logo
أبو بكر باذيب: مارك روته أقنع دول الناتو بزيادة الإنفاق العسكري تحقيقًا لمطلب ترامب

أبو بكر باذيب: مارك روته أقنع دول الناتو بزيادة الإنفاق العسكري تحقيقًا لمطلب ترامب

البوابةمنذ 2 أيام
قال أبو بكر باذيب رئيس المركز الأوروبي لقياس الرأي، إنّ زيارة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" مارك روته إلى واشنطن على مدار يومين تأتي في توقيت بالغ الأهمية، لا سيما بعد قمة الحلف الأخيرة، وفي ظل التصعيد المستمر بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف باذيب، في تصريحات مع الإعلامية مارينا المصري، مقدمة برنامج "مطروح للنقاش"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن روته يحمل معه أجندة مليئة بالتفاصيل الحيوية، ومن أبرز الملفات المطروحة على طاولة النقاش مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأعضاء الإدارة الأمريكية مسألة استمرارية دعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي.
مارك روته نجح في تحقيق أحد أبرز مطالب الرئيس الأمريكي
وتابع، أنّ مارك روته نجح في تحقيق أحد أبرز مطالب الرئيس الأمريكي، والمتمثل في إقناع معظم دول الناتو برفع ميزانياتها العسكرية إلى 5% من إجمالي موازناتها العامة، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ الحلف.
وأوضح، أن هذا التحول جاء استجابة مباشرة للضغوط التي مارستها الإدارة الأمريكية، ما يمنح روته ورقة قوة في المفاوضات مع واشنطن لتأكيد ضرورة التزام الولايات المتحدة بمسؤولياتها داخل الحلف، خصوصًا فيما يتعلق بدعم أوكرانيا.
وأشار رئيس المركز الأوروبي لقياس الرأي، إلى أن روته سيؤكد خلال زيارته أن على الولايات المتحدة، كعضو رئيسي في الناتو، أن تستمر في أداء دورها في المنظومة الدفاعية الجماعية، ليس فقط على المستوى العسكري، وإنما أيضًا فيما يتعلق بالاستراتيجيات المشتركة لحماية الأمن القومي الأوروبي، خصوصًا على الحدود مع روسيا، حيث تزداد وتيرة التهديدات والتصعيد.
وأكد، أنّ مارك روتا سيطالب الإدارة الأمريكية بالوفاء بالتزاماتها، خاصة في ظل ما يعتبره الأوروبيون وعودًا غير منفذة من قبل واشنطن بعد وصول الإدارة الحالية إلى البيت الأبيض، متابعًا، أن استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا لا يُعد مسألة ثانوية، بل يمثل التزامًا استراتيجيًا لضمان استقرار الأمن الأوروبي والدولي في ظل الأوضاع الراهنة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: سيتم تزويد أوكرانيا بصواريخ "باتريوت" عبر توريدها من ألمانيا
ترامب: سيتم تزويد أوكرانيا بصواريخ "باتريوت" عبر توريدها من ألمانيا

