logo
هل من صفقة كبرى تنهي حرب غزة وتعيد رسم الشرق الأوسط؟

هل من صفقة كبرى تنهي حرب غزة وتعيد رسم الشرق الأوسط؟

الشرق الجزائريةمنذ 14 ساعات

تتجه الأنظار نحو العاصمة المصرية القاهرة، حيث تتكثف الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية في محاولة للتوصل إلى اتفاق شامل يضع حدًا للحرب المدمرة في غزة، ويضمن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس. ومع أن الأطراف المختلفة تُبدي اهتمامًا بالوصول إلى حل، فإن المفاوضات تبقى محاطة بسلسلة معقدة من العقبات السياسية والعسكرية، وسط تباين عميق في المواقف، وشروط يصعب التوفيق بينها في المرحلة الراهنة.
خطة ويتكوف: رفض مزدوج وتحديات معقّدة
تُشكّل خطة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف محور المحادثات الجارية. وتنص هذه المبادرة على إطلاق سراح عشرة رهائن مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين ووقف لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، وتُخصّص لإجراء مفاوضات أوسع حول شروط إنهاء الحرب وتحديد مستقبل غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية. ورغم ما تحمله الخطة من عناصر مرنة، فإنها واجهت رفضًا مزدوجًا من الطرفين الأساسيين: فقد امتنعت إسرائيل حتى وقت قريب عن إرسال وفد رسمي للمشاركة في المباحثات، بينما عبّرت حماس عن اعتراضها على طبيعة المبادرة، ما عكس حالة من الجمود تُنذر بفشل المقترح بصيغته التقليدية.
ورغم حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إحراز 'تقدم كبير'، أكّد عضو المكتب السياسي لحماس باسم نعيم أن الحركة لم تتلقّ أي مقترح جديد، مكررًا استعدادها للتفاوض فقط على أساس وقف شامل لإطلاق النار، وإدخال المساعدات وفتح المعابر وفق تفاهمات آذار الماضي التي تراجعت عنها إسرائيل.
تطورات نوعية: اتفاق مرتقب على أعلى المستويات
في تطور بارز، كشفت صحيفة 'يسرائيل هيوم' عن تفاهم بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب خلال أسبوعين، ضمن ما بات يُعرف بـ'الصفقة الكبرى'. وتشمل بنود الاتفاق إطلاق سراح جميع الرهائن، وترحيل قيادة حماس إلى الخارج، ودخول أربع دول عربية، من بينها مصر والإمارات، لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، في خطوة تهدف إلى إقصاء حماس عن المشهد السياسي والأمني. وتندرج هذه الخطوة في إطار رؤية أميركية أوسع تهدف إلى توسيع اتفاقيات إبراهام لتشمل دولاً عربية وإسلامية إضافية، كالسعودية وسوريا مثلاً، مقابل استعداد إسرائيلي مبدئي للنظر في حل الدولتين، شريطة إجراء إصلاحات في السلطة الفلسطينية. في المقابل، تعترف الولايات المتحدة بتطبيق سيادة إسرائيلية محدودة في أجزاء من الضفة الغربية، ويجري استيعاب دول أخرى لسكان من غزة الذين ينوون الهجرة.
إنّ الاتفاق لا يُدار عبر الوساطات التقليدية، بل يتمّ التحضير له على أعلى المستويات، بمشاركة ترامب، ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ونتنياهو والوزير الإسرائيلي رون ديرمر، والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف. وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل لن ترسل وفدًا إلى القاهرة أو الدوحة، بل تريد إتمام الصفقة مباشرة 'من القمة'، واصفة إياها بأنها 'ليست صفقة تبادل عادية، بل مشروع استراتيجي شامل'.
