
أول تعليق للرئيس العليمي على إصدار الحو. ثيين عملة جديدة
وجاء ذلك خلال لقائه بسفراء الاتحاد الأوروبي في قصر معاشيق بالعاصمة المؤقتة عدن، حيث وصف العليمي القرار الحوثي بأنه تحدٍ صريح لكل الجهود الرامية لتحسين الأوضاع المعيشية في البلاد.
وشدد العليمي على أن الحوثيين يواصلون حربهم الاقتصادية الممنهجة ضد اليمن، وذلك بإصدار عملات جديدة خارج إطار البنك المركزي، في تصعيد يعكس نية واضحة لتقويض الاقتصاد الوطني وأمن البلاد الغذائي والقومي.
وفي اللقاء مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، غابرييل مونيرا فيناليس، وسفراء فرنسا وهولندا وألمانيا، رحب العليمي بالتزام الاتحاد الأوروبي القوي بدعم اليمن في مواجهة انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
وقدم الرئيس العليمي للسفراء شرحًا مفصلًا عن التطورات على الساحة الوطنية، مؤكداً أن الدولة لا تخوض فقط حربًا عسكرية، بل معركة اقتصادية أيضًا لإنقاذ ملايين اليمنيين الذين فقدوا فرص العيش الكريم.
وأوضح أن الهجمات الحوثية على موانئ التصدير النفطية أدت إلى فقدان الدولة نحو 70% من مواردها، ما دفع الحكومة للبحث عن مصادر تمويل ذاتية ومستدامة لتعويض هذا النقص.
وأشاد الرئيس العليمي بالدعم الذي يقدمه تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات، مشيرًا إلى دوره الكبير في تخفيف الأزمات المالية والإنسانية وتعزيز صمود اليمنيين.
وفي المقابل، أكد أن المليشيات الحوثية تواصل تدمير ما تبقى من فرص الاستقرار المالي، موضحًا أن إصدار العملات الجديدة يشكل تحديًا مباشرًا لجميع الجهود الرامية لتحسين حياة اليمنيين.
وتطرق العليمي إلى جهود الحكومة في الإصلاح المالي والإداري والمؤسسي، مؤكدًا أن كل خطوة في هذا المسار هي معركة ضد الفساد وضد القوى التي تحاول تقويض الدولة.
وحذر من أن الحوثيين ليسوا فقط تمردًا داخليًا، بل يشكلون تهديدًا عابرًا للحدود، حيث يحتجزون موظفي الإغاثة الأممية ويديرون خلايا اغتيالات وشبكات تهريب أموال ومخدرات.
وكشف أن الأجهزة الأمنية كشفت عن خلية إرهابية مسؤولة عن اغتيال موظف في برنامج الغذاء العالمي وعدد من القادة والناشطين والصحفيين، كما حاولت هذه الخلية اغتيال المبعوث الأممي في محاولة لزعزعة استقرار المناطق المحررة.
وتحدث العليمي عن الهجمات الإرهابية الحوثية التي استهدفت الملاحة الدولية، مشيرًا إلى أنها وصلت لدرجة إغراق سفن تجارية وقتل بحارة من جنسيات مختلفة، في أخطر تهديد أمني للملاحة العالمية منذ الحرب العالمية الثانية.
ودعا العليمي الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف أكثر صرامة، تشمل تصنيف مليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية، وعزلها ككيان مسلح خارج القانون، لمنع تفاقم الأزمة وإطالة أمد المعاناة.
وفي ختام اللقاء، جدد العليمي التزام الحكومة اليمنية بمد يد السلام القائم على المرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية، مؤكداً دعم جهود مبعوث الأمم المتحدة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحافظات.
