
المؤامرة على مصر والمخطط الخبيث و معركة الوعى بقلم : عزة الفشني
الوضع في منطقة الشرق الأوسط معقد للغاية ومصر دائماً في قلب الأحداث نظراً لموقعها الجغرافي وثقلها السياسي والتاريخي .. التحديات كبيرة ولكن مصر لديها جيش قوي وإرادة شعبية صلبة .. و الحفاظ على الأمن القومي المصري يتطلب وحدة الصف والعمل المستمر لمواجهة أية تهديدات
إعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية
ما يحدث في المنطقة الآن ليس مجرد أحداث عابرة بل إعادة تشكيل للخريطة السياسية والجيوسياسية ومصر تدرك ذلك جيداً وتسعى للحفاظ على مصالحها وحماية سيادتها خاصةً وأن الشرق الأوسط يدخل أخطر مراحله منذ 100 عام .. الخرائط سترسم بالدم والإقتصاد العالمي على شفا الانهيار .
الهجرة العكسية من إسرائيل باتت قريبة .. والخليج في مرمى النيران .. القادم ليس معركة بل زلزال سياسي وعسكري بالتأكيد مصر ليست بعيدة عن الدول المستهدفة خاصة اقتطاع سيناء وتجاهل هذه المخاطر يرقى لدرجة الخيانة.
فمصر وأمنها القومي بات قريباً للمواجهة ليس فقط الآن و ما يحدث في إيران وإنما منذ اليوم الذى وضعت فيه خطة تهجير الفلسطينيين .. فهى ليست بمنأى عن كارثة سوف تؤتي بالأخضر واليابس جراء التهور الصهيوني والدعم الأمريكي اللا محدود
فدخول الولايات المتحده نطاق الحرب يعني كابوساً على منطقة الخليج والذي من شأنه الإضرار الكامل بالأمن القومي المصري و العربي ...
الخوف كل الخوف أن نكون مخترقين مثلما حدث مع إيران .. الهواتف الذكية ما هي إلا جاسوس فى يدك فى المقام الأول .
لكن ستظل مصر ساطعة كالشمس ولم يحجب نورها أبداً بعد أن اجتمع عليها القاصي والداني فهي مازالت قوية ولم تركع إلا لله بتماسك الجبهة الداخلية مع جيشها وقيادتها هذا هو الأهم لبقاءها ما عدا الخونة فليرحلوا إلي الجحيم .
محاولات جر مصر للحرب في اليمن و أثيوبيا
والأمثلة على ذلك كثيرة منها محاولاتهم لجر مصر للحرب في إثيوبيا واليمن وما إلي ذلك لإضعاف قوة الجيش المصري لكن باءت محاولاتهم بالفشل بفضل القيادة الحكيمة والذكية .. وتلك هى العلامة الفارقة بين الوعى واللاوعى .. وهى المسافة التى يقاس بها الإدراك وعدم الإدراك .. وعليه أن يعى أبناء هذا الشعب صعوبة المرحلة التى تمر بها البلاد وحساب كل خطوة سواء للأمام أو الخلف
و من المفترض أن كل مؤسسات الدولة مهتمة ومنخرطة فى الأحداث الجارية في المنطقة ومدركين لكل الأبعاد المنظورة والمحتملة ولديهم كل الخطط والإحتياطات للتعامل وقت الحاجة بأعلى قدر من الكفاءة والمسؤولية .
أما إذا كانوا فى غفلة غير مدركين لذلك فسيكون لدينا بالفعل مشكلة كبيرة فى الولاء لتراب هذا الوطن .
