logo
فلسطين… بوصلة الأمة التي لا ينبغي أن تضيع!أحمد بن محمد العامري

فلسطين… بوصلة الأمة التي لا ينبغي أن تضيع!أحمد بن محمد العامري

ساحة التحريرمنذ 3 أيام
فلسطين… بوصلة الأمة التي لا ينبغي أن تضيع!
أحمد بن محمد العامري
في زمن تعالت فيه أصوات الشعارات، وازدحمت فيه المنابر بالخطب الرنانة، تقف الأمة العربية والإسلامية اليوم أمام سؤال مصيري: هل الحكام العرب يؤمنون حقًا أن الله فوق الأعلام التي يرفعونها في أوطانهم؟ وهل الشعارات التي يرفعونها تعبّر عن قناعات صادقة، أم أصبحت مجرد زينة تُعلّق في المناسبات وتُطوى مع انتهاء الخطاب؟
إن صدق الإيمان لا يقاس بما يقال في الإعلام أو بما يُرفع من شعارات، إنما بما يُترجم إلى أفعال تحمي الكرامة، وتصون الحقوق، وتدافع عن المقدسات.
فالأوطان لا تصان بالتصريحات، ولا تُحفظ هيبة الأمة بالتلويح بالأعلام، إنما بصون الحق ودفع الباطل والقيام بالواجب الشرعي والتاريخي.
اليوم، كما مرّت علينا من قبل أيام عجاف، تعيش الأمة العربية ذات الأيام العجاف من تاريخها، فالقضية الفلسطينية تتعرض لأبشع صور التصفية؛ الناس تُقتل والأرض تُنتهك والمقدسات تُدنّس، في حين يقف العالم الحر ليعلن تضامنه مع الحق الفلسطيني، للأسف، نجد بعض حكام العرب في موقف المتفرج أو المتواطئ، وكأن الأمر لا يعنيهم. ولكن ما يثلج الصدر ولله الحمد والمنة، أننا نجد أحرار العرب من المحيط إلى الخليج ما زالوا يرددون بصوت واحد: فلسطين هي القضية المركزية، والعودة حق لا يسقط بالتقادم، و'حل الدولتين' هو الحل والمطلب وهو الكرامة، والكرامة العربية لا تقبل أن تُداس تحت أقدام الاحتلال.
فلسطين ليست مجرد قضية سياسية عابرة وليست ملفًا تفاوضيًا على طاولة المصالح. فلسطين هي البوصلة الأخلاقية والشرعية التي تحدد موقع الأمة بين الأمم. فمن وقف معها فهو مع الحق، ومن تخلى عنها فقد خان الأمانة التي سيُسأل عنها أمام الله، وأمام التاريخ، وأمام الشعوب.
لقد أثبتت الأحداث أن فلسطين لا تخص الفلسطينيين وحدهم؛ كون فلسطين ليست قضية حدود، إنما قضية عقيدة ووجود، قضية قرآن وتوراة وتلمود، لذا هي قضية العرب والمسلمين جميعًا، وكذلك هي قضية الإنسانية كلها، لذا نشاهد أحرار العالم من كل دين وجنس ولون يلتفون اليوم حول فلسطين لأنها تمثل الضمير الحي في هذا الزمن الذي طغت فيه المصالح، وتجاهلت فيه بعض حكومات العالم والمنظمات الدولية صوت العدالة.
أما في العالم العربي، فإن عيون الشعوب شاخصة نحو الحكام، تنتظر منهم موقفًا يليق بحجم المسؤولية. أنتم اليوم أمام امتحان عظيم: هل ستكونون على قدر المهمة التي وضعها الله في أعناقكم، أم ستتكرر خيبات التاريخ ويُضاف إلى صفحات الذل والهوان العربي صفحة جديدة؟
خذلان القضية الفلسطينية ليس مجرد موقف سياسي عابر، إنما خيانة للأمة وتفريط في الأمانة، ومن يفرّط في القدس والأقصى يفرّط في شرف الأمة، ومن يترك الفلسطينيين وحدهم في الميدان، يخسر احترام الشعوب ويفقد مكانته أمام الله أولًا، ثم أمام الضمير العربي والعالمي.
لكن ما زال هناك متسع من الوقت للعودة إلى الطريق الصحيح، ولا تزال في اليد فرصة للتدارك. لأن فلسطين هي الشمال الحقيقي لبوصلة الأمة وهي المعيار الأخلاقي الذي يحدد من يقف مع العدل والحق، ومن اختار أن يكون في صف الباطل والتطبيع والخضوع.
إن حق العودة ليس شعارًا سياسيًا، بل هو التزام تاريخي لا يسقط، ومطلب أحرار العرب من المحيط إلى الخليج اليوم هو 'حل الدولتين'. فالكرامة العربية ليست ورقة في مفاوضات، بل هي جوهر وجود الأمة وبقاؤها، والتاريخ علّمنا أن الشعوب قد تصبر لكنها لا تنسى.
كونوا بقدر المهمة، واعلموا أن الأمة من خلفكم تنتظر موقفًا يعيد لها ثقتها بقياداتها. وبعون الله وبصدق الموقف وبوحدة الكلمة، سيكون لهذه الأمة مكان تحت الشمس يليق بها وبكرامتها.
التاريخ يُكتب الآن، فاختاروا موقعكم فيه.
إما مع الله والأمة… أو مع الشيطان والصهاينة.
‎2025-‎07-‎21
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دولة الرئيس يجب مكاشفة الشعب العراقي
دولة الرئيس يجب مكاشفة الشعب العراقي