سبوتنيك بالعربية

timeمنذ 2 ساعات

  • سبوتنيك بالعربية

ترامب: سيتم تزويد أوكرانيا بصواريخ "باتريوت" عبر توريدها من ألمانيا

ترامب: سيتم تزويد أوكرانيا بصواريخ "باتريوت" عبر توريدها من ألمانيا ترامب: سيتم تزويد أوكرانيا بصواريخ "باتريوت" عبر توريدها من ألمانيا سبوتنيك عربي صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، بأن أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" ترسل بالفعل إلى أوكرانيا، وسيتم توريدها من ألمانيا، التي ستقوم بدورها... 16.07.2025, سبوتنيك عربي 2025-07-16T05:56+0000 2025-07-16T05:56+0000 2025-07-16T05:56+0000 أخبار أوكرانيا روسيا أخبار روسيا اليوم العالم أخبار العالم الآن ترامب دونالد ترامب الولايات المتحدة الأمريكية باتريوت وقال ترامب لدى وصوله إلى واشنطن قادما من بنسلفانيا، ردا على سؤال صحفي حول توريد صواريخ "باتريوت" إلى كييف: "يتم إرسالها بالفعل. تأتي من ألمانيا، ثم تستبدل بألمانيا، وفي جميع الأحوال، تتلقى الولايات المتحدة كامل ثمنها".وبعد اجتماعه مع الأمين العام لحلف "الناتو" مارك روته، في البيت الأبيض، الاثنين الماضي، صرّح ترامب للصحفيين بأن أوكرانيا ستستلم قريبا 17 نظام "باتريوت" من دولة لا تحتاج إليها حاليًا. ومع ذلك، لم يتضح من تصريح ترامب ما إذا كان يقصد النظام بأكمله.وفي 11 يوليو/تموز الجاري، أعلن ترامب أن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي تعد الولايات المتحدة عضوا فيه، سيدفع ثمن الأسلحة الأمريكية التي سيزود بها الحلف أوكرانيا لاحقًا، في حين أوضح الرئيس الأمريكي أن الاتفاق المقابل مع الحلف قد تم التوصل إليه في قمة الحلف، في يونيو/حزيران الماضي، والذي بموجبه "تزود الولايات المتحدة "الناتو" بالأسلحة، وسيسدد "الناتو" التكلفة الكاملة لهذه الأسلحة".وتعتقد روسيا أن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا تعيق التسوية، وتورط دول "الناتو" بشكل مباشر في النزاع، وتعتبر "لعبا بالنار".وأشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى أن أي شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستكون هدفا مشروعا لروسيا. وبدوره، صرح الكرملين بأن إمداد الغرب لأوكرانيا بالأسلحة لا يسهم في المفاوضات، وسيكون له تأثير سلبي.ترامب: سأرسل صواريخ "باتريوت" إلى أوكرانياالكرملين: إمدادات الأسلحة الأمريكية لكييف مستمرة وأوروبا ستدفع ثمنها الولايات المتحدة الأمريكية سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي أخبار أوكرانيا, روسيا, أخبار روسيا اليوم, العالم, أخبار العالم الآن, ترامب, دونالد ترامب, الولايات المتحدة الأمريكية, باتريوت

ما هي صواريخ «باتريوت»؟.. وماذا تعني لأوكرانيا؟
ما هي صواريخ «باتريوت»؟.. وماذا تعني لأوكرانيا؟

