
المخيم بين المفهوم النمطي والفعل الإبداعي
جو 24 :
تضعنا الهيئة الادارية لرابطة الكتاب الاردنيين امام ضرورات تثبيت معنى ومفهوم المخيم عند استعراضها لدوافع واهداف "مشروع الذاكرة الثقافية للمخيم" الذي تطلقه ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون .
جاء في اعلان عضو الهيئة الادارية للرابطة محمد سلام جميعان عن الـ "مشروع" انه يسعى بشكل خاص إلى "تغيير الصورة النمطية عن المخيم باعتباره مجرد مكان للجوء" لنجد انفسنا امام صورتين احداهما نمطية واخرى متجاوزة للنمط.
استخدام وصف "النمطية" يعني ان الصورة اصبحت مستهلك وعفى عليها الزمن، وبالتالي لم يعد من اللائق الاستمرار في التعامل مع المخيم باعتباره "مجرد مكان للجوء" الامر الذي ينطوي على دعوة للانقلاب على معنيي المخيم واللجوء وعدم الاكتراث بتلازمهما المفاهيمي والقانوني.
يستدعي الوصف المستخدم المتبوع بالدعوة الى التغيير البحث عن وظيفة اخرى للمخيم غير اللجوء مما يخرجه عن مبرر وجوده ـ كمكان مؤقت الى حين العودة ـ وقد يمنحه مستقبلا وظائف ومسميات اخرى وربما يدمجه في المدن توطئة لافقاده معناه كشاهد على النكبة واللجوء.
يحاول عضو الهيئة الادارية للرابطة تبرير دعوته للتغيير والتمرد على النمط باشارته الى احتضان المخيم "للطاقات والإبداع والفعل التنموي والثقافي في مختلف أشكاله" على افتراض وجود تناقض بين الصورة النمطية للمخيم والفعل الابداعي وفي ذلك مجافاة للواقع تتكشف في حال القاء نظرة خاطفة على حضور ابناء المخيمات في شبه الحياة الثقافية التي نعيشها.
ساقت الهيئة الادارية ممثلة بعضوها جميعان اهدافا اخرى لـ"مشروع الذاكرة الثقافية للمخيم" المتمرد على "الصورة النمطية" مثل "ربط المخيمات بالمدن والقرى ثقافياً وتنموياً، وتكريس الذاكرة الثقافية للقضية الفلسطينية بأبعادها المختلفة" لتضعنا امام مشهد سوريالي، بعض مفرداته انتماء ابناء المخيمات لثقافة اخرى مختلفة عن ثقافة المجتمع الاردني، وقد نجد انفسنا ـ في حال العزف على مثل هذا الوتر ـ امام توصيفات وتعريفات لثقافات اردنية مختلفة، تلتقي في عزلتها عن قضية الشعب الفلسطيني التي اعتاد المجتمع الاردني التعامل معها باعتبارها قضيته الاولى، وترى فيها الشعوب من مشارق الارض الى مغاربها رمزا للظلم والحق في العدالة.
بدت مبررات مشروع ايجاد تعريف غير نمطي للمخيم مثيرة للاستغراب في بعض الاحيان مع تاكيد الهيئة الادارية على انه "جزءًا أصيلاً من مشروع ذاكرة المكان الأوسع الذي تتبناه الرابطة، والذي يتناول الجوانب التاريخية والأنثروبولوجية والسياحية لعدد من المدن الأردنية " فالمعروف عن الانثربولوجيا انها علم دراسة الانسان، مما يعني اننا بصدد البحث عن تعريف غير نمطي لسكان المخيمات يتناسب مع تغيير الصورة "النمطية" للمخيم، ومن ثم الانزلاق الى المجهول، ولا يخلو الامر من امكانية التعامل مع المخيمات باعتبارها اماكن سياحية رغم افتقارها للمغريات التي تجذب السياح.