موقع كتابات

timeمنذ 8 ساعات

  • موقع كتابات

دولة الرئيس يجب مكاشفة الشعب العراقي

منذ عدة اشهر وقانون الحشد الشعبي نائم في ادراج مجلس النواب وتمت قرائته قراءة اولى وقبل عدة ايام تمت قرائته قراءة ثانية بطريقة تم اعتبارها من قبل البعض من النواب انها تمت بطريقة التهريب داخل المجلس… والان لنتكلم بصراحة ونقول ان القانون تمت عرقلة اصداره بسبب اعتراض الادارة الاميركية عليه بل ووصل الامر انها ترفض اصداره رفضا قاطعا ووصل الامر الى ايصال رسائل للعراق بأن اقرار القانون قد يعرض العراق لعقوبات اقتصادية وسياسية وطبعا اميركا لم تعين سفيرا لها في العراق بانتظار انجلاء امر القانون ناهيك عن اسباب اخرى ويبدو ان الادارة الاميركية لديها مأخذ على الحكومة العراقية بل ان الكواليس السياسية الاميركية تتحدث عن ان العلاقات الاميركية العراقية قد تتعرض لهزة غير متوقعة بل ان البعض قال ان اميركا قد تعارض الولاية الثانية للسيد محمد شياع السوداني… كل هذه التطورات والمواطن العراقي لايعلم بها ولايعرف عنها شيئا…….. والواضح ان هناك خطأ ما في طريقة تعامل الحكومة مع عدة مواضيع… ليلة امس كان اتصال هاتفي بين روبيو وزير الخارجية الأميركية والسيد محمد شياع السوداني ويبدو ان الكلام كان عن الازمات السياسية مثل رواتب الاقليم وقضية الطائرات المسيرة التي قصفت اهدافا في العراق ولانعرف كشعب عراقي من هي الجهة التي قامت بعمليات القصف ولكن الموضوع الاكثر اهتماما كان موضوع قانون تقاعد الحشد الشعبي وموضوع اقراره في مجلس النواب وهو موضوع لايتعلق بالحكومة ولكنه يتعلق بالجهة التي تريد اقرار القانون والتهديدات الاميركية في حال اقرار القانون مثل عقوبات اقتصادية غير منظورة مثل تخفيف صرف الحوالات والدولار النقدي هذا ان لم تمنع اميركا العراق من استعمال ارصدته المالية بل وان هناك في واشنطن من يقول ان اميركا تريد اصدار عقوبات بحق مئات الاشخاص من رجال الاعمال الذين قاموا بالتبرع للحشد قبل عدة سنوات ويبدو ان هذا الموضوع اصبح موضوع مهم جدا عند الادارة الاميركية… الان يجب التصرف بحكمة وعقلانية والتفاهم مع قيادات الاطار التنسيقي حول القانون ومن يريد تمرير القانون عليه تحمل عواقب تمريره وتحمل كافة النتائج التي ستنتج عن اقرار القانون…… وهناك موضوع الطائرات المسيرة ويجب مكاشفة الشعب بالجهة المسؤولة عن هذه الطائرات وعمليات القصف التي قامت بها…. دولة الرئيس لامجال لاخفاء الحقائق والشعب بريد معرفة الحقائق كاملة لكي يستطيع الفرز بين الصالح والطالح…. وننتظر ماستفرزه الايام المقبلة حول هذا الموضوع والشعب العراقي لايتحمل صدمة اقتصادية في هذه الفترة وقد تخرج تظاهرات شعبية عارمة لايستطيع احد ايقافها والكلام كثير ولكن لنا ثقة بانك يادولة الرئيس ستتخذ القرار المناسب ان شاء الله