العين الإخبارية

timeمنذ 3 ساعات

  • العين الإخبارية

ما هي صواريخ «باتريوت»؟.. وماذا تعني لأوكرانيا؟

لا تأتي أنظمة الدفاع المتطورة مجرد دعم عسكري، بل تحمل معها رسائل استراتيجية تتجاوز حدود السلاح، وهو ما ينطبق على صواريخ "باتريوت". إذ لاقى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حصول أوكرانيا على أنظمة صواريخ "باتريوت" ضمن حزمة أسلحة جديدة ترحيبا حارا في كييف، التي تعاني من قصف روسي ليلي. وفي الأسابيع الأخيرة، قدم الرئيس فولوديمير زيلينسكي طلبات متكررة للحصول على صواريخ "باتريوت"، في ظل إرسال موسكو أعدادا قياسية من الطائرات المسيرة والصواريخ. لكن إعلان ترامب لم يتضمن سوى تفاصيل قليلة، ولا تزال هناك تساؤلات جوهرية حول عدد الصواريخ التي ستستلمها أوكرانيا، وموعد وصولها، ومن سيوفرها. ما هو نظام الدفع الصاروخي الأمريكي "باتريوت"؟ يُعد نظام الدفاع الصاروخي الرئيسي للجيش الأمريكي، وهو اختصار لعبارة "رادار تتبع المصفوفة المرحلية لاعتراض الهدف". وقد أثبت هذا النظام جدارته مؤخرا الشهر الماضي، عندما ساعد في إسقاط 13 صاروخا من أصل 14 صاروخا إيرانيا أُطلقت على قاعدة العديد الجوية التابعة لسلاح الجو الأمريكي في قطر.بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في "سي إن إن". قدرات أحدث إصدارات صواريخ "باتريوت" الاعتراضية قادرة على: اعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة المدى. اعتراض صواريخ كروز. اعتراض الطائرات المسيرة القادمة على ارتفاعات تصل إلى 15 كيلومترا ولمسافات تصل إلى 35 كيلومترا. لهذا السبب تحتاجه أوكرانيا يقول المحللون إن هذا يمنح بطارية "باتريوت" واحدة القدرة على تغطية مساحة تتراوح بين 100 و200 كيلومتر مربع، وذلك حسب عدد منصات الإطلاق الموجودة في البطارية، والتضاريس المحلية، وظروف أخرى. وهذه مساحة صغيرة في بلد بحجم أوكرانيا، حيث تبلغ مساحتها الإجمالية أكثر من 603,000 كيلومتر. ومن هنا، تقول "سي إن إن" الأمريكية، إن أوكرانيا تحتاج إلى عدة بطاريات باتريوت جديدة. ماذا عن بطارية "باتريوت"؟ تتكون البطارية من ست إلى ثماني منصات إطلاق صواريخ، كل منها قادر على حمل ما يصل إلى 16 صاروخا اعتراضيا، بالإضافة إلى رادار مصفوفة طورية، ومحطة تحكم، ومحطة توليد طاقة - جميعها مثبتة على شاحنات ومقطورات. يعمل حوالي 90 شخصا في بطارية "باتريوت"، لكن ثلاثة جنود فقط في مركز القيادة والتحكم يمكنهم تشغيلها في حالة قتالية، وفقا لتقارير عسكرية أمريكية. تكلفة باهظة تُعد بطارية "باتريوت" باهظة الثمن، حيث تبلغ تكلفة الإعداد الكامل للقاذفات والرادارات والصواريخ الاعتراضية أكثر من مليار دولار، وفقا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS). وتصل تكلفة نظام اعتراض واحد إلى 4 ملايين دولار، مما يجعل استخدامه ضد الطائرات الروسية المسيرة الرخيصة التي قد تكلف 50 ألف دولار فقط أمرًا صعبا، وفقا لتقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، خاصة وأن روسيا ترسل مئات الطائرات المسيرة يوميا في هجماتها الأخيرة على أوكرانيا. وفيما يتعلق بأحدث عملية نقل، أفاد مسؤولون أمريكيون أن صواريخ "باتريوت" يمكن أن تصل إلى أوكرانيا بشكل أسرع إذا نُقلت من حلفاء الناتو الأوروبيين إلى أوكرانيا، مع استبدالها بأنظمة تم شراؤها من الولايات المتحدة. وقال ترامب إن بعض أو كل بطاريات باتريوت الـ 17 التي طلبتها دول أخرى يمكن أن تصل إلى أوكرانيا "بسرعة كبيرة"، وفقا لتقرير رويترز. وبحسب تقرير "التوازن العسكري 2025" الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فإن ستة من حلفاء الناتو - ألمانيا واليونان وهولندا وبولندا ورومانيا وإسبانيا - يمتلكون بطاريات باتريوت في ترساناتهم. لا حل سحري وصرح الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، يوم الإثنين، بأن عدة دول - منها ألمانيا وفنلندا والدنمارك والسويد والنرويج - قد تكون موردا محتملا للمعدات الجديدة، لكنه لم يذكر على وجه التحديد أن صواريخ باتريوت قادمة من تلك الدول. كان هناك قلق داخل الجيش الأمريكي وخارجه من أن مخزونات صواريخ باتريوت الأمريكية قد تكون محدودة للغاية. وفي هذا الصدد، قال الجنرال جيمس مينجوس، نائب رئيس أركان الجيش، في حوار بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في وقت سابق من هذا الشهر: "إنها أكثر عناصر قوتنا إرهاقا". وأعلنت أوكرانيا أنها بحاجة إلى 10 بطاريات باتريوت جديدة لحماية نفسها من الهجمات الروسية المتزايدة بالصواريخ والطائرات المسيرة. استلمت كييف بالفعل ست بطاريات باتريوت جاهزة للعمل - اثنتان من الولايات المتحدة، واثنتان من ألمانيا، وواحدة من رومانيا، وواحدة مشتركة من ألمانيا وهولندا، وفقًا لمنظمة "العمل ضد العنف المسلح" (Action on armed Violence) لمراقبة الأسلحة ومقرها المملكة المتحدة. ويرى خبراء أن بطاريات باتريوت وحدها لا تكفي لإنهاء الحرب في أوكرانيا. و لكي يكون لحزمة الأسلحة تأثير حقيقي على ساحة المعركة، يجب أن تشمل أكثر من مجرد أنظمة دفاع جوي، بحسب ويسلي كلارك، الجنرال المتقاعد في الجيش الأمريكي والقائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في حديثه لشبكة "سي إن إن". وقال كلارك: "إذا أردتم وقف هذا الأمر حقا، فعليكم ضرب روسيا، ويجب أن تضربوا بعمق. عليكم أن تصوبوا النار نحو الرامي، لا نحو السهام التي تهاجمكم". aXA6IDE5My40Mi4yMjcuMTQ3IA== جزيرة ام اند امز PT