يزيد توقيت الدعوة لتغيير الصورة النمطية للمخيم كمكان لجوء من سوريالية الموقف، فقد جاءت فعالية رابطة الكتاب متزامنة مع اندفاعة عدوانية غير مسبوقة لشطب جوهر القضية الفلسطينية المتمثل باللاجئين، والذي ياخذ اشكالا عدة، بدء بحرمان وكالة الغوث من المساعدات الذي اوصلها الى حالة من العجز عن القيام بمهامها، ومرورا بحرب الابادة والتدمير التي يشنها الكيان الصهيوني على مخيمات قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، والمصير المجهول الذي تواجهه مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وجنوب لبنان.
تمنيت تجنب الدخول في سجال مع الزملاء في الهيئة الادارية للرابطة، ومناقشة الاهداف والمبررات في الاطر المفترضة، لكن الدعوة لتغيير صورة المخيم متداولة على وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مما يستدعي المطالبة بتوضيحات قد تساهم في تدارك الموقف ووضع حد للبس مفترض.
القضية مطروحة للنقاش والهيئة الادارية مطالبة بالتوضيح
تابعو الأردن 24 على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


روسيا اليوم
منذ 3 دقائق
- روسيا اليوم
باحث سياسي أرمني: هناك ربط في التجاوزات ضد الكنيسة في أرمينيا وأوكرانيا
وقال ميكايليان لـRT : "يود رئيس الوزراء الأرمني باشينيان أن يحظر تماما مؤسسة الكنيسة الأرمنية الرسولية، وأن يجعلها واحدة من العديد من الكنائس الأخرى، وليس الكنيسة الرئيسية. في الوقت الحالي، نلاحظ بعض التوازي مع أوكرانيا، حيث هناك أيضا مضايقات ضد الكنيسة الرئيسية...". وتابع "أعتقد أن هذه السياسة تنسق بطريقة ما بين حكومات أرمينيا وأوكرانيا ومولدوفا وغيرها. لذا، ربما هناك عامل خارجي للانسجام... أرى أن هذا جزء من الصراع الجيوسياسي في الفضاء ما بعد السوفيتي، وقد أصبحت الكنيسة الأرمنية ضحية لهذا الصراع. ليست الهدف الرئيسي، بل الضحية، لأن الهدف الآخر للحكومة الحالية في أرمينيا هو قطع الروابط مع روسيا." المصدر: RT

أخبار السياحة
منذ 4 دقائق
- أخبار السياحة
د.ميرنا القاضي تكتب: أسرار الهندسة الصوتية في الحضارات القديمة
في البدء، لم يكن الكون صامتًا، كانت الأصوات تُخلق قبل الكلمات، وكانت الذبذبات تُكتب على جدران الوجود قبل اختراع الأبجدية. وحدهم القدماء أدركوا أن الصوت ليس مجرد أداة للنطق… بل لغة خفية تتواصل بها الأكوان، وأن النغمة التي تُقال في الوقت والمكان الصحيح، يمكنها أن تُحرك ما لا يُحرّك، وتفتح ما لا يُفتح. من غابات المايا إلى صروح مصر، ومن طين أور إلى صمت وادي السند، برع الإنسان القديم في بناء ما يشبه 'المعابد الصوتية'… أماكن لا تُصلي فيها فحسب، بل تتردد فيها ذبذباتٌ تهزّ الروح وتُعيد ترتيب الداخل كما يُعاد ترتيب الكون. المايا… حين بكت الصفارات، وتكلّمت الصخور ليست أسطورة، في أعماق أدغال يوكاتان، وفي أطلال معابد كـ'تشيتشن إيتزا' و'بالينكي'، سُجّلت أصواتٌ غريبة تنبعث من تجاويف الجدران ومن صخور نُحتت بدقة لا تُصدق، كان الناس يصفقون