وقال نتنياهو في تصريح مسجل: 'حققنا نصراً ضد إيران، ويجب البناء على هذا الزخم لتوسيع نطاق اتفاقيات السلام. لدينا فرصة لن تتكرر ويجب ألا نضيعها'. في المقابل، أبدت المعارضة الإسرائيلية شكوكها في هذه المقاربة، واعتبر يائير لابيد أن 'ما تفعله إسرائيل في غزة غير مجدٍ، وصفقة رهائن شاملة هي المخرج الوحيد المقبول'.
الانقسام الإسرائيلي الداخلي والضغوط الشعبية
في الداخل الإسرائيلي، تزداد الضغوط على الحكومة بعد مقتل سبعة جنود من وحدة الهندسة القتالية 605 في خان يونس، وهو ما أعاد فتح النقاش حول جدوى العمليات العسكرية المستمرة. وقد عبّر أعضاء من الائتلاف الحاكم، مثل موشيه غافني، عن قلقهم من استمرار الحرب، مطالبين بإعادة الرهائن وإنهاء القتال. كما دعا منتدى عائلات الرهائن إلى مراجعة شاملة للمسار السياسي والعسكري، مؤكدًا أن 'الحرب في غزة تُدار دون خطة واضحة'.
صفقة التبادل: شروط متضاربة وتعقيد متزايد
رغم الزخم الدولي، لا تزال الشروط المتبادلة تعرقل إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل. تطالب حماس بوقف كامل للحرب وانسحاب شامل من القطاع، فيما ترفض إسرائيل تقديم هذه التنازلات دون ضمانات تتعلق بمستقبل غزة وسلاح المقاومة. أما واشنطن، فتضغط باتجاه إعادة هيكلة الوضع السياسي في القطاع، وإخراج حماس من المعادلة.
في المقابل، لم تتوقف الوساطات القطرية والمصرية، إلا أن المفاوضات انتقلت إلى مستوى مختلف، حيث تتولى القيادات العليا رسم معالم الاتفاق. ووفق مصادر إسرائيلية، فإن نتنياهو يعتبر أن نجاح الاتفاق رهين بتوقيع مباشر من ترامب، بعيداً عن الأساليب السابقة التي لم تُثمر.
المساعدات والكارثة الإنسانية: مسارات متوازية
على الصعيد الإنساني، يتواصل تدهور الوضع في قطاع غزة. فمنذ استئناف العمليات العسكرية في آذار، فُرض حصار خانق على إدخال المساعدات، مما دفع بمؤسسة 'غزة الإنسانية' (GHF) المدعومة أميركياً إلى تولي مهمة التوزيع. ورغم إعلانها توزيع 44 مليون وجبة، ترفض الأمم المتحدة التعاون معها، معتبرة أنها منحازة.
وقد قُتل المئات خلال محاولتهم الوصول إلى نقاط التوزيع الواقعة داخل مناطق عسكرية إسرائيلية، في ظل اتهامات بأن هذه المناطق تحوّلت إلى 'مصائد موت'. كما حذّرت الأونروا من خطر العطش والمجاعة، مع انهيار شبكات المياه ومنع إدخال الوقود.
مستقبل الحرب: تسوية مشروطة أو تصعيد محتم
رغم المبادرة الأميركية وما تحمله من عناصر تسوية، إلا أن مصير الحرب يبقى رهين الميدان. ذلك أن الغارات الإسرائيلية لا تزال متواصلة، والمقاومة الفلسطينية لم تُظهر مؤشرات على قبول الشروط الأميركية الإسرائيلية. وفي ظل التباين بين رؤية السلام الأميركي واستراتيجية الصراع لدى الأطراف الأخرى، تبقى فرص التهدئة مشروطة بمقاربات جديدة وجرأة سياسية خارجة عن المألوف.
صفقة مشروطة بمقاربات جديدة
في الخلاصة، تُحاصر صفقة ويتكوف، بجملة تعقيدات داخلية وخارجية. لا الأطراف مستعدة لتقديم تنازلات مؤلمة، ولا الظرف الإقليمي يسمح بمناورات تقليدية. وإذا كان من الممكن العودة إلى طاولة المفاوضات، فذلك يتطلب إعادة تعريف للأولويات السياسية والإنسانية، وفهمًا عميقًا بأن الحل لا يكمن فقط في القوة أو الضغط، بل في توافق استثنائي يحفظ ماء وجه الجميع.
فالحرب لن تنتهي بقرار منفرد، والتسوية لن تولد من رماد المجازر، بل من إرادة سياسية جريئة تدرك أن كلفة الاستقرار – وإن كانت باهظة – تبقى أقل من كلفة الاستنزاف المستمر.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المعاون أول الشهيد إلياس طوق وهب حياته صونا لأمن لبنان واستقراره
المعاون أول الشهيد إلياس طوق وهب حياته صونا لأمن لبنان واستقراره