حضر اللقاء مدير مكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء صالح المقالح، والمستشارة السياسية بالاتحاد الأوروبي كلير نانتير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 27 دقائق
- اليمن الآن
العليمي: الحوثيون حاولوا اغتيال المبعوث الأممي داخل مناطق سيطرة الحكومة
كشف رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، عن محاولة نفذتها خلية حوثية لاغتيال المبعوث الأممي إلى اليمن داخل مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، محذراً من تصعيد خطير تمارسه الجماعة لخلط الأوراق وتقويض الثقة الدولية بقدرة الحكومة على تأمين المناطق المحررة. جاء ذلك خلال لقاء العليمي، يوم الثلاثاء، في قصر معاشيق بالعاصمة المؤقتة عدن، مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن غابرييل مونيرا فيناليس، وسفيرتي فرنسا وهولندا، والقائمة بأعمال السفارة الألمانية، وفقا لوكالة "سبأ". وقال العليمي إن الأجهزة الأمنية تمكنت خلال الأسابيع الأخيرة من ضبط إحدى أخطر الخلايا الحوثية النشطة في المحافظات المحررة، والمتورطة في تنفيذ عمليات اغتيال استهدفت موظفاً في برنامج الغذاء العالمي، وعددا من القادة والناشطين والصحفيين، وصولاً إلى "السعي لاغتيال المبعوث الأممي في محاولة لخلط الأوراق في المحافظات المحررة، والتأثير على تقديرات المجتمع الدولي بشأن قدرات الحكومة لتأمين مناطق نفوذها". ولم يحدد العليمي زمان أو مكان هذه المحاولة، مكتفيا بالإشارة إليها ضمن سرد متصل بعمليات إرهابية نفذتها خلايا حوثية في المناطق المحررة. واعتبر العليمي أن هذه المحاولة تكشف مدى الاستهتار الذي تبديه الجماعة تجاه الجهود الدولية لإنهاء الحرب، مشدداً على أن "ما نواجهه ليس تمرداً داخليا فحسب، بل تهديد عابر للحدود لجماعة مسلحة تحتجز موظفي الإغاثة الأممية، وتدير خلايا اغتيالات في المناطق المحررة، وشبكات لتهريب الأموال، وترويج المخدرات". وأشار العليمي إلى هجمات الجماعة في البحر الأحمر والتي أدت إلى "إغراق سفن تجارية وقتل بحارة أبرياء من جنسيات مختلفة، في واحدة من أخطر التهديدات للأمن الملاحي الدولي منذ الحرب العالمية الثانية". وأكد رئيس مجلس القيادة أن هذا التصعيد يعكس الحاجة الملحة إلى موقف دولي حازم، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ "قرارات عاجلة لتصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية، واتخاذ تدابير واقعية لعزلها ككيان مسلح خارج القانون، وقرارات الشرعية الدولية". كما حذر من أن الموقف الدولي القائم قد لا يكون كافياً لردع هذا التهديد، مشيرا إلى أن "هذا الموقف اليوم قد لا يكون متناسبا مع التهديد القائم الذي من شأنه مفاقمة الخسائر، واطالة أمد المعاناة". وجدد العليمي التزام الحكومة اليمنية بالسلام، ودعمها لجهود المبعوث الأممي رغم استهدافه، مؤكدًا أن الحكومة ستواصل تسهيل عمل المنظمات الإنسانية، وقال إن الحكومة ماضية في نهجها "القائم على المرجعيات المتفق عليها وطنيا واقليميا ودوليا"، رغم الضغوط والانهيار الاقتصادي الذي فاقمته الهجمات الحوثية على موانئ التصدير. وتطرق العليمي إلى الحرب الاقتصادية الممنهجة التي قال إن الجماعة تشنها على اليمنيين، من خلال إجراءات أحادية أبرزها طباعة عملات جديدة خارج إطار البنك المركزي، ما يفاقم الانقسام النقدي ويقوض أي جهود لتحقيق الاستقرار المالي. وقال إن "مليشيات الحوثي تواصل تدمير ما تبقى من فرص لإنهاء الانقسام المالي، بالذهاب إلى إصدار عملات جديدة خارج إطار البنك المركزي، في تحدٍ صريح لكل الجهود الرامية لتحسين الظروف المعيشية في البلاد".


