
الكفير.. مشروب خارق أم مبالغة صحية؟
ما الكفير؟
الكفير هو مشروب مخمر تقليدي تعود جذوره إلى منطقة القوقاز، حيث استمر اعتباره طعاما مقدسا لقرون. يحضر بإضافة "حبوب الكفير"، وهي مستعمرات حية من البكتيريا والخمائر، إلى الحليب الحيواني أو النباتي. هذه الكائنات الدقيقة تخمر اللاكتوز وتحوله إلى حمض اللاكتيك، ما يمنح الكفير نكهته الحامضة وقوامه السائل المشابه للزبادي. ويتنوع الكفير بين كفير الحليب (من البقر أو الماعز)، كفير الماء (من ماء محلى)، وكفير جوز الهند، وهذا يجعله مناسبا للنباتيين وغير المتحملين للاكتوز.
يتميز الكفير ليس بطعمه فحسب، وإنما أيضا بكونه غنيا بالبروبيوتيك، الفيتامينات، والمعادن، وهذا يجعله مشروبا مفيدا لصحة الجهاز الهضمي والمناعة العامة.
ليس مجرد بديل للزبادي
للكفير فوائد متعددة تتجاوز كونه مجرد بديل للزبادي، إذ يتميز بتأثيره الأوسع على صحة الجسم بشكل عام. ومن أبرز هذه الفوائد:
صحة الجهاز الهضمي: التوازن البكتيري المثالي
يُعد تحسين صحة الجهاز الهضمي من أبرز فوائد الكفير، إذ يلعب دورا مهما في استعادة توازن "الميكروبيوم المعوي"، وهي مجموعة معقدة من البكتيريا النافعة والضارة التي تعيش في المعدة والأمعاء. ويؤدي اختلال هذا التوازن، نتيجة عوامل مثل المضادات الحيوية أو التوتر أو النظام الغذائي غير المتوازن، إلى اضطرابات هضمية تشمل الانتفاخ، الغازات، الإمساك، أو الإسهال.
ويمتاز الكفير باحتوائه على نحو 60 نوعا من الكائنات الحية الدقيقة المفيدة، وهو عدد يفوق ما يحتويه الزبادي التقليدي. هذه الكائنات تساعد في إعادة التوازن للميكروبيوم وتعزز عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية. كما أظهرت دراسة نُشرت في مجلة كورس للعلوم الطبية عام 2022، أن للكفير تأثيرا فعّالا في تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي، سواء المصحوبة بإمساك أو بإسهال.
الكفير والمناعة: دفاعات أقوى من الداخل
يساهم الكفير في تعزيز الجهاز المناعي بفضل غناه بالبروبيوتيك، التي تدعم توازن الميكروبيوم في الأمعاء، حيث يتركز نحو 70% من جهاز المناعة. هذا التوازن يعزز إنتاج الأجسام المضادة ويزيد من نشاط الخلايا الدفاعية مثل الخلايا التائية. كما يساعد تنوع البكتيريا المفيدة في مقاومة الأمراض، ويحتوي الكفير أيضا على فيتامين "ب 12" (B12) الضروري لوظيفة المناعة الطبيعية، وهذا يجعله خيارا فعّالا لدعم الصحة الدفاعية للجسم.
تنظيم السكر في الدم
أشارت دراسات عدة إلى أن الكفير قد يساعد في تحسين السيطرة على مستويات السكر في الدم، خاصة لدى مرضى السكري. فقد أظهرت دراسة أُجريت عام 2021 في كلية الطب بجامعة مشهد الإيرانية أن تناول الكفير يُسهم في خفض مستويات السكر الصائم والأنسولين في الجسم. ويرتبط هذا التأثير بقدرة الكفير على تقليل الالتهابات، وتعزيز الهضم، وتحسين امتصاص المغذيات، وهذا يدعم توازن الجلوكوز بشكل عام.
كما كشفت دراسة أخرى نُشرت عام 2020 في جامعة ألبرتا الكندية عن دور الكفير في الوقاية من السمنة والاضطرابات الأيضية، ما يُعزز بدوره تأثيره الإيجابي على المؤشرات الحيوية المرتبطة بمرض السكري.