خاصةً أننا لامسنا جميعاً أوتار المأساة التى تحياها الامة العربية بعد ان تسابق أهل الشرق لحضن ماما أمريكا و البابا ترامب الذى سوف يلقيهم فور أن تمضى حاجته منهم .. أما أهل الغرب فبات أنهم لبلاد الفرنجة أقرب وأوفى .. اما الشام العربى فلقد قضى عليه العم سام .. ولم يتبقى سوى عرين الأسد مصر ندعوا الله أن تمضي فى رباطها إلى يوم الدين
عقيدة العدو الصهيوني
إن عقيدة العدو الصهيوني للدول العربية والإسلامية التوسع من النهر إلي البحر ودائماً ما يؤكد علي ذلك فهم لديهم رهاب شديد وعقدة نفسية كبيرة من صغر حجم إسرائيل علي الخريطة التي هي سياسية بحتة وليست تاريخية أو جغرافية حتي أنها ليست أرضهم وطالما هناك صمت عربي مطبق وتعاون عربي مع الكيان الصهيوني والدفاع عنه من قبل عدد من الدول العربية وتوسع الحرب مع غزة ولبنان سيكون الدور علي الأردن ومصر بلا شك في أقرب وقت وهذا مايتمناه نتنياهو ذريعة تجعله يحقق رؤية تيودور هرتزل ثم يأتي الدور علي سوريا والعراق والسعودية ..
و لمثل هذا الأمر على دول المنطقة العربية أن تتجهز بشتى الطرق عسكرياً لمواجهة أية تعديات صهيونية علي أراضيها وأن لا تقف مكتوفة الأيدي وأن لا تتخذ موقف حيادي مخزي كهذا .. فلا وقت للحياد الآن .. العربدة والعنجهية لابد أن تصد بكل ما أوتيتم من قوة وردع وإلا سنبقى ننتظر دورنا في الطابور .
إن الهدف الأول لهم هي مصر وسيناء الوضع أصبح صعب ومحتد لكن الثابت الوحيد أن وطني فوق الجميع
معركة وجود و معادلة صفرية
إن المعركة الحالية هى معركة وجود إما نحن أو هم و كل يوم يمر يتأكد أنها حرب وجود و معادلة صفرية لم تعد تقبل التسويف أو القسمة .. قالها النتنياهو بعد أن شعر بالزهو بعد موقعة البيجر و إغتيال حسن نصر الله أنه بصدد تشكيل شرق أوسط جديد هو طبعها على ملابس جنوده واضحة خارطة إسرائيل الكبرى التى بالمناسبة تضم تقريبا ٥٠% من مساحة مصر و لن يردعه إلا أن يموت أو أن يخاف بقوة رادعة و لم يمنعه خسائر بشرية أو مادية كما كان المحللين يتوقعون ؟ هل تعلم لماذا لأنه يدرك أنها حرب وجود و أنها الأخيرة ؟
الشئ المؤكد أن مصر ستجر إلى المعركة جراً شاء من شاء و أبى من أبى التاريخ يقول ذلك و كذلك الجغرافيا
مصر رمانة الميزان
لكن ستظل مصر حصن الإسلام و رمانة الميزان و التاريخ يعيد نفسه كيف كان حال مصر قبيل غزو التتار
كل معطيات الجغرافيا و التاريخ تقول أن مصر ربما تنجر للحرب بدون أية رتوش .. ما يهمنا كبشر عاديين هل سنعيش لحظة نهاية هذا السرطان المسمى بدولة بنى إسرائيل
بالتأكيد وبدون شك في ذلك أن الصراع سواء كان في غزة أو ليبيا أو السودان و حتى اليمن و حصار المتوسط كله المقصود المباشر من وراءه مصر فهم مدركين جيداً قيمة مصر .. لكن العقبة الوحيدة أمامهم الجيش المصري
أدوات الإستهداف
نعم مستهدفون والأدوات لم تعد فقط متمثلة في إسرائيل ولكن للأسف أدوات الإستهداف الآن هم من أقمنا لهم دول وممالك علي أكتافنا و بأموالنا .