يمن مونيتور
منذ 27 دقائق
- يمن مونيتور
إدانات عربية ودولية للغارات الإسرائيلية على سوريا
يمن مونيتور/ قسم الأخبار أثار تواصل الاشتباكات في مدينة السويداء بين قوات الأمن السوري ومجموعات مسلحة، وهجمات سلاح الجو الإسرائيلي اليوم الأربعاء على مواقع تابعة للحكومة السورية في دمشق والسويداء ردود فعل متباينة. قالت وزارة الخارجية التركية إن الغارات الجوية الإسرائيلية على دمشق، والتي استهدفت مقرا عسكريا ووزارة الدفاع والمناطق المحيطة بها، تهدف إلى تقويض جهود سوريا لإرساء السلام والأمن. وأضافت الوزارة أن سوريا لديها فرصة تاريخية للعيش بسلام والاندماج في العالم بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي. كما دعت 'جميع الأطراف المعنية إلى المساهمة في جهود الإدارة السورية لإرساء الهدوء في البلاد'. الموقف الأميركي والأوروبي بدوره، دعا المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص توم براك إلى التراجع خطوة للوراء والتفاوض من أجل وقف إطلاق النار بمدينة السويداء، وندد بالعنف ضد المدنيين. وكتب براك على منصة إكس 'نندد بشدة بالعنف ضد المدنيين في السويداء، وعلى جميع الأطراف التراجع خطوة للوراء والانخراط في حوار هادف يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، ويجب محاسبة الجناة'. الاتحاد الأوروبي كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن 'القلق' إزاء الاشتباكات في سوريا، داعيا 'الأطراف كافة' إلى حماية المدنيين 'بلا أي تمييز'. كما دعا التكتل في بيان له إلى 'احترام' سيادة سوريا 'في ظل تزايد الضربات الإسرائيلية للأراضي السورية'. فرنسا بدورها، دعت فرنسا إلى وضع حد لما وصفتها 'الانتهاكات ضد المدنيين' في السويداء. وقالت الخارجية الفرنسية إن 'الانتهاكات التي تستهدف المدنيين والتي ندينها بشدة، يجب أن تتوقف'، داعية إلى 'وقف فوري للمواجهات' وإلى أن تحترم جميع الأطراف وقف إطلاق النار. ألمانيا من جانبها، دعت وزارة الخارجية الألمانية، الأربعاء، إسرائيل إلى الامتناع عن أي أعمال من شأنها زعزعة الاستقرار في سوريا. وأشار متحدث الخارجية كريستيان فاغنر، في مؤتمر صحفي، إلى أن برلين تتابع عن كثب الوضع في سوريا، بما في ذلك الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء (جنوب)، والغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت القوات السورية. وفي رده على سؤال عن انتهاك إسرائيل للقانون الدولي باعتدائها على سوريا، قال فاغنر: 'ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي أعمال من شأنها زعزعة استقرار سوريا'. وأكد المتحدث الألماني ضرورة ألا تصبح سوريا 'لعبة في يد القوى الأجنبية' قائلاً: 'يجب بوضوح حماية سيادة سوريا'. وشدد على أن مصلحة إسرائيل في 'سوريا مستقرة' وحكومة سورية تضمن أمن جميع فئات الشعب في كافة أنحاء البلاد. وأضاف: 'الأولوية الرئيسية لحكومة دمشق يجب أن تكون القدرة الإدارية على