أمريكا تطرق أبواب مالي.. فرص «مشروطة» وسط ظلال موسكو
أمريكا تطرق أبواب مالي.. فرص «مشروطة» وسط ظلال موسكو

العين الإخبارية

timeمنذ 3 ساعات

  • العين الإخبارية

أمريكا تطرق أبواب مالي.. فرص «مشروطة» وسط ظلال موسكو

في لحظة تعاد فيها رسم خرائط النفوذ الجيوسياسي في الساحل الأفريقي، تحاول واشنطن استعادة موطئ قدم في منطقة بدأت تنزلق من بين يدي القوى الغربية، لصالح قوى أخرى. واعتبر محللون تحدثت إليهم «العين الإخبارية» أن زيارة المبعوث الأمريكي رودولف عطا الله إلى مالي، تؤكد أن «واشنطن تدخل السباق هذه المرة بخطاب جديد قوامه احترام السيادة، وشراكات لا تقوم على التبعية، ومحاولة لفك ارتباطها بالإرث الفرنسي الذي بات مرفوضاً محلياً، في مقابل الحد من تغلغل دول أخرى مثل روسيا». وأكد المحللون أن زيارة عطا الله إلى باماكو تُعد اختبارًا أوليًّا لرغبة واشنطن في العودة، ولقدرة مالي على المناورة بين المحاور الدولية دون الوقوع في فخ الاصطفاف. زيارة المبعوث واختتم المبعوث الأمريكي الخاص، رودولف عطا الله، زيارته إلى العاصمة المالية باماكو، والتي استمرت عدة أيام، الأحد الماضي، وشهدت سلسلة من اللقاءات والمباحثات مع كبار المسؤولين الماليين، بينهم وزيرا الخارجية والأمن. لكنه لم يلتقِ بالرئيس الانتقالي أسيمي غويتا أو وزير الدفاع ساديو كامارا المعروف بقربه من روسيا، في إشارة إلى حساسية التوازنات الدولية في مالي. الدعم الكامل وخلال الزيارة، قدّم المبعوث الأمريكي عرضًا رسميًا لتعزيز التعاون الأمني والعسكري بين الولايات المتحدة ومالي، مؤكدًا استعداد واشنطن لتقديم الدعم الكامل للسلطات المالية. وفي تصريح صحفي عقب ختام الزيارة، قال عطا الله: "جئت إلى مالي مبعوثًا من البيت الأبيض لعرض دعمنا الكامل للسلطات المالية". وأضاف: "نحن نمتلك أقوى جيش في العالم، وننتج أكثر الأسلحة تطورًا، ونحن الأقدر على مواجهة التهديدات الإرهابية". وحول علاقات مالي مع روسيا، قال عطا الله إن هذا "خيار سيادي نحترمه"، مشددًا في الوقت ذاته على الأهمية الإستراتيجية التي تمثلها مالي بالنسبة للولايات المتحدة. من جانبها، أكدت السلطات المالية أن أي شراكة دولية يجب أن تقوم على ثلاثة مبادئ أساسية: الاحترام الكامل لسيادة مالي، احترام خياراتها الاستراتيجية، وضمان أن تكون مصلحة الشعب المالي في صلب أي تعاون دولي. تحولات عميقة وتأتي زيارة المبعوث الأمريكي، المساعد الأول لمكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في وقت تشهد فيه منطقة الساحل الأفريقي تغيرات على المستويين الأمني والجيوسياسي. وتراجعت مكانة القوى الغربية التقليدية، وتقدمت قوى جديدة مثل روسيا وتركيا مستفيدة من الفراغ الناتج عن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا. خارطة طريق ورغم أن زيارة المبعوث الأمريكي لم تفضِ إلى توقيع اتفاقيات رسمية، إلا أن الجانبين اتفقا على خارطة طريق تقنية، تضمنت عقد اجتماعات على مستوى الخبراء الأمنيين. وقد يكون ذلك اختبارًا لإمكانية إعادة بناء الثقة بين الطرفين. ويبدو أن السلطات