مصر كيان حضاري كبير لا يستطيع الكيان المفتعل الهيمنة عليه أو التأقلم معه والمحاولات مع مصر بكل تأكيد كثيرة وكبيرة باعتبارها دولة جوار و تفشل معها المعارك العسكر
حتى لو نجحت فى كسب بعض المعارك وإن بدت كبيرة لكنها صغيرة بالنسبة للعمق الحضارى و السكانى والمساحى لمصر وما محاولات تشويه هذه القيمة الثقافية لمصر عن طريق محاولة السيطرة على المجالات الشعبية مثل كرة القدم و الأفلام والمسلسلات إلا شاهد ولكنهم لا يلعبون إلا على الفئات المترددة كل هذا لإسقاط شعوب قوية حضارية بمثقفيها و صمودها
إنشاء قوة ردع عربية
إذاً لا مناص من الإجتهاد في إنشاء قوة ردع عربيه مهما كان الأمر محاط بالصعوبات دول الخليج دول هشة .. لا يعتمد عليها .. هكذا كانت نظرة السادات لها .. لديهم فائض مالي كبير وكان مقصود أن يكون كذلك منذ إتفاقية سايكس بيكو.. وإعادة تقسيم المنطقة .. وذلك حتى يصل هذا الفائض إلي الغرب بكل أريحية ومازالت هذه الكيانات حديثة النشأة تبحث عن أدوار وبطولات لها أكبر من حجمها بكثير .. دعهم يفعلون ذلك مادامت جيوبهم عامرة بالأموال .. من المؤسف أيضاً أنهم يقومون بأدوار مليئة بالخسة والندالة وتعاون مع الكيان المزروع سنة 1948 ويقومون بالوكالة عنه في أمور كثيرة.. ربما تتجلى بوضوح في قادم الأيام .. أما الدول التي سقطت مثل العراق وسوريا فهي سقطت لأسباب كثيرة بينها أنظمة مستبدة لا تعتد سوى برأيها وغياب العدالة و صراعات داخلية وفقد الأمة لروحها الوطنية والشعور بالإنتماء بالإضافة إلي أن الدول التي سقطت لم تكن تستثمر في قواها المختلفة
مصر تمرض ولا تموت
فليتوهَموا و يخططوا كيفما شاءوا فمصر تمرض ولا تموت أبداً و ستظل محروسة بعناية الله وبفضل جيشها وشعبها أبية عصية عليهم إلى إنتهاء الحياة على الأرض ومن ينكر ذلك فهو بجاهل لم يقرأ التاريخ بعد
حجم التحديات ووعى المصريين
في النهاية : على الشعب المصري أن يظل واعياً مدركاً لحجم التحديات لأن الوعي هو خط الدفاع الأول لأية دولة فلم ولن نكون جائزة كبري لأحد ستبقي مصر إلي أبد الآبدين .. هكذا حكم التاريخ .. ستنهار كل المؤامرات علي أبوابها .. وستتزين أسوارها بأسماء وصور الأبطال من شعبها .. أبداً لن تسقط مصر ولن يذل هذا الشعب العظيم .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نون الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- نون الإخبارية
رضا هلال يكتب: حماس والإخوان ضحايا الشيطنة والهروب إلى الأمام
في خضم المشهد العربي المرتبك، تخرج علينا بين الفينة والأخرى أصوات – تدّعي الانتماء إلى النخبة السياسية أو الثقافية أو الفكرية – تُلقي على أخبار ذات صلة 8:17 مساءً - 29 يوليو, 2025 6:53 مساءً - 27 يوليو, 2025 12:11 صباحًا - 28 يوليو, 2025 6:43 مساءً - 27 يوليو, 2025 هل حقًا هناك من يصدق أن جماعة معارضة، تصنَّف كـ«إرهابية» في معظم الدول العربية، هي من نظّمت مظاهرة أمام السفارة المصرية في قلب دولة في السياسة كما في الحرب، أسوأ ما يمكن أن يصيبك هو فقدان البوصلة. أن تجهّل العدو الحقيقي، وتخترع خصمًا داخليًا وهميًا، فترهق نفسك في محاربته بينما العدو