logo
‫ مدير الصحة في غزة: المستشفيات تُواجه خطر التوقف خلال 48 ساعة لنفاد الوقود

‫ مدير الصحة في غزة: المستشفيات تُواجه خطر التوقف خلال 48 ساعة لنفاد الوقود

العرب القطرية٠٨-٠٦-٢٠٢٥
قنا
حذر الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، من كارثة وشيكة في مستشفيات القطاع وخروج ما تبقى منها عن الخدمة، بسبب الاستهدافات الإسرائيلية المباشرة لها، ووقوعها ضمن نطاق عمليات الإخلاء القسري التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي شمالي وجنوبي قطاع غزة.
وقال مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية، إن ما تبقى من مستشفيات عاملة في القطاع ستتوقف تماما خلال يومين إن لم يدخل الوقود المخصص لها، مشيرا إلى إعلان حالة الاستنفار والطوارئ في المستشفيات نتيجة ذلك.
وأوضح البرش في حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، اليوم، أن كميات الوقود المتوفرة في مستشفيات غزة لا تكفي إلا ليومين فقط، داعيا للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح المعابر لإدخال المواد الطبية والوقود وإنقاذ المستشفيات والمرضى من موت محقق، مشددا على أن مستشفيات القطاع ستتحول بعد 48 ساعة إلى مقابر بسبب نفاد الوقود.
وأكد الدكتور منير البرش، أن منع قوات الاحتلال إدخال الوقود هو بمثابة قطع لشريان الحياة عن المستشفيات، خاصة بعد تدمير الاحتلال المولدات الكهربائية ومحطات الأوكسجين فيها.
وكشف البرش، أن الاحتلال يمنع المؤسسات الدولية والأممية من الوصول إلى أماكن تخزين الوقود المخصص للمستشفيات، بحجة أنها تقع في مناطق حمراء، محذرا من أن إعاقة وصول إمدادات الوقود للمستشفيات يهدد بتوقفها عن العمل، خاصة أنها تعتمد بشكل كامل على المولدات الكهربائية لتزويد الأقسام الحيوية بالطاقة.
وأشار إلى أن التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة، التي تستهدف المناطق السكنية المحيطة بالمستشفيات، هي خطوات واضحة ضمن خطة منهجية ينفذها الاحتلال الإسرائيلي لتقويض عمل المنظومة الصحية في قطاع غزة.
وأفاد أن مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، يعد المستشفى الوحيد الذي ما زال يعمل في المدينة، بعد خروج المستشفى الأوروبي شرقي المدينة عن الخدمة، وصعوبة الوصول إلى مستشفى الأمل بسبب وقوعه في مناطق الإخلاء.
وأضاف الدكتور منير البرش، أن توقف مجمع ناصر الطبي عن العمل، والذي يعتمد عليه نحو 650 ألف نسمة في خان يونس، من شأنه أن يؤدي إلى كارثة إنسانية كبرى، محذرا من الوصول إلى لحظة انهيار شامل في تقديم الرعاية الطبية جنوبي القطاع.
وأوضح أن الأطقم الطبية العاملة في مجمع ناصر، تواصل عملها وهي لا تجد طعاما تسد به جوعها، شأنهم كبقية أبناء الشعب المجوعين، مشيرا إلى أنهم أجروا أمس عمليات طبية بلا كهرباء ولا أي مستلزمات في مشهد مأساوي يعجز وصفه.
