
الحجار: لبنان لن يكون منطلقًا لأي عمل يضرّ بأمن الخليج
أجرى النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف محادثات مع وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار، تناولت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين.
وفي مؤتمر صحافي عقب اللقاء، أكد اليوسف أن «الكويت ولبنان شقيقان منذ زمن بعيد. والعلاقات بينهما بدأت منذ استقلال دولة الكويت العام 1961».
وعن تقويمه لجهود الدولة اللبنانية والقوى العسكرية والأمنية في ملاحقة تجار المخدرات، قال: «بأمانة، هذه أهمّ نقطة أردتُ بحثَها، وهي من أكثر المسائل التي تعني الكويت في ضوء الخوف على أبنائنا نظراً لِما تشكله المخدرات من آفة، ويستخدمها الأعداء أكثر من السلاح لضرب الجيل الجديد. ومن هنا نقدّر التعاون مع الإخوة في لبنان في هذا المجال. وآخر كمية ضُبطت قبل نحو شهر في الكويت كانت بناء على معلومة من لبنان بعدما مرّت بثلاث دول».
ورداً على سؤال حول هل ستخصصون دعماً معيّناً للبنان وإعادة الإعمار؟ قال: «الكويت كانت ولاتزال تدعم لبنان. وتكلمت مع دولة رئيس الوزراء. وهناك مبالغ مرصودة أصلاً من الصندوق الكويتي للتنمية، ووعَدني بأنه سيجهّز الجدول الزمني والاحتياجات بناء على المبالغ الموجودة».
وحين سئل عن الخروق الاسرائيلية وخصوصاً أن موضوع الأمن في لبنان يعنيكم؟ أجاب: «كنتُ عند رئيس البرلمان (نبيه بري)، وهناك خبر ستسمعونه، ورئيس مجلس النواب كان سعيداً به».
وعن دور الكويت في تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية لاسيما في موضوع السلاح الذي يهدّد بأن يتعرّض لبنان لحرب شاملة، قال اليوسف: «إن شاء الله يكون كلامك (عن الحرب) بعيداً. والكويت، وكل دول مجلس التعاون تؤكد دعمها للبنان. وتفاءلوا بالخير وأن يكون الآتي أفضل».
وأشار إلى أنه سيتم قريباً تعيين سفير للكويت لدى لبنان، «وطبعاً الاستقرار والأمن الذي أراه في لبنان مختلف عن السابق، ودعونا نتفاءل»، معتبراً أنه «كلما زاد الأمان في أي بلد، تزيد الزيارات له. وبالأمس زرتُ إخواناً كويتيين في جبل لبنان، وهم مستقرون في لبنان أكثر مما يستقرون في الكويت، وهذا يعني أنهم يشعرون بالأمان. والأمان يزداد يوماً بعد آخر بفضل الجهود التي تبذلها الدولة اللبنانية».
تعاون مثمر
من جهته، قال وزير الداخلية اللبناني إن «البحث تمحور خلال الاجتماع في وزارة الداخلية وفي حضور كل مسؤولي الأجهزة الأمنية اللبنانية والكويتية، حول التعاون الأمني في شكل عام».
وأضاف «إن الترجمة بدأت مباشرة. فبعد هذا الاجتماع، انتقل فريق عمل متخصص من الجانب الكويتي للقاءاتٍ مباشرة مع زملائهم من الجانب اللبناني تتمحور خصوصاً حول مواضيع مكافحة المخدرات ومكافحة الجرائم المالية، والأدلة الجنائية – قسم المباحث العلمية، لبحث التعاون ولا سيما في موضوع محاربة المخدرات، علماً أنه كان هناك تعاون مثمر جداً، أفضى الى توقيفات وإحباط عمليات ذكرها معالي الوزير. وهناك أمور ما زال العمل جارٍ عليها، وفي الوقت نفسه ثمة بحث في تبادل معلومات وخبرات إن شاء الله في الأيام المقبلة».
وتابع الحجار: «الكويت لم تتأخّر يوماً في دعم لبنان، وكانت دائماً حاضرة للوقوف بجانبه، ولها يد بيضاء في كل المجالات. واللبنانيون لطالما عوّلوا على دعم الأشقاء الكويتيين، وإن شاء الله تستمر هذه العلاقات وتثمر نتائج ايجابية».