الحقيقي يحصد الأرض والوعي. ما يحدث اليوم من تحميل جماعة الإخوان المسلمين – وحماس ضمنًا – وزر كل ما يحدث في العالم العربي، هو في جوهره هروب إلى الأمام، هروب من الاعتراف بفشل الأنظمة، وانبطاح النخب، وتآكل المشروع العربي الجامع، وهروب من الإجابة عن سؤال: من الذي يقتل الفلسطينيين في حين يكون الإخوان أكثر اتزانًا من نخب النفاق يمكن أن تختلف مع جماعة الإخوان سياسيًا، أو حتى فكريًا، وأن ترفض بعض توجهاتهم أو خطابهم، وهذا طبيعي في ساحة العمل العام، لكن أن تُحمّلهم مسؤولية كل ما يحدث، من فشل اقتصادي، إلى انسداد سياسي، إلى تظاهرة في تل أبيب، فهو نوع من الغباء السياسي والاستهبال الجماهيري. بل يمكن القول إن الإخوان، وحماس خاصة، يتعاملون اليوم بمنتهى الاتزان، خليل الحية، القيادي في حماس، حين تحدث من قطر، وجّه خطابه إلى هل لأن الحقيقة موجعة؟ هل لأن الرجل قال ما لا يجرؤ الكثيرون على قوله؟ هل لأن المقاومة لا تزال تصرّ على أن مصر – رغم كل شيء – تظل الرقم الصعب والبوابة الحاسمة؟ يبدو أن ذلك أقضّ مضاجع البعض، فاختاروا الهروب إلى مربع الشيطنة، كعادتهم. كلما اقتربت الشعوب من إدراك أن حماس – بما تمثله من امتداد إخواني – هي خط الدفاع الأخير عن كرامة الأمة، اشتدت الحملة عليها. لأن الأنظمة فشلت في إضعافها عسكريًا، فاختارت أن تشوّهها إعلاميًا، وأن تستعدي عليها الرأي العام. الهجوم الكاسح، المنظّم، المتزامن، الذي تتولاه حكومات وصحف ومذيعون و'مفكرون' ضد حماس والإخوان، لا يعبّر عن قوة هذه الأنظمة، بل عن ذعرها من تعاظم التأييد الشعبي لهم، خاصة مع كل جولة تصعيد في غزة، حيث تنكشف الأقنعة ويظهر من يقاتل، ومن يموّل ويهرول. حماس ليست عدونا… والإخوان ليسوا الخطر المعادلة بسيطة وواضحة: عدونا هو من يحتل، من يقتل، من يهدم البيوت فوق رؤوس النساء والأطفال. عدونا هو من يُهوّد القدس، من يحاصر غزة، من يمنع المساعدات، من يحرق المزارع ويعتقل الأسرى. أما من يقاوم – بغض النظر عن انتمائه السياسي أو الديني – فهو في خندقنا، شاء من شاء وأبى من أبى. الإخوان المسلمون ليسوا ملائكة، ولديهم ما يُنتقد، لكنهم ليسوا هذا «الوحش» الذي تحاول النخب المهزومة صناعته. وهم بالتأكيد ليسوا المسؤولين عن تراجع التعليم، وفساد الإعلام، وعجز السياسات، واستبداد الأنظمة، وتفكك المجتمعات. وأنا هنا اوجه الخطاب إلى النخب التي تضلل الشعوب وأقول لهم اتقوا الله .. واتقوا يوما ترجعون إليه وسيسألكم، كما أكد في كتابه وكأنه يصور المشهد ' وقوفهم إنهم مسئولون' فقد آن أوان المكاشفة. وإلى أولئك الذين يلوون أعناق الحقائق، ويفبركون التهم، ويركضون خلف التعليمات الرسمية، ويضعون رؤوسهم في الرمال حين تتساقط القنابل على غزة: اتقوا الله في شعوبكم، واتقوا الله في تاريخكم. ولا تكونوا أدوات في معركة تُخاض ضد من تبقى من أحرار هذه الأمة. إن لم تكنوا في صف المقاومة، فلا تكونوا في صف الاحتلال. وإن لم تستطيعوا قول الحق، فلا تساهموا في طمسه. وإن لم تؤيدوا الإخوان، فلا تجعلوهم شماعة تعلقون عليها عجزكم وسقوطكم الأخلاقي. التاريخ لا ينسى. وغزة لن تغفر. وحين يسقط القناع، لن يبقى لكم سوى عار الصمت أو خيانة الكلمة. للمزيد من مقالات الكاتب