وبين مدير عام وزارة الصحة، أن مستشفى الأمل التابع للهلال الأحمر الفلسطيني في خان يونس بات من المتعذر الوصول إليه، بعد أن صنف الاحتلال المنطقة المحيطة به كـ"منطقة قتال خطيرة"، وفرض إخلاء قسريا للسكان من محيطه، في وقت لا يزال المستشفى يضم عددا من المرضى والطواقم الطبية، الذين يواجهون مخاطر جدية في ظل الحصار والظروف الأمنية بالغة التعقيد.
وأفاد بوجود نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية في جميع المستشفيات، حيث لا تجد الأطقم الطبية الأدوات الطبية اللازمة لإجراء عمليات في العيون.
وأعلن البرش توقف قسم الكلى الصناعية في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، وتعطله عن العمل بسبب اعتداءات الاحتلال، مشيرا إلى أن الاحتلال استهدف بالقصف المباشر ممتلكات وأجهزة القسم، مما أدى إلى تعطله مؤقتا وتوقف خدماته الحيوية لمرضى الفشل الكلوي.
وأوضح أن القصف الإسرائيلي تسبب بتعطل ماكينة الفلترة الأساسية الخاصة بغسيل الكلى، مشيرا إلى استهداف الاحتلال بشكل مباشر لعشرة خزانات مياه معقمة مخصصة لتشغيل ماكينات الغسيل، حيث خرج سبعة خزانات منها عن الخدمة بشكل كامل، بينما لا تزال ثلاثة أخرى قيد الصيانة.
وبين الدكتور منير البرش، أن هذا الاستهداف أحدث تأثيرا مباشرا وخطيرا على مئات من مرضى الفشل الكلوي، الذين يعتمدون بشكل أساسي على جلسات الغسيل، مما زاد من معاناتهم اليومية وعرض حياتهم لخطر كبير نتيجة تعطل القسم، منوها إلى أن الأطقم المختصة بالوزارة ستعمل خلال الأيام القادمة، على استكمال عمليات الصيانة الطارئة بهدف إعادة تشغيل القسم بشكل طبيعي خدمة للمرضى وإنقاذا لأرواحهم.
وجدد مدير عام وزارة الصحة، مناشدته العاجلة للجهات الدولية والإنسانية للتدخل الفوري، من أجل حماية المؤسسات الصحية، وضمان إدخال الإمدادات الطبية اللازمة لاستمرار تقديم الخدمات الإسعافية والرعاية الطارئة للمرضى والمصابين، داعيا جميع المؤسسات والجهات المعنية، إلى التدخل العاجل لتوفير الحماية للمستشفيات والمرافق الصحية، وضمان فتح ممر آمن يتيح للمرضى والمصابين الوصول إلى المستشفيات، وتزويدها بالإمدادات الطبية الضرورية لاستمرار تقديم الرعاية الصحية فيها.
ويعاني القطاع الصحي في غزة من أزمة خانقة، مع استمرار منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية، وتواصل الاستهداف الإسرائيلي للأطقم الطبية من خلال القتل أو الاعتقال، إلى جانب التدمير المنهجي للمستشفيات الرئيسية، في ظل تصعيد العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع المحاصر.
يشار إلى أنه منذ 13 مايو الجاري شن الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن 36 اعتداء مباشرا على المستشفيات في قطاع غزة البالغ عددها 36 مستشفى، مما أسفر عن خروج عدد كبير منها من الخدمة، من بينها 4 مستشفيات رئيسية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غزة على وشك الانهيار
غزة على وشك الانهيار