صحة عظام أفضل
الكفير غني بالكالسيوم، المغنيسيوم، الفسفور، وفيتامين "د"، ويتميز باحتوائه على فيتامين "ك 2" الذي يلعب دورا مهما في توجيه الكالسيوم إلى العظام بدل من الشرايين، وهذا يعزز كثافة العظام ويقلل خطر هشاشتها.
مناسب لحالات عدم تحمل اللاكتوز
من أبرز مزايا الكفير أنه يعد خيارا مثاليا للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز. فخلال عملية التخمير، تقوم البكتيريا والخمائر بهضم اللاكتوز وتحويله إلى حمض اللاكتيك، وهذا يقلل من نسبته في المنتج، ويجعله أكثر سهولة في الهضم لدى من يعانون من حساسية تجاه هذا السكر.
الكفير والدماغ: الرابط بين الأمعاء والمزاج
تشير الأبحاث الحديثة إلى وجود علاقة وثيقة بين صحة الجهاز الهضمي والحالة النفسية، فيما يُعرف بـ"محور الأمعاء-الدماغ". فقد بيّنت دراسة نُشرت عام 2024 في جامعة فرجينيا، في مجلة الدماغ والسلوك والمناعة، أن البكتيريا النافعة في الأمعاء تُنتج نواقل عصبية مهمة مثل السيروتونين والدوبامين، التي تؤثر في المزاج والنوم ومستوى القلق.
وبفضل احتوائه على البروبيوتيك، يُمكن للكفير أن يُسهم في تقليل مشاعر الاكتئاب والقلق، وتحسين المزاج والذاكرة، عبر تقليل الالتهابات وتحفيز إنتاج تلك النواقل العصبية.
هل الكفير مشروب خارق؟
رغم أن الكفير يعد من المشروبات المفيدة لصحة الجهاز الهضمي والمناعة، إلا أنه ليس "سحريا"، ولا يغني عن اتباع نظام غذائي متوازن. وتختلف استجابة الأجسام له، وبعض فوائده ما تزال بحاجة إلى مزيد من الدراسات. كما أنه لا يناسب الجميع، خصوصا من يعانون من ضعف المناعة، الحساسية الشديدة للحليب، أو متلازمة القولون العصبي الحادة. وقد يسبب الكفير أعراض خفيفة مثل الانتفاخ أو الإسهال عند البدء في استهلاكه، لذا ينصح باستشارة الطبيب قبل تناوله بانتظام، خاصة في حالات الأمراض المزمنة أو العلاج المناعي.
الكفير هو أكثر من مجرد مشروب؛ إنه نظام بيئي مصغر يعزز الصحة من الداخل، يدعم الهضم، يقي من الأمراض، ويسهم في تحسين المزاج والمناعة. ومع أن فوائده لا تزال قيد الدراسة والتوسع، إلا أن الدراسات الحالية والاستخدام الواسع تدعم بقوة مكانته كمشروب صحي غني بالفوائد ويعد إضافة فعالة لنظامك الغذائي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
مستشفى شهداء الأقصى: نفاد الوقود يهدد حياة مئات آلاف المرضى
يواجه نحو مليون فلسطيني -بينهم أكثر من 600 ألف طفل- خطر الموت جراء نفاد وقود المستشفيات وحليب الأطفال وعدم تلقي التطعيمات الضرورية، وذلك بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة. وبعد مستشفيات الشمال، توشك مستشفيات محافظة غزة أيضا على الخروج من الخدمة بسبب نفاد كميات الوقود التي سمح الاحتلال بدخولها، حسب ما أكده المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى الدكتور خليل الدقران. وتهدد سياسة الاحتلال في تسليم الوقود حياة مئات الآلاف من ذوي الأمراض المزمنة والخطرة، وتدفع القائمين على المستشفيات لتشغيل الأقسام الحيوية وإيقاف العمل بالعيادات الخارجية وبقية الأقسام، وفق ما قاله الدقران في مقابلة مع الجزيرة. في الوقت نفسه، تعجز هذه المستشفيات عن استقبال مئات المرضى والمصابين الذين يصلون إليها يوميا في ظل نفاد كافة المستلزمات ونقص الطواقم والأدوية. مئات آلاف المرضى في خطر كما يهدد منع إدخال الوقود حياة 300 ألف من مرضى القلب والكلى وممن يحتاجون إلى العناية المركزة والجراحات العاجلة حيث تعتمد كافة المستشفيات على مولدات كهرباء تعمل بالوقود الذي يعني نفاده "حكما بالإعدام على مرضى هذه الأقسام الحيوية". ولم يتلقَّ أكثر من 600 ألف طفل التطعيمات الضرورية بسبب الحصار، كما يواجه أكثر من 60 ألف رضيع خطر الموت بسبب غياب حليب الأطفال، حسب الدقران. ووصل سوء التغذية في غزة إلى المرحلة الخامسة وهي الأخطر في تصنيف منظمة الصحة العالمية ، وفق الدقران، الذي طالب العالم بالتدخل الفوري لإجبار الاحتلال على إدخال الإمدادات. وفي وقت سابق اليوم، أكد مدير مجمع الشفاء الطبي الدكتور محمد أبو سلمية توقف المستشفى العام عن العمل، وقال في مقابلة مع الجزيرة إن ساعات قليلة تفصل مستشفيي الشفاء والحلو عن التوقف، بسبب تجدد أزمة الوقود، مؤكدا أن مئات المرضى والجرحى يواجهون خطرا حقيقيا بسبب إغلاق ما تبقى من مستشفيات في القطاع. إبادة متعمدة كما أكدت المقررة الأممية المعنية بالحق في الصحة تلالنغ موفوكينغ، أن السلوك الذي تمارسه إسرائيل وحلفاؤها في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عموما، يمثل فصلا عنصريا وسعيا ممنهجا لمحو الشعب الفلسطيني. وقالت موفوكينغ، في مقابلة مع الجزيرة، إن قوات الاحتلال عملت بشكل ممنهج وتحت حماية من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، على تدمير القطاع الصحي في غزة، وتجويع الناس وإرهاقهم بما يمثل إبادة جماعية واضحة. وقالت موفوكينغ إن العالم لم يشاهد هذا التدمير الذي تمارسه إسرائيل ضد مقومات الحياة بغزة وتحديدا القطاع الصحي، في أي نزاع عالمي سابق، مؤكدة أن استمرار هذا السلوك يعني أن تل أبيب حصلت دعم من الولايات المتحدة ودول أخرى بعدم المعاقبة. بدورها، قالت منظمة الصحة العالمية ، إن القطاع الصحي في غزة "يعاني استنزافا حادا حيث وصلت القوة الاستيعابية للمستشفيات إلى مستويات غير مسبوقة بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل ومنع إدخال الطعام والشراب والأدوية والوقود". وبات تقديم الخدمات الصحية الأساسية -من رعاية الأمهات والمواليد إلى علاج الأمراض المزمنة – عرضةً للخطر الشديد، بسبب صعوبة الوصول والأعمال القتالية التي تقع قرب المستشفيات، كما تقول المنظمة.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
عودة "التكية الإسلامية".. مشروع اجتماعي يثير الجدل في مصر
القاهرة- في خطوة تهدف إلى التخفيف من معاناة الفئات الأكثر احتياجا، أعلنت وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية، الدكتورة مايا مرسي، عن دراسة لإحياء مشروع "التكية الإسلامية" برؤية عصرية، باعتبارها أحد الحلول المستدامة لدعم الفقراء والمحتاجين في المجتمع. ويهدف المشروع إلى تقديم وجبات غذائية مجانية يوميا للفئات التي تعاني فقرا مدقعا أو تفتقر لمصدر دخل ثابت، وذلك بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، وتحت رقابة تضمن الكفاءة والشفافية الكاملة في تقديم الخدمات. وأوضح الدكتور محمد العقبي، مساعد الوزيرة للاتصال الإستراتيجي والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، أن تصريحات الوزيرة جاءت بعد نجاح مبادرة "أهل الخير للإطعام" خلال شهر رمضان الماضي، والتي أثمرت عن توزيع أكثر من 52 مليون وجبة، بالتعاون مع عدد من الجهات المجتمعية. وأشار إلى التشابه في الهدف بين المبادرة وفكرة "التكية" التاريخية، قائلا إن "هناك تشابها كبيرا بين فكرة الإطعام وتقديم الوجبات الساخنة والوجبات الطيبة المعدة باهتمام سواء لغير القادرين أو الأسر الفقيرة أو غيرها، هو نفس الدور تقريبا الذي كانت تقوم به التكية، لذا حدث الربط بين المفهوم التاريخي للتكية، وما طرحته الوزيرة". وأكد أن تنفيذ المشروع الضخم يتطلب تنسيقا وشراكة مع جميع أجهزة الدولة والوزارات لضمان نجاحه، مضيفا: "ننسق مع وزارات التنمية المحلية والصحة والأوقاف، لأننا سنحتاج إلى استخدام عديد من الأماكن التابعة للأوقاف، في النهاية، نحن لا نعد مشروعا للوزارة لكن خدمة للمواطن المصري، والمرجو