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
أخبار العالم : عبدالله بن سالم والشيوخ يعزون بوفاة سالم المقرب
الجمعة 1 أغسطس 2025 11:41 مساءً نافذة على العالم - الشارقة: «الخليج» قدّم سموّ الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي، نائب حاكم الشارقة، أمس، واجب العزاء في وفاة المغفور له بإذن الله، العميد متقاعد سالم خليفة المقرب، شقيق عبدالله ومقرب المقرب، ووالد خليفة وعبدالله المقرب. كما قدم واجب العزاء الشيخ عبدالله بن محمد آل ثاني المستشار بمكتب سمو حاكم الشارقة، والشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية في الشارقة، والشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو حاكم الشارقة بمدينة خورفكان، والشيخ طارق بن فيصل القاسمي، وعدد من الشيوخ والمسؤولين. وأعرب سموه والشيوخ، خلال زيارتهم مجلس العزاء في مبنى ضاحية الخالدية بالشارقة، عن خالص تعازيهم وصادق مواساتهم إلى ذوي الفقيد، داعين الله العلي القدير، أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.


نون الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- نون الإخبارية
حسين حلمي يكتب: أخطار السياسة على الهواة
يرى المؤرخ والقاضي طارق البشري أن السياسة ليست مجرد نشاط عابر، بل هي مهنة وفن، بل وأكبر وأخطر المهن والحرف، مثل أي مجال يختار الله من يشاء للتميز فيه، يجب أن يتحلى الشخص الراغب في العمل السياسي بمهارات هذه المهنة وأن يتعمق في دراسة علومها. أخبار ذات صلة 8:17 مساءً - 29 يوليو, 2025 6:53 مساءً - 27 يوليو, 2025 12:11 صباحًا - 28 يوليو, 2025 6:43 مساءً - 27 يوليو, 2025 فالسياسي يحمل مسؤولية كبرى تتمثل في تأمين حياة كريمة لأبناء شعبه، سواء كان ذلك من خلال توفير الطعام أو التعليم أو الصحة وغيرها، بغض النظر عن توجهاتهم وتطلعاتهم، بالإضافة إلى ذلك، تقع على عاتقه إدارة الخلافات بينهم بطريقة تحافظ على تماسك المجتمع وتحميه من قانون الغاب الذي يسمح للقوي بالتهام الضعيف. السياسي الناجح مطالب أيضاً بإدارة أدوات سلطته بحكمة، بحيث لا تُهدر كرامة الناس، لأنه إذا اختل توازنه في هذا المجال قد يفقد السيطرة تماماً، ومن الخطأ الافتراض أن السياسة هي مهنة مفتوحة للهواة، الأدعياء، أو حتى لأولئك الذين يدّعون أنهم يمتلكون مفاتيح الآخرة. هؤلاء يجب عليهم الابتعاد عن هذا المجال كي لا يُضروا بأنفسهم وبالآخرين. وإن دخلوا مضمار السياسة، فإن تجربتهم غالباً ما تكون قصيرة العمر والتاريخ خير شاهد. المشكلة أن بعض هؤلاء يستهزئون بحقوق الناس ويتصدون لهم بكل قوة، متجاهلين أن السياسة الحقيقية تتطلب مضموناً قبل الشكل، الأشخاص غير المناسبين لهذا المجال يضرون بالدولة من الداخل، بينما أصحاب الخبرة الحقيقيين هم الأكثر قدرة على مواجهة تحدياته الكبرى وصراعاته المستمرة. مهما غاب هؤلاء المهنيون عن المشهد السياسي، سيعودون دائماً لأنهم الأصل، والقادرون على العبور في أعماق السياسة والتغلب على أمواجها المتلاطمة. للمزيد من مقالات الكاتب