متى بدأت نهضة الإمام الحسين عليه السلام؟
متى بدأت نهضة الإمام الحسين عليه السلام؟

موقع كتابات

timeمنذ 8 ساعات

  • موقع كتابات

متى بدأت نهضة الإمام الحسين عليه السلام؟

إن الحسين عليه السلام نبراساً للعدل وممثلاً للحقيقة المحمدية فكانت ثورته عليه السلام مرجعاً وإماماً يقتدي بها الثائرون على الظلم المطالبين بالحق والعدل، لقد جسّد نهج جده الأعظم محمد ﷺ وسار في طريق علم الهدى ونبراس التقى علي بن أبي طالب عليه السلام، نعم، لقد ثار الحسين على حزب إبليس وسقى ثورته بالدماء الزكية التي سفحت على تراب كربلاء فبقت تلك الثورة خالدة شامخة تناطح السحاب في شموخها وتتحطم الأباطيل إذا اصطدمت بها، بلى لقد انتصر الدم على السيف، تخلد الحسين ومات يزيد، لكن دعونا نتساءل متى بدأت ثورة الإمام الحسين؟، ما حدث في السنة الواحد والستين للهجرة إنما هو انفجار تلك الثورة، فمتى اشتعل فتيلها ومن اشعله؟. يعلم كثير من الناس ورواة الأخبار أن ثورة الحسين بدأت منذ أن دعي إلى قصر الإمارة بالمدينة بعد موت معاوية ليقدم البيعة ليزيد في سنة ستين للهجرة، لكن عين المؤرخ والباحث ترى أن حقيقة بدايتها ليس كذلك بل قبل ذلك بسنين، دعونا نبيّن ذلك في سرد تاريخي مختصر: في سنة واحدٍ وأربعين تنازل الإمام الحسن عليه السلام عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان على شروط اتفقوا عليها، كان أحد الشروط هو ألا يولي معاوية أحد من بعده ويجعل الأمر شورى، لكن بعد وفاة استشهاد الإمام الحسن بن علي عليهما السلام بكذا سنة وبالتحديد سنة ست وخمسين للهجرة قام معاوية بتولية يزيد ابنه ذلك الشاب الماجن شراب الخمور وربيب بيوت النصارى ولاية العهد ضارباً بشروط الصلح التي جعلته خليفة على رقاب المسلمين عرض الجدار، في تلك السنة بايع أهل الشام والعراق وغيرهم يزيد بولاية العهد وبقيت الحجاز فأول ما فعل معاوية أن بعث إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب بمائة ألف درهم وذكر له الرسول بيعة يزيد فقال ابن عمر: «هذا أراد أن ديني عندي إذن لرخيص»، فامتنع، فأرسل معاوية إلى مروان بن الطريد وكان حينئذ واليه على المدينة أن يأخذ البيعة من أهل الحجاز لابنه يزيد، فقام مروان خطيباً في مسجد رسول الله ﷺ فكان مما قاله أن هذه البيعة على سنة أبي بكر وعمر ، فقام له عبد الرحمن بن أبي بكر وقال له: «كذبت يا مروان وكذب معاوية، ما الخيار أردتما لأمة محمد ﷺ ، ولكنكم تريدون أن تجعلوها هرقلية كلما مات هرقل قام هرقل»، فقال مروان: «هذا الذي أنزل الله فيه (وَٱلَّذِى قَالَ لِوَٰلِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَآ)»، فسمعت عائشة فقالت من وراء الحجاب: «يا مروان، أنت القائل لعبد الرحمن أنه أنزل فيه القرآن؟! كذبت والله ما هو به ولو شئت لسميته، لكن الله لعن أباك وأنت في صلبه فأنت فضضٌ من لعنة الله»، وقام الإمام الحسين وانكر هذه البيعة وفعل مثله ابن الزبير وابن عمر فكتب مروان إلى معاوية بذلك، فجاء معاوية إلى الحجاز في ألف فارس يظهر أنه يريد العمرة وهو يريد أن يرهب أهل الحجاز بذلك وإلا ما حاجته إلى هذا العدد وهو يريد العمرة، أليس يقال أن عهده كانت المرأة العجوز تقطع الصحراء وهي آمنه؟؟!!، فمكث في المدينة فترة وخطب فيها ومدح يزيد وتهدد من خالف البيعة بالقتل ثم ذهب إلى مكة وهناك دعى الإمام الحسين وابن أبي بكر وابن عمر وابن الزبير في دار مغلقة وتناقش معهم في الأمر ولما لم يستحسن جوابهم وشهد رفضهم للبيعة قال لهم متوعداً ومهدداً: «فَإِنِّي قَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَتَقَدَّمَ إِلَيْكُمْ، إِنَّهُ قَدْ أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ، إِنِّي كُنْتُ أَخْطُبُ فِيكُمْ فَيَقُومُ إِلَيَّ الْقَائِمُ مِنْكُمْ فَيُكَذِّبُنِي عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ فَأَحْمِلُ ذَلِكَ وَأَصْفَحُ، وَإِنِّي قَائِمٌ بِمَقَالَةٍ، فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَئِنْ رَدَّ عَلَيَّ أَحَدُكُمْ كَلِمَةً فِي مَقَامِي هَذَا لَا تَرْجِعُ إِلَيْهِ كَلِمَةٌ غَيْرُهَا حَتَّى يَسْبِقَهَا السَّيْفُ إِلَى رَأْسِهِ، فَلَا يُبْقِيَنَّ رَجُلٌ إِلَّا عَلَى نَفْسِهِ»، ثم قال لصاحب حرسه وهو بحضرتهم: «أَقِمْ عَلَى رَأْسِ كُلِّ رَجُلٍ مِنْ هَؤُلَاءِ رَجُلَيْنِ وَمَعَ كُلِّ وَاحِدٍ سَيْفٌ، فَإِنْ ذَهَبَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يَرُدُّ عَلَيَّ كَلِمَةً بِتَصْدِيقٍ أَوْ تَكْذِيبٍ فَلْيَضْرِبَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا»، ثم خرج وقال للناس أن هذه الجماعة قد بايعت ليزيد في الدار فبايع الناس فكانت هذه السنة هي النار التي اشعلت فتيل ثورة الحسين عليه السلام، نعم إن ثورة الإمام الحسين لم تقم في سنة سيتن للهجرة بل في ست وخمسين من الهجرة، مهد لها كتابة الشروط واشعلها نقض الشروط، فلم تكن كما يدعي البعض بأنها ثورة باطلة لأنها خروج على ولي الأمر، بل إنها ثورة حقة طالبت بالالتزام بالعهود المواثيق وتطبيقها، إنها ثورة حق على باطل لا يقوم بها إلا من كان دمه ولحمه من دم ولحم رسول الله ﷺ.