المالية تسعى إلى تنويع شركائها دون الوقوع في التبعية لمحور بعينه. ورأى خبراء أن النتائج الأولية للزيارة محدودة على المستوى المؤسساتي، لكنها مهمة من الناحية الرمزية، وذلك باستئناف الحوار الرسمي بعد قطيعة دامت أكثر من ثلاث سنوات، إضافة إلى أن تأكيد الجانب الأمريكي على احترام السيادة يمثل تحولًا في المقاربة الأمريكية تجاه دول الساحل الأفريقي. توقيت حساس الخبير المصري في الشؤون الأفريقية الدكتور رامي زهدي يرى من جانبه أن زيارة المبعوث الأمريكي لباماكو تأتي في توقيت بالغ الحساسية، وفي وقت تحاول الولايات المتحدة شراء أي شيء وكل شيء حتى ولو قسرًا. وقال زهدي لـ«العين الإخبارية»: تختلف الأثمان المعروضة ما بين ترغيب وترهيب، مساعدات أو تهديدات أو شراكات، منها ما هو عادل ومنصف ومنها ما هو جَورٌ وظلم. وأضاف أن مالي، تشهد تحولًا استراتيجيًا الآن في تحالفاتها الدولية، إذ عمدت منذ تغيير النظام الحاكم عام 2021 إلى تقليص الاعتماد على الشركاء الغربيين، وعلى رأسهم فرنسا، وبدأت توطيد العلاقات مع روسيا بشكل غير مسبوق وفي كل المجالات، وخاصة العسكرية. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تنظر بقلق متزايد إلى تمدد النفوذ الروسي في الساحل الإفريقي، وقال إن ذلك يأتي بعد أن أصبحت مجموعة "فاغنر" أو بدائلها، ممثلة في الفيلق الروسي الأفريقي، شركاء ميدانيين للجيوش المحلية، كما هو الحال في مالي وبوركينا فاسو والنيجر. دلالة سياسية وأوضح الخبير المصري أن زيارة المبعوث الأمريكي تحمل دلالة سياسية واضحة، مفادها أن واشنطن لم تتخلَ عن نفوذها في مالي، وتسعى لإعادة التموضع عبر أدوات غير فرنسية، بما فيها العروض المباشرة للتعاون الأمني والاستخباراتي. وقال إن الحلف الأوروبي-الأمريكي في أفريقيا لم يعد بذات القوة بعد خروج القوات العسكرية الفرنسية وظهور التنافس بينهما. وأضاف أنه وفقًا للتسريبات والتصريحات الرسمية، فإن المبعوث الأمريكي قدم عرضًا رسميًا لتعزيز التعاون الأمني والعسكري مع مالي، مع التركيز على تدريب القوات المسلحة المالية، ومشاركة المعلومات الاستخباراتية حول الجماعات الإرهابية، إضافة إلى تقديم مساعدات لوجستية وتقنية في مواجهة التهديدات المتطرفة، خاصة في وسط مالي ومنطقة الحدود بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو. وتابع: «كما ألمحت واشنطن إلى استعدادها لدعم مالي اقتصاديًا وإنسانيًا إذا أعادت التموضع في علاقاتها الدولية». رد فعل وأكد الخبير المصري أنه من المهم هنا فهم المنطق السياسي للعسكريين في باماكو. وقال إن السلطات الانتقالية في مالي، بقيادة الكولونيل أسيمي غويتا، تعطي الأولوية للاستقلالية في القرار الوطني، وهو ما كان دافعًا أساسيًا نحو الانفصال التدريجي عن فرنسا. وأشار إلى أن التقارب مع روسيا جاء كرد فعل استراتيجي على الإحباط من التجربة الغربية، وليس حبًا في موسكو. وأوضح أن العرض الأمريكي قد يُقابَل بنوع من الترحيب المشروط، بحيث لا يُنظر إليه كبديل عن روسيا، بل كنوع من تنويع الشركاء. ولم يرجح أن تقدم مالي تنازلات سياسية