بيروت نيوز

timeمنذ 43 دقائق

  • بيروت نيوز

المعاون أول الشهيد إلياس طوق وهب حياته صونا لأمن لبنان واستقراره

كتب رئيس الحكومة نواف سلام عبر منصة 'اكس': 'المعاون أول الشهيد إلياس بهجات طوق، وهب حياته صونًا لأمن لبنان واستقراره. ‏هو شهيد بشري، وشهيد طرابلس، وشهيد الوطن. ننحني أمام تضحيته، ونتوجه بأحرّ التعازي لعائلته الكريمة، ولمؤسسة قوى الأمن بقيادتها وكامل عناصرها. ‏وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى الأبطال'. وأرفق التدوينة بصورة للشهيد طوق.

بلدية زغرتا اهدن تستنكر استمرار انقطاع المياه عن العقبة
بلدية زغرتا اهدن تستنكر استمرار انقطاع المياه عن العقبة

بيروت نيوز

timeمنذ 43 دقائق

  • بيروت نيوز

بلدية زغرتا اهدن تستنكر استمرار انقطاع المياه عن العقبة

استنكرت بلدية زغرتا – اهدن، في بيان، استمرار انقطاع مياه الشفة عن أهالي العقبة – زغرتا 'والذي يحملهم أعباء شراء مياه الصهاريج بشكل مستدام اضافة الى حرمانهم من المياه'. ]]> وأعلنت البلدية أنها 'راجعت مراراً وتكراراً ادارة مياه لبنان الشمالي ومصلحة المياه في المنطقة وبشكل ملح، وتلقت وعوداً بحلول عملية لم تبصر النور بعد، في حين أن المطلوب حل نهائي وسريع، لان الانتظار يسدد ثمنه سكان العقبة فقط' .

توزيع المهام في المجلس التنفيذي للاتحاد الوطني للفلاحين
توزيع المهام في المجلس التنفيذي للاتحاد الوطني للفلاحين

بيروت نيوز

timeمنذ 43 دقائق

  • بيروت نيوز

توزيع المهام في المجلس التنفيذي للاتحاد الوطني للفلاحين

انتخب المجلس التنفيذي للاتحاد الوطني للفلاحين ابراهيم الترشيشي رئيسًا، بحضور اعضاء التجمع واشراف وزارة العمل ممثلة برئيس الدائرة خضر رفاعي. وبعد فوز المجلس التنفيذي بالتزكية جرى توزيع المهام على الشكل التالي: ابراهيم الترشيشي رئيسا، كابي طوني فرج نائبا للرئيس، عمر محمد صالح حاطوم مسؤول العلاقات الخارجية، محمد حسن الفرو امينا للسر، ميلاد يوسف حاطوم نائبا لامين السر، علي حسن المصري امينا للصندوق ، سليمان سارة مسؤولا للاعلام، عادل احمد العمار مسؤول العلاقات العامة، محمد فواز الترشيشي مسؤول العلاقات الاجتماعية والثقافية، محمد خير ابو عثمان مسؤول النقابات والتعاونيات، هاني محسن جعفر عضو مستشار. انتخب هيئة مكتب المجلس التي تألفت من حنا دعيبس رئيسا، يوسف العرة نائبا للرئيس وميسر الميس امينا للسر. وفي ختام الجلسة الانتخابية تمت مناقشة عدد من القضايا الزراعية، وحضر جلسة الانتخاب رئيس نقابة مستوردي ومصدري الخضار والفاكهة في لبنان نعيم خليل رئيس تجار الخضار والفاكهة في البقاع عمر صلاح حاطوم وامين سر النقابة وجيه العموري . واكد الرئيس ابراهيم الترشيشي ان 'الاولوية لتنشيط القطاع الزراعي والعمل على تذليل العقبات التي تحول دون انطلاقة كل القطاعات الزراعية'. وقال: 'سننكب على دراسة مشاكل كل قطاع على حدى للوصول الى تصور واضح لرفعها الى المسؤولين والبدء على تخفيف معاناة المزارعين وسنعمل على التواصل مع النقابات الزراعية العربية والاوروبية للاستفادة من الخبرات الزراعية الخارجية والعمل على تخفيض الاكلاف الزراعية'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store