من كل هذا الجهد هو رضا المواطن". إعلان الوزيرة أعاد إلى الواجهة تساؤلات حول مفهوم "التكية" وأصولها التاريخية، كما فتح الباب أمام نقاشات واسعة بشأن جدوى المشروع وآلية تطبيقه، ومدى ملاءمته لمتطلبات التنمية الحديثة. مقاربات جديدة لمعالجة الفقر من جانبه، اعتبر الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن تفاقم معدلات الفقر في المجتمعات يتطلب حلولا مستدامة لا مؤقتة، معتبرا أن طرح فكرة التكية يأتي ضمن هذه المحاولات. لكنه في الوقت نفسه أبدى تحفظه الشديد على المشروع، مشيرا إلى أنه يحمل "فشلا ضمنيا" في مضمونه، لا سيما من خلال تسميته. وفي حديث للجزيرة نت، شدد هندي على ضرورة تجنب الصبغة الدينية في مثل هذه المشاريع الاجتماعية، لافتا إلى أن المسيحية أيضا لها مبادرات ومؤسسات خيرية نشطة تخدم الفئات الفقيرة منذ عقود. موروث ثقافي ورأى هندي أن اسم "التكية" نفسه يرتبط في الوعي الشعبي المصري بجلسات الذكر الصوفية والانقطاع عن العمل، وهو ما لا يتماشى مع المفاهيم المعاصرة التي تشجع على العمل والإنتاج، مضيفا: "هذا الموروث الثقافي غير محفز، ولا يتماشى مع التنمية التي ننشدها". وأشار إلى أن دعم الفقراء لا ينبغي أن يقتصر على تقديم الطعام، بل يجب أن يترافق مع خطط لتعليمهم وتأهيلهم وتوفير فرص عمل لهم، وهو ما يتوافق مع توجه الدولة نحو التنمية المستدامة. وأضاف: "المطلوب رفع قيمة الدعم التمويني، وزيادة مخصصات برنامج تكافل وكرامة، إلى جانب مشاريع تنموية حقيقية تعزز من كرامة الإنسان". واختتم تصريحاته مؤكدا دعمه أي مبادرة تستهدف الفئات المهمشة، لكنه دعا إلى اعتماد أساليب حديثة، مثل التقديم الإلكتروني للطلبات بدلا من الوقوف في طوابير انتظار المساعدة، بما يحفظ كرامة المحتاج. من جانبه، دعا الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار وعضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، إلى إعادة توظيف التكايا بوصفها كيانات اجتماعية وخدمية، مشيرا إلى أنها كانت ملاذا للفقراء وعابري السبيل، قبل أن تتحول في مراحل لاحقة إلى مراكز للذِكر الصوفي فقط. وبيّن ريحان -في حديث للجزيرة نت- أن التكية تعد من المنشآت الدينية المهمة التي تعود إلى العصر العثماني، إذ نشأت في الأناضول وامتدت إلى ولايات الدولة العثمانية، وكذلك في سلطنة مغول الهند وما قبل الدولة الصفوية في إيران. وأضاف أن التكايا كانت في البداية مخصصة لإقامة المتصوفة المنقطعين للعبادة، لكنها أدت لاحقا وظائف أخرى، مثل تطبيب المرضى، وهو الدور الذي كانت تضطلع به البيمارستانات في العصرين الأيوبي والمملوكي بمصر قبل أن يضمحل دورها مع دخول العثمانيين. وأشار إلى أن كلمة "تكية" أصلها فارسي وتعني "مكان الاستراحة" أو "الدعامة"، وقد تطور دورها لاحقا لتكون مأوى للفقراء والمسافرين، بل وحتى المحتضرين، وكانت تمول غالبا من أوقاف خاصة أو تبرعات من كبار الدولة. دعم الفقراء وأوضح ريحان أن التكايا في العصر العثماني تحولت إلى مأوى للعاطلين عن العمل، خاصة من المهاجرين العثمانيين إلى الولايات الغنية مثل مصر والشام، وكان يطلق على سكانها اسم الدراويش، حيث كانوا يعيشون على المخصصات الشهرية التي تصرف لهم من التكية. وأشار إلى أن الإنفاق على التكايا كان يتم من خلال أوقاف خصصها سلاطين آل عثمان وأمراء المماليك وكبار المصريين، لتوفير سكن ومعيشة لروادها، مما جعل منها منظومة متكاملة للرعاية الاجتماعية. وفي ضوء ذلك، يرى ريحان أن إعادة إحياء التكايا برؤية معاصرة لا يتعارض مع التوجه التنموي، شرط أن يعاد تأطيرها لتواكب معايير الشفافية والعدالة الاجتماعية، وتفتح أمام الجميع دون تمييز ديني أو طبقي، بحيث تصبح جزءا من شبكة حماية مجتمعية أوسع.


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
محامية أبو صفية: موكلي فقد 40 كيلوغراما تحت التعذيب والإهمال الطبي
أفادت محامية الطبيب حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة والمعتقل لدى إسرائيل منذ 27 ديسمبر/كانون الأول 2024 بأن حالة موكلها الصحية شهدت تدهورا خطيرا حيث فقد نحو 40 كيلوغراما من وزنه. وأضافت أن الدكتور المعتقل يعاني من اضطرابات في دقات القلب دون أن يتلقى أي علاج، وأكدت أنه يتعرض للتعذيب والضرب الشديد، ويقبع في زنازين العزل تحت الأرض في ظروف اعتقال قاسية تشمل التجويع والإهمال الطبي الممنهج. كما قالت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الاثنين إن أبو صفية المعتقل لدى إسرائيل منذ 27 ديسمبر/كانون الأول 2024 يعاني من وضع صحي صعب وسط حرمان متعمد من العلاج، في حين فقد 40 كيلوغراما من وزنه. جاء ذلك في بيان صدر عن الوزارة تضمّن معطيات من محامية الطبيب المعتقل أبو صفية وفق آخر زيارة له داخل السجون، دون تحديد موعدها. وأضافت الوزارة في بيانها أن محامية أبو صفية أفادت بـ"حرمانه المتعمد من العلاج"، ووصفت الانتهاكات التي يتعرض لها داخل السجون بـ"الوحشية"، مؤكدة تعرضه "للضرب المتواصل خلال التحقيق". وذكر بيان الوزارة أن عناصر الطواقم الطبية في معتقلات الاحتلال يعيشون ظروفا مأساوية وصعبة حيث تفرض عليهم إسرائيل قيودا مشددة، مضيفا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي "اعتقلت نحو 360 من الطواقم الطبية في القطاع منذ اندلاع الإبادة الجماعية". مقاتل غير شرعي وفي فبراير/شباط الماضي نشر الإعلام الإسرائيلي للمرة الأولى مقطع فيديو يظهر أبو صفية داخل المعتقل مكبل اليدين والقدمين وتبدو عليه ملامح الإرهاق والتعب. جاء ذلك بعد أيام قليلة من قرار سلطات الاحتلال تحويل أبو صفية إلى الاعتقال تحت صفة "المقاتل غير الشرعي"، والكشف عن تعرضه لتعذيب وتنكيل وإهمال طبي. وفي نهاية مارس/آذار الماضي ثبّتت محكمة إسرائيلية أمر اعتقال أبو صفية لمدة 6 أشهر. ومع اشتداد الإبادة الإسرائيلية دفع أبو صفية ثمنا شخصيا باهظا عندما فقد نجله إبراهيم في اقتحام الجيش الإسرائيلي المستشفى في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2024. وفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تعرّض أبو صفية لإصابة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف المستشفى، لكنه رفض مغادرة مكانه وواصل علاج المرضى والجرحى. واعتقل أبو صفية في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي عقب اقتحام الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع وإخراجه منه تحت تهديد السلاح بعد تدمير المستشفى وإخراجه من الخدمة.