كبيرة للغرب في هذه المرحلة، لكنها قد تستثمر الزيارة لتحقيق توازن أكبر. التنافس الدولي وأشار إلى أن تقارب مالي مع روسيا لا يزال قويًا، خاصة في المجال العسكري، حيث تؤدي قوات فاغنر أو حلفاؤها أدوارًا ميدانية ملموسة في تأمين المواقع الحيوية، وتدريب القوات، ومكافحة التمرد. وقال: مع ذلك، فإن مالي قد تسعى للاستفادة من التنافس الدولي على أرضها، عبر فتح قنوات مزدوجة مع موسكو وواشنطن، دون أن تضطر إلى الاصطفاف بشكل أحادي. ورجّح ألا تتأثر العلاقة بين مالي وروسيا سلبًا إلا إذا اشترطت واشنطن انسحاب فاغنر أو تقليص التعاون الروسي كشرط للمساعدة، وهو ما قد ترفضه باماكو بشكل واضح. ورأى أن مالي لن تعود إلى الحظيرة الغربية بالشكل التقليدي، لكنها منفتحة على علاقات براغماتية مع الجميع، بشرط احترام سيادتها وقراراتها الوطنية. وقال إن الولايات المتحدة قد تجد فرصة لتوسيع نفوذها مجددًا، شريطة أن تُظهر تفهمًا للواقع الجديد في الساحل الإفريقي، وأن تفصل نفسها عن الإرث الفرنسي الذي أصبح عبئًا سياسيًا هناك. وأوضح أن التعاون الأمريكي – المالي مرهون بمدى مرونة الطرفين، وبقدرة واشنطن على تقديم حوافز حقيقية دون شروط فوقية. وقال إن روسيا من جهتها قد تُسرّع خطواتها لتعزيز حضورها العسكري والاقتصادي في مالي تحسبًا لأي اختراق أمريكي جديد. ستتطور ببطء من جهته رأى عميد كلية الدراسات العليا والبحث العلمي في الجامعة الإسلامية في النيجر والكاتب المتخصص في غرب أفريقيا الدكتور علي يعقوب أن زيارة المبعوث الأميريكي لباماكو لن تؤثر في التعاون بين مالي وروسيا. وقال يعقوب لـ«العين الإخبارية» إن أمريكا لن تدخل في تعاون عسكري مباشر مع مالي مبكرا، مضيفا: «أرى أن العلاقات بين أمريكا ومالي ستتطور ببطء في مجالات أخرى، مثل الاقتصاد والثقافة والتنمية على وجه الخصوص». ولفت إلى أن «باماكو قد ترفض العلاقات الأمنية والعسكرية مع أمريكا في الوقت الحالي، لأن النيجر وبوركينا فاسو قد يعارضان ذلك"، متوقعا أن تأتي هذه الزيارة بنتائج إيجابية. وقال إنها ستمهد الطريق لعودة العلاقات بين البلدين وكذلك بين واشنطن من جهة والنيجر وبوركينا فاسو من جهة أخرى. باب جديد أما الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بالنيجر الحسين طالبي فيرى أن مالي بصدد ربط العلاقات مع كل شريك جاد، وأنها مستعدة لقبول مبدأ احترام سيادتها. وقال طالبي لـ«العين الإخبارية» إن زيارة المبعوث الأمريكي إلى مالي تؤكد ذلك، متوقعا أن الزيارة ستفتح بابا جديدًا لتعاون متوازن رابح، بدون أن يؤثر ذلك على تقرب باماكو من موسكو كما يتمناه حكام مالي الحاليين. وأضاف: «نعتقد أن الولايات المتحدة تحاول البقاء بقرب مالي وتحقيق شراكات إستراتيجية، كي لا تترك الفراغ لروسيا وحلفائها». وتابع: «كلما انتبهت السلطات المالية، وركزت على كل ما يحمي مجدها ومصالحها في إطار هذه الشراكات سيعطيها ذلك فرصة الغلبة والانتفاع من تنافس هاتين القوتين». aXA6IDEwNC4yMzkuMTExLjIwMSA= جزيرة ام اند امز US

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store