توفير الأمن في جميع أنحاء سوريا. ولتحقيق ذلك، من الضروري إشراك جميع فئات الشعب في هذه العملية. يجب حماية سيادة سوريا وسلامة أراضيها'. إدارة ترامب من جانبها، قالت قناة عبرية، الأربعاء، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طالبت إسرائيل بوقف هجماتها على سوريا وفتح حوار مع الحكومة في دمشق. جاء ذلك وفق ما نقلته القناة 12 الخاصة عن مسؤول أمريكي 'كبير' لم تسمه، بعد شن إسرائيل غارات على العاصمة السورية دمشق، أسفرت عن قتيل و18 جريحا. وذكر المسؤول: 'إدارة ترامب طلبت من إسرائيل وقف الهجمات على سوريا وفتح حوار مع الحكومة في دمشق من أجل تهدئة التوترات'. لبنان بدوره، أدان لبنان، الأربعاء، الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية والتي طالت العاصمة دمشق ومقرات حكومية. جاء ذلك في بيان صدر عن الرئيس اللبناني جوزاف عون، قال فيه إنه يدين 'بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، والتي بلغت اليوم (الأربعاء) العاصمة دمشق ومقرات حكومية'. واعتبر عون، تلك الاعتداءات 'انتهاكا صارخا لسيادة دولة عربية شقيقة، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة'. وأكد أن استمرار هذه الاعتداءات من شأنه أن يُعرّض 'أمن المنطقة واستقرارها لمزيد من التوتر والتصعيد'. وأعرب عن تضامن بلاده الكامل مع سوريا شعبا ودولة. كما جدد عون، دعوته المجتمع الدولي 'لتحمّل مسؤولياته والضغط بكل الوسائل وفي المحافل كافة، لوقف الاعتداءات المتكررة، واحترام سيادة الدولة ووحدة أراضيها'. وأكد على حرص بلاده على 'وحدة سوريا، وسلمها الأهلي، وسلامة أرضها وشعبها بكل أطيافه'. حركة حماس أدانت حركة حماس، الأربعاء، العدوان الإسرائيلي على سوريا، واعتبرت أنه 'انتهاك صارخ لسيادة الدولة وإرهاب منظّم'. وقالت في بيان: 'إن ما يقوم به الاحتلال هو انتهاك صارخ لسيادة الدولة السورية، وإرهاب منظّم، وعدوان يهدف إلى تقويض استقرار سوريا ووحدة أراضيها'. ودعت حماس جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى إدانة 'العدوان والتصعيد الصهيوني الذي يصب الزيت على النار'، وطالبتهم باتخاذ 'خطوات عملية لوقف عربدة الكيان المحتل الذي بات يهدّد أمن المنطقة ومصالح شعوبها'. يشار إلى أن قوات الحكومة السورية كانت قد دخلت مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية أمس الثلاثاء بهدف الإشراف على وقف لإطلاق النار تم الاتفاق عليه مع وجهاء وأعيان مدينة السويداء بعد مواجهات مع قبائل بدوية محلية أسفرت عن مقتل العشرات. كما شنت 'إسرائيل' -التي أعلنت 'عدم التخلي' عن الدروز ودعت لحمايتهم- اليوم سلسلة غارات على مواقع في السويداء وفي دمشق حيث استهدف سلاح الجو الإسرائيلي مبنى الأركان العامة ووزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي، وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن رسائل التحذير لدمشق انتهت وتوعد بما سماها 'ضربات موجعة'.