فتعود إليهم الصرخة، لا كصدى… بل كنغمة طائر 'كيتزال'، رمز الروح في المعتقد الماياني، أما الكهنة، فكانوا يحملون صفارات خزفية تُصدر أنينًا بشريًا مروّعًا، يُستخدم لاستدعاء الأرواح، أو لفتح أبواب ما يسمّونه 'التيول'، العالم الآخر. لكن الأعجب: أن بعض الصخور كانت تصدر ذبذبات عند اقتراب زلزال، وكأنها أجهزة استشعار بدائية، زرعها القدماء لتُعلمهم أن الأرض تغلي من الداخل، فهل كانت تلك المعابد مُعدّة لتكون مستقبِلات للكون؟، هل فهم المايا أن الصوت لغةٌ تُكتب على سطح العالم وتُقرأ بالأذن المهيّأة؟ المصريون… حيث كل حجر يرتّل في مصر القديمة، لم تكن الكلمة تُقال إلا إذا كانت موزونة، ولم يكن اسم الإله يُنطق إلا على مقامه، الكهنة لم يكونوا خُدّام آلهة، بل مهندسو ذبذبات، في الكرنك، كل عمود وُضع ليعيد توجيه الصوت. وفي دندرة، داخل غرفة معزولة عن صخب المعابد، كان الكهنة يدخلون ليهمسوا — فقط ليهمسوا — فيرتدّ الهمس موجة، ويعود إليهم وهم ليسوا كما دخلوا. غرفة الرنين في معبد حتحور بدندرة، مكوّنة من حجر مصمت وسقف منخفض، تعيد للصوت تردده، حتى يشعر المتكلم بأن الجدران تهمس له… لا العكس، تردد هذه الغرفة — كما أثبتته الدراسات الحديثة — 111 هرتز، وهو التردد الذي تُحفَّز به القشرة الدماغية الصدغية، مما يخلق شعورًا بالانفصال عن الجسد… أو بلغة الكهنة: الاتحاد مع النجوم، وكان الكهنة يتبعون تقويمًا صوتيًا، لا فلكيًا فقط، لم تكن الطقوس تُقام في أي وقت، بل في اللحظة التي 'يستقيم فيها صوت الأرض مع نغمة السماء'. حضارة الإنكا (بيرو) – معابد كوسكو وساكسايوايمان استخدم الإنكا حجرًا يُسمى 'الديوريت' له خاصية عجيبة في عكس الصوت وتضخيمه، بعض مواقعهم المقدسة بُنيت عند تقاطعات جبلية معينة يُصدر فيها الصوت أصداء متعدّدة — ما اعتبروه 'بوابات روحية'، في قلعة 'أولايتايتامبو'، تتردد التراتيل بشكل حلزوني، مما يدفع البعض لتسميتها 'غرفة البوابة الصوتية للآلهة أور… حين رتّل السومريون الطين في معابد سومر وبابل، وُجدت ألواح طينية تحوي تراتيل لا تُقرأ ككلمات، بل كموسيقى، كل سطر فيها يُنطق بوزن، وكل رمز يُختار بحسب النغمة، في الزقورات، كانت الكاهنات يُلقين التراتيل أمام مذبح الطين، فيصدح الصوت، ويرتدّ مضاعفًا بسبب بنية الجدران وقنوات الهواء الخفية، تشير بعض الدراسات أن الزقورات لم تكن معابد فقط، بل أجهزة تضخيم صوتي روحي، توصل الصوت إلى الآلهة — أو إلى عوالم موازية، وتظهر نقوش نادرة تشير إلى أن الكلمة، إذا نُطقت خطأ، قد تجلب الفوضى، وإذا نُطقت بنغمتها الصحيحة، تُعيد توازن ما فوق وما تحت. مفردات واضحة لنظام كوني يعتمد على الصوت، لا على الكلمة. وادي السند، حين ينطق الصمت، في موهينجو دارو وهارابا، لم تُترك نصوص واضحة، لكن الأبنية تتكلم، الغرف مقببة، والجدران مائلة بزوايا غير عشوائية، والأرضيات مصممة لتعكس الصوت، لا لتمتصه،أحواض الماء تعيد الصدى، وتجاويف صغيرة تُحدث ذبذبات عند السير عليها. بل إن توزيع الطوب