عرفت في السنوات الأخيرة محاولات جادة للقطع مع الفساد والمحاباة. نحن لا نطالب بامتياز، بل بـ'عدالة كاملة'، عدالة تشمل العقوبة والتعويض معاً ولا تتوقف عند النوايا، بل تمتد لتصحح الآثار. عدالة لا تُغلق الملفات دون إعادة الاعتبار للمتضررين. العدالة للطاس… العدالة للكرة المغربية.


كش 24
منذ ساعة واحدة
- كش 24
فرنسا: السجن 10 سنوات لطبيب نسائي لاغتصاب مريضات أثناء استشارات طبية
حكمت المحكمة الجنائية في هوت سافوا في فرنسا على طبيب أمراض نسائية بالسجن عشر سنوات بتهمة اغتصاب تسع من مريضاته السابقات أثناء استشارات طبية، كما وبالمنع من ممارسة المهنة بشكل دائم. بينما رُفضت إحدى وعشرون دعوى أخرى تقدمت بها 21 امرأة. كانت 30 امرأة قد تقدمن بشكاوى ضد الطبيب النسائي، الذي مارس المهنة في بونفيل في فرنسا حتى عام 2015، واتهمنه بالاعتداء الجنسي عليهن أثناء فحوص طبية. وأفادت المحامية أوريلي زاكار بأن محكمة أوت سافوا في شرق فرنسا، دانت السبت الطبيب باغتصاب تسع من المدعيات. واستمرت جلسات الاستماع على مدى ثلاثة أسابيع قبل أن يصدر الحكم على الطبيب البالغ 61 عاما. واتهمت أربع من المدعيات الطبيب بالاغتصاب مع إيلاج، بينما اشتكت أخريات من فحوصات شرجية غير مبررة و"تدليك مهبلي" قلن إن الطبيب عرضه كضرورة طبية. وقالت زاكار "لم يكن الإيلاج الذي حدث أثناء الاستشارات طبيا بطبيعته، بل كان في الواقع جنسيا". وأضافت "لقد تم الاعتراف بموكلاتي الثلاث كضحايا، وتم الاستماع إليهن وتصديقهن. ويمكنهن الآن إعادة بناء حياتهن". واستقبلت ليا، البالغة من العمر الآن 27 عاما، هذا الحكم بارتياح. وانتظرت الشابة التي اعترفت المحكمة الجنائية باغتصابها تنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر. وقالت "سماع كلمة "مذنب" يُشعرني بالارتياح، لأنهم خلال الجلسة قالوا إننا كاذبون، وإنه بريء. لقد كتمت كل هذا لنفسي لمدة أحد عشر عامًا. الآن يمكنني المضي قدما وبدء رحلة الشفاء." أدلة غير كافية وعن الدعوات التي تقدمت بها 21 امرأة وتم رفضها، قال رئيس المحكمة إن "الوقائع غير مثبتة بشكل كاف". وقالت ليتيسيا بلانك، إحدى محاميات الجهات المدنية، إنه وإن تمت تبرئة الطبيب بهذه القضايا فذلك "لأن الأدلة لم تكن كافية.. وربما كان من الممكن إجراء التحقيق بشكل أفضل". ونفى الطبيب كل الاتهامات الموجهة إليه. ومنذ لحظة خروجهم من المحكمة أكد محاموه أنهم سيتقدمون بطلب لاستئناف الحكم. وأمام المدعى عليه مهلة عشرة أيام للقيام بذلك. وقالت باتريسيا ليوناز إن المدعى عليه قدّم الأفعال "على أنها مُبررة أو لم تحدث قط"، مضيفة أن جميع الضحايا حضرن للإدلاء بشهاداتهن في المحاكمة. وكشفت محامية لثلاث مدعيات، بينهن امرأتان كانتا قاصرتين عند حدوث الوقائع، إن الجدل كان "محتدما حول مفهوم القصد".


كش 24
منذ ساعة واحدة
- كش 24
ليلة بيضاء للسلطات بمراكش
شرعت السلطات المحلية بمراكش، مدعومة بمصالح الأمن والوقاية المدنية، في حملاتها العاجلة لمنع الاحتفالات الخارجة عن القانون بمناسبة ليلة عاشوراء. وفي هذا الإطار، تدخلت قبل قليل من ليلة يومه السبت 05 يوليوز الجاري عناصر الإطفاء التابعة للوقاية المدنية بمراكش، لاخماد نيران "شعالة" قام شبان مراهقون بإضرامها في منطقة العودة السعدية مستعينين بأغصان الأشجار. واستنفرت "الشعالة" السلطة المحلية بالملحقة الإدارية باب اغمات في شخص قائدة الملحقة، التي حلت بعين المكان إلى جانب عناصر الدائرة الأمنية الثالثة تحت إشراف رئيس الدائرة ورئيس منطقة المدينة. وجرى خلال هذه العملية، حجز كمية كبيرة من اغصان الأشجار والأخشاب والمواد القابلة للاشتعال التي كان يجمعها الشبان والمراهقون في وقت سابق استعدادا لهذه الليلة.