الإمام زين العابدين.. المريض الذي انتصر بصبره
الإمام زين العابدين.. المريض الذي انتصر بصبره

موقع كتابات

timeمنذ 8 ساعات

  • موقع كتابات

الإمام زين العابدين.. المريض الذي انتصر بصبره

في مثل هذا اليوم من عام 95 للهجرة، ترجل عن عالم الدنيا أحد أعظم رجال الطف وأطهر رموز آل البيت، الإمام زين العابدين علي بن الحسين، المعروف بالسجاد، ليبقى اسمه خالداً في ذاكرة الأحرار والباحثين عن الحق في وجه الطغيان. في مثل هذا اليوم، طويت صفحة من أنقى صفحات التاريخ ، الرجل الذي أبقته السماء شاهداً حيا على أوجاع كربلاء ليحمل راية الثورة لا بالسيف، بل بالكلمة والدعاء والموقف حين اشتعلت نار ملحمة الطف ووقف رجال الحسين يستقبلون الموت بصدور عارية وقلوب ملؤها اليقين، كان علي بن الحسين مريضا طريح الفراش. تركوه في الخيام، قائلين: 'هذا مريض وسيموت وحده'، لكن لم يعرفوا أن هذا المريض سيصبح في ما بعد أقوى صوت ناطق بآلام الطف، وأشد من فضح الطغيان في مجلس يزيد. رغم مرضه الذي أقعده عن حمل السيف في واقعة كربلاء، لم يكن غيابه عن القتال استسلاما، بل كان موقفا مقدرا، شاءت له السماء أن يكمل ثورة الحسين بلون آخر: لون الصبر، والدعاء، والمواجهة بالكلمة والموقف.لم يقدر له أن يقاتل بالسيف، لكن قدر له أن يقاتل بالبيان والمواجهة بالكلمة والموقف. بعد أن قتل الحسين وأصحابه، سيق الإمام السجاد أسيرا مكبلا، مع السبايا من النساء والأطفال، في رحلة امتدت من كربلاء إلى الكوفة ثم إلى الشام في دروب السبي، وقف علي بن الحسين أمام طغيان يزيد، لا مرتجفا ولا مذعورا، بل متحدثا باسم الحق، قائلاً في مجلس يزيد كلمات لا تزال ترددها الأجيال: 'أبالقتل تهددني يا ابن الطلقاء؟ أما علمت أن القتل لنا عادة، وكرامتنا من الله الشهادة؟'.في ذلك المجلس وقف الإمام ضعيف الجسد قوي الروح، فألقى خطبةً لا تزال ترتعد لها القلوب حتى اليوم.بداها زين العابدين قائلا له: لم تنتصر، لأن الدم لا يهزم. ثم قال: 'أيها الناس، أُعطينا ستاً،العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين وفضلنا بسبع ، منا النبي المختارمحمدا ، ومنا الصدّيق، ومنا الطيّار، ومنا أسد الله واسد رسوله ومنا سبطا هذه الامه ( الحسن والحسين ) ومنا مهدي هذه الامه . من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي ' ثم بدأ يعرف الناس بنفسه: أيها الناس 'أنا ابن مكة ومنى، أنا ابن زمزم والصفا، أنا ابن من حمل الركن بأطراف الردا، أنا ابن خير من طاف وسعئ ، انا ابن خير من حج ولبئ ، انا ابن من حمل علئ البراق في الهواء، انا ابن من اسرئ به من المسجد الحرام الئ المسجد الاقصئ، انا ابن من بلغ به جبريل الئ سدرة المنتهئ…..، فلم يزل يقول : انا ،انا حتئ ضج الناس بالبكاء وارتفع النحيب، فخاف يزيد من ثورة القلوب، وأمر المؤذن أن يرفع الأذان ليقاطع الإمام لكن حين نطق باسم رسول الله ﷺ، التفت الإمام وقال ليزيد: 'هذا محمد جدي أم جدك؟ فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت، وإن قلت إنه جدي، فلم قتلت عترته؟' لقد انتصر السجاد دون سيف وانتقم للحسين دون دم ،خلد آلام كربلاء في قلب الأمة وكتبها في الصحيفة السجادية التي أصبحت زادا للروح، ونبراسا للتقوى ومدرسة في المناجاة التي تذيب الغل وتوقظ الضمائر. اليوم، ونحن نحيي ذكرى وفاته، لا نرثي جسدا فارق الحياة، بل نستذكر مدرسة من الصبر، وموقفا من الثبات، وعلما من أعلام النور سار في الظلمة فلم ينطفئ. سلام على زين العابدين، في يوم رحيله، وفي كل لحظة يذكر فيها الحق ويفضح فيها الباطل

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store