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
حاسم في عدن ونائم بصنعاء.. التصعيد الحوثي الاقتصادي يضع المبعوث الأممي تحت مجهر اليمنيين
صمت المبعوث الأممي إزاء تصعيد الحوثيين الاقتصادي برّان برس - وحدة الرصد: مع حلول الذكرى الأولى لاتفاق 'خفض التصعيد' الاقتصادي الذي رعته الأمم المتحدة، أعلنت جماعة الحوثي المصنفة عالميًا بقوائم الإرهاب، الثلاثاء 15 يوليو/تموز 2025، طباعة عملة ورقية من فئة 200 ريال، وإنزالها للتداول في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وذلك بعد يومين فقط من إعلانها صك عملة معدنية من فئة 50 ريالاً. هذه الخطوات المتتالية وغير المسبوقة، أثارت غضب اليمنيين من جديد، ووضعت الجهات الدولية الفاعلة في الملف اليمني، وخصوصًا المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غرودنبرغ، في موقف حرج. ففي 23 يوليو/تموز 2024، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، عن اتفاق الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وجماعة الحوثي على 'عدة تدابير لخفض التصعيد فيما يتعلق بالقطاع المصرفي والخطوط الجوية اليمنية'. وأوضح المبعوث الأممي في بيان صدر عن مكتبها حينها، أنه تسلّمه نصًا مكتوبًا من الطرفين تضمّن 'إلغاء القرارات والإجراءات الأخيرة ضد البنوك من الجانبين والتوقف مستقبلًا عن أي قرارات أو إجراءات مماثله'. كما نص على 'البدء في عقد اجتماعات لمناقشة كافة القضايا الاقتصادية والانسانية بناء على خارطة الطريق'. وتعليقًا على البيان، رحبت الحكومة وجماعة الحوثي بإعلان المبعوث الأممي في بيانين منفصلين للجانبين. وجاء ذلك الاتفاق بعد قرار البنك المركزي اليمني في مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد، بتاريخ 10 يوليو /تموز 2024، بإيقاف تراخيص 6 من أكبر البنوك التي تقع مراكزها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بعد أسابيع من قرار وقف التعامل معها لعدم نقل مقراتها إلى عدن واستمرار تعاملها مع جماعة الحوثي. وتأتي قرارات البنك عقب إعلان الجماعة، لأوّل مرّة، صك عملة معدنية من فئة 100 ريال. وهو ما اعتبره البنك المركزي اليمني 'تصعيدًا خطيرًا وغير قانوني لا يأخذ بعين الاعتبار بأي شكل من الأشكال مصالح المواطنين'. انقلاب على اتفاق يوليو وردًا على إعلان الجماعة صك عملة معدنية جديدة، البنك المركزي اليمني في عدن، اعتبر هذه الخطوة 'تصعيداً اقتصادياً خطيراً ينسف إعلان 23 يوليو/تموز 2024 برعاية المبعوث الأممي'. وحذّر البنك المركزي، في بيان، المواطنين والقطاع المصرفي من التعامل بهذه العملة التي وصفها بأنها 'غير قانونية'، محملاً الجماعة كامل المسؤولية عن تبعات هذا الإجراء الذي وصفه بـ'المدمر للاقتصاد الوطني'. وفي بيان آخر أصدره الثلاثاء 15 يوليو/تموز الجاري، اعتبر البنك المركزي إعلان الحوثيين طباعة عملة ورقية بعد يومين من إعلانهم صك عمله معدنية بأنه إمعان في 'تدمير أهم أُسس النظام المالي والاقتصادي اليمني'. وقال البنك المركزي اليمني إنه بذل 'جهدًا كبيرًا مع الدول الشقيقة والصديقة لإبقاء قنوات التعامل مع النظام المالي والمصرفي في مناطق سيطرة الجماعة مفتوحة بضوابط متفق عليها تسهيلًا لتعاملات المواطنين وإبقائهم على اتصال بالأنظمة المالية العالمية'. ولوّح إلى إغلاق هذه القنوات قائلًا إن إصرار الحوثيين على 