نتائج ممتازة
وفي تصريحات خاصة لـ «الراي»، أكد وزير الداخلية اللبناني أن لا ملفات أمنية عالقة بين لبنان والكويت «بل هناك ملفات يَجري أصلاً تَعاوُنٌ وثيق في شأنها وخصوصاً مكافحة المخدرات، وقد أثمرتْ نتائجَ ممتازة، وقد حصلتْ توقيفات في البلدين وتم ضبط كميات كانت تُهرّب في اتجاه الكويت».
وشدد على أن لبنان حريص على «ألا يكون منطلقاً لأي عمل يضرّ بأمن دولة الكويت، لا من قريب ولا من بعيد».
وقال: «هذا حرصٌ ينطبق على كل دول الخليج العربي والبلدان العربية، وإن كنا نكنّ للكويت تقديراً خاصاً جداً. وهي لم تبخل يوماً، وفي كل المراحل بدعم لبنان، ولم نرَ منها إلا كل الخير. وقال معالي الوزير اليوم كلمة مهمة جداً حول الجالية اللبنانية في الكويت، وأنها من أقلّ الجاليات التي تسبّب مشاكل، وتالياً لديهم رغبة في رؤية المزيد من اللبنانيين يتوجهون للعمل والمساهمة في الاقتصاد والإنماء في دولة الكويت».
وهل من وعود بمساعدات كويتية معيّنة للبنان على صعيد دعم المؤسسات الأمنية؟ أجاب الحجار: «منذ لحطة وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي، أول رسالة قالها معالي الوزير بينما كنتُ في استقباله أن الكويت مستعدة لتقديم كل الدعم الممكن للبنان. وطبعاً الدعم يبدأ بالموقف، ولطالما كان الموقف الكويتي مُسانِداً لبلدنا في كل المجالات، أما في شأن الأمور الأخرى فخلال اللقاء مع الرئيس نواف سلام جرى تداوُل عدد من المواضيع التي يمكن للكويت أن تساهم فيها لجهة دعم لبنان. وخلال الاجتماع في وزارة الداخلية، طرحنا أيضاً ملفات في هذا الإطار. ولمسْنا الإيجابية عند معالي الوزير، ومن خلفه دولة الكويت، وهذا الأمر يحتاج إلى بحث معمّق ومتابعة إن شاء الله».
وحين نقول له إن هناك انطباعاً دائماً بأن المساعدات للبنان وخصوصاً من دول الخليج مشروطة؟ أجاب الوزير الحجار: «بالعكس. وبصراحة، منذ لحظة لقائنا في المطار، أول كلمة قالها معالي الوزير كانت: كل الدعم للبنان. وبالتأكيد هذا يعني أن هناك دعماً وبعدها نتحدث في الأمور الأخرى. وخلال لقاءات معالي الوزير التي شاركتُ فيها، مع فخامة الرئيس عون ودولة الرئيس سلام، وهنا، لم نسمع أي شروط بل كل التعاون والانفتاح والمحبة والدعم الذي يحتاج بطبيعة الحال إلى بحث في التفاصيل ومتابعةٍ إن شاء الله في الأيام الآتية».
وعما إذا كان بقاء «حزب الله» على لوائح الإرهاب الكويتية والخليجية، يشكل عائقاً، قال الوزير: «العلاقات بين الكويت ولبنان واضحة، وهي من دولة إلى دولة. وفي لبنان (حزب الله) ممثَّل في البرلمان وداخل الحكومة، وتالياً على الصعيد الداخلي نحن نمشي وفق أجندة الدولة اللبنانية، فخامة الرئيس والحكومة. وفي الوقت نفسه، الحكومة ملتزمة ببيانها الوزاري لجهة بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية حصراً. أما في ما خص دولة الكويت، فلم نسمع منها خلال كل مباحثاتنا إلا التعاطي من دولة إلى دولة، وكل الدعم والتنسيق والتعاون الممكن».