نفسه يُظهر نمطًا منتظمًا يشبه الأنظمة الصوتية الحديثة، يرجّح العلماء أن هذه الأبنية صُممت للطقوس التأملية، حيث يُستخدم الصوت كأداة تحوّل داخلي، لم يكونوا يتكلمون… بل ينطقون بالصمت الذي يصدر ذبذباته من الجدران نفسها. حضارة النبطيين – البتراء (الأردن) في البتراء، وخاصة في المسرح النبطي والمعابد العليا، يُلاحظ أن الصوت ينتقل بوضوح من نقطة معينة حتى آخر المقاعد — رغم انعدام أي تقنية صوتية. التصميم النبطي للمذبح العالي يوحي بفهمهم لتوجيه الصوت أثناء الطقوس الدينية، وربما لتمرير 'ترانيم مقدسة' إلى الجماهير دون عناء. معابد صوتية… أم آلات سماوية؟ إذا تأملتِ المشترك بين هذه الحضارات البعيدة، ستجد رابطًا مدهشًا: كلها استخدمت الصوت كقوة فاعلة، كلها صمّمت أبنيتها بحيث تتجاوب مع الذبذبات، وكلها آمنت أن 'النغمة' إذا وُضعت في الزمان والمكان الصحيح، تُغيّر الواقع، هل كانت تلك المعابد مجرد مبانٍ للعبادة؟ أم كانت أجهزة صوتية معقدة، تُعيد برمجة العقل، وتُجري اتصالًا بين الإنسان والسماء؟، هل كان الكاهن هو المايسترو، والمعابد هي الآلات، والطقوس هي السيمفونية الكونية الكبرى؟ النهاية ليست نهاية… بل نداء للإنصات نحن لا نفتقد المعابد… بل نفتقد آذان الذين سمعوا المعابد وهي تتكلم، نحن لا نحتاج إلى بناء جديد… بل إلى وعي قديم، الصوت ليس رفاهية… بل ذاكرة، الحجارة ليست جامدة… بل تحتفظ بالذبذبة الأولى، وما بُني ليُرنّم، لا ينبغي أن يُهمل، بل يُصغى إليه. فهل نحن مستعدون لسماع 'أصداء الأزل'؟، أم أن صمتنا هذا… هو ضجيجنا الحقيقي؟


Sport360
منذ 5 دقائق
- Sport360
الأهلي يمنح وسام مُهلة أخيرة وملف داري في يد الخطيب
سبورت 360- قررت إدارة النادي الأهلي ، منح الدولي الفلسطيني وسام أبو علي مهاجم الفريق الأول لكرة القدم، منحه آخر مهلة لتحديد موقفه من الاستمرار مع الفريق أو الرحيل خلال الأيام القليلة المقبلة قبل بداية المعسكر. مهلة أخيرة أمام وسام لتحديد موقفه قبل بداية معسكر الأهلي وأبلغ مسئولو الأهلي ، اللاعب ووكيله إن النادي متمسك بطلباته التي تم إبلاغهم بها خلال الفترة الأخيرة وهي الحصول على 10 مليون دولار + 20% من إعادة البيع. وفي سياق متصل، وضع محمد يوسف المدير الرياضي للنادي الأهلي، ملف رحيل أو بقاء المغربي أشرف داري مدافع الفريق، في القلعة الحمراء في يد الكابتن محمود الخطيب رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي. ويمتلك المدافع المغربي، عرضان من قطر حتى الأن ولكن القرار لم يتم اتخاذه حتى الأن وتم تسليم الملف للكابتن الخطيب، حسبما ذكر الإعلامي خالد الغندور خلال برنامجه ستاد المحور. وأوضح أن الأهلي في حالة الموافقة على رحيل داري هناك 3 مدافعين أجانب تم تقديمهم من جانب الاسكوتنج تييم للتعاقد مع أحدهم في حال احتياج الفريق لذلك. وانضم داري إلى الأهلي قادمًا من نادي ستاد بريست الفرنسي مقابل مليون و 800 ألف دولار والعروض المقدمة للنادي الأهلي تصل إلى 2 ونصف مليون دولار.