'تدمير ما تبقى من أُسس النظام الاقتصادي والنقدي يعرّض تلك الجهود للخطر ويضع ما تبقى من هامش للعمل المصرفي والمالي في مناطق الاحتلال الحوثي تحت طائلة العقوبات الدولية'. وحمّل جماعة الحوثي 'كافة التبِعات على هذه الأفعال المُجرّمة قانونًا، وكل ما يترتب عليها من عواقب مالية وقانونية، دولية أو محلية، وما يلحق من أضرار جسيمة بالحقوق العامة والخاصة، وما سيترتب عليها من معاناةٍ تُلحِق بالمواطنين القاطنين في مناطق سيطرتها، وبتواصلهم وتعاملهم مع النظام المالي الإقليمي والدولي'. وفي الردود الدولية، اعتبر سفراء دول الاتحاد الأوروبي لدى اليمن خلال لقائهم في مدينة عدن، بمحافظ البنك المركزي اليمني أحمد المعبقي، صك الحوثيين لعملة معدنية 'تزوير غير قانوني'، مؤكدين أن البنك المركزي اليمني هو المؤسسة الوحيدة المخولة بإصدار العملة القانونية في اليمن. غروندبرغ في الواجهة كان إعلان المبعوث الأممي عن اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي في يوليو/تموز الماضي، قد أثار غضبًا واسعًا في الشارع اليمني تجاوز المواقف المعلنة في الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي إلى الخروج في تظاهرات غاضبة في العديد من المدن شرق وجنوب البلاد. ورأى الغالبية العظمى من اليمنيين تراجع الحكومة عن الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي، استجابة لضغوط المبعوث الأممي، تفريطًا بأهم الأدوات السيادية للدولة، وتشجيعًا للجماعة الحوثية على التمادي في تهديد القطاع المصرفي والاقتصاد الوطني. وحذّر العديد من السياسيين والكتاب والنشطاء من الاستجابة لرغبات المبعوث الأممي، مذكّرين بمواقفه المعتادة والتي تصب دائمًا لصالح جماعة الحوثي، ومنها موقفه تجاه استهداف الجماعة لموانئ تصدير النفط الخام بمحافظتي شبوة وحضرموت أواخر العام 2022، وقالوا إن المبعوث التزم الصمت رغم تداعياته الكارثية التي حرمت الدولة من 70% من إيراداتها التي تعتمد عليها في صرف مرتبات الموظفين، وتقديم الخدمات للمواطنين. وجاء الإعلان الحوثي الجديد، ليشعل غضب اليمنيين مجددًا على المبعوث الأممي الذي لم يعلن موقفًا حتى الآن، رغم مرور أيام على إعلان الجماعة صك عملة معدنية جديدة وتتبعها بإعلان طباعة أوراق نقدية، متجاهلة طليًا الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة والذي نص على عدم اتخاذ أي خطوات تصعيدية مستقبلية. وقارن اليمنيون في تعليقاتهم على منصات التواصل الاجتماعي بين موقف المبعوث تجاه إجراءات البنك المركزي في عدن، ومواقفه تجاه التصعيد الحوثي بين الحين والآخر، وأجمعوا على أنه في الأولى يكون حاسمًا، ودائمًا ما يتحرك لإجهاض أي خطوة حكومية قانونية وضرورية، بينما يلتزم الصمت المطبق تجاه تصرفات الجماعة المتمرّدة. في إطار المقارنة، قال الصحفي هائل البكالي، في تدوينة بحسابه على منصّة 'إكس' رصدها 'بران برس': 'بينما كان المبعوث الأممي يقود تحركات مكوكية لمهاجمة قرارات البنك المركزي في عدن، التزم الصمت أمام خطوات الحوثيين الكارثية كصك العملة المزورة ونهب الإيرادات'. واعتبر موقف المبعوث الأممي 'تواطؤ يفضح من يعمل لصالح من'. ازدواجية المعايير من جانبه، الإعلامي يحيى العابد، قال: 'أحدثت إجراءات البنك المركزي في عدن وقراراته حالة فزع لدى جماعة الحوثي وتدخل المبعوث الأممي ليهزمنا للمرة العاشرة كسابقيه. واليوم