يُذكر أن اليوسف سجل كلمة في السجل الذهبي لوزارة الداخلية اللبنانية، عبّر فيها عن اعتزازه بالعلاقات الأخوية بين لبنان والكويت، وتقديره لحفاوة الاستقبال.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 23 دقائق
- صدى البلد
المحامين العرب: الاعتداء على سوريا يهدف لزعزعة الاستقرار وإشعال الفتن الطائفية
أدان رئيس اتحاد المحامين العرب، عبد الحليم علام، نقيب محامي مصر، العدوان الصه.يوني الآثم على الأراضي السورية، والذي يُعدّ اعتداءً صارخًا على سيادة دولة عربية، وانتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي والمواثيق الأممية، واستمرارًا لسياسات الاحتلال القائمة على إشعال الفتن وبث الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة. وأكد رئيس اتحاد المحامين العرب، أن هذا التصعيد العسكري يعكس نوايا الاحتلال في التوسع وفرض الهيمنة من خلال استغلال أوضاع الدول العربية الداخلية، محذرًا من محاولات زرع الفُرقة والفتن الطائفية داخل المجتمع السوري. ودعا عبد الحليم علام، أبناء الشعب السوري الشقيق إلى التوحد والتمسك بالنسيج الوطني الجامع، وإفشال كل المخططات التي تستهدف وحدتهم وسلامة وطنهم. وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لتحمل مسؤولياتهم، والعمل الجاد لوقف هذه الاعتداءات، وضمان احترام سيادة الدول العربية وحقوق شعوبها. وفي الختام، يتوجه عبدالحليم علام بالدعاء أن يحفظ الله سوريا وشعبها، وأن يعمّ الأمن والاستقرار ربوع الأمة العربية كافة.


صدى البلد
منذ 35 دقائق
- صدى البلد
مفتي الجمهورية يدين العدوان الإسرائيلي على سوريا.. ويؤكد: الكيان الصهيوني يؤجج الطائفية
يدين أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بأشد العبارات، العدوانَ الإسرائيليَّ الذي استهدف الأراضي السورية، في تصعيدٍ جديدٍ يعكس الوجه الحقيقي للاحتلال ، ونيته المبيتة لزعزعة أمن المنطقة واستقرارها، عبر ممارسات استفزازية متكررة، تتجاهل القوانين والمواثيق الدولية، وتدفع بالأوضاع نحو مزيد من التوتر والدمار. ويؤكد فضيلة المفتي أن هذا الاعتداء ليس معزولًا عن سياق أوسع يسعى فيه الكيان الصهيوني إلى استثمار النزاعات الداخلية ومحاولات التأجيج الطائفي لتحقيق مصالح استعمارية مشبوهة، تقوّض وحدة الدول وتفتح الباب واسعًا أمام مشاريع التفتيت والهيمنة. ويدعو مفتي الجمهورية أبناء الشعب السوري الشقيق، بكل مكوناته وطوائفه، إلى التحلي بالوعي والحكمة، وتغليب المصلحة الوطنية العليا، والحذر من الوقوع في مصائد الفتنة التي يسعى العدو إلى بثها بين الصفوف، لضرب النسيج الوطني من داخله، وإضعاف القدرة الجماعية على الصمود والمواجهة. هذا ويتضرع فضيلة المفتي إلى الله العلي القدير أن يُلهم الشعب السوري الشقيق الحكمة والثبات، وأن يُنجّيهم من شرور الفتن ومكر الأعداء، وأن يحفظ وطنهم من التمزق والضياع، ويهيئ لهم أسباب الأمن والسلم، ويجعل لهم من المحنة مخرجًا، ومن الشدة فرجًا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.


النهار
منذ 37 دقائق
- النهار
عون التقى وفداً من أهالي شهداء مرفأ بيروت: ملتزم بكشف الحقيقة كاملة
أكّد رئيس الجمهورية اللبنانية جوزف عون اليوم الخميس "أنّنا لن ندخر جهداً في بناء دولة تحترم حقوق مواطنيها وتحمي حياتهم، لتكون مأساة انفجار مرفأ بيروت درساً يؤسس لمستقبل أفضل". موقف عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وفداً من أهالي شهداء المرفأ الذين تحدّث باسمهم وليم نون شاكراً رئيس الجمهورية على ايتقباله، ومشدداً على ألّا نقسام بين اهالي شهداء إنفجار مرفأ بيروت. وعبّر عون عن تضامنه الكامل مع أهالي الشهداء، وعن مشاعر الحزن والأسى "لفقدانكم أحبتكم في هذه المأساة التي ألمت ببلدنا". وشدّد على أن "المسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً للعمل على تحقيق العدالة"، وقال:"إن التزامي واضح: كشف الحقيقة كاملة من دون استثناء، ومحاسبة كل من تسبب في هذه الكارثة، وهذا هو السبيل لانتشال بلدنا من ظلام الفساد والإهمال. ولن ندخر جهداً في بناء دولة تحترم حقوق مواطنيها وتحمي حياتهم، لتكون هذه المأساة درساً يؤسس لمستقبل أفضل". وختم بالقول: "من الآن وصاعداً، القضاء سيأخذ مجراه، والمذنب سيحاكم والبريء ستتم تبرئته". بدوره، أكّد نون أن "لدى أهالي الشهداء كامل الثقة بفخامتكم، ونشد على أيديكم، ونتمنّى أن يوفقكم الله لتحقيق ما ذكرتموه في خطاب القسم، والذي أعطانا أملاً كبيراً للبقاء في لبنان. ونأمل أن يتم إحقاق الحق والوصول إلى الحقيقة في عهدكم". وتحدّث عدد من الأهالي الحاضرين، راوين معاناتهم منذ الانفجار، مطالبين بضرورة الإسراع في إحقاق الحق، "لأن التأخير في العدالة ليس بعدالة". استقبالات واستقبل عون وزير الطاقة والمياه جو الصدي وبحث معه في نتائج الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الجمهورية إلى قبرص ولا سيما الاقتراح القبرصي بمد كابل بحري لتزويد لبنان بالكهرباء. وتطرّق البحث إلى الخطوات التي تعمل عليها وزارة الطاقة مع عدد من دول الخليج بالنسبة إلى تأمين الطاقة الكهربائية. واستقبل عون سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو يرافقه الممثل الجديد لفرنسا في لجنة الاشراف على وقف الاعمال العدائية (Mecanism) الجنرال Valentin Seiler والملحق العسكري الفرنسي في بيروت الكولونيل Bruno Costantin ورئيس اركان الجنرال Seiler الكولونيل Marc Caudrillier. ورحّب الرئيس عون بالجنرال Seiler، متمنياً له التوفيق في مهامه الجديدة في اللجنة التي تتولّى مهاماً دقيقة لجهة متابعة تطبيق القرار 1701 والاتفاق الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي. وأشار عون إلى استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية خلافاً لهذا الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، لافتاً إلى التعاون الوثيق بين الجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفل). وشكر الجنرال Seiler الرئيس عون على تمنياته، مؤكّداً أنّه"سيعمل من خلال اللجنة على المحافظة على الاستقرار في الجنوب". على صعيد آخر، استقبل عون وفد "اللجنة الاسقفية المارونية للمصالحات الوطنية" برئاسة المطران بولس مطر وعضوية المطارنة منير خير الله، ميشال عون، انطوان طربيه وأنطوان أبو نجم، وهي منبثقة عن سينودوس الكنيسة المارونية والمكلفة بالمصالحات الوطنية بالعمق بين جميع اللبنانيين من دون تمييز طائفي انطلاقاً من مبدأ الاخوة التي تجمع بين اللبنانيين. ورحّب عون بأعضاء اللجنة الاسقفية، متمنيا لهم التوفيق في المهام التي أوكلها إليهم سينودوس الطائفة المارونية برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، مؤكّداً "أهمية تحقيق المصالحة في العمق بين جميع اللبنانيين"، معتبراً أنّها "خطوة مباركة تحتاج الى جهد كبير وتعاون بين الجميع، لاسيما الجهات التي عملت في الماضي ولا تزال، من أجل المصالحة الوطنية". وأكد أن "الظروف الراهنة باتت تحتم مثل هذه المبادرات لاعادة الثقة بين المكونات اللبنانية التي يفترض أن تطوي صفحة الماضي وتنظر إلى المستقبل لتحصين الوحدة الوطنية ومواجهة ما يحصل من تداعيات للتطوّرات الأخيرة التي شهدناها ولا نزال في عدد من دول المنطقة". ورأى عون أن "لا فائدة ترجى من الاستمرار في فتح صفحات الماضي المؤلمة، بل علينا استخلاص العبر كي لا نكرّر الأخطاء نفسها وعلينا تصويب المسار ليصب في مصلحة لبنان وجميع اللبنانيين من دون استثناء، سواء داخل لبنان او في دول الانتشار". جمعية درب السما واستقبل عون وفداً من "جمعية درب السما" راعية "مشروع درب مار شربل" وضم، أدوار برجي، الدكتور يوسف الحاج، ريمون زند، فادي صليبا، سعدة نخول ودانييل جبارة. وهنأ عون القيمين على الجمعية على الجهد الذي بذلوه لاستحداث "درب مار شربل" وإنجاز المرحلة الأولى منه، متمنياً أن "يستكمل الدرب في التوقيت المحدّد له أي مع حلول شهر حزيران/يونيو 2026".