جريدة الوطن

timeمنذ 4 أيام

  • جريدة الوطن

غزة على وشك الانهيار

غزة- الأناضول- قال برنامج الأغذية العالمي إن جميع أنظمة الغذاء في قطاع غزة «على وشك الانهيار» ومعظم الأسر في القطاع بالكاد تتناول وجبة واحدة يومياً، جراء الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على القطاع منذ عدة أشهر. وفي تغريدة عبر حسابه على منصة «إكس»، أفاد البرنامج الأممي، أن «وقف إطلاق النار في غزة يهيئ الظروف اللازمة لتقديم مساعدات إنسانية آمنة وواسعة النطاق». وأضاف: «معظم الأسر في قطاع غزة بالكاد يتناولون وجبة واحدة يوميا». وتابع: «لا يزال الشعور بالخوف من المجاعة والحاجة الماسة للغذاء مرتفعًا في غزة». وأشار البرنامج إلى أن الأمن الغذائي في غزة وجميع أنظمة الغذاء، على وشك الانهيار. وذكر أن إحدى أسر غزة أخبرتنا أن الحرارة الشديدة ونقص الغذاء تسببا في فقدان الوعي عند البعض. ولفت إلى أن الكثير من الناس يخاطرون بحياتهم؛ من أجل الحصول على كيلو واحد من الطحين. وقتل 10 فلسطينيين بينهم طفل رضيع وأصيب آخرون، فجر الاثنين، في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة بقطاع غزة، وأفادت مصادر طبية لمراسل الأناضول، بأن 6 فلسطينيين بينهم طفل رضيع قتلوا وأصيب 15 جراء غارة من مروحية إسرائيلية استهدفت عيادة طبية تؤوي نازحين في حي الرمال غرب مدينة غزة. كما قتل فلسطيني وجرح عدد آخر في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية بحي تل الهوا جنوب مدينة غزة، وفق مصادر طبية وشهود عيان. وفي وسط القطاع، قتل 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا لعائلة الجدي بمخيم البريج، حسب ما أفادت مصادر طبية في مستشفى «شهداء الأقصى» بمدينة دير البلح (وسط). وأصيب 4 فلسطينيين بجروح خطيرة جراء غارة إسرائيلية استهدفت خيمة تؤوي نازحين في مدينة دير البلح، وفق المصادر ذاتها. وقال إعلام عبري إن الجيش الإسرائيلي أبلغ القيادة السياسية، باستحالة القضاء على حركة حماس وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لديها في وقت واحد. وأفادت إذاعة الجيش، الاثنين، أن الجيش أبلغ القيادة السياسية بأنه من المستحيل حاليا تحقيق هدفي الحرب معا (القضاء على حماس وإطلاق سراح المحتجزين)، وأن علينا أن نقرر ما يجب فعله أولا. وأوضحت الإذاعة أن الجيش يرى ضرورة إعادة الأسرى أولا، دون مزيد من التفاصيل، أو فيما إذا كانت القيادة السياسية ردت على ذلك.

‫ الرعاية الصحية الأولية تحذر من أضرار التبغ غير المدخن على صحة الإنسان
‫ الرعاية الصحية الأولية تحذر من أضرار التبغ غير المدخن على صحة الإنسان

العرب القطرية

timeمنذ 5 أيام

  • العرب القطرية

‫ الرعاية الصحية الأولية تحذر من أضرار التبغ غير المدخن على صحة الإنسان

قنا حذرت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية من المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام التبغ غير المدخن، خاصة "السويكة"، التي يعتقد الكثيرون خطأ أنها أقل ضررا من التدخين. وتعد "السويكة" من الممارسات الضارة بالصحة، وتعرف أيضا بأسماء أخرى مثل "الشمة" أو "التمباك" وهي عبارة عن أوراق تبغ معالجة بطريقة خاصة تخلط غالبا بالنيكوتين وبيكربونات الصوديوم، وتستخدم بوضعها داخل الفم لفترة زمنية قبل التخلص منها. وقالت الدكتورة جنان محمد سليمان طبيبة الأسرة في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية: "إن كثيرين يعتقدون خطأ أن السويكة أقل ضررا من التدخين، بينما يؤدي التركيز المباشر للتبغ في مناطق معينة من الفم إلى مخاطر صحية جسيمة ولا تقتصر هذه الأضرار على الفم فقط، بل تمتد إلى المريء والقولون والبنكرياس والمثانة نتيجة امتصاص وابتلاع عصائر التبغ". وأضافت أن استخدام السويكة ترافقه مجموعة من المشكلات الصحية المتنوعة، ما يجعلها من السلوكيات الخطرة فقد يعاني المستخدمون من اضطرابات في حاسة التذوق، مما ينعكس سلبا على جودة الحياة اليومية، بالإضافة إلى زيادة فرص الإصابة بالتهاب اللثة، وتكون الجير، وتسوس الأسنان، حيث تسهل السويكة التصاق طبقة البلاك بالأسنان، كما تتسبب في تصبغات داكنة في الأسنان باللون البني أو الأسود. وأشارت إلى أن السويكة قد تؤدي أيضا إلى ارتفاع ضغط الدم، وتضيق الأوعية الدموية المغذية للقلب، مما يزيد خطر الإصابة بالأزمات القلبية وفي أسوأ الحالات، يرتبط استخدامها المستمر بارتفاع معدلات الإصابة بسرطانات الفم، والبلعوم (الحلق)، والمريء، واللثة، والمعدة، والبنكرياس، مما يعد من أخطر العواقب الصحية لهذه العادة. وقد بادرت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بتقديم خدمات طبية متخصصة لمساعدة الراغبين في الإقلاع عن التبغ، بما في ذلك التبغ غير المدخن وتشمل هذه الخدمات عيادات خاصة للإقلاع عن التدخين، تقدم استشارات طبية ودعما منتظما من أطباء مختصين حيث يمكن حجز المواعيد بسهولة من خلال الاتصال برقم خدمات الرعاية الأولية أو عبر إحالة من الطبيب المعالج، مما يضمن سهولة الوصول إلى الدعم الطبي المناسب. وتشمل هذه العيادات عدة خيارات علاجية، منها العلاج السلوكي والعلاج الدوائي، مثل بدائل النيكوتين على غرار "لصقات النيكوتين" التي توضع على الجلد للحفاظ على مستوى ثابت من النيكوتين طوال اليوم لتقليل الاعتماد على منتجات التبغ، ودواء "الفارينكلين" الذي يؤثر في مستقبلات محددة في الدماغ لتقليل تأثير النيكوتين ويؤدي استخدامه إلى فقدان الشعور بالمتعة الناتجة عن التبغ، مما يسهم في دعم قرار الإقلاع. ويعمل الأطباء في عيادات الإقلاع عن التبغ على تقييم حالة كل مراجع على حدة، لتحديد النوع الأنسب من العلاج وفقا لحالته الصحية ودرجة الإدمان.

أطـفـــال ينهشــهـــم التـــجويع
أطـفـــال ينهشــهـــم التـــجويع

جريدة الوطن

timeمنذ 6 أيام

  • جريدة الوطن

أطـفـــال ينهشــهـــم التـــجويع

بأجساد نحيلة كأنها هياكل عظمية، يرقد الأطفال محمد ورزان وأمل بمستشفيين بقطاع غزة، بعدما أنهكتهم أمراض ناجمة عن الجوع وسوء التغذية الحاد؛ جراء حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ 21 شهرا على الفلسطينيين. وعلى أسرة العلاج تختفي مظاهر الطفولة عن وجوه الثلاثة؛ إذ لا تظهر عليهم أي استجابة للعب أو التفاعل، ويقضون معظم أوقاتهم في حالة خمول تام، نتيجة الهزال الشديد وسوء التغذية. أجساد ضعيفة مع هذا المشهد الناجم عن حرب الإبادة الإسرائيلية، يرتفع أنين الأطفال المرضى الذين أنهكهم الجوع، فيما يبذل الأطباء جهودا مضنية لتقديم الحد الأدنى من الرعاية، وسط نقص حاد في الإمكانات. وبينما تتصاعد التحذيرات من داخل قطاع غزة من انهيار النظام الصحي، تتفشى المجاعة بصمت بين آلاف الأطفال الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة بوجه التجويع الممنهج الذي تمارسه إسرائيل. ورغم تدهور الأوضاع الصحية وتصاعد تحذيرات المجاعة، تواصل إسرائيل منع إدخال الغذاء والماء إلى غزة، متجاهلة بذلك الدعوات الدولية المتكررة لفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية. والجمعة، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن نحو 112 طفلا فلسطينيا يدخلون المستشفيات بقطاع غزة يوميا لتلقي العلاج من سوء التغذية منذ بداية العام الجاري، جراء الحصار الإسرائيلي الخانق. والسبت، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة ارتفاع عدد الأطفال الذين «استشهدوا» جراء سوء التغذية الحاد إلى 66 منذ 7 أكتوبر/‏ تشرين الأول 2023، نتيجة تشديد الجيش الإسرائيلي حصاره على القطاع ضمن استخدام «التجويع سلاحا لإبادة المدنيين». طفولة مفقودة في «مستشفى شهداء الأقصى» بمدينة دير البلح وسط القطاع، تقف أم فلسطينية عاجزة أمام رضيعها محمد اللوح، البالغ من العمر 3 أشهر، غير قادرة على توفير الحليب الذي يحتاجه بشدة. ومنذ لحظاته الأولى في الحياة، لم يعرف الطفل سوى الجوع والحصار، ولد في قلب المجاعة، ولم ير يوما جميلا كغيره من أطفال العالم. وخلال الأشهر الثلاثة منذ ولادته، تنقل الطفل مع عائلته بين النزوح والحرمان، دون أن ينعم بيوم آمن حيث سرقت طفولته مبكرا وسط حرب لا ترحم ولا تترك له حق البكاء كما يفعل أطفال العالم في سنواتهم الأولى. تقول للأناضول: «طفلي يعاني من سوء تغذية والتهابات صدرية نتيجة نقص الحليب، والمستشفيات لا تملكه، والمعابر مغلقة بسبب الحصار». ولا يختلف الحال كثيرا لدى والدة الطفلة رزان أبو زاهر، التي تجلس بجانب صغيرتها المريضة متمنية أن تستعيد عافيتها. تقول الأم للأناضول، رزان تعاني من حرارة مستمرة وضعف عام، وكل يوم يمر حالتها تزداد سوءا بسبب نقص الطعام والماء. وتضيف أن طفلتها حرمت من الحليب المغذي وحبوب القمح الجاهزة «السيريلاك»، ما فاقم تدهور حالتها الصحية. أما الطفلة أمل، فترقد في قسم الأطفال بـ«مستشفى ناصر» في خان يونس، بجسد هزيل تبرز منه عظام صدرها بوضوح، جراء معاناتها من حساسية القمح، في وقت لا يتوفر فيه بديل غذائي مناسب وسط تفاقم المجاعة. يقول والدها: «أصيبت بسوء تغذية بعد النزوح، وشخص الطبيب حالتها بحساسية قمح، ونصحنا بتوفير لحوم وفواكه، لكن كل شيء مفقود». ويشير إلى أن وزنها انخفض من 20 كغم إلى 12 كغم بسبب الجوع. تفشي لسوء التغذية من جانبه، قال الطبيب إياد أبو معيلق، رئيس قسم الأطفال في «مستشفى شهداء الأقصى»: «نشهد ازدحاما شديدا في القسم حيث نستقبل ما بين 50 إلى 60 حالة يوميا، معظمها التهابات صدرية ومعوية وحمى شوكية، ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بسوء التغذية». ويتابع: «لا تتوفر لدينا أي أنواع من الحليب الصناعي، وسوء التغذية يضعف مناعة الأطفال، ويجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض». ووجه أبو معيلق نداء للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بضرورة التدخل العاجل، وتوفير الحليب للرضع والمستلزمات الطبية والأدوية. وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس/‏ آذار بشكل محكم معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولا تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى. وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تنفذ تل أبيب وواشنطن منذ 27 مايو/‏ أيار، خطة لتوزيع مساعدات محدودة بواسطة «مؤسسة غزة الإنسانية»، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بقصف الفلسطينيين المصطفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص. وأدت الآلية الإسرائيلية الأميركية لتوزيع المساعدات في غزة، حتى الأحد الماضي إلى 600 قتيل وأكثر من 4278 مصابا، وفق وزارة الصحة في غزة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store