الحوثي يوجه صفعه لبيان المبعوث الأممي بإصدار عمله شطريه جديده تعمق حالة الانفصام وركود الاقتصاد'. وفي سياق المقارنات، قال الكاتب الصحفي عبدالله المنيفي، إن 'المبعوث الأممي في حال اتخذت الحكومة اليمنية إجراءات فيما يخص الجانب المصرفي والنقدي: هذا يضر بالمواطن اليمني ويزيد تدهور الوضع الاقتصادي ويعرقل جهود التسوية السياسية و… و…. (ويتحرك لما يوقفها). وأضاف في تدوينة بحسابه على منصّة 'إكس' رصدها 'بران برس'، أن 'المبعوث هانس في حال اتخذت مليشيات الحوثي اجراءات كارثية مثل تزوير عملة: من راقب الناس مات هماً، هو إحنا نراقب الناس كلها؟! (وينام)' في إشارة إلى صمت المبعوث تجاه التصعيد الحوثي الجديد. وتضمّنت ردود الأفعال الشعبية تعليقات ناقدة وساخرة، أشارت بعضها إلى أن 'غروندبرغ'، سيتوارى عن الأنظار ويلتزم الصمت ما دام التصعيد من جانب الحوثي، لكنّه سيظهر محتشدًا متى ما اتخذ البنك المركزي في عدن أي خطوة قانونية لحماية القطاع المصرفي ومنع التداعيات الكارثية للتصعيد الحوثي على الاقتصاد والمواطنين. سرعة قصوى في عدن ونوم في صنعاء المراسل التلفزيوني محمد الحذيفي، تساءل أين المبعوث الأممي إلى اليمن، من خروقات جماعة الحوثي وآخرها الانقلاب على اتفاق 2024 فيما يخص البنوك والتوقف عن طباعة العملة والإجراءات المدمرة للاقتصاد؟. متسائلًا: 'لماذا لا يتحرك غروندبرغ بالسرعة القصوى إلا عندما تخطو الشرعية خطوات لحفظ اقتصاد البلد؟'. ويشير التساؤل الثاني للحذيفي، إلى رسالة 'عاجلة' وجهها المبعوث الأممي في 10 يوليو/تموز 2024، إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي، طالبه فيها رسمياً بإيقاف تنفيذ قرار البنك المركزي في عدن بسحب تراخيص البنوك الستة في صنعاء وتجميد تعاملها عبر 'سويفت'، مبررًا أن القرار قد يؤدي إلى انقطاع تحويلات وتعقيد الوضع الاقتصادي والمعيشي. معتبرًا هذا الإجراء سيسبب 'ضررًا لحياة اليمنيين وقد يؤدي إلى تصعيد عسكري'. وجاء في مقدمة الرسالة: فخامة الرئيس.. أكتب إليك خطابي هذا بأعلى درجات الاستعجال والقلق بشأن القرار الذي اتخذه البنك المركزي اليمني مؤخرًا'. ويظهر أن تاريخ الرسالة بنفس اليوم الذي صدر فيه قرار البنك في سابقة لم تحدث من قبل أي مبعوث أممي إلى اليمن، ولم يحدث في تاريخ غرودنبرغ ذاته تجاه أخطر الأحداث التي شهدتها البلاد في عهده. من جهتها، قالت الناشطة الحقوقية، وضحى مرشد، في تدوينة بحسابه على منصّة إكس، إن 'صك الحوثي لعملات معدنية مزورة تظهر عجز المجتمع الدولي، وخصوصًا المبعوث الأممي، في وضع حد لابتزاز جماعة الحوثي الإرهابية، ومساعيها المستمرة لتدمير اقتصاد بلادنا، ومفاقمة الأزمة وصولًا إلى كارثة فعلية'. فيما استغرب الناشط ناصر الطاهري، أن 'يأتي هذا الإعلان من جانب جماعة الحوثي بالتزامن مع تشديد المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن على ضرورة تجنب التصعيد بين الأطراف اليمنية، وذلك في إطار مناقشاته الأخيرة التي شملت زيارة إلى العاصمة المؤقتة عدن، وإحاطته أمام مجلس الأمن حول أولويات المرحلة المقبلة. بينما شدد السياسي عادل الشبحي، على أن 'خطوة إصدار العملة وطرح عملة معدنية بدون غطاء شرعي ومن طرف واحد من قبل الحوثيين يحتم على الشرعية تفعيل حزمة الإجراءات التي تم إيقافها العام الماضي'. التصعيد الحوثي الحرب الاقتصادية